رواية نيران ظلمه الفصل الثاني 2 بقلم هدير نور
الفصل الثانى
.
.
.
.
بدأ يزيد من ضغط يديه حول رقبتها حتي شعرت حياء بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصر عنقها بقبضته القوية فلم تشعر بشئ الا وغمامه سوداء تكاد ان تبتلعها ولكن و قبل ان تستسلم لتلك الغمامه وصل اليها صوت نهي زوجة سالم شقيق عز الدين تصرخ بفزع فور رؤيتها لما يفعله عز الدين بها...
اندفعت نهي نحوه علي الفور تجذبه من ذراعه في محاولة منها ان تبعد اياه عن حياء التي كان وجهها قد تحاول الي اللون الازرق من شدة الاختناق ولكن فشلت محاولتها تلك فقد كان كالصخرة لم يتحرك من مكانه قيد انمله واحده....
اخذت نهي تصرخ باكيه وهي لازالت تجذبه من ذراعه
=سيبها يا عز ...سيبها هتموت في ايدك ..حرام عليك
دخلت ناريمان الي الغرفة بخطوات سريعه متعثرة عند سماعها صراخ نهي لكنها تجمدت بمكانها عند رؤيتها لابنتها تكاد روحها ان تزهق علي يد عز الدين الذي كان غضبه خارج عن السيطره لكنها افاقت من جمودها هذا عندما صرخت بها نهي
=انتي واقفة كده ليه يا طنط...ساعديني بسرعه
انتفضت ناريمان مسرعه نحوهم تساعد نهي في جذب عز الدين بعيداً عن حياء التي كانت مستلقيه بوجه محتقن وعينين جاحظه مختنقه تكاد ان تفارق الحياة
ابتعد عز الدين عنها يصيح بغضب منفضاً ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة كانت عينيه مسلطة علي تلك الملقيه فوق الفراش وهي شبه فاقدة للوعي صرخ بغضب وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب
=انا هربيكي ...وهعرف هو مين وهجيبه و لو كان في اخر الدنيا
ثم غادر الغرفة بخطوات غاضبه وهو يسب و يلعن بافظع الالفاظ
وقفت ناريمان متردده تحاول الاقتراب من حياء والاطمئنان عليها لكن نهي اقتربت منها تهمس بصوت منخفض
=سبيها دلوقتي ..هي مش هتستحمل تشوفك بعد اللي حصلها
هزت ناريمان رأسها بتردد وعينيها مسلطة بقلق علي ابنتها التي كانت مستلقيه فوق الفراش بوجه ازرق مختنق وهي تسعل بشدة محاوله التقاط انفاسها بصعوبه
=بس ...بس .....
لكنها هزت راسها بالموافقه بنهايه الامر فهي تعلم بان حياء لن تتحمل رؤيتها لها..
غادرت ناريمان الغرفه علي الفور تلحق بعز الدين بينما توجهت نهي نحو حياء علي الفور وهي تهتف بذعر
=حياء ...حياء انتي كويسه ؟!
جلست حياء ببطئ علي الفراش تبكي بهستريه وهي تسعل بشدة بينما جلست بجوارها نهي تجذبها الي صدرها تحتضنها بشدة وهي تمرر يدها بحنان فوق رأسها في محاولة منها لتهدئتها وهي تهمس لها مهدئة
=اتنفسي يا حبيبتي...اتنفسي براحه...
لكن علي عكس من ذلك اخذ انتحابها يزداد بشدة مما جعل نهي تشدد من احتضانها لها قائلة بصوت ضعيف وهي تبكي هي الاخري علي حال صديقتها
=اهدي يا .. اهدي علشان خاطري متعمليش في نفسك كده
ابتعدت عنها حياء وهي تمتم بصوت ضعيف من بين شهقات بكاءها
=شوفتي..شوفتي اللي حصلي يا نهي....
اجابتها نهي وهي تتأمل بألم وجهها المتورم من شدة الصفعات التي تعرضت لها
=انا لسه عارفة والله انتي عارفه اني كنت عند بابا و اول ما عرفت جيتلك علي طول
سألتها حياء من بين شهقات بكائها الحاده
=وانتي ..انتي كمان صدقتي زيهم ان ممكن اعمل حاجه زي دي ؟!
اجابتها نهي علي الفور بصوت قاطع
=لا طبعاً ...انا استحالة اصدق انك ممكن تعملي كده انا اعرفك اكتر من نفسي يا حياء انتي صاحبتي واختي
ارتمت حياء مره اخري بين ذراعيها تحتضنها بشدة وهي تبكي تشعر بداخلها بالامتنان لها علي ثقتها بها فهي الوحيده التي وثقت بها دوناً عن الجميع...
همست حياء بصوت ضعيف
=مش عارفه اعمل ايه يا نهي ..انا تعبت محدش مصدقني
اخذت نهي تربت علي ظهرها بحنان في محاولة منها لتهدئتها
=والله ربنا هيظهر الحقيقة ربنا مش هيسيبك.......
لتكمل وهي لازالت تربت علي ظهرها
= احكيلي ايه اللي حصل بالظبط يمكن نقدر نفهم ايه اللي حصل بالظبط و نلاقي حل
بدأت حياء تقص عليها كل ما حدث منذ دخول ذاك الغريب الي غرفتها وكذب والدتها بقولها انها رأت ذاك الغرب يقبلها وتعرضها للضرب علي يدي عمها
وعندما وصلت الي ما حدث لها علي يد عز الدين بدأت تبكي وتنتحب بشدة...
ابعدتها عنها نهي تمرر يدها علي وجنتيها تزيل الدموع التي كانت تغرقها لكنها انتفضت مبعدة يدها عنها علي الفور عندما انطلقت من حياء صرخه متألمه حاده
=اسفه ..اسفه والله ما اقصد. معلش.....
لتكمل وهي تتأمل بحزن وجهها المتورم بشدة اثر تلاقيها لصفعات عز الدين
=انا مش عارفه عز الدين ازاي عمل كده ...
هتفت حياء بغل فور سماعها اسمه
=مش جديد عليه ما هو زيه زيهم اناني ومفتري.......
هتفت نهي تقاطعها باستنكار
=لا يا حياء ....عز الدين مش كده ولا زيهم انتي بس اللي متعرفهوش علشان متعملتيش معاه كتير عز حنين جداً ..هو يبان شديد بس والله اطيب واحد فيهم كلهم
ابتعدت عنها حياء تمتم بحقد وهي تمرر يدها ببطئ علي وجهها تتحسس تورم وجنتيها
=لا باين عليه انه حنين وطيب فعلاً
كلهم زي بعض انانيين مبيفكروش الا في نفسهم محدش فيهم حاول يفهم مني ايه اللي حصل
قاطعتها نهي قائلة بجديه
=متزعليش مني يا حياء ...بس بعد ما مامتك نفسها قالت عليكي كده متوقعه منهم ايه ...العيب مش عليهم العيل علي مامتك اللي مش عارفه لحد دلوقتي عملت فيكي كده ليه
لتكمل نهي باصرار
=بعدين عز روحه في جدته بيحبها اكتر من مامته نفسها اكيد لما عرف انك السبب في اللي حصلها اتجنن
هتفت حياء بغضب وهي تنتفض مبتعده عنها
=في ايه يا نهي..انتي بدافعي عنه كده ليه ..انتي مش شايفه عمل فيا ايه
اجابتها نهي بلطف
=متزعليش مني يا حبيبتي انا مبقولش انه مش غلطان لا هو طبعاً غلطان في اللي عمله معاكي
تمتمت بصوت منخفض متجهم
=خلاص يا نهي خلاص .....
لتكمل وهي تستلقي فوق الفراش
=معلش يا نهي انا عايزه انام شويه
هتفت نهي وقد التمعت عينيها بالدموع
=حياء والله ما قصدي تزعلي مني انا والله كنت اقصد افهمك هو عمل كده ليه......
قاطعتها حياء وهي تجذب شرشف الفراش فوق جسدها
=مش زعلانه منك والله يا نهي بس انا عايزه ارتاح حاسه جسمي كله متكسر
وقفت نهي مبتعده عن الفراش قائله بحنان وهي تعدل من الغطاء حول جسدها
=خلاص يا حبيبتي نامي وارتاحي و انا هفضل تحت لو احتاجتي اي حاجه اندهي عليا
همهمت حياء بالموافقه وهي تغلق عينيها في محاوله منها ان تستغرق بالنوم والهرب من كل ما مرت به ..
في ذات الوقت...
خرج عز الدين من غرفة حياء بخطوات سريعة غاضبه و كأن هناك شياطين تلاحقه..
و هو لا يعلم كيف امكنه فعل ذلك بها فهو لم يضرب امرأة من قبل طوال حياته ..حتي وان كانت حقيرة ما كان يجب عليه ان يضربها ويصل به الامر الي خنقها فقد كانت علي وشك الموت بين يديه لكنه فقد شعوره فور تحديها له وقيامها بالدفاع عن ذاك الحقير ..
استمر عز الدين في طريقه الي خارج المنزل متجاهلاً نداء زوجة عمه التي كانت تلاحقه لخارج المنزل
لكنه توقف في نهاية الامر عندما لحقت به و جذبته من ذراعه قائله
=استني يا عز عايزاك..
استدار اليها وهو يهتف بنفاذ صبر
= مش وقته يا مرات عمي......
هتفت ناريمان تقاطعه قائلة
=انا مش هلومك يا عز علي اللي عملته ...لانك اكيد عندك حق ...انا لو طولت كنت اموتها بايدي كنت عملت كده وخلصت منها
وقف عز الدين يستمع اليها وهو يعقد حاجبيه باقتضاب مندهشاً من كلامها هذا
لتكمل علي الفور بصوت حاولت اظهار به الحزن علي قدر الامكان عند ملاحظتها لاندهاشه هذا
=اها هي بنتي ...و حته من قلبي
بس بعد اللي عملته ده انا مبقتش اعرف اعمل معها ايه...انا ياما حذرت ثروت وفخر كتير من عمايلها..البنت طول ما كنا في استراليا كانت مقضيها سهر وتعرف ده وتصاحب ده كأن مالهاش كبير وعمك كان مدلعها دايماً
لتكمل وهي تلاحظ اشتعال وجه عز الدين بالغضب
=حياء عنادية مش هتعدي اللي حصلها ده بالساهل...انا عارفة انها موصلتش بها انها تفرط في نفسها هي مش هبله و عارفه ان ممكن رقبتها تطير فيها لكنها متهورة و بتصاحب شباب كتير و مبتحطش بينها وبينهم حدود
لتكمل بخبث وهي تتأمل رد فعله علي كلماتها
=كل خوفي انها تهرب وتجبلنا العار وقتها جدتك مش هتتحم .....ِ
قاطعها عز الدين قائلاً بحدة وهو يجز علي اسنانه بغضب
=طيب تبقي تعملها ..وانا ادفنها حيه مكانها ك.........
قاطع حديثه صوت رنين هاتفه الذي صدع في ارجاء المكان ليجيب عليه فور رؤيته لاسم عمه يظهر علي شاشه الهاتف
=ايوووه يا عمي ...ايه فااااقت
طيب طيب انا 10 دقايق بالكتير وهكون عندك.....
ليكمل حديثه علي الهاتف وهو يستدير مغادراً المكان علي عجل تاركاً زوجة عمه تراقب خروجه وعلي وجهها ترتسم علامات الخبث والفرح...
دخل عز الدين الي الغرفة التي تمكث بها جدته يقترب بخطوات متاثقله من فراش المشفي التي تستلقي عليه بوجه شاحب كشحوب الاموات شعر بغصه حاده تتشكل بقلبه فور رؤيته لها في هذا الوضع ...فهو لا يمكنه تحمل رؤيتها بتلك الحاله من الضعف والهشاشه فجدته كانت دائماً اقرب شخص الي قلبه اكثر حتي من والده والدته فهي من قامت بتربيته والاعتناء به منذ الصغر ...
جلس بجوار فراشها هامساً باسمها بحنان فتحت دريه عينيها فور سماعها صوته تتمتم بضعف
=انت..انت جيت يا عز.....
لتكمل بصوت ضعيف منخفض
=كنت خايفه اوي ان اموت قبل ما اشوفك...ِ.
قاطعها عز الدين برقه وهو ينحني يقبل كف يدها بحنان
=بعد الشر عليكي يا جدتي ... متقوليش كده ان شاء الله هتبقي كويسه وتقوملنا بالسلامة
ربتت دريه بحنان علي راسه المنحني فوق يدها قائله بهمس
=انت اغلي حاجه عندي يا عز ...
لتكمل بصوت مرتجف وعينين ملتمعه بالدموع
=شوفت اللي حصل لجدتك علي اخر ايامي مكتبولي ان اشوف اسم المسيري متمرمغ في الارض
ابتعد عنها عز الدين يربت بلطف فوق وجنتيها قائلاً
=ما عاش ولا كان اللي يحط اسم المسيري في الارض ...
ليكمل بحنان
=كل حاجه هتتحل متقلقيش
همست دريه بضعف
=هيتحل ازاي بس ...زمان كل الناس عرفت ان بنت المسيري كان في راجل في اوضتها... انت ناسي بنت خالتك اللي كانت موجوده
اجابها عز الدين بصوت حازم
=متقلقيش ..تالا مننا وعلينا وعمرها ما هطلع سرنا برا يعني الموضوع منتهي
هتفت دريه بصوت ضعيف
=لا منتهاش يا عز منتهاش...
لتكمل بضعف
=بنت عمك راسها ناشفة...ومالهاش كبير لا بيهمها ابوها ولا بيهمها حتي عمها.... المره دي ممكن نقدر نلم الموضوع انا عارفه انها لسه بنت بنوت ومفرطتش في نفسها لكن هايجي اليوم اللي هتعمل فيه اللي افظع من كده و وقتها يا بني مش هنعرف نلم الموضوع و الناس كلها هتعرف وتاكل وشنا ..
هتفت وهي تبكي قائلة
= هتعمل زي ما مريم عمتك ما عملت زمان ...جدك وقتها مات بقهرته بعد المصيبه اللي كانت عملتها لما غلطت مع زميلها في الكليه..وفي الاخر هربت معاه واتجوزته جدك وقتها قاطعها وحرم عليها تدخل البيت ...ِ
لتكمل وهي تنتحب بشدة
=ولما... رجعت البيت ..رجعت وهي جثة عملت حادثه مع جوزها وماتوا هما الاتنين جدك وقتها مستحملش ومات وراها ....
مقدرش اتحمل كل ده يتكرر تاني قدام عينيا يا عز انا عندي اموت ارحملي من ان ده يحصل يارب ...يارب خدني قبل ما اشوف اليوم ده تاني
انتفض عز الدين مقترباً منها ينحني نحوها قائلاً بصوت اجش ضعيف من قوة المشاعر التي تعصف بداخله
=اهدي يا جدتي ...اهدي علشان خاطري ....
ليكمل بصوت حازم وهو يضغط علي يدها مطمئناً اياها
=انا هحل الموضوع ده ...و اوعدك ان اللي حصل زمان مش هيتكرر
تاني ..اهم حاجه عندي تفوقي وتقوملنا بالسلامة
قبضت دريه علي يده تضغط عليها بقوة وهي تمتم بضعف
=توعدني يا عز ..؟!
هز رأسه بتأكيد وهو يغضط علي يدها بالمقابل
=اوعدك يا جدتي...
انتفضت حياء واقفة بذعر عندما فتح باب غرفتها بقوة لكنها عادت للجلوس بمكانها مرة اخري عندما رأت والدتها تدخل الي الغرفة وهي تهتف بغضب
=ايه يا ست حياء هتفضلي فتحالي المناحه اللي انتي عاملها دي لحد امتي ..؟!
اجابتها حياء بحدة وهي تنظر اليها بنفور قائله
=وياتري المناحه اللي انا فاتحها مين السبب فيها يا ماما ..؟!
اجابتها ناريمان ببرود وهي تتقدم الي داخل الغرفة بخطوات بطيئة
=هيكون بسبب مين يعني ...بسببك انتي طبعاً
انتفضت حياء واقفة تصرخ بكل قوتها
=بسببي انا....انا اللي قعدت اصوت ولميت كل البيت ....
لتكمل بصوت ضعيف مستنكر
=انا اللي كدبت وقولت ان فيه راجل في اوضه بنتي وبيبوسها
اكملت حياء هامسة بغضب وهي تجز علي اسنانها
=انتي...انتي شوفتيه وهو بيبوسني ؟!
وقفت ناريمان تتلاعب بخصلات شعرها بارتباك تجيبها بحدة وهي تتصنع البرود
=ايوه ..شوفته ..وهو بيبوسك.....
صرخت حياء بغضب
=انتي ايه ...؟! انتي ام ازاي ...ازاي ِ
لتكمل بصوت مهزوز ضعيف وهي تقترب منها بخطوات بطيئه
=اي ام تانيه لو كانت دخلت ولقت بنتها في الوضع اللي انتي كدبتي و قولتي عليه ده كانت سكتت وسترت علي بنتها مكنتش فضحتها بس انتي ياريتك حتي فضحتني ده انتي فضحتني و بالكدب
لتكمل بهستريه وهي تضرب قبضتها فوق صدرها مشيرة الي نفسها
=هو انا مش بنتك ...هو انا مفرقش معاكي اوي للدرجه دي
هتفت ناريمان بغضب
=لا بنتي بس مش هتستر علي وساختك ...ِ
قاطعتها حياء بحدة وعينيها تلتمع بغضب
=انا عمري ما كنت وسخه...وانتي عارفة كده كويس
قاطع حديثهم دخول كلاً من والدها ثروت وعمها فخر الذي دخل الغرفةو هو يهتف بغضب
=صوتك جايب اخر البيت ليه ..يعني فوق ما انتي فاجره لا وبجحه كمان
التفتت اليه حياء تجيبه بحده وهي تمسح بتصميم وجهها الغارق بالدموع بكف يدها
=انا مش بجحه ولا انا فاجره...ولا عمري عملت حاجه غلط
صاح بها فخر وهو ينظر اليها بازدراء
=من كتر وساختك وفجرك بقيت شايفه انك تدخلي راجل لأوضتك ف نصاص الليالي حاجة مش غلط
لكن العيب مش عليكي ....
ليكمل وهو يلتفت ينظر الي شقيقه بحده
=العيب علي ابوكي اللي معرفش يربيكي....
تمتم والدها بصوت منخفض مرتبك
=مش وقته ..مش وقته يا فخر ياخويا كلامك ده
صاح فخر بغضب
=اومال وقته امتي ...ياما قولتلك تشد عليها متسبلهاش الحبل وياما مراتك كانت تتصل بيا وتشتكيلي من عمايلها السودا ..كنت انت فين وقتها
التفت ثروت ينظر الي ناريمان بلوم
لكنها بادلت نظراته تلك ببرود
صاحت حياء بغضب وهي تشير نحو والدتها
=كل كلامها كان كدب ...انت ساكت ليه يا بابا ما تنطق
صاح عمها فخر بغضب وهو يندفع نحوها ممسكاً بشعرها بين يديه يجذبه بقوه
=انتي كمان هتكدبي امك...انتي صنفك ايييه
اخذت حياء تصرخ بالم محاولة الافلات منه اقترب منه ثروت قائلاً
=سيبها ...ياخويا هي...هي اكيد متقصدش
صاح فخر بغضب وهو يلتفت نحوه يرمقه بلوم
=متقصدش !! برضو يا ثروت برضو بدافع عنها مستنيها تعمل ايه تاني...مش ناقص غير انها تمرمغ شرفك في الارض يمكن وقتها تحس وتفهم الل.....ِ
=سيبها يا باشا.....
قاطع حديثه صوت عز الدين الدين الحازم والذي كان واقفاً بمدخل الغرفه عينيه مسلطه علي يد والده الممسكة بحزم شعر حياء والتي كانت تصرخ متألمه بينما كان كلاً من والده وعمه يتجادلان
التفت فخر الي ولده قائلاً بغضب
=اسيبها....وبعد ما اسيبها استني ايه....استني لما تفرط في نفسها بجد المرة الجايه ولا استني لما تهرب وتركبنا العار
اجابه عز الدين وهو يتقدم داخل الغرفة بخطوات بطيئة متمهله
=حياء تحت مسئوليتي انا...يعني من النهاردة مش هتقدر حتي تتنفس الا لما تاخد اذن مني
شعرت حياء بالنيران تندلع بداخلها فور سماعها كلماته تلك لتهتف بغضب
=ليييه كنت الجاريه اللي اشترتها بفلوسك.......
لكنها لم تكمل جملتها صائحه بالم عندما جذب عمها شعرها بشدة وهو يهتف
=صوتك مسمعهوش...انتي فاهمه
اقترب منهم عز الدين يجذبها مبعداً يد والده عنها وهو يجيبها ببرود متجاهلاً صراخ والده
=لا هتبقي مراتي ......
ليكمل وهو يلتفت نحو عمه ثروت الواقف بوجه متوتر
=انا بطلب ايد حياء منك يا عمي
صاحت حياء بغضب تنفض يده الممسكه بذراعها بقوة وهي تتراجع الي الخلف
=علي جثتي ...علي جثتي اتجوزك.....
جذبها عز من ذراعها مرة اخري يضغط عليها بقوة قائلاً وهو يجز علي اسنانه بغضب
=معلش يا جماعة ياريت تسيبوني لوحدنا شويه
ليكمل وهو يلتفت نحوها ينظر اليها بسخرية لاذعه
= اصل عايز مراتي المستقبلية في كلمتين
خرج الجميع علي الفور من الغرفه الا والدها الذي كان يقف متردداً بمكانه ينظر بضعف الي حياء التي اخذت تهز رأسها له رافضه تطلب منه عدم المغادرة وتركها بمفردها معه
سأله عز بنفاذ صبر حين لاحظ نظراته المتردده تلك
=خير يا عمي ...في حاجه؟!
انتفض ثروت قائلاً بارتباك
=هاااااا...لا يا عز يا بني ابداً مفيش
ليكمل وهو يخرج من الغرفة بخطوات بطيئه
=انا..انا خارج اهو.....
التفت عز الدين نحوها فور مغادرة والدها الغرفة ممسكاً بوجهها بين قبضته يعتصر وجنتيها بقوة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها قائلاً بفحيح غاضب جعل رعشة من الخوف تتسرب بداخلها
=اسمعي كويس الكلام اللي هقولهولك دلوقتي لاني مش هعيده تاني....
.
.
.
.
بدأ يزيد من ضغط يديه حول رقبتها حتي شعرت حياء بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصر عنقها بقبضته القوية فلم تشعر بشئ الا وغمامه سوداء تكاد ان تبتلعها ولكن و قبل ان تستسلم لتلك الغمامه وصل اليها صوت نهي زوجة سالم شقيق عز الدين تصرخ بفزع فور رؤيتها لما يفعله عز الدين بها...
اندفعت نهي نحوه علي الفور تجذبه من ذراعه في محاولة منها ان تبعد اياه عن حياء التي كان وجهها قد تحاول الي اللون الازرق من شدة الاختناق ولكن فشلت محاولتها تلك فقد كان كالصخرة لم يتحرك من مكانه قيد انمله واحده....
اخذت نهي تصرخ باكيه وهي لازالت تجذبه من ذراعه
=سيبها يا عز ...سيبها هتموت في ايدك ..حرام عليك
دخلت ناريمان الي الغرفة بخطوات سريعه متعثرة عند سماعها صراخ نهي لكنها تجمدت بمكانها عند رؤيتها لابنتها تكاد روحها ان تزهق علي يد عز الدين الذي كان غضبه خارج عن السيطره لكنها افاقت من جمودها هذا عندما صرخت بها نهي
=انتي واقفة كده ليه يا طنط...ساعديني بسرعه
انتفضت ناريمان مسرعه نحوهم تساعد نهي في جذب عز الدين بعيداً عن حياء التي كانت مستلقيه بوجه محتقن وعينين جاحظه مختنقه تكاد ان تفارق الحياة
ابتعد عز الدين عنها يصيح بغضب منفضاً ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة كانت عينيه مسلطة علي تلك الملقيه فوق الفراش وهي شبه فاقدة للوعي صرخ بغضب وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب
=انا هربيكي ...وهعرف هو مين وهجيبه و لو كان في اخر الدنيا
ثم غادر الغرفة بخطوات غاضبه وهو يسب و يلعن بافظع الالفاظ
وقفت ناريمان متردده تحاول الاقتراب من حياء والاطمئنان عليها لكن نهي اقتربت منها تهمس بصوت منخفض
=سبيها دلوقتي ..هي مش هتستحمل تشوفك بعد اللي حصلها
هزت ناريمان رأسها بتردد وعينيها مسلطة بقلق علي ابنتها التي كانت مستلقيه فوق الفراش بوجه ازرق مختنق وهي تسعل بشدة محاوله التقاط انفاسها بصعوبه
=بس ...بس .....
لكنها هزت راسها بالموافقه بنهايه الامر فهي تعلم بان حياء لن تتحمل رؤيتها لها..
غادرت ناريمان الغرفه علي الفور تلحق بعز الدين بينما توجهت نهي نحو حياء علي الفور وهي تهتف بذعر
=حياء ...حياء انتي كويسه ؟!
جلست حياء ببطئ علي الفراش تبكي بهستريه وهي تسعل بشدة بينما جلست بجوارها نهي تجذبها الي صدرها تحتضنها بشدة وهي تمرر يدها بحنان فوق رأسها في محاولة منها لتهدئتها وهي تهمس لها مهدئة
=اتنفسي يا حبيبتي...اتنفسي براحه...
لكن علي عكس من ذلك اخذ انتحابها يزداد بشدة مما جعل نهي تشدد من احتضانها لها قائلة بصوت ضعيف وهي تبكي هي الاخري علي حال صديقتها
=اهدي يا .. اهدي علشان خاطري متعمليش في نفسك كده
ابتعدت عنها حياء وهي تمتم بصوت ضعيف من بين شهقات بكاءها
=شوفتي..شوفتي اللي حصلي يا نهي....
اجابتها نهي وهي تتأمل بألم وجهها المتورم من شدة الصفعات التي تعرضت لها
=انا لسه عارفة والله انتي عارفه اني كنت عند بابا و اول ما عرفت جيتلك علي طول
سألتها حياء من بين شهقات بكائها الحاده
=وانتي ..انتي كمان صدقتي زيهم ان ممكن اعمل حاجه زي دي ؟!
اجابتها نهي علي الفور بصوت قاطع
=لا طبعاً ...انا استحالة اصدق انك ممكن تعملي كده انا اعرفك اكتر من نفسي يا حياء انتي صاحبتي واختي
ارتمت حياء مره اخري بين ذراعيها تحتضنها بشدة وهي تبكي تشعر بداخلها بالامتنان لها علي ثقتها بها فهي الوحيده التي وثقت بها دوناً عن الجميع...
همست حياء بصوت ضعيف
=مش عارفه اعمل ايه يا نهي ..انا تعبت محدش مصدقني
اخذت نهي تربت علي ظهرها بحنان في محاولة منها لتهدئتها
=والله ربنا هيظهر الحقيقة ربنا مش هيسيبك.......
لتكمل وهي لازالت تربت علي ظهرها
= احكيلي ايه اللي حصل بالظبط يمكن نقدر نفهم ايه اللي حصل بالظبط و نلاقي حل
بدأت حياء تقص عليها كل ما حدث منذ دخول ذاك الغريب الي غرفتها وكذب والدتها بقولها انها رأت ذاك الغرب يقبلها وتعرضها للضرب علي يدي عمها
وعندما وصلت الي ما حدث لها علي يد عز الدين بدأت تبكي وتنتحب بشدة...
ابعدتها عنها نهي تمرر يدها علي وجنتيها تزيل الدموع التي كانت تغرقها لكنها انتفضت مبعدة يدها عنها علي الفور عندما انطلقت من حياء صرخه متألمه حاده
=اسفه ..اسفه والله ما اقصد. معلش.....
لتكمل وهي تتأمل بحزن وجهها المتورم بشدة اثر تلاقيها لصفعات عز الدين
=انا مش عارفه عز الدين ازاي عمل كده ...
هتفت حياء بغل فور سماعها اسمه
=مش جديد عليه ما هو زيه زيهم اناني ومفتري.......
هتفت نهي تقاطعها باستنكار
=لا يا حياء ....عز الدين مش كده ولا زيهم انتي بس اللي متعرفهوش علشان متعملتيش معاه كتير عز حنين جداً ..هو يبان شديد بس والله اطيب واحد فيهم كلهم
ابتعدت عنها حياء تمتم بحقد وهي تمرر يدها ببطئ علي وجهها تتحسس تورم وجنتيها
=لا باين عليه انه حنين وطيب فعلاً
كلهم زي بعض انانيين مبيفكروش الا في نفسهم محدش فيهم حاول يفهم مني ايه اللي حصل
قاطعتها نهي قائلة بجديه
=متزعليش مني يا حياء ...بس بعد ما مامتك نفسها قالت عليكي كده متوقعه منهم ايه ...العيب مش عليهم العيل علي مامتك اللي مش عارفه لحد دلوقتي عملت فيكي كده ليه
لتكمل نهي باصرار
=بعدين عز روحه في جدته بيحبها اكتر من مامته نفسها اكيد لما عرف انك السبب في اللي حصلها اتجنن
هتفت حياء بغضب وهي تنتفض مبتعده عنها
=في ايه يا نهي..انتي بدافعي عنه كده ليه ..انتي مش شايفه عمل فيا ايه
اجابتها نهي بلطف
=متزعليش مني يا حبيبتي انا مبقولش انه مش غلطان لا هو طبعاً غلطان في اللي عمله معاكي
تمتمت بصوت منخفض متجهم
=خلاص يا نهي خلاص .....
لتكمل وهي تستلقي فوق الفراش
=معلش يا نهي انا عايزه انام شويه
هتفت نهي وقد التمعت عينيها بالدموع
=حياء والله ما قصدي تزعلي مني انا والله كنت اقصد افهمك هو عمل كده ليه......
قاطعتها حياء وهي تجذب شرشف الفراش فوق جسدها
=مش زعلانه منك والله يا نهي بس انا عايزه ارتاح حاسه جسمي كله متكسر
وقفت نهي مبتعده عن الفراش قائله بحنان وهي تعدل من الغطاء حول جسدها
=خلاص يا حبيبتي نامي وارتاحي و انا هفضل تحت لو احتاجتي اي حاجه اندهي عليا
همهمت حياء بالموافقه وهي تغلق عينيها في محاوله منها ان تستغرق بالنوم والهرب من كل ما مرت به ..
في ذات الوقت...
خرج عز الدين من غرفة حياء بخطوات سريعة غاضبه و كأن هناك شياطين تلاحقه..
و هو لا يعلم كيف امكنه فعل ذلك بها فهو لم يضرب امرأة من قبل طوال حياته ..حتي وان كانت حقيرة ما كان يجب عليه ان يضربها ويصل به الامر الي خنقها فقد كانت علي وشك الموت بين يديه لكنه فقد شعوره فور تحديها له وقيامها بالدفاع عن ذاك الحقير ..
استمر عز الدين في طريقه الي خارج المنزل متجاهلاً نداء زوجة عمه التي كانت تلاحقه لخارج المنزل
لكنه توقف في نهاية الامر عندما لحقت به و جذبته من ذراعه قائله
=استني يا عز عايزاك..
استدار اليها وهو يهتف بنفاذ صبر
= مش وقته يا مرات عمي......
هتفت ناريمان تقاطعه قائلة
=انا مش هلومك يا عز علي اللي عملته ...لانك اكيد عندك حق ...انا لو طولت كنت اموتها بايدي كنت عملت كده وخلصت منها
وقف عز الدين يستمع اليها وهو يعقد حاجبيه باقتضاب مندهشاً من كلامها هذا
لتكمل علي الفور بصوت حاولت اظهار به الحزن علي قدر الامكان عند ملاحظتها لاندهاشه هذا
=اها هي بنتي ...و حته من قلبي
بس بعد اللي عملته ده انا مبقتش اعرف اعمل معها ايه...انا ياما حذرت ثروت وفخر كتير من عمايلها..البنت طول ما كنا في استراليا كانت مقضيها سهر وتعرف ده وتصاحب ده كأن مالهاش كبير وعمك كان مدلعها دايماً
لتكمل وهي تلاحظ اشتعال وجه عز الدين بالغضب
=حياء عنادية مش هتعدي اللي حصلها ده بالساهل...انا عارفة انها موصلتش بها انها تفرط في نفسها هي مش هبله و عارفه ان ممكن رقبتها تطير فيها لكنها متهورة و بتصاحب شباب كتير و مبتحطش بينها وبينهم حدود
لتكمل بخبث وهي تتأمل رد فعله علي كلماتها
=كل خوفي انها تهرب وتجبلنا العار وقتها جدتك مش هتتحم .....ِ
قاطعها عز الدين قائلاً بحدة وهو يجز علي اسنانه بغضب
=طيب تبقي تعملها ..وانا ادفنها حيه مكانها ك.........
قاطع حديثه صوت رنين هاتفه الذي صدع في ارجاء المكان ليجيب عليه فور رؤيته لاسم عمه يظهر علي شاشه الهاتف
=ايوووه يا عمي ...ايه فااااقت
طيب طيب انا 10 دقايق بالكتير وهكون عندك.....
ليكمل حديثه علي الهاتف وهو يستدير مغادراً المكان علي عجل تاركاً زوجة عمه تراقب خروجه وعلي وجهها ترتسم علامات الخبث والفرح...
دخل عز الدين الي الغرفة التي تمكث بها جدته يقترب بخطوات متاثقله من فراش المشفي التي تستلقي عليه بوجه شاحب كشحوب الاموات شعر بغصه حاده تتشكل بقلبه فور رؤيته لها في هذا الوضع ...فهو لا يمكنه تحمل رؤيتها بتلك الحاله من الضعف والهشاشه فجدته كانت دائماً اقرب شخص الي قلبه اكثر حتي من والده والدته فهي من قامت بتربيته والاعتناء به منذ الصغر ...
جلس بجوار فراشها هامساً باسمها بحنان فتحت دريه عينيها فور سماعها صوته تتمتم بضعف
=انت..انت جيت يا عز.....
لتكمل بصوت ضعيف منخفض
=كنت خايفه اوي ان اموت قبل ما اشوفك...ِ.
قاطعها عز الدين برقه وهو ينحني يقبل كف يدها بحنان
=بعد الشر عليكي يا جدتي ... متقوليش كده ان شاء الله هتبقي كويسه وتقوملنا بالسلامة
ربتت دريه بحنان علي راسه المنحني فوق يدها قائله بهمس
=انت اغلي حاجه عندي يا عز ...
لتكمل بصوت مرتجف وعينين ملتمعه بالدموع
=شوفت اللي حصل لجدتك علي اخر ايامي مكتبولي ان اشوف اسم المسيري متمرمغ في الارض
ابتعد عنها عز الدين يربت بلطف فوق وجنتيها قائلاً
=ما عاش ولا كان اللي يحط اسم المسيري في الارض ...
ليكمل بحنان
=كل حاجه هتتحل متقلقيش
همست دريه بضعف
=هيتحل ازاي بس ...زمان كل الناس عرفت ان بنت المسيري كان في راجل في اوضتها... انت ناسي بنت خالتك اللي كانت موجوده
اجابها عز الدين بصوت حازم
=متقلقيش ..تالا مننا وعلينا وعمرها ما هطلع سرنا برا يعني الموضوع منتهي
هتفت دريه بصوت ضعيف
=لا منتهاش يا عز منتهاش...
لتكمل بضعف
=بنت عمك راسها ناشفة...ومالهاش كبير لا بيهمها ابوها ولا بيهمها حتي عمها.... المره دي ممكن نقدر نلم الموضوع انا عارفه انها لسه بنت بنوت ومفرطتش في نفسها لكن هايجي اليوم اللي هتعمل فيه اللي افظع من كده و وقتها يا بني مش هنعرف نلم الموضوع و الناس كلها هتعرف وتاكل وشنا ..
هتفت وهي تبكي قائلة
= هتعمل زي ما مريم عمتك ما عملت زمان ...جدك وقتها مات بقهرته بعد المصيبه اللي كانت عملتها لما غلطت مع زميلها في الكليه..وفي الاخر هربت معاه واتجوزته جدك وقتها قاطعها وحرم عليها تدخل البيت ...ِ
لتكمل وهي تنتحب بشدة
=ولما... رجعت البيت ..رجعت وهي جثة عملت حادثه مع جوزها وماتوا هما الاتنين جدك وقتها مستحملش ومات وراها ....
مقدرش اتحمل كل ده يتكرر تاني قدام عينيا يا عز انا عندي اموت ارحملي من ان ده يحصل يارب ...يارب خدني قبل ما اشوف اليوم ده تاني
انتفض عز الدين مقترباً منها ينحني نحوها قائلاً بصوت اجش ضعيف من قوة المشاعر التي تعصف بداخله
=اهدي يا جدتي ...اهدي علشان خاطري ....
ليكمل بصوت حازم وهو يضغط علي يدها مطمئناً اياها
=انا هحل الموضوع ده ...و اوعدك ان اللي حصل زمان مش هيتكرر
تاني ..اهم حاجه عندي تفوقي وتقوملنا بالسلامة
قبضت دريه علي يده تضغط عليها بقوة وهي تمتم بضعف
=توعدني يا عز ..؟!
هز رأسه بتأكيد وهو يغضط علي يدها بالمقابل
=اوعدك يا جدتي...
انتفضت حياء واقفة بذعر عندما فتح باب غرفتها بقوة لكنها عادت للجلوس بمكانها مرة اخري عندما رأت والدتها تدخل الي الغرفة وهي تهتف بغضب
=ايه يا ست حياء هتفضلي فتحالي المناحه اللي انتي عاملها دي لحد امتي ..؟!
اجابتها حياء بحدة وهي تنظر اليها بنفور قائله
=وياتري المناحه اللي انا فاتحها مين السبب فيها يا ماما ..؟!
اجابتها ناريمان ببرود وهي تتقدم الي داخل الغرفة بخطوات بطيئة
=هيكون بسبب مين يعني ...بسببك انتي طبعاً
انتفضت حياء واقفة تصرخ بكل قوتها
=بسببي انا....انا اللي قعدت اصوت ولميت كل البيت ....
لتكمل بصوت ضعيف مستنكر
=انا اللي كدبت وقولت ان فيه راجل في اوضه بنتي وبيبوسها
اكملت حياء هامسة بغضب وهي تجز علي اسنانها
=انتي...انتي شوفتيه وهو بيبوسني ؟!
وقفت ناريمان تتلاعب بخصلات شعرها بارتباك تجيبها بحدة وهي تتصنع البرود
=ايوه ..شوفته ..وهو بيبوسك.....
صرخت حياء بغضب
=انتي ايه ...؟! انتي ام ازاي ...ازاي ِ
لتكمل بصوت مهزوز ضعيف وهي تقترب منها بخطوات بطيئه
=اي ام تانيه لو كانت دخلت ولقت بنتها في الوضع اللي انتي كدبتي و قولتي عليه ده كانت سكتت وسترت علي بنتها مكنتش فضحتها بس انتي ياريتك حتي فضحتني ده انتي فضحتني و بالكدب
لتكمل بهستريه وهي تضرب قبضتها فوق صدرها مشيرة الي نفسها
=هو انا مش بنتك ...هو انا مفرقش معاكي اوي للدرجه دي
هتفت ناريمان بغضب
=لا بنتي بس مش هتستر علي وساختك ...ِ
قاطعتها حياء بحدة وعينيها تلتمع بغضب
=انا عمري ما كنت وسخه...وانتي عارفة كده كويس
قاطع حديثهم دخول كلاً من والدها ثروت وعمها فخر الذي دخل الغرفةو هو يهتف بغضب
=صوتك جايب اخر البيت ليه ..يعني فوق ما انتي فاجره لا وبجحه كمان
التفتت اليه حياء تجيبه بحده وهي تمسح بتصميم وجهها الغارق بالدموع بكف يدها
=انا مش بجحه ولا انا فاجره...ولا عمري عملت حاجه غلط
صاح بها فخر وهو ينظر اليها بازدراء
=من كتر وساختك وفجرك بقيت شايفه انك تدخلي راجل لأوضتك ف نصاص الليالي حاجة مش غلط
لكن العيب مش عليكي ....
ليكمل وهو يلتفت ينظر الي شقيقه بحده
=العيب علي ابوكي اللي معرفش يربيكي....
تمتم والدها بصوت منخفض مرتبك
=مش وقته ..مش وقته يا فخر ياخويا كلامك ده
صاح فخر بغضب
=اومال وقته امتي ...ياما قولتلك تشد عليها متسبلهاش الحبل وياما مراتك كانت تتصل بيا وتشتكيلي من عمايلها السودا ..كنت انت فين وقتها
التفت ثروت ينظر الي ناريمان بلوم
لكنها بادلت نظراته تلك ببرود
صاحت حياء بغضب وهي تشير نحو والدتها
=كل كلامها كان كدب ...انت ساكت ليه يا بابا ما تنطق
صاح عمها فخر بغضب وهو يندفع نحوها ممسكاً بشعرها بين يديه يجذبه بقوه
=انتي كمان هتكدبي امك...انتي صنفك ايييه
اخذت حياء تصرخ بالم محاولة الافلات منه اقترب منه ثروت قائلاً
=سيبها ...ياخويا هي...هي اكيد متقصدش
صاح فخر بغضب وهو يلتفت نحوه يرمقه بلوم
=متقصدش !! برضو يا ثروت برضو بدافع عنها مستنيها تعمل ايه تاني...مش ناقص غير انها تمرمغ شرفك في الارض يمكن وقتها تحس وتفهم الل.....ِ
=سيبها يا باشا.....
قاطع حديثه صوت عز الدين الدين الحازم والذي كان واقفاً بمدخل الغرفه عينيه مسلطه علي يد والده الممسكة بحزم شعر حياء والتي كانت تصرخ متألمه بينما كان كلاً من والده وعمه يتجادلان
التفت فخر الي ولده قائلاً بغضب
=اسيبها....وبعد ما اسيبها استني ايه....استني لما تفرط في نفسها بجد المرة الجايه ولا استني لما تهرب وتركبنا العار
اجابه عز الدين وهو يتقدم داخل الغرفة بخطوات بطيئة متمهله
=حياء تحت مسئوليتي انا...يعني من النهاردة مش هتقدر حتي تتنفس الا لما تاخد اذن مني
شعرت حياء بالنيران تندلع بداخلها فور سماعها كلماته تلك لتهتف بغضب
=ليييه كنت الجاريه اللي اشترتها بفلوسك.......
لكنها لم تكمل جملتها صائحه بالم عندما جذب عمها شعرها بشدة وهو يهتف
=صوتك مسمعهوش...انتي فاهمه
اقترب منهم عز الدين يجذبها مبعداً يد والده عنها وهو يجيبها ببرود متجاهلاً صراخ والده
=لا هتبقي مراتي ......
ليكمل وهو يلتفت نحو عمه ثروت الواقف بوجه متوتر
=انا بطلب ايد حياء منك يا عمي
صاحت حياء بغضب تنفض يده الممسكه بذراعها بقوة وهي تتراجع الي الخلف
=علي جثتي ...علي جثتي اتجوزك.....
جذبها عز من ذراعها مرة اخري يضغط عليها بقوة قائلاً وهو يجز علي اسنانه بغضب
=معلش يا جماعة ياريت تسيبوني لوحدنا شويه
ليكمل وهو يلتفت نحوها ينظر اليها بسخرية لاذعه
= اصل عايز مراتي المستقبلية في كلمتين
خرج الجميع علي الفور من الغرفه الا والدها الذي كان يقف متردداً بمكانه ينظر بضعف الي حياء التي اخذت تهز رأسها له رافضه تطلب منه عدم المغادرة وتركها بمفردها معه
سأله عز بنفاذ صبر حين لاحظ نظراته المتردده تلك
=خير يا عمي ...في حاجه؟!
انتفض ثروت قائلاً بارتباك
=هاااااا...لا يا عز يا بني ابداً مفيش
ليكمل وهو يخرج من الغرفة بخطوات بطيئه
=انا..انا خارج اهو.....
التفت عز الدين نحوها فور مغادرة والدها الغرفة ممسكاً بوجهها بين قبضته يعتصر وجنتيها بقوة متجاهلاً صرخة الالم التي صدرت عنها قائلاً بفحيح غاضب جعل رعشة من الخوف تتسرب بداخلها
=اسمعي كويس الكلام اللي هقولهولك دلوقتي لاني مش هعيده تاني....