رواية جاسر ويارا كبريائي يتحدي غرورك الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم نورهان محمود
كبريائي يتحدى غرورك - الفصل ٣٥
ظلت تمشى ببطء و هى تقول بخوف : شادى .. شادى .. انت جيت .. ماما
جاسر بقلق : يارا .. شادى جيه ؟!
يارا بخوف : استنى يا جاسر .. كادت ان تضئ الشمعة و لكن عادت الكهرباء فجاءه .. تنهدت براحة و قالت بابتسامة : الكهرباء جت .. بعد هذه الكلامات تقع عينها على كرسى فى منتصف الصاله يجلس عليه " على " و يضع قدم على قدم و السجارة فى يده .. و ينظر لها بابتسامة مستفزه .. توقفت عن الحديث و تسمرت فى مكانها .. سقط الهاتف من يدها و تراجعت خطوتان للوراء و قالت بصدمة ممزوجة بالخوف الشديد : " على " !!
قام " على " و نظر لها و قال بسخرية : طيب اووى جاسر .. فاكر انه لما يخليكى فى البيت و متشوفيش الشارع انى كدا مش هعرف اوصلك و انه بالطريقة الغبية دى بيحميكى
تراجعت للخلف و قالت بخوف : انت عايز ايه ؟! ثم قالت بحدة : انت مجنون صح .. انت مريض
نظر لها " على" وقال بسخرية : عايز ايه ؟! .. عايز انفذ وصية امى
نظرت له يارا بخوف ثم جاءت لتجرى .. و لكنه كان اسرع منها و امسكها من شعرها لتقع على ركبتها.. ثم ﻻحظ الهاتف الذى وقع منها فامسكه باليد الأخرى .. ووضعه على اذنه و قال بسخرية : الو الو .. جاسر بيه .. واحشنى والله .. بقالنا كتير مشوفناش بعض
عندما سمعها جاسر و هى تقول " على " اصابه الجنون .. كان يجرى بين ردهات المستشفى بجنون .. خبط فى ممرضة فقالت له بخضة : فى ايه يا استاذ ؟! .. ابعدها من امامه بغضب و اكمل طريقه بجنون .. ركب السيارة و ادارها بغضب .. كان فى هذه اللحظة فى اقصى حاﻻت غضبه .. كان يستمع لكل هذا و هو بعيد عنها .. ﻻ يستطيع حمايتها.. وجد هذا الحيوان يتحدث معه فقال بغضب : و الله لو قربت منها او لمست شعرة واحدة منها لتكون نهايتك على ايدى
ليرد عليه " على " بسخرية و يقول : شعرة !! دى شعرها كله فى ايدى ... سند الهاتف بين رأسه و كتفه .. و شدها من شعرها بعنف .. لتصرخ هى بألم
سمع صوت صرخاتها فقال بغضب : سيبها يا حيوان .. سيبها
على بسخرية : الموبيل دا وسيلة اتصال حلوة جدا يا اخى .. اكنك قاعد معانا بالظبط .. كان نفسى تبقى قاعد معانا فى الحقيقة و حبيبت القلب فى حضنى بس نصيبك كدا بقى نقول ايه ؟!
جاسر بغضب : و الله العظيم لو ما بعدت عنها لتكون نهايتك على ايدى .. ابعد عنها و اتقى شرى
على بسخرية : من عنيا يا جاسر بيه .. انت تؤمر بس .. ترك شعرها .. جاءت لتقوم .. لكنه امسكها من يدها بشده و اجلسها مجددا .. ترك الهاتف .. و امسك يدها الأثنين بيد واحدة .. ثم امسك السجارة التى كانت بيده و قام بأطفائها على رقبتها .. لتصرخ هى بألم و هى تقول بصراخ : الحقنى يا جاسر .. الحقنى .. يــــــــــــــــا رب
ترك السجارة و امسك الهاتف و قال بسخرية : باى بقى يا حبيبى .. ابقى تعاﻻ بكره عشان احنا دلوقتى مش فاضين .. ثم اغلق الخط فى وجه
كان جاسر فى هذه اللحظة فى سيارته للأتجاه لبيت يارا .. ضرب على المقود السيارة بغضب شديد و قال بعصبية : نهايتك على ايدى يا " على " .. نهايتك على ايدى
استغلت يارا فرصة انشغاله عنها و تحدثه فى الهاتف و قاومته و استطاعت تخليص يدها من قبضته ثم جريت الى غرفتها و حاولت غلق الباب و لكنه اسرع ورأها .. امسك الباب قبل ان تغلقه و دفعه لتقع هى على الأرض من شدة الدفعة .. امسكها من شعرها و اوقفها و قال بحدة : بتهربى منى .. انتى فكرة انك كدا بتهربى منى
ظلت تقاومه و هى تقول بدموع : انت حيوان .. حرام عليك ترضى حد يعمل فى اختك كدا
على بسخرية : اختى متجوزة و بتقضى شهر العسل مع جوزها فى شرم
يارا ببكاء : حسبنا الله و نعم الوكيل فيك .. انت مريض و الله العظيم مريض
تركها و قال : انتى صح انا مريض .. بس انتى صعبتى عليا
ظلت تنظر له بخوف و هى تبلع ريقها بصعوبة .. وجدته يلتفت و يتجه نحو باب الغرفة
تنهدت براحة و قد احست ان كلامتها اثرت به و اعادته الى رشده .. و لكن اصابتها الصدمة عندما وجدته يغلق الباب بالمفتاح
نظرت له بخوف و تراجعت بخوف للوراء و قالت بصريخ : انت مريض .. سيبنى انا عملتلك ايه ؟!
اقترب منها و دفعها ناحية الحائط و امسكها من رقبتها كى ﻻ تستطيع الفرار و قال بسخرية : انا هتكلم معاكى .. متفهميش غلط .. كل اللى فيها انى قعدت افكر .. افكر .. افكر .. مين اللى ممكن تكسر جاسر اكتر و تخلى عينه فى الأرض و ميتكبرش على الناس .. اخته وﻻ حبيبته .. بعد تفكير طويل توصلت ان اخته هتكسره اكتر .. بس المشكلة انه 24 ساعة معاها فى المستشفى .. و انا صبرت كتير و زهقت .. فمكنش قدامى غيرك .. و بعدين انا ليا طار قديم معاكى ثم نظر لها و قال بعتاب : بس انتى غلطانة ازاى تحبيه ؟! دا مغرور و شايف انه احسن واحد فى الدنيا .. انتى مبتحبهوش .. انتى بتحبى فلوسه .. ثم اقترب منها و قبلها
وصل جاسر عند بيتها اخيرا .. فتح باب السيارة بغضب .. تقدم خطوتين .. و لكنه رجع للسيارة مجددا و فتح التابلوه و نظر له بتفكير .. لم يطل تفكيره .. مد يده بغضب و اخذ المسدس
كانت تحاول ابعاده عنها بكل قوتها الى ان تمكنت من ابعاده عنها و صفعته على وجهه و جريت لتفتح باب الغرفة
اما هو فوضع يده على وجه بغضب و اتجه اليها و هو يضغط على اسنانه بغضب شديد و امسكها من شعرها و هو يقول بغضب : انتى بتضربنى انا .. بتمدى ايدك عليا .. انا همسح بيكى البلاط عشان ايدك تتمد عليا .. صفعها على وجهها و قال بغضب : دا الألم اللى لسه مديهولي .. و صفعها مجددا و قال بغضب : و دا هدية منى عشان تعلمك ان ايدك متتمدش عليا .. ظل يصفها صفعات متتالية بعدم وعى الى ان نزلت الدماء من انفها و فمها و سقطت على الارض بتعب
سمعت صوت الباب الخارجى و صوت جاسر الغاضب .. شعرت بالأمان قليلا و ارتسمت ابتسامة على وجهها .. فسيأتى جاسر و يحميها من هذا الذئب الشرس
نظر " على " لها بغضب عندما وجد الأبتسامة ارتسمت على وجهها .. و سمع صوت جاسر الغاضب بالخارج .. لم يفكر فى الهرب كيفما جاء .. و لكن كان كل تفكيره ان ينتقم من يارا و جاسر .. كان الحقد و الغل يملا قلبه و يعميه .. نظر لها برغبة و شرع فى تقطيع ثيابها و هى تحاول جاهدة ابعاده عنها و تقول بعض الأيات التى تحفظها
استطاع جاسر اخيرا ان يكسر الباب الخارجى بعد مجهود شاق و دخل و هو يقول بلهفة ممزوجة بالحرقة : يـــــــــــــــــارا .. يــــــــــــــارا .. سمع صوتها الضيف و هى تستنجد به .. اندفع نحو الباب بغضب .. لكنه لم يفتح .. امسك بكرسى و ضرب به الزجاج بغضب .. .. انكسر الزجاج .. ليرى جاسر محبوبته و هذا الحيوان يمزق ملابسها و ينهال عليها بالقبلات القذرة ..و هى تقاومه بضعف .. اصابه الغضب الشديد عند رؤيته لهذا المشهد و ظل يضرب الباب بغضب شديد ليفتح .. فتح الباب و دخل و امسك " على " من ثيابه بغضب و ابعده عنها ليقع على الارض ثم انهال عليه بالضرب و هو يقول بغضب : انا قولتلك لو لمست شعره واحدة منها انا هقتلك ..هقتلك .. نهايتك هتبقى على ايدى .. اما هى فكانت تحاول جاهدة اخفاء ما يظهر من جسدها .. حاولت ان تسند نفسها قليلا .. و مدت يدها و شدت الغطاء الموضوع على السرير و وضعته عليها و على شعرها
ظل جاسر يضربه بعنف .. كان يخرج كل غضبه عليه .. سينتقم لكل لحظة خوف اخافها لمحبوبته .. كان يضربه بدون رحمة .. سينتقم لكل ما فعله بها .. اما " على " فكان يضحك ليستفزه .. فكل ضربات جاسر لم تؤثر به بسبب المخدرات التى يتعطاها .. اصاب جاسر الغضب من ضحكاته .. فاخرج المسدس و صوبه اتجاهه
نظرت له يارا بصدمة و قالت برجاء ممزوج بالدموع : ﻻ يا جاسر .. ﻻ يا جاسر ... اتحكم فى اعصابك .. متوديش نفسك فى داهية عشان حيوان زى دا .. ﻻ يا جاسر .. انت احسن من انك تعمل كدا .. ميستهلش انك تدخل السجن علشانه .. ثم قالت ببكاء و حرقة : ميستهلش انك تبعد عنى و تسيب نيره لوحدها .. صدقنى ميستهلش
نظر له " على " و قال ليستفزه : يا عم ما تنجز بقى يا تقتلنى يا تسبنى اشوف كنت بعمل ايه ؟!
نظرت له يارا برجاء و قالت بدموع : متسمعش كلامه يا جاسر .. دا بيستفزك .. مضيعش نفسك عشانه
نظر له على و قال بسخرية : عارف لو موتنى انا مش هبقى زعلان .. عشان هبقى اخر حاجة شوفتها هى يارا
يارا ببكاء : ارجوك يا جاسر لا
نظر له جاسر بغضب شديد و ضربه بظهر المسدس .. ليقع " على " مغشيا عليه
اقترب منها و جلس على ركبته بجانبها و قال بلهفة : انتى كويسة ؟؟
تنهدت براحة و هزت رأسها بتعب و قالت : الحمد لله
جاسر بحنان : متخفيش انا جمبك .. انا جمبك اهو و مش هسيبك ابدا
نظرت له و الدموع فى عينيها و قالت : يعنى مش هتسبنى عشان خلصت مهمتك و حمتنى من "على"
نظر لها جاسر و قال بعتاب : بعد كل دا بتسألى يا يارا .. يارا انتى مستقبلى .. شوفتى حد يقدر يعيش من غير مستقبل ثم نظر لها بألم على منظرها .. اقترب منها و مسح الدماء المتساقطة من فمها و انفها .. حركت رأسها بضيق و ابعدت يده و قالت بصوت متعب : ابعد .. ابعد انا كويسة .. ثم امسكت الغطاء باحكام .. ﻻحظ أثار الحرق التى على رقبتها فقال بخضة : ايه اللى فى رقبتك دا
امسكت الغطاء باحكام اكثر و نظرت له و قالت بصوت متعب : جاسر صدقنى انا كويسة .. ممكن تطلع بره
احس جاسر بحيائها الشديد .. فقال لها بستسلام : حاضر انا هطلع بره .. بس هتفضلى قاعدة على الارض كدا
هزت يارا رأسها بأجابية و قالت برجاء شديد : لو سمحت يا جاسر اطلع بره
قام جاسر و امسك " على " من ياقة قمصيه بقرف و غضب شديد .. و اخرجه من الغرفة و القاه على الارض ثم دخل للمطبخ و احضر كوب ماء و اعطاه لها .. نظرت له بحب و قالت : شكرا .. بادلها نظرة الحب و خرج و اغلق الغرفة عليها .. ثم رجع اليها مجددا و قال : طب اسندك تطلعى على السرير بدل قعدتك اللى على الارض
يارا برجاء : لو سمحت يا جاسر سيبنى انا كدا كويسة
يخرج جاسر بناء عن رغبتها .. تصل الشرطة بعد تحدث الجيران معهم و يدخلوا للشقة ليجدوا " على " ملقى على الارض .. نظر جاسر للظابط و حكا له ما حدث .. قام الظابط و اتجه للغرفة التى بها يارا و جاء ليزق الباب ليفتحه .. لم يكن مغلق جيدا .. و لكنه وجد جاسر يمسك يده قبل ان تلمس الباب و يقول بغضب : انت رايح ايه ؟!
الظابط بجدية : ﻻزم اخد شهادتها و اتأكد ان بتحكيه دا حصل
جاسر بغضب : افندم !! يعنى مش عاجبك ان الجيران اتصلت و الباب المكسور و الحاجات الوقعة فى الشقة دى دليل و ﻻزم تدخل تتأكد بنفسك
اتى له ظابط ثانى و قال للظابط بعض الكلامات عن وضع جاسر .. فقال الظابط بجدية : خلاص يا جاسر بيه .. كل حاجة هتبقى تمام .. بس احنا محتاجين شهادتها .. بكرة الصح ﻻزم تجبها
اخذوا " على " و غادروا .. اما جاسر فظل جالس بالخارج .. و اخرج هاتفه و اتصل بسامية
لترد عليه سامية قائلة : ايوة يا جاسر .. عامل ايه يا ابنى ؟! .. انا والله كان نفسى اجيلك مع يارا و شادى بس عندى تصحيح
جاسر بجدية : وﻻ يهمك يا طنط .. هو حضرتك لسة فاضلك كتير
سامية بقلق : ليه يا ابنى ؟! فى حاجة !!
جاسر بجدية : متقلقيش بس يا ريت تسيبى اللى فى ايد حضرتك و تجى
سامية بستغراب : اجى فين ؟! هو انت عندنا ؟!
جاسر بجدية : لو سامحتى يا طنط تعالى و هبقى افهم حضرتك كل حاجة
سامية بقلق : يارا كويسة يا جاسر
جاسر بجدية : و الله كويسة بس تعالى انتى بس
اغلق جاسر مع سامية الخط .. و تذكر امر نيره .. التى تجلس وحيدة وﻻ تعلم بأمر رحيله .. تنهد بضيق شديد و قرر الأتصال بها و لكنه تذكر ان هاتفها ليس معها .. وضع يده على وجه بضيق و قرر ان ينتظر سامية ثم يذهب لنيرة
****************
بعد الأتصالات المتكررة من حازم لجانيت و هى ﻻ تجيب الى ان اغلقته تماما .. قرروا ان يبحثوا عن الهاتف
ظلوا يبحثوا عنه و بعد بحث دام لست ساعات .. لم يجدوه
جلس حازم بضيق و قال : مفيش حل غير انى اسافر
كوثر بجدية : تسافر ازاى ؟؟ تسافر لباريس عشان فيديو انت عبيط
حازم باصرار : انا هسافر
اتت نازلى على الكرسى المتحرك التى تجلس عليه .. بسبب عدم قدرتها على الوقوف و المشى لمدة طويلة و قالت بجدية : حازم .. نيره كانت فى المكتب يوم ما تعبت
نظر لها شريف و قال بجدية : اه فعلا
نظرت لهم و ضحكت بسخرية و قالت : اغبية ... .. نيرة مش خرجت من المكتب .. يبقى اكيد .. الموبيل فى المكتب .. او .... لم تكمل نازلى كلامها الا و دخل الجناينى و هو يمسك هاتف فى يده و يقول بجدية : انا لقيت الموبيل دا واقع وراءه فى الجنينة وراءه اوضته المكتب و عمال يرن من الصبح .. و انا مش عارف انام من صوته .. كنت فاكر انها مزيكة حد مشاغلها
تنهد حازم برتياح .. فها هو دليل برائته .. قام حازم بلهفة و اخذه منه و قال بفرحة : عم احمد ابقى فكرنى اديك مكافاة
نظر له عم احمد و قال بستغراب : هو الموبيل دا مهم اووى يا حازم بيه
قبله حازم من جبينه و قال بفرحة : ايوة يا عم احمد .. مهم جدا
نظر له عم احمد بعدم فهم و قال : طب عن اذنكوا يا بهوات .. انا هروح انام
امسك حازم الهاتف و نقل الفيديو لهاتفه .. ثم وضع الهاتف بضيق على المنضدة و نظر لشريف بضيق شديد ثم ذهب
امسك شريف بالهاتف و فتح الفيديو و شغله .. لترتسم ابتسامة على وجه من رد فعل حازم و قال بفخر : كنت عارف انك هتعمل كدا .. بس كنت عايز اتأكد
نظرت له أمينة بضيق و قالت : حسبنا الله و نعم الوكيل فيك يا شريف .. عشان تعمل كدا فى ابنك ثم قامت و ذهبت لغرفتها
*****************
وصلت سامية و دخلت بخضة و هى تقول : فى ايه يا جاسر و الباب متكسر كدا ليه ؟!
حكا لها جاسر كل ما حدث
سامية بخضة : يعنى هى كويسة
جاسر بجدية : كويسة و الله .. ادخلى اطمئنى عليها
دخلت سامية الى الغرفة وجدت يارا مازالت فى مكانها .. و تغمض عينها بتعب
جلست سامية بجانبها و ضمتها بحنان بالغ و قالت بحرقة : يا حبيبتى يا بنتى
فتحت يارا عينها و ابتسمت لها و قالت : انا خدت اقلام انهارده .. وﻻ اقلام المخبرين
ضمتها سامية و قالت بحزن : يا حبيبتى يا بنتى و نزلت دموعها
يارا بابتسامة : انتى بتعيطى ليه ؟! انا كويسة الحمد لله بفضل ربنا .. بعدين بفضل جاسر
قامت سامية و سندتها و غيرت لها ثيابها .. استلقت يارا على السرير و نامت بتعب
خرجت سامية وجدت جاسر مازال يجلس فى الخارج .. نظرت له و قالت بستغراب : انت لسة قاعد يا جاسر .. روح يا ابنى انت تعبت انهارده اووى
جاسر بجدية : النجار هيجى الأول يصلح الباب و بعدين اطمئن عليكوا و امشى
نظرت له سامية بمتنان و قالت بابتسامة : مش عارفة من غيرك كنا عملنا ايه يا جاسر .. ربنا يحميك يا ابنى
نظر لها جاسر و قال بابتسامة : انا معملتش غير اللى حاسه .. انتو عائلتى التانية
دخل شادى فى هذه اللحظة و هو يقول بستغراب : هو ايه اللى حصل ؟؟
قامت سامية و قالت له بغضب : هتفضل طول عمرك مستهتر و غير مسؤل .. اختك كانت هتضيع و انت صايع بره
قام جاسر و قال لسامية : خلاص يا ماما اهدى .. ثم نظر لشادى و قال بجدية : ادخل انت دلوقتى يا شادى غير و ذاكر
شادى بحدة : انت عشان هتتجوز اختى .. يبقى هتعمل فيها راجل البيت
نظرت له سامية و قالت بحدة : ادخل اوضتك .. بنى ادم مش متربى
نظر شادى لجاسر بغضب ثم دخل الى غرفته
سامية بأسف : معلش يا جاسر .. بنى ادم مستهتر و مش متربى
جاسر بابتسامة : ﻻ وﻻ يهمك .. بس ممكن اقول حاجة بس متزعليش
نظرت له سامية و قالت بجدية : عايز تقول ايه يا جاسر ؟؟
جاسر بجدية : انا لحظت ان حضرتك دايما .. حابطة شادى .. يعنى فاشل .. مستهتر .. و مش مخلياه ليه رأى فى اى حاجة تحصل .. دى يارا عندها رأى فى البيت دا عنه .. دايما محسساه انه فاشل و حبساه فى البيت .. و انا متأكد انه لما زعق دلوقتى كان نفسه يحس انه ليه رأى .. ليه كيان .. بيعمل كدا و يتأخر و مش بيذاكر .. عشان يحسسك انه موجود .. يحسسك انه خلاص كبر و المفروض ليه كلامه .. مش عارف يثبت شخصيته فى البيت فبيحاول انه يثبتها فى الشارع مع صحابه و فى الشغل اللى هيموت و يشتغله
نظرت له سامية و قالت بجدية : جاسر .. شادى مستهتر جدا .. و هو فى 3 ثانوى .. انا بعمل كدا عشان مصلحته .. مش اكتر
نظر لها جاسر بابتسامة : معلش خفى عليه شوية .. كل ما تفضلى تقولى يا غبى يا غبى يا فاشل .. يا مستهتر .. هيصدق كداا و هيبقى كدا فعلا
سامية بابتسامة : حاضر يا جاسر
جاسر : هدخل اقعد معاه شوية .. لما النجار يجى .. قوليلى
سامية بابتسامة : ماشى يا حبيبى
قام جاسر و دق الباب .. و دخل لشادى .. نظر له شادى و قال بضيق : عايز حاجة ؟!
جاسر بابتسامة : عايز اقعد معاك ينفع ؟!
شادى بضيق : ﻻ انا مش فاضى
جاسر بابتسامة : بس انا فاضى بقى .. و هقعد معاك غصب .. و بعدين انا مش هعمل راجل البيت .. عشان البيت دا ليه راجل اصلا و هو انت
شادى بسخرية : دا بكش دا
جاسر بابتسامة : ﻻ يا عم مش بكش .. حقيقة
ارتسمت ابتسامة على وجه و قال : و انت عايز ايه دلوقتى ؟!
جاسر بابتسامة : مستنيك لما تطردنى بره
شادى بابتسامة : ﻻ خليك خليك .. ثم تابع بتساؤل : هو ايه اللى حصل ؟!
اتت سامية من الخارج و قالت بجدية : النجار جيه
****************
وصل حازم الى المستشفى و اقترب من غرفتها .. قرر الأتصال بجاسر اوﻻ .. ليخرج له و يجعلها تشاهد دليل برائته
اخرج هاتفه و اتصل به .. ليرد عليه جاسر و يخبره انه عند يارا و سيأتى .. و لكن ليس قبل ساعة
قرر ان يدخل لها بمفرده و يثبت لها برائته
دق الباب و دخل .. لتقول هى دون ان تنظر له : بقالك سنة بترغى يا جاسر .. دا انا زهقتلك يا اخى .. ثم رفعت نظرها لتجده حازم .. نظرت فى الأتجاه المعاكس و قالت بضيق : اطلع بره .. انت ايه اللى جابك ؟!
ذهب و وقف امامها و قال بجدية : اسمعينى
نيره بجدية : اخرج بره .. جاسر مش موجود
نظر لها و قال بسخرية : جاسر مش موجود !! دا انا بقيت زى الغريب
نظرت له بضيق شديد و قالت بسخرية : متقولش كدا يا ابن خالتى .. عشان الغريب احسن منك .. على الأقل الغريب لو كان عمل حاجة زى اللى انت عملتها كان هيبقى عادى .. ما هو غريب بقى و انا معرفيش عنه حاجة .. لكن لما تبقى انت اللى تعتبر متربى معايا و مربينى على اللى يصح و اللى ميصحش تعمل كدا و اكون مخدوعة فيك الوقت دا كله .. يبقى الغريب عندى احسن منك
تنهد حازم بغضب و قال بضيق شديد : انتى عارفة ايه مشكلتك .. انت مسحتى كل السنين اللى فاتت بأستيكة .. بحلوها و بمرها .. لمجرد انك شوفتى حتة من الحقيقة .. و الثقة اللى بينى و بينك .. مسحتيها بنفس الأستيكة .. حتى لو كانت ثقة بين اتنين متربين مع بعض
نظرت له و قالت بدموع : حازم اطلع بره
امسك كرسى و قربه من السرير و جلس عليه و قال بجدية : كل اللى بتقوليه دا من وراء قلبك
نيره بدموع : حازم بقولك اطلع بره
اخرج حازم هاتفه و قال بجدية : نيره ادينى فرصة .. اوريكى الحقيقة
نيره بدموع : ﻻ اخرج بره .. انت كداب و خاين
لم يستمع لكلامها و اخرج هاتفه من جيبه و شغل الفيديو .. لتسمع الكلام الذى سمعته من قبل .. وضعت يدها على اذنها و هى تقول بحدة : اقفله .. اقفله .. مش قادره اسمع .. حرام عليك .. اقفله
لم يستمع لكلامها .. و جرى الفيديو قليلا .. و لكنها كانت تضع يدها بأذنها .. اوقف الفيديو و شد يدها من على اذنها و قال بغضب : اسمعى و شوفى بعدين ابقى قررى
خافت من نبرته بشدة .. فصمتت
فتح الفيديو و نظر لها و قال بصرامة : شوفى
نظرت له و قالت مثل الأطفال : ﻻ مش هشوف هاه
حازم بصرامة : نيره
نظرت للفيديو بضيق .. شاهدت الفيديو بصدمة .. ظلت تنظر له بصدمة و تنظر للهاتف بصدمة اكبر
نظرت له و قالت بدموع : يعنى انا ظلمتك
نظر لها حازم و قال بعتاب : شوفتى بقى .. عشان تعرفى انى كنت مظلوم
نظرت له و بدأت بالبكاء
حازم بنافذ صبر : الطم يا ناس .. كفاية عياط .. انا مش عارف هتبطلى عياط امتى ؟! .. اخونك تعيطى .. اطلع مظلوم تعيطى .. اولع فى نفسى هتعيطى برده
توقفت على البكاء و قالت بسرعة : بعد الشر .. ثم ضربته على كتفه بغضب و قالت بضيق : بس انت كنت هتضعف قدمها
وضع حازم يده على كتفه بألم و قال : ياخربيت ايدك .. حتى و انتى تعبانة مفترية
نيره بابتسامة : احسن
حازم بابتسامة : يعنى خلاص
نيره بابتسامة : خلاص
حازم بحب : عارفة ايه احلى حاجة فى انك دخلتى المستشفى
نيره بستغراب : ايه !!
حازم بحب : انى جيت من السفر عشان اشوفك .. كنتى وحشانى اوووى .. نيره انا مقدرش اخونك انا بحـــــ....
دخل جاسر فى هذه اللحظة و قال بابتسامة : هو بح فعلا .. مش اتصلحتوا الحمد لله .. اتلموا بقى
نظر له حازم و هو يضغط على اسنانه بغيظ و هو يقول : يا رب يجى اللى يفصلك كدا .. زى ما انت فصلتنى يا بعيد .. انت ايه اللى جابك .. و هدومك عاملة كدا ليه ؟!
حكا لهم كل ما حدث
نيره بقلق : طب و يارا كويسة ؟!
جاسر : اه الحمد لله
ظلوا يتحدثون بعض الوقت ثم قال حازم : انا جعان اوووى .. تعالوا نجيب اكل
جاسر بجدية : انت عارف الساعة كام ؟!
نظر حازم فى ساعته و قال : الساعة لسة 2 .. لسة بدرى نبعت نجيب دلفيرى
نيره بجدية : فى الأكل اللى جابوه شادى
حازم بغيرة : شادى مين ان شاء الله
نيره بابتسامة : شادى اخو يارا
حازم بضيق : و هو ايه اللى جابوه
نيره بابتسامة : كان بيجيب الأكل
حازم بضيق : و حياه خالتى
جاسر بجدية : اسكتوا بقى قرفتونى .. متصلحين .. متخنقين .. قرفنى .. و بعدين الأكل دا ﻻ
حازم بسخرية : ﻻ ليه يا خويا فيه سم
جاسر بجدية : يارا عاملة الأكل دا ليا انا و بس .. و عشان نيره اختى و كانت تعبانة .. فكنت هتنازل و اخليها تاكل معايا .. لكن دلوقتى انا هاخد الأكل دا و انتو جيبوا اى اكل
نظر حازم لنيره و قال بنافذ صبر : سيبك منه دا دماغه فوتت .. فين الأكل عشان انا جعان
جاسر بجدية : طب اقعد على جمب طب .. عشان مش هأكلك منه
حازم بضيق : اشبع بيه .. انا هطلب انا و نيره دلفيرى
صباح يوم جديد
اتصل جاسر بيارا و مر عليها و أخذها و ذهبوا للقسم لتدلى بشهادتها
دخل معها لوكيل النيابة .. جلست يارا و جلس جاسر بمقابلها .. ادلت بشهادتها كلها للظابط بتشجيع و اطمئنان من جاسر .. و ادلى هو ايضا بشهادته .. امر وكيل النيابة باحضار " على "
نظرت يارا لجاسر بعيون دامعة و يد مرتجفة و قالت : يلا يا جاسر .. يلا نمشى من هنا
دخل " على " فى هذه اللحظة و نظر لها و هو يقول بحدة : بقى تعملى فى " على " كدا يا بنت ال ***** نسيتى الأتفاق اللى بينا .. نسيتى اننا كنا متفقين مع بعض على البيه .. بس انتى شكلك طمعتى و نسيتى حبنا .. نسيتى كل اللى بينا و ان دى مش اول مرة اجيلك