رواية نبض قلبي لاجلك الفصل التاسع 9 بقلم لولا نور
الفصل التاسع الجزء الأول
مضي ثلاثه اشهر... تم الانتقال خلالها الي فرع الشركه الجديد وتم تعيين سوار بعد ان اتمت تدريبها واثبتت كفائتها واستطاعت ان تنال ثقه واعجاب مدير الحسابات التي تعينت تحت ادارته والذي اشاد بذكائها وسرعه فهمها لامور العمل وانجازها علي اكمل وجه....
اما عن علاقتها مع عاصم فكانت عاديه للغايه لم تتعدي كونها علاقه موظفه بصاحب الشركه التي تعمل بها...فقد انشغل عاصم كثيراً بامور الانتقال للفرع الجديد ومشاكل العمل الي جانب سفره الدائم الي الصعيد بسبب مرض والده المفاجيء الا انه لم يكن بالشيء الخطير ولكنه حرص علي التواجد هناك باستمرار للاطمئنان عاي صحته..والاحتفال بالحفيده الجديده لسليم ابوهيبه حيث انجبت سهام زوجه علي شقيقه بنتاً اطلقوا عليها اسم دهب مثل جدتها الحاجه دهب!!!
بالاضافه الي سفره خارج البلاد في رحله عمل لعقد العديد من الصفقات الناجحه....
........
اما ايمن طليق سوار فزوجته نهي اصبحت في الشهر الاخير من الحمل ..وعلاقته معها استقرت بشكل كبير فزوجته تحبه وتحرص علي سعادته الا انه لم يستطع نسيان سوار ولا يخرجها من قلبه ... وتحسنت علاقته باولاده خصوصا "سيلا" ..حتي انه اصبح يلتقي بهم في نهايه كل اسبوع ويقضي اليوم برفقتهم الا ان آسر ظل علي جفاؤه معه .....
في مقر الشركه الجديد....
وصل عاصم الي مقر شركته بعد عودته من السفر مباشراً من المطار الي عمله برفقه عدي ... استقبله العاملين بالابتسامه والترحاب فرحين بعودته ... استقل المصعد قاصداً مكتبه في الدور الاخير من المبني والذي يتكون من مكتبه ومكتب السكرتاريه الخاص به ومكتب عدي وقاعه الاجتماعات فقط...
استقبلته سلمي السكرتيره مرحبه بعودته وهي تسير خلفه الي داخل مكتبه....
حمد الله ع السلامه يا عاصم بيه....
الله يسلمك يا سلمي ... كل حاجه تمام ... قالها وهو يتوجه للجلوس خلف مكتبه...
كله تمام زي ما حضرتك آمرت ... الاجتماع هيكون بعد ساعه انا بلغت كل المديرين والاداره الماليه كلها هتحضر حسب اوامر سعادتك... والفايل ده في تقرير شامل عن سير العمل في اخر ثلاث شهور....
تمام تقدري تتفضلي...بعد خروج سلمي فتح شاشه حاسوبه الخاص وفتحه ليراقب كل مكاتب واقسام الشركه من خلال الكاميرات الموزعه في المكاتب.....
انتشر خبر وصول عاصم من السفر في ارجاء الشركه كلها حتي وصل الي مسامع سوار وعلمت عن الاجتماع المفاجيء الذي سوف يعقده بعد ساعه ....
كانت تجلس علي مكتبها ومعها في نفس الغرفه ثلات موظفين اخرين غيرها وهم : احمد ونور ويونس .... " احمد ونور" تجمعهم علاقه حب من ايام الجامعه وعملوا معاً بعد تخرجهم في شركه عاصم وتمت خطبتهم منذ سنه وهم في السابع والعشرين ..
اما يونس فهو اكبر منهم في الثلاثين من عمره ... اعزب .وهو اقدم منهم في العمل ... نشات بين ثلاثتهم وبين سوار علاقه زماله جميله يسودها الود والاحترام ... فقد ساعدوا سوار كثيرا في بدايتها ولم يبخلوا عليها باي شيء خاص بالعمل وخصوصاً يونس بحكم انه الاقدم والاكثر خبره.....
دلف الي مكتبهم مدير الحسابات ورئيسهم المباشر الاستاذ عبد العزيز : يا شباب .. طبعا عرفتوا ان عاصم بيه وصل وعامل اجتماع لكل المديرين كمان ساعه وكمان الاداره الماليه كلها يعني كلكم كده معايا في الاجتماع....
يونس: تمام يا ربس .... احمد : ايوه يا فندم بس انا ونور مش هنقدر نحضر.. احنا عندنا اجتماع باره الشركه مع مدير البنك ..
عبد العزيز : تمام كده يبقي يونس وسوار معايا...وانت يا سوار جهزي نفسك علشان هتعرضي الدراسه الي عملتيها عن الارباح المتوقعه للشركه في الخمس سنين الجايين وتقدميها قدام مجلس الاداره.... عاوزك ترفعي راسي....
ان شاء الله يا فندم ولو اني خايفه دي اول مره احضر فيها اجتماع مجلس الاداره وكمان اقدم الدراسه قدامهم كلهم ... قالتها وهي تشعر بقلق وتوتر شديد...
انا واثق فيكي ... قالها مديرها بثقه فيها وفي قدرتها العمليه....
بعد ساعه... كان الجميع يجلسون في غرفه الاجتماعات حول الطاوله المستديره منتظرين وصول رئيسهم ..... دلف عاصم الي غرفه الاجتماعات بخطوات واثقه شملهم جميعا بنظره سريعه ولكن كان يبحث عنها بين الحضور ... ولكنه كعادته علم بوجودها من رائحه عطرها القويه المنتشره بقوه.... القي عليها نظره خاطفه حتي لا يلحظه احد!!!!
تراس طاوله الاجتماعات واشار لهم بالجلوس ولكنه شعر بالانزعاج عندما وجدها تجلس ببن مديرها وبين شاب اخر علي الاغلب معها في نفس القسم...
بدا الاجتماع واستمر لوقت طويل في مناقشات ومباحثات حول خطط سير العمل المستقبليه ... حتي جاء دور عرض الدراسه التي اعدتها سوار ...
عبد العزيز: ودلوقتي يا عاصم بيه هنشرح الدراسه المتوقعه لارباح الشركه في الخمس سنين اللي جايين والي هتقدمها لحضرتك مدام سوار....
اتفضلي يا مدام سوار ... قالها بعمليه شديده..
قامت من مكانها واتجهت نحو شاشه العرض الكبيره الموجوده في اخر القاعه ... احست بتوتر شديد من نظراتهم المسلطه عليها وخافت ان تفشل في اول تجربه لها ... ولكنها نقضت عنها تلك المشاعر السلبيه ووجهت كل تركيزها نحو هدف واحد وهو نجاحها وكسب ثقتهم....
مشاعر كثيره اختلطت عليه عندما راها .... حاول ان يخفيها ونجح في ذلك اثناء انشغاله في الاجتماع .... ولكنها عادت لتظهر مره اخري عندما تحركت امامه ....
الاشتياق !!! هو الشعور الطاغي عليه ... لقد اشتاقها كثيراً اشتاق لكل شيء فيها .... هناك قوه خفيه تجذبه اليها كالمغناطيس ... ترك عينيه تتمتع بملامحها التي افتقدها بشده ...
مرر نظراته عليها من اعلي الي اسفل يحفظها داخله ....
ولكن فجاه!!! تحولت نظراته للشراسه وشعر نيران حارقه تندلع في صدره عندما راي ما ترتديه... ما هذا الذي ترتديه ؟؟؟ هل جنت؟؟؟ هل ترتدي هذه الثياب وتذهب وتاتي والرجال يشاهدون جسدها ويشتهوه؟؟؟؟
لا والله لم يكن عاصم ابو هيبه لو جعلها ترتديها مره اخري!!!
فلو ارادت ان ترتديها .. ترتديها له وحده وهو سيكون اكثر من سعيد بهذا الامر!!!!
فقد كانت ترتدي فستان لونه مزيج بين الاسود والازرق الغامق ضيق يصل الي ركبتيها وترتدي فوقه جاكيت قصير من اللون الاسود يصل الي قبل خصرها بالاضافه الي جوراب اسود شفاف يلف رجليها في اغراء شديد وحذاء جلدي اسود ذو كعب عالي يطرق الارض طرقاً اثناء سيرها تجعل رؤوس الرجال تلتف حولها ....
قامت سوار بتوصيل حاسبها المحمول بشاشه العرض واستعدت للبدء في الشرح ...
وقبل ان تبدا قاطعها عاصم قائلا بحده: مدام سوار تقدري حضرتك تشرحي اللي انت عاوزاه وانت قاعده مكانك ...
نظر له كل من في القاعه متفاجئين منه ... ولكنه لم يعيرهم اي انتباه.. فقط نظراته مصوبه فوقها في حنق....
قالت باندهاش: افندم!!!!
اللي سمعتيه.. تقدري تشرحي اللي انت عاوزاه وانت قاعده مكانك ... ايه اللي في كلامي مش مفهوم!!!
توترت الاجواء في غرفه الاجتماعات ...ونظر الجميع لبعضهم البعض باستغراب من موقف رئيسهم الا انهم اعتادوا علي عصبيته الدائمه من دون سبب لذلك لم يعلقوا علي ذلك الطلب الغريب!!!
اما سوار فقد انزعجت من طريقته الفظه وعصبيته الغير مبرره كما شعرت بالاحراج الشديد من نظرات الجميع لها... وكادت ان ترد عليه وتعنفه علي اسلوبه الغليظ ... الا انها اثرت الصمت والتعامل بمهنيه مع الموقف .. فهو صاحب الشركه التي تعمل بها وعليها احترامه وتنفيذ اوامره!!!
لذلك توجهت الي المقعد القريب من الشاشه وجلست عليه وبدات تعمل وتقدم الدراسه التي وضعتها لميزانيه الشركه وسرعان ما اندمجت في الشرح بطريقه مهنيه وعمليه رائعه .. استطاعت ان تنال اعجاب كل الحاضرين وعلي راسهم هو !!!
فلم يستطع ان يخفي نظراته المعجبه بها وبثقتها في نفسها وبقدرتها السريعه علي التعلم وانجاز الاعمال علي اكمل وجهه....
تنهدت بارتياح وشعرت بالثقه في نفسها ما ان رات نظرات الاعجاب بها في عيون الجميع ...
تحدث بجديه موجها ًحديثه للجميع : انا شايف ان الدراسه الي قدمتها مدام سوار مناسبه لوضعنا بشكل كبير وعلشان كده عاوز كل اقسام الشركه تشتغل علي تنفيذها في اسرع وقت ...
طبعاً احنا المفروض كنا نعمل حفل افتتاح المقر الجديد بس الظروف مسمحتش .. فانا قررت اعمل حفله صغيره عندي في البيت اخر الاسبوع... وطبعا ً الكل معزوم ومفيش اعتذرات ولا هقبل باي اعذار.... اظن واضح !!!
قالها وهو ينظر لها في تحدي من ان تعارض كلامه وتعتذر عن الحضور!!!
انتهي الاجتماع وبدا الجميع في الانصراف... اقترب يونس منها:
خلاص خلصتي علشان ننزل المكتب... اه خلاص يالله بينا...
تحركوا معاً خارج قاعه الاجتماعات وقبل ان تصل الي الباب اسمتعوا الي صوته الجهوري ذو النبره الحاده استوقفهم!!
مدام سوار .. استني !!! وانت تقدر تروح علي مكتب يااااا اسمك ايه!!!!
يونس .. يونس عبدالله يا فندم ...
يونس!!! ردد اسمه وهو يطالعه بنظرات مبهمه متفحصاً اياه جيداً... تقدر تتفضل علي مكتبك يا يونس !!! تمام عن اذن حضرتك
انصرف يونس وتركهم خلفه وحرب النظارات دائره بينهم ... سوار الغاضبه ... وعاصم البركان الذي علي وشك الانفجار دون معرفه والسبب ؟؟؟ ولكن هناك شيء خفي في نظرات عاصم تجاه سوار ولا بد ان يعرفه !!!!
تحت امرك مستر عاصم ... قالتها وهي تقف عاقده ذراعيها فوق صدرها منتظره انتهاء صمته الغريب!!!
لا يعرف لما طلب منها الانتظار !!! ولكن عندما راها تتحدث بأريحيه مع يونس احس ينيران حارقه تكوي داخله .. لذا طلب منها الانتظار...
اناااا .. اناااا.. اااه كنت عاوز اهنيكي علي اجتهادك في شغلك بجد انا فخور بيكي ... قالها بصدق.
متشكره و يا رب اكون عند حسن ظن حضرتك..
ان شاء الله ... صمت لثواني ثم قال ..ما تتاخريش يوم الحفله ... قالها مؤكداً علي حضورها...
هحاول !!! ردت باقتضاب.
اقترب منها حتي وقف امامها مباشراً واضعا ً يديه داخل جيوب سرواله وارتسمت ابتسامه واثقه علي شفتيه قائلاً: اسمها هاجي !!! مش هحاول..وبعدين انا قلت مش هقبل اعذار...هااا
ارتبكت واهتزت نظراتها من قربه الشديد ... اول مره يقترب منها بهذا الشكل ... اول مره تري ملامحه عن قرب... انه وسيم .. وسيم جداً وخطير جداً جداً.. جالت بنظراتها فوق ملامحه الوسيمه الخشنه ... عينيه السوداء العميقه .... شاربه ولحيته شديدي السواد ولكنها لاحظت وجود بعض الشعيرات البيضاء منتشره في لحيتهاعطته مظهر جذاب....
فاقت من شرودها علي صوت طرقعه اصابعه امام وجهها... هااا اتفقنا ... علي ايه!!! سالت بعدم فهم ...
علي انك هتيجي الحفله... استجمعت تركيزها سريعاً : ان شاء الله عن اذن حضرتك ورايا شغل كتير... انهت حديثها وهي تتحرك بخطوات سريعه هاربه منه ومن نظراته المربكه!!!!
ظل يتابع انصرافها راسماً ابتسامه متفائله علي شفتيه ممنياً نفسه بان اولي خطواته نحو قلبها اصبحت قريبه وقريبه جداً...تبع