رواية روحي تعاني الفصل الخامس 5 بقلم آيه شاكر
"بس إنت وهي!... إنتوا كمان بتعلوا صوتكوا وإحنا واقفين!! لأ والله ونعم التربية فعلًا!!"
مامت إياد بقلق:
"فيه إيه يا ولاد!... إنت إيه إلي معصبك كده بس يا إياد!!"
وقبل ما حد تاني ينطق بكلمة قالت شيماء:
رفع بابا إيده وقال بصرامة:
"شيمـــــــاء... إيــاد همسه ورايا على المكتب"
(٥)
بقلم آيه شاكر
بابا سبقنا للمكتب مع أعمامي؛ والد إياد ووالد شيماء قعدو جنب بعض زي القضاه إلي هيحاكموا المتهمين، وطبعًا أنا مكنتش خايفه خالص....
بابا بحدة:
-إنت جاي ليه يا هيثم! هو أنا قولتلك تعالى!
هيثم بتلعثم:
-جـ.. جاي مع مراتي
بابا بحزم:
-طيب اطلع بره
وقف هيثم يبصلي! دا زي ما يكون قلقان عليا!! تصرفاته بقت عجيبه ونظراته أعجب وأغرب!! وبالنسبه ليا هو شخص غامض ومخيف!! كنا بنبص لبعض أنا وهو بشرود فقال بابا بحدة:
-إنت مسمعتش يا هيثم قولتلك اطلع بره
اتنهد هيثم وخرج بدون تعقيب..
بابا بصلنا وقال:
-بتتخانقوا ليه!!
إياد بارتباك:
-أنا... أنا كنت بتكلم مع شيماء عادي و... وهمسه اتدخلت وشتمـ.تني
قولت بغضب:
-لأ والله يا بابا دا كان بيضـ.ربها
والد شيماء بصدمة:
-بيضـ.ربها!!!!!
بابا: الكلام ده حصل يا شيماء؟
شيماء بدموع:
-حصل يا عمو
والد إياد بحدة:
-إنت بتضـ.رب مراتك يا إياد!!!
إياد بنبرة مرتفعة:
-عصبتني يا بابا و... وأنا زهقت منها ومن قرفها
ارتفع نحيب شيماء وقالت:
-كل شويه يقول إن إلي في بطني مش ابنه!!! محدش لمسني غيره والله هو الي أقنعني إن كده جواز وأنا صدقته زي الهـ.بله... أنا باقيلي شوية وهمـ.وت نفسي عشان أرتاح من معاملته دي!
حضنت شيماء وطبطبت عليها، كنت مشفقه جدًا على إلي هي وصلتله! كلنا بنغلط بإختلاف درجات الغلط يعني أنا مثلًا مهملة في صلاتي!!! ونفسي أنتظم بس فيه حاجه بتصدني عنها!
بابا بأمر:
-اخرجي إنتِ يا همسه
كان نفسي أستنى عشان أعرف هيعملوا إيه مع إياد بس طبعًا خرجت بناءًا على رغبة بابا!
لقيت هيثم واقف قدام المكتب ومجرد ما شافني قرب مني وقال بلهفة أول مرة أشوفها:
-حد زعلك؟!
وكأني بوجه له كلامي قولت بغرور:
-لأ... أنا محدش يقدر يزعلني أصلًا
ضحك وقال:
-أحلى حاجه فيكِ ثقتك بنفسك
رفعت ذقني لفوق وقولت بابتسامة:
-لأ أنا كل حاجه فيا حلوه
-ربنا يزيدك تواضع
معقوله أخد باله من تواضعي المفرط ده!!
هيثم ضحك!! اومال فين المعامله الخشنه الناشفة الجافة؟ لأ أنا مش متعوده على كده، الظاهر إن فيه حاجه غلط في الموضوع!
مرت الليلة هاديه من غير أحداث تانية سوى إني طلعت شقتي دخلت أوضتي ونمت....
استغفر الله وأتوب إليه
★★★★★
مرت الأيام بروتينيه وبدأت الدراسة، كنت منظمة وقتي بين إني أشتغل وأدرس وأنام.
هيثم بقا بيعاملني كويس يعني يبتسملي وأبتسمله يقولي ”صباح الخير” أقوله ”صباح النور” بس مفيش مره قعدنا نتكلم مع بعض ولا حد فينا حاول يقرب من التاني!
قلدته مرتين وصليت قيام الليل كنت بغير منه لما ألاقيه بيصلي وأنا لأ!
وبعدين رجعت تاني كل صلواتي أصليها بسرعه لأني مشغوله ومضغوطه وساعات مبصليش أصلًا ...
لا حول ولا قوة الا بالله
★★★★
"يلا بس يا ريري والله جايبلك حاجه حلوه هتحبيها!"
-سيب إيدي يا مراد مش عايزه منك حاجه
في غرفة حمام السباحة كانت ريهام واقفة أمام مراد بملابس السباحه الضيقة "المايوه"، هي بتحب السباحه من صغرها عشان كده وقت فراغها بتكون هناك.
ريهام جريئة جدًا عشان تقف كده قدام مراد!!!
قال مراد باستعطاف:
- تعالي بس والله هصالحك
شدت ذراعها وبعدت عنه فكمل بابتسامة:
-طيب أنا آسف مش هزعقلك تاني
قالت:
-كل مره بتتأسف وبترجع تعلي صوتك عليا
مراد: إنتِ إلي بتعصبيني يا ريهام! يعني فيه واحده تقول لجوزها حبيبها طلقني! مش اتفقنا هنكون أصحاب لحد ما تحبيني زي ما بحبك!
ريهام: قول لنفسك! هو فيه صاحب بيطلب من صاحبته إلي إنت طلبته امبارح
ابتسم وقال:
-طيب قومي نطلع شقتنا ونكمل كلامنا بدل ما حد يشوفنا ولا يسمعنا
ريهام بعناد: مش هاجي معاك
مراد: طيب هقولك حاجه... اعتبريني صاحبك زي ما اتفقنا وتعالي احكيلي جوزك ده مزعلك في إيه وأنا هشدلك ودانه
كنت واقفه قدام غرفة حمام السباحه المفروض كنت أمشي لما سمعتهم لكن أعمل إيه في الفضول بقا! ساعدها مراد تلبس المنشفة وبعدت أنا عن المكان بسرعة عشان محدش يشوفني.
بيعجبني قوي علاقة مراد وريهام على الأقل في طرف بيحاول عشان التاني مش زيي أنا وهيثم مفيش حد فينا بياخد الخطوة الأولى!
سبحان الله وبحمده
★★★★
تاني يوم في الشركه تحديدًا وقت البريك وإحنا قاعدين على سجادة الصلاة...
"يعني قصدك إن الخمس صلوات رحمه لينا مش عقاب زي ما أنا فاكره"
سجى بابتسامة: بصي يا همسه أنا بعتبر نفسي زي الموبايل إلي بيفصل شحن وبيحتاج يريح شويه وهو بيشحن عشان نحافظ على بطاريته... وبعد الشحن تلاقيه بقا بيشتغل أسرع وأفضل.. وإحنا بنصلي محتاجين ننسى الدنيا ومشاغلها ونركز على هدفنا الأساسي إلي مخلوقين عشانه وهو عبادة الله... ساعتها بس هنقدر نشحن طاقتنا من جديد!
هزيت راسي باعتراض وقولت:
-لأ لا أنا عمري ما حسيت براحه بعد الصلاة ولا... ولا بقيت أفضل! ولا شحنت طاقتي زي ما بتقولي بالعكس أنا طاقتي بتنفذ!
سجى بمرح: يبقا بتوصلي الشاحن غلط يا فالحه
قولت:
-مش فاهمه!!!
خدت شهيق عميق وقالت:
-ما إنت لو حطيتِ الشاحن جنب الموبايل وقعدتِ تلعبي فيه وتقولي دا بيشحن مش هيشحن بالعكس البطاريه هتخلص! متصليش بسرعه يا همسه...
قالت أخر جمله وهي بتبص في عيني وبطبطب على كتفي، ارتبكت وقولت بتلعثم:
-أ.. أنا ساعات بكون مشغوله فبصلي بسرعه و ..
قاطعتني:
-لو هتصلي بسرعه يبقا متصليش أحسن لأنك مش هتكوني صليتِ وصلاتك مش مقبوله لأنها مش صلاة!!!
بصيتلها وفكرت شويه صلاتي مش مقبوله!! يعني أنا بقالي ١٢ سنه بصلي غلط!! هل ممكن تكون صلاتي مش مقبولة؟ بس أنا بصلي!!
قعدت تشرحلي إزاي أصلي صح وإزاي أصلي بسكينة، ونصحتني أحفظ آيتين من القرآن يوميًا وأصلي بيهم واقتنعت إني أعمل كده يمكن أرتاح زي ما بتقول والله هجرب!!!
قعدنا على المكتب نكمل كلام فقالت سجى:
"احكيلي عنك يا همسه أنا طول الوقت بتكلم وإنتِ بتسمعي لكن معرفش عنك حاجه!"
-عشان مبعرفش أتكلم عن نفسي
-حاولي تتكلمي عايزه أتعرف عليكِ
قولت بمرح:
-أنا اسمي همسه في تانيه كلية فنون جميله وأنا جميله محترمه وحلوه وذكية وفوق ده كله متواضعة
ضحكت سجى وقالت:
-وبعد كل ده متواضعه!
ضحكنا وافتكرت ضحكة هيثم لما قالي "ربنا يزيدك تواضع"
كنت لسه هقولها إني متزوجه من هيثم بس قاطعنا دقات الباب وقامت تفتح دخل حسام إلي عرفت مؤخرًا إنه زوجها _طلعت هي كمان بتخفي حاجات_ وتبعه اتنين موظفين بعد ما صلوا الظهر كنت باصه ناحية الباب ولسه هدور وشي رقبتي اتشنجت ومعرفتش أحركها فقعدت أتأوه بخفوت وأنا باصه ناحية الشمال.
مش عارفه أحرك رقبتي كنت أول مره يحصلي كده! قربت سجى مني وقالت بقلق:
-مالك يا همسه ؟
-مش عارفه يا سجي وجع غريب أوي مش عارفه أحرك رقبتي
-طيب اهدي حركي رقبتك براحه هتلاقيه شد عضلي بيحصلي كتير
وكل لما أحاول أتحرك أحس بألم، قولت بضحك:
-شكلي مش هشوف اليمين تاني يا سجى
سجى بضحك:
-ليكِ نفس تهزري وإنتِ في الحالة دي!!
الحمد لله الموظفين الرجاله مكنوش مركزين معانا.
وبما إني باصه ناحية الباب شوفت هيثم وهو معدي وشافني وأنا بتوجع دخل للمكتب بهيبه، وقف قدامنا وسأل:
-فيه إيه؟!
اتكلمت سجى باحترام:
-دا همسه رقبتها متشنجه
شاور هيثم للموظفون الرجاله وقال:
-معلش يا جماعه أستأذنكوا تخرجوا شويه
طلعوا من المكتب متعجبين وطبعًا سجى مسابتنيش لوحدي ووقفت جنبي بعد ما استأذنت زوجها! قفل هيثم الباب وبدأ يخلعني الحجاب، فقولت بحده:
-إنت بتعمل إيه.. اوعى ايدك!
وبما إنه بيسمع كلامي إتجاهلني ولا كأني اتكلمت وكمل فك الحجاب وعشان رقبتي بتوجعني سكتت، سألني:
"إنتِ أول مره يحصلك كده!"
-أ.. أيوه
بدأ يدلك رقبتي وهو بيردد "بسم الله"
وسط نظرات سجى وضيقها من تصرفات هيثم إلي نزل من نظرها خالص!
وبعد فترة قال هيثم:
- حركي رقبتك يمين وشمال كده
حركتها بمرونه، تدليكه جاب نتيجه الحمد لله وقف وقال بأمر:
-إلبسي حجابك وتعاليلي على المكتب عشان نمشي
خرج وبصيت لسجى إلي واقفه بعيد بتبصلي بذهول، قربت مني وقالت باندفاع:
-حتى لو ابن عمك مينفعش يشوف شعرك ولا يمد إيده عليك كده!!
قولت بتبرير:
-ما أنا عارفه... يا بنتي افهمي هو مش ابن عمي وبس هو كمان يبقا....
قاطعتني وقالت بأعين متسعة:
-أخوكِ في الرضاعه صح؟
كنت محرجه منها جدًا بلعت ريقي وقولت:
-لأ... جوزي
قالت بصدمه:
-جوزك!!!!!!!!
-والله كنت هقولك.. بس... بس مجاش فرصه...
عقدت ذراعيه حول صدرها وقالت بسخرية:
-لأ والله!!!
سجى زعلت مني عشان مقولتلهاش من البداية بس هي طيبه وأنا عرفت أراضيها بسهولة...
رجعت معاه للبيت ومتكلمناش زي العادة هيثم ده غريب وغامض مش هيتغير وبرده لسه بخاف منه!!
استغفر الله وأتوب إليه
★★★★
وفي المساء وقفت قدام المطبخ أسمع الحوار ده....
"يعني إنتِ حامل يا وفاء"
"أيوه بس متقوليش لحد دلوقتي يا أم مراد"
-مش قايله متقلقيش عقبال همسه وريهام يارب
-همسه وريهام! تعالي لما أحكيلك عاملين في أزواجهم إيه!!
مش بقولكم الحوارات بتيجي لحد ودني! خالتو وفاء الفتانه جرجرتني في الكلام وقالت إنها مش هتقول لحد أبدًا وحكيتلها بسذاجه عن طبيعة علاقتي مع هيثم! وهي حكيت لماما!! وطبعًا ماما هتحكي لبابا...
يارتني ما قولتلها حاجه دا أنا كمان بغبائي حكيتلها عن مراد وريهام، جماعه أنا ولا طلعت ذكيه ولا نابغه ولا نيله.
كنت لازم أشوف حل للموضوع ده تربصت لخالتو وفاء ولما لقيتها قاعده لوحدها قعدت معاها وقولتلها أد إيه علاقتي أنا وهيثم بقت مثاليه وبقينا نتعامل زي أي زوجين بكل مودة ورحمه وأد إيه أنا بحبه وهو كمان بيحبني، وإني نفسي جدًا أبقى أم وإن شاء الله ربنا يحققلي أمنيتي الشهر ده، سألتني:
-يعني إنتِ بتحبي هيثم؟!
وبابتسامة مصطنعة وصوت ناعم قولت:
-يا خالتو قولي بعشقه.. دايبه فيه... أنا بحب هيثم أوي... ده جوزي وحبيبي وكل حياتي.
خلصت كذب وببص ورايا مكان ما بتبص خالتو وبتبتسم... لقيت هيثم واقف مبتسم همست لنفسي:
"هــــــار إسود أكيد سمع كل الكلام ملامحه بتقول كده"
رجعت بصيت لخالتو إلي نظراتها خبيثه وكأنها كانت قاصده تسمعه إلي أنا قولته! قالت متخابثة:
-تعالى يا هيثم كنا لسه بنجيب في سيرتك