رواية انتقام مجنون الفصل الثالث 3 بقلم عادل عبدالله
الحلقة الثالثة
لكن ميعرفش اني اخدت قرار بالتمرد علي اوضاعي معاه ، ومن النهاردة مش هكون سلبية معاه تاني وهيكون ليا مواقف .
وابتديت ادور فى حاجتي القديمة اللى كنت مخبياها فى شنطة صغيرة تحت السرير بعيدة عن ايديه ، لكن انا اشتاقت اني اشوف ذكرياتي الجميلة .
فعلا ابتديت افتح الشنطة واطلع الهدايا اللي كان بيبعتهالي اسامة والاهدائات اللي كان بيكتبها عليها .
قد اي اسامة كان رومانسي وبيحبني وبيهتم بيا !! خسارة فعلا اني ضيعته من ايدي !!!
حتي في المشاعر اللي مش تخصني كان اسامة حاجة تانية خالص غير معتز .
انا فاكرة يوم وفاة والد أسامة ازاي كان متأثر وبيبكي لما كلمني .
انما معتز كان جامد ومشاعره صلبه يوم وفاة حمايا لدرجة اني شكيت انه مستكبر يظهر مشاعره ليبان ضعيف !!
قعدت جنبه بعد العزاء وحاولت اطيب خاطره واواسيه لكن اتفاجئت به سحب ايديه من ايديا وزقني وهو بيقولي مع نظرة اشمئزاز : غوري من خلقتي انا مش طايق نفسي ولا طايق اشوفك ، انا عارف الموت تايه عنك فين !!!
اتصدمت من رد فعله و سيبته وخرجت من الاوضة وكلامه بيرن فى ودني !! مردتش عليه فى لحظتها وانا من جوايا شايفة انه مش وقت مناسب اني اخد حقي منه .
لكن الحقيقة بعد ما قعدت مع نفسي قولت لنفسي هو انا كنت عملت اي علشان يقولي كده !! و اكتشفت انه مش يستاهل حتي اراعي ظروفه !!
رجعت وانا بقوله : هو انت ليه عايزني اموت ؟ طيب ما انت لو عايز تخلص مني طلقني !! هو انا بجبرك تعيش معايا بالعافية ؟ طلقني وارتاح وريحني .
فتح التليفزيون وانا بتكلم وتجاهل الرد عليا تماما !!
كنت مخنوقة ومن خنقتي دموعي نزلت وقولتله : انا تعبت والضغط ده هيموتني ، هتستفيد ايه لما اموت وانا في عز شبابي او يجرالي حاجة !! طلقني وخلينا نخلص من بعض بالمعروف .
رد عليا وهو باصص فى التليفزيون وبمنتهي اللامبالاة : عايزة تطلقي يا حلوة اخلعيني ، انا مش بطلق حد ، لو معاكي فلوس روحي ارفعي عليا قضية خلع لكن اعملي حسابك مش هتاخدي من الشقة اي حاجة !!
قاطعته وقولتله : طلقني وانا مش عايزة اي حاجة منك والله ومش هطالبك بحاجة ، لكن انا مش بتاعت محاكم .
ضحك وقال : ولا حتي اهلك هيسمحولك تعملي كده ، يبقى تعيشي بقى وتحمدي ربنا على اللى انتي فيه .
قولتله : لكن …
قاطعني : انتي لسه هتقولي لكن !! انتي تحطي الجزمة في بوقك وتسكتي ، يلا غوري فى داهية بقى انا مش ناقصك !!!
هو ده بالظبط كان اسلوبه معايا لدرجة اني احتقرته واحتقرت نفسي اني لسه متحملة كل ده معاه !!
مش بس كده انا احتقرت اهلي اللي سمحوا اني اكمل معاه بعد كل الضغط والاهانات دي كلها !!
سيبته ودخلت اوضة تانية وقعدت اعيط لحد ما نمت وهو ولا حاسس بيا !!
ذكرياتي مع اسامة كلها حب واهتمام بعكس ذكرياتي مع معتز كلها حزن وألم وقسوة وجراح !!!
كنت بقلب في الشنطة واخرج منها ذكرياتي مع اسامة ومع كل هدية كنت بفتكر موقف من مواقفه معايا .
كل مواقفه معايا كانت جميلة وكلها حب واهتمام ورومانسية ، عمري ما حسيت معاه اني ضعيفة او مقهورة زي ما انا حاسة مع معتز !!
ابتسمت ابتسامة حسرة وشيلت الهدايا اللى فكرتني بحاجات خلتني اضحك وفي نفس الوقت اعيط !!
كلها حاجات مفتقداها وخلتني اقول لنفسي : ماهو لما تضيعي حد زي ده من ايديكي يبقى لازم تقعي فى واحد زى معتز ده .
فضلت على الحال ده شوية وقعدت اراجع فيه ذكريات كتير .
ضحكت وعيطت وحسيت بالاشتياق لحاجات كتير بقيت غايبة عني .
ندمت علي فرصة ضيعتها بغبائي وانانيتي !!!
رنيت على اسامة اللى رد عليا بسرعة وهو بيقول : التليفون بيرقص من الفرحة .
ضحكت وانا بقوله : عرفت منين اني انا؟
: احساسي يابنتي ، انتي ناسية ولا ايه اني كنت بحس بيكي حتي وانتي بعيد عني ؟
قولتله وانا بضحك ومن جوايا بندم : لا مش ناسية ، طول عمرك بتعرف ان انا اللى بكلمك حتى لو من رقم غريب ، انت مخاوي يابني ولا ايه؟
اسامة ” بضحكة عالية ” : لاء يابنتي مش مخاوي ، ده احساسي يا مني اللي دايما بيحس بيكي ، فاكراه ولا نسيتي ؟؟؟
رديت وانا بحاول اداري الحسرة اللى جوايا : طبعا فاكرة ، وانا كمان لو مش بحس كنت ازاي حسيت اني عايزة اطمن عليك؟
رد عليا رد صدمني و قال لي : لاء يا مني ، انتي كلمتيني بسبب اللى انتي فيه ، حسيتي بالحنين ليا ولحبي ليكي لما حسيتي بأنك جيتي عليا وظلمتيني ، انتي افتكرتيني لما عرفتي انك اختارتي غلط !! ونتيجة غلطتك دي انا وانتي بندفع تمنها لحد دلوقتي !! دمرتي حياتي وحياتك بسبب غلطة واحدة منك !!!!!
: انت كمان مش سعيد في حياتك يا اسامة ؟
: انا طبعا مش سعيد في حياتي من غيرك لكن اكيد انتي أكتر مني بكتير .
: وانت عرفت ازاي ؟
: لأنك انتي اللي اخترتي ، انتي اللي ظلمتي ، انتي اللي جنيتي عليا وعلي نفسك ، يبقي لازم يكون عقابك اشد قسوة .
: ليه القسوة والمرارة دي كلها اللي في كلامك ؟
: يا مني انتي اجبرتيني اني ادور على غيرك علشان اتخلص من وجع قلبي بسببك ، دلوقتي انتي اللي موجوعة ؟!!!
كنت ساكتة ومش قادرة اتكلم وادافع عن نفسي ، ودموعي نازلة ولو اتكلمت هنهار من العياط ، لكن هو سكت ثواني و قال لي : عادي يا مني اللي حصل حصل خلاص ، عيطي بلاش تكتمي جواكي ، طلعي كل حزنك وانا هسمعك ومعاكي لحد ما تخلصي كل اللي عندك ولما تهدي احكيلي انا من زمان نفسي اسمعك .
بعد اخر كلمة قالها انفجرت بالبكاء وكأن بقالي سنين حابسة دموعي واخيرا هخرجها !!
كنت بعيط بانهيار و مش وقفت غير لما سمعت صوت موبايلي بيرن !! ولما شوفت اسم معتز على الموبايل قلبي انقبض و رميت سماعة التليفون من ايدي .
خوفت وكأن معتز شايفني بالظبط وانا بتكلم !! رديت بسرعة : ايوة يا معتز .
: انا هتغدا برة وهرجع متأخر ، قولتلك علشان متتصليش بيا و تسألي ، مشوفش رنة منك على تليفوني النهاردة .
رديت قولت له : هتتأخر هتروح فين يعني ؟؟
لكن قبل ما يسمع مني كلمة كان قفل الخط اصلا !!!
لحظات قعدت باصة للموبايل وافتكرت أسامة اللى سيبته على التليفون بدون ما استأذنه !!!
مسكت سماعة التليفون وقولت له : اسفة يا اسامة .
ضحكت وحسيت بأن اللى بعمله مش غلط فى حق معتز لأنه يستاهله ، بالعكس ده يستاهل اكتر من كده بكتييير .
وقولت وانا بمسح دموعي اللى كانت علي خدودي : انا عايزة اشوفك يا اسامة .
: كدابة يا مني .
: هو ايه اللى كدابة !! بقولك عايزة اشوفك تقول لي كدابة ؟!!
: وانا بقولك انتي كدابة يا مني ، لأنك انتي مش هتشوفيني ، ومش هتقدري تقابليني ، انتي تخافي تعملي كده ومش طبيعتك انك تكوني مع حد وتقابلي حد تاني غيره ، انتي بس علشان متغاظة من جوزك عايزة …
قاطعته وانا بقوله : صح ، انت صح يا اسامة ، هو انت عرفت اللي بتقوله ده ازاي ؟ تعرف اي انت يا اسامة عن علاقتي بجوزي؟
ضحك اسامة اوي وقال : انا عارف عنك كل حاجة ، انا فضلت فترة طويلة بعد جوازك متابع كل اخبارك ومستني انك تطلقي منه يمكن نرجع لبعض لأني كنت عارف انك تعبانة في جوازك !! لكن لقيتك استقريتي واتعودتي علي …
قاطعته : ايوة ، يعني انت عرفت الكلام ده عن حياتي مع جوزي منين؟
اسامة ” بضحكة عالية ” : من جوزك نفسه يا قلبي !!!!!!
اتصدمت وقولت له : من جوزي !! من معتز ؟ ازاي يعني مش فاهمة !! انت تعرف معتز منين؟؟؟
اسامة بيضحك ضحك هستيري وانا هموت من الرعب والاستغراب ، سألته تاني : ما تتكلم يا اسامة ، انت تعرف معتز منين؟ وايه اللى يخليه يحكيلك اصلا عن علاقته بيا؟
اسامة وهو لسه بيضحك : هو انتي متعرفيش ان جوزك صاحبي يا قلبي ؟!! ده انا وهو نعرف بعض من سنين ، ده حتى النهاردة هيتأخر علشان هيكون معايا.