اخر الروايات

رواية العرافة العجوز الفصل الثامن 8 بقلم عادل عبدالله

رواية العرافة العجوز الفصل الثامن 8 بقلم عادل عبدالله



الحلقة الثامنة
سمع فريد صوت والدته تناديه من سلم المنزل !!!!!
فتح فريد باب شقته ...
فريد : أيوه يا ماما .
أم فريد : تعالي يا فريد أنزل ، عايزاك !!!
فريد : خير يا ماما ، فيه حاجة ؟؟
أم فريد : أنزل تعالي هقولك .
فريد : حاضر .
نزل فريد وهو يحبس أنفاسه حتي دخل شقة والدته ....
فريد : مالك يا ماما ؟ فيه حاجة ؟؟
أم فريد : شوفت المحروسة مراتك جايبالي ايه ؟؟
فريد " محاولا أمتصاص غضبها " : أيوه ، أصلها عرفت أن ضهرك دايما بيتعبك جابتلك حزام طبي لضهرك .
أم فريد : أنت بتستهبل يا واد أنت ؟؟!
فريد : ليه بس يا ماما ؟
أم فريد : مراتك بتهزأني وبتعايرني بمرضي يا فريد .
فريد : ما عاش اللي يعمل كده يا ماما ، هي مش قصدها كده ابدا ، هي قصدها تجيبلك هدية تنفعك ، مش هدية تتشال في الدولاب .
أم فريد : خد هدية مراتك رجعهالها وقولها مش عايزة منها حاجة .
فريد : يا ماما مش هينفع ، اصل أنا ..
ام فريد " تقاطعه " : من غير اصل ولا فصل يلا خد هديتها ، انا مش هاخد حاجة .
خرج فريد من عند والدته ومعه الحزام الطبي " الهدية " ولا يعرف كيف سيتصرف فيه !!
وظل يفكر " لو تغريد عرفت ان ماما ردت هديتها اكيد هتزعل وتزيد الفجوة بينها وبين امي !! ده غير وجع الدماغ بقي وكل شوية هتقولي مامتك ردت هديتي !! ومش بعيد انها كمان ترد هديتي انا كمان لأمها وعمتها !!! أنا احسن حاجة انزل بالحزام الطبي ده أديه لأي واحد صحبي مؤقتا منعا للمشاكل !!! ولما امي تهدا شوية هبقي اقولها متقولش لحد انها ردت هدية تفريد ولا حتي لتغريد نفسها !! " .
بعدما تخلص فريد من هذه " الهدية " صعد مرة اخري الي شقته فسألته...... تغريد : في ايه يا فريد ؟ كل ده عند مامتك ؟!!
فريد : أيوه كانت تعبانه شوية وكانت بتكلمني في موضوع .
تغريد : تعبانة ؟!! شوفت بقي أن هديتي نفعتها ؟!!
فريد : أيوه يا حبيبتي حلوة أوي ، كل سنة وأنتي طيبة ، تعيشي وتجيبي .
تغريد : ربنا يستر بقي وماما وعمتو يقبلوا هديتك .
"" نظر لها فريد وهو يكتم غيظه منها ""
في اليوم التالي حين عاد فريد من عمله ....
فريد : مساء الخير يا حبيبتي .
تغريد : مساء النور يا فريد .
فريد : مالك يا توتا ؟ شكلك متضايق كده ليه ؟؟!!
تغريد : ماما كسفتني ورجعت هديتك !!
فريد " كاد أن يجن " : أمك ردت هديتي ؟؟!!
تغريد : قولتلك ألف مرة مسمهاش أمك أسمها مامتك .
فريد " بعصبية " : أمك ولا مامتك ولا زفت ، هي أزاي ترد هديتي ؟؟؟
تغريد : ماما زعلت من الهدية وقالتلي دي مش قيمتها وكانت فاكرة أنك هتجيبلها هدية دهب أو أي هدية محترمة .
فريد " بعصبية " : تصدقي أنا فعلا غلطان ، هاتي ازازتين البرفين دول ، ولا عمري بعد كده هجيبلها هدية تاني أبدا !!!
أنتهي موقف عيد الأم بعدما تسبب في عدة مشاكل بين فريد وتغريد ومرت أيام وبدأوا يتناسوا الأمر حتي أقترب قدوم شهر رمضان الكريم .
وقبل بدأ شهر رمضان بأيام ....
تغريد : أعمل حسابك يا فريد ماما عزمانا أول يوم رمضان نفطر معاها .
فريد : أول يوم رمضان ؟؟
تغريد : أيوه .
فريد : لا ، مش هينفع .
تغريد : ليه ؟؟!!
فريد : أحنا أول يوم رمضان متعودين نفطر كلنا في شقة ماما .
تغريد : وأنا كمان متعودة كل سنة أفطر مع ماما وأخواتي .
فريد : لكن السنادي مختلفة علشان بابا توفي ومش هيكون موجود معانا زي كل سنة ، ولازم كلنا نتلم حوالين ماما علشان نخفف عنها غياب بابا !! ومتنسيش كمان أن أخويا أسامة سافر ، و مش هيكون موجود مع ماما الا أنا وشريف !!!
تغريد : وأنا كمان بابا متوفي ومتعودين نفطر مع ماما كلنا علطول ، و السنة دي مختلفة لأني أول سنة أكون متجوزة ولازم أحسس ماما أني مش بعدت عنها و أننا كلنا لسه حواليها !!
فريد : شكلها هتبقي أخر سنة تكوني متجوزة .
تغريد : ايه !!! تقصد ايه ؟؟
فريد : أقصد أنهم لازم يتعودوا انك بقي ليكي بيت وزوج يا هانم ولهم حقوق عليكي ولما جوزك يقولك علي حاجة تقوليله حاضر .
تغريد : وأنا من أمتي مش بقولك حاضر علي كل حاجة ، لكن في موضوع فطار أول يوم رمضان ده أسمحلي لازم افطر مع ماما وأخواتي .
فريد : لو عايزة تفطري معاهم يبقي تفطري معاهم لوحدك وأنا كمان افطر مع أمي وأخواتي .
تغريد : يعني أول سنة جواز لينا كل حد فينا يفطر بعيد عن التاني ؟؟؟
فريد : أذا كنتي أنتي اللي مصممة تفطري عند مامتك وأنا مستحيل أفطر بعيد عن ماما السنادي بالذات في أول يوم !!
تغريد : أنت كمان مش مقدر أن أنا كمان بابا متوفي و السنة دي أول مرة اكون بعيدة عن ماما وأخواتي ومش عايزاهم يحسوا أنك أخدتني منهم !!
فريد : خلاص أنا عندي حل كويس .
تغريد : قول .
فريد : أحنا نفطر أول يوم تحت عند ماما وتاني يوم نفطر عند مامتك ، ايه رأيك ؟
تغريد : وأنا عندي حل أحلي من ده .
فريد : قولي ، بس متقوليش أننا هنفطر عند مامتك اول يوم .
تغريد : اسمع الأول بس يا حبيبي ، فكرتي هتعجبك أوي .
فريد : قولي .
تغريد : أحنا نتسحر عند مامتك أول يوم ، و بعدين نروح نفطر عند ماما .
فريد : أنا بقي عندي أحسن حل ، أنا هفطر أول يوم علي مائدة الرحمن في الشارع !!!
ليلة الرؤية .......
يذاع في التلفاز أن اليوم هو المتمم لشهر شعبان وأن غدا هو أول ايام شهر رمضان الكريم ...
تغريد : كل سنة وأنت طيب يا حبيبي .
فريد : وأنتي طيبة يا قلبي ، أعملي حسابك بقي علشان هننزل نتسحر عند ماما .
تغريد : حاضر يا حبيبي .
وبعد منتصف الليل بساعتين ....
نزل فريد مع زوجته تغريد عند والدته و كان عندها اخاه شريف وزوجته هند و سمية زوجة أخاهم " المسافر " أسامة .
فريد : كل سنة وأنتي طيبة يا ست الحبايب .
أم فريد : كل سنة وأنت طيب ياحبيبي ، يعود عليكم الايام بخير ، تعالي اقعد يا فريد ، تعالي يا تغريد أقعدي كل سنة وأنتي طيبة يا حبيبتي .
تغريد : كل سنة وأنتي طيبة يا طنط .
سمية : كل سنة وانت طيب يا فريد ، كل سنة وانتي طيبة يا تغريد ، يلا يا تغريد تعالي معانا أنا وهند نحضر السحور .
تنظر تغريد " بدهشة وغيظ " لفريد ، فأشار لها فريد بأن تذهب معهن .
شريف : ما تسبيها يا سمية تقعد وكفاية أنتي وهند !!
سمية " تضحك " : لأ ، انا عايزاها علشان نرغي شوية واحنا بنحضر السحور .
فريد " يضحك ": يعني انتوا هتدخلوا ترغوا واحنا نفضل قاعدين مستنيين لما الفجر يأذن ونصوم من غير سحور ؟
سمية " تضحك " : عشر دقايق بالظبط وهيكون السحور علي السفرة .
قامت تغريد تعد طعام السحور مع سمية وهند " بعدم رضا " .
بينما جلس فريد مع اخاه شريف ووالدته ولاحظ وجود دموع في عيونها !!
فريد : مالك يا ست الحبايب ؟!
ام فريد " تبكي " : أول سنة أبوكو يبقي مش موجود معانا وكمان أسامة ربنا يرجعه بالسلامة مش معانا ، صعبان عليا أنهم مش وسطنا .
فريد " يحاول اضحاكها " : جري ايه يا ست الكل أحنا مش مليين عينيكي ولا ايه .
أم فربد : لا يا حبيبي ، حسكم في الدنيا ربنا يخليكوا ليا ، لكن الفراق صعب وبيبان أكتر في المناسبات الحلوة اللي متعودين نتجمع فيها !!!
شريف : ربنا يخليكي لينا يا ماما ويديكي طول العمر ونفضل نتجمع علطول ، عندك حق المفروض كان أسامة رجع قضي معانا اسبوع علي الأقل !!!
أم فريد : أسامة قالي أنه هيرجع اخر اسبوع في رمضان علشان يقضي العيد معانا .
فريد يلاحظ أن أخاه شريف يمسك برأسه !!!
فريد : مالك يا شريف ؟؟ لسه بتشتكي من الصداع بردو ؟!!!
شريف : أيوه يا فريد .
فريد : أنت لسه مكشفتش عند دكتور لحد دلوقتي ؟
شريف : أيوه .
فريد : لا يا شريف ، أنت كده لازم تكشف في أسرع وقت .
شريف : أنا فعلا بكره هحجز كشف عند دكتور كويس تبع الشغل .
فريد : لازم تكشف وتطمن و أبقي قولي عملت ايه .
دخلت سمية ومعها أطباق الطعام ومن خلفها هند وتغريد .
سمية : أحلي سحور لأحلي عيلة في الدنيا ، هتاكلوا وتدعولي طبعا .
فريد " يضحك " : أحنا بندعي عليكي ،،، قصدي بندعيلك ،،، من غير حاجة ، وعموما يا ستي تسلم أيديكي مقدما .
تغريد " بعصبية " : تسلم ايديها هيه بس ؟!! ليه هيه كانت بتجهز السحور لوحدها ، اومال أنا وهند كنا بنعمل ايه ؟؟!!
فريد " يضحك " : يا توتا أنتي صدقتي ولا ايه ؟!! اصل دي لسانها مش بيبطل كلام ورغاية فقولت أريحها بكلمتين وخلاص .
سمية : بقي كده يا فريد ؟ أنا رغاية ؟ ماشي يا فريد أنا هوريك الرغاية دي !!
شريف " يضحك " : خلاص يا سمية قلبك أبيض .
أم فريد : يالا يا ولاد اقعدوا نتسحر وننوي الصيام وأدعوا أن ربنا يجمعنا علطول وميفرقناش ابدا .
تناولوا السحور جميعا وبعد السحور مباشرة قامت تغريد وقالت : أنا طالعة يا فريد علشان أنام ، هتطلع معايا ولا قاعد شوية ؟؟
فريد : مش هتستني علشان نصلي الفجر قبل ما ننام ؟؟
تغريد : لا ، أنا هطلع ولو الأذان أذن هقوم اصلي ولو نمت قبل الأذان هصلي لما أصحي الصبح .
فريد : طيب يا ماما أنا هطلع أنا كمان ، تصبحوا علي خير .
ام فريد : وأنت من اهله يا حبيبي .
سمية : أومال مين اللي هيغسل الاطباق والكوبايات معايا ؟؟
تغريد " بسخرية " : البركة فيكي يا حبيبتي ، تسلم ايديكي !!!
نظرت سمية اليها " بغيظ " وأنتظرت حتي انصرفت تغريد وفريد ..
سمية : شايفة يا ماما تغريد بتكلمني أزاي ؟؟
أم فريد : معلشي يا حبيبتي ، هيه لسه مش واخدة علينا زيك ، معلش نستحملها علشان خاطر فريد .
سمية : حاضر يا ماما هستحملها علشان خاطرك وعلشان خاطر فريد ، بس علي الاقل كانت قامت غسلت مكان ما أكلت وبعدين تطلع شقتها !!!
هند : معلش يا سمية يلا أنا وانتي عشر دقايق ونكون خلصنا .
فريد وتغريد في شقتهم ....
فريد : مالك يا تغريد ؟ قلبتي وشك ليه وطلعتي علطول ؟؟
تغريد : مش خلصنا السحور !! كنت عايزني اقعد ليه تاني ؟ ولا كنت عايزنا نبات تحت كمان ؟؟
فريد : ما احنا كنا هنقعد شوية ونقوم نصلي الفجر ونطلع ، ايه اللي حصل خلاكي زعلتي وطلعتي بالشكل ده ؟!
تغريد : أنت بتستهبل يا فريد ولا فاكرني مش واخدة بالي ؟؟؟
فريد " بتعجب " : فيه ايه انا مش فاهم حاجة !!
تغريد : مرات أخوك .
فربد : هند ولا سمية ؟
تغريد : سمية هانم .
فريد : مالها ؟؟
تغريد : أنت هتجنني !! كل ده وبتقول مالها ؟!!!!
فريد : مش فاهم يا حبيبتي ، وضحي تقصدي ايه ؟؟
تغريد : مشوفتش لبسها ضيق ازاي ونزلة بشعرها !!! حتي مش عاملة حساب لشهر رمضان !! وكمان هزارها وضحكها معاك ، ولا فاكرني مش واخدة بالي ؟؟
فريد : ايه اللي بتقوليه ده ؟ أنتي أتجننتي !! دي مرات اخويا !!
تغريد : عمالة تهزر وتتمايص ولا كأنها شايفاني قدامها ولا عمله احترام لوجودي !!
فريد : بطلي كلام أهبل ، علشان كده عيب ، سمية مرات اخويا وزي أختي ، وهيه متعودة تضحك وتهزر معانا كلنا عادي سواء جوزها موجود أو مش موجود .
تغريد : عندك حق ، اذا كانت مش بتحترم جوزها في وجوده معقول يعني هتحترمه في غيابه ؟؟!!
فريد : لحد كده وكفاية أوي علشان كلامك ده عيب ولولا أني مقدر أنك لسه مش تعرفينا كويس كنت حاسبتك علي الكلام ده .
تغريد : ولا تحاسبني ولا احاسبك ، أنا داخله انام .
دخلت تغريد تنام ، ثم صلي فريد الفجر ثم دخل لينام .
وبمجرد أن أغمض عينيه رأي أمامه نساء كثيرات متشحات بالسواد ويضحكن بصوت عالي بينما رأي أخاه شريف يقف بعيدا ويشير بيده بالرحيل ثم يبتسم ويبتعد عنه شيئا فشيئا وفجأة ظهرت تلك " العرافة العجوز " و أبتسمت ثم أنصرفت في صممت !!!
وفجأة يستيقظ فريد من النوم .
فريد : أعوذ بالله من الشيطان الرجبم ، ايه حكاية الست دي اللي بتظهر لي في الحلم كتير الأيام دي ؟! أنا مش عارف أعمل ايه ؟؟ اروح أسأل شيخ ولا أسكت ولا أعمل أيه ؟؟ لما ألحق أنام ساعتين قبل الشغل ولما أصحي يبقي يحلها ربنا .
صباح اليوم التالي أستيقظ فريد متأخر وأرتدي ملابسه وذهب الي عمله في عجل ، بينما كانت تغريد مازالت نائمة .
وظل فريد طيلة مسافة الطريق الي عمله يفكر في هذا الحلم الغريب الذي رأي فيه تلك المرأة للمرة الثانية خلال فترة زمنية قصيرة !!!!
وصل فريد ودخل الي عمله وبدأ الزملاء في ألقاء التهنئات بقدوم الشهر الفضيل فيما بينهم .
وبعد حوالي ساعتين جاءه اتصال علي هاتفهه من زوجته تغريد .....
يتبع


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close