رواية جاسر ويارا كبريائي يتحدي غرورك الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم نورهان محمود
كبريائي يتحدى غرورك - الفصل ٢٨
صباح يوم جديد
تقف يارا بالشرفة لتنشر الغشيل .. و لكن ترى مشهد يجعلها تقف فى صدمة
لنرى المشهد بتفاصيله
ظهرت سيدة من عدم و اخذت تسير بالشارع .. يبدو عليها التعب الشديد .. فقد كانت تجر قدميها لتستطيع المشى .. تحمل فى يدها اكياس الخضار .. ثم دون سابق انزار تسقط ارضا .. و لكنها مازالت ملقاه على الارض .. ﻻ احد يعرف هل هى ماتت .. ام هى فقط مغشيا عليها .. ﻻ احد يقترب منها خوفا من ان تكون ميتة و يتهمون بها .. يقفون من بعيد يشاهدون ما سيحدث .. هل ستفيق ام ستظل هكذا
كانت يارا تتابع المشهد بصدمة .. هل لم يعد للمروءة و الرجولة مكان .. ذهبت لدوﻻبها و ارتدت ما وصل اليه يدها .. ثم ارتدت طرحتها التى تزينها و اخذت زجاجة مياه .. لربما تكون مغشيا عليها فقط .. فتحت الباب و نزلت مسرعة
نزلت وجدت الناس مازالوا يشاهدون ما يحصل و ﻻ احد يقترب منها
اقتربت منها يارا و جلست على ركبتها
كانت تسمع لكلام الناس من حولها فمنهم من يقول " البت دى مجنونة " .. " يا بنتى انتى مش خايفة حد يتهمك فيها " لم تستمع لكل هذه الكلمات التى ﻻ تعنى لها شئ .. فتحت الزجاجة و رشت على وجه السيدة بعض الماء .. بدأت السيدة تفيق شئ فى شئ
نظرت ليارا بابتسامة لم تدرك يارا معنها و قالت : شكرا يا بنتى
سندتها يارا و قالت بحنان : قومى يا حاجة .. هو حضرتك بيتك بعيد
السيدة : اه يا حبيبتى .. مش عارفة هروح ازاى رجلى مش شايﻻنى
كانت يارا تشعر بالحيرة اتوصل السيدة الى بيتها ام ﻻ
نظرت يارا للسيدة و قالت بتردد : تعالى يا حجة .. هوصلك
السيدة : ﻻ يا بنتى .. متتعبيش نفسك
يارا بابتسامة : تعبك راحة يا حجة .. امسكت يارا شنط الخضار و اسندت
السيدة و ذهبت معها
************
يستيقظ حازم على صوت رنين هاتفه .. يقوم بتكاسل كالعادة .. يمسك هاتفه بعتقاد منه انها نيره
حازم بنوم : ايوة يا نيره
المتصل : احم احم انا جانيت .. اسفة لو كنت صحيت حضرتك
استيقظ حازم و قال : ﻻ ابدا وﻻ يهمك .. عايزة حاجة ؟!
جانيت : ﻻ ابدا .. انا بس بقالى ساعة بخبط على باب الفيﻻ و حضرتك نايم
حازم : ياااااا دا على كدا انا كنت ميت
جانيت : طب ممكن تفتح الباب وﻻ هنفضل نتكلم فالموبيل
حازم : حاضر ثوانى
ذهب حازم و فتح الباب .. وجدها تقف و تمسك بعض الاكياس فى يدها .. و تنظر له بابتسامة جذابة .. ظل ينظر لها بنبهار شديد و هو يقول لنفسه " يخربيتك .. انا 10 دقايق كمان و هضعف .. 10 دقايق ايه ؟؟ دا انا اصﻻ ضعفت " .. وجد نفسه تلقائيا يغلق الباب بوجهها .. و لكنه بعض ثوانى ادرك فعلته .. ففتح الباب مجددا
حازم بابتسامة : سورى يا جانيت .. الباب كان معلق .. فكان ﻻزم اقفله تانى
جانيت بابتسامة : ﻻ وﻻ يهمك .. ممكن ادخل
حازم بنفس الابتسامة : ﻻ
جانيت بستغراب : افندم !!
حازم : قصدى اتفضلى طبعا دا انتى تنورى .. ثم قال بصوت منخفض : دا انتى منورة اصلا
دخلت جانيت الى المطبخ و اخرجت الطعام من الاكياس ووضعتها بالثلاجة .. و تركت بعض الطعام لتصنع الفطور
دخل وراءها حازم و قال بستغراب : انتى بتعملى ايه ؟!
جانيت : بعمل الفطار
حازم بدهشة : لمين ؟!
جانيت : لحضرتك
حازم بستغراب : هو فى سكرتيرة بتعمل فطار
جانيت بابتسامة : ﻻ بس انا غير اى سكرتيرة .. و بعدين مستر شريف موصى عليك جدا
حازم : اوك انا هروح اخد شاور و اغير هدومى
جانيت بابتسامة : اوك
ذهب حازم اما جانيت فظلت تحضر الفطور الى ان سمعت صوت هاتف يرن
ظلت تتبع الصوت الى ان وصلت لغرفة نوم حازم .. امسكت الهاتف وجدت المتصل نيره .. كانت فى حيرة من امرها .. اترد عليها ام ماذا !! .. ظل الهاتف يرن الى ان انقطع الاتصال
خرج حازم من الحمام الملحق بالغرفة و هو يرتدى البرنس .. وجدها بالغرفة .. فلف يده حول جسده و هو يصتنع الخضة : يا فضحتى .. ثم نظر ليدها .. وجدها تمسك هاتفه فقال بحدة : انتى بتعملى ايه هنا !! و ماسكة موبيلى ليه ؟!
جانيت بتوتر : اصل .. اصل هو كان بيرن و انا مكنتش عارفة ارد وﻻ اعمل ايه ؟!
اخذ منها الهاتف و قال بحدة : طب اتفضلى انتى دلوقتى .. شوفى كنتى بتعملى ايه ؟؟
جانيت : حاضر
غادرت جانيت الى المطبخ .. اما حازم فجلس على السرير و اتصل بنيره
نيره : ايه يا بنى كنت فين ؟!
حازم : كنت باخد شاور و مسمعتش الموبيل
نيره بعتاب : و متصلتيش بيا امبارح ليه ؟!
حازم : بعد ما قفلت معاكى .. نمت و لسة صاحى من شوية
اتت جانيت فى هذه اللحظة و قالت : بشمهندس حازم الفطار جاهز .. و لكنها ﻻحظت انه يتحدث فالهاتف فقالت : اسفة مخدتش بالى و غادرت .. كان حازم فى هذه اللحظة يود ان يخلع شبشبه و يقذفها به
حازم : نيره
نيره بضيق : باى .. ابقى خلى السنيورة تنفعك
حازم : انتى سمعتى .. دا صوت التلفزيون اصلا
نيره بضيق و هى تقلد صوت الفتاه التى سمعته : بشمهندس حازم الفطار جاهز .. دا فيلم ايه دا ؟
حازم : دا مسلسل على القناه الثالثة .. بس خلص للاسف
نيره : والله !!
حازم : ﻻ حرام احلف كذب .. دى السكرتيرة بتاعى
نيره بغيظ : طب غور من هنا عشان انا مش طايقاك .. احسن انك سافرت .. انا مستريحة من اقرفك اصلا
حازم ليغيظها : اوك هغور افطر مع جانيت
نيره بغيظ : يا رب يا حازم يجيلك تلبوك معوى عشان تفطر مع زفتة
حازم ليغيظها : مادام جانيت حاطيت اديها فالاكل .. على قلبى زى العسل
نيره بغيظ : مستفز و بارد
حازم ببرود : عارف
نيره بضيق : و بعدين تعال هنا سكرتيرة ايه دى اللى تعمل فطار
حازم بحيرة : و الله معرف .. انا نفسى كنت مستغرب
نيره : طب يلا سلام دلوقتى .. عشان هروح البس عشان الجامعة
حازم : اوك .. خلى بالك من نفسك .. يلا ﻻ اله الا الله
نيره : محمد رسول الله
اغلق حازم معاها و ارتدى ملابسه و ذهب ليفطر
**************
دق جاسر غرفة المكتب و دخل
جاسر : صباح الخير يا بابا
عز الدين : صباح النور
جاسر : هااا حضرتك اقنعت ماما
عز الدين : ايوة يا حبيبى و هى موافقة
جاسر بفرحة : شكرا يا بابا .. انا هروح اخد معاد من مامتها بقى
عز الدين : هو بابها فين ؟!
جاسر : متوفى ربنا يرحمه
عز الدين : اوك
غادر جاسر غرفة المكتب وجد نيره تنزل من على السلالم و هى ترتدى ملابسها و تحمل كتبها
جاسر بستغراب : انتى راحة فين ؟!
نيره بابتسامة : راحة الجامعة
جاسر بجدية : مش انا قولت مفيش خروج دلوقتى
نيره بجدية : جاسر احنا مش هنوقف حياتنا عشان واحد زى دا
جاسر بجدية : نيره حبيبتى يا ريت تسمعى الكلام عشان انا خايف عليكى
نيره بضيق : طب و الجامعة
جاسر : انا كدا كدا خارج هروح اعمل البطاقة و كل الحاجات اللى كانت فالمحفظة .. و هشوف العمال عشان الشركة .. و بعدين اروح المستشفى عشان افك الخياطة .. و بعد كدا اكلم المحامى اشوف عمل ايه فالقضية .. و بعد كدا اروح عند يارا عشان اخد معاد من مامتها .. فهبقى اعدى على الجامعة بتاعتك اجبلك المحاضرات
نيره : ﻻ حرام عليك مش عايزاهم .. دا انت هتتعب اووى انهارده .. مش ﻻزم تجبهم انهارده
جاسر : اوك ربنا يسهل .. بس اهم حاجة متخرجيش
نيره : حاضر
خرجت نيره لحديقة الفيلا و جلست على الارجوحة
وجدت حبيبة تاتى من بعيد و تجلس بجانبها .. فجاءت لتقوم فامسكت حبيبة يدها لتجلس ثانية
نظرت لها نيره بضيق و قالت : عايزة ايه ؟!
حبيبة : عايزاكى تسمحينى
نيره : قولى يا رب
حبيبة : يا رب .. سمحينى بقى
نيره بضيق : مش قادرة اسمحك و مش هضغط على نفسى.....و تركتها و دخلت
***********
فى غرفة كوثر .. يدخل عليها جاسر و يقبل يدها و يقول
جاسر بابتسامة : كنت عارف انك مش هترفضيلى طلب
كوثر بضيق : مش انت مبسوط
جاسر بابتسامة : اه اووى .. اخد معاد منهم امتى ؟!
كوثر بضيق : و الله برحتك .. ما انت بتختار و تحب و تعمل كل اللى انت عايزه من غير رأينا .. و لما بتخده مش بيهمك و بتعمل اللى فى دماغك برده
جاسر و قد تلاشت الابتسامة من على وجهه و قال بجدية : انا دا اكتر قرار خدته و مقتنع 100 % انه صح
كوثر بضيق : اعمل اللى انت عايزه .. براحتك
جاسر بجدية : اتفق مع مامتها على بكرة ايه رأيك ؟!
كوثر بضيق : و الله قولت براحتك انا كدا كدا مش هروح معاك .. اسأل ابوك
جاسر بجدية : ازاى مش هتجى معايا .. دا انتى لو كنتى مرات ابويا كنتى جيتى
كوثر بضيق : لو كنت مرات ابوك .. كنت هفرح فيك .. لكن انا امك يعنى مقهورة انى بعد تعبى عليك عشان تطلع راجل مرموق متعلم .. تروح تتجوز واحدة عادية
جاسر بجدية : مين قالك انها عادية انتى شوفتيها .. قبلتيها .. اتكلمتى معاها .. ﻻ .. يبقى متحكميش عليها يا ماما
كوثر بنفعال : دى عصتك عليا من قبل ما تبقى فى بيتك .. امال لما تبقى فى بيتك هتعمل ايه ؟!
جاسر بجدية : عايز اقولك انها متعرفيش اى حاجة عن كلمنا دا
كوثر بضيق : اعمل اللى انت عايزه براحتك
جاسر بجدية : عموما انا هتفق مع مامتها على بكرة حضرتك عايزة تجى اهلا و سهلا .. و براحتك برده
كوثر بضيق : عايز تتجوزلى واحدة تربية ستات
ضحك بسخرية و قال بجدية : زينا ما احنا تربية حضرتك يا ماما .. عمر ما بابا كان فاضى انه يربينا
*********
ظلت يارا تمشى مع السيدة الى ان احست بالتعب ... و لكنها لم تريد ان تشعر السيدة بهذا
ظلت يارا تتحدث معاها فى امور شتى و تبتسم و تعاملها معاملة حسنة ... اما السيدة فكانت تنظر لها نظرات شفقة و عطف .. ثم وقفت دون سابق انذار
و قالت بشفقة : روحى يا بنتى .. روحى بسرعة
نظرت لها يارا بستغراب و قالت : هو مش حضرتك قولتى اننا قربنا .. خلاص هوصل حضرتك
السيدة بشفقة : ما هو عشان قربنا .. انتى ﻻزم تمشى
يارا بستغراب : انا مش فاهمة حاجة
ربتت السيدة على كتفاها و قالت بشفقة : انتى بنت طيبة جدا و ربنا بيحبك .. و انا ضميرى صحى فى اخر لحظة
يارا بدهشة : انا مش فاهمة حاجة
السيدة : مش ﻻزم تفهمى اهم حاجة انك تمشى من هنا بأسرع وقت .. و حولى تتحكمى فالطيبة بتاعتك دى
نظرت لها يارا و قالت بعدم فهم : انا مش فاهمة حاجة بس حاضر
**************
فى باريس تحديدا فالشركة .. يجلس حازم و امامه الكثير من الاوراق التى ﻻ يفهم منها اى شئ .. يتصل حازم بجانيت فتأتى مسرعة
جانيت بابتسامة : امرك مستر حازم
حازم بعدم فهم : ايه الورق دا .. انا مش فاهم فيه اى حاجة
جانيت بابتسامة : ما انا قولت لحضرتك افهم حضرتك طبيعة الشغل لكن حضرتك رفضت .. اكيد ﻻزم متبقاش فاهم فيه اى حاجة .. عشان الورق دا ملوش اى علاقة بالهندسة وﻻ التصاميم
حازم بحيرة : طب و العمل ؟!
جانيت بابتسامة : انا ممكن اقعد مع حضرتك و افهمك
حازم : اوك
لفت جانيت ووقفت بجانبه ثم نزلت بجسدها قليلا وسندت على الكرسى الذى يجلس عليه و امسكت الاوراق و كادت ان تبدأ بالشرح
نظر حازم لقميصها المفتوح ثم نظر فالاتجاه الاخر و استغفر ربه و قال بضيق شديد : انا بفهم من بعيد على فكرة
ابتعدت جانيت عنه بحرج و جلست بكرسى امامه .. ثم بدأت تشرح له طبيعة العمل .. بعد ان انتهت من الشرح قالت : ها حضرتك كدا فهمت
حازم بابتسامة : اه فهمت طلعت حاجة سهلة
جانيت : طب كويس .. حضرتك عايز حاجة تانى
حازم بجدية : اه ياريت تبقى تشوفى خدامة .. بدل ما تتعبى نفسك الصبح
جانيت بابتسامة : ﻻ يا مستر حازم مفيش تعب
حازم بجدية و اكنه لم يستمع لكلامها : ياريت تشوفيها فى اسرع وقت
جانيت بضيق : اوك هشوفها
حازم بجدية : تقدرى تتفضلى
**************
عند جيهان .. عندما تحدث معها الرجل
قامت مسرعة و صعدت الى غرفتها فالفندق .. وجدت يوسف يقف فالشرفة و يتحدث فالهاتف
سمعت اخر كلمات قالها : هما اسبوعين كمان و خلاص
دخلت جيهان للشرفة فقال يوسف للشخص الذى يتحدث معه : خلاص اقفل انت دلوقتى
احتضنها يوسف و قال : ايه يا حبيبتى .. طلعتى ليه دا انا كنت لسة نازلك
جيهان : اصل فى حيوان تحت ضايقنى
يوسف : سيبك منه اديكى قولتى حيوان .. و بعدين ﻻ عاش وﻻ كان اللى يضايق حبيبتى
جيهان و هى تحتضنه و تقول بستغراب : ايه صح اللى بعد اسبوعين و خلاص
يوسف بابتسامة غريبة : دى صفقة يا حبيبتى
جيهان : اه اوك
**************
يتحدث على بالهاتف بغضب
على بغضب : يعنى ايه .. منزلتش انهارده وﻻ بصيت من البلكونة وﻻ اى حاجة
السيدة : ﻻ يا على باشا .. الظاهر ان حد منبه عليها متخرجش
على بغضب : اكيد حبيب القلب
السيدة : معرفش بقى يا باشا .. انا عملت اللى عليا .. و فضلت مستنيها و مخرجتش و بعدين بقى الخطة اللى حطيتها دى متنفعش خالص .. هو فى حد طيب كدا
على بغضب : اه انا سمعت انها لو شافت عصفورة بتتوجع هتقعد تسعادها
السيدة : طب مدام هى طيبة و كويسة كدا حضرتك عايز تأذيها ليه ؟!
على بغضب : و انتى مالك يا ولية انتى ... انتى ليكى تخدى فلوسك و خلاص .. ثم قال بعصبية : جربى بكرة كمان
السيدة نافية : ﻻ يا على بيه .. انا انهارده جتلى ضربه شمس اصلا .. و هقعد اتعالج
على بغضب : يا بنت ************* العربون يجيلى و الا و الله لكون اذيكى انتى كمان
السيدة بسخرية : حاضر .. اذا كان على العربون حاضر .. بس متحلفش بالله بس
على بسخرية : خضرة الشريفة بتتكلم .. ثم قال بعصبية : غورى يا ولية
اغلق الهاتف بعصبية و جلس يشم المسحوق الابيض الذى من دونه ﻻ يستطيع العيش .. ليفكر فى خطة جديدة لينتقم من يارا و جاسر
*************
كانت تمشى بالشارع بسرعة فائقة .. ﻻ تعلم ما الذى تتحدث عنه تلك السيدة
كادت ان تقع بدل المرة .. الف مرة
وجدت من يمسكها من كتفاها و يقول : ...........
صباح يوم جديد
تقف يارا بالشرفة لتنشر الغشيل .. و لكن ترى مشهد يجعلها تقف فى صدمة
لنرى المشهد بتفاصيله
ظهرت سيدة من عدم و اخذت تسير بالشارع .. يبدو عليها التعب الشديد .. فقد كانت تجر قدميها لتستطيع المشى .. تحمل فى يدها اكياس الخضار .. ثم دون سابق انزار تسقط ارضا .. و لكنها مازالت ملقاه على الارض .. ﻻ احد يعرف هل هى ماتت .. ام هى فقط مغشيا عليها .. ﻻ احد يقترب منها خوفا من ان تكون ميتة و يتهمون بها .. يقفون من بعيد يشاهدون ما سيحدث .. هل ستفيق ام ستظل هكذا
كانت يارا تتابع المشهد بصدمة .. هل لم يعد للمروءة و الرجولة مكان .. ذهبت لدوﻻبها و ارتدت ما وصل اليه يدها .. ثم ارتدت طرحتها التى تزينها و اخذت زجاجة مياه .. لربما تكون مغشيا عليها فقط .. فتحت الباب و نزلت مسرعة
نزلت وجدت الناس مازالوا يشاهدون ما يحصل و ﻻ احد يقترب منها
اقتربت منها يارا و جلست على ركبتها
كانت تسمع لكلام الناس من حولها فمنهم من يقول " البت دى مجنونة " .. " يا بنتى انتى مش خايفة حد يتهمك فيها " لم تستمع لكل هذه الكلمات التى ﻻ تعنى لها شئ .. فتحت الزجاجة و رشت على وجه السيدة بعض الماء .. بدأت السيدة تفيق شئ فى شئ
نظرت ليارا بابتسامة لم تدرك يارا معنها و قالت : شكرا يا بنتى
سندتها يارا و قالت بحنان : قومى يا حاجة .. هو حضرتك بيتك بعيد
السيدة : اه يا حبيبتى .. مش عارفة هروح ازاى رجلى مش شايﻻنى
كانت يارا تشعر بالحيرة اتوصل السيدة الى بيتها ام ﻻ
نظرت يارا للسيدة و قالت بتردد : تعالى يا حجة .. هوصلك
السيدة : ﻻ يا بنتى .. متتعبيش نفسك
يارا بابتسامة : تعبك راحة يا حجة .. امسكت يارا شنط الخضار و اسندت
السيدة و ذهبت معها
************
يستيقظ حازم على صوت رنين هاتفه .. يقوم بتكاسل كالعادة .. يمسك هاتفه بعتقاد منه انها نيره
حازم بنوم : ايوة يا نيره
المتصل : احم احم انا جانيت .. اسفة لو كنت صحيت حضرتك
استيقظ حازم و قال : ﻻ ابدا وﻻ يهمك .. عايزة حاجة ؟!
جانيت : ﻻ ابدا .. انا بس بقالى ساعة بخبط على باب الفيﻻ و حضرتك نايم
حازم : ياااااا دا على كدا انا كنت ميت
جانيت : طب ممكن تفتح الباب وﻻ هنفضل نتكلم فالموبيل
حازم : حاضر ثوانى
ذهب حازم و فتح الباب .. وجدها تقف و تمسك بعض الاكياس فى يدها .. و تنظر له بابتسامة جذابة .. ظل ينظر لها بنبهار شديد و هو يقول لنفسه " يخربيتك .. انا 10 دقايق كمان و هضعف .. 10 دقايق ايه ؟؟ دا انا اصﻻ ضعفت " .. وجد نفسه تلقائيا يغلق الباب بوجهها .. و لكنه بعض ثوانى ادرك فعلته .. ففتح الباب مجددا
حازم بابتسامة : سورى يا جانيت .. الباب كان معلق .. فكان ﻻزم اقفله تانى
جانيت بابتسامة : ﻻ وﻻ يهمك .. ممكن ادخل
حازم بنفس الابتسامة : ﻻ
جانيت بستغراب : افندم !!
حازم : قصدى اتفضلى طبعا دا انتى تنورى .. ثم قال بصوت منخفض : دا انتى منورة اصلا
دخلت جانيت الى المطبخ و اخرجت الطعام من الاكياس ووضعتها بالثلاجة .. و تركت بعض الطعام لتصنع الفطور
دخل وراءها حازم و قال بستغراب : انتى بتعملى ايه ؟!
جانيت : بعمل الفطار
حازم بدهشة : لمين ؟!
جانيت : لحضرتك
حازم بستغراب : هو فى سكرتيرة بتعمل فطار
جانيت بابتسامة : ﻻ بس انا غير اى سكرتيرة .. و بعدين مستر شريف موصى عليك جدا
حازم : اوك انا هروح اخد شاور و اغير هدومى
جانيت بابتسامة : اوك
ذهب حازم اما جانيت فظلت تحضر الفطور الى ان سمعت صوت هاتف يرن
ظلت تتبع الصوت الى ان وصلت لغرفة نوم حازم .. امسكت الهاتف وجدت المتصل نيره .. كانت فى حيرة من امرها .. اترد عليها ام ماذا !! .. ظل الهاتف يرن الى ان انقطع الاتصال
خرج حازم من الحمام الملحق بالغرفة و هو يرتدى البرنس .. وجدها بالغرفة .. فلف يده حول جسده و هو يصتنع الخضة : يا فضحتى .. ثم نظر ليدها .. وجدها تمسك هاتفه فقال بحدة : انتى بتعملى ايه هنا !! و ماسكة موبيلى ليه ؟!
جانيت بتوتر : اصل .. اصل هو كان بيرن و انا مكنتش عارفة ارد وﻻ اعمل ايه ؟!
اخذ منها الهاتف و قال بحدة : طب اتفضلى انتى دلوقتى .. شوفى كنتى بتعملى ايه ؟؟
جانيت : حاضر
غادرت جانيت الى المطبخ .. اما حازم فجلس على السرير و اتصل بنيره
نيره : ايه يا بنى كنت فين ؟!
حازم : كنت باخد شاور و مسمعتش الموبيل
نيره بعتاب : و متصلتيش بيا امبارح ليه ؟!
حازم : بعد ما قفلت معاكى .. نمت و لسة صاحى من شوية
اتت جانيت فى هذه اللحظة و قالت : بشمهندس حازم الفطار جاهز .. و لكنها ﻻحظت انه يتحدث فالهاتف فقالت : اسفة مخدتش بالى و غادرت .. كان حازم فى هذه اللحظة يود ان يخلع شبشبه و يقذفها به
حازم : نيره
نيره بضيق : باى .. ابقى خلى السنيورة تنفعك
حازم : انتى سمعتى .. دا صوت التلفزيون اصلا
نيره بضيق و هى تقلد صوت الفتاه التى سمعته : بشمهندس حازم الفطار جاهز .. دا فيلم ايه دا ؟
حازم : دا مسلسل على القناه الثالثة .. بس خلص للاسف
نيره : والله !!
حازم : ﻻ حرام احلف كذب .. دى السكرتيرة بتاعى
نيره بغيظ : طب غور من هنا عشان انا مش طايقاك .. احسن انك سافرت .. انا مستريحة من اقرفك اصلا
حازم ليغيظها : اوك هغور افطر مع جانيت
نيره بغيظ : يا رب يا حازم يجيلك تلبوك معوى عشان تفطر مع زفتة
حازم ليغيظها : مادام جانيت حاطيت اديها فالاكل .. على قلبى زى العسل
نيره بغيظ : مستفز و بارد
حازم ببرود : عارف
نيره بضيق : و بعدين تعال هنا سكرتيرة ايه دى اللى تعمل فطار
حازم بحيرة : و الله معرف .. انا نفسى كنت مستغرب
نيره : طب يلا سلام دلوقتى .. عشان هروح البس عشان الجامعة
حازم : اوك .. خلى بالك من نفسك .. يلا ﻻ اله الا الله
نيره : محمد رسول الله
اغلق حازم معاها و ارتدى ملابسه و ذهب ليفطر
**************
دق جاسر غرفة المكتب و دخل
جاسر : صباح الخير يا بابا
عز الدين : صباح النور
جاسر : هااا حضرتك اقنعت ماما
عز الدين : ايوة يا حبيبى و هى موافقة
جاسر بفرحة : شكرا يا بابا .. انا هروح اخد معاد من مامتها بقى
عز الدين : هو بابها فين ؟!
جاسر : متوفى ربنا يرحمه
عز الدين : اوك
غادر جاسر غرفة المكتب وجد نيره تنزل من على السلالم و هى ترتدى ملابسها و تحمل كتبها
جاسر بستغراب : انتى راحة فين ؟!
نيره بابتسامة : راحة الجامعة
جاسر بجدية : مش انا قولت مفيش خروج دلوقتى
نيره بجدية : جاسر احنا مش هنوقف حياتنا عشان واحد زى دا
جاسر بجدية : نيره حبيبتى يا ريت تسمعى الكلام عشان انا خايف عليكى
نيره بضيق : طب و الجامعة
جاسر : انا كدا كدا خارج هروح اعمل البطاقة و كل الحاجات اللى كانت فالمحفظة .. و هشوف العمال عشان الشركة .. و بعدين اروح المستشفى عشان افك الخياطة .. و بعد كدا اكلم المحامى اشوف عمل ايه فالقضية .. و بعد كدا اروح عند يارا عشان اخد معاد من مامتها .. فهبقى اعدى على الجامعة بتاعتك اجبلك المحاضرات
نيره : ﻻ حرام عليك مش عايزاهم .. دا انت هتتعب اووى انهارده .. مش ﻻزم تجبهم انهارده
جاسر : اوك ربنا يسهل .. بس اهم حاجة متخرجيش
نيره : حاضر
خرجت نيره لحديقة الفيلا و جلست على الارجوحة
وجدت حبيبة تاتى من بعيد و تجلس بجانبها .. فجاءت لتقوم فامسكت حبيبة يدها لتجلس ثانية
نظرت لها نيره بضيق و قالت : عايزة ايه ؟!
حبيبة : عايزاكى تسمحينى
نيره : قولى يا رب
حبيبة : يا رب .. سمحينى بقى
نيره بضيق : مش قادرة اسمحك و مش هضغط على نفسى.....و تركتها و دخلت
***********
فى غرفة كوثر .. يدخل عليها جاسر و يقبل يدها و يقول
جاسر بابتسامة : كنت عارف انك مش هترفضيلى طلب
كوثر بضيق : مش انت مبسوط
جاسر بابتسامة : اه اووى .. اخد معاد منهم امتى ؟!
كوثر بضيق : و الله برحتك .. ما انت بتختار و تحب و تعمل كل اللى انت عايزه من غير رأينا .. و لما بتخده مش بيهمك و بتعمل اللى فى دماغك برده
جاسر و قد تلاشت الابتسامة من على وجهه و قال بجدية : انا دا اكتر قرار خدته و مقتنع 100 % انه صح
كوثر بضيق : اعمل اللى انت عايزه .. براحتك
جاسر بجدية : اتفق مع مامتها على بكرة ايه رأيك ؟!
كوثر بضيق : و الله قولت براحتك انا كدا كدا مش هروح معاك .. اسأل ابوك
جاسر بجدية : ازاى مش هتجى معايا .. دا انتى لو كنتى مرات ابويا كنتى جيتى
كوثر بضيق : لو كنت مرات ابوك .. كنت هفرح فيك .. لكن انا امك يعنى مقهورة انى بعد تعبى عليك عشان تطلع راجل مرموق متعلم .. تروح تتجوز واحدة عادية
جاسر بجدية : مين قالك انها عادية انتى شوفتيها .. قبلتيها .. اتكلمتى معاها .. ﻻ .. يبقى متحكميش عليها يا ماما
كوثر بنفعال : دى عصتك عليا من قبل ما تبقى فى بيتك .. امال لما تبقى فى بيتك هتعمل ايه ؟!
جاسر بجدية : عايز اقولك انها متعرفيش اى حاجة عن كلمنا دا
كوثر بضيق : اعمل اللى انت عايزه براحتك
جاسر بجدية : عموما انا هتفق مع مامتها على بكرة حضرتك عايزة تجى اهلا و سهلا .. و براحتك برده
كوثر بضيق : عايز تتجوزلى واحدة تربية ستات
ضحك بسخرية و قال بجدية : زينا ما احنا تربية حضرتك يا ماما .. عمر ما بابا كان فاضى انه يربينا
*********
ظلت يارا تمشى مع السيدة الى ان احست بالتعب ... و لكنها لم تريد ان تشعر السيدة بهذا
ظلت يارا تتحدث معاها فى امور شتى و تبتسم و تعاملها معاملة حسنة ... اما السيدة فكانت تنظر لها نظرات شفقة و عطف .. ثم وقفت دون سابق انذار
و قالت بشفقة : روحى يا بنتى .. روحى بسرعة
نظرت لها يارا بستغراب و قالت : هو مش حضرتك قولتى اننا قربنا .. خلاص هوصل حضرتك
السيدة بشفقة : ما هو عشان قربنا .. انتى ﻻزم تمشى
يارا بستغراب : انا مش فاهمة حاجة
ربتت السيدة على كتفاها و قالت بشفقة : انتى بنت طيبة جدا و ربنا بيحبك .. و انا ضميرى صحى فى اخر لحظة
يارا بدهشة : انا مش فاهمة حاجة
السيدة : مش ﻻزم تفهمى اهم حاجة انك تمشى من هنا بأسرع وقت .. و حولى تتحكمى فالطيبة بتاعتك دى
نظرت لها يارا و قالت بعدم فهم : انا مش فاهمة حاجة بس حاضر
**************
فى باريس تحديدا فالشركة .. يجلس حازم و امامه الكثير من الاوراق التى ﻻ يفهم منها اى شئ .. يتصل حازم بجانيت فتأتى مسرعة
جانيت بابتسامة : امرك مستر حازم
حازم بعدم فهم : ايه الورق دا .. انا مش فاهم فيه اى حاجة
جانيت بابتسامة : ما انا قولت لحضرتك افهم حضرتك طبيعة الشغل لكن حضرتك رفضت .. اكيد ﻻزم متبقاش فاهم فيه اى حاجة .. عشان الورق دا ملوش اى علاقة بالهندسة وﻻ التصاميم
حازم بحيرة : طب و العمل ؟!
جانيت بابتسامة : انا ممكن اقعد مع حضرتك و افهمك
حازم : اوك
لفت جانيت ووقفت بجانبه ثم نزلت بجسدها قليلا وسندت على الكرسى الذى يجلس عليه و امسكت الاوراق و كادت ان تبدأ بالشرح
نظر حازم لقميصها المفتوح ثم نظر فالاتجاه الاخر و استغفر ربه و قال بضيق شديد : انا بفهم من بعيد على فكرة
ابتعدت جانيت عنه بحرج و جلست بكرسى امامه .. ثم بدأت تشرح له طبيعة العمل .. بعد ان انتهت من الشرح قالت : ها حضرتك كدا فهمت
حازم بابتسامة : اه فهمت طلعت حاجة سهلة
جانيت : طب كويس .. حضرتك عايز حاجة تانى
حازم بجدية : اه ياريت تبقى تشوفى خدامة .. بدل ما تتعبى نفسك الصبح
جانيت بابتسامة : ﻻ يا مستر حازم مفيش تعب
حازم بجدية و اكنه لم يستمع لكلامها : ياريت تشوفيها فى اسرع وقت
جانيت بضيق : اوك هشوفها
حازم بجدية : تقدرى تتفضلى
**************
عند جيهان .. عندما تحدث معها الرجل
قامت مسرعة و صعدت الى غرفتها فالفندق .. وجدت يوسف يقف فالشرفة و يتحدث فالهاتف
سمعت اخر كلمات قالها : هما اسبوعين كمان و خلاص
دخلت جيهان للشرفة فقال يوسف للشخص الذى يتحدث معه : خلاص اقفل انت دلوقتى
احتضنها يوسف و قال : ايه يا حبيبتى .. طلعتى ليه دا انا كنت لسة نازلك
جيهان : اصل فى حيوان تحت ضايقنى
يوسف : سيبك منه اديكى قولتى حيوان .. و بعدين ﻻ عاش وﻻ كان اللى يضايق حبيبتى
جيهان و هى تحتضنه و تقول بستغراب : ايه صح اللى بعد اسبوعين و خلاص
يوسف بابتسامة غريبة : دى صفقة يا حبيبتى
جيهان : اه اوك
**************
يتحدث على بالهاتف بغضب
على بغضب : يعنى ايه .. منزلتش انهارده وﻻ بصيت من البلكونة وﻻ اى حاجة
السيدة : ﻻ يا على باشا .. الظاهر ان حد منبه عليها متخرجش
على بغضب : اكيد حبيب القلب
السيدة : معرفش بقى يا باشا .. انا عملت اللى عليا .. و فضلت مستنيها و مخرجتش و بعدين بقى الخطة اللى حطيتها دى متنفعش خالص .. هو فى حد طيب كدا
على بغضب : اه انا سمعت انها لو شافت عصفورة بتتوجع هتقعد تسعادها
السيدة : طب مدام هى طيبة و كويسة كدا حضرتك عايز تأذيها ليه ؟!
على بغضب : و انتى مالك يا ولية انتى ... انتى ليكى تخدى فلوسك و خلاص .. ثم قال بعصبية : جربى بكرة كمان
السيدة نافية : ﻻ يا على بيه .. انا انهارده جتلى ضربه شمس اصلا .. و هقعد اتعالج
على بغضب : يا بنت ************* العربون يجيلى و الا و الله لكون اذيكى انتى كمان
السيدة بسخرية : حاضر .. اذا كان على العربون حاضر .. بس متحلفش بالله بس
على بسخرية : خضرة الشريفة بتتكلم .. ثم قال بعصبية : غورى يا ولية
اغلق الهاتف بعصبية و جلس يشم المسحوق الابيض الذى من دونه ﻻ يستطيع العيش .. ليفكر فى خطة جديدة لينتقم من يارا و جاسر
*************
كانت تمشى بالشارع بسرعة فائقة .. ﻻ تعلم ما الذى تتحدث عنه تلك السيدة
كادت ان تقع بدل المرة .. الف مرة
وجدت من يمسكها من كتفاها و يقول : ...........