رواية نبض قلبي لاجلك الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم لولا نور
الفصل الواحد والثلاثون
خرجت ام ابراهيم من غرفه سوار وهي تغلق الباب خلفها وهي تبكي بحسره علي حالهم تحمل في يدها صينيه الطعام كما هي مثل كل يوم فحاله سوار اصبحت سيئه للغايه لا تاكل ولا تنام فقط بضع لقيمات صغيره تساعدها علي البقاء حيه !!!!
فقط لا تفعل شيئاً سوي البكاء والجلوس في الظلام منذ ما حدث!!!!
حتي محاولات الحاجه دهب والحج سليم بائت بالفشل فقد خيروها ما ببن البقاء معها او السفر معهم الي البلد فهم لا يريدون تركها بمفردها بعد ما حدث وبعد سفر عاصم الذي لا يعرفون اين هو ولا الي اين ذهب فقد حاول الاتصال به كثيراً وضغط علي عدي حتي يعرف اين هو الا ان عدي اقسم له بانه لا يعرف مكانه فقط يرسل له رسائل خاصه بالعمل عن طريق البريد الالكتروني فقط لا غير ......
تجلس سوار في عرفتها تبكي وتنحب بصمت لا تفعل شيئاً غير البكاء .....
تبكي علي حالها وعلي قلبها الذي ينزف دماً حتي انه كاد يتوقف من شده الالم الذي تشعر به فقد اصبحت وحيده حزينه..زابله ...
خسرت كل شيء بحياتها اولادها ... جنينها ...
وزوجها !!!!
زوجها الذي لا تدري اين هو وماذا يفعل وكيف يعيش فأخر مره راته فيها كان يوم اجهاض جنينها ...
فقد مر شهر منذ ذلك اليوم لم تراه ولم تستمع الي صوته ولم يحادثها ...
فقط عدي يخبرها انه بخير وانه مسافر في رحله عمل طويله !!!
تعرف انه حزين بسبب فقدانه لحلمه ولكن لما يعاقبها بهجره لها ؟؟
لما يحملها ذنب ليس بذنبها ؟؟
لما تركها في اكثر وقت تحتاجه وتحتاج لاحضانه لترتمي داخلها وتنهار وتبكي علي ضياع حلمها هي الاخري ؟؟؟
لما لم يشعر بآلمها فهي تتآلم اكثر منه اضعاف مضاعفه فهو كان يعيش بداخلها جزء منها رأته بقلبها قبل عينيها؟؟؟
اين وعوده لها بالامان والاحتواء ؟؟؟
اين وعوده بالبقاء وعدم الرحيل مهما كان؟؟؟
الف اين والف لماذا كانت تدور داخلها ....
فهو تركها في اكثر اوقاتها احتياجاً له خاصه بعدما علمت بما فعله طليقها الحقير واخذه اولادها عنوه منها وسافر بهم في غفله منها وهو الذي وعدها بان لن يجعل شيئاً في الوجود يفرق بينهم....
ولكنها اكتشفت انها كانت تعيش في حلم جميل فاقت منه علي اسوء كابوس ممكن ان تعيشه....
كم تتمني ان تكون ما تعيشه الا كابوس مفزع وسوف تستيقظ منه وتجده بجوارها يضمها الي صدره بقوه كعادته ويخبرها انها تحلم وهو موجود بجانبها هو واولادها وانها لازالت تحمل في احشاؤها ثمره عشقهم!!!!!
انخرطت في بكاء مرير يقطع نياط القلب حتي ذهبت في سبات عميق ودموعها تغرق وجنتيها مثل كل ليله طوال الشهر الماضي........
.........................
بعد اسبوعين !!!!!
يقف امام زجاج الشرفه الكبير واضعاً يده داخل جيب بنطاله واليد الاخري يمسك بها فنجان قهوته يرتشف منها ببطء وهو ينظر الي المنظر النيل والقاهره الساحره ليلاً بشرود...
فقد اتخذ قرار العوده والمواجهه بعد غياب وتفكير دام شهر ونصف وهو يفكر كيف يثآر لرجولته وقلبه وكرامته المهدوره علي يد من عشقها يوماً سيتفنن في تعذيبها ويذيقها العذاب الوان ...
سيجعلها تدفع ثمن خيانته وقتل ابنه وحرمانه من حلمه هي وعشيقها الحقير ...
ايمن سيجعله يبكي مثل النساء ويطلب الموت كي يرحمه ولن يدعه يحظي به !!
صبراً جميلاً فلم يخلق بعد من يخون عاصم ابوهيبه ويتلاعب به ويظل علي قيد الحياه...!!!
انا جاهزه!!!!
نطقت بها وهي تقف خلفه تتطلع اليه بحزن علي حاله فهي لاول مره تراه حزين ..مجروح..مهزوم...
استدار بجسده ينظر لها مطولاً ثم اجابها باقتضاب:
وانا كمان جاهز يالله بينا...
تحرك من جانبها متجهاً لخارج المنزل ولكنها استوقفته عندما تمسكت بزراعه وهي تهتف بقلق : عاصم انت متاكد من اللي انا ناوي تعمله...
رد عليها بجمود : احنا اتكلمنا في الموضوع ده كذا مره وقفلناه خلاص مالوش لازمه نتكلم فيه كل شويهً ولو انتي حابه تغيري رايك انتي حره احنا لسه علي البر وانا مش هغصب عليكي...
نظرت له بيأس وقله حيله فهي تشعر به وتقدر مشاعره فهي حزينه وبشده من اجله ولكنها لا تريده ان يفعل شيئاً يندم عليه لاحقاً....
....................
استيقظت من نومها وهي تشعر بصداع رهيب يشطر راسها الي نصفين ، اعتدلت جالسه علي الفراش تقاوم الم راسها واحساسها بالدوار بسبب قله تغذيتها !!
تحاملت علي نفسها ودلفت الي المرحاض تاخد حمام علها تستفيق ...
بعد وقت قليل كانت تقف تصفف خصلاتها بعد انتهائها من الاستحمام وبحثت في كومه الادويه الموضوعه بجانبها عن دواء مسكن لالم راسها...
ابتلعت قرص المسكن ثم استمعت الي صوت سياره تدخل الي المنزل يشبه صوت سياره عاصم!!!
نفضت راسها وظنت انها تهزي من شده شوقها اليه ولكن تنبهت حواسها اكثر عندما اقترب الصوت اكثر حتي اصبح امام باب المنزل الداخلي....
هرولت باقدام مرتجفه الي نافذه غرفتها تنطر من خلفها لتتحقق من هويه السياره حتي خفق قلبها بقوه كاد ان يخرج من داخل صدرها عندما وجدت سيارته تصف في مكانها المعتاد امام المنزل ...
ابتسمت باتساع ودموع الاشتياق تنحدر علي وجنتيها وقد شعرت ان جزء من روحها ردت اليها برجوعه اليها ولسان حالها يردد : رجع .. عاصم رجع .. عاصم كويس ورجع لي بالسلامه...
ثم اطلقت لساقيها الريح تجري باقصي سرعه تنزل الي اسفل حتي تستقبله وترتمي داخل احضانه....!!!
صف السياره امام منزله وجسده يرتج بعصبيه وتوتر شديد وذكري ما حدث تعاد امام ناظريه بقوه جعلت صدره يضيق عليه...
اخذ نفس عميق يهديء من توتره ثم زفره دفعه واحده وعينيه تلمع بتصميم علي تنفيذ ما عزم عليه..
نظر الي القابعه بجانبه تتطلع اليه بقلق وآمرها باقتضاب: انزلي !!!!
اتبع قوله بنزوله من السياره وتوجه اليها يمسك يدها ويدلف بها الي الداخل!!!
ولج من باب منزله وعينيه دون اراده منه نظرت الي اسفل الدرج حيث كانت غارقه بدماؤها ببن يديه..
اعتصر قبضته بقوه يكبت انفعاله حتي كادت اورده قبضته ان تنفجر من شده ضغطه عليها...
خرجت ام ابراهيم وبدور من المطبخ مهرولين الي الخارج الي صاله المنزل عندما علموا بعودته كادت ان ابراهيم ان تقترب منه وترحب به وعلي وجهها ابتسامه سعيده سرعان ما تلاشت وتحولت الي عبوس عندما رأت تلك السيده التي تقف بجانبه ممسكاً بكف يدها بين يديه!!!
تبادلت مع بدور نظرات مستغربه متوجسه مما هو آت!!
نظر لهم عاصم بجمود وهم ان يتحدث اليهم ولكنه ابتلع كلماته عندما استمع الي صوت خطواتها السريعه وهي تنزل الدرج وتنادي اسمه بلوعه وعينيها تلمع بدموع الاشتياق: عاااااصم !!!
لمحته يقف وسط بهو المنزل لم تري غيره ومان المكان خالي الا منه هو!!!
ااااااااه قالتها بحرقه ولوعه فقد اشتاقت له ولملامحه حد الجنون ، اسرع قلبها يهفو اليه قبل قدميها وهي تجري عليه ترتمي داخل احضانه....
جف حلقه وتعالي وجيب قلبه بقوه كعادته في حضرتها لازالت تملك تأثيراً عليه!!!!
تجمدت نظراته فوقها يتابع هرولتها اليه بملامحها الزابله وعينيها المتورمه من اثر البكاء ولكنها مزالت تلمع بعشقه وبحسدها النحيل الذي برغم خسارتها للكثير من وزنها الا انه مازال مهلك لرجولته..
نفض راسه بعنف ينهر نفسه بعنف علي سذاجه تفكيره!!!
وجدها في لحظه ترتمي داخل احضانه تتعلق تتشبث بعنقه تضحك وتبكي في نفس الوقت ودموعها تغرق وجهها وجانب عنقه وهي تتحدث بصوت متحشرج ملتاع وهي تقول: عاصم حبيبي حمد الله علي سلامتك ..
كده برضه يا عاصم تبعد عني وتسبني في اكتر وقت انا محتاجه لك فيه ...
شوفت عملوا فيه ايه بعد ما سبتني وبعدت عني ، استغلوا انك مش موجود ودبحوني وخدوا ولادي من حضني وانا لسه مفوقتش من صدمه نزول البيبي..
انا عارفه انك زعلان علشان البيبي نزل بس والله غصب عني مش انا السبب انا معرفش ازاي ده حصل حتي الدكتوره مقالتش ايه السبب!!
بس انا خلاص اطمنت ان كل حاجه هتبقي كويسه وهترجع زي ما كانت مدام انت رجعت من تاني وهتجيب لي حقي ومش هتسمح لحاجه توجعني زي ما طول عمرك كنت بتقولي ...
علي قد ما كنت زعلانه منك انك بعدت بس خلاص مش مهم اي حاجه المهم انك بخير ورجعت لي من تاني ...
كانت تتحدث وتضم نفسها اليه بقوه تريد ان تدخل جسدها داخل جسده حتي تحتمي به من كل ما يخيفها فهو سندها وحمايتها وامانها.....
لم يضمها !!لم يحاوطها بيديه كما كان يفعل دائماً!!
ظل جامداً يديه بجانبه يقف منتصباً بملامح جامده كانها قدت من حجر ولم يصدر عنه اي رد فعل علي كلماتها وتشبثها به سوي تعالي صوت انفاسه!!!
خرجت من احضانه بعدما لاحظت جموده وصمته !!
نظرت له بقلق وسالته بريبه: مالك يا حبيبي ؟؟
ثم لفت نظرها تلك السيده الانيقه الجميله التي تقف بجانبه ،فهي تراها لاول مره ...
طالعتها بنظراتها المتفحصه من راسها الي اخمص قدميها وقد انقبض قلبها داخل صدرها بقوه من وجودها ...
ايتلعت لعابها بصعوبه وسالته بتوجس: مين دي يا عاصم ؟؟؟
ابتسامه ماكره خطيره ارتسمت علي جانب وجهه وهو يلف يده حول خصر تلك السيده يقربها اليه بحميميه وتملك ونظر اليها بابتسامه واسعه ثم حول نظراته الي سوار...
نظر لها بنظره لن تنساها ما حييت ،نظره اول مره ينظرها لها ، نظره كلها جمود وقسوه و...كره!!!
ثم قصف صوته القوي الحاد الذي كان كنصل سيف باتر اخترق قلبها وشطره الي نصفين وهو يقول:
اقدم لك ناريمان هانم السلحدار .....مراتي !!!!
شهقت بدور بصوت عالي وضربت ام ابراهيم علي صدرها بقوه هاتفه باستنكار: يا مراري مرتك كيف؟؟
اختنق صدرها وانسحب الهواء من حولها حتي شعرت انها لم تعد تملك القدره علي التنفس...
نظرت له بتيه وهتفت باستنكار: م ممراااتك ااازاي؟؟
قال ببرود وملامح بدت اكثر استرخائاً وهو يضع يديه داخل جيوبه: يعني ايه ازاي ؟؟ مراتي يعني مراتي ملهاش معني تاني....
ابتلعت غصه تكاد تسد حلقها تكاد تخنقها وهتفت بتلعثم: وااناااا .. اتتجوووزززت عليا انا ...
طيب ليه وحبك ليا كان ايه؟؟؟
كان وهم !!!!
قذفها في وجهها بقوه هشم بها روحها الي فتات ....
وهم !!! حبك ليا كان وهم!!!
دررتها خلفه بعدم استيعاب وقلبها يتمزق الي آلاف القطع...
هتف يجيبها بقسوه: ايوه وهم انا مش بتاع حب ومش بعرف احب ...
كل الحكايه اني لما شوفتك عجبتيني بس علشان انتي معرفه ابويا ولو حصلت حاجه غلظ هتبقي في وشه وانا مرضاش ان ابويا صورته تتهز قدام الناس وكمان انتي مالكيش في الشمال ، فقلت اتجوزك يومين اتمتع فيهم بالحلال وخلاص وكنت هطلقك لولا انك كنتي حامل فقولت خلاص مش مشكله نبقي نطلق لما تولدي ما هو ده وضع مش غريب عليكي !!!!
لكن لما اكتشفت حقيقتك وخيانتك ليا فقررت اخد بتاري منك ....
ثم تابع بنفس القسوه ....
لكن لما قابلت ناريمان حركت مشاعر جوايا ليها كنت فاكر اني نسيتها من زمان ... اصل انا وناريمان كنا بنحب بعض من ايام الجامعه وبعدين سبنا بعض فلما اتقابلنا تاني حسيت ان هي دي الانسانه اللي بجد تستاهل حبي وتستاهل تشيل اسمي فاتجوزنا علي طول ...
ثم تابع مضيفاً بجبروت وجحود ....
بس للاسف ناريمان مش يتخلف وانا نفسي في ولد من صلبي يشيل اسمي ويورثني ففكرت انك تفضلي علي زمتي وتكوني مجرد وعاء " ماعون" زي ما بيقولوا عندنا في البلد ..
تحملي وتجبيلي الابن اللي نفسي فيه وناريمان هي الي هتبقي امه وتربيه ويتكتب باسمها واظن ده اقل تعويض ليا عن ابني اللي قتلتيه انتي وشريكك في جريمتك اللي لسه دوره جاي ....
ولا بقي اقتلك ولا اشرب من دمك وجو الافلام الهابطه ده انا هخاليكي عايشه ميته بالحيا....
اضاف اخيراً يجلدها بقسوته: واعملي حسابك كمان يوم هعمل حفله علشان اعلن خبر جوازي من ناريمان قدام الناس وانت طبعاً مش معزومه...
ثم توجه بانظاره الي ام ابراهيم وبدور يخبرهم وهو ياكد علي كلماته :
اظن انتوا سمعتوا اللي قلته ومش محتاج اعيده تاني من هنا ورايح ناريمان هانم هي ست البيت اللي تقول عليه يتنفذ واوامركم هتكون منها مش من حد تاني..
ثم غادر بعدها صاعداً الدرج الي اعلي ومعه ناريمان قاصداً الجناح المقابل لجناحه مع سوار!!!!
نظرت ام ابراهيم في اثره وهي تبكي بصمت بقلب مكسور قهراً علي سوار ومصدوماً من قسوه من اعتبرته ابنها في يوم من الايام ...
هي اعلم الناس به عندما يغضب ولكنها لم تعتاده قاصي الي هذا الحد...
اما بدور كانت تبكي بانهيار وهي تشعر بتانيب ضميرها علي مطاوعتها لسميه والتي تسببت في قهر وظلم سوار بذنب لم تقترفه ؟؟؟
وسالت نفسها اذا كان هذا رد فعله علي ما فعلته سوار وهو يعشقها فما بال رد فعله معها اذا عرف الحقيقه....
ارتعدت اوصالها من مجرد تخيلها لما قد يفعله معها وهرعت تختفي داخل حجرتها تتجرع مراره ظلمها لهم ....
اما سوار فكانت في عالم اخر تستمع الي كلماته السامه بقلب ينزف دماً من ظلم القدر لها وعيون تترقرق بها الدموع ولكنها آبت ان تسقط علي وجنتها وكانها تآمرت عليها معهم حتي لا تريحها وتطفيء نيران قلبها!!!!!
لماذا كتب عليها العذاب وعدم الراحه ؟؟؟
لماذا تتعرض للخيانه من اقرب الاشخاص اليها ؟؟؟ ففي المره الاولي لم تنجرح او تنكسر بل ظلت واقفه علي قدميها تقاوم وتقاوم حتي لا تنهار ....
اما الان انكسرت وتحطمت الي اشلاء فقد توقف قلبها عن النبض وشعرت بان روحها غادرت جسدها ...
من عشقته ووثقت به واحبته كما لم تحب من قبل
ذبحها بسكين بارد وتلذذ بعذابها ...
من كان هو السند والامان والاحتواء اصبح هو القاضي والجلاد اصدر حكمه بدم باردعليها بالاعدام دون سماع دفاعها عن نفسها ...
شعرت بجسدها يترنح والارض تميد بها وتشوشت الرؤيه امام عينيها فرحبت بتلك الغيمه التي سحبتها اليها وتتمني بداخلها الا تستيقظ منها مره اخري....
.......................
بعد يومين.....
كانت سميه تستشيط غيظاً وتصرخ بغل وهي تدور حول نفسها في غرفتها كلما تتذكر مكالمه بدور لها وهي تقص عليها ما فعله عاصم مع سوار عند عودته.....
هتفت بصراخ وهي تضرب راسها في الحائط امامها: اااااه يا ناري وانا اللي جولت هيطلقها اول ما يعرف يجوم مصمم يخلف منيها لا وكماني هيتجوز واحده تانيه وفرحه عليها الليله ومن غير ما ابوه وامه يعرفوا!!!!
هموووت عجلي هيشت مني اعمل ايه واتصرف كيف بدل الواحده بجي معاه اتنين .....
تعالي رنين هاتفها برقم ايمن شركها في جريمتها ...
جزت علي اسنانها وهي تجيبه بصراخ : نعم !!
ايمن باستغراب: مالك بتردي كده ليه ..
سميه بعويل :مالي ما ضاع مالي وحالي وخسرت كل حاجه...
ايمن بعدم فهم: براحه علشان افهمك ايه اللي حصل لكل ده...
سميه بغل : هجولك اللي حصل ....ثم قامت بسرد ما عرفت من بدور وما فعله عاصم مع سوار ...
ايمن بصراخ: نعم يا اختييييي يعني ايه الكلام ده ان شاء الله ،يعني ايه مش هيطلقها وعاوز يخلف منها تاني ..
ايه الجبروت اللي فيه ده اقسم بالله لو عملها لاكون قاتله المره دي بجد ومش هيهمني حد انا خلاص نازل مصر عقدي انتهي ومش لاقي شغل هنا ، انا هخلص شويه حاجات وهنزل علي مصر في خلال اسبوعين يا تكوني اتصرفتي وحليتي الموضوع يا الا هتصرف انا بطريقتي ....
سميه بتركيز في كلامه: تجصد ايه انك تقتله المره دي هو كان في مره جبل اكده!!!!
اجابها بصراحه دون ان يكترث لشيء: ايوه حاولت اقتله قبل كده بس طلع زي القطط بسبع ارواح واتصاب في كتفه لكن المره دي لو مطلقش سوار وبعد عنها اقسم بالله ليكون موته علي ايدي...
تحدثت سميه بنبره صارمه خوفاً علي عاصم : طاب اسمع الحديت زين يا اسمك ايه انت ، لو فكرت تقرب لعاصم او تمس شعره واحده منيه محدش هيقف جصادك غيري احنا صعايده ونسوانا ارجل من رجالتنا وجلبنا ميت وما بنتهددوش ....
وسواء عاصم طلقها او لا مالكش صالح بيه عاد فاهم ولا لاء ...
ثم اغلقت الخط وهي تلقي الهاتف من يدها بعيداً وتفكر في طريقه لحل تلك المشكله ومنع عاصم من الزواج باي شكل ...،
....................................
كانت سوار متقوقعه علي نفسها في الفراش تتخذ وضع الجنين ونظراتها شاخصه في الفراغ البعيد وعقلها لا يكف عن التفكير تسترجع ما حدث بينها وبين عاصم منذ يومين....
بعدما استفاقت من اغمائتها الطويله في اليوم التالي وجدت نفسها في فراشها وام ابراهيم تجلس بجانبها تمسح علي شعرها وتتلو عليها بعض الايات القرآنية وعرفت منها بعدما سالتها بعدم استيعاب وقد ظنت نفسها تحلم : ايه اللي حصل ،هو عاصم رجع بجد ولا انا كنت بحلم؟؟
جففت ام ابراهيم عباراتها بطرف وشاحها وربطت علي راسها وهتفت تواسيها بحنو: انتي غميتي تحت يا حبه عيني وعاصم جيه علي صوتي وانا بصرخ وشالك وطلعك هنا وطلب لك الدكتوره ومتحركش من جنبك الا لما اطمن عليكي منها...
ثم اضافت بحزن : انا عارفه ايه اللي صابكم ما كنتوا كويسين وزي الفل ايه بس اللي حصل ...
تحدثت سوار باختناق وقد تاكدت ان ما حدث حقيقة وليس حلم كما تخيلت: ممكن تسبيني لوحدي شويه عاوزه ابقي لوحدي...
وبالفعل تركتها دون ان تضغط عليها ودون ان تضيف اي كلام اخر.....
اخذت تفكر في القرار التي اتخذته وجدت انه الحل الامثل والافضل لها علي الاقل ...
سترحل وتترك كل شيء خلفها هي ليست بالشخصية الضعيفة التي ترضخ لما يآمرها به ...
هو نجح في كسرها وكسر قلبها ولكنها لن تجعله ينجح في اذلالها ستتركه وتتطلق منه ...
يكفيه زوجته الجديده التي سيعلن ارتباطه بها اليوم وسط الحفل الهائل الذي سيقيمه لها في المنزل اليوم..
هي حسمت قرارها ستغادر اليوم ولن تعود اليه مره اخري حتي لو بكي وتوسل لها ان تعود اليه لن تعود ستنزع عشقه من قلبها وستدعس علي مشاعرها وتتركه ...
مسحت دموعها ونهضت من الفراش وهي عازمه علي الرحيل، ستغتسل وتبدل ملابسها وترحل...
دقائق وخرجت من الحمام تلف جسدها بالمنشفه وتوجهت الي حجره الملابس لترتدي ملابسها وترحل بسرعه فهي لا تريد ان تلتقي به فهي تستمع الي صوته طوال اليوم وهو يلقي تعليماته علي العاملين بخصوص الحفل ...
شهقت بفزع عندما شعرت بانفاسه الدافئه علي عنقها من الخلف ورائحه عطره القويه تخترق حواسها....
كان قريب منها من الخلف بدرجه كبيره حتي كاد جسده ان يحتك بجسدها ولكنه لم يلمسها !!!!
همس بصوت اجش في اذنها: خضيتك!!
اغمضت عينيها بقوه وقبضت علي المنشفه من الامام بيدها بقوه وكانها تحتمي بها منه وهتفت بغضب وهس لازالت توليه ظهرها: انت ازاي تدخل عليا كده من غير ما تخبط...
قال بنفس الهمس وهو يمرر انامله بخفه علي زراعها العاري صعوداً وهبوطاً ببطيء مثير: واخبط ليه وانا داخل اوضه نومي علي مراتي.!!
ثم همس داخل اذنها بعبث وغرور:انا ادخل وقت ما احب واخرج برضه وقت ما احب واعمل كمان معاكي اللي انا عاوزه وقت ما احب!!!
اغتاظت من ثقته وجبروته واستدارت اليه تهتف بعصبيه وهي الشرر يتطاير من عينيها: تبقي بتحلم .. وبعدين ده كان زمان تقدر تدخل وتخرج عليا زي ما انت عاوز ...
اوعي تفتكر اني هفضل هبله وعبيطه وهفضل مصدقه كدبك وخداعك ليا ، تبقي غلطان انا خلاص فوقت من الوهم اللي كنت عايشه فيه مش ده كلامك برضه !!!
غص حلقها واختنق صوتها بالبكاء واضافت :انت خلاص اتكشفت علي حقيقتك وعرفت قد ايه انت خاين وكداب قدرت تضحك عليا وتخدعني وتمثل عليا دور العاشق وتخاليني احبك ...
بس خلاص لحد هنا وكفايه ... صمتت تقاوم دموعها وقالت باختناق وهي تتحاشي النظر اليه: طلقني يا عاصم !!!!
صمتت وهي تتنفس بقوه وصدرها يعلو ويهبط جراء انفعالها ....
ضحك عاصم بقوه دون مرح ونظر اليها بحنق شديد وهو يحاول كبح جماح غضبه بشده وهتف من بين اسنانه بتحدي: نجوم السما اقرب لك من انك تطلقي مني..
قالت بتحدي اكبر: وانا مش عاوزه اعيش معاك .
عاصم باستفزاز: مش بمزاجك .
سوار بغيظ: ايه هو بالعافيه هتقبل علي نفسك تعيش مع واحده غصب عنها ..
سخر باستهزاء : ومين قالك انه غصب عنها ولا عاوزه تطلقي علشان ترجعي لحبيب القلب..
ثم قطع المسافه الفاصله بينهم وحاوط خصرها بتملك وهتف بتملك وغيره مجنونه :انتي يتاعتي ملكي مفيش حد هيقرب منك طول ما انا عايش او حتي وانا ميت...
ثم عاد الي بردوه وجموده مره اخري كانه شخص اخر تلبسه :وبعدين انا قلت لك انتي هنا علشان الخلفه وبس اظن واضح ...
دفعته في صدره بقبضتيها بقوه جعلت جسده يرتد للخلف من قوتها وهتفت صارخه: انتي ايه فاكرني واحده من الشارع علشان تتعامل معايا بالطريقه الزباله دي ، لا فوق يا عاصم بيه انا مش هسمح لك بكده وهتطلقني غصب عنك ...
عاصم ببرود وهو ينفض تراب وهمي من فوق كتفه: اعلي ما في خيلك اركبيه وكفايه عليكي كده اخدتي من وقتي كتير وانا عريس وفرحي كمان كام ساعه وللعلم انا كنت داخل اخد البدله من الدولاب مش داخل علشان خاطر سواد عيونك ...
بس ملحوقه هخالي الخدامين من بكره ينقلوا حاجتي في الجناح التاني بتاع ناريمان....
انهي حديثه وهو يتوجه ناحيه الدولاب الخاص به ينتقي بدلته تحت نظراتها المصدومة......
..................
مساءاً في فيلا رجل الاعمال المعروف عاصم ايوهيبه
اجتمع العديد من رجال الاعمال والسياسين والفنانين
لحضور الحفل الضخم الذي يقيمه في حديقه منزله..
كان عاصم متالق كعادته في حلته الرماديه الكلاسيكية وناريمان في ثوبها الابيض الرقيق تسير بجانبه تتابط زراعه توزع ابتسامتها علي الحضور وتلقي عليهم التحيه من آن لاخر!!!
كانت ملامح عاصم واجمه اغلب الوقت يبتسم للضروره!!!!
ربط عاصم علي كف يدها المتعلقة في ذراعه وهمس في اذنها وهو ينظر الي الناس من حوله: اهدي...
ناريمان بتوتر: مش قادره يا عاصم انا خايفه، الناس مستغرباني وعمالين يتهامسوا عليا وخصوصاً ان سوار مش معاك وغالبيه الناس سالت عليها ....
ارتفعت نظراته تلقائياً نحو شرفه غرفتها المظلمه ينظر اليها بضيق ...
زفر مهموماً وهو يقول : ما تشغليش دماغك كله هيعدي ، المفروض اننا هنعلن جوازنا قدام الناس كمان شويه يعني لازم نكون مبسوطين....
اومأت له موافقه وهي تدعو الله بداخلها ان يمرر الليله علي خير....
في الاعلي عند سوار....
كانت قد انتهت من وضع لمساتها الاخيره علي شعرها ثم وقفت امام المرآه تلقي نظره اخيره علي هيئتها قبل ان تتجه الي اسفل الي الحفل..
تطلعت الي هيئتها وابتسمت برضا فهي قررت ان تتحدي عاصم ولن تدعه ينتصررعليها هو وزوجته المزعومه وتجلس هي تبكي علي الاطلال ...
فهي خسرت كل شيء والبكاء لن يفيدها ستحارب كل من يقف امامها واولهم عاصم ستجبره علي طلاقها وبعدها ستعيد ابناءها اليها من ايمن وتاخذهم وتبعد بعيداً عن الجميع ...
ابتسمت سوار بمكر وهي تنزل الدرج الداخلي للفيلا منتظره رد فعل عاصم علي حضورها الحفل رغماً عنه وعلي ارتدائها ذلك الثوب تحديداً ...
فقد صممت علي شراؤه رغم اعتراضه علي لونه المثير وتفصيلته الي تفصل جسدها بوضوح ولكنه اشتراه ارضائاً لها مع شرطه عليها الا ترتديه امام احد فقط ترتديه اليه هو فقط...
سخرت من نفسها ومن سذاجاتها عندما كانت تصدق عشقه وغيرته عليها كاليلهاء...
كان عاصم يزفر بضيق بعدما اغلق الهاتف مع عدي الذي غضب منه ومن افعاله ورفض الحضور ومشاركته في افعاله الجنونيه كما وصفها..
انا اسف يا عاصم انا مش موافق علي الجنان اللي انت عاوزه تعمله في نفسك وفي سوار ده انا باره الليله دي وهقف مع سوار ضدك لو احتاجتني ..
تعالت همهمات الحاضرين فجاة ونظراتهم كلها متعلقه علي مدخل الحديقه يشاهدون شيئاً ما!!!
اقترب يري ماذا يحدث فقد كان يتحدث في الهاتف في مكان منزوي يعيداً عن الزحمه واصوات الموسيقي العاليه..
توحشت نظراته وهدرت تلذماء الغاضبه داخل عروقه عندما وجدها تتهادي بخطواتها الرشيقه الواثقه وتدلف الي داخل الحفله وهي تبتسم باتساع ...
هتف من بين اسنانه يغل وهو يقطع الخطوات الفاصله بينهم بخطوات غاضبه: ليلتك سودا يا ينت الناجي !!!!!
....................