رواية البنات زينة البيت الفصل الرابع 4 بقلم نهي عادل
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الرابع
رائع أن تجد من يحبك......
لكن الأكثر جمالا أن تجد من يتقبلك كما أنت.........!!
أن تجد من تُعري ضعفك أمامه.....
أن تجد من لا تحتاج في حضرته أن تبرر موقف أو كلمة.......
لأنه يفهم قلبك جيدا.......
ولا يخطئ في قراءة عينيك......
ما كانت المعضلة يوما في أن نجد حبا......
بل في من سيتقبلنا بكل حب كما نحن....
فى السرايا.....
بدء رفعت أن يفيق من نومه وفتح عيناه ولكن الصاعقه له حينا وجد مهجه تنام بجواره صرخ فيها :
_انتى ايه اللى جابك هنا اصحى بسرعه وامشى يلا
آفاقت مهجه وهى تقول له : صباحيه مباركة يا حبيبى حد يصحى مراته من النوم كده ....
_مراته؟! ثم نظر الى حاله وجد نفسه بدون ملابسه ...
تحدث بغضب شديد: هو ايه اللى حصل امبارح وانتى هنا ازاى واصلا ازاى اتجوزتك ؟!
ضحكت بدلع : انت يا حبيبى اللى اتصلت وقولت هاتى مأذون هتجوزك يا مهجه...
كان فى حاله من عدم تصديق كلامها ،لينزل مع على السرير ويدلف إلى المرحاض ليأخذ شاور..
بعد أن انتهى من أخذ الشاور خرج وجدها كما كانت فى السرير صرخ فيها: انتى لسه قاعده قومى يلا البسى حاجه وتعالى ورايا....
_بعد قليل نزل من جناحه لينادى على آسيا وبناته ...ليرأى إحدى الخادمات تبكى بشده ليذهب إليها وتحدث بنبره غاضبه : انتى بتبكى على الصبح ليه كده وفين ستك آسيا والبنات ...
_ تحدثت الخادمه من بين دموعها: ما حضرتك كرشتهم يا بيه بعد ما ستى آسيا ولدت بنت ...
كان فى حاله ذهول تمام لم يقدر حتى على الكلام ،كان بنسبه له صاعقه كبرى أحقا قام بفعل كل هذا؟!
_انتى بتقولى ايه يا وليه يا خرفانه وظل ينادى على بناته ولم يجيبه أحد .....
_لتنزل مهجه من على الدرج وهمست له: فى ايه يا رفعت صوتك عالى ليه كده اللى حصل حصل واحنا اتجوزنا وان شاء الله هجيب لك الولد اللى نفسك فيه ..
نظر لها بغل وغضب وقال ل الخادمه: فين ادهم انطقى ..
_سى ادهم فوق فى جناحه بعد ما حضرتك يا بيه قفلت عليه ..
جرى بسرعه على الدرج ليذهب إلى ادهم فى جناحه ليدخل ليجد ادهم واقع على الأرض ناحيه الشباك الذى كان يقف بجانبه ليرأى خديجه وهى تغادر ...
_ ليقوم بحمله ووضعه على السرير ليطلب له الطبيب بعد أن فشل فى افافه...
_جاء الطبيب وبالفعل تم افاقت ادهم ولكن لم يستطيع الكلام نهائى ليقول الطبيب بأنه أصيب بحاله عصيبه شديدة وفقد النطق ..
_كان رفعت واقف لم يفهم ماذا فعل ،وماذا يقول؟!
فى المشفى .....بعد مرور يومين
_تم الانتهاء من مراسم دفن وتشيع جنازة السيده ايمان ...وبدأت آسيا أن تتعافى والوضع أصبح مستقر نوع ما....
_كانت حزينه شارده تفكر ماذا تفعل بعد أن تم طلاقها ولكن السؤال الأهم ماذا تذهب ببناتها ،كانت تحتضن الصغيره ونس وترضعها وبجانبها بدور وخديجه ....
سمعت طرق على الباب لتأذن بدخول الشخص فكانت السيده سميرة والده سامح الأنصارى....
_دخلت السيده سميرة ومعها مالك الصغير ...رحبت بها آسيا كثير وشكرتها على معروف السيد سامح ...
_وجدت آسيا الصغير مالك يبكى بشده ورافض أن يرضع
_نظرت له ووضعت ونس وقالت: ممكن بعد اذنك احاول معاه ارضعه
_اكيد يا بنتى ياريت ده رافض ياخد اى لبن صناعى ربنا يكرمك ...
_وبالفعل اول ما لمست الصغير وقامت باحمله احس بسكينه وقامت برضاعته.....
_شكرتها سميره وقالت لها بأن سامح يريد أن يدخل لها ....
_دخل سامح وجدها تحمل مالك ،وقالت له والدته بأن آسيا قامت بارضاعه ف شكرها ثم قال لها:
_ممكن اعرف ايه حكايتكم وازاي كنتم قاعدين في المكان ده لوحدكم....
_لتبكى آسيا بشده وتتذكر رفعت وما حدث معها و تقص لهم كل شيء
_حزنت سميرة على حالهم ،فهى كانت جميله بمعنى الكلمه وبناتها لا يقله جمال عنها... لتقول : الواطي الدون
ازاى يبقبل على نفسه يخرجك وانت لسه والده وبناتك في الليالي كده ما فيش رحمه ربنا ينتقم منه.....
_نظر لها سامح قائلا: يعنى انتى متعرفيش حد تروحي له..
_هزت رأسها وقالت: لا انا اصلى تركى ولما ماما ماتت رجعنا مصر وبعد ما اتجوزت رفعت بعدها بسنتين بابا مات ،حتى ورثى واورقى كلها كانت عند رفعت واخدهم منى ...
_يا ستى ولا يهمك ،الاوراق أمرها سهل ،ممكن تتطلع غيرها....
_بجد يعنى ينفع اطلع غيرها وانا مش معايا حتى صور ...
_اكيد يا بنتى سامح ه يساعدك متقليش....
_ بس انا مش عاوزة اعمل لكم مشاكل ؟!
_ولا مشاكل ولا حاجه ،اكيد سامح ه يخلى حد من الإدارة عنده يخلص كل حاجه مش كده يا سامح ..
_اكيد يا امى ....إن شاء الله خير ...
_لتهمس آسيا وتقول : هو حضرتك شغال ايه ...
_ انا اكون المقدم سامح الأنصارى....يعنى مفيش مشاكل هتحصل ويلا بقا احنا يا امى علشان نسببها... تستريح
وباذن الله هنجى لهم بكره على ميعاد خروجك ...
_ انكمشت وقالت: خروجى ؟! بس هروح فين ...
_ربك يحلها ما تقلقيش يا بنتي تصبحي على خير
فى السرايا ...
بعد مرور أسبوع كان يجلس ويضع يده على دماغه بحث كثير عنهم ولم يجدهم والاكثر حزن ادهم ابن أخيه ماذا يقول لهم عند رجعهم من السفر ....
جاءت له مهجه وهى تتدلع وتضحك:وبعدين معاك يا رفعت اللى حصل حصل ،فكر لما اجيب لك الولد هيكون كل ده لك ،فكر الولد عزة وكرامة ،شوف لما اجيب لك الولد هتكون ازاى وسط الخلق وهاترفع رأسك ازاى وبعدين انا بحبك يا رفعت ...ظلت تطبخ سمها فى دماغه الى أن استسلم لها ...
بعد خروج آسيا من المشفى اقترحت عليها السيده سميرة بان تذهب معهم فهم يملكون عمارة وممكن أن تأخذ شقه تعيش فيها هى وبناتها .وافقت آسيا ولكن بشرط أن تتدفع ثمن الايجار وان سامح يساعدها فى جلب عمل لها....
بعد مرور أسبوع .....
جاء سامح من الخارج وطلب من أمه ان تنادى على آسيا وبالفعل جاءت آسيا التى بدأت أن تستعيد صحتها ويظهر جمالها مره اخرى ...
جلست آسيا وتحدث سامح : بصى يا ام خديجه انا عملت اتصالات وعرفت فعلا انتى تم الطلاق فعلى وأخرج من جيبه ورقة واعطائها وكانت ورقه طلاقها ...
أمسكتها ونظرت فيها ولكن كانت قويه لم تنزل دمعه واحده من عينها
_ رفعت وجها ونظرت إلى سامح الذى لاول مره يرى وجهها ولون عينها من قريبا استغفر ربه فى سره فهو لم يشد ه اى أثنى لا قبل ولا بعد زوجته رغم أنه تزوجها زواج عادى ولكن كانت ونعمه الزوجه الصالحه كانت ونعمه الصديقه ....
همست آسيا له : طيب ورثى وأملاك اهلى...
للاسف مفيش حاجه مكتوبه باسمك ،كله باسم رفعت ولو حابه ترفعي قضيه انا ممكن اشوفلك محامى
_لا انا خلاص عوضت ربنا فيهم ولا يمكن ارجع لهم تانى بس ممكن تساعدني اشوف شغل ...
_تألم قلبه عليها وعلى بناتها واحس بشعور غريب ناحيتهم : أن شاء الله ربنا يسهل
وجدت بدور تنادى عليها لتخبرها بأن ونس آفاقت وتبكى
كل هذا تحت نظرات ماهر الغاضبه من تلك الاسره التى اقتحمت عالمهم ....
_نظر سامح إلى بدور : مفيش ازيك يا بدور ولا ايه
_جرت إليه الصغيرة وقامت بضمه قائله: ازيك يا عمو سامح عامل ايه ..
_ملس سامح على شعرها بحب ابوى : انا الحمدلله ،وبعدين مش بتجى ليه تقعدي مع ماهر ومالك انتى وخديجه
_نظرت بدور ل ماهر الذى كان ينظر إليها بكره وهمست : ماعلش يا عمو هنبقى نجى يلا يا ماما...
_بعد خروجهم وجد سامح ماهر يدلف إلى غرفته بدون أن ينطق بكلمه لتقول له والدته :
_ انا صعبان عليى يا ابنى آسيا وبناتها ،هو فى اب ممكن يعمل كده مع أولاده ومراته
_ كام سامح شارد الذهن يفكر فى حال ابنه ولم يسمع كلام امه ...
_هاااا بتقولى حاجه يا امى
_ولا حاجه يا حبيبى ادخل استريح على ما الغداء يجهز ...
بعد مرور اسبوعين .......
اليوم حضور الحاج مندور ويوسف وايناس من الحج استقبلهم رفعت من المطار ولم يقل لهم شئ واذا كان أحد يسال على ادهم أو البنات كان يغير الحديث .....
_دلفوا جميع الى الداخل لتنادي ايناس على ادهم وينادي الحاج مندور على آسيا والبنات ولكن وجدوا مهجه تنزل من الدرج وترحب بهم .....
_كانوا يقفون فى حاله من الذهول ليتحدث الحاج مندور بغضب : مين ده يا رفعت ؟!
_مراتى يا حج اللى هتجيب الولد .....
_مراتك وفين آسيا والبنات ؟!
_لينزل مسرعا من على الدرج ادهم إلى أمه وهو يبكى بشده لتقوم ايناس بضمه وترتب على ضهره وتهمس له
_ادهم يا حبيبي عامل ايه وحشتنى يا عمرى لتجد ادهم ساكت لا يتكلم
ذهب إليه يوسف وتكلم معه وحضنه ولكن ادهم كما هو لم يتكلم كلمه واحدة .....ليعطى ورقه لامه
_قراتها ايناس التى ظلت تبكى وتصرخ وتضم ادهم لياخذها يوسف ويقريها ل يصرخ فى أخيه
_ليضرب الحاج مندور بعصاه ويقول : هو فى ايه ممكن اعرف فين آسيا والبنات وماله ادهم
ليقص عليه يوسف ما قرء فى الورقه....
ليقوم مندور والغضب يأكله ويقترب من رفعت ويرفع يده ويصفعه على وجهه لينصعق رفعت ليقول :
_انت ايه يا اخى خلفه الشوم انت جبروت كده ازاى تعمل كده فى لحمك وبناتك كانوا بنات حرام اياك
دول لو كانوا كلاب كنت حنيت عليهم اكتر من كده
_انت اللى بتقول الكلام ده يا بوى ،مش انت اللى كل شويه تقولى الولد الو لد
_ايوا انا كل شويه بقولك الولد ،عارف ليه علشان يكون هو السند لهم ،انا عارف لعبك وسهرك كل يوم مع الغوازي
وفى لحظه ممكن تضيع كل حاجه ،كان نفسى فى ولد يحميهم منك ،يكون سندهم ،وانا اللى طلبت من اخوك أنه يرجع علشان ادهم يكون جنبهم ،اه انا كنت جاسى عليهم ،بس عمرى ما كرهتهم ،منك لله ضيعت بناتك ومراتك ،هتروح بهم فين ،وهم ما لهمش حد..... لا انت كمان اخدت منها كل حاجه حتى ورثها ،طول عمرك طماع ....
_صرخ يوسف فى أخيه : انت عملت ايه فى ابنى يا رفعت ،ادهم فقد النطق ليه ،ابنى عنده صدمه عصيبه ليه انطق ،منك لله روح منك لله ....