اخر الروايات

رواية ندبات قدر الفصل الخامس 5 بقلم الشيماء مسعد

رواية ندبات قدر الفصل الخامس 5 بقلم الشيماء مسعد



5
لقد ان انتصف الليل الهدوء يخيم على القصر لا أحد مستيقظ
لكنها استيقظت تتلوى من الجوع معدتها تؤلمها كثيرا ماذا تفعل نهرت نفسها من الأفضل لها لو تناولت بعض الطعام
ارتدت حجابها وقررت تهبط للأسفل لتناول اي شئ من الثلاجة
حاولت الا تحدث جلبة مشت بحذر إلى أن وصلت إلى الدرج
نظرت يمينا ويسارا كانت هناك عيون تراقبها لم تلحظ هذا
دلفت إلى المطبخ وفجأة وجدت شخص ما خلفها صوب السلاح على رأسها قائلا : بتعملي ايه هنا في وقت زي دا ؟
شهقت وهي تطالع ذلك الواقف أمامها يا إلهي من أين أتى هل يراقبني ، ماذا فعلت ليوجه سلاحه على ام رأسي ، لم ارتكب اي حماقة .
ابتعلت لعابها وقالت بنبرة مرعوبة : أنا..... نزلت عشان جعانة
كنت هاشوف اي حاجة أكلها
انزل رازي سلاحه ببطء وقال بريبة : مش غريبة على واحدة اول يوم ليها في البيت دا وتتحرك عادي كده وتكون عارفة كل تفاصيل البيت كده
تمكلها الخوف وايضا الدهشة كانت متوقعة أنه حاد الطباع لكن لم تتوقع انه فاقد عقله لهذه الدرجة
تابع هو يلوح بالمسدس أمام عينيها ليستدعي خوفها : حطي في دماغك فكرة ان عيني عليكي طول الوقت ، وطالما انتي هتبقي الممرضة الخاصة بيا فلازم تعرفي المريض بتاعك عامل ازاي يا آنسة .
_هزت رأسها بالموافقة
أنهى جملته فتح باب الثلاجة واحضر لها طبق فاكهة وضعه على الطاولة وقال الأكل اهو
غادر وتركها صعد الدرج اما عنها فقد فقدت كل ذرة ثبات بها سقطت جالسة على الأرضية ضامة رجليها إلى صدرها كانت أطرافها مجمدة قلبها يخفق بشدة ترتعد كليا .
سقطت دموعها من شدة الخوف ظلت هكذا قرابة الساعة كان يراقبها من أعلى الدرج ، اخيرا استعادت ثباتها هبت واقفة ولم تعد تشعر بالجوع ..نظرت إلى طبق الفاكهة بتهكم هل استحق كل ما تعرضت له بسببك لقد كنت على وشك فقد حياتي بسبب الطعام لما العجب فهناك من يفقد حياته منتظرا فتات الطعام هناك اخواننا في غزة ينتظرون وينتظرون دورهم في جلب بعض مما يسد الجوع وبالاخر يقصفون جائعين يا لها من شدة وقد طالت .
الخوف ذلك الاحساس اللعين الذي يحتل قلبك يجعلك لا تفكر في شئ سواه قادر على طرد أي شعور اخر بداخلك ، قادر على جعلك تفقد صوابك ، تركيزك حتى شهيتك
تحركت نحو الأعلى ببطء شديد وكأنها كانت تجبر قدميها على السير ..
رأها بهذا الوضع المثير للشفقة ، لكنه لم يشفق عليها ولو كان شعر بالشفقة لكان نهر نفسه ، دائما كان يشعر بالشفقة حيال أولئك الملعونين الذين يتسببون في أذى الأبرياء ، تراجع سريعا حين طرأ على ذهنه "لقد قالت جائعة لكنها لم تتناول حبة واحدة " لكنه برر ذلك لقد اختفها بما يكفي اجل هذا جيد عليها ان تعلم بأنني اتربص لها دائما ..
انها تبدو كالملائكة تمتلك ملامح بريئة كالاطفال لكن لن انخدع هذه المرة ، لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين كل من تملك وجه برئ تخفي خلفه وجوه كثيرة شيطانية ..
القى بجسده على الفراش داهمته الذكريات التي دائما تخترق خلوته تعذبه وتمزق قلبه أشلاء سرح فيها كم كانت تبدو بريئة
تذكر اول لقاء
كان عائدا بسيارته من عمله في منتصف الليل وجد تلك الفتاة الملقاة بجانب الطريق لمحها ممدة رفعت يدها بالكاد أشارت له بيدها انتبه لها اسرع يإيقاف سيارته هبط منها مسرعا وجد فتاة تنزف من رأسها أثر جرح وكزها بخفة
قائلا : انتي يا آنسة انتي كويسة ؟
فتحت عينيها ببطء وقالت بصوت خافت : انقذني هيقتلوني
نظر حوله وأشهر سلاحه لف بكل الاتجاهات لم يجد أحدا لقد كان الطريق خالى تماما
تحدثت مرة أخري قبل أن تفقد وعيها : انقذني....
حملها إلى السيارة وضعها فى الخلف قاد السيارة متجها إلى المشفى ..
بعد أن وصل بها واتخذ الإجراءات اللازمة لعلاجها وقام الأطباء بتطبيبها .
كان وافقا خارج الغرفة يستند بظهره على الحائط حينما خرج الطبيب ليخبره : احنا عملنا اللازم بس هي هتبقى تحت الملاحظة لحد ما تفوق ولازم يتعمل محضر عشان نعرف مين اللي عمل فيها كده
هز رأسه واتجه إلي غرفتها طالعها بدقة قبل أن يراها كان مقتنع انه يقرأ الناس من اوجههم لكن هل هذه حقيقة ؟
دقق النظر إليها تبدو بريئة جدا في نومها لكن لما تبدو حزينة حتى وهي نائمة
مر الوقت وهو واقف يتسائل ما قصتها ، فضوله الذي اكتسبه من عمله دفعه لينتظر حتى يفك اللغز
فاقت اخيرا كانت تتأوه فتحت عينيها نظرت حولها تبين لها انها في المشفى كان مصوب نظره عليها تحرك تجاهها مردفا :
_ حمدالله على السلامة ؟
_ الله يسلمك ، أنت مين
_ انا منقذك ، قالها بغرور رافعا حاجبه الأيسر
بدأت تنتحب واضعة يديها على وجهها
عقد حاجبيه ، سحب مقعد ليجلس بجوار السرير وسأل : ايه اللي حصل معاكي ، احكي ؟
رفعت وجهها قائلة : فيه ناس هجموا علينا في الفيلا بتاعتنا قتلوا بابا واخويا وكانوا عايزين ...... صمتت قليلا
ثم تابعت : كانوا عايزين يعتدوا عليا ولما جريت منهم كانوا هيقتلوني
حك ذقنه وقال : عنوانك ايه ، واسمك
ابتلعت ريقها وقالت : اسمي فريدة هاشم الرفاعي بابا رجل الأعمال المشهور هاشم الرفاعي
كنا عايشين في أمريكا انا وبابا واخويا
بكت أثر ذكر والدها وشقيقها وتابعت : جينا نصيف هنا في اسكندرية السنة دي ما كنتش فاكرة ان ممكن يحصل معانا كده
زاد نحيبها وتابعت
بس فجأة هجموا علينا وولعوا في الفيلا كلها هما قاصدين بابي عشان كانوا منافسينه في الشغل انا متأكدة بابي مالهوش اعداء انا خايفة اوي ، هما مش هيسيبوني في حالي عايزين يتخلصوا مني عشان مايبقاش حد وريث لبابي وياخدوا كل حاجة
كان ينظر إلى وجهها مباشرة لم تكن تمثل حتما تقول الصدق داهمها بسؤاله : قلتي والدك اسمه إيه
ردت مسرعة : هاشم الرفاعي
هز رأسه وقال استني هنا هارجعلك
خرج مبتعدا عن غرفتها أجرى اتصالا هاتفيا اتاه الرد
قال رازي بحزم : هاشم الرفاعي عايز كل تفاصيل عن الراجل دا وهل هو فعلا اتقتل ولا لا
اغلق فورا
ثم عاد إليها: أنا كلمت الدكتور تقدري تخرجي دلوقتي فيه حتة معينة اوصلك ليها
وضعت يديها على وجهها كالاطفال وقالت : أنا معنديش مكان ابات فيه بيتنا اتحرق واكيد هما بيدوروا عليا عشان يقتلوني
زفر بضيق وقد نال منه التعب والإرهاق فقد كان عائدا من عمله قال : هاضطر اخدك معايا البيت ، وما تقلقيش انا عايش مع امي و اخويا الصغير وفيه كمان خدامين
نظرت له بامتنان وقال : شكرا بجد انا عمري ما هانسى موقفك معايا انت فعلا رجل نبيل
فاق من شروده وكان صدره يعلو ويهبط بقوة وكأن حريقا نشب للتو بين ضلوعه كور يده حتى برزت عروقه بعدها رفعها يتحسس بها ذراعه الذي لا يستطيع تحريكه
اغمض عينيه بعنف يتمنى لو يصاب بفقدان جزئي للذاكرة حتى ينسى كل تلك الذكريات التي تؤرقه وتغزو فكره تسرق النوم من عينه ...لكن هيهات لقد أقسمت على ان تعيد نفسها كل يوم أمام خاطره كأنها مسلسل لا ينتهي من العذابات
استدار ناحية الحائط ليكف عن التفكير بأي شئ بعد محاولات عديدة استطاع ان يجد النوم سبيلا لمقلتيه التى يجافيهم كل ليلة ..
سلاسل الشمس الذهبية احتلت كل انش من القصر معلنة عن بداية يوم جديد ظلت قدر مستيقظة قرابة الشروق لم تنم الا السادسة صباحا لذا ظلت نائمة على عكس طبيعتها التى تحب الاستيقاظ مبكرا
اما عن رازي فقد اعتاد ان يركد في المضمار مرات عديدة نتج عن ذلك الركد هذا الجسد الرياضي الفارع الممشوق مفتول العضلات ، يساعده أيضا الركد على ابقاء أعصابه في حالة جيدة من الاسترخاء
اليوم شاركه الياس ومهاب في هذا السبق كانوا يركدون بحماس ومهاب والياس يرشون بعضا بمياه الزجاجة التي كان يحملها كل واحدا منهما ورازي ينظر إليهم ويضحك
نظرت من الشرفة لمحتهم ابتسمت بتلقائية على أفعالهما الصبيانية لكنها تمنت حقا لو تشاركهم الركد تود تجربة اشياء كانت محرمة عليها في الماضي ولكن ... هناك من يتربص بها كما قال لها هناك شخص لا يرغب بوجودها
زفرت بتعب وقررت ان تمكث في غرفتها ، لقد اصدرت امعائها اصواتا معلنة انها تريد الطعام احتضنت معدتها كانت ستدخل لكن الياس انتبه لها لوح لها بيده وقال بصوت مرتفع وصل لها : قدر انزلي هنفطر برا في الجنينة .
هزت رأسها ودلفت الي الغرفة تستعد للنزول
في الحديقة لاحظ الياس عبوس رازي عندما لمح قدر
ربت على كفه وقال بنبرة هادئة : رازي لو سمحت البت دي ظروفها صعبة ممكن تتعامل معاها بطريقة افضل من كده ، هي كويسة والله
هتف رازي بانفعال حاول تمالك أعصابه لكنه فشل : كلهم بيكونوا كويسين في البداية ، المظاهر خداعة.
اسرع مهاب لانهاء الشجار قائلا : البت دي انا مربيها على ايدي
رمقه الياس بنظرات مندهشة فهذه كذبة غير منطيقة بالمرة
اسرع ليصحح كلامه : قصدي يعني هي معرفة قديمة وانا عارفها كويس
أنهى الياس الحديث قائلا : قفلوا على الموضوع البت جاية اهي
تحدثت بنبرة هادئة منخفضة : صباح الخير
ردوا جميعا بصوت واضح عدا رازي الذي رد بصوت لم يظهر وكأنه حرك شفتيه فقط
اردف الياس : اسحبي كرسي وتعالي يا قدر هنفطر هنا
******************
لقد مر شهرا كامل على هروب قدر الوضع اكثر تأزما الان ممدوح الصاوي كالبركان الثائر تأكله النار من الداخل ، لم يترك نقرة الا وقد نقب فيها عنها ، أين اختفت هل سافرت لقد بحث حتى في المطارات على اسمها ولم يجد ، على الرغم من ان هذا الاحتمال مستبعد لأنها لا تملك نقود او جواز سفر لا تملك سوى بطاقتها الشخصية التي اخذتها معها
لم ولن يهدأ منذ اختفائها فهو يراقب هاتف دلال وكل فتياتها اللاتي يعملن عندها ويراقب بالأخص عصفور واخته عزة فهو لم يرفع اصبع الاتهام عنهم بعد
خرج من عمله تاركا اياه اتجه إلى دلال للمرة التي لم يدري كم عددها
كان جالس على الاريكة ودلال واقفة أمامه مثل الطفل المعاقب
زفر دخان لفافة تبغه وقال : متأكدة أنها مالهاش قرايب تاني
انا بعت ناس لقريبة والدتها في دمياط وقالت إنها عمرها ما شفتها واتأكدنا أنها بتقول الصدق
أسرعت هاتفة : والله ما اعرف اي حد تاني من قرايبها واللي عندي قلته يا ممدوح بيه اوعي تفكر اني ممكن أقف في صف اللي متتسماش ، دانا لو لقيتها وغلاوتك لامسك في زمارة رقبتها
اكملت بنبرة حنونة : دانا صعبان عليا حالك زعلانة عشانك وعلى تعبك وانت قالب الدنيا عليها بنت محمود رشيد
لملم شتاته وعاد خائب الأمل لكنه توعد أنه لم ولن يكف عن البحث عنها لو كلفه ذلك عمرا بأكمله سيفعل ، فهي في نظره تستحق كل هذا العناء سيقسوا عليها حالما يراها سيعاقبها إلى أن تنطفئ نيران صدره وبعد ذلك سيعانقها عناقا طويلا
هكذا كان تفكيره المريض وخيالاته الجامحة
______________________
بعد تناول الإفطار في الحديقة حيث الهواء الطلق والدفء المنبعث من الشمس قررت قدر تتخلى عن جزء من خجلها وخوفها استدارت لرازي وقالت : سيد رازي دلوقتي وقت تمارين ايدك
ظفر بنزق وهز رأسه على مضض
وقف سار الي داخل المنزل تبعته هي وقالت كان ممكن نعمل التمرين هنا في الجنينة الجو جميل
رمقها بطرف عينه وقال : مش بحب الثرثرة ، أنا اختار المكان اللي يريحني
زمت شفتيها وهزت رأسها وقالت : اكيد اهم حاجة تكون مرتاح
وصلوا إلى صالة رياضية تحوي جميع انواع الأجهزة الرياضية
جلس على مقعد كأنه مخصص لتدليك ذراعه كان يحتوي على ذراع طويل ليمكنه من مد ذراعه كاملا بأريحية
تحرر من سترته وبقى بسترته الداخلية اشاحت بوجهها بعيدا من الخجل لم تستطع ان تنظر إليه مباشرة لم يأبه بها او أين تنظر كان مركز نظره على اللاشئ .
نظرت خلسة لتلك العضلات المفتولة لكنها حولت نظرها بعيدا وأسرعت تستغفر الله .
ترددت كثيرا قبل أن تلمس ذراعه ، يا الله ماهذا المأزق الذي انا به الآن اتمني ان يرفض مساعدتي ان يصرخ و ينهرني لن اغضب سأشعر بارتياح ان طردني حالا ، لكن هوت امالها ارضا حين
زفر بحنق وقال : انتي متأكدة انك دلكتي حد قبل كده
هزت رأسها نافية وقالت : لا اول ...بترت كلماتها نهرت نفسها أيتها الحمقاء الخرقاء ما هذه الترهات التي تفوهتي بها الان كان هذا ما دار برأسها
أسرعت لتصحح ما افسدته قائلة : آسفة بس حضرتك بتخوفني بنظراتك دي وانا بتوتر منها اوي
تبا لها كم هي صريحة في وصف شعورها الآن ، الأن فقط ..
طالعها بضجر وقال : شوفي شغلك يا آنسة الجو بارد
هزت رأسها اغمضت عينها أخذت نفسا عميقا ثم بدأت تدلك ذراعه بمرور الدقائق بدأت تعتاد الموقف أصبحت اكثر قوة وهي تضغط على ذراعه تمددها وتعيدها لوضعها إلى أن هتف بكلماته التي حررتها من قيود تلك اللحظة اللعينة فقال : كفاية كده يا آنسة ممكن تتفضلي
أرادت ان توصل له ملاحظة ويا ليتها لم تتفوه : سيد رازي انا ملاحظة ان أعصاب حضرتك مية مية فين المشكلة إذ....صمتت حين صدح ينهرها : ماتتعديش حدودك معايا انتي ليكي شغلك وبس أعصابي مشدودة مرتخية دي حاجة يقررها الدكتور وانتي مش دكتور ، اتفضلي وقتك معايا انتهي
حاولت تمثيل الثبات واللامبالاة أمامه حكمت على عبراتها لم تسقط هذه المرة لكنها ما إن خرجت من الصالة حتى أطلقت العنان لدموعها بالتحرر
لمحها الياس تركد للأعلى صعد خلفها وقبل ان تغلق غرفتها امسك بالباب ليعيق إغلاقه
نظر إليها بشفقة ااه منك يا اخي لقد حذرتك الا تقسو عليها تلك الفتاة الرقيقة ولكن ضرب بكلامي عرض الحائط كالمعتاد.
لم يبرر لها شئ فقط قال بهدوء : أنا اسف لتصرفات رازي معاك بس اللي مر بيه مش سهل ، اتمنى انك توسعي صدرك شوية اعتبريه طفل صغير بتراوضيه
مسحت دموعها وقالت : أنا اللي آسفة اقتحمت حياتكم
قبل أن تكمل كلامها اوقفها ليكمل هو : قدر من اللحظة اللي وصلتي فيها هنا انتي خلاص بقيتي واحدة من العيلة مش عايز اسمع الكلام دا تاني .
ابتسمت بامتنان وقالت : شكرا يا الياس انت اكتر شخص محترم وعطوف قابلته في حياتي
بادلها الابتسام وقال لها انا مضطر ارجع انهاردة على العصر كده القاهرة عشان الشغل بتاعنا مش عايزك ضعيفة عايزك تكوني قوية ولو قدرتي تتحدي رازي هتبقى مهمتك في شفائه ساهلة جدا
هزت رأسها بحماس وقد شحنها ذلك الكلام بالطاقة وقالت : ان شاء الله هاعمل كل اللي اقدر عليه .
في المساء
كان يقف في بهو المنزل بعد أن ودع أخيه ورفيقه والقى تعليماته عليه بصرامة شديدة قائلا : سوق بالراحة واوعى تقف لأي حد في الطريق ايا كان
ابتسم له الياس وقال : أنا حفظت النصايح دي اكتر من اسمي
همس مهاب لالياس : شوفت مش امي بس اللي بتصدعنا بنصايحها
اتسعت أعين الياس وقال بمكر :تحب اقوله مهاب بيقول عليك ايه وصدح يجذب انتباه رازي : ياا رازي
وما ان التفت له رازي حتى ضحك مهاب وقال هتوحشنا يا رازي باشا .
ابتسم من جانب فمه وقال : ما تتأخروش عليا
انصرفا وظل ناظرها معلق بأثرهما ، تشعر أنها في غربة الآن كانوا حقا بمثابة أهلها، اخوة لها لكن أجبروا على السفر ، كيف ستدبر امورها مع ذلك السادي القاسي رازي ..
استدارت لتذهب إلى غرفتها لكن سمعت صوته الذي اوقفها عن السير : انتي
استدارت تطالعه على مضض : لو عايزة تعيشي كويسة هنا يبقى ما تدخليش في حياتي ، انتي ممرضة وبس لحد ما آنسة رغد ترجع
هزت رأسها وقالت بجمود كألة : اي أوامر تانية سيد رازي
أشار بيده لتكمل سيرها
اتجه ناحية الخارج كانت شمس الأصيل الهادئة بطبعها تداعب المكان بدفئها تحرك إلى مكان جانبي في الحديقة الشاسعة
فتح المكان ودلف إليه
كانت تقف في شرفتها تتابع منظر الأشجار الخلاب من الأعلى تشعر بالملل لقد افتقدت هاتفها النقال المتواضع كان يشغل جم وقتها في مواقع التواصل الاجتماعي
جذب انتباها خروج رازي من ذلك الحوش الكبير لقد كان اسطبلا للخيول
خرج معه حصان عربي أصيل مسح على شعر الحصان وقبض على لجامه وصارا يمشيان سويا حتى ابتعدا معا عن القصر تنفست الصعدا وخرجت لقتل الملل
تجولت في الحديقة بأريحية فهي الآن مطنئنة بأن رازي قد خرج للتجول في الحقول الفسيحة خارج القصر
يالها من حديقة غامضة مثل صاحبها .. كان هذا تفكيرها
فتحت اسطبل الخيول كانت هناك مهرة ناصعة البياض اقتربت منها قدر بحذر مسدت على شعرها الابيض الناعم المنسدل على رقبتها قربت إليها ثمرة تفاح اطعمتها شعرت بالالفة ، احيانا رفقة الحيوانات تكون افضل من مرافقة البشر
لم تلحظ كم مر من الوقت لكنها حقا كانت سعيدة بتلك الرفيقة الجديدة ، خرجت من الاسطبل سعيدة جدا تتنفس الأمل لطالما كانت تتمنى الحصول على فرصة تسمح لها لركوب خيل ولو مرة
فاقت من نشوتها على شئ ما جعلها تصرخ من الرعب تركد بكل قوتها ....


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close