اخر الروايات

رواية غمزة الفهد الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية غمزة الفهد الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم ياسمين الهجرسي




رواية(غمزة الفهد حب بالمصادفه) مسجله حصرى بأسمى ياسمين الهجرسى ممنوع منعا باتا النقل أو الاقتباس أو النشر فى اى موقع أو مدونه أو جروب او صفحه حتى ولو شخصيه من دون اذنى ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسأله القانونيه
--------------------
سبحان الله وبحمده✨️ سبحان الله العظيم
------------------

لا تكسر الجسور مع من تحب.. فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء أخر يعيد الماضي.. ويصل ما أنقطع.. فأذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربما ينتظرك عمر أجمل...

حركته الهوجاء جعلت الرعب يدب بأوصالها، لوهله جفلت من قربه وارتعشت بين يديه، ولكن تحديه السافر لها أنها ملكيته الخاصه، جعلت دمائها تفور كقدر موضوع على موقد نار، ثوانى ونجحت فى استعادت توازنها، دفعته بعيد عنها باحتقار، جعلته يستفيق من جنة قربها على نار مستعره تطل من عينيها، ولكن المثير للدهشه ومضت عينيها سريعا بلمعه تحدى براقه أذهبت بعقله، من كانت ترتعش بين يديه منذ قليل تقف الآن تنظر له باستعلاء ترفع حاجبيها وتقوس فمها تهز رأسها من الأسفل للأعلى بسخريه تتفحصه من رأسه لأخمص قدميه، فى لمح البصر وتحت ذهوله انتابتها حاله هيتسيريه ضحكات بدأت بابتسامه تشع عذوبه وكأنها لم تتجرع الألم على يده، وتلتها قهقهات جنونيه صاخبه وكأنها لم تجرب مرارة البكاء جرار أفعاله، وهو يقف يشاهدها بفاه مفتوحه وعينين جاحظه لا يفهم عليها معنى لتصرفها..

هدأت شيئا فشيئا وبدأت تصفق بكفوفها ببلاهه ابتلعت قهقهاتها وهى تشير عليه بتقزز وكأنه لا يزن شئ
صاحت بفظاظه
-- بقى أنت جاى تحاسبنى وواقف تتبجح عليا.. وبتتهمنى فى شرفنى وانت ابعد ما يكون عن الشرف.. أنت مين أصلا عشان تنهى وتؤمر فى حياتى.. بقى أنت ياللى كلك عيوب جاى تعيب فيا أنا..

تصنمه والحزن الذى صبغ وجهه أرهب داخلها ولكنها أدعت القوه ولم تعيره اهتمام..
تابعت وهى تشير عليه بنفور:
-- وهى مين دى اللى ملكيه خاصه لجانبك.. أنت اتجننت رسمى أنا أبعد ليك من بُعد السما عن الأرض.. أنا الحلم اللى تفضل تحلم بيه وميتحققش..

هاجت أكثر وتلفظت باستهجان
-- أنت أكتر واحد مينفعش تكون أمانى وسندى.. أنت مينفعش تكون الراجل اللى احط راسى على صدره وأنام وأنا جوايا مطمن أنه لا هيخون ولا يغدر بيا.. أنت متنفعش أقول عليه سر سعادتى.. أنت مينفعش تكون بيتى الدافى اللى يحمنى من غدر الأيام وخذلانها.. أنت اللى كسرته فى قلبى حاجه اكبر من أن كلمة حب تحيه، أنت ضجيج جرحك لسه بيوجعنى.. طريقتك فى الأذى كانت قاسيه فمتجيش تفرشى لى الأرض ورد وتقولى معلش.. اعتذارك مرفوض وياريت يفضل بينا حدود..

وقف متصنم يستمع لها ودموعه خير دليل على الحسره التى اعتصرت قلبه من حديثها اللاذع المهين لكرامته، جعلته ينزف دون إراقة دماء، ينتحب بأنين صامت، أنفاسه المهدوره سكنت ضلوعه لم تبرحها ود لو سكنت للأبد بدلا من أن يعيش تلك اللحظه، دقات قلبه تتقارع متنازعه مع بعضها البعض تقيم حروب بين كرامته وعقله ولمن الغلبه لا يدرى..

حدث نفسه بتيه وعبراته تسيل بلا اراده منه:
-- رفقا بى يا من أحببتك فكل كلمه منك مزقت أوتارى.. كيف السبيل لى فى الحياه بدونك.. كيف أحيا فى بعدك.. كنت أتمنى أن تنتهى قصتنا بشكل أفضل من هذا..

اما هى اندفعت ترميه بقذيفه متعددة الطلقات من كلمات مدمره مزلزله لكيانه، ضغطت بكل ما أوتيت من قوه على كل جروحه، لم تنتبه لنفسها الا عندما طال صمته دون أن يردعها، دموعه كانت كنصل سكين حاد غرز بقلبها ولا تعلم سبب لذلك، ارتجفت أوصالها تحجر مقلتيه وتجمر صحن عينيه الذى استحاله للاحمر القانى من يراه يجثم أن شعيراته الدمويه ستنفجر من كثرة حبسه لانفعالاته ودموعه التى تستبيح محياه بلا رحمه، شفقت على حاله ونبض قلبها بعنف يزجرها وكأنه تناسى أفعاله المشينه معها، ولكن سريعا تفادت نظراته ولملمت شتات نفسها وأخذت حقيبتها واندفعت تغادر غير عابئه بحزنه، فيكفيها ما تجرعت على يداه فغدره لا يمكن أن يمحى من الذاكره...
--------------------

هرولت "بسنت" مغادره وبداخلها زحمه من الأفكار واضطرابات مشاعر غير محتمله قلبها يكاد ينفطر من شدتها، على عكس هجومها عليه تغصها نظره الضياع التى شاهدتها تسكن بمقلتيه، ومن مفارقات مشاعرها رغم المراره والسخط والألم من تصرفاته معها، بداخلها يحسها على المسامحه، بعد فورة الغضب التى اجتاحتها من تقربه وتودده لها تشعر بالخجل والذنب..
رغم تمسكها أمامه الا انها بمجرد أن صعدت سيارتها سمحت لعبراتها بالأنهمار لا تدرى متى و كيف توغلت أفعاله لثنايا روحها، عبراته التى سالت على وجنتيه وهو متصنم لا يتفوه بحرف يسمع ما ترميه به من وابل كلمات فظه وكأنها سهام محمومه لمست نبضات خافقها فزادت من سرعة تدفقه لا تدرى أحسره عليه أم على تذبذب مشاعرها، فى تلك اللحظه أرادت أن تجرى عليه تأخذه بأحضانها تواسي روحه المتألمه، فى كل مره يقع التصادم بينهم دوما ما تلمس عذاب وألم يمزق روحه..
مضى بعض الوقت وهى بين متاهات التفكير الى أن وصلت لمنزلها، هبطت من سيارتها ركنتها وترجلت للداخل، لم تحبذ أن تدخل وهى على هذه الوضعيه حتى لا تثير قلق وتساؤل الجميع، جلست على الاريكه الموضوعه تحت تكعيبة الزهور المجاوره للمنزل، ارتخت فى جلستها واتكأت بظهرها على مخدعها، أغمضت عينيها تعيد برأسها شريط ذكريات مواقفها معه منذ بداية صدفة لقائهم..

--------------------

حملته رياح الحب العاتيه لعاصفه جديده هبت لتطيح بأمله الوليد في حبها إلى أحضان الصقيع ليتجمد قلبه من برودة الاشواق..
انطلق "ريان" تائه هائم على وجهه لا يعرف له سبيل يسلكه، حديثها اللاذع استباح كرامته وطعن فؤاده،
جعله يتلظى بصمت وكأنه على صفيح ساخن..
بعد لف كثير وصل حيث مزارعهم الخضراء أخذ يتنقل بين الأرضي والأشجار لتشهد الطبيعه على معاناته وما يجثم على صدره من أحزان أهلكت روحه بلا رحمه.. ظل يسير بين بين حفيف الأشجار ونسمات الهواء تداعب وجهه تواسي جراح روحه..
زفر شهيق وزفير بعد مشي طويل ينفث فيه عن صدى كلماتها الشبيهه بالرصاص.. اقترب من جذع شجره عتيقه كان تستظله في طفولته وصباه.. جلس تحتها وأصوات الرياح تعزف على جراحه بشجن.. اتكئ برأسه للخلف وأخذ يسترجع كل مواقفهم سويا الى أن وصل لنهاية المطاف بينهم ليتوصل لحقيقه واحده أنهما قطبان متنافران صعب التلاقى..
حدث نفسه بضياع
-- العيب فيا ولا فيها.. طب هى مش حاسه بحبى.. طب مش شايفه أنى بدأت اتغير عشانها..

نهره عقله
-- اكيد العيب فيك أنت بدايتك معها كانت غلط من حقها تترعب منك

أجابه بألم
-- انا عارف مأنكرتش بس بحاول اتغير.. أنا مش ملاك عايز فرصه وأيد تمسك فيا تدينى أمل أنى استاهل أحب واتحب كتير عليا..

سالت دمعاته تغزو روحه قبل وجنتيه وهو يردد:
-- الحب بيتولد من لا شئ، وبيموت بأى شئ.. وأنا كنت غبى موته قبل ما يتولد..

ظل هكذا تعصف به الأفكار تخنقه تاره تهاجمه تاره حتى لفحه الهواء العليل وغفى فى أحضان الطبيعه..
-----------

فى نفس الاثناء انتاب القلق فهد على أخيه الذى اختفى دون أن يعلمه برحيله، مر الكثير من الوقت والهواجس تفتك برأسه من شعوره بأن أخيه يمر بوقت عصيب، أدار اتصال على من وكله ليتتبع أثره ويؤتيه بأخباره حرصا منه على ألا يسلك طريق العربده ويرجع لما كان عليه مع أصحاب السوء، تحدث معه وعلم منه وضع أخيه المرهق ومكان تواجده، أمره بفتح كاميرا الهاتف يصلطها عليه كى يطمئن قلبه أكثر أنه بخير، غص على حال أخيه الذى تبدل عما كان فى الصباح، ولكن توقع أنه حدث أمرا ما بينه وبين محبوبته، أمر الحارس أن يظل يراقبه من بعيد دون تدخل ويتابعه بأخباره أول بأول..

على جانب آخر تصاعد رنين هاتفه ليكون المتصل أحمد يخبره بموافقة والده وانتظارهم مساء اليوم، سُر بالخبر ولكن سريعا ما تذكر حال أخيه وعدم مقدرته للذهاب بدونه كيف يطاوعه قلبه يفرح وأخيه حزين، استأذن من أحمد بتأجيل الموعد للغد حتى تتأهب العائله للزياره، احترم أحمد رغبته ووافقه الرأى مغلقا معه الهاتف، ابتسم فهد على ظنونه التى كانت تفتعل الافاعيل برأسه من هاجس أن الموضوع سوف يتعرقل..

تطلع لهاتفه وسحب الشاشه للأعلى ثم دخل على شات محادثات الواتس أب يشاهد صورتها الموضوعه على الدردشه هاتفا بأريحيه:
-- كان قلبى هيقف من قلقى ليكون موضوعنا اترفض.. بس الحمد لله عدت على خير عقبال ما تتكتبى على اسمى ياغمزتى هتشاهد.. طريق الوصول ليكِ صعب ربنا يقدرنى واتخطاه..
أنهى أعماله وغادر المصنع ليخبر العائله بالخبر المنتظر..
--------------------- متنسوش لايك القرأه وكومنت برأيكم

مضى بعض الوقت وأتى "أحمد" من الخارج، ترجل من سيارته وسار للداخل، وجد بسنت تجلس ولا تعى لمن حولها، ساوره القلق عليها خطى نحوها يناديها

بنبره عطوفه صاح عليها:
-- بسنت بسبوسه مالك ياماما قعده لوحدك كده ليه..

انتبهت بسنت لصدى كلماته فتحت عينيها واعتدلت ترفع رأسها تنظر له هاتفه بود:
-- سلامتك يا"أحمد" انا كويسه.. بس كنت مرهقه قولت أقعد فى الهوا شويه أجدد نشاطى..

اومأ لها بهدوء ولكن محياها الحزين أثار خوفه، جلس جوارها وهو يربت على كفيها بحنو قائلا باستفهام:
-- هو ممكن نتكلم شويه..

اكتفت بسنت بهز رأسها

تسائل أحمد بجديه مبطنه بعطف:
-- شايفك متغيره بقالك فتره ومش عاوز اقتحم خصوصياتك وبقول معاك غمزه هى أقرب حد ليكِ فينا وتعتبر مش أختك وبس دى كمان تعتبر صاحبتك الوحيده ومخزن اسرارك.. بس أنا أخوكِ وشايف حاله جديده عليك.. ديما سرحانه مشتته حاسك متلخبطه.. اغلب الوقت قفله على نفسك.. مش بتقعدي معنا زى زمان..

تنهدت بسنت بحراره كمن ينصهر داخلها، كلمات أخيها مست روحها، هى مفتقده حوارتهم سويا فهو يعتبر الأب الروحى لها، الناصح والمرشد الأمين لحياتها..

ابتسامه لم تصل لعينيها زينت ثغرها وهى تقول:
-- هو انا مش متغيره بالمعنى اللى انت حاسه ده.. بس تقدر تقول مضغوطه كتير فى الشغل مع حوار كده ل عزه صاحبتى واكله بيه دماغى كل يوم فهتلاقينى ده اللى واخدنى منكم عشان بنفضل نتكلم كتير فى مشكلتها..

كذبت على غير عادتها وهذا منعطف خطير مخالف لطبعها وتربيتها، خجلت من نفسها لكذبها على أخيها، ولكن اخباره بالحقيقه بمثابة دمار شامل للعائله..

طالت نظرات أحمد لها وهو يرى تأرجح بؤبؤ عينيها وقبلها تلعثمها فى سرد حديثها ليستشعر كذبها، لم يريد الضغط عليها ولكن تلطف فى النظرات وأهداها ابتسامه جميله وهو يقول:
-- طب مش احنا متعودين المشكله تتحل لما تنقسم على اتنين.. احكيلى يمكن اساعدك فى حل مشكلة صاحبتك "عزه"..

بدهاء الأخ الواعى لكل كبيره وصغيره تخص أخته
تابع باستفسار:
-- بس إلا قوليلى دى صاحبه جديده عشان اول مره اسمعك تقولى اسمها..

ابتلعت بسنت جفاف لعابها فهذا اسم وهمى من تأليفها..

أجابته بإحراج:
-- دى صاحبه جديده اتعرفت عليها من فتره قصيره فى شغل خارجى كنت بنفذه خارج المكتب.. بس كونا صحوبيه بسرعه هى ارتاحت لى وأنت عارف أنى مش بحب أصد حد يكون محتاج لى اساعده..

أوما لها بتريث وداخله يخبره أن احساسه صحيح وأخته بها شئ ما، فهل يعقل أن يكون ما يشعر به صحيح..
تظاهر بالاقتناع وعقب عليها:
-- تمام ياستى ربنا يكتر من محبينك.. أنتِ أى حد ببشوفك بيحبك يابسبوسة.. كفاية التزامك وأخلاقك العاليه.. ملكيش فى حوارات البنات.. احكيلى بقى مالها صاحبتك اللى شغله عقلك كده وواخداك مننا شكل حوارها كبير.

وقعت فى المحظور وكذب تلاه كذب، نهرت نفسها متحدثه بحزن:
-- ماذا فعلت بحالى كى أصل لهذه النقطه، من متى وأنا بى هذه الصفه الدميمه، أخى لا يستحق منى هذا، ياالله ماذا على أن أفعل هل اقص عليه ما حدث منذ البدايه، أم أبوح بتضارب مشاعرى التى غزت قلبى وعصفت برأسى..

انتبهت على أحمد وهو يربت على وجنتيها يسترجعها من شرودها، ينظر لها برفعة حاجب وهو يهز رأسه يحثها على الحديث...

أومأت وهى تزفر نفسها بتروى كى لا يستشعر توترها
هاتفه بخفوت:
-- بص ياأحمد هو الموضوع حالة حب صاحبتى أول مره تقع فيها ومشاعرها ملخبطه ومش عارفه تاخد قرار.. هو غنى جدا ومن عيله كبيره وهى مستواهم زينا كده متوسطين الحال بس ناس محترمه ومش بتوع مشاكل..

استجمعت شجاعتها وأكملت تقص جزء من الحقيقه :
-- أول لقاء بينهم كان صدفه زى ما يكون القدر مرتبها عشان تشوفه هى اصلا مكنتش تعرفه مجرد سمع بس من بعيد لبعيد.. بس صدفه كانت غريبه ومن بعدها كل ما تشوفه تحصل مشكلة معاه.. ولما صارحها بحبه كانت بطريقه غلط.. صدته بكل قوتها بس كان مشاعرها ناحيته بدءت تتحرك..

صمتت ثوانى وكأن حروف الكلام اعتقلت بحنجرتها فما ستتفوه به صعب ولكن ما باليد حيله هى فى امس الحاجه لناصح أمين يرشدها على درب يسلكه قلبها، وضعت يدها على صدرها تستمد القوه من خافقها الذى ينبض بشده..
وتابعت بخحل:
-- هو للأسف ليه ماضى مش كويس لعبى وبتاع بنات.. وسهر وشرب.. هو مش من نفس دنيتها خالص هى بتصلى وبتصوم وعارفه حدود دينها..

استرسلت بغصه
-- بس هى لاحظت فى الفتره الاخيره أنه بدء يتغير.. بس هى ديما حطه ماضيه حاجز بينهم.. مش قادره تديه ثقتها لانه متقلب المزاج وعصبى.. وآخر مقابله بينهم نهت أى محاوله منه أنه يكون متعشم فى حبها وسمعته كلام جارح يهين كرامة أى راجل فى مقتل..

لمعت حدقتى أحمد بدهشه من حديثها، ألهذا الحد أخته واقعه فى الحب، هو ليس بتلميذ أن يلتمس فى صوتها نبرة عشق جديده على احبالها الصوتيه، هى تقص عليه وكأنها هى صاحبة الموضوع، تأثرها بالكلام مبالغ به أن يكون خاص بصديقتها..

ولكن ضرب رأسه طيف "ريان" لا يعلم سبب لهذا ولكن هى مشتته الحال منذ اشرافها على ترميم حريق المزرعه، شبك مواصفات الحبيب المزعوم، وكان هو الأقرب لهذه المواصفات فهو ابن كبير البلده ويعتبر من أغنياء المحافظه، والصفات الأخرى تنطبق عليه بحذافيرها ف "ريان" ذات سيط واسع بمغامراته فى المركز بالاضافه لدراسته بالقاهره عززت من سهراته ونزواته..

والأخطر وهذا ما داهم عقله أن مشاعرها بدأت تستحوذ على تفكيرها، معنى هذا أنها ليست علاقه عابرة من طرف واحد ولكن هى بدأت تستميل عاطفيا له، وهذا التأرجح مؤشر غير مبشر بالمره ف "ريان" غير أهل بها، استعان بالله فهى شقيقته الوحيده وعليه ردعها عن ذلك الطريق حتى لا يؤثر سلبا على مستقبلها، فهما لا يشكلوا ثنائى جيد لاقامة حياة زوجيه وأسريه سليمة البنيان..

تنحنح بخشونه متحدث بود ولين
-- بصى يابسنت الحب مش عيب ولا حرام.. مشاعر صاحبتك تحترم أنها مسمحتش لنفسها أنها تنجر معاه فى علاقه مشبوهه.. والجميل أنها عارفه عيوبه وأنها تعتبر أكتر من مميزاته حتى لو بيحاول يظهر أنه بيتغير..

تابع بجديه
-- بس تعالى نشوف كده دى واحده بتصلى وبتصوم وحافظة كتاب الله.. بتراعى ربنا فى كل كبيره وصغيره.. ناجحه فى شغلها ولسه قدامها مستقبل مبهر مستنيها.. ياترى واحد بالأخلاق دى هيقدر يكون قوام عليها.. يعنى ينفع يكون سند وأمان ليها.. مش كل الناس اللى بتوعد بالتغيير بيكونوا قد الوعد وبيلتزموا ويتغيروا عشان حبهم اللى اكيد هينتج منه اولاد.. اللى من عينة حبيب صاحبتك فرصة أنه يخذلها كبيره.. ودى هتكون ضربه قاتله.. لان عقبال ما هتفوق من حالة الحب اللى عيشه فيها هيكون قرار الرجوع صعب.. الحب لوحده مش بيبنى بيت ويمكن انت اكتر واحده لمسه الموضوع ده. احنا عشناه مع أبونا وكانت النتيجه ساب طفلين مشوهين نفسيا لولا بابا عزت كنا ضعنا احنا وماما.. انصحيها تسيبها منه ده حب مش هيجى من وراه غير التعب.. هى بس عشان لسه المشاعر دى جديده عليها مش عارفه تاخد قرار.. مش يمكن هو بيظهر التغير عشان هى صنف جديد استعصى عليه فقال لما ادخل اجرب اللعبه دى وهو مش خسران حاجه الخسران الوحيد فى الحوار ده بيكون البنت لان مشاعرها اللى هتندبح على ايده بيفضل نزيفها بيدمى قلبها مهما مرت سنين عليها..

ربت على وجنتبها وهو يلثم جبهتها قائلا بحب أخوى:
-- مش كل حب يستاهل اننا نفتح له قلبنا.. وكونى حذره من الكلام المعسول ده ممكن يكون فخ بيدس السم فى العسل عشان يلف حوليكى خيوطه العنكبوتيه ومتعرفيش تهربى منه.. ابعدى عن اللى يكسرك ويدمر عيلتك..

الرفق واللين والنصيحه كانت خير كلام أنهى به أحمد حديثه مع شقيقته بسنت، بحب تحدث، بحنو تفهم، بود أرشد، فكان نعم الأخ، تركها تشاور نفسها وغادر وهو يدعو الله أن يرزقها حسن الاختيار..

أما بسنت كلماته أصابت أعماق قلبها، فبنهاية حديثه استشفت منه وكأن أخيها استنبط أن هوية مشاعرها ما هى إلا لها، وضعت يدها على فمها بذهول، هل كانت مشاعرها مفضوحه لهذه الدرجه،
زجرت نفسها
-- ياويلى كيف سيفكر فى الان
هل سيظن أنى خنت ثقته فى..

ردد عقلها يجيب بصرامه:
-- كلا يااخى أنا على وعدى معك.. أصون كرامتى وشرف عائلتى بروحى.. ولو على ترنح مشاعرى فهى مازالت وليده ساؤئدها وهى بمهدها ولا يكن لها على سلطان.. فمعك كل الحق أركان العشق عنده مفتقره للدعامات التى تقوى روابطه
وتجعله مؤهل لقيام أسرة سوية البنيان يغمرها الحب والأمان..
وصلت لتلك القناعه وقامت تقصد شقتهم وهى تشحذ عزيمتها بأن ما فعلته هو الصواب....

____________متنسوش لايك القرأه وكومنت برأيكم

تخطى الوقت منتصف الليل ولم يأتى "ريان" تأخيره أثار قلق الجميع ولكن "فهد" طمأنهم أنه تحت عينيه ويعرف أين يتواجد، هدأت الأجواء وكلا منهم صعد ليستريح، إلا هو تفاخم الضيق والقلق بصدره، فتح شرفة غرفته وسحب مقعد واقترب من سور الشرفه ووضعه وجلس عليه ينتظر حضوره محدثا نفسه بقلق:
-- كل ده تأخير معقول مكفكش من الضهر خارج ليه تعمل فى نفسك كده.. أيه ممكن يكون حصل بينكم خلاك تنهار بالشكل ده.. أنا مصدقت نفسيتك اتحسنت وجسمك بدأ يستجيب للعلاج..

مضى بعض الوقت حتى شاهده يدخل بسيارته ساحة الدوار، حمد ربه على سلامته واتكئ بأريحيه يريح ظهره ينتظر صعوده كى يطمئن عليه..

-------------------- متنسوش لايك قبل القرأه وكومنت برايكم

فى بهو الدوار تجلس الحجه راضيه تمسك مسبحتها تسبح عليها بعد أن أقامت الليل تصلى وتناجى ربها بصلاح حال عائلتها..
دلف ريان مكفهر الوجه متعب البدن والإرهاق يأخذ من عافيته الكثير..
سمت الحجه راضيه بالله الواحد الأحد وهُلع قلبها على منظر حفيدها المدمى للقلوب..
صاحت تنادى عليه بخوف هاتفه:
-- مالك ياريان" ياولدى فيك أيه كف الله الشر.. متأخر ليه مش اتفجنا هتبعد عن المشى البطال.. وتنتبه لنفسك وتراعى ربنا فى تصرفاتك عشان ربنا ينجيك.. أوعى ياولدى تكون رجعت لطريج الشيطان من تانى..
نطقت كلماتها دفعه واحده بخوف تلوت منه أحشائها..

بوهن خطى يجلس ريان جوارها قائلا بخفوت:
-- متقلقيش ياجدتى أنا بخير.. وان شاء الله ربنا يقوينى ومهما يحصل مش هرجع للطريق ده تانى..

عقبت عليه الجده راضيه وهى تمسد علي كتفه بعطف هاتفه:
-- أومال فيك أيه متغير وهذلان وكنك راجل فى الستين شايل هموم الدنيا على كتافه..

أجابها ريان باختناق
-- ممكن أنام على رجلك وترقينى زى زمان ياجدتى.. عايز أحس بالأمان والحب اللى نسيته لما خرجت من حضنكم..

جذبته الجده راضيه من منكبيه وقبضت على رأسه تريحها على فخذها ثم هتفت بحنو:
-- أنت تؤمر ياجلب ستك من جوه.. هرجيك وأنت تجول أيه بيك.. احكى وفضفض حملك يخف كل عٌجده وليها حلال..

أخذت الجده راضيه ترقيه، ومع تلاوتها بدأت حصون ريان تتصدع، سالت دموعه بصمت وهو يعض على أصابعه كى لا تسمع جدته شهقاته..
ولكن قلب الأم كأداة الاستشعار، أحست بارتجافة بدنه وهو بأحضانها وعبراته تبلل فخذها، شهقت فزعه والخوف يغزو تجاعيد محياها الستينى، بسطت راحتها تكفكف عبراته..
وهى تقول بحزن:
-- ليه كده ياولدى بيك أيه.. جطعت جلبى.. ارحم شيبتي وجولى بيك ايه وان شاء الله تلاجى راحتك عندى..

ابتلع ريان شهقاته وأردف بغصه
-- هو أنا ياجدتى وحش لدرجة مينفعش حد ياحبني..

رتبت الجده راضيه على وجنتيه
هاتفه بشفقه:
-- مين جال أكده ياحبيبى.. أنت تستاهل حب الدنيا كلاته.. وجلبك مش أى حد يستاهل حبه.. ولا أنت أى حد ينفع تديله حبك.. جلبك غالى ميصنهوش غير غالى..

أجابها بأنين:
-- بس هى غاليه قوى وقلبها ألماس وحب الدنيا كله تستاهله وميكفيهاش..

تنهدت الجده راضيه بوجع على تكتم حفيدها والأسى الذى يحمله صوته فى نبراته..

هتفت بالين تداعبه:
-- شكلك طبيت فى الحب يابن سعد وهتجول كيف الشعرا والمغنوتيه.. ناجص تضرب على الربابه ياوِلد..

افرج ريان عن شفتيه بابتسامه بسيطه قائلا
-- هبقى مجنون "بسنت" قريب ياجدتى.. قلب حفيدك عليل بحبها ومش لاقي لى دوا فى عشقها..

ابتسمت الجده راضيه هاتفه بمرح
-- أمسك هنا وُجَف هو ده مربط الفرس.. مين الحلوه "بسنت" اللى خطفت جلب حفيدى وداب فى هواها..

اعتدل ريان وغير وضعيته وتقوس على جهة اليسار فى وضع الجنين ودفن رأسه فى صدرها وبسط زراعه يضم خصرها يتمسح بها كالطفل الصغير يستمد منها الحنان والأمان..

تنهد ريان بشجن قائلا:
-- بسنت دى ياجدتى البنت الوحيده اللى قدرت تزلزل قلبى من أول نظره.. بنت زى ما قال الكتاب مفيهاش غلطه وللأسف أنا كلى غلطات.. أنا وهيا زى الأبيض والأسود لُقانا مستحيل..

صفعته الجده راضيه على رأسه هاتفه بمشاكسه:
-- مين جال بجى إكده.. دى بدلة العريس سوده وفستان العروسه أبيض.. واسمها ليلة العمر ومبيلجوش غير الألوان دى اللى تتوج فرحتهم.. يبجى كيف مُيلُجوش على بعض..

بنبره حنونه تابعت بتوضيح:
-- بص ياولدى مفيش مخده بتشيل اتنين حلوين ولا اتنين وحشين.. لازم هتلاجى كفه تطب على كفه.. يعنى لو هى بيضه وحلوه هتلاجيه هو أسود وخشن.. لو هو طبعه جاسى هتلاجيها هى حنينه.. لو هو بخيل هتلاجيها هى معطاءه وسخيه.. دى حتى الفلوس عمرها ما كانت وش واحد لازمن بوشين ملك وكتابه..

أخذت الجده راضيه نفس بتروى عندما استكان وتراخى جسده من تشنجه عما كان منذ قليل..
أردفت بتعقل
-- هى دى سُنة الحياه ياولدى لو كل اتنين كانوا زى بعض كانت البيوت اتخربت.. كانوا هيجفوا لبعض الند بالند.. كل واحد هيشوف نفسه على التانى.. ربنا مبيعملش حاجه الا لما تكون فى صالح العبد.. بس العبد نفسه جصير وملول وديما بيبص للى فى يد غيره ويجول اشمعنا.. على الرغم لو بص للى فى يده هيلاجى خير وهو مش حاسس بيه.. مبيعرفش يدبر فى حكمة ربنا من اللى بيعملهوله.. عشان أكده بيفضل العبد فى كبد مش عجبه حاله..

عقب ريان على حديثها بخفوت
-- يعنى فى أمل تبادلنى حبى..

أجابته الجده راضيه بحكمه
-- الأمل فى الله كبير ياولدى..
بس احكيلي عشان أجدر اتفهم واشور عليك فى الصح.. كل حكايه ليها وشين وأنت وشطارتك لو صادك فى حبك هتحكى الكلام بدون زِوَج يكون فى صالحك ولا هتنجص منيه ويكون فى تجليل منها وضرر ليها..

ابتلع "ريان" غصه مريره تشق صدره من مرارة ما سيقصه عليها، ولكن جدته هى ملجأه الوحيد الآن بعد ربه، فهو فى أشد الاحتياج للنصح والارشاد ليعبر متاهة عشقه ويلوذ بمن عشقها الروح..

زفر تنهيده طويله وبدء يقص عليها ما افتعله مع بسنت منذ أول لقاء بينهم أثناء اشرافها على أعمال ترميم حريق المزرعه، وما تلاه من مضايقات ومحاولة اغتصاب فاشله من طرفه، وصد قوي شرس من طرفها أدت الى طعنه كانت من الجائز أن تودى بحياته، أخذ يقص ويسترسل المواقف التى جمعت بينهم وكيف بغباءه وتهوره الأرعن كان مصدر خوفها وهلعها يحكى وعبراته لا تتوقف وكأنها أرادت أن تغسل روحه ففاضت عن بُكرة أبيها تهطل بغزاره كهطول المطر فى فصل الشتاء كى ينقى الجو من الشوائب..
عندما انتهى انتحب ينعى حظه قائلا:
-- هى دى ياجدتى حكايتى معها من غير ما أنقص منها حرف.. عرفتى ليه بقول طريقنا مش واحد.. عشان بدل ما أكون ليها الأمان كونت مصدر خوفها.. بدل ما أديها حب حولته بأيدى لكره.. بقت بتترعب منى وكل ما أحاول أقرب تبعد عني بالمشوار...

صدمه، تلاها، ذهول، وختمتها حسره على حفيدها مما استمعته من دنائة أفعاله، ولكن عليها ارشاده لتخطى تلك المرحله..
مدت يدها وقبضت على منكبيه ترفع رأسه من على فخدها، اعتدل ريان فى جلسته ولكن مطأطأ الرأس خجل من نفسه..
بسطت الجده راضيه راحتيها ومسحت على وجهه تكفف عبراته، وشددت براحتيها تضم وجهه بعطف هاتفه بشفقه:
-- بصى ياولدى أهم حاجه فى موضوعك ده أنك معترف بغلطك وندمان وبتحاول تصلح من نفسك.. و أى علاج بدايته صعبه وطعمه مر وممكن لما تستوحش طعمه تحاول تبطله.. وخاليك عارف حبك كانت بدايته غلط، عشان أكده لما صارحتها بحبك كان ضعيف وهش مجبلتوش.. وده حقها محدش يغلطها.. الغلط راكبك من ساسك لراسك.. أنت اللى اتسرعت وجطفت ثمرة حب شجرته مش راسيه ومده جذورها فى الأرض.. عشان أكده مهما تعمل رياح ماضيك معها هتعصف بحبك
لازمن لاول تجوى جدور حبك عشان الثمره تزهر وتديك الطرح اللى يسعد جلبك..

هز ريان رأسه بتفهم ولكن ارادا الاستزاده أردف باستفهام:
-- يعنى تشورى عليا بأيه ياجدتى.. أنا بحاول أبدأ من جديد.. قطعت علاقتي بكل الماضى.. وبدأت اتعالج.. ونزلت المصنع مع فهد.. وبقيت بتعامل معها برسميه
قال الأخيره وعينيه تلمع ببسمه ماكره..

عقبت عليه الجده راضيه
-- شوف ياريان ياولدى..
الجشة في البحر يحركها التيار، والغصن على الشجرة تحركه الريح، والإنسان وحده هو اللي بتحركه إرداته..
يعنى تفهم من كلامى ده أيه.. لازمن ولابد يكون عندك إراده وعزيمه تتغير عشان نفسك لاول وبعدين عشان خاطر حبك.. حب نفسك وطهرها من العَكَره عشان تجبرها أنها تحبك.. وحاجه كمان الرجوله أفعال مش أجوال.. يعنى لازمن تتحكم فى نفسك مش غريزتك هى اللى تتحكم فيك.. أظن أنت فهمنى
قالت كلمتها الأخيره بمغزى هو يعلم مقصده..

مسح ريان على جبتهته بإحراج وهو يهز رأسه مؤيد حديثها فى صمت..
أخذته الجده راضيه فى صدرها تضمه بود تبثه الأمان تمده بالحنان فلابد من مد جسور الثقه وهدم أسوار الخذلان حتى يعود كما كان..
--------------------
يتبع..



التاسع من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close