رواية الصغيرة والقاسي الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي
٨
انتى عارفه ان حياتى أصعب مما تتخيلى وان كل ليله هتقضيها معايا حياتك هتكون معرضه للخطر؟
يمكن تلاقيها صعبه او مش منطقيه لكن انا مش بحب اثبت فى مكان واحد!
فانتونه بخجل، يعنى فرصه انى أزور مناطق كتيره واشوف حجات جديده
انبطح اردين على الأرض، هل تظنى بهيئتك تلك وقوتك هتقدرى تسافرى معايا؟
بصى لنفسك يا فانتونه الصغيره انتى بتقطعى الفاكهة بصعوبه
فانتونه بغضب، حذرتك قبل كده متسخرش منى يا سيد اردين
بص اردين على فانتونه وشعر ان فيه آلفه عجيبه بتقربه منها
كان فيها جاذبيه مدهشه لشاب عمره ما شعر بالاعجاب ولا الحب قبل كده
اردين بهمس، صعب يا فانتونه صدقيني صعب
فانتونه علمنى طيب، علمنى ازاى اكون قويه وادافع عن نفسى
اردين وهو بيبص على المرتفعات، انا مدرس فاشل لكن!
وعلق اردين الكلمه مفيش مانع اجرب
لكن بشروطى
شروطك ايه سيد اردين؟
لو وافقت اعلمك، هتطيعى اوامرى بلا تذمر ومن غير اسأله
انا بطلب منك تسيبى نفسك ليا
ابتسمت فانتونه، اردين ضم اسمها لاسمه وقال ليا
همست البنت بدلال موافقه
ولا يمكن لرجل ان يتمنع امام دلال فتاه جميله، شابه وجذابه
اردين فى النهايه رجل حتى لو كان مستذئب
اول حاجه هنصنع بيتنا، مش هينفع ننام فى الغابه
صعدو التله، اختارو مكان مناسب تحيطه الصخور
هنا سنقيم بيتنا
قام اردين بقطع الأشجار ورصها فوق الصخور، سقف يحمى من الرياح والمطر
اول حاجه هتتعلميها يا فانتونه التأمل، هتقعدى ساكته، صامته تتأملى الطبيعه، خلق الله
لازم تسمحى للجمال يدخل جواكى وتشعرى بيه
فانتونه حاضر
مرت ايام، اردين يحضر الطعام وفانتونه قاعده زى ما طلب منها اردين
باليل، بالنهار، لكل وقت من نهار الله وليله مكان من الجمال
الأمر كان ممل بالنسبه لفانتونه انها تقعد بصمت من غير كلام مغمضه العينين تسمح لعناصر الطبيعه ان تتخللها
اردين يتابع بصمت، بصبر، فانتونه الصامته
شعرت فانتونه بعد مضى الاسبوع الثانى ان الطبيعه تعاندها وانها ان تشعر بأى شيء يتخللها
فى مطلع الاسبوع الثالث دقت اول نغمه داخلها، سمعت فانتونه شقشقة العصافير البعيده بوضوح قبل طلوع الشمس
كأنها تغنى داخلها
رأت نسر يحلق فى السماء، اغمضت عينيها وتمكنت من التحليق معه
حلق النسر لبعيد ووجدت نفسها فى عينيه تنظر للغابه
استطاعت ان ترى كل شىء يراه النسر، وتسمع صوت رفرفرة جناحيه
وعندما حط النسر على الأرض، شعرت فانتونه بالتراب أسفل منها رغم أنها داخل الجبل بين الصخور
تورد خدى فانتونه، كان وجهها يشبه لوحه مزركشه من الاوان الصفراء والبرتقاليه
عندما فتحت فانتونه عينيها رأت اردين جالس جوارها
لقد شعرت بجمال الطبيعه، أخبرت فانتونه اردين عن شيء رأته داخل الغابه فى مكان بعيد
ضحك اردين عليها، انا متأكد انك لم تذهبى لهذا المكان ابدا
فانتونه بتحدى، انا متأكده
اردين مستحيل يا صغيره
فانتونه اتبعنى من فضلك
قطعت فانتونه الغابه واردين يتبعها، سارت مسافه كبيره حتى وصلت المكان الذى كانت تعنيه
انظر سيد اردين هذا المكان إلى كنت بتكلم عنه
تعجب اردين، انتى عرفتى الماكن ده ازاى؟
فانتونه سمحت للطبيعه ان تتخللنى، انا صديقه للطيور سيد أردين الان
والان ساعدنى
اردين ساعدك ازاى؟
فانتونه فيه عش فوق الشجره فيه حماتين صغيرين أطفال
والدهم والدتهم خرجو يجيبلوهم اكل
لكن للأسف ماتو، هما بيصرخو دلوقتى لازم نساعدهم
القصه بقلم اسماعيل موسى
تسلق اردين الشجره ووجد العش كما أخبرته فانتونه
نزل اردين مصعوق
فانتونه قوليلى عملتى كده ازاى؟
انا حاولت اوصل للمرحله دى لكن فشلت
فانتونه بضحك هبقى اعلمك
لم تكتفى فانتونه بهذا القدر، كانت مستقبل بكر
زادت قواها الانطباعية وتوحدت مع الطبيعه،فى مطلع الشهر الثالث سمعت فانتونه صوت النهر إلى بيبعد تلت أميال عن المسكن
ايقظت اردين الناعس وقالت بعيون مغمضه النهر يتحدث لى
النهر يعرف كل شىء