اخر الروايات

رواية قلبه لا يبالي الفصل الرابع 4 بقلم هدير نور

رواية قلبه لا يبالي الفصل الرابع 4 بقلم هدير نور



قبض مرتضى علي شعرها من اسفل حجابها يجذبها منه الي باب المنزل بينما يهتف بانفس لاهثه
=هرجعك بايديا له..وابقي شوفي هتهربي ازاي منه لما يعرف اللي انت عملتيه...مش بعيد يدفنك حيه و اخلص منك.....
اخذت داليدا تقاومه بشده محاوله ان تتشبث بأي شئ علي الارض حتي لا تذهب معه لكنه سحبها بقسوه من حجابها الذي انفك جاذباً اياها الي الخارج حتي يعيدها الي قصر الدويري متجاهلاً صراختها المعترضه المتألمه...
هتفت داليدا من بين شهقات بكائها الحاده بينما تتمسك بيده التي تسحب جسدها بقوه
=علشان خاطري...علشان خاطري يا مرتضي بلاش ترجعني لهناك.......
لكنه لم يستمع اليها واستمر بسحبها من يدها يجر جسدها جراً فوق درجات الفيلا غير ابهاً بصراختها المتألمه دافعاً اياها بقسوه داخل سيارته من ثم التف صاعداً بجانبها مما جعلها تهتف بهستريه و جسدها قد بدأ بالارتجاف بينما تلتف تتمسك بمقبض الباب محاوله فتحه وقد عاودتها نوبة الذعر من جديد
=بلاش علشان خاطري تعمل فيا كده انا....و رحمة ماما عندك بلاش تعمل فيا كده ... بلاش ترجعني هناك...لو رجعت ممكن اموت
صاح مرتضي بقسوه بينما يبعد يدها بقسوه من فوق مقبض الباب مغلقاً اياه الكترونياً
=ياريت يا شيخه تموتي...علشان اخلص بقي منك و من قرفك....
ليكمل بشراسه عندما بدأ انتحابها يتحول الي شهقات متقاطعه خافضه بينما اخذ جسدها يرتجف بطريقه ملحوظه...
=ايوووه ابدئي يلا ارتعشى و اعمليلي فيها تايهه.. التمثيليه اللي بتعمليها كل ما حاجه مش بتعجبك.....
اردف عندما لم يجد منها ردة فعل علي كلماته تلك هامساً من بين اسنانه بينما يرمقها بازدراء وكراهيه
=حيوانه.. غبيه...
من ثم ظل يقود السياره بصمت متجاهلاً تلك التي انطوت بمقعدها ترتجف بقوه بينما تنظر امامها باعين زائغه حتي اوقف السياره امام بوابة قصر الدويري الذي لم يكن يبعد عن فيلاته كثيراً هبط من السيارة من ثم التف الي بابها و فتحه جاذباً اياها بقسوه الي الخارج عندما ظلت بمكانها جامده لا تظهر اي ردة فعل اخذ تناول حجابها الساقط من علي رأسها حيث كان متشبثاً حول رقبتها باهمال وضعه حول رأسها بطريقه عشوائيه حتي يستر به شعرها من ثم انحني مهسهساً في اذنها بصوت منخفض مرعب حتي لا تصل كلماته الي الحراس الذين كانوا واقفين امام بوابه القصر و اعينهم منصبه عليهم بتركيز و فضول
=لو داغر عرف ان اللي علي وشك ده بسببي محدش هيرحمك من اللي هعمله فيكى...لو سالك هتقولي وقعتي ولا اتنيلتي حصلك اي حاجه و انتي عندي...فاهمه
ظل عدة ثواني يتطلع اليها منتظراً رداً منها لكنها لم تجيبه ليدرك بانها قد دخلت بلفعل باحدي نوباتها و اصبحت بعالمها المظلم الخاص بها الذي تغرق به عندما تتنابها تلك النوبه غمغم بسخريه لاذعه بالقرب من اذنها بينما يسحبها من ذراعها بقسوه الي داخل بوابة القصر
=قال يعني لو عرف اللي حصلك هيهتهم.....زيك زي اي كرسي معفن في قصره ولا ليكي اي لازمه...
دفعها امامه بقسوه حتي كادت ان تسقط لكنه اسرع بتشديد قبضته حول جسدها المترنح حتي وقف بها امام احد الحرس قائلاً بتعجرفه المعتاد...
=وصل الهانم لحد جوا لانها تعبانه و مرهقه..
اومأ له الحارس باحترام من ثم انتظر ان تتحرك داليدا معه للداخل هامساً بتعثر
=اتفضلي معايا يا داليدا هانم...
لكن عندما وجدها جامده بمكانها بصمت ولم تتحرك قيد انمله واحده وضع يده بحرس شديد يتغلله الخوف علي ذراعها مرافقاً اياها الي داخل القصر كما امره مرتضي الراوي...
!!!***!!!***!!!***!!!
في ذات الوقت....
كان داغر جالساً بالبهو الداخلي للقصر مع طاهر زوج شهيره يحاولون ايجاد ذلك الشخص الذي يسرب معلومات عن الصفقات الخاصه بشركاته...
غمغم طاهر الذي كان يجلس بالمقعد المقابل له
=هنعمل ايه يا داغر....الكلب ده مش عارفين نوصله ولا قادرين نعرف هو مين بالظبط
زمجر داغر بقسوه بينما يقبض يده بقوه
=هنلاقيه متقلقش...بس وقتها محدش هيرحمه من تحت ايدي ...
ليكمل بغضب بينما يشير الي الاوراق التي امام طاهر
= خسرنا كام في الصفقه دي ؟!
اجابه طاهر بتردد بينما يقوم بفحص الورق بارتباك
=حاولي.. 10 مليون جنيه و كنا.......
لكنه ابتلع باقي جملته و قد تجمدت علي شفتيه حافة فنجان القهوه الذي كان يهم ان يرتشف منه بينما كانت عينيه مسُلطه بصدمه علي باب القصر الذي كان يولي داغر ظهره له
همس سريعاً بينما يضع فنجان القهوه من يده علي الطاوله بصخب مما جعل القهوه تنسكب عليها مشيراً برأسه الي خلف داغر
=داغر......
التف داغر بتجهم ينظر الي ما جذب اهتمامه بهذا الشكل لكنه انتفض واقفاً بفزع وجسده يهتز بقوه كما لو ضربته صاعقه عندما رأي داليدا تدلف من باب القصر بصحبة احدي الحرس بوجه باكي متورم بشده به علامات حمراء اثار ضرب واضحه اتجه نحوها علي الفور قابضاً علي ذراعها جاذباً اياها خلف ظهره بحمايه قبل ان يندفع نحو الحارس الذي قبض علي عنقه هاتفاً بشراسه بينما يزيد من اعتصاره لعنقه
معتقداً بان احد من الحراس قد تعرض اليها
=مين اللي اتجرئ و عمل فيها كده انطق...؟
اجابه الحارس بصوت يملئه الذعر و هو يكاد ان يختنق بسبب قبضته التي حول عنقه
=والله يا داغر باشا معرفش حاجه اكتر من ان مرتضي بيه الراوي وصل حضرتها لحد بوابة القصر اللي برا وطلب مننا ان حد فينا يوصلها لحد عندك جوا...
غمغم داغر بصدمه بينما يرخي قبضته من حول عنقه دافعاً اياه للخلف
=مرتضي....؟!
من ثم التف الي داليدا الواقفه خلفه ليجدها تتطلع امامها باعين متسعه شارده الدموع تنساب منها بصمت كانت تبدو كما لو كانت بعالم اخر لا تدري بما يدور حولها
اقترب منها محيطاً كتفيها بيده مغمغماً بنبره جعلها هادئه قدر الامكان..
=داليدا... ايه اللي حصل....؟!
لم تجيبه و ظلت علي حالتها تلك من الصمت بينما جسدها كان يرتجف بطريقه غير طبيعيه...
زفر بحنق عندما لم يحصل منها علي اجابه ابتعد عنهم عدة خطوات مولياً ظهره لهم مخرجا هاتفه واتصل بمرتضي الراوي لكنه وجد هاتفه مغلقاً..اطلق سباباً حاد بينما يعتصر الهاتف في قبضته بغيظ..
زمجر بقسوه بينما يضع هاتفه مره اخري بالجيب الداخلي لسترته
=طاهر خد حد من رجالتك واطلع شوف مرتضي الراوي مختفي في اي داهيه..........
ليكمل بينما يلتف اليه عندما لم يجيبه هاتفاً بقسوه
=ايه بكلم نفسي.....
لكنه ابتلع باقي جملته عندما و جد كلاً من طاهر و الحارس يقفان بجمود في مكانهم كالمسحورين و عينيهم مسلطه فوق داليدا التي كانت تقف خلفه يرمقونها بنظرات تلتمع بالاعجاب و الانبهار في ذات الوقت انتقلت نظراته اليها علي الفور لتشتعل بداخله نيران الغضب تغلي بعروقه عندما و جد حجابها قد تراخي و سقط من فوق رأسها مظهراً شعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها بحريه كشلال من ألسنة النيران....
زمجر بشراسه بينما يتجه نحوها سريعاً يقبض علي حجابها رافعاً اياه بتعثر فوق رأسها بينما يهتف بغضب و حده جعلت كلاً من طاهر و الحارس ينتفضان في مكانهما بفزع و خوف
=اطلعوا برا....مش عايز اشوف وش اي مخلوق هنا...اطلعوا برا
شحب وجه كلاً من طاهر و الحارس و قد ادراكوا فضاحة ما فعلوه للتو اسرع الحارس بمغادرة المكان منفذاً امره علي الفور..بينما وقف طاهر بوجه احمر كالدماء مغمغماً بتلعثمو خوف
=داغر...انا...انا و الله مكنتش اقصد اللي حـ......
قاطعه داغر مزمجراً بشراسه
=ولا كلمه زياده اطلع برا...
من ثم انحني رافعاً بين ذراعيه داليدا التي كانت لازالت علي حالتها من الارتجاف والجمود في ذات الوقت
اومأ له طاهر رأسه بخضوع بينما يراقبه و هو يصعد الدرج سريعاً بجسد متصلب و خطوات غاضبه و هو يحمل بين ذراعيه زوجته الشبه غائبه عن الوعي...
همس طاهر و شفتيه تلتوي بسخريه
=حقك....حقك طبعاً تعمل اكتر من كده....
ليكمل وعينيه تلتمع بالشهوه متذكراً جمال داليدا الصارخ...فمنذ اول يوم رأها به بخطبتها علي داغر تمني ان تكون له فقد كانت ذات جمال لم يرا مثله من قبل...لكن ما لم يتخيله هو جمال شعرها الناري الذي خطف انفاسه منذ قليل فقد كانت تخبئه دائماً اسفل حجابها همس بحسره
=صحيح الدنيا حظوظ بقب هو يقع تحت ايدهالفرسه دي...وانا تقع تحت ايدي شهيره البومه..
من ثم خرج و لكي ينفذ ما امره به داغر حتي لا يصيبه غضبه فيكفي فعلته الحمقاء منذ قليل والتي يعلم جيداً بانه لن يمررها له مرار الكرام...
!!!***!!!***!!!***!!!
وضع داغر داليدا بلطف فوق الفراش مساعداً اياها علي الاستلقاء عليه من ثم ابتعد عنها ببطئ و هو يتطلع اليها بعجز لأول مره يشعر به في حياته فقد كان يشعر بداخله بالارتباك لا يدري ما الذي يجب عليه فعله من اجلها فقد كان جسدها باكمله يرتجف بقوه بينما عينيها مسلطه بجمود اقترب منها منحنياً عليها ممرراً يده فوق رأسها بحنان محاولاً اختراق جمودها هذا
=داليدا...
لكنه لم يتلقي منها اي اجابه تنهد بيأس بينما ينهض و يجذب الغطاء السميك فوق جسدها الضعيف الذي كان لايزال ينتفض مرتجفاً...
ظل واقفاً يراقبها و اليأس يسيطر عليه فقد كانت لا تزال ترتجف بقوه واسنانها تصطك ببعضها البعض اسرع نحو غرفة تبديل الملابس و اخرج منها اكثر من غطاء سميك من ثم عاد الي الغرفه و قام بتغطيتها بهم جلس علي عقبيه علي الارض بجانبها ممسكاً بيدها يفركها بين يديه الدافئه محاولاً بث الدفئ بها حتي رأها تغلق عينيها ببطئ ساقطه بالنوم و قد توقف جسدها عن ارتجافه...
غادر القصر بعد ان اطمئن عليها و فور صعوده الي سيارته اخرج هاتفه و حاول الاتصال مره اخري بمرتضي الراوي و لكن وصلت اليه ذات الرساله بان هاتفه مغلق صاح داغر بقسوه تاركاً له رساله بالبريد الصوتي
=مرتضي يا راوي...قسماً بالله لو اكتشفت ان الضرب اللي علي وش داليدا ده بسببك...هدفنك مكانك...
من ثم القي هاتفه بغضب علي المقعد المجاور له بينما يأمر السائق بالانطلاق الي فيلا الراوي عندما وصل اليه رساله من طاهر الذي ابلغه بان مرتضي بمنزله...
!!!***!!!***!!!***!!!
فور دخوله لفيلا الراوي هتف داغر بشراسه و عينيه تبحث بارجاء المكان بحثاً عن مرتضي
=فين مرتضي...؟!
اجابته منيره التي هلعت من مظهره الغاضب هذا
=في اوضة الصالون يا داغر باشا اتفضل......
ولكن و قبل ان تنهي جملتها كان قد اقتحم الغرفه بالفعل..انتفض مرتضي الذي كان يجلس يشاهد احدي المبارايات علي قدميه هاتفاً بذعر فور رؤيته لداغر...
=داغر...باشا..حصل ايـ.........
لكن داغر لم يدعه يكمل جملته و اندفع نحوه قابضاً علي تلابيب قميصه جاذباً اياه بعنف نحوه بينما يهتف بشراسه
=انت ازاي تتجرئ و تمد ايدك علي مراتي....
شحب وجه مرتضي فور سماعه كلماته تلك همس بتلعثم بينما يحاول الافلات من قبضته بتعثر
=انت...انت مش فاهم اللي حصل...و متعرفش هي عملت ايه...لما اقولك هتفهم.......
قاطعه داغر بقسوه بينما يترك قميصه و يقبض علي عنقه يعتصره بقوه بيديه
= مش عايز اعرف هي عملت ايه.... واياً كان اللي عملته ايدك الوسخه دي متتمدش عليها...
صاح مرتضي بصوت مختنق و هو يحاول الافلات من بين قبضته التي تكاد ان تزهق روحه
=كانت عايزه تهرب....كانت عايزه تهرب منك......
افلته داغر من قبضته متراجعاً للخلف بصدمه ليكمل مرتضي منتهزاً هذه الفرصه
=وانا اللي لحقتها و منعتها...
اشتعلت نيران الغضب داخل داغر فور سماعه كلماته تلك تمتم من بين اسنانه المطبقه بصوت منخفض كما لو كان يحدث نفسه
=عايزه تهرب.....
هز مرتضي رأسه قائلاً بخبث بينما يفرك عنقه المتألم والذي يظهر عليه بوضوح اثار اصابع داغر
=شوف بقي اللي كان هيحصل لو كنت ملحقتهاش و هربت...
قاطعه داغر مزمجراً بغضب و عينيه تلتمع بشراسه بثت الرعب بداخله
=مش عايز اسمعلك صوت...
ليكمل بحده زاجراً اياه بقسوه
=اوعي تفتكر ان اللي قولته ده هيبرر عملتك الوسخه....و ايدك دي لو طولت عليها مره تانيه انا مش هرحمك..هخاليك تندم علي اليوم اللي اتولدت فيه...
غمغم مرتضي بصوت منخفض متردد بينما لا يزال يفرك عنقه المتألم
=انا بصراحه مش فاهمك يا داغر باشا انت ناسي ان داليدا دي تبقي.....
قاطعه داغر بقسوه بثت الرعب بداخل مرتضي
=داليدا تبقي مراتي فاهم يا مرتضي.... مراتي و كلمه زياده مش هرحمك
ليكمل بسخريه لاذعه عندما دلف الي الغرفه زكي رئيس الامن الخاص به الذي اشار له برأسه باحترام
=معلش بقي يا مرتضي طبع فيا مقدرش اسيب حقي ..يعني زي ما ضربتها..هتضرب....
شحب وجه مرتضي بشده بينما يراقب برعب رئيس امن داغر يتجه نحوه هامساً بصوت مرتجف متراجعاً الي الخلف بخطوات متعثره
=داغر باشا انت بتقول ايه...
تجاهله داغر مشيراً برأسه امراً بصمت رئيس الامن الخاص به لكي ينفذ ما اتفق معه عليه اتجه زكي نحو مرتضي بينما يقوم بضم قبضتيه كاشاره للاستعداد للانقضاض عليه غادر داغر المكان تاركاً رئيس امنه يقوم بعمله فقد امره ان يكتفي ببعض اللكمات بالوجه حتي يتورم بالكامل كما قام بتوريم وجه زوجته بسبب ضرباته......
!!!***!!!***!!!***!!!
بعد مرور ساعه.....
هبطت الدرج داليدا التي استيقظت من النوم وقد غادرتها النوبه التي اصابتها لتقرر انه يجب عليها ان تهرب من هنا علي الفور لذا ارتدت اول شئ وقع امامها من ثم هبطت الدرج و هي تتلفت حولها خوفاً من ان يراها احد بينما تحمل بين يديها حقيبه صغيره تحتوي علي بعضاً من ملابسها و بعض المال التي تملكه...
فقد كان تنوي ترك المنزل و الاختفاء تماماً من حياة كلاً من داغر و مرتضي شقيق والدتها الذي ذهبت اليه لكي تستنجد به ظناً منها بانه سوف يقوم بحمايتها و اخذ حقها من زوجها لكن بدلاً من ذلك اتضح لها انه شريك معه في جريمته فقد قام بضربها و طردها من منزله كما لو كانت شريده...و ما يؤلمها اكثر و اكثر انه كان يعلم السبب الذي تزوجها داغر من اجله....
انفلتت دموعها فور تذكرها لداغر فبرغم كل ما فعله بها الا انها لازالت تحبه لكنها لن تستطيع الاستمرار معه بهذا الزواج بعد ان عاملها بتلك الطريقه خاصة و هي تعلم بانه يعشق امرأه اخري غيرها....و انه ما تزوجها الا نكياةً بها...تركته و تركت منزله وهي لا تعلم الي اين تذهب فليس لديها اي مكان اخر يمكنها ان تذهب اليه..
اخذت تحسب بعقلها الاموال التي تملكها فوجدتها قليله للغايه...لكن رغم ذلك فهي تكفي لكي تقضي بها يومين باحدي الفنادق المتوسطه و من ثم يمكنها بعد ذلك ان ترا ما يمكنها فعله فأهم شئ الان هو ان تهرب من هنا قبل عودة داغر...
خرجت من بوابة القصر تحت انظار الحرس الذي عرضوا عليها مساعدتها بحمل حقيبتها و توصيلها خاصة و ان الوقت قد تجاوز منتصف الليل الا انها رفضت مساعدتهم تلك بأدب و اكملت طريقها الي الخارج اخذت تمشي محاوله ايجاد سياره اجره تقلها الي احدي الفنادق اخذت تتلفت حولها شاعره بالرعب فقد كان الطريق مظلم لا ينيره الا الانوار المنخفضه المتسربه من الاعمدة المنتشره علي طوله...
شددت يدها حول حقيبتها و قد بدأت البروده تزحف داخلها عندما شعرت بانه يوجد احداً ما يمشي خلفها اسرعت من خطواتها حتي كادت ان تركض التفت برأسها تنظر خلفها لكن هدئت خطواتها عندما لم تجد احد سوا قطه التي كانت تتهادي في خطواتها..
تنهدت ببطئ واضعه يدها فوق صدرها تتنفس براحه اخذت تكمل طريقها بحثاً عن اي سيارة اجره حتي تنتهي من عذابها هذا لكن لم تعبر سياره اجره حتي الان...
كانت تائهه بافكارها عندما شعرت فجأه بيد شخص ما تلتف حول خصرها يجذبها الي الخلف و عندما همت بالصراخ و ضع يده فوق فمها يكتم صراختها اخذت تنتتفض بين ذراعيه محاوله جعله يقوم بافلاتها لكن اسرع هذا الشخص بسحبها بقسوه نحو احدي السيارات التي كانت متوقفه بجانب الطريق دافعاً اياها بداخلها من ثم جلس بجانبها شاهراً مسدساً نحو رأسها قائلاً بصوت غليظ حاد جعل الدماء تتجمد داخل جسدها
=مش عايز اسمعلك نفس......فاهمه
تراجعت داليدا الي الخلف في مقعدها منكمشه حتي التصق ظهرها بباب السياره الذي ما ان شعرت به حتي انتفضت بذعر لكن سرعان ما اتتها فكره جعلتها تسرع بوضع يدها فوق مقبض الباب محاوله فتحه و القفز من السياره التي كانت تسير بسرعه كبيره للغايه فحتي ان كانت محاولتها هذه قد تتسب بمقتلها الا ان الموت اهون عليها بكثير من ان يتم خطفها من قبل رجال لا تعرف ما ينوا فعله بها
لكن لسوء حظها كان الباب مغلقاً اخذت تهز مقبض الباب محاوله فتحه تحت انظار خاطفها الذي اطلق ضحكه غليظه ساخره
=فكرك كنت هسيبلك الباب مفتوح...
ليكمل بحده بينما يشهر المسدس بوجهها
=حركه كمان...و هفرغ المسدس ده في دماغك
انكمشت مره اخري باقصي مقعد السياره تحيط جسدها بذراعيها بخوف بينما تقاوم بصعوبه الدموع التي قفزت بعينيها حتي لا تظهر امامهم ضعفها .
بدأت تراقب محيطها لتلاحظ انه يوجد رجلين اخرين يجلسون بالمقعد الامامي للسياره لا بختلفون كثيراً عن الرجل الجالس بجانبها..
لا تعلم سبب يجعلهم يقومون بخطفها من اجله سوا سبباً واحداً جعل الدماء تجف داخل عروقها اخذت ترتجف بقوه شاعره بالرعب يكاد يخطف انفاسها اغمضت عينيها بقوه و هي تتضرع وتدعي الله بان ينقذها من بين ايديهم
!!!***!!!***!!!***!!!
بعد مرور ساعه....
كانت داليدا جالسه فوق الارض باحدي الاماكن التي لم تستوعب ماهيتها فقد كان مكان ردئ تفوح منه رائحة الرطوبه...
كان جسدها يرتجف بقوه من شده الخوف الذي تشعر به بينما تنتحب بشهقات منخفضه لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها تمنع شهقات تلك من الخروج بينما يصل اليها صوت خاطفيها من الخارج ...
اغمضت عينيها بقوه بينما تضع يديها فوق اذنيها محاوله منع اصواتهم من الوصول اليها بينما جسدها يهتز بقوه لكنها انتفصت صارخه بفزع بينما تتخبط بقوه في مكانها عندما شعرت بيداً ما تحيط ذراعيها اخذت تدفع بهستريه تلك اليد بعيداً عنها لكن تجمدت حركتها المقاومه عندما وصل اليها صوت تعرفه جيداً
= اهدي...اهدي....
رفعت عينيها اليه لتجد داغر جالساً علي عقبيه امامها اخذت تتطلع اليه عدة لحظات باعين متسعه و الذعر و الخوف لا يزالوا يسيطرون عليها اخذت ترفرف بعينيها غير مصدقه بانه بالفعل امامها...و عند تأكدها بانه بالفعل متواجد معها و انها لا تتخيل وجوده دون تفكير للحظه واحده ارتمت عليه تلقي بجسدها المرتجف بين ذراعيه تحتضنه بقوه في محاوله منها ان تستمد منه بعض الاطمئنان الذي تنشد اليه متناسيه كل ما عانت منه على يديه فكل ما يهمها الان انه معها و انها ليست بمفردها مع هولاء الرجال ..
همست باسمه من بين شهقات بكائها التي اخذت تزداد بينما متشبثه بيديها بقميصه من الخلف بينما تدفن وجهها بصدره...
شعرت بذراعيه تلتف حولها يحيطها بجسده الصلب ضامماً اياها بقوه الي صدره بينما يربت بحنان فوق ظهرها هامساً باذنها عده كلمات محاولاً تهدئتها...
ابتعدت عنه ببطئ عندما هدئت بعض الشئ هامسه بصوت منخفض يملئه الخوف بينما انتبهت الي خاطفيها الذين كانوا يقفون بالخلف يراقبونهم
=هتعمل ايه معاهم...هنطلع من هنا ازاي....دول معاهم اسلحه؟!
اخذ يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يلتف الي احدي الرجال الذين قاموا بخطفها قائلاً بصرامه
=اطلعوا برا.....
اومأ الرجل رأسه بخضوع
=اوامرك يا داغر باشا
من ثم غادر الغرفه علي الفور يتبعه باقي الرجال بصمت...كانت داليدا تراقب كل هذا باعين متسعه بالصدمه و انفاسها تكاد تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت تدرك اخيراً ما يحدث تراجعت للخلف بعيداً عن جسده بخطوات متعثره هامسه بتلعثم و انفس متلاحقه
=دول تبعك...
شعرت بالغضب كحمم من البركان تثور بداخلها عندما ظل يتطلع اليها بصمت دون ان يجيبها ليصل اليها اجابته..
لم تشعر بنفسها الا و هي تندفع نحوه تضربه بقبضتيها بضراوه في صدره بينما تهتف بهستريه من بين شهقات بكائها الحاده
=انت..انت اللي عملت فيا كده...
لتكمل صارخه بغضب من بين شهقات بكائها
=انت ايه....انت صنفك ايه بالظبط
كانت تصرخ بكلماتها تلك وهي تسدد له الضربات في كل مكان تستطيع الوصول اليه مستخدمه اظافرها و قبضتيها في ذلك بينما كان داغر واقفاً ثابتاً غير مظهراً اي تأثر بضرباتها تلك ظلت تضربه حتي خارت قواها تماماً مما جعلها تتوقف عن ضربه مسنده جبهتها بضعف و تعب فوق صدره و قد اصبح وجهها احمر مثل الجمر من شدة الانفعال بينما صدرها كان يعلو و ينخفض بقوه بينما تلهث محاوله التقاط انفاسها المتثاقله رفعت رأسها عن صدره بينما تهم بضربه مره اخري لكنه قبض علي يديها مقيداً اياها بقبضته مزمجراً بقسوه بينما يديرها بين ذراعيه ليصبح ظهرها مستنداً الي صدره الصلب اخذت تنتفض محاوله التحرر لكنه شدد من ذراعيه حولها هامساً باذنها بصوته القوي الثابت
=شششش...اهدي
ليكمل بهدوء بينما يحاول ان يسيطر علي جسدها الثائر
=اللي حصل ده كان مجرد درس صغير ليكي...علشان تاني مره تفكري تسيبي البيت و تهربي..
و تمشي لوحدك في نص الليل تعرفي ان في الف واحد هيكون مستنيكي برا علشان يحط ايده عليكي و يخطفك....
ليكمل بقسوه بينما اصبح حصار ذراعيه حول جسدها يشتد حتي كادت ان تشعر يالاختناق
=انتي مرات داغر الدويرى..يعني كنز و ماشي علي الارض و اي حد كان هيشوفك لوحدك بالشكل ده كان هيستغل الفرصه من غير حتي ما يفكر مرتين...
ولولا ان الحرس بلغني بخروجك لوحدك في وقت زي ده....كان زمان مصيرك مخطوفه...بس مخطوفه بجد من ناس متعرفيش وقتها كانوا ممكن يعملوا فيكي ايه
ضربت صدره الصلب بمرفقها بقوه هاتفه بشراسه بينما عينيها تعصفان بحمم من الغضب
=انت مجنون....
شعرت بانفاسه الدافئه تلفح عنقها بينما يهمس ببطئ باذنها
=ما انا اكيد مجنون...
ادارها بين ذراعيه لتصبح تواجهه بينما يكمل بصوت اجش
=هو انا لو مش مجنون كنت اتجوزت كلبة فلوس زيك... اشتريتها ب20 مليون جنيه...علشان تمثل بس انها مراتي الجميله السعيده قدام الناس.....
ليكمل بسخريه بينما يقوم بفك حجابها من فوق رأسها غافلاً عن وجهها الذى شحب بشده فور سماعها كلماته تلك
=بس عارفه المفروض ترجعيلي 5 مليون من تمن الصفقه... انتي بقالك يومين منكده عليا...
شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها فور سماعها كلماته تلك بينما اخذت الارض تميد تحت قدميها همست بصوت مرتجف ضعيف بينما تحاول ان تتماسك بصعوبه امامه
=اتـ..فاق...و 20..مليون ايه...؟!
اجابها بهدوء بينما يقوم بنزع مشبك رأسها لينسدل شعرها الحريري فوق ظهرها ممرراً يده به
=ايه جالك زهايمر...و مش فاكره انا اتجوزتك ليه...
هزت رأسها بقوه مؤكده لنفسها بان ما قاله ليس الا محاوله منه لتشتتيها عن خطفه لها هتفت بغضب بينما تحاول ابعاد يده بعيداً عن شعرها الذي كان يمرر يده بين خصلاته ..
=لا فاكره كويسه اتجوزتني ليه متقلقش...فاكره انك اتجوزتني بس علشان تغيظ بنت عمك اللي سابتك و اتخطبت لواحد غيرك...
لتكمل بشراسه ضاغطه علي كل حرف من كلماتها بقسوه
=وانت علشان معندكش كرامه قررت تتجوز...........
لم تكمل جملتها مطلقه صارخة الم عندما قامت يده التي كان يمررها بين سعرها بالقبض علي خصلاته بقوه مرجعاً رأسها بحده الي الخلف مقرباً وجهه منها حتي اصبح يلاصق وجهها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية بثت الرعب بداخلها مما جعلها تخفض عينيها بعيداً بخوف
=و انتي واحده رخيصه قبلت انها تبيع نفسها...و انا ببساطه اشتريت...
ليكمل بقسوه مرمقاً اياها بازدراء بينما يقبض علي شفتيها الناعمه باصبعيه يعتصرها بحده
=و مادام بعتي نفسك...يبقي تخرسي و تقفلي بوقك ده و مسمعش ليكي صوت...
دفعت يده بعيداً محرره شفتيها من بين اصابعه مرجعه رأسها الى الخلف بحده محاوله تحرير رأسها ايضاً من قبضته لكنها اطلقت صرخه متألمه عندما رفض تحريرها و شدد قبضته حول شعرها مما جعلها تصرخ متألمه شاعره بخصلات شعرها تكاد ان تقتلع من جذورها فى اى لحظه فى يده لكن رغم ألمها هذا هتفت به بشراسه
=انت كداااب انا مبعتش نفسي لا ليك ولا لغيرك......
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان قرب وجهه منها
و رأت لهيب الغضب الذى يشتعل بعينيه زمجر من بين اسنانه بقسوه
=انتي عارفه كويس اني مش كداب... خالك عرض عليا الاتفاق اللي انتي بنفسك طلبتي منه انه يعرضه عليا وانا وافقت..و الفلوس اتحولت علي حسابك يوم كتب كتابنا يبقي مين فينا الكداب...
اهتز جسدها بعنف فور سماعها كلماته تلك لا تصدق ما يقوله كيف يمكن ان يكون زواجها منه كان اتفاق بينه و بين خالها كما يدعي...و الاكثر من ذلك انه يعتقد انها وافقت علي هذا الاتفاق بل هي من اقترحته بنفسها..
همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوه محاوله التركيز فقد كانت علي وشك ان تصاب بسكته دماغيه من كثرة الصدمات التي تتعرض لها.....
=انا..انا معرفش حاجه عن اللي بتقول ده....
قاطعها بقسوه بينما يدفعها بعيداً عنه محرراً اياها مما جعلها تتراجع الي الخلف متعثره حتي كادت ان تسقط علي الارض لكنها استعادت توازنها باخر لحظه
=متعرفيش حاجه..؟!
ليكمل بسخريه لاذعه بينما برمقها بحده وقسوه
= طيب لو افترضت انك فعلاً متعرفيش حاجه..ازاي وافقتي تتجوزي واحد متعرفهوش و مقابلتهوش غير مره واحده....و ازاي وافقتي تتجوزي منه في اقل من شهر.....
امتقع وجهها بشده لا تعلم بما تجيبه...فكيف يمكنها ان تخبره انها وافقت علي الزواج منه بهذه السرعه لانها كانت وقتها واقعه بحبه حتي من قبل ان يقابلها بشركة شقيقها..ظلت صامته غير قادره علي اجابته...
اردف دون رحمه او شفقه عندما طال صمتها
=بالظبط....يبقي متحاوليش تلعبي دور البريئه لان عارف و حافظ نوعك ده كويس.....
قاطعته ناطقه بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه بينما تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه محاوله السيطره علي ارتجاف جسدها حتي لا تنهار امامه فقد كانت تشعر بانها علي حافة هاويه قد تسقط بها باي لحظه
=انا...انا عايزه اروح لمرتضي...عايز اعرف منه حقيقة اللي انت بتقوله..
اقنرب منها بهدوء ممرراً يده بشعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها كشعلات ناريه قائلاً بسخريه
=لسه برضو عايزه تعيشي دور الضحيه البريئه...
ليكمل متنهداً باحباط عندما ارجعت رأسها للخلف بعيداً عنه مانعه اياه من لمسها
=تمام..موافق تروحيله...بس هكون معاكي...مينفعش افوت مشهد زي ده...
لكنه قاطع كلامه مطلقاً سباباً حاد جعلها تنتفض في مكانها بخوف بينما انحني سريعاً ملتقطاً حجابها الذي القاه علي الارض بوقت سابق واضعاً اياها فوق شعرها بتخبط عندما دخل فجأة احدي الرجال الذين قاموا بخطفها الي الغرفه بينما يغمغم بلهاث حاد...
=داغر باشا....طاهر بيه مستني برا من بدر ومسـ......
قاطعه داغر هاتفاً بشراسه و عينيه تعصف بغضب اعمي بينما يحاول ان يحتوي شعرها المتناثر فوق ظهرها بيده واخفاءه اسفل الحجاب الذي علي رأسها
=اطلع برا....برا يا حيوان انت هتنحلي...
ارتبك الرجل سريعاً بينما يلتف عائداً الي الخارج مره اخري بوجه شاحب من شده الخوف وهو لايعلم ما الخطأ الذي ارتكبه.....
التف داغر اليها مزمجراً بقسوه وغضب
=و انتي البسي الزفت ده علي راسك... و داري شعرك اللي فرحانه به...ده تالت راجل النهارده يشوف شعرك..
اتسعت اعين داليدا بصدمه من حدته تلك اخذت تعقد حجابها حول رأسها بيد مرتجفه بينما تجيبه بغضب و حده
=انت اللي قلعتهولي...و مش فاهمه ليه اصلاً...
وقف داغر يتطلع اليها عده لحظات بصمت قبل ان يلتف ويغادر الغرفه وهو يتمتم بصوت مختنق يملئه الغضب
=خلصي...و حصليني علي برا...
اخذت داليدا تثبت حجابها فوق رأسها بيد مرتجفه و قد بدأت الدموع التي كانت تحبسها امامه تنهمر فوق خديها بينما هربت منها شهقه حاده لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها هامسه لنفسها بصوت مرتجف معنفه ذاتها علي ضعفها هذا
=بس...بس...اياكي...بس
لكنها لم تستطع التحكم في شهقات بكائها التي اخذت تتابع بقسوه ألمت صدرها من شدتها عندما ادركت بانه سوف يتم تحديد مصيرها بالكلمات التي سيقولها خالها مرتضي بعد قليل....



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close