رواية ندبات قدر الفصل الثالث 3 بقلم الشيماء مسعد
3
"لا يعرف معنى الوطن إلا مغترب ، ولا يعرف نعمة المنزل الا متشرد لا مأوى له ، ولا يشعر بمرارة الوحدة الا من عاش غريبا وسط أناس لا يشبههم ولا يشبهونه ، الألفة العائلة كل تلك اشياء ثمينة ، ولا يعلم قيمة النعمة الا من حُرِمَ منها "
دلفوا الي المستشفي
كان هناك رجلان يقفان في الاستقبال بجوار الموظفة
تحدثت إليهم الممرضة وهي تتطلع الي الصورة : انا اكيد مش هحفظ كل الوشوش اللي بتدخل المستشفى ، ممكن اعرف اسمها ايه ؟
فاسرع احدهم قائلا بصوت جوهري : قدر ....
انتبهوا ثلاثتهم للمتحدث أسرعت تنظر لإلياس برجاء هاتفه:
ابوس ايدك خدني من هنا بسرعة بيدوروا عليا
تبادل الياس النظرات سريعا مع صديقه وقبل ان ينتبه لهم احد أسرعوا بالخروج .
هتف مهاب بحنق : انتي ايه حكايتك بالظبط
تدافعت دموعها وهي تقول انا هاحكي كل حاجة بس وحياة اغلى حاجة عندكم ما تتخلوا عني .
شعرا بصدق مشاعرها وكم هي بحاجة للاختباء.
حسم الياس الأمر قائلا : يلا هنروح عند عيادة خاصة نجبسك ونطلع على البيت ما تخافيش .
ركبوا السيارة وانطلقوا بها الي طبيب خاص حتى تكون بأمان بعيدا عن الانظار وما ان انتهى الطبيب من تجبير ساقها اخذوها وعادوا بها إلى الشقة
كانت السيدة مريم تفتح باب شقتها متجهة إلى السوق
هتفت بنبرة حانية : الف سلامة عليكي يا بنتي
ردت بابتسامة ممتنة : الله يا سلمك يا طنط
اومأ لها الياس برأسه بابتسامة أراد بها قول: شكرا
دلفوا الي المنزل كان الياس يدفع الكرسي المتحرك بها
توقف الياس عن دفعها وجلس في الرواق على الاريكة التي هي مقابل مقعدها المتحرك وبجواره مهاب
تنهد الياس وقال : اظن احنا لحد دلوقتي كنا كويسين جدا معاكي ، ممكن بقى نعرف حكايتك ايه عشان نعرف نساعدك
هزت رأسها وتجمعت الدموع في عينيها وبدأت في سرد معاناتها :
انا واحدة وعيت على الدنيا لقيت بابا الله يرحمه متجوز
صمتت قليلا ثم تابعت بأسى : متجوز واحدة رقاصة
جحظت عيناهما وتابعا باهتمام فأكملت السرد
وبعد ما وصلت لسن ١٥ سنة بابا مات ووصاها أنها تاخد بالها مني وتعاملني على اني بنتها
أطلقت تنهيدة وبدأت الدموع تعرف طريق لعينيها فأكملت بأسى : بس هي بالعكس كانت بتذلني وديما بتحرضني اني امشي في نفس السكة اللي هي ماشية فيها ، عارف يعني ايه تعيش في بيت بيدخله كل يوم راجل شكل ، عارف يعني ايه ماتعرفش تقفل على نفسك باب وانت نايم .
شعرا بالاسى عليها اكملت هي من وسط دموعها
عيشت حياة صعبة جدا وسط الخمرة وبنات الل ..
بترت كلمتها من شدة الاحراج
اسرع مهاب وقد تملكه الفضول : كملي
تابعت وهي تمسح عبراتها : كل مرة كانت عايزة توقعني فيها كنت برفض بكل شدة عمري ما استسلمت لرغبتها
لحد ما ظهر من سنة تقريبا راجل غني اوي وعنده سلطة تخليه يشتري اي حاجة بفلوسه وبقى بيتردد على الشقة كتير عرض على دلال أنه يأجرلي شقة واقعد معاه كده
كور الياس يده بغضب وهمس في نفسه : الأوغاد، كيف لهم ان يكونوا بكل هذه القسوة مع تلك الفتاة البريئة التي تشبه الأطفال كثيرا في برأتها وخجلها.
تابعت هي : رفضت.. رفضت بكل شدة لو حكمت كنت هاقتله واقتلها ، لكن عرض عليها عرض ماحدش يرفضه عرض أنه يتجوزني ، وعايزني أوافق وابقى فرحانة ، بعيدا عن أنه عنده خمسين سنة بس ازاي راجل انا عارفة قد إيه هو .... مش كويس وعنده علاقات في حياته ، ازاي اتجوز اكتر راجل انا بكرهه
ماكانش قدامي الا حل واحد اني اهرب
هتف مهاب مشيدا بجرائتها : برافو عليكي انتي عملتي الصح احيكي لانك قدرت تهربي منهم لوحدك
هزت رأسها نافية : لا ماكنتش لوحدي في اتنين باعتبرهم زي اخواتي ساعدوني
شردت قليلا لتتذكر الحديث الذي دار بينها وبين من تعتبره أخيها(عصفور )
كانت تجلس في الرواق مع عصفور فقال بصوت منخفض :
اسمعي دلال قالت لي ان الزفت دا اتقدملك وهي طبعا مرحبة لا وكمان عايزاني اقنعك
تحدثت بصدمة قائلة بتهكم : وانت جاي انهاردة تقنعني
ابتسم بخبث واردف باختصار : الصراحة اه
اتسعت عيناها وكانت ستنهي الجلسة بأنها هبت واقفة
لكن سرعان ما حثها هو على الجلوس ثانية وقال بابتسامة :
خليكي ورا عصفور واللي يمشي ورا عصفور يكسب
جلست مرة أخرى وزفرت بضيق
اكمل هو : احنا لازم نسايرهم الراجل دا لو رفضتيه ممكن يأذيكي وانا هاقف متكتف مش هقدر اعمل اي حاجة عشانك ، هاشوفه بيدمرك قدامي يا قدر ومش هاقدر أواجه
أسرعت تتحدث وهي تبكي : وبكده مافيش قدامي الا اني اتجوزه ، تفتكر اني كده برضو مش هتدمر يا كامل
كامل هذا اسمه الحقيقي لكنه لديه اسم شهرة وهو عصفور
رد هو : قدر انا خدت قرار عنك كان المفروض من زمان تاخديه انتي لازم تهربي وتشوفي حياتك بعيد عن دلال وحياتها الو****
انتي هتهربي يوم فرحك وانا اللي ههربك يا قدر
انتي لازم تعيشي حياة نضيفة شبهك
فاقت من شرودها على صوت الياس الذي سألها : طب انتي عندك حد تروحيله اكيد ما هربتيش من البيت عشان تبقي في الشارع
ازداد نحيبها وهي تقول : انا فعلا ماعنديش حد اروحله بس اكيد الشارع بالنسبة لي احن وانضف من حياتهم . اخفضت وجهها لاسفل وهي تقول : اتمني انكم تساعدوني لحد ما أمن لنفسي شغل وبيت اعيش فيه ، أنا كنت بدرس في معهد تمريض لو لقيتوا ليا شغل يبقى..... يبقى بجد كتر خيركم
تبادلا النظرات معا فحسم الياس الأمر بدعابة لتلطيف الأجواء: خلاص يا ستي هانشوفلك شغلانة ، واعتبري نفسك وسط اخواتك لحد تخفي .
هز مهاب رأسه بمعني انا اتفق مع كلامه واردف : ادخلي ارتاحي دلوقتي لحد ما نتصرف ونعملك اكل صحي زي ما الدكتور قال هزت رأسها وقبل ان تتحرك رفعت وجهها تطالعهم قائلة : شكرا بجد ليكم عمري ما هانسى وقفتكم جمبي
ابتسم لها الياس : لا شكر على واجب يا قدر
دلفت إلى غرفتها ، نظرا إلى بعضيهما ثم إلى المطبخ بتحدي وقال الياس : استعنا على الشقا بالله ، يلا يا إبني نطلع مواهبنا في الطبخ لحد ما سعاد تتصرف وتبعت شغالة بدالها عشان متخانقة مع جوزها
قال مهاب بثقة : يا إبني انت معاك الشيف مهاب الشربيني ف متقلقش
حاول الياس كتم ضحكته وهو يقول : هحاول أصدق
بعد مرور اكثر من نصف ساعة كانا يقفان في المطبخ يرتدي كل واحدا منهما مريول المطبخ ويربط مهاب عصبه على رأسه
مسك الياس الدجاجة وكان مهاب يضع اناء به ماء على النار
على حين غرة بدأ الياس في الغناء: ازاي هتعملي ملوخية بطريقة الست المصرية ؟ ازاي انا اقولك
تابع مهاب ضاحكا : هتجيبي حزمة ملوخية او جاهزة مجمدة يا عينيا ،
وتكوني عاملة انتي الشربة على لحمة او فرخة عفية
اكمل الياس وهو يقلد صوت السيدات : وتجيبي مكعب مرقة
أسرع مهاب بنفس النبرة الانثوية : ماشي
تابع الياس : وكمان حتة زبدة
اكملوا سويا : فصين تلاتة توم ونص معلقة كسارة ناشفة
ما إن انتهوا حتى وجدوا تلك التي تراقبهم وهي لا تستطيع التوقف عن الضحك
شعرا بالحرج فاردف مهاب مسرعا : يا فضحتي
وحك راسي مؤخرة رأسه وابتسم بخجل
وبعدها شاركاها أيضا في وصلة ضحك وهم ينزعا المريول عنهم ...
وأخيرا هم على طاولة الغداء
تذوقت قدر الحساء وقد نال إعجابها
اسرع مهاب يسألها : ها ايه رأيك ؟
أجابت باعجاب : بجد تسلم ايدكم الشربة جامدة
تبادلا النظرات وهما يكتمان ضحكتهما
حولت نظرها بينهما تطالعهما بدون فهم واردفت بحرج :
بيضحكوا ليه ؟!
اردف الياس بضحك : الحقيقة مش احنا اللي عملنا الشربة
رمقه مهاب بنظرة معاتبة تسكته ولكنه تابع : الشربة اللي احنا عملناها تقرف الكلب ، والشربة دي جابتها الست مريم عشانك
ابتسمت بامتنان للجميع لم تحظى بمثل هذه المعاملة في حياتها قط .
بعد تناول الغداء توجهت إلى غرفتها جلست وحيدة تفكر
ما أجمل أن يكون لك منزل يحميك والأجمل ان يكون هناك أشخاص يعتنون بك يبادلونك الود ..
مرت دقائق وهي على حالتها تتمنى لو تحظى بدفء العائلة حتى قطع شرودها سماعها لصوت التلفاز يعلن عن بدء مباراة للمنتخب المصري لم تستطع منع نفسها فهي تعشق كرة القدم
خرجت من غرفتها بحرج شديد وتوجهت إليهم هاتفه :
ممكن اقعد اتفرج معاكم على الماتش
هتف الياس بترحيب : اكيد طبعا اتفضلي
كانت تجلس على مقعدها المتحرك كانت هادئة بعض الشئ ولكنها سريعا انخرطت في أجواء المباراة بدا عليها الانفعال كثيرا وهي تهتف بصوت مرتفع نسبيا :
يلا يا نني بسرعة حاول ايوا سلمها لتريزيجه ، عاشور يلا سددها ، ايديها لمرموش يووووه ليه كده بس
حولا نظرهما إليها بدهشة فشعرت بالحرج انتبهت لهما فصمتت وخفضت رأسها بحرج قائلة : آسفة انفعلت
اراد الياس رفع الحرج عنها فقال : كملي كملي طلعتي بتفهمي في الكورة مش ساهلة انتي
ابتسمت بحرج وقالت : الحاجتين اللي كانوا بيهونوا عليا لحظاتي الصعبة هما الكورة والقراءة .
مهاب رفع حاجبه وقال : انتي على كده يتخاف منك ، أصل أنا ماخافش من حد قد الست المثقفة
ضحكوا جميعهم ، وشرد الياس لدقيقه وهو يتأملها أنها حقا قوية فهي مازالت تحتفظ ببرأتها وحيويتها فتاة غيرها عاشت في ظروف مماثلة لما عاشت به ، لكانت الان كيئبة مليئة بالاحزان ، أو كانت انخرطت في الحياة التي وجدت نفسها بها بدون ارادتها ، لكنها احتفظت بكل تفاصيلها وصفاتها النقية يالها من شجاعة ...
فاق من شروده وتحديقه بها على صوت مهاب الذي لاحظه فتدافع قائلا : الماتش الناحية دي على فكرة
شعر الياس بالاحراج فحك عنقه واقترح :
انا هانزل بسرعة اجيب تسالي على ما الشوط التاني يبدأ
ايد مهاب هذه الفكرة وتحمست هي لهذه الأجواء التي لم تعهدها من قبل .
مر الوقت بسرعة ككل الأوقات الرائعة تمر كنسمة هواء عليلة في يوم اجوائه صيفية حارة
كانت ستتوجه إلى غرفتها فاستوقفها الياس قائلا :
آنسة قدر .. أنا حاسس انك مش واخدة راحتك معانا وكمان اللي هاقوله دا الصح وخاصة إن سعاد الشغالة في اجازة، فالست مريم عرضت انك تفضلي عندها بالليل وفترة النهار تيجي هنا ، هي على فكرة مطلقة ومعاها بس بنت ثانوية عامة يعني هتاخدي راحتك اكتر عندها
قبل أن تجيب اردف مهاب مكملا ما بدأه صديقه : ولو مش حابة انك تروحي عندها هاكلم سعاد تبعت اي حد من معارفها تيجي تقعد معاكي واحنا ننام في الشركة او في فندق
طالعتهم بغير تصديق ولسان حالها ينطق داخلها : ما هذا الكم من اللطف ، هل انتم بشر ام ملائكة ، لم اقابل في حياتي أناس كهؤلاء .
فاقت من شوردها على صوت الياس الذي هتف: اللي انتي عايزاه هيحصل ما تقلقيش احنا عايزين راحتك
ابتسمت بهدوء وقالت بامتنان حقيقي ومشاعر صادقة : بجد شكرا على كل حاجة انا اكيد عملت حاجة كويسة عشان اقابل ناس زيكم .
تابعت : أنا هافضل عند الست مريم هي ست كويسة جدا ، وانا كمان ما يرضينيش انكم تباتوا برا بيتكم
هز الياس رأسه دلف إلى غرفته واحضر لها حقيبة كبيرة نوعا ما من القماش وقال بحرج : دول شوية هدوم انا جبتهم لك يارب ذوقي يعجبك
شعرت بأن الدموع تتلألأ في عينيها ولكنها تحكمت فيهن حتى لا تفسد تلك اللحظة فقط هزت رأسها بامتنان قائلة : ربنا يقدرني على رد كل الجمايل دي
ابتسم مهاب بحنو وود قال : ماتكبريش الموضوع انتي زي اختنا حرك مقعدها واتجه به ناحية شقة مريم التي هي بالفعل عرضت على الياس بأن تبقي الفتاة معها لأنه من الخطأ ان تمكث مع رجلين غريبين عنها في بيت واحد
بعدما غادرت الشقة جلس الياس شارد الذهن
أتى مهاب من المرحاض عقد حاجبيه وقال : بتفكر في إيه
اطلق الياس تنهيدة طويلة وقال : تفتكر قدر بعد ما تتعافى هتروح فين ؟ .. هي مالهاش حد
جلس مهاب بجواره وقد أصابه ما اصاب صديقه همس : هي فعلا مالهاش حد
هب الياس واقفا يشد اجزأه بتعب وقد شعر برغبة في النوم فقال : انا هادخل انام نبقى نتناقش في الموضوع دا بكرة إن شاء الله.
اما عنها فقد كانت تتناول أطراف الحديث مع السيدة مريم وابنتها نور اللتان كانتا كالمحقق كونان وهما تسددان بالسؤال تلو الاخر لقدر
لم تشعر بالضيق ابدا من هذا السيل من الأسئلة بل كانت بحاجة لأن تفرغ ما بداخلها من آلم ومعاناة
اثناء الحديث عن حياتها السابقة كانت تارة تبكي واخرى تضحك
إلى أن أعلنت السيدة مريم قرارها بإنهاء هذه الجلسة هاتفه :
يلا يا بنات كفاية كده انهاردة الساعة داخلة على ٢ بعد نص الليل يلا عشان تناموا
اعترضت نور بضجر وهي تقول : يووه بقى يا ماما هو كل يوم هيكون عندنا حد جميل كده زي قدر
زمت شفتيها قائلة : براحتكم انا هادخل انام كملوا انتوا بقى رغي مع بعض
تبادلتا الابتسامة وتركتهم السيدة مريم ودلفت إلى غرفتها لتنعم بقسط من الراحة، بينما الفتاتان لم يكفا عن الثرثرة كباقي الفتيات .
______________________
كان ممدوح يتحرك ذهابا وايابا أمام رجاله ويقول بحزم
هتروحوا المكان دا بهدوء تام مش عايز دوشة تدوروا عليها كويس لو لقيتوها هناك تسحبوها بهدوء تام بدون ما حد من سكان العمارة ينتبه مش عايز فضايح فاهمين
ردوا سويا : فاهمين يا باشا
أشار لهم بأن ينصرفوا من أمامه
______________________
حل الهدوء على الجميع أنه الليل بهدوءه وسكينته وما هي إلا ساعات عاد نور الشمس ليغزو الأرض من جديد
استيقظ مهاب بفزع من صوت الياس الذي بدا وكأنه كان يخطط وهو نائم
هتف الياس وهو جالس بجوار مهاب يحثه على النهوض : لقيتها يا مهاب
فتح مهاب عينيه بضجر وكان بهما اثار النوم : ايه اللي كان ضايع منك ولقيته ياشملول
وكزه الياس وهو يهتف بسعادة : أنا لقيت المكان اللي قدر هتروح فيه بعد ما تتعافى
انتبه مهاب وعدل من جلسته قائلا باهتمام حقيقي فهما الاثنان لم يجدا تفسيرا منطقيا لما يهمهما امر تلك الفتاة لهذا الحد الكبير . هتف مهاب : فين بقى هتسفرها الكويت
ابتسم الياس بمكر وهو يقول : لا الكويت خليه لخالك يسافر يجيب منه مروحة وهو جاي قدر هتروح الفيلا عندنا عند "رازي "
اتسعت أعين مهاب وهو يكرر : "رازي " انا سمعت صح انت تقصد اخوك
هز الياس رأسه بمعني نعم هو
مهاب وهو يطالع الياس : يبقى لعبت في عداد عمرك يا الياس ....
________________________
هبط رجال ممدوح من سيارة ضخمة من نوع جيب أمام مبني مهترئ نظروا إليه ثم سمعوا صوت هاتف أحدهم يصدح أخرج هاتفه واجاب : ايوا يا فندم احنا قدام المبني هنطلع بسكات