رواية ندبات قدر الفصل السابع 7 بقلم الشيماء مسعد
ندبات قدر
7
في مقهى عام
كان يجلس مهاب بضجر كانت تجلس معه فتاة رائعة
الفتاة : ممكن افهم انت مضايق كده ليه
ردت بصدق : وهاعرف منين يا مهاب ؟
اردف مهاب وقد زفر بزنق : ابوكي يا هاجر مش راضي يجيها لبر ولا راضي يكبر دماغه من ناحيتنا
بهت وجهها وقالت : بابا ؟؟ عمل ايه يا مهاب .
صدح مهاب بضيق : ممدوح الصاوي مش مفوت فرصة الا ومخسرنا فيها ، ابوكي مش مكفيه كل اللي عنده عايز يكوش على كل حاجة . أنا مش عارف هو ليه حاططنا في دماغه
ترقرت الدموع في عينيها : وانا ايه ذنبي يا مهاب ، ليه كل مرة بابا بيعمل معاكم حاجة بتحسسني اني متفقة معاه ، ماشي يا سيدي لو دا هيخليك مرتاح عادي زعق براحتك وطلع كل الشحنات السلبية عليا
زفر بحنق وهبت هي واقفة وانصرفت هتف بصوت مرتفع : هاجر استني
مسح على وجهه دفع الحساب وانصرف لكنه حينما خرج وجدها قد غادرت
_______________________
كان الياس في مكتبه ينهي بعض الاعمال ومعه فاطمة
كانت مرتبكة كأنها تريد قول شئ ما
أنهى الياس كلامه قائلا : زي ما اتفقنا هنبدأ بمشروع قرية الفيروز عشان هو أكبر مشروع معانا دلوقتي
كانت شاردة أشار بيده أمام وجهها انتبهت له
فقال: فهمتي؟؟
كانت فاطمة لا تعلم بما ختم كلامه ولكنها قالت : ايوا فهمت ، حتى لا يغضب
تابع الياس : طب قومي هاتي الملف عشان ندرس أبعاد المشروع
فاطمة ببلاهة : مشروع ايه ، واي ملف عايز
الياس بحنق : انتي ايه حكايتك يا فاطمة انهاردة ، مش مركزة ليه ؟
زفرت بضيق وقالت : كنت شادرة شوية معلش ممكن تقولي عايز اي ملف
كرر الياس كلامه بآليه : ملف ارض الفيروز يا فاطمة
تحركت تجاه الارفف ولكنها بعد خطوات استدارت قائلة : باشمهندس الياس ، اتمني انك تكون عرفت تختار هدوم حلوة في الشوبينج الأسبوع اللي فات .
نظر إليها رافعا حاجبه الأيسر وقال : هدوم ايه ؟؟
حاولت ان تبدو ثابتة وردت : هدوم للبنت اللي كانت معاك ، يارب يكون ذوقك عجبها
ابتسم الياس وهز رأسه بمعنى لا فائدة منكِ وتمتم : مابتعرفيش تخبي حاجة ابدا
وجه ناظره إليها وقال : هو انتي تشكي برضو في ذوقي يا فاطمة طبعا عجبوها اوي ، يلا هاتي الملف بدل ما اقوم اهد الارفف كلها على دماغك ، لإني دا مش وقت دردشة
تأففت بحنق وضربت رجلها في الأرض كالاطفال وهمست : منحرف كنت مخدوعه فيك .
_بتقولي حاجة يا فاطمة
_مابقولش يا باشمهندس
_ بحسب
_____________________
كانت قدر جالسة في الرواق تطالع الجرائد منذ مدة ليست بقصيرة وهي لم تشبع رغبتها في القراءة كانت مترقبة وعينيها تطالع الدرج هبط رازي بهيئته المهندمة تحرك تجاه المكتب متجاهلا اياها تماما ، ابتسمت هي تريد أن ترى رد فعله عندما يقرأ ما كتبت ، لكنها انتظرت كثيرا لم يحدث جلبة لم يصدر منه أي شئ ، ربما لم يقرأ الأبيات الشعرية بعد ، فضولها دفعها لاستراق النظر تسللت بخفة كالفراشة إلى أن وصلت لباب المكتب لقد كان نصف مغلق ألقت نظرة لكن الدهشة احتلت وجهها حينما لم تجده بالداخل ، ترى أين هو الآن ؟ لقد دلف أمامي منذ برهة ، واربت باب المكتب كليا لفت بنظرها على كل ركن بالمكتب دفعتها قدماها للدخول كانت في حالة من الزهول ، يا الله أين اختفى هذا الرجل غريب الأطوار ، لم اكذب حينما قلت انه ليس بشري أنه يظهر من العدم ويختفي فجأة المكتب فارغ شعرت بالخوف يدب في اوصالها خرجت مهرولة ناحية سناء تلهث من الخوف
_سناء سناء
استدارت سناء تطالعها بفزع : خير يا ست قدر خضتيني
قدر برعب : السيد رازي دخل المكتب قدام عيني ولما دخلت وراه ملقيتهوش فص ملح وداب
ضحكت سناء وقالت : يا لهوي عليكي يا ست قدر انتي طيبة اوي ، البيه أصله عامل باب سري في المكتب لما بيحب ينفصل عن العالم بيقعد هناك يفضل يقرأ من غير ما حد يزعجه ، إنتي بس ماخدتيش بالك من الخوف ، اللوحة اللي كانت معلقة على الباب لو بصيتي كويس كنتي هتلاقيها جمب الباب ، جربي كده روحي عشان تصدقي كلامي .
تنفست الصعداء وهزت رأسها موافقة اتجهت ناحية المكتب وهي تتمتم : ينفصل عن العالم ، حوش حوش من الدوشة اللي في القصر ، دانا من كتر الهدوء قربت افقد النطق شكلي كده هانسى الكلام
دلفت المكتب وبالفعل وجدت ذلك الباب
فتحته بدون تردد ودلفت بحذر تحركت عدة خطوات مترددة إلى أن وقعت عيناها على ذلك المكان المبهر جحظت عيناها فتحت فمها لفت ناظرها تحاول أن تستوعب هذا الكم من الكتب ابتعلت ريقها
وقالت : وااو كل دي كتب
انتبه لها ترك الكتاب من يده كان يقرأ كتابا لشارلوك هولمز فهو يعشق كتب الجريمة والروايات البوليسية وكتب الالغاز المتشابكة نزع نظارت القراءة الخاصة به وقف وهو يشعر انه سيفتك بتلك الفضولية اللعينة .
تحرك ناحيتها إلى أن وقف أمامها مباشرةً انكمشت على نفسها ابتعدت خطوتين للخلف إلى أن صدمت بالحائط خلفها رفع كفه اليمين اغمضت عينيها بقوة خوفا من الصفعة لكن لحظة صوت خبطة قوية على الحائط كانت قبضته .
وقال صوت غاضب : عايزة مني ايه ، بتلفي ورايا ليه انا مش بحب الفضوليين .
فتحت عينيها ببطء وقالت ، أنا كنت ..
ابتلعت لعابها بخوف وأكملت : كنت ، لم تجد ما تقوله حقا
تحدث وما زال الغضب يتملكه : كنتي ايه ؟؟!
شعرت أنها انفاسها تسحب منها الكلام يقف في جوفها كأنها ماثلة أمام محكمة اكملت : كنت عايزة اقولك على حقيقتي
رمقها بغير استيعاب ضيق عينيه وقال هامسا : حقيقتك ؟
خيم الصمت عدة ثوان بعد ذلك أشار لها بهدوء : اقعدي هنا
جلست على مقعد وهو على الآخر أمام طاولة كبيرة مخصصة للقراءة .
كانت تفرك يديها بعضهم ببعض تتنفس بسرعة
احكي سامعك ، كان هذا ما تفوه به مستدعيا كل ذرة ثبات به قبل أن يفتك بها يريد أن يعطي لها الأمان لذا أراد أن يمثل الهدوء والثبات ونجح في ذلك حقا ، فعمله اكسبه ذلك التحكم بالنفس .
اردف بكلمه جعلها تطمئن : قولي يا قدر سامعك .
لأول مرة ينطق اسمها ، هل تحول لشخص أخر ؟
ما كل هذا الهدوء الذي يتحلى به الآن ؟ دراكولا هذا غريب الأطوار ولا شك في ذلك .
اطلقت زفير و بدأت تقص عليه حكايتها كلها كان حسن الاستماع لكنه لم يكف أن يسأل عن أدق التفاصيل حتى يربكها فإن كانت كاذبة ستتلعثم ، بدأت حديثها بجملة واحدة : أنا مش الممرضة البديلة ، أنا أصلا لسة طالبة في كلية التمريض .
قصت كل شئ كانت تبكي بحرقة وهي تحكي له تفاصيل حياتها المأسوية التي عاشتها وكم جاهدت وحاربت لتحافظ على عرضها وكرامتها وانسانيتها ، كم مرة وقفت في وجه الشر حتى لا تدنس ثوبها النقي ، كم صدت من ضربات كانت كفيلة بسحقها في دوامة الحياة والقائها في مكب نفايات بائعات الهوى
انهت حديثها لكنها لم تكف عن البكاء والنحيب
يلتمس الصدق في كلامها هذه النبرة لا تكذب تلك الحرقة التي تتحدث بها لا يمكن لها أن تكون تمثيل حتى لو محترفة بذلك
اكملت حديثها لتقص عليه كيف وقعت في طريق الياس ذلك الشاب النبيل هو وصديقه اللذان كانا بمثابة يوسف الصديق في استعفافهم عن فتاة لا حول لها ولا قوة راقدة في فراشهم
انهت كل ما في جعبتها من كلام ، بقي الصمت ..فقط الصمت .
استقام رازي يطالع المكتبة شاهقة الارتفاع ولم يطرح سوى سؤال واحد : ايه اللي خلاكي تحكيلي دلوقتي كان ممكن تفضلي محتفظة بسرك انتي والياس .
قال اسم أخيه بتهكم فهو لا يصدق ان أخاه قد كذب عليه اخر شئ كان يتوقعه هذا .
أجابت بكل صدق وبراءة : أنا الصبح دخلت المكتب هنا بس والله مش عشان اراقبك ولا اتجسس عليك كان بس عندي فضول اعرف الحادثة اللي انت عملتها ، حصلت ازاي ، فجأة فتحت دفتر لقيته على المكتب قرأت فيه جملة ارعبتني
ابتسم بتهكم وقال : يقولون ان حبل الكذب قصير وانا اقول انه مهما كان قصيرا سأجعله يلتف حول رقبتك ليشنقك إن كذبت عليا يوما .
هزت رأسها بنعم وقالت : ايوا هي الجملة دي ، حسيت اني لازم احكيلك حكايتي بس دا ما يمنعش اني هافضل برضو الممرضة لحضرتك .
زفر بنزق وقد كان حقا مصدوم من تصرف أخيه. أشار إليها بيده اي اذهبي
تحركت مسرعة للخارج وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة أثر الخوف الضغط الذي تعرضت له وهي تقص عليه تفاصيل حياتها ..كانت تضع يدها على قلبها في محاولة منها لتنظيم أنفاسها المتسارعة
_______________________
كان عصفور ماثلا أمام ممدوح الصاوي في مكتبه
أشار له ممدوح بالجلوس ، جلس عصفور على مضض
_مليون جنيه ؟
كان هذا ما تفوه به ممدوح
عقد عصفور حاجبيه وقال : مش فاهم ؟
اكمل ممدوح : مقابل انك تدلني على مكان قدر
تنهد عصفور بملل وقال : يا ممدوح باشا ، انا اللي عندي قلته والله ما اعرف قدر فين دلوقتي ولو انت قلقان عليها قيراط انا قلقان ٢٤ .
رمقه ممدوح بنظرات واثقة وهو يقول : متأكد انك متورط في هروب قدر ولو بس اتأكدت انك كان ليك يد في الموضوع أو حتى خطيبتك ليها يد مش هرحمك هضربك في أكتر حاجة بتوجع .
حافظ عصفور على ثباته النفسي قدر المستطاع لقد اربكه كلامه حقا استقام واقفا وهو يقول : لو لقيت قدر ما تنساش تطمني عليها يا ممدوح بيه
شعر بالإهانة والتهكم في نبرته فقال ما يدب الخوف في اوصاله : هتفضل بالنسبة لي موضع شك لحد ما اتأكد انك فعلا كان ليك يد وساعتها بقى ابقى اطمن على نفسك وعلى... عزة
اشاح بوجهه وتوجه ناحية الباب وما ان خرج حتى اخرج منديلا يجفف به عرقه فقد تعرق كما لو كان يركد تحت شمس أغسطس الحارقة ..
تنهد طويلا ورحل وهو لا يفكر سوى في قدر هل هي بخير هل استطاعت ان تدبر أمور حياتها ، هوى قلبه أرضا حينما خطر له هل أصابها مكروه هل تعرضت لخطر يا إلهي لديها رقم هاتفي لكنها لم تتصل لا أعرف ما حل بها لكن اتمنى ان تكون تلك الصغيرة البريئة بخير ،اتمني لو يدعها العالم القاسي ان تمارس برأتها دون أن يدنس الشر ثوب تلك الفتاة الأبيض الناصع
أثناء شروده كان سيصطدم بفتاة
اعتذر لكنها لم تعيره اي اهتمام فتحت الباب ودخلت بغضب
_ بابا ممكن افهم ليه مش شايف قدامك الا شركة مهاب والياس ليه عايز تحطمهم
استقام واقفا وقد اقترب منها وقال : عشان انا مايتلويش دراعي ، بترفضي إياد أمجد نصار ابن الوزير عشان تتجوزي حتة جربوع زي سي زفت دا مش هسمحلك ، هابعد عنهم لو بعدتي انتي عنهم ، غير كده ماتحلميش .
رمقته بحزن وكسرة في نفسها هل انت حقا اب ولديك مشاعر ابوية لما لم أرى منها اي شئ من قبل .
استدارت لترحل هتف هو : ابقي قولي لحبيب القلب هارد لاك
عادت إليه وقالت : يعني مصالحك اهم من سعادة بنتك
رد ممدوح يتصنع الحنان : مش مصالحي لوحدي ، يا هاجر ، ومصالحك انتي كمان انتي بنتي الوحيدة ولازم تتجوزي جوازى من مستواكي الاجتماعي
هاجر : ومهاب بقى مش من مستوايا الاجتماعي صح
صح رد باستفزاز
لا يا بابا انا مصلحتي انس اتجوز الإنسان اللي اختاره قلبي ، غير كده بقى ، ابقى اتجوزه انت
صدح بغضب : هاجر ، الزمي حدودك ، أنا ربيتك تكلمي بابا كده
لم ترد بل رمقته بحزن و اكملت طريقها للخارج وهي يائسة كليا من تصرفات والدها غير القانونية وإصراره على حرمانها ممن تحي
____________
منذ ان اعترفت له بحقيقتها لم يلتقيا ، ظلت هي قابعة في غرفتها وهو أيضا كان شارد حزين كيف لأخيه ان يفعل هذا به . رغم انه أعلم الناس بأنه يمقت الكذب ، لما تصرف هكذا هذا الوغد الصغير المدلل الياس سأعاقبه بما يستحقه التقط هاتفه وهاتف الياس اتاه الرد : الو باشا مصر الاول ، اخبارك ايه يارب الممرضة الجديدة تكون نالت الرضا .
قال كلماته بدعابة
زفر رازي ثم رد بجمود وجدية : طردتها
هب الياس واقفا وقال بلهفة : ايه طردتها ؟؟ ليه وراحت فين
رازي بتسلية : ليه عشان ماعجبنيش شغلها ، وراحت فين اكيد راحت بيتهم
رد بصدمة : بيتهم رازي ارجوك الحقها انا هافهمك كل حاجة لو سمحت يا رازي
رازي كان يمثل الدهشة قال : الحقها ازاي دي مشيت من امبارح بالليل
تجمد الياس مكانه لعن نفسه عدة مرات كان يجب عليا ان اقول الحقيقة مهما كلفني الأمر، ترى أين ذهبت لا مأوى لها كما أنها بريئة جدا لا تعرف كيف تدبر امورها
رازي سأل : الياس انت سامعني ، تعالى عايزك ضروري
مسح الياس على وجهه بحزن وقال : ماشي
اقفل رازي ثم ابتسم بمكر وقال : لازم تتعلم الدرس يا الياس
هبط من غرفته طلب من سناء تعد له فنجان القهوة المفضل لديه وقال : الآنسة الممرضة فين يا سناء
في اوضتها يا رازي بيه
رازي : استدعيها عشان عايزها ، خليها تحصلني على صالة الألعاب وجهزي انتي الفطار
حاضر يا رازي بيه ، كان هذا جواب سناء
مر وقت ليس بكثير هبطت قدر بعد أن صعدت لها سناء مخبرة اياها بأن رب عملها يريدها .
توجهت قدر إلى الصالة الرياضية كان رازي يحمل أثقال بيد واحدة ، هتفت : صباح الخير
استدار لها وقال بتهكم : صباح الخير آنسة مش ممرضة
ابتسمت بخجل وقالت : أنا فعلا ممرضة بس بدرس لسة
هز رأسه بدون تعليق وكان قد تحرر من سترته كالمعتاد وجلس على المقعد المخصص لتمارينه اليومية
بدأت في عمل التمارين له ، صمت تام خيم على الجميع حتى
هتف هو : كانت ايه خطتتك لما قررتي تهربي من بيتك
_ماكانش عندي اي خطة كان كل همي اني انفد بجلدي من الجوازة السودة دي
=مافكرتيش لحظة ان الشارع هيكون أكثر قسوة عليكي من دلال والبرتيتا بتاعتها .
كنت واثقة ان ربنا مش هيسيبني وهيوقف لي ولاد الحلال ، وفعلا قابلت أكتر ناس ممكن يكونوا ولاد حلال( ابتسمت بصدق) وقالت : الياس ومهاب
عقد حاجبيه لما لم تذكره معهم هل هو وغد ام ماذا لكنه لم يعلق زفر الهواء من فمه بدا مستاء لكنه قال :
وايه خطتك للي جاي .
شكل حضرتك زهقت مني وانا عالة عليكم صح بس انا مستعدة اشتغل مقابل اني افضل هنا انا لأول مرة لما انام ماحسش انه حد بيتعدى على خصوصيتي ، ويفتح باب اوضتي واصحى مخضوضة من حلاوة النوم .
ورفع حاجبه وقال : بتعرفي ازاي تقلبي الترابيزة لصالحك . عموما انا ما قصدتش انك تقيلة علينا ، انتي بتشتغلي فعليا لأني كلمت رغد وقالت إن والدتها محتجاها فعلا الفترة دي وانا اتأكدت باتصالاتي انها فعلا تعبانة ومحجوزة في المستشفى ، عشان كده انتي موظفة رسمية هنا يا آنسة ممرضة
ابتسمت بامتنان وقالت : شكرا سيد رازي ان شاء الله اكون عند حسن ظنك
_ هتتعبي عشان تكوني عند حسن ظني
(ايها المتعجرف انت حقا وغد ) هذا ما أرادت قوله
لكن رسمت ابتسامة صفراء وهي تقول : شوية مجهود مش هيجرا حاجة ، المهم الواحد يبقى مخلص وصادق في اللي بيعمله
وضع ساقا فوق أخرى وقال : صادق حطي مية شرطة تحت صادق
ربعت يديها أمام صدرها وقالت : شايفة انك فاقد الثقة في كل اللي حواليك ناقص تشك في نفسك
هب واقفا وصدح بصوت جوهري : مالكيش دعوة ما تدخليش في ما يخصكيش
ارتعبت من تحوله المفاجئ لم تتوقع التحول بهذه السرعة لقد كان في كامل هدوءه انكمشت وقد ضمت قبضتيها إلى صدرها ولم تتفوه ، نظر إلى هيئتها الخائفة سحب سترته القطنية السوداء وخرج وهو يرتديها لحظات ظلت ساكنة بها ، فكرت (انه بالتأكيد لديه سر كبير يجعله لا يثق في احد ، عليا ان اكتشف هذا ، يبدو غامضا حد اللعنة )
خرجت لتجد سناء تغني في المطبخ لكسر الملل
سناء رازي بيه راح فين
سناء أشارت بيدها : راح الجناح الغربي دا ست قدر ونصيحة مني ما تروحيش وراه عشان منبه على الكل لما يروح هناك ماحدش يروح وراه الا المستغني عن رقبته أو اللي عنده رقبة استبن ضحكت وتابعت عسل انا عسل ربنا يحفظني دمي شربات .
رفعت وجهها تطالع قدر كانت قد اختفت من أمامها
تسائلت سناء : ياختي راحت فين دي ، وانتي مالك يا سناء نكمل بقى "البحر بيضحك ليه وانا نازلة ادلع أملا القلل "
كانت قد تسللت للجناح الغربي سمعت صوت طلقات مكتومة دب الرعب في اوصالها لا بل في كامل جسدها قررت التقهقر والعودة فالهروب في تلك المواقف نصف الجدعنة كمان يقال لكن آه من فضولها الذي يدفعها نحو الجحيم . اقتربت رويدا رويدا من صوت طلقات نارية من مسدس كاتم للصوت كان صوت رازي وهو يصرخ اكثر وضوحا
نظرت خلسة توقفت مكانها بصدمة لم تستطع التقاط أنفاسها لم يجول ببالها الا سؤال وحيد : ما هي هوية هذا الشخص......