اخر الروايات

رواية نيران ظلمه الفصل الثامن 8 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل الثامن 8 بقلم هدير نور


الفصل الثامن
بعد مرور عدة ايام.....
كانت حياء واقفة امام باب غرفة جدتها بالقصر وقد ارتسم التصميم علي وجهها فمنذ عودتها من المشفي منذ عدة ايام وكلما ارادت رؤيتها تتحجج الممرضة التي ترافقها بأى شئ حتي تمنعها من الدخول اليها طرقت الباب قبل ان تفتحه علي الفور دون ان تنتظر اجابه حتى لا تعطيها فرصة لمنعها ككل مرة خطت الي الداخل بخطوات بطيئة وقد انصبت نظراتها القلقلة فوق جدتها التي كانت تستلقي فوق الفراش نائمة بوجه شاحب ..انتفضت الممرضة من فوق المقعد التي كانت تجلس عليه فور رؤيتها لها اقتربت منها تهمس بحدة وهي منعقدة الحاجبين
=ايه دخلك هنا يا حياء هانم ؟!.
اجابتها حياء بحدة
=نعم ؟! هو انا هاخد الاذن منك ولا ايه ؟!
عقدت منار يديها فوق صدرها قائله ببرود وهي تنظر اليه بحدة
=انا عندي اوامر انك متدخليش الاوضه دي
هتفت حياء وقد اشتعلت عينيها بالغضب
=اوامر..!! اوامر من مين بقي ان شاء الله ؟!
اجابتها منار و هي تمرر يدها ببرود بين خصلات شعرها تتلاعب بها
=من عز بيه....
التمعت عينيها بطريقة لم تغفل عنها حياء عند ذكرها لاسمه فقد لاحظت في كثير من الاحيان انها تحاول لفت انتباهه اليها ففور وصوله الي المنزل تسرع نحوه تطلب التحدث اليه متحججه بصحة جدتهم و قد كانت تراقب هذا وهي تشعر بشعور غريب من الضيق يستولي عليها مما يجعل النيران تشتعل بصدرها لكنها تجاهلت هذا الشعور وام تحاول ان تعطيه تفسيراً
لتكمل منار و هي تشير نحو باب الغرفة بنفاذ صبر
=ياريت تطلعي برا بقي....
واللي حصل دلوقتي انا هبلغه لعز بيه وهو اكيد هيتصرف
شعرت حياء بجسدها يرتجف من شدة الغضب الذي يعصف بداخلها
غمغت بحدة وهي تجز علي اسنانها
=انتي بتطردينى من بيتى......ده بيتي قبل ما يكون بيت عز بيه بتاعك و دي جدتي قبل ما تبقى جدته......
رفرفرت منار عينيها ببرود و لم تجيبها
صاحت حياء بغضب وقد اشتعلت عينيها بشراسة حاده
=واللى حصل النهارده ده مش هيعدى بالساهل ....
لتكمل بصوت منخفض عندما بدأت جدتها تتململ بضيق في نومها
=و هعرفك مين هي حياء المسيري
التفتت خارجة من الغرفة بخطوات غاضبة مشتعلة فالبقاء بالغرفة لم يعد له اهميه فجدتها علي اي حال نائمة ...دخلت الي غرفتها تقف بمنتصفها وهي تتنفس بعنف تشعر بنيران الغضب تسري بداخلها كحمم من البركان اطلقت صرخة غاضبة وهي تلقي بمحتويات الطاولة علي الارض محدثة فوضي عارمه لكن التمعت عينيها فور ان لمحت المقص الملقي فوق ارضية الغرفة باهمال تناولته علي الفور متجهة نحو خزانه الملابس تفتحها بغضب علي مصراعيها مخرجة جميع البدل الخاصه بعز الدين تلقيها علي الارض وتجلس بجانبها اخذت تمزق كل بدلة منهم بغضب وهي تهتف
=انا...انا يتعمل فيا كل ده بسببك
خلاص ...خلاص بقي كل اللي يسويكى واللي ميساوش بيقل ادبه عليا و اوامر عز بيه ...اوامر عز بيه
صرخت بشراسة وهي تهتف بعنف
=و ربنا لأندمك علي اليوم الاسود اللي فكرت فيه انك تتجوزنى يا ابن المسيرى
دخل عز الدين الي الغرفة وهو يشعر بالارهاق يجتاح جميع انحاء جسده ينوى بالنوم لأكبر وقت يمكن ان تسمح له به اعماله لكنه توقف متجمداً بمكانه فور رؤيته لحياء الجالسة فوق ارضية الغرفة بشعر متبعثر بفوضوية حول كتفيها و وجهه محمراً للغاية لكنه انتبه الى مجموعة الساعات الباهظة الثمن والتي يعشق جمعها مرصوصة بفوضوية فوق ارضية الغرفةو من حولها تتناثر قطع من الاقمشة الممزقة
اقترب منها ببطئ قائلاً بهدوء وهو يشير نحو الساعات
=ايه اللي انتى بتعمليه ده ؟!.
اعتدلت في جلستها فور رؤيتها له متناوله مطرقة من جانبها قد احضرتها في وقت سابق من المطبخ تهوى بها بغضب على احدى ساعاته باهظة الثمن
وهي تراقب بشماته وجهه الذي تصلب بغضب لتتحطم الساعه علي الفور وتتحول الي قطع
=مفيش بسلى نفسى........
لتكمل وهي تهوى علي اخرى و اخري حتي وصلت الي احدى الساعات انتفض مقترباً يرفع يده بتحذير وهو يصيح بحده
=الا دى.....
تمتمت حياء وهي تراقب وجهه المنفعل بحده
= ايه بتحبها ...؟!
لتهوي بالمطرقه فوقها محطمه اياها بقوة ...زمجر عز الدين بغضب وهو يمرر يده بين خصلات شعره باحباط صائحاً بنفاذ صبر
= ايه الهبل اللي بتعمليه ده انتى شكلك اتجننتى
نهضت علي قدميها وهي تحمل بين يديها حفنة من الاقمشة الممزقة
=اها اتجننت.......
لتكمل وهب تلقى بقطع البدل الممزقه بوجهه وهي تصيح بحدة
=ومش الساعات بس...لا و بدلك كمان...
ازاح ببرود بيده قطعه من الاقمشة التي علقت بوجهه قبل ان ينقض عليها ممسكاً بذراعها جاذباًً اياها بحده نحوه حتى اصطدمت بصدره الصلب بقوة تمتم وهو يجز علي اسنانه بغضب يلوي ذراعها خلف ظهرها
=وكمان البدل بتاعتى......
ليكمل وهو يزيد من لويه لذراعها
=ممكن اعرف بقي سبب جنانك ده ايه ؟!
حبست حياء صرختها التي تريد ان تطلقها بسبب الالم الذي اخذ يعصف بذراعها مستجمعة شجاعتها تجيبه بحده وهي تنظر في عينيه بتحدى
=عايز تعرف له....؟!
لتكمل وهي تصيح بشراسة وهي تنتفض بين ذراعيه محاوله الافلات من قبضته
=علشان انت انسان انانى ... بأى حق تمنعنى من ان اشوف جدتى

ضغط عز الدين علي فكيه بقوة محاولاً ضبط ذاته حتي لا يفعل ما قد يندم عليه... فكل ثائرتها هذه ليست الا بسبب منعه لها من زيارة جدتهم
غمغم بحدة وهو يدفعها بعيداً عنه مطلقاً سراح ذراعها
=انتي عارفة كويس عملت كده ليه
صاحت حياء بحدة وصدرها يعلو وينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها
=ما هى المشكلة انى عارفة انت بتعمل ليه كل ده كويس ...انا من يوم ما عرفتك والكل بيذل فيا ..
ده وصلت ان اللي شاغلين هنا كمان يهددوني بيك .. ولا كأني عيله صغيرة اول ما بتغلط بيهددوها بابوها اللي هيضربها اول ما يعرف اللي عملته
اجابها ببرود وهو يتأمل ثورة غضبها تلك بنفاذ صبر
=اعتبريها زي ما تعتبريها..
ليكمل بنبرة حدة وعينيه تلتمع بقسوة
=وايوه ..انا اللي هربيكي لان شكل عمي كان مشغول ومعرفش يربيكي كويس للأسف
هتفت حياء وعينيها تلتمع كبركان من الحمم
=هتربيني....؟! وياتري هتربيني ازاي بانك تخلي الكل يدوس علي كرامتي ...بان حته ممرضه تتكلم معايا ولا كأني شغالة عندها وتطردني من الاوضه بكل بجاحه وتهدد............
ابتلعت باقي جملتها بذعر عندما وجدته يتجه نحوها بخطوات متواعدة وقد كان كالبركان الثائر من الغضب..مما جعلها دون وعى منها تتراجع الي الخلف بتوتر حتي كادت ان تتعثر لكنه امسك بها علي الفور جاذباً اياها امامه مخفضاً رأسه نحوها حتي اصبح وجهه لا يبعد عن وجهها الا عدة انفاس قليله مرت رجفة خوف اسفل عمودها الفقري عندما زمجر بغضب قائلاً
=بتقولى عملت ايه ..؟!
غمغمت حياء بصوت منخفض مرتجف
=طردتني من الاوضة و هددتنى انها هتقو......
لكن وقبل ان تكمل جملتها جذبها عز الدين خلفه متجهاً نحو باب الغرفة بخطوات غاضبة ثائرة رفعت حياء وجهها تنوي ان تسأله الي اين يأخذها لكنها اغلقت فمها مرة اخري عندما رأت وجهه الذي كان قد اسود من شدة الغضب..فقد كان يجز على فكيه بقوه حتي ظنت ان اسنانه سوف تنكسر في اي لحظة..
ِِ
كانت حياء تجلس بغرفة المكتب الخاصة بعز الدين تتابع باعين متسعة منار الجالسة باسترخاء امام عز الدين الذي سألها بهدوء
=انا كنت طلبت منك ايه ؟!

اجابته منار وهي تشير بيدها في الهواء
=حضرتك طلبت ان امنع حياء هانم من انها تدخل اوضه الست دريه........
لتكمل ببرود وهي تنظر بحقد وشماته نحو حياء الجالسة امامها
=اناكنت ناويه اقول لحضرتك على اللي حصل النهاردة بس حضرتك متقلقش انا نفذت اوامرك و ملح.....

قاطعها عز الدين يصيح بغضب مما جعلها تتنفض بمكانها بذعر
=و أوامر بقى حضرتى انك تطرديها و تقلي ادبك عليها

غمغت منار بصوت مرتجف وقد شحب وجهها بشدة
=انا...انا ..معملتش كده
لتكمل وهي تنظر نحو حياء بنظرات متهمه حاقدة
=دي ..دي بتكدب انا......
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما ضرب عز الدين بيده فوق سطح المكتب وهو يصيح بحدة قد جعلت عروق عنقه تبرز بشدة
=اخرسي ِ..و لما تيجي تتكلمي عنها تتكلمي بأدب وتعرفى انتي بتتكلمى مع مين و عن مين ...انتي فاهمه

تمتمت منار بصوت مرتعش وقد شحب وجهها من شدة الخوف
=انا ..انا مقصدش انا.....

اشار عز الدين بيده كعلامة علي ان تصمت قائلاً بحدة وهو يشير نحو باب الغرفة
=اطلعى برا ...و قدامك نص ساعه تلمى فيها حاجتك وتاخدى باقى مرتبك ومشوفش وشك هنا دقيقه واحده زيادة

وقفت منار تنظر اليه باعين متسعه بصدمه لكنها انتفضت بذعر عندما صاح بغضب
=يلااااااا

اتجهت نحو باب الغرفة علي الفور ولكن و قبل ان تخرج منه رمقت حياء بنظرة تمتلئ بالغل والحقد...

ظلت حياء جالسة بمكانها وهي صامته لم تنطق بحرف واحد و هى لازالت تشعر بالصدمة مما حدث فلم تكن تتوقع ان يفعل كل ذلك من اجلها فقد ظنت بانه سوف يعاتبها علي اقتحامها لغرفة جدتهم امامها لكنه خالف توقعاتها تماماً شعرت بالفرح يملئها فلأول مرة ومنذ تلك الليله البائسة التي اتهمتها بها والدتها شعرت بانه تم انصافها ولو لمرة واحدة....
اشتعل وجهها بالخجل فور تذكرها ما فعلته بملابسه وساعاته باهظة الثمن و اتهماتها التى القتها عليه التفتت تنظر نحوه بتردد وجدته جالساً خلف مكتبه ينقر باصابعه بغضب فوق سطح المكتب وهو يتفحص احد الملفات امامه

همست حياء بصوت منخفض
=عز.....

همهم عز يجيبها وهو لايزال ينظر بالملف

همست بصوت منخفض مرتبك
=ش..ششكراً

زفر عز الدين بحدة قبل ان ينهض من فوق مقعده ملتفاً حول المكتب حتي اصبح واقفاً امامها ثم جذبها من يدها برقه حتي اصبحت تقف علي قدميها امامه لا يفصل بينهم سوي بضعة سنتيمترات قليله
= شكراً علي ايه بالظبط ؟!

غمغمت حياء بخجل وهي تخفض رأسها
=علي اللي عملته مع منار انا.......

قاطعها بصوت حازم وهو يرفع وجهها اليها مبعداً احدي خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها قبل ان يحيط وجهها بين كفتي يديه برقه
=مينفعش تشكرينى ..ده حقك عليا
ليكمل بحنان وهو يمرر اصابعه بحنان فوق وجنتيها
=مهما حصل ما بنا انتى مراتى و عايزك تفهمى ان عمرى ما هقبل ان اي حد يهينك او يقلل من كرامتك و مش زى ما انتي فاهمه ان ممكن اسمح لحد يهينك او يقلل منك ولو بنظرة بس اياً كان الشخص ده مين
ليكمل وعينيه تلتمع بتصميم
=خليكي فاكره كويس انك حياء المسيري مرات عز المسيري....
ليكمل بصوت حازم
=اما بقي بخصوص ب ان منعتك من انك تزوري جدتك فده بسبب ان حالتها لسه مش مستقرة ..ولو دخلتى واتكلمتى معها ممكن متتقبلش منك الكلام وحالتها تسوء ولما عرفت منار انها تحاول تمنعك من زيارتها عرفتها ان بعمل كده بسبب انك متعلقه بجدتك ومش عايزك تنهارى او تتعبي لما تشوفيها بالمنظر ده وهي تعبانه يعنى مش زى ما انتي فاكره ان بعمل كده علشان اقلل منك او احرجك.....

وقفت حياء تشعر بالخجل من ظنونها السيئة به همست بصوت منخفض
=طيب... انا هقدر اشوفها امتى ؟

اجابها عز بهدوء وهو يضع يده في جيب بنطاله
=يومين بالكتير ..الحمد لله الدكتور اكدلنا امبارح ان حالتها بدأت تستقر

هزت حياء رأسها بصمت ثم تذكرت انها يجب عليها ان تعتذر عما فعلته بملابسه وساعاته همست بصوت منخفض وهي تغرز اسنانها بشفتيها بتوتر قائله
=عز...انا...انا اسفة علي اللي عملته في حاجتك

ابتسم عز ببطئ عندما لاحظ خجلها هذا قائلاً
=فداكى...
ليكمل بمرح محاولاً استفزازها
=المهم عندى وانتى بتضربى الساعات بغل اوي كده كنت متخيله راسى مكانهم ولا ايه..؟!

تمتمت حياء بالموافقة وقد اصبح وجهها قطعه من الجمر مما جعله يضلق ضحكه منخفضه وهو مفتتن برؤيتها بتلك الحاله اقترب منها ببطئ ينحني فوقها يلثم قبله رقيقه فوق خدها المشتعل..

ايقظت قبلته الرقيقه تلك استجابه حارة في سائر جسدها..رفعت رأسها ببطئ تنظر اليه لكنها شهقت بصوت منخفض عندما رأت شئ غريب يحترق في عمق عينيه الدخانيه..
ابتعدت عنه تتراجع الي الخلف علي الفور وهي تتمتم بارتباك وقد شعرت بوجهها يتحول الي قطعه من الجمر من شدة الخجل
=انا..انا...هطلع اشوف نهي..ككانت عايزاني
وقف عز الدين يراقب خروجها السريع وهي تخرج من الغرفة بخطوات سريعة تكاد ان تتعثر
وفوق وجهه ترتسم ابتسامة مستمعة....

كان سالم جالساً بمكتبه فىالشركة يتفحص بعض الاوراق
عندما طرق الباب و دخل سراج السكرتير الخاصبه قائلاً بوجه محمر بشده
=عرفت اللي حصل يا سالم بيه.....ِ

رفع سالم رأسه عن الاوراق و هو يزفر بنفاذ صبر
=خير يا نادر...اتحفنى

اقترب نادر من المكتب قائلاً بصوت منخفض لاهث
=عز باشا قالب الدنيا ...بسبب ورق الصفقه بتاعت استيراد الفحم

تلملم سالم في كرسيه بقلق قائلاً بصوت مرتجف بعض الشئ
=طيب و عرف حاجه ؟!

اجابه نادر سريعاً
=لحد دلوقتي لا ....بس الموظف اللي سلم حضرتك الورق عنده وكلها 5 دقايق بالكتير وممكن يطلبك لو الموظف ده حكاله على كل حاجه

اشار سالم بيده نحو باب الغرفه قائلاً وقد تزاحم عقله بالقلق
= طيب ارجع علي مكتبك ولو عرفت اي حاجه بلغني علي طول

هز نادر رأسه قائلاً قبل ان يتوجه للخارج
=حاضر .....

تراجع سالم في كرسيه ببطئ فور مغادرته..متذكراً ما فعله منذ عدة ايام ففى ذلك اليوم كان عز الدين مختفي تماما ً من الشركة و عندما طلب منه احد الموظفين المسئولين عن تلك الصفقه ان يحاول ايجاده للتوقيع علي اوراق هامه تتعلق بتلك الصفقه وافق واخذ منه تلك الاوراق متحججاً بانه سوف يسلمها اليه بنفسه لكن و فور مغادرة الموظف قام بالقاء تلك الاوراق فى جهاز تقطيع الورق لتتحول قظع صغيرة مهمله..
فقد كان يعلم بانه بفعلته تلك سوف يتسبب في خسارة عز الدين للملايين.....
ابتسم بسخريه وهو يرجع فى جلسته الي الخلف مفكراً بانه لا يوجد شئ احب الي قلبه اكثر من رؤيه اخيه يخسر....
افاق من افكاره تلك علي صوت الهاتف الخاص به ليشحب وجهه فور رؤيته لاسم عز الدين يسطع علي شاشة الهاتف
تنحنح مسلكاً حنجرته قبل ان يجيب بهدوء
=الو..ايوه يا عز ؟؟!
ليكمل وقد توتر وجهه اكثر من قبل ِ=تمام ...تمام انا جيلك حالاً
نهض سالم وهو يزفر ببطئ محاولاً تهدئت نفسه قبل ان يتوجه الي الخارج....

كان سالم جالساً علي المقعد امام مكتب عز الدين ينظر بصرامه الي الموظف الذي كان يجلس فوق المقعد المقابل له بوجه شاحب. التفت سالم الي عز الذي كان جالساً خلف مكتبه باسترخاء يراقب كلاً منهما
تمتم سالم بارتباك
=ايه يا عز انت هتفضل مقعدنى قدامك زي التلميذ الخايب كده كتير
ليكمل وهو يلتفت ينظر باستحقار نحو منير
=معقول يعني هتكدب اخوك وتصدق حته البني ادم الزباله ده..ِ...

قاطعه عز بحده وهو يضرب بيده فوق سطح المكتب مما اخرس سالم علي الفور
= ايه هتشتمه قدامى ولا ايه ؟!

اجابه سالم بارتباك
=مقصدش بس برضو مش معقول يعنى يا عز هتصدقه وتكدبنى

اجابه عز بهدوء وهو يرجع الى الخلف في مقعده مرة اخرى
=ومين قالك اني كدبتك

هتف سالم وعينيه تلتمع بالنصر
=يبقي لازم يطرد يا عز ده اتسبب في خسارتك ملايين....

هتف منير وهو يلتفت بذعر نحو عز
= لا ابوس ايدك يا عز بيه كله الا الطرد انت عارف ظروف مراتى العيانه
ليكمل بصوت باكى
=انا ...انا والله يومها مسلم الورق بايدي لسالم بيه حتي يومها كنا........

قاطعه سالم وهو ينتفض واقفاً و قد احمر وجهه من شدة الغضب يهتف بشراشه
= كداااااب....كدااااااب ومحصلش اي حاجه من الكلام ده انا.....

صاح عز يقاطعه بغضب وهو يشير اليه بيده ليعاود الجلوس مرة اخرى
=اقعد يا سالم
ليكمل بهدوء
=الموضوع اتحل والصفقه لسه شغاله زى ما هي ..كلمت الشركة الاجنبيه و رجعت اتفقت معاهم تانى

ليكمل بصوت حاد وهو يلتفت نحو منير
=لولا ان الغلط كان من عندى واني اتغيبت عن الشركه في وقت مهم زي ده انا مكنتش رحمتك هكتفي بس بتوقيع جزا عليك......

ليكمل بصرامه
=بس الموصوع منتهاش علي قد كده هيتفتح تحقيق في الموضوع والغلطان هيتعاقب....تقدر ترجع علي مكتبك

انتفض منير واقفاً وهو يكاد ان يبكي فرحاً
=ربنا يخاليك يا عز بيه ...
ليكمل وهو يلقي نظرة ذات معني نحو سالم
=ويبعد عنك ولاد الحرام يارب

ظل سالم جالساً بمكانه يراقب خروج منير باعين تنضج بالغل والحقد خاصة بعد ان علم ان عز قد استعاد الصفقه مرة اخرى فكل جهوده ومخاطرته ذهبوا سدا ....

في المساء...

كانت حياء مستلقية بجوار عز الدين بالفراش فمنذ تلك الليله التى ظن بها انها سوف تهرب من المنزل وهو لا يتركها تنام بمفردها واصبحت تنام معه بالفراش الخاص به تلملمت فى نومها وهي تفكر انها يجب عليها التحدث معه التفتت علي جانبها حتي واجهت ظهره الذي كان يوليه لها ربتت علي ظهره بيدها ببطئ لتشعر بجسده يتوتر فور ملامستها له لكنها حاولت استجماع شجاعتها والتحدث همهمت بصوت منخفض
=عز انت نمت...؟!

اجابها بهدوء وهو لايزال يوليها ظهره
=لا صاحي في حاجه...؟!

تحنحت قائلة بصوت متوتر
=طيب انا...انا كنت عايزة اطلب منك حاجة كده

التفت اليها علي الفور حتي اصبح وجهه يقابل وجهها مباشرة عينيه تنصب عليها بتركيز مما جعل ارتباكها يزداد اكثر فهى كانت تفضل التحدث وهو يوليها ظهره فهذا سوف يكون اسهل بكثير من التحدث اليه وجهاً الي وجه هكذا
لكنها انتفضت عندما فرقع عز الدين باصابعه امام عينيها عندما وجدها تنظر اليه بشرود قائلاً بنفاذ صبر
=عايزه ايه يا حياء اخلصي ..؟!

اجابته حياء سريعاً وهي تستجمع شجاعتها
=نهي وطنط خارجين بكرة يخرجوا الاولاد فكنت يعني عايزة يعنى لو انا كمان اخرج معاهم و ....

قاطعها علي الفور بصوت قاطع حاد قبل ان يستمع الي باقي جملتها
=لا...

نظرت اليه حياء باعين متسعة قائلة بغضب
=ليه لا ...يا عز ما انا هبقي مع مامتك ونهى يعنى مش هبقى لوحدى

اجابها وهو يضغط علي فكيه بقوة
=خروج من البيت ده مش هيحصل

ليكمل بحدة وهو يراقبها بعينين ثاقبة حاده
=ايه عايزة تخرجى معاهم علشان في اول فرصه تهربى مش كده

همست حياء بغضب وهو تلوح بيدها امام وجهه باستياء
=انا لو عايزة اهرب ...ههرب حتي لو حاطط حوليا 1000 حارس انت......

لكنها قاطعت جملتها تصرخ بذعر عندما انقض عليها يحكم قبضته القويه حول يدها التي كانت تلوح بها امام وجهه قائلاً بفحيح حاد وعينيه تشتعلان بالغضب
=تهربي .؟! انتي لو هربتي لاخر الدنيا هجيبك ..و وقتها محدش هيرحمك من تحت ايدى

ليكمل وهو يزيد من قبضته حول يدها مما جعلها تتأوه بصوت منخفض
=خليكي فاكرة كويس اليوم اللي هتهربي فيه ...هطلع فيه شهادة وفاتك... فاهمه ؟!

هزت حياء رأسها وهي مخفضه عينيها بعيداً عنه ظل يراقبها عدة لحظات و هو لايزال يشعر بالغضب يتأجج بداخله ففور ذكرها للهرب منه جعل عاصفة حادة تعصف بداخله انتبه الي يده التي لازالت تقبض علي يدها بقوة تركها على الفور مولياً ظهره لها مرة اخرى وهو يكافح لالتقاط انفاسه بقوة احكم يده في قبضتين قويتين بجانبه حتي لا يضعف و يلتفت نحوها فقد
شعر بقبضه تعتصر قلبه عدطندما رأي الألم يرتسم بعينيها عندما ضغط بقوه فوق يدها ...لكنه لم يستطع ان يقاوم الامر استدار نحوها ليجدها تضم يدها فوق صدرها وهي تنتحب بصمت جذبها نحوه يضمها الي صدره بحنان لكنها اخذت تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه احكم قبضته حولها رافضاً اطلاق سراحها رفع يدها التي كان يمسكها من قبل يتفحصها لكن لم يجد اى علامات عليها .. لكنه يعلم بانه اثناء ثورة غضبه لم ينتبه و ضغط عليها بقوة ألمتها بشدة اخذ يدلك يدها برقة محاولاً تخفيف الالم عنها وهو يشعر بداخله بالندم علي فقدانه اعصابه بهذا الشكل لكنه لا يعلم ما يحدث له عندما تصبح هي المعنيه بالامر...

كانت حياء تراقب فعلته تلك باعين متسعة بينما دقات قلبها اخذت
تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها

مرر عز الدين يده فوق شعرها بحنان قائلاً وهو يشير نحو يدها التي لا زالت يده الاخرى تدلكها ببطئ
=متزعليش انا عارف انى زودتها

اجابته حياء بضعف
=يعنى انت موافق ان اخرج بكرة؟!

اجابها عز الدين علي الفور وهو يضغط علي كل حرف ينطقه
=لا يا حياء....

اشتعل وجه حياء بالغضب لتدفعه بقوه في صدره وهي تبتعد عنه قائلة بحده
=يبقى تسيب ايدى ومالكش دعوه بيا
ثم ادارت ظهرها له بغضب جاذبه الغطاء فوق جسدها حتي رأسها..

ظل عز الدين يتابع فعلتها تلك بعينين متسعة غير قادر علي تصديق ما فعلته فلايزال يشعر بدفعتها له في صدره لكنه هتف بسخرية محاولاً استفزازها
=تصبحى على خير يا حياء
لكنه ابتسم وهو يستلقى بالفراش عندما لم يتلقى منها اى اجابه...


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close