رواية العرافة العجوز الفصل الثالث 3 بقلم عادل عبدالله
الحلقة الثالثة
وقبل يوم الفرح بأسبوعين وبعد ذهاب فريد الي عمله ومازالت الساعة لم تصل للعاشرة صباحا وجد جرس هاتفهه يرن فنظر فيه ففوجئ باتصال والدته !!! " أول مرة ماما تتصل بيا في الوقت ده !! خير يارب " .
رد عليها فريد : صباح الخير يا ماما ، خير ؟ في حاجة ولا ايه ؟
أم فريد " تبكي " : ألحقني يا فريد أبوك مات !!!
تغريد : عامل ايه دلوقتي يا فريد ؟
فريد : الحمد لله انا كويس .
تغريد : أنت لسه تعبان يا حبيبي ؟ولا بقيت أحسن ؟؟
فريد : لأ ، احسن دلوقتي الحمد لله .
تغريد : البقاء لله يا حبيبي ، باين من صوتك انك لسه زعلان !! يا حبيبي باباك الله يرحمه كان انسان طيب وهو اكيد دلوقتي في الجنة ، أدعيله وحاول تنسي أحزانك علشان تقدر تكمل حياتك وعلشان كمان مامتك تخرج من احزانها .
فريد : بابا الله يرحمه كان كل حاجة في حياتي وانا مش متخيل أعيش ازاي وهو بعيد عني .
تغريد : معلش يا حبيبي أنا كمان كنت بحب بابا الله يرحمه أوي قبل ما يموت ، لكن مع الوقت بننسي احزانا وبنفضل فاكرينهم وبنكمل حياتنا .
فريد : عندك حق ، هي فترة وهتعدي ان شاء الله .
تغريد : نويت تعمل ايه في الفرح يا حبيبي ؟
فريد : فرح ايه ؟؟!!
تغريد : فرحنا يا حبيبي .
فريد : فرح ايه يا تغريد اللي بتقولي عليه ؟! أزاي أعمل فرح وبابا لسه ميت ؟!!
تغريد : وهنعمل ايه يا فريد في حجز القاعة والفستان والبيوتي سنتر اللي حجزناهم ؟! والناس اللي عزمناهم ؟!!
فريد : كل حاجة هتتأجل .
تغريد : تتأجل أزاي بعد ما عزمنا الناس كلهم وعملنا كل الترتيبات ؟!!
فريد : دي ظروف خارجة عن ارادتنا ، ومستحيل اعمل فرح قبل مرور سنة علي الاقل من وفاة بابا .
تغريد : انت بتقول ايه يا فريد ؟!! سنة !!!
فريد : ايوه طبعا مش اقل من كده .
تغريد : أحنا حتي لو فكرنا نأجل مش معقول ناجل الفرح سنة !!! سنة كتير اوي يا فريد !!
فريد : طيب بعد أذنك مش عايز كلام في الموضوع ده دلوقتي لأن أعصابي تعبانة ، ومش قادر اتكلم في اي حاجة .
وبعد يومين اتصل توفيق " خال تغريد " بفريد .....
وقاله : ازيك يا فريد يا ابني ؟ عامل ايه دلوقتي ؟
فريد : الحمد لله احسن دلوقتي يا عم توفيق .
توفيق : كنت عايز اقعد معاك شوية .
فريد : حاضر يا عمي ، تحب اجيلك امتي ؟
توفيق : هستناك النهاردة تعدي عليا في بيت أم تغريد .
فريد : حاضر يا عمي ، ساعتين بالظبط وأكون عندك .
بعد ساعتين ذهب فريد الي منزل أم تغريد وكانت جالسة مع أمها وخالها ، و قابله خالها بالترحاب
وقال له : أهلا وسهلا ، اتفضل يا فريد يا ابني تعالي اقعد .
جلس فريد ثم قال له : خير يا عم توفيق ؟
توفيق : كل خير يا فريد يا ابني ، انا كنت عايز اطمن عليك واكلمك في موضوع مهم .
فريد : موضوع ايه يا عمي ؟ اتفضل .
توفيق : موضوع جوازك أنت وتغربد .
فريد : حضرتك عارف وفاة والدي لخبطت كل الترتيبات وأكيد لازم نأجل .
توفيق : عندك حق طبعا ، اكيد لازم نأجل الفرح ، لكن كنت عايز اعرف مدة التأجيل ، هنأجل قد ايه ؟
فريد : علي الاقل سنة .
تغريد : شوفت يا خالي ، زي ما قولتلك .
توفيق : سنة !!! كتير أوي يا بني !!! ده انتو خلاص كنتو جهزتوا كل حاجة حتي الشقة كمان فرشتوها وعزمتوا الناس !! معقول تأجلوا فرحتكم سنة كاملة ؟!!
فريد : يعني حضرتك عايزني اعمل فرح وأبويا لسه متوفي ؟!!
توفيق : لا طبعا مينفعش ، لكن ممكن نأجل شهر أو اتنين زي ما تحب ، أنما سنة كتير أوي !!
فريد : شهر !!! لا طبعا مستحيل أتجوز بعد شهر .
توفيق : ايه اللي مستحيل يا فريد ؟! أومال نأجل الفرح سنة ؟!!! هو ده اللي ينفع ؟؟
فريد : يا عمي انا قولت لحضرتك مش هينفع اعمل فرح قبل سنة ، لو هتوافقوا نتجوز بدون فرح بعد ٣ او ٤ شهور علي الاقل انا معنديش مانع .
أم تغريد : أنت من الأول يا فريد مش عايز تعمل فرح وأخدت وفاة والدك حجة تتحجج بيها .
فريد : أنا يا طنط ؟؟ دا أحنا كنا حجزنا القاعة اللي تغريد طلبتها وحجزنا كل حاجة !! يعني مش زي ما بتقولي بتحجج بوفاة والدي الله يرحمه !!
توفيق : أنا مصدقك يا فريد ، لكن معقول هتتجوزوا بدون فرح ؟!! دي ليلة العمر ومش بتتكرر تاني .
فريد : طيب قولي حضرتك رأيك نعمل أيه ؟ حضرتك كبير وفاهم في الأصول أكتر مني .
خالها توفيق : طيب أنا عندي حل وسط ومعقول في نفس الوقت ، أحنا نعمل فرح بأذن الله ويكون بعد ٦ شهور ، وبكده تكون المدة معقولة وفي نفس الوقت نعمل فرح علشان تفرحوا زي باقي العرسان والعرايس .
فريد : لكن يا عم توفيق حتي لو أنا وافقت أكيد والدتي وإخواتي هيزعلوا مني !! وانا مقدرش أزعلهم في موضوع زي ده .
تغريد : ماشي يا فريد ، متزعلهمش هما لكن زعلني انا !! صح كده ؟؟
فريد : ولا أقدر أزعلك ولا أزعلهم .
خالها توفيق : يبقي تاخد رأيهم وترد علينا وان شاء الله هيوافقوا .
فريد : حاضر يا عمي .
وبعد يومين أتصل فريد بخال تغريد وقاله : أنا كلمت ماما وأخواتي يا عمي والحمد لله وافقوا واقتنعوا أننا نعمل الفرح بعد ٦ شهور زي ما حضرتك قولت .
وبعد مرور ال ٦ شهور وبعد أنتهاء حفل الزفاف أخذ فريد عروسته وذهب بها الي عش الزوجية ....
وقف فريد امام منزله وقدم تغريد امامه وقال لها .....
: اتفضلي يا اجمل عروسة في الدنيا .
تغريد : اي يا بني انت مش هتشيلني زي ما بنشوف في الافلام ولا ايه ؟؟
ضحك فريد وقالها : يا بنتي انتي عاوزة تقطمي ضهري من دلوقتي ؟!!
تغريد " بدلال " : قصدك اي يعني ؟ قصدك اني تخينة ؟
فريد " ضاحكا " : لا يا قلبي ده انتي عسل ، ده أنتي موزة الموزز .
تغريد : طيب هتشيل ولا ارجع لبيت ماما ؟؟
فريد " يضحك " : خلاص خلاص انا بهزر ، هشيل وامري لله .
حمل فريد عروسته علي يديه ودخل حتي المصعد وأنزلها ودخلوا الي المصعد .
واثناء صعودهم بالمصعد حاول فريد مداعبة عروسته لكنها تمنعت وتدللت عليه ....
وقالت " بدلال " : بطل قلة ادب انا بقولك .
ضحك فريد وقال : قلة ادب ايه بس !! انا متربتش اصلا ( ويضحك بصوت عالي ).
تغريد : طيب مش هينفع كده في الشارع يا حبيبي !!
فريد : احنا مش في الشارع يا قلبي ، احنا في بيتنا .
تغريد : بيتنا ده فوق يا دودي !! انما احنا هنا لسه في الشارع .
فريد " يتوعدها مازحا " : بقي كده يا توتا ؟!!! طيب والنعمة لتشوفي لما نطلع فوق و يتقفل علينا باب هتشوفي هعمل فيكي ايه .
تغريد : بقي كده با فريد ؟!! انت كده بتخوفني منك اكتر ما انا خايفة !!!
فريد : لا يا قلبي أنا مقدرش اخوفك يا توتا ، دا انتي قلبي و روحي من جوه ، ده انا بهزر معاكي ............. ثم يعاود الضحك ويقول لها : ده انتي هتموتي فوق يا توتا .
تغربد : تاني انت بتخوفني ؟؟
خرجوا من المصعد وفتح فريد باب عش الزوجبة وحملها علي ذراعيه مرة أخري ودخل ثم أغلق الباب بقدمه ودخل بها حتي غرفة النوم .
فريد يمسك يد تغريد ...
ويقول : انا مش مصدق نفسي يا توتا ، انا بحلم !!!
تنظر تغريد له باستحياء وخجل وصمت !!
يضم يديها الي صدره في اتجاه قلبه ويقترب منها ...فتقاطعه تغريد : استني استني .
فريد : في ايه ؟ ما احنا في بيتنا اهو يا قلبي ومفيش حد شايفنا .
تغريد : يابني افهم ، انا عايزة اغير الفستان .
فريد : ايوه صح ، عندك حق ....طيب ما تغيري الفستان وانا أساعدك .
تغريد : لا يا حبيبي مينفعش .
فريد : ليه يا توتا ؟؟
تغريد : هو كده ، سيبني انا اغير الفستان براحتي وبعدها هنادي عليك .
فريد : ماشي يا توتا ، أنا هدخل اخد شاور علي ما تغيري الفستان .
تغريد : طيب استني رايح فين ؟ افتح سوستة الفستان الأول ، مش هعرف افتحها لوحدي .
فريد : ما أنا قولتلك يا توتا خليني معاكي اساعدك !!
تغريد : لأ ، ساعدني في السوستة بس .
فتح فريد سوستة الفستان وتحركت مشاعره تجاهها......
تمنعت تغريد وضحكت وقالت له : استني استني يا حبيبي ، ادخل خد شاور وانا هغير هدومي .
دخل فريد الي الحمام وبدلت تغريد فستانها وارتدت ملابس النوم و خلعت طرحتها وصففت شعرها .
خرج فريد من الحمام فوجد عروسته كملكة جمال في انتظاره .....
فريد : حبيبة قلبي انا مش مصدق نفسي !!! معقول حلم عمري اتحقق !!!!!
تغريد : لكن انا حلمي للأسف متحققش .
فريد : ليه يا قلبي ؟ أنتي مش كنتي بتحلمي اننا نتجوز ؟ !!!!!!
تغريد : كنت بحلم طبعا اننا نتجوز يا بيبي ، لكن كان حلمي كمان اننا نقضي الليلة دي في اسبانيا او فرنسا او لبنان او حتي شرم الشيخ او الساحل الشمالي ، انما انت خلتنا نقضيها هنا في البيت !!!
فريد : يا حبيبتي ماهو ده كان رأيي من الأول !!!
تغريد : أنت كنت عايزنا نسافر ومنعملش الفرح .
فريد : وهو معقول هنعمل فرح كبير زي ده وكمان نسافر ؟!! ما انتي عارفه ان السفر ده محتاج فلوس كتير وان كل الفلوس اتصرفت في تجهيز الشقة و الفرح .
تغريد : مليش دعوة كنت اتصرفت لو بتحبني .
فريد : معلش يا قلبي لما يبقي معايا فلوس نبقي نعوضها ونسافر المكان اللي نفسك فيه .
تغريد : وهي الليلة دي بتتعوض يا دودي ؟!! ده هي ليلة واحدة في العمر !! احنا نأجلها بقه أحسن لما يبقي معاك فلوس ونسافر .
فريد : نأجل ايه يا حبيبتي ؟
تغريد : نأجل دخلتنا .
فريد : نعم !!!! انتي بتهزري !!!
تغريد : لا مش بهزر يا حبيبي ، انت مش هتلمسني الا هناك .
فريد : هناك فين ؟؟؟
تغريد : في المكان اللي هنقضي فيه شهر العسل .
فريد : بطلي هزار بقه ويلا .
تغريد : يلا ايه !! مش هتلمسني الليلة خالص .
فريد : انتي بتتكلمي جد يا توتا ؟!!
تغريد : ايوه اومال بهزر يا حبيبي ؟
فريد : بلاش تعكنني علينا الليلادي .
تغريد : خلاص ماشي يا حبيبي ، معلش يا بيبي ازازة البرفين بتاعتي تقريبا في الشنطة اللي في اوضة الاطفال روح هاتها .
ذهب فريد سريعا الي الغرفة المجهزة للاطفال ولم يجد بها أي حقيبة !!!
عاد فريد يسألها عن مكان حقيبتها فوجدها أغلقت غرفة النوم بالمفتاح !!
فريد : انتي قفلتي الباب ليه يا توتا ؟
تغريد : زي ما قولتلك يا حبيبي مفيش دخلة النهاردة ، هنأجلها لما تسافر .
فريد : افتحي يا مجنونة .
تغريد : مش هفتح ، متتعبش نفسك روح نام عندك في اي حته .
فريد : أنتي حقيقي بتتكلمي بجد ؟؟
تغريد : أيوه با بيبي ، انت مش مصدق ليه ؟!!
فريد : ده اخر كلام عندك ؟
تغريد : ايووووون ( وتضحك بهيستيريا )
فريد : بطلي هزار بقي .
تغريد : يابني مش بهزر ، انا بتكلم جد .
فريد : طيب ماااااااشي .
فريد ذهب وجلس في الريسبشن ويفكر " هي بتتكلم جد ولا بتهزر ؟؟ " ، معقول ليلة العمر هتضيع كده !!!!
أمسك فريد بهاتفهه وكاد أن يفتح مواقع السوشيال ميديا ، فتذكر وقال لنفسه " دي تبقي فضيحة لو حد شافني اون لاين الليلة دي !! ، هيمسكوني تريقة العمر كله " .
فتح فريد شاشة التليفزيون وجلس يغير القنوات حتي شعر بالملل !!
مر حوالي ساعة ، قام فريد ووقف خلف الباب ونادي علي تغريد ....
: تغريد ، يا توتا ، أفتحي يا قلبي .
" لكنها لم تجيب !! "
نظر فريد من ثقب مفتاح الباب ليري ماذا تفعل فوجدها نائمة !!!
فريد : معقول !!! دي نامت بجد !!!
فريد حين رأئها نائمة تحركت مشاعره وشعر بضيق شديد وأراد دخول الغرفة بأي وسيلة .
وفجأة تذكر وجود نسخة اخري لنفس الباب .
جري فريد واحضر مفتاح اخر لباب غرفة النوم ، وفتح الباب ودخل .
تغريد مازالت مستيقظة و تتظاهر أنها نائمة !! ولكنها أندهشت حينما وجدت فريد فتح الباب ودخل !!!
ظلت تغريد تتظاهر له أنها نائمة وصعد فريد لينام بجوارها .
وبدأ يداعبها كي تستيقظ .
تظاهرت تغريد أنها أستيقظت للتو ....
وقالت " بتعجب " : ايه ده !!! انت دخلت هنا ازاي ؟؟ !!!!
فريد : مش هقولك ، يلا بقه يا قلبي .
تغربد : يلا ايه ؟؟؟
فريد : يلا نتجوز .
تغريد " بضحك " : قولتلك مفيش دخلة الا لما نسافر .
فريد : بقه كده !!!!
ضحكت تغريد وقالت له : ايووووه .
فريد : طيب ورحمة ابويا ما هسيبك الليلة ...
يتبع