رواية العشق والالام الفصل الخامس 5 بقلم سلمي عتمان
" العشق و الآلام " البارت الخامس .
يحيي كتم ضحكته و قال : أتلم يا قليل الأدب .
مالك ضحك بخفة و قال : حاضر .
فهد حمحم و قال : زين كمان أنا عاوزه معايا ، هبقي محتاجه في الشغل .
زين بإستغراب : شغل اي دا ؟! .
فهد : فرع شركتنا الي في القاهرة محتاج مُحاسب يتابع بعض الأمور هناك .
زين بإستغراب : بس أنا لسه طالب ما أنت عارف ، و شركة زي دي محتاجة واحد خبرة ، و أنا لسه هتخرج السنة دي .
فهد : ميفرقش ، و بعدين أنت بتجيب إمتياز كل سنة ، و شاطر جدآ و ذكي و لماح و هتفدنا .
الجد محمد أتنهد بهدوء و قال : روح مع ابن عمك يا زين مفيش مشكلة .
ميرنا بضيق : ياربي أنا كده هتخنق أكتر ، دي أول مرة كلكوا تمشوا و تسيبوني كده ، أنا علطول معاكوا و فجأة كده كلكوا هتمشوا .
مالك أبتسملها و قال : متضايقيش و الله بمجرد ما تخلصي ثانوية عامة هنسافر تاني كلنا و هاخدك معانا .
ميرنا ضيقت عيونها و قالت : وعد !!! .
مالك بإبتسامة : وعد .
فهد ضحك بخفة عليها و الوقت بينهم عدي بسلام .
في نفس اليوم بليل كان كل واحد بيحضر شنطته ، كيان وقفت و رنت علي فهد .
فهد كان في أوضته و لما شاف أسمها أستغرب ، و رد و قال : بترني عليا و أنا معاكي في ناس البيت !! ، للدرجة دي وحشتك .
كيان بتريقة : للدرجة دي وحشتك ، يا تُقل دمك ، أنزل بسرعة هستناك في الجنينة عاوزة اسألك علي حاجة .
فهد : ماشي ، نازلك .
و بعد خمس دقايق كانوا هما الأتنين تحت ، بدأ فهد الكلام و قال : في اي ؟؟ .
كيان : أنت عاوز زين يجي معانا ليه ؟؟ .
فهد أتنهد بهدوء و قال : كلمت دكتور كويس جدآ في القاهرة و شرحتله حالة زين ، و هيتنقل هناك في مصحة كويسة و هيتعالج إن شاء الله ، و كان لازم أخده بعيد عن هنا عشان محدش يشُك ، و أديني قولتلهم إنه جاي معايا عشان الشغل .
Salma Elsayed Etman .
كيان بدموع : طب ما كده كل الي هيجوا معانا هيعرفوا .
فهد : مش مشكلة دي مش حاجة وحشة ، بالعكس دي حاجة حلوة ، عشان نبقي كلنا معاه و ميحسش بالوحدة ، أنا الي يهمني إن عمي و مرات عمي و جدي ميعرفوش حاجة ، عشان مش عارف اي الي ممكن يحصلهم لو عرفوا حاجة زي كده .
كيان عيطت و قالت : أنا خايفة عليه أوي يا فهد ، حاسة إنه مش هيستحمل كل دا .
فهد بص وراه و رجع بصلها تاني و قال : بطلي عياط يا كيان و متخافيش ، هو هيستحمل أنا واثق ، و كلنا هنبقي معاه و محدش هيسيبه .
و هو بيتكلم تليفونه رن و كانت ريم ، رد لأنه أفتكر حاجة تخُص الشغل ، و صوت تليفونه كان عالي ، و مكنش فيه حد غيره هو و كيان الي في الجنينة ، و أول ما فتح و قبل ما يقول ألو كانت ريم سبقته و قالت : وحشتني يا فهد .
كيان سمعت الجُملة ، و الي جه في دماغها إن فهد ليه حبيبة ، لكن فضلت واقفة ، و فهد رد و قال : الشغل تمام ؟؟ .
ريم بضيق : بقولك وحشتني و أنت تقولي الشغل ، متقلقش يا سيدي الشغل مفيهوش غلطة ، أنت جاي القاهرة أمتي أنا نفسي أشوفك ؟؟ .
فهد : هتحرك من البيت بكرة و جاي ، هشوفك هناك .
ريم بإبتسامة خبيثة : ماشي ، فرحتني أوي ، أنت بتعمل اي دلوقتي ؟؟ .
فهد : مشغول ، بكرة هكلمك ، سلام .
و قفل قبل ما ريم ترد ، كيان أستغربت طريقته و قالت : هو فيه حد بيكلم حبيبته كده !! ، اي مشغول و سلام دي !! .
فهد عقد حاجبيه و قال بإستغراب : حبيبته !!! .
كيان بضيق : أيوه مش دي حبيبتك !! .
فهد : لاء طبعآ ، أنا مليش حبيبة ، دي زميلتنا في الشغل .
كيان فرحت و مكنتش عارفة السبب و قالت : بس دي بتقولك وحشتني .
فهد : ما هو ه....... ، أنتي بتسألي ليه ؟؟ .
كيان أتوترت لكن حاولت متبينش و قالت : بسأل عادي يعني فضول مش أكتر .
فهد أبتسم إبتسامة جانبية و قال : لتكوني غيرتي !! .
كيان أتصدمت من كلامه و قالت بنبرة أشبه بالردح : أغير مين يا بابا و من مين و علي مين أنت فاكر نفسك توم كروز و لا كيانو ريفز ولا اي ، و بعدين هغير عليك ليه أصلآ كنت تعنيلي اي أنت ، و أنا يوم ما أغير عليك هغير عليك و أنا لسه عرفاك من أسبوع ، لاء يا حبيبي متاخدش في نفسك مقلب و أهدي كده .
فهد بذهول : ايييييييي في اييييييييي ، راديو و أتفتح ، و بعدين اي يا بت الأسلوب البيئة الي بتتكلمي بيه دا ، لا شكلك و لا منظرك و لا هيئتك تقول إنه يطلع منك روح سلوي خطاب الي جواكي دي ، (كمل بإبتسامة و قال ) و أصلآ إنفعالك المُفاجأ دا دليل علي ضعف موقفك ، ف متخلنيش أفهم غلط بقا .
كيان بصتله بقرف و خبطت علي كتفه من الجنب و هي بتقوله : لاء يا أخويا أفهم صح .
و عدت من جانبه من غير ما حد ينطق و لا كلمة .
فهد فضل باصص عليها و مبتسم لكن فجأة الإبتسامة أختفت بمجرد ما أفتكر حبيبته الي ماتت ، طلع سيجارته و بدأ يدخنها و قعد و هو بيفتكر أوقاته معاها و هو في أشد الحزن و شارد ، لكن أتفاجأ بإيد كيان و هي بتاخد السيجارة من إيده و بترميها و بتقوله : التدخين غلط علي فكرة ، و بيضر الصحة و أنت أكيد عارف يعني ، و أنا ما شاء الله شيفاك بتدخن أكتر ما بتتكلم ، حرام عليك شبابك دا ، دا غير إن التدخين حرام و هتتحاسب علي صحتك الي بتدمرها دي .
فهد كان متفاجأ بتصرفها و معرفش يرد عليها ، و هي كملت كلامها و قالت : و أشوفك بقا بتشرب سجاير تاني و الله لقول لجدو و عمو ها ، عشان أنا لاحظت إنك مبتشربش قدامهم .
فهد أتنرفز و قام مسكها من دراعها بتلقائية و قال : بت ما تتعدلي في اي دا أنتي لسه متعرفنيش كويس .
كيان شدت دراعها منه و قالت و هي بتبتسم بإستفزاز و بتحط إيديها في جانبها : أتنرفزت !! ، يبقي بتشرب من وراهم ، مسكت عليك ذلة يا عسل ، و ريني بقا هتعمل اي .
قالت كلامها و مشيت و هو فضل واقف مكانه ، و لما أختفت من قدامه قال لنفسه : أنت معرفتش ترد عليها ليه !!! ، أنت وقفت زي التمثال كده ازاي !!! .
ريم : فهد و مالك جايين القاهرة بكرة ، هتيجي ؟؟ .
سيف بخبث : يا سلام ، و أنا أقدر مجيش بردو ، دول حتي وحشوني .
تاني يوم كان الكل جاهز و مستني وقت السفر ، و لما جه الوقت أتحركوا ، و بعد وقت طويل أوي وصلوا القاهرة .
كيان : أنا و ندي هنقعد في بيتنا ، مفيش مانع صح ؟! .
مالك : هو مفيش مانع بس كنا متفقين إننا نقعد في أوتيل كلنا عشان تبقوا قدام عيونا .
كيان : طب و ليه التكاليف الزيادة دي ما البيت كده كده موجود .
فهد : لاء معلش هتيجوا معانا ، مالك معلش خد البنات أنت و أحمد و روحوا ، و أنا هاخد زين معايا مشوار و هنيجي تاني .
مالك بشك : مشوار اي دا حتي الشغل لسه هيبدأ بكرة ؟! .
فهد : لما أجي هحكيلك ، يله سلام ، تعالي يا زين .
و بعد وقت كانوا وصلوا الأوتيل ، و هما داخلين وقفوا علي صوت بنت بتنده و بتقول : مالك .
كلهم لفوا و مالك أبتسم بتفاجأ و قال : سها ؟! .
سها قربت منهم بسرعة و قالت ببهجة : عامل اي يا مالك ؟؟ .
مالك بفرحة : الحمد لله بخير أنتي عاملة اي ؟؟ ، أتبسط و الله إني شوفتك هنا ، أنتي هنا بتعملي اي ؟؟ .
سها بإبتسامة و لطافة : مفيش دا عمي نزل من دبي و جه هنا و أنا جيت عشان أسلم عليه ، بجد و الله فرحت إني شوفتك .
مالك بإبتسامة : و أنا جدآ ، أعرفكوا دي سها كانت زميلتي في الجامعة ، بس هي كانت كلية آلسن مش هندسة زيي ، و كانت طالبة مُغتربة ، هي من القاهرة هنا ، و أتعرفنا عليها بالصدفة وعرفناها علي زمايلنا .
كلهم سلموا عليها و أتشرفوا بمعرفتها جدآ و هي كذلك ، كمل مالك كلامه و قال : أنتي عملتي اي بعد التخرج ؟؟ .
سها : يااااااه دا موال طويل أوي و الله .
مالك : أنتي هتقعدي هنا أد اي ؟؟ .
سها : ممكن أسبوع .
مالك : خلاص لينا قاعدة مع بعض قبل ما تمشي ، و صدفة جميلة جداً إني شوفتك ، يمكن أحتاج علمك في شغلي .
سها بإبتسامة : أكيد ، وقت ما تبقي فاضي كلمني ، رقمي زي ما هو .
مالك : تمام ماشي .
سها بإبتسامة : يله مع السلامة ، عن إذنكوا .
الكل : أتفضلي .
كيان بصت عليها بإبتسامة و قالت : دي جميلة جداً و لطيفة أوي بجد .
مالك قال بإبتسامة و بنبرة صوت هي بس الي تسمعها : بس مش أجمل و ألطف منك .
Salma Elsayed Etman .
كيان بصتله بتوتر و أزدرءت ريقها و مردتش عليه ، أتكلم أحمد في الوقت دا و قال بغمزة : بس شايفك مبسوط أوي من ساعة ما شوفتها ، لاء و هتقابلها كمان و حوار ، اي الدنيا !! .
مالك : أنت عبيط يالا و لا اي ، دي كانت زميلتنا في الجامعة و كلنا كنا زي الأخوات ، و أديك سمعت بنفسك أهو قولت هقابلها عشان شغل ، مش عشان جمال عيونها يعني .
أحمد : لاء و هي بصراحة عيونها جميلة دي خضرة .
ندي بصتله بضيق و أحمد مكنش خد باله من الي قاله و مالك بصله و قاله بهمس : أشرب يا نجم .
أحمد بهمس : مش كنت أتشليت قبل ما أنطقها ، طب نبهني طيب ، طب شاورلي حتي إنها جانبي دا أحنا أخوات يا راجل .
مالك ضحك و كملوا مشي لحد ما طلعوا غُرفهم .
في كافيه .
زين : في اي يا فهد ، أنا علي فكرة مصدقتش كل الي أنت قولته من ساعة ما كنا في الصعيد ، قولي الحقيقة أنت جبتني هنا ليه ؟؟ .
فهد بهدوء : جبتك هنا عشان تتعالج .
زين سكت و مردش عليه و فهم قصده .
فهد : متزعلش من كيان إنها قالتلي يا زين ، هي كانت لازم تقول لحد مننا ، هي مكنتش هتعرف تتصرف لوحدها .
زين بدموع : أنا مش زعلان منها يا فهد ، أنا زعلان علي نفسي .
فهد حط إيده علي إيد زين و قاله بحنان : لاء متزعلش ، أنت معملتش دا بإرداتك ، و هتتعالج يا زين ، و هترجع أحسن من الأول ، و مش هتبقي لوحدك ، كلنا هنبقي معاك و مش هنسيبك .
زين دموعه نزلت و حس بالضعف و قال : فهد أنا لو دخلت المصحة هموت ، و كمان محدش فيكوا حاسس بلي أنا فيه ، أنت متعرفش يعني اي راجل يحس بالضعف و قلة الحيلة .
فهد مسك إيده و قاله بإبتسامة و أمل : متقولش كده يا عبيط ، دا بس إختبار من ربنا عشان يشوف صبرك و إيمانك بيه مش أكتر من كده ، و لو أنت حاسس بالضعف زي ما بتقول كده ف دا عشان أنت تعبان بس لكن أنت مش ضعيف ، أنت أقوي واحد أنا شوفته في حياتي و الله ، عارف رغم إن أنا الأكبر منك بس بتعلم منك حاجات كتير و الله يمكن أنت مبتاخدش بالك إنك بتعلمهالي .
زين حط جبينه علي الترابيزة و بدأت دموعه تنزل بغزارة علي الأرض ، فهد بص حواليه و قام قعد علي الكرسي الي جانبه و حاوطه بدراعه و قاله : بكرة أفكرك و أنت خارج من المصحة علي رجلك و بأحسن حال و بصحة كويسة ، أحنا هندعي و أنت هتقاوم يا زين .
زين هز راسه بالإيجاب بدون ما يتكلم أو يرفع جبينه .
يتبع ............... .