رواية البنات زينة البيت الفصل السادس 6 بقلم نهي عادل
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السادس
_يأتي العوض بعد الصبر عظيما، كالغيوم المحملة بالمطر المليئة بالخيرات، فالله لن يترك قلب حزين إلا ويعوضه خيراً ويجازيه جبراً عظيم، فما أعظم العوض بعد الصبر:
عوض الله جميل، فوق توقعات الصابرين.
كانوا يعيشون فى سعاده وحب إلا من بعد مشاغبات ماهر الذى لم يستسلم بان يذهب إلى روما وبالفعل ذهب
_كانت الحياه هادئه جميله إلا أن جاء سامح فى يوم وأبلغها بأن الحاج مندور كلف الكثير من الأشخاص للبحث عن آسيا وأولادها ،خافت آسيا بأن يعرفوا مكانها ويأخذ منها بناتها وظلت تبكى كثير ولكن طمانها سامح بأنه سند هم وحامي لهم بعد الله ولم يستطع أحد أن يقرب منهم ....
مر شهر اخر عليهم والوضع كما هو لم يضغط سامح على آسيا بأن تكون زوجته بالفعل لم يقرب منها حتى ولكن بد يحبها يغزو قلبه هو لم يتزوج ايمان عن حب ولكن كان مخلص لها لم ينظر الى امراه اخرى ولكن آسيا حركت مشاعره حركت روحه فهو يريد أن يعترف لها بحبه و يبد معها حياه زوجيه سعيده.عزم أمره بأن يعترف لها قام بشراء فستان لها وذهب إلى متجر المجوهرات و وقام بشراء دبله وخاتم وسلسلة من الالماس بها اسمها كما اشترى ل خديجه وبدور وونس أيضاً.
فى المساء تأخر سامح وكانت آسيا قلقه عليها ،فهى حبته ولكن كانت خجلا أن تقول له وهى لم تعرف مشاعره لها....وكانت تدور وتلف حول نفسها لتضحك عليها سميره وتقول : اهدي يا آسيا وأقعدي سامح زمانه جاى
_هااا بتقولى حاجه يا ماما
_لا ده انتى حالتك صعبه اوى ،تعالى خدى ونس رضعها هى صحيت من النوم اهى ..
لتاخذها منها وتقوم بأرضاعها فى دخول سامح ليقول لهم : السلام عليكم
_لتجرى إليه البنات ويقوم بضمهم فى حضنه ويقول لهم وحشته بابى كتير
لتقول له خديجه وانت كمان وحشتنى يا بابى مامى طول اليوم قلقانه عليكى رايحه جايه رايحه جايه
ليضحك على منظر خديجه وهى تحكى له ليرقصها من خدها ،شقيه انتى يا ديجا ...ليضع الاكياس ويذهب إلى أمه ويقبل يدها لتقول له حمدالله على السلامه يا سامح اتاخيرت ليه يا حبيبي فى ناس هنا كانت قلقانه عليكى
كانت عينه معلقه ب آسيا التى خجلت منه وهو يراها وهى ترضع ونس ل تعدل من ثيابها وتذهب وتضع ونس بجانب مالك ...
_دلفت إلى غرفتها لتجد سامح يقوم بتغير ملابسه ويرتدى بنطلون فقط لتحمر خجلا رغم انها كانت متزوجه قبل كذلك وام ل ثلاثه بنات ولكن كانت فى وجود سامح يظهر عليها التوتر والقلق ليقرب إليها سامح ويقول : آسيا
لترفع وجهها ويقرب إليها أكثر : انتى بجد كنتى قلقانه عليى وو ضع قبله على جبينها
_هااااا
_هاااا ايه بس و أخرج من الشنطه الفستان وقال لها بأن ترتديها...ليكون فستان من اللون الابيض قصير وبه حبات من اللؤلؤ الخاطف للأنظار أخذته آسيا ودلفت الى غرفه الملابس وقامت بارتداء الفستان فكانت ولا أروع وأكانه صمم لها ورفعت شعرها إلى الأعلى
همسات لنفسها : طيب وانا أ طلع ازاى كده ،احيه ده طلع قليل الادب وانا اللى فكرته مؤدب ...سمعت صوته ينادى عليها...لتخرج له
وقف سامح مكانه لم يتحرك من مكانه كانت جميله بشكل لا يوصف ظل ينظر إليها نظرات حب وعشق وغرام قرب اليها ووضع قبله على خدها وأخرج عبله بها السلسلة والخاتم والدبله ليمسك يدها ويقبلها ووضع فيها الدبله والخاتم ثم نظر الى شعرها وقام بفكه لينزل شلال من الحرير على ضهرها ليرفعه ويضع السلسله فى عنقها وظل يقبلها همس لها :
_ آسيا انا بحبك
لتذوب آسيا فى كلامه ولمساته لتهمس له : وانا كمان بحبك اوى يا سامح
_ليضمها أكثر ويقول وانا بعشقك يا روح سامح ....
_لينظر إليها ويقول : بقولك ايه انتى صليتي العشاء
_ لا لسه وانت
_انا كمان لسه ايه رايك تروحى تتواضي وانا كمان ونصلي سوا
لتذهب إلى المرحاض تحت دقات قلبها الشديد فقد منى الله و عوضها بسامح الزوج الصالح....
لتقف بين يدى الله وتدعو وتبكى وتحمد الله على زوجها وحبيبها سامح .....
_ بعد الانتهاء من الصلاه وجدها تبكى اقترب منها وقال لها : انتى كل ما تصلى بتعيطي ليه بس ،مالك انتى مش مبسوطه
_ لا بعكس انا فرحانه بوجودك فى حياتنا ،انا بعيط من جمال صوتك وحفظك للقرآن ممكن اطلب منك طلب
ضمها وقال لها: اتفضلي يا حبيتي
لتخجلا من كلمه حبيتى وتقول له: انا عاوزة احفظ وتحفظ البنات القرآن رغم أنى عارفه ان وقتك ضيق
_ولو ضيق افضى وتعالى اصالحك بقا
تصالحنى !! بس انا مش زعلانه
_لا والله اصالحك
ضمها إليه واقترب منها وهى تشعر بأنها كعصفورة تحلق فى السماء لن تستطيع الابتعاد عنه ولا منه ضمها اكثر يستنشق عطرها نظر إلى شفتيها ثم انحى يقبلها بحب وشوق وظل كثير امانعا له يخرج ما فى قلبه ولكنه لا يستطع أن يخفى حبه أكثر من ذلك
تاه سويا فى عالم خاص بهما عالم لا يوجد فيه إلا العشق والحب فقط
نحن لا نختار لحظة الحب
ولا نختار مَن نحب...
الحب قدر..
يأتي بلحظة.. بصدفة.. بغمضة عين
بلا تبرير.. بلا منطق.. بلا موعد
هو الأجمل، رغم عذابه...
هو الأصدق، رغم أوجاعه...
الحب.. سر الحياة...
الإكتفآء في الحبَ ، يجعلك تبتعد عنَ الكل فإنَ إكتفيت بمنَ تعشق حتى ولو كان بعيـدًا فلنَ ترى أحدا غيره
بعد مرور أسبوع .....
_ رغم أن سامح كان سعيد مع آسيا وبناتها ومالك الا ان يوجد وجع وحزن فى قلبه بسبب ماهر الذى تركه وابتعد عنه وذهب إلى روما دلفت إليه آسيا ووضعت فنجان من القهوة على الطاوله لتقول له :
_سامح مفيش اخبار عن ماهر
ليمسك يدها وقبلها ويقول لها: لسه مخلص كلامى معاه على الفون وحاولت معاه يرجع رفض ،انا مش عارف حصل ايه لكل ده انا يامه قعدت معاه وحاولت أفهمه أنه ده قدر وكل واحد مكتوب له ساعته وده عمر ايمان بس لا مش عاوز يفهم ؟!
_ماعلش يا سامح ماهر لسه صغير وبكره يكبر ويفهم ...
ليرن هاتف سامح ويطلبون منه المجيء إلى الشغل فى أمر ضروري...ليطلب من آسيا أن تخرج له ملابسه ل يدلف إلى المرحاض ليأخذ شاور
_لتفتح آسيا الدولاب لتجهيز ملابس ل سامح لترى صور ل ايمان ومعها سامح وماهر لتنظر إلى ايمان فكانت جميله جدا ليخرج سامح ويرى آسيا تمسك الصور ليذهب إليها يضمها من الخلف ويقول لها .
_ على فكره ايمان كانت ونعمه الزوجه الصالحه ونعمه الصديقه اه انا اتجوزتها جواز تقليدي ،لكن عمرى ما قصرت معاها فى حاجه وحزنت جدا على فراقها لكن مكنش بيدى انى مش احبك يا آسيا ،انتى اول حب ليا
ل تهمس له فى أذنه : والآخر كمان
_ ل يضحك عليها : والآخر كمان يا قلب سامح ليأخذ منها الصورة ليضعها فى الدولاب ولكن توقفه وتقول له بأن يضعها فى غرفه مالك وماهر ....ليقبل شفتيها بحب ويرتدي ملابسه ويذهب إلى عمله .....
فى السرايا ...
_حاله ادهم تسوء ولم يعرفوا له علاج عرض على جميع التخصصات ولكن لم ينجح الأمر ،هو يحتاج إلى معجزة مع عند الله
_بدء رفعت ب تاسيس شركه جديد و منفصله عن والدها والذى كتبها باسم مهجه فهى ام الولد ...
_ أصبحت السرايا شبه مهجورة ،خاليه من الضحك والهزار كانت ضحكات البنات وادهم تملاها فرح وسعاده
_ ادهم الذى كل يوم يحلم ب خديجه تنادى عليه لينقذها ولكن كان يسمعها ولا يستطيع أن يرد عليهاوكانت تطلب منه أن يذاكر دروسه وان يحقق حلمه لأنها سوف تحقق حلمها ... ليبدأ ادهم بتركيز فى دروسه تحت فرحه ايناس ويوسف و مندور
_مندور الذي كلف الكثير والكثير من الرجال لمعرفه مكان آسيا وبناتها ......
_كانت تجلس آسيا ومعها سميرة معا وجدوا سامح يدخل ويلقى عليهم السلام ودلف إلى غرفته بدون اى كلمه اخرى وكان يظهر على وجهه العبث والحزن ،لتقول سميره ل آسيا بان تذهب له وتعرف ما به ....
دلفت آسيا الى الغرفه ووجدت سامح يجلس على السرير ويضع يده على رأسه لتذهب إليها وتقول له:
_سامح مالك ،فى حاجه حصلت
يأخذها سامح يجلسها بجواره ليقول لها:مشاكل فى الشغل بلاش تشغلي بالك
_لتسمك وجهه وتقول: يا سامح لو مش هشغل نفسى بك هشغلها بمين يعنى !!؟
ليضمها ويقبلها ويهمس لها : بى يا قلبى ....
_قول بس مالك
_مطلوب منى انى أمسك منصب مهم
_طيب ما ده حاجه كويسه جدا يا سامح
_لا مش كويسه يا آسيا لأنها بره مصر
_طيب وفيها ايه
_لا فيها لانى المفروض هستقر هناك ؟!
_ايوا وفيها ايه ما احنا هنروح معاك
_ بجد يعنى انتى مش هتزعلي انك هتسيي مصر ...
_وهزعل ليه اقولك على حاجه يا سامح : انا كنت بتمنى أسيب مصر فتره انا والبنات بس ربنا عوضني بك ومش هلاقى احسن من الفرصه ده أن احنا نبعد شويه
_انا قولت لكى قبل كده ،ان محدش يقدر يقرب لكى أو للبنات يا آسيا ...
_طيب والسفر فين
_تركيا
لتقفز من على السرير و وتصفق بيديها وشعرها يتطاير حولها وتقول : هااااا هنروح تركيا
_لينظر إليها سامح وهو يرى طفله أمامه خطفت عينيه وقلب
ليقول لها: متجوزة طفله والله
_لتضحك وتضربه على صدره وتقول : بس متقولش طفله
بس فى مشكله يا سامح البنات هتخرج ازاى من المطار؟!
_اكيد.هنشوف حل !
ظلت تفكر ثم قالت له
_ انا عاوزة تغير كينيا البنات يا سامح من فضلك
_ ازاى
_ يعنى تكون باسمك ارجوك وافق
_والبنات لما تكبر يا آسيا لازم يعرفوا اهلهم
_لما يكبروا يحلها ربنا ،ارجوك يا سامح وافق ثم قبلته من خده
_ لا يا حبيتى البوسه مش كده ،ثم جذبها إليه وقام بتقبلها من شفتيها.....
: وهكذا بدأت الدنيا تضحك لها ول بناتها بعوض من الله بزوج واب وسند وحامي لهم بعد الله عز وجل ...
بعد مرور سنه
_انجبت مهجه الولد ،الذي تمناه رفعت وفرح وكتب كل أملاكه باسمه وباسم مهجه التى فردت جناحتها وسيطرت على رفعت واملاكه
_وعندما علم مندور لم يفرح وقال لابنه : الله عينك على شلتك يا ولدى
_ أما ادهم تباع دروسه وأصبح امهر وأشطر من ذى قبل وبل وأصبح يفوز بأعلى المراكز فى جميع الرياضيات من جرى و الكاراتيه والسباحة إلا أنه لم ينطق بعد
_ام ايناس فقد عوضها الله ،رزقها على صبرها بأنها أصبحت حامل وقالت إن كانت فتاه ستسميها حور مثل ما قالت لها خديجه ...
_كما أن ا ازدهرت تجاره يوسف وأصبح له اسم فى عالم الاقتصاد وكان يحفظ حق بنات أخيه فكان ونعمه العم ...
فى تركيا ...
_ كانت تجلس آسيا وتلمس على بطنها بحب فهى فى شهرها السابع وعملت بأنه ولد واطلقت عليها بدور اسم زين كانت سعيده وفرحانه فهذا الطفل من حبيبها سامح عوضها كانت فرحتها لم توصف عندما علمت بأنها تحمل فى رحمها نطفه من سامح الزوج الرحيم بها وبناتها الذى احب بناتها وكأنه هو والدهم لم يفرق بينهم ابدا ...
_جاء من خلفها وقام بتقبيل عنقها ليقول لها: حبيبى سرحان فى ايه
_فيك يا سامح .وعوض ربنا ليا
_ ليضع يده على بطنها : زين باشا عامل ايه ؟!
_لتضحك عليه وتقول : زين باشا مطلع عين ماما
_لا عيب يا زين باشا تزعل ماما كافيه بابا مطلع عينها...
_اتلم يا سامح
_ اتلم لا والله اقولك : تعالى فى الاوضة فوق لميني
لتحس ببعض الوجع ويظهر على وجهها ،لينمكش سامح :
_آسيا مالك فيكى يا حبيتى ؟!
_لتحاول أن تكون طبيعية:انا كويسه مفيش حاجه ويلا تعال افطر علشان تروح شغلك ...
_ لو تعبانه تعالى روحى اكشفى
_ لا انا كويسه ،وبعدين ماما سميرة والحرس بره لو فى حاجه هخليهم يكلموك يلا افطر بقا ؟
_ليفطر ولكن قلبه مشغول معها ...
بعد مرور عده ساعات لم تتحمل آسيا الوجع والألم وظلت تصرخ بشده إلا أن جاءت سميره وقامت بالاتصال على سامح وقالت له : بأنها ستخذها إلى المشفى فهى حالتها صعبه ...
بالفعل ظلت تصرخ وتبكى بشده لتهتف باسم سامح وتنادي عليه إلا أنه جاء مسرعا وجرى إليها وعلى وجهه الحزن الشديد عليها فتذكر ايمان وحالتها وظل يدعى ربه بألا يصوبها مكروه.....
_امسك يدها وقبلها لتقول له: سامح خلى بالك من اولادى مش البنات وبس لا مالك وزين وحتى ماهر رغم أنه مكنش بيجى كتير إلا أنه بحبه زيهم كمان
ليضع سامح يده على فمها: اسكتى يا آسيا اوعى تقولى الكلام ده باذن الله هتبقى كويسه
جاءت الطبيبه لتقول لهم بأنها ولاده قبل الموعد ليتم تجهيزها وادخلها غرفه العمليات لتسمع صوت سامح معها ولاول مره تراها يبكى بشده ويردد ،كله خير من ربنا ،الحمدلله
وتمت ولاده آسيا إلا أنه بسبب النزيف تم إزالة الرحم نهائى بعد موافقه سامح ...وحمد ربه على أولاده وهذا الطفل الذى جمعهم ......
بعد مرور الكثير من الوقت
_ فاقت آسيا ووجدت أنها فى غرفه وبجانبها سامح يمسك يدها ويقلبها لتهمس بضعف : سامح زين يا زين
_زين كويس يا ام زين وحمدالله على سلامتك
_الله يسلمك انا عاوزة اشوفه
_زين فى الحضانه يا آسيا لان نزل قبل الميعاد بس هو كويس الحمدلله
لتجد سميرة تقول لها: حمدالله على السلامه يا بنتى
_ الله يسلمك يا ماما فين الاولاد ..
_ الاولاد فى البيت مع ال ناني متقليش عليهم ...
_لتنظر إلى سامح نظره عشق وحب وهى تتذكر حالته لتشكر ربنا على هذا الزوج العظيم
الوفاء قصة بأعماق القلوب ..فهو الجزءَ الأصّعب فيّ كُلِ حكِايةَ..الوفاء لا يمكن أن تعطيه على جرعات..فالمرء إما أن يكون وفيَاً مخلصاً أو لا يكون..فلطالما آمنتُ أن صفة "الوفاء" من أعظم الصفات التي قد يحملها الإنسان..الوفاء الذي يُبقِي الذكريات الطيبة حيّة في داخلك وإن طالَ الزمن.. الذي يحثّك على حفظ المودّة وإن تباعدت المسافات..الذي لا يجعلك تتنكّر لمن مَدّ لك يده يومًا..هذه الصفة هي رأس الأخلاق النبيلة.