اخر الروايات

رواية نيران ظلمه الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم هدير نور

رواية نيران ظلمه الفصل الثالث والعشرين 23 بقلم هدير نور



الفصل الثالث و العشرون
.
.
.
كان عز الدين يجر عربة التبضع بيد وباليد الاخرى يحيط بخصر حياء بحمايه فقد مر اكثر من ٣ ساعات وهما يتسوقون من اجل طفلهم دون ان يبتاعوا سوا قطعه واحده فحياء لا يمكنها ان تقبل باى شئ ...
وقفت تتفحص احدى الألعاب الخاصه بالاطفال الرضع هاتفه وهى تمرر يدها برفق فوق بطنها المستدير
=عز تفتكر البيبى هيحبها...؟!
ابتسم عز الدين بحنان شاعراً بقلبه يتضخم بداخل صدره و هو يراقب يدها التى فوق بطنها
=اكيد يا حبيبتى هتعجبه ...
ابتسمت حياء بسعاده وهى تضعها بعربتهم لكنها اسرعت برفعها مره اخرى وهى تتمتم بعدم ثقة
=لا.. حاسه انها مش هتعجبه هشوف حاجه تانيه...
تنهد عز الدين باحباط تاركاً العربه متجهاً نحوهامحيطاً خصرها بذراعه قائلاً بنفاذ صبر
=حياء احنا بقالنا ٣ ساعات بنلف و انتى مخترتيش اى حاجه غير بيبرونه واحدة ..
همت حياء ان تعترض الا انها اغلقت فمها مرة اخرى عندما وقعت عينيها على عربة التبضع الخاصة بهم الفارغة...
ليكمل و هو يمرر يده بحنان بين خصلات شعرها
=انتى كده هتتعبى يا حبيبتى...فايه رايك اشترى كل حاجه هنا و انتى تبقى تختارى براحتك فى القصر
هتفت حياء بدهشه و هى تتراجع الى الخلف
=تشترى كل حاجة ازاى يا عز...هتشترى المحل كله...؟!
لتكمل بحزم وهى تتلفت حولها تضطلع الى المحل الممتلئ بكافه مستلزمات الاطفال الرضع
=لا يا عز ده كتير اوى ...بعدين انا اكيد مش هحتاج كل ده
قاطعها عز الدين و هو يقربها منه
=انتى هتختارى اللى محتاجاه و الباقى هنوديه لدار ايتام يعنى مفيش حاجه هتترمى
اشرق وجه حياء وهى تتمتم بسعاده ممرره يدها فوق قميصه بدلال
=فكره حلوة يا حبيبى...
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما قبض على يدها التى كانت تمررها فوق بقميصه رافعاً اياها نحو شفتيه يلثمها بخفه همست حياء بصوت مرتجف
=عز....
همهم عز منحنى عليها ينوى تقبيلها لكنها انتفضت مبتعده عنه و هي تهتف بذعر
=عز احنا فى المحل...
زفر عز الدين بحده ممرراً يده بين خصلات شعره بغضب و هو يتلفت حوله بالمكان بصدمه فقد ذهب عقله منه مجدداً متناسياً مكان وجودهم فلا يعلم ما الذى يحدث له عندما تصبح بين ذراعيه اقترب منها مرة اخرى متمتماً بحده
=يلا نمشى من هنا بدل ما نتفضح.....
ليكمل وهو ينظر الى الساعه التى بيده
=ميعاد الدكتور كمان ساعه هنروح نتغدا فى اى مطعم بعد كده نطلع عليه على طول
اومأت له حياء بالموافقه بينما ذهب عز الدين الى صاحب المحل واتفق معه على كل شئ ثم اجرى اتصالاً بياسين لكى يأتى و يتمم الاتفاق الذى اجراه معه....
بعد الغداء....
كان عز الدين جالساً بجانب طاولة الكشف التى تستلقى عليها حياء بينما الطبيب يقوم بفحصها
حبس عز الدين انفاسه شاعراً باختفاء العالم من حوله عندما ظهر على شاشة الجهاز بالفحص صورة طفلهم الذى بدأ يتكون انحنى مقبلاً جبين حياء بحنان بينما تناولت يده واضعه اياها فوق صدرها ضاغطة اياها فوق قلبها و عينيها المغشاه بالدموع مسلطه فوق الشاشه تراقب طفلها شاعره بقلبها يتضخم بداخلها بفرح و هى تستمع الى صوت نبضات طفلها...
ابتسم الطبيب قائلاً و هو يلتفت نحوهم
=تحبوا تعرفوا نوع الجنين ايه ..؟!
اجاب عز الدين و حياء فى ذات الوقت
عز= اها......
حياء= لاء....
تمتم عز الدين بضيق من رفضها هذا
=لاء ليه يا حياء.. ؟!
اجابته حياء بصوت منخفض غارزه اسنانها بشفتيها بتوتر
=خايفه....
انحنى نحوها ممرراً اصبعه بحنان فوق وجنتيها المصتبغه بالاحمر
=خايفه من ايه يا حبيبتى ..سواء ولد او بنت فرحتنا هتبقى واحده
هز حياء راسها قائله بصوت منخفض متردد
=انا عارفه ده و متاكده منه....
لتكمل وهى تضغط فوق يده قائلة ببعض الحماس
=طيب ايه رايك ...نستنى ونبقى نعرف يوم الولاده و اهو تبقى مفاجأه لنا....
ظل عز الدين يتضطلع اليها عده لحظات متأملاً القلق الذى بعينيها ليعلم بانها ليست مستعدة بعد لمعرفة نوع الجنين فلايزال الامر برمته غريباً عليها اومأ لها برأسه موافقاً و قد رسم على وجهه ابتسامه حنونه...
خرج عز الدين و حياء من غرفة الفحص كانت حياء تتحدث الى الممرضه بينما كان عز الدين واقفاً ينظر بتردد نحو باب غرفة الطبيب التى غادروها منذ عدة لحظات و هو يقاوم الفضول الذى يتأكله من الداخل حتى لا يعود مرة اخرى للطبيب ...
تنهد بحنق و مستسلماً لفضوله هذا اقترب من حياء هامساً لها
=حبيبتى نسيت اسأل الدكتور عن اسم الفيتامين ...هدخل اسأله و اجى على طول خاليكى هنا...
اومأت له حياء بصمت و هى تبتسم لتعاود التحدث الى الممرضه التى كونت صداقه معها اثناء ترددها المنتظم على عيادة الطبيب فهذا اكثر ما يحبه بها فهى متواضعه مع الجميع و تكون الصداقات مع من حولها ..
دخل الى غرفة الطبيب بعد ان طرق فوق الباب لينهض الطبيب باحترام فور رؤيته له قائلاً
=خير يا عز بيه ..؟!
وقف عز الدين متردداً عدة لحظات قبل ان يتمتم سريعاً
=ولد و لا بنت..؟!
عقد الطبيب حاجبيه قائلاً بهدوء
=عز بيه....
قاطعه عز الدين بنفاذ صبر
=حياء حامل فى ولد ولا بنت..؟!
وقف الطبيب ينظر الى ما خلفه بتردد ليدرك عز الدين ان هناك خطباً ما التفت سريعاً ليجد حياء واقفه خلفه مباشرة اقتربت منه بهدوء ممسكه بيده متمتمه بحنان
=عز مش احنا اتفقنا هنعرف يوم الولاده...
تمتم عز الدين و هو يفرك مؤخرة عنقه بارتباك
=حياء انا مش هقدر استنى 5 شهور كمان علشان اعرف..
وقفت تضطلع اليه عدة لحظات لتتنهد باستسلام عندما لاحظت الحماس الذى يلتمع بعينيه اقتربت منه اكثر سانده رأسها فوق ذراعه الذى قامت باحاطته بيديها تضمه الى صدرها قبل ان تتمتم بصوت ضعيف
=خلاص يا حبيبى..و انا موافقة ..؟!
تمتم عز الدين بصدمه و هو ينحنى نحوها محاولاً التأكد منها
=بجد موافقة...؟!
اومأت حياء برأسها بالايجاب دافنه وجهها بكتفه شاعرة بضربات قلبها تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر صدرها باى لحظه من شدة التوتر...
احاط عز الدين خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه اكثر و هو يلتفت نحو الطبيب ينتظر اجابته كمن يجلس علي جمر مشتعل من شدة التوتر
اجابهم الطبيب بهدوء و هو يبتسم بلطف
=ولد....
شعرت حياء بقلبها يقفز بداخل صدرها فور سماعها ذلك اندفعت تتعلق بعنق عز الدين قافزة بمكانها و هى تهتف بسعادة
=ولد يا عز ...ولد
احاط عز الدين خصرها بحنان جاذباً اياها الى صدره فور ان رأى الطبيب يغادر الغرفه مانحاً اياهم عدة دقائق بمفردهم
تمتم بصوت اجش وهو يبعد خصلات شعرها المتناثرة خلف اذنها
=مبسوطة يا حبيبتى...؟!
اومأت حياء و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه
=جداً ... بصراحه انا كان نفسى فى ولد...
لتكمل وهى تمرر يدها بحنان فوق ملامح وجهه الوسيمه
=علشان يطلع نسخه من باباه ..
لتكمل وعينيها تلتمع بالشغف والحنان
=راجل و قد المسئولية و الكل بيعتمد عليه....
لتكمل و هى تنحنى مقبله صدره موضع قلبه
=والاهم من ده كله انه مفيش فى طيبة قلبه او حنيته...
شعر عز الدين بقلبه يتضخم بصدره و هو يستمع الى كيف تراه بعينيها همس اسمها قبل ان ينخفض مقبلاً جبينها ويدها بحنان...هامساً فى اذنها بصوت اجش متأثراً
=بحبك...
رفعت حياء عينيها الدامعتين اليه هامسه له بصوت مرتجف يكاد يصل اليه عندما رأت الطبيب يدخل الغرفه
=وانا بعشقك....
!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
هتفت تالا التى كانت تتخدث بالهاتف بغضب
=رفضت...رفضت ازاى يا سالم...؟!
لتكمل وهى تعتدل فى جلستها
=انت عارف داوود الكاشف ده عنده ملايين و شركات قد ايه يعنى الشركه اللى قالك هيكتبهالك باسمك دى متجيش نقطه فى بحر فلوسه انت.......
قاطعها سالم بغضب
=انتى بتقولى ايه عايزانى اوافق اسلمله مرات اخويا مقابل انه يكتبلى شركه من شركاته وانه يدعمنى ف السوق ..............
ليكمل بحده جعلت تالا تجفل
=لا طبعاً ....ده انسان باين عليه انه مريض بعدين هو انا متصل بيكى علشان تحاولى تقنعينى..
همست تالا و هى تحكم قبضتها فوق الهاتف تتمتم بهدوء محاوله تصحيح ذلتها تلك
=مش قصدى يا سالم طبعاً انا معاك انك متوافقش بس اتصدمت من عرضه بس مش اكتر ...
قاطعها سالم بنفاذ صبر
=تالا انتى الحل الوحيد اللى قدامى لازم تقولى لعز و تنبيه على اللى الوسخ ده ناوى يعمله لا عز و لا نهى ولا اى حد من العيله بيرد على اتصالاتى....
ليكمل بانكسار و صوت مرتجف
=كلهم قرروا يقطعوا الحثاله اللى فى العيله....حتى رسايلى محدش بيفكر يفتحها و يعرف اللى فيها مش يمكن اكون بموت ومحتاج مساعدتهم....
ليكمل بصوت ضعيف منكسر
=بس عندهم حق ...انا استاهل يتعمل فيا اكتر من كده...
تنحنح قائلاً و هو يشدد من قبضته حول الهاتف حتى ابيضت مفاصله
=المهم يا تالا ...عز لازم يعرف النهارده قبل بكره ..انا متأكد انه هيتصرف مع الكلب ده على طول
ليكمل باضطراب و قلق
=تالا...انا وثقت فيكى و مش معقول كرهك لحياء هيوصلك انك تسكتى ومتبلغيش عز عن حاجة زى دى ....
ليكمل محاولاً بث الذعر بداخلها
=داوود لما هيأذى مش هيأذى حياء بس ...هيأذى عز معها من كلامه عرفت كده ايه هو بيكرهه
قاطعته تالا بهدوء
=متخفش يا سالم .. اكيد مش هقبل ان عز يتأذى...حتى حياء متستهلش تقع تحت ايد واحد سادى بالشكل ده اول ما عز يرجع من برا هبلغه على طول
همهم سالم بالموافقه قائلاً
=تمام...وانا هكلمك بليل علشان اعرف عملتى ايه...
القى سالم الهاتف الذى كان بيده فوق الفراش بحدن فور اغلاقه معها ممرراً يده باحباط بشعره متمتماً بيأس
=انا لازم معتمدش عليها بس و لازم اشوف حل تانى اوصل به لعز ...
ارتمى فوق الفراش بارهاق محاولاً العثور على طريقه اخرى تمكنه من الوصول الى عز الدين الذى اغلق امامه كافة طرق الوصول اليه..

!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان عز الدين مستغرقاً بالنوم بينما كانت حياء مستلقية بالفراش بجانبه تقرء احدى رواياتها عندما انبعثت رائحه فشار بانفها ابتلعت حياء لعابها ببطئ محاولة تجاهل الامر لكن اخذت الرائحة تزداد بشظودة من حولها كلما حاولت تجاهلها فقد كانت تشمها كما لو كان امامها صحن كبير ممتلئ بالفشار..
لتعلم بان هءا هو الوحم الحقيقى الذى كانت تدعيه خلال الفترة الماضية ازداد لعابها بقوه مما جعلها تنهض جالسه ببطئ فوق الفراش اخذت تنظر بتردد لعز الدين الذى كان مستغرقاً بالنوم قبل ان تنهض و تسير نحو باب الغرفه تنوى النزول الى المطبخ وصنع الفشار بنفسها لكنها تراجعت عندما تذكرت اخر مرة حاولت صنعه فى منزل والديها فقد كانت سوف تتسبب فى حرق المنزل كما ان عز الدين قد حذرها من النزول الى الاسفل اثناء الليل بمفردها جلست ببطئ مرة اخرى فوق الفراش وقد اخذت الرائحة تزداد و تزداد بانفها لتتذكر تنبيه جدتها ونهى اليها اذا اشتمت رائحه لطعام ما اثناء حملها فيجب عليها ان تتناوله فى الحال حتى لا تتسبب فى تشوه طفلها...
اقتربت من عز الدين هامسه باسمه بتردد
همهم عز الدين بالايجاب و هو لايزال ناعساً مما جعلها تنكزه فى ذراعه بلطف وهى تهمس
=عز اصحى....
فتح عز الدين عينيه ببطئ واضعاً يده ببطئ فوق ذراعها بحنان وهو يهمس بصوت اجش
=ايه يا حبيبتى فى ايه ...؟!
اجابته حياء بصوت منخفض
=هقولك على حاجه بس متزعقليش...
اومأ لها ببطئ عاقداً حاجبيه بقلق
همست حياء و قد اشتعل وجهها بالخجل
=عايزه اكل فشار ....
انتفض عز الدين جالساً هاتفاً بغضب
=تانى يا حياء ..بتكدبى و بتلعبى تانى احنا مش قولنا هننسى كل اللى فات....
شعرت حياء بقلبها ينقبض بشظة عند سماعها كلماته تلك همست بضعف
=بس انا مش بكدب يا عز.....
قاطعها عز الدين بحده وهو يعود للاستلقاء مديراً ظهره لها بغضب
=ياريت تبطلى شغل العيال ده بقى وتعقلى ...انا عديت اللى عملتيه علشان وقتها كنت غلطان فى حقك لكن اللى بتعمليه دلوقتى ده تقدرى تقوليلى سببه ايه.....
ظلت حياء تضطلع الى ظهره بحسرة شاعره بقبضه حاده تعتصر قلبها تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها مرفرفة برموشها المبللة محاولة كبت دموعها تلك لكنها فشلت عندما انهمرت دموعها فوق وجنتيها كالشلال بينما هربت شهقه حاده منها...
التفت عز الدين اليها فور سماعه تلك الشهقة ليهتز جسده بعنف كمن ضربته الصاعقه عندما رأها لازالت جالسه بمكانها منحنيه على ذاتها بينما تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقات بكاءها انتفض على الفور مقترباً منها جاذباً اياها الى صدره لكنها اخذت تقاومه دافعه اياه بصدره
لكنه شدد من قبضته حولها مما جعلعا تستسلم و تدفن وجهها بصدره تبكى بصمت
بينما زفر عز الدين بضيق من نفسه تمتم بصوت اجش وهو ينحنى يقبل رأسها بحنان
=اهدى يا حبيبتى اهدى... متزعليش انا عارف ان اللى عملته صعب عليكى تنسيه بسهوله و اكيد لسه زعلانه منى و انا المفروض كنت اراعى ده
قاطعته حياء هامسه بصوت مختنق ضعيف و هى تدس وجهها بصدره
=بس انا نسيت كل حاجه و مش زعلانه منك ...
لتكمل وهى تشهق باكيه
=ولا بكدب عليك انا فعلاً شميت ريحة فشار وانا قاعدة وتيتا ونهى كانوا قالولى ان هو ده الوحم و خوفت يحصل حاجه للبيبى علشان كده اضطريت ان اصحيك.....لان خوفت انزل لوحدى تزعقلى...
ابتعد عنها رافعاً رأسها نحوه ليبتلع الغصه التى تشكلت بحلقه فور رؤيته للالم المرتسم بعينيها انحنى فوقها مقبلاً عينيها بحنان و هو يشعر بالندم يجتاحه على حماقته تلك هامساً بصوت اجش
=متزعليش يا حبيبتى ... انا مضايقتش انك صحتينى ...
انا كان كل خوفى تكونى لسه منستيش اللى حصل.... و ارجع معاكى تانى لنقطه الصفر
همست حياء بصوت مرتجف
=بس انا فعلت نسيت ك....
ابتلعت باقى جملتها عندما بدأ عز الدين يلثم وجهها بقبلات متتاليه حنونه و هو يهمس لها معتذراً بصوت اجش حتى توقف اخيراً يسند جبهته فوق جبهتها يتشرب انفاسها بعشق متضطلعاً الى وجهها الباكى ونيران الندم تحترق بداخله نهض ببطئ جاذباً اياها معه حتى اصبحت على قدميها جذبها بحنان بين ذراعيه يحتضنها بشدة مقبلاً اعلى رأسها
=لسه زعلانه منى...؟!
هزت حياء رأسها بالنفى و هى ترسم على وجهها ابتسامه رقيقه فور رؤيتها الندم الذى يلتمع بعينيه لتعلم بان ردة فعله تلك لم تكن الا خوفاً
انحنى مقبلاً اعلى رأسها قبل ان يتجه نحو باب الغرفه جاذباً اياها معه
=طيب تعالى ....
هتفت حياء بتردد
=على فين ..؟!
اجابها وهو يحيط خصرها بحمايه
=هننزل نعمل الفشار اللى سى يوسف طلبه الساعه ٤ الفجر
ابتسمت حياء بفرح وهى تتبعه فور ذكره للاسم الذى اختروه سوياً لطفلهم..
دخل عز الدين الى المطبخ وبصحبته حياء تركها و اتجه نحو خزائن المطبخ باحثاً بها حتى عثر على حبيبات الذرة وضع كيساً ممتلئاً به بين يديها قائلاً
=و ادى الدرة يا ستى اتفضلى يلا اعمليه...
وقفت حياء تنظر بتردد الى كيس الذرة الذى بين يديها عده لحظات قبل ان ترفع رأسها الى عز الدين غارزة اسنانها بشفتيها
=مش بعرف اعمله....
مرر ابهمه فوق شفتيها بحنان محرراً شفتيها من بين اسنانها منحنياً مقبلاً شفتيها بحنان قبل ان يتمتم بمرح و هو يبتسم
=حبيبتى الفاشله...
ضربته حياء بخفه فوق صدره وهى تمتم بحنق
=انا مش فاشله يا سى عز
ضحك عز الدين بخفه متناولاً يدها التى فوق صدره مقبلاً اياها قبل ان يوجهها نحو احدى المقاعد مجلساً اياها فوقه
=طيب اتفضلى اقعدى لحد ما اعملك الفشار
جلست حياء تسند رأسها فوق مرفقيها الذى تضعهم فوق الطاوله و فوق وجهها ترتسم ابتسامه مشرقة بينما تراقب باستمتاع عز الدين و هو يصنع لها الفشار....
اخذت تخبره عما حدث بمنزل والدها عندما حاولت صنع الفشار باحدى الليالى فقد كادت ان تتسبب فى حرق المنزل..
اخذ عز الدين يضحك بمرح
=و زعلانه انى بقولك فاشلة...
شاركته حياء ضحكه هذا و هى تتمتم رافعه حاجبها بغطرسة
=بكره اتعلم كل حاجه و ابهرك با سى عز
اومأ لها عز الدين ضاحكاً و هو يشير لها بيده كانه يبلغها انه بالاحلام..
بعد عودتهم الى غرفة نومهم اجلسها عز الدين فوق الاريكه واضعاً بحضنها صحناً عملاقاً ممتلئ بالفشار ثم تركها وعاد اليها بعد عدة لحظات بكوب من العصير الذى يحرص دائماً ان بكون بالبراد الذى بغرفتها...
ازاحها ببطئ من فوق الاريكة ثم استلقى خلفها يسند ظهره الى مسند الاريكه جاذباً اياها بعد ذلك نحوه لتستلقى ببن ساقيه مسنده ظهرها الى صدره استدارت حياء اليه قائلة بتردد
=انت مش هتنام ...؟!
اجابها بهدوء بينما بجذب احدى الاغضيه فوقهم
= هسهر معاكى نتفرج على فيلم سوا
تمتمت حياء باعتراض و هى تحاول النهوض
=لا يا عز انت لازم تنام كلها ساعتين وهتروح الشغل
جذبها عز الدين بحزم لتستند مرة اخرى فوق صدره محيطاً خصرها بذراعيه مانعاً اياها من الحركة
=قولت هسهر معاكى و لو على الشغل هبقى اروح متأخر شويه..
استكانت حياء باستسلام بين ذراعيه تشاهد الفيلم الذى يعرض بالتلفاز وهى تتناول الفشار استدارت نحو عز الدين هامسه
له وهى تشير نحو صحن الفشار الذى فوق ساقيها
=فشار...؟!
اومأ لها بالموافقه فتناولت بضعاً من الفشار واضعه اياه بفمه وهى تضطلع نحوه بحنان مقبله اسفل ذقنه بشغف ثم اخذت تتناول قليلاً و تطعمه بيدها قليلاً بينما كان عز الدين يقبل يدها بعد كل مره تطعمه بها حتى انهوا الصحن الفشار تماماً...
بعد انتهاء الفيلم التفتت نحو عز الدين تهتف بمرح
=الفيلم فظيع مش كده....
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما وجدت عز الدين يسند رأسه فوق ظهر الاريكه مستغرقاً بالنوم شعرت حياء بقلبها يتضخم بصدرها وهى تراقب بشغف ملامحه التى تصبح الطف اثناء نومه اقتربت منه مقبله خده بحنان قبل ان تستلقى فوقه كلياً دافنه رأسها بعنقه جاذبه الغطاء فوقهم فهى تفضل النوم هكذا على ان تستلقى بالفراش بمفردها لتستغرق بالنوم هى الاخرى سريعاً
فى الصباح...
تلملمت حياء في نومها باهتزاز خفيف اسفل رأسها فتحت عينيها ببطئ عاقدة حاجبيها بدهشه عندما وجدت ذاتها بانها مستلقيه بحضن عز الدين فوق الاريكه لتتذكر ليلة امس تنهدت بسعاده مرتسمه فوق شفتيها ابتسامه حالمه لفت ذراعيها حول عنقه وتشبث جسدها بجسده اكثر
شعرت بيد عز الدين تمر بحنان فوق ظهرها لتعلم بانه مستيقظ ايضاً ابتسمت بخبث وهى تدس وجهها بعنقه اكثر لاثمه اياه بقبلات متتاليه ممرره يدها بشغف فوق جسده...شعرت بجسده يتصلب اسفلها على الفور لكنها استمرت بمهمتها حتى همس باسمها بصوت نافذ الصبر وهو يتدحرج منقلب فى نومته حتى اصبحت هى التى اسفله و تحت رحمته..
اخذ يتأملها عدة لحظات بعينين تعصفان بالرغبه قبل ان ينحنى ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها متناولاً اياها فى قبله حاره شغوفة ظل يمارس هجومه هذا عليها و لم يهدئ حتى سمع صوت تأوهاتها المنخفضه ليغرقان معاً فى بحر شغفهم....

بعد عدة ساعات
نهض عز الدين ببطئ من فوق الاريكه و هو يحمل بين ذراعيه حياء التى سقطت بالنوم مرة اخرى...
وضعها برفق فوق الفراش و عندما هم بالابتعاد حتى يستعد للذهاب للعمل تلملمت في نعاسها عندما شعرت به ينسحب بعيداً عنها لفت ذراعيها حول عنقه يتشبث جسدها به قبل عز الدين جبينها بحنان و هو يبتسم على حركتها تلك قبل ان يزيح يدها المحيطه بعنقه...
فتحت حياء عينيها ببطئ متمتمه بتذمر
=خاليك شويه كمان علشان خاطرى ...
قبل عينيها التى كنت نصف مغلقه بسبب النعاس متمتماً بهدوء محاولاً مقاومة اغراء الاستجابه اليها والعودة الى الاستلقاء بجانبها مرة اخرى
=لازم اروح الشغل يا حبيبتى ....
ليكمل و هو يمرر يده بحنان فوق شعرها الحريرى
=انا هتأخر النهارده مش عايزك تقلقى
همست حياء بصوت اجش وهى تتثائب
=ليه..؟!
اجابها بهدوء و هو يهم بالابتعاد عنها
=عندى عشا عمل مع رضوان الالفى
انتبهت حياء منفضه النعاس بعيداً فور سماعها الاسم لفت يدها فوق عنقه تجذبه بحده نخوها مانعه اياه من الابتعاد متمتمه من بين اسنانها وقد اصبحت عينيها تعصفان بشىراسة
=مش ده جوز نورا التهامى...
اومأ لها عز الدين متعجباً من حالتها تلك.. لتكمل حياء بحده
=و هى بقى هتبقى موجود معاكوا...؟!
اجابها عز الدين هازاً كتفيه ببرود و هو ينتفض ناهضاً من فوق الفراش بعد ان ازاح يديها من فوق عنقه عالماً بالذى يدور بعقلها
=اكيد.....
هتفت حياء وهى تنتفض واقفه هى الاخرى تلتقط قميصه الملقى فوق المقعد الذى قام بنزعه بليله امس ترتديه لكى تستر جسدها العارى
=خلاص و انا كمان هروح معاك ..
اجابها بهدوء و هو يبتسم بداخله على غيرتها تلك اخرج من الخزانه احدى بذلاته الخاصه بالعمل
=مش هينفع يا حبيبتى ..العشا كله هيبقى كلام فى الشغل و هتزهقى....
ابتلع باقى جملته بصدمه عندما وقعت عيناه على حياء التى كانت تقف امامه و هى ترتدى قميصه الذى ما زادها الا جمالاً فوق جمالها فرؤية قميصه يلتف حول جسدها الغض اشعل الحرارة بجسده لكنه افاق من تأمله لها عندما هتفت حياء بغضب واضعه يدها حول خصرها بحده
=و هى الست نورا مش هتزهق....
لتكمل بحده و هى تنكزه فى صدره العارى
=اعمل حسابك هروح معاك.....مش هسيب سى زفته طول ما هى قاعده تعقد تتمحك فيك
ابتلعت باقى جملتها شاهقه بفزع عندما اسرع باحاطه خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه حتى ارتطمت بصدره بقوة انحنى نحوها هامساً بخبث
=يعنى اللى عملتيه فيها فى المكتب و بهدلتك لها بالشكل ده كان بسبب انك كنت غيرانه
هتفت حياء من بين اسنانها و عينيها تلتمع بشراسه و هى تتذكر ذلك المشهد بمكتبه عندما قامت تلك الحقيرة بتمرير يدها فوق ذراع عز الدين
=اها بسبب الغيرة و لو كررتها تانى هقطعلها ايدها اللى فكرت تلمسك بها...
ضحك عز الدين بخفه جاذباً اياها نحوه دافناً وجهه بعنقه يلثمه بحنان وهو يتمتم
=حبيبتى المجنونه..
مررت حياء يدها فوق ذراعه وهى تتنهد بدلال مطيحه بعقله
=هتاخدنى معاك ..؟!
اجابها و هو يرفع رأسه متأملاً اياها عدة لحظات ممررا اصبعه فوق حاجبها يرسمه
=وانا اقدر ارفض لحبيبى طلب
ابتسمت حياء بفرح ليكمل وهو يرفع اصبعه امام وجهها بتحذير
=بس مش عايز مشاكل ...هى لو عملت حاجه انا هعرف اصدها بطريقتى...
ابتسمت حياء متصنعه البرائه
=متقلقش يا عزى....
ابتعد عنها عز الدين يتجه نحو الحمام وهو يتمتم بمرح
=عزك....يبقى ربنا يستر
ضحكت حياء بخفه و هى تراقبه يختفى بالحمام..

!!!!****!!!!****!!!!****!!!!
كان داوود الكاشف جالساً باحدى المطاعم الفاخرة يتطلع نحو الساعه التى بيده بقلق فقد كان ينتظر قدوم سالم المسيرى اخذ ينظر نحو باب المطعم وهو يزفر بحنق فقد تأخر ذاك الاحمق و لولا ان مخططاته لن تفلح بدونه لكان تخلص منه فى الحال فمنذ ذلك اليوم الذى غادر به مصر بعد محاولته الفاشله لقتل عز الدين
كان يراقب كافه تحركاته و فور ان هدئ الوضع واطمئن بانشغال عز الدين عنه عاد الى مصر مرة اخرى لكى يستعيد حقه الذى سلب منه (حياء) اهتز جسده فور تذكره اياها و صرخات المها بسبب سحقه لساقها اسفل حذائه شعر بلذه تضربه...افاق من شروده هذا عندما جلست امرأه بالمقعد الذى بطاولته تضع حقيبتها فوق الطاوله زجرها بغضب وهو يتمتم بحده
=انتى مين.. وازاى تتجرئ تعقدى....
قاطعته تلك الفتاه ببرود قائله
=انا اللى هجبلك حياء لحد عندك ...
لتكمل سريعاً عندما وجدته يهم بالاعتراض وعينيه مسلطه فوق باب المطعم
=قبل ما تقول اى حاجه ..احب اعرفك سالم مش جاي..مش لما رفض يساعدك ادتله فرصه انه يفكر و يجى يقابلك هنا...
لتكمل وعينيها تلتمع بحزم
=سالم مش هيخون اخوه ولو عملتله ايه....
ابتسم داوود بسخرية قائلاً
=وانتى مين بقى...و الثقة اللى انتى فيها دى جيبها منين ..؟!
اجابته وهى تضع قدم فوق الاخرى بغطرسه
=انا تالا .... بنت خالة عز الدين و اللى هجبلك حياء لحد تحت رجلك...
رجع داوود الى الخلف مستنداً الى ظهر مقعده يتطلع نحوها عدة لحظات بصمت قبل ان يتمتم
= واعرف منين ان دى مش لعبه من عز الدين المسيرى
اجابته تالا بهدوء
=لان انا..و انت مصلحتنا واحده...
تمتم داوود و هو يكسر عينيه فوقها بحده
=واللى هى ....؟!
اجابته تالا و هى تجذب من حقيبتها احدى صور حياء تضعها امامه
=انت عايز حياء..
لتكمل وهى تخرج صوره عز الدين تمسك بيدها تلوح بها امام عينين داوود
=وانا عايزه عز الدين ...
ظل داوود صامتاً عينيه مسلطه فوق صورة حياء وقد اخذت عينيه تسود بشده قبل ان ينتزعها من فوق الطاوله و يضعها بجيبه...
=اتفقنا....
ليكمل و هو يرفع عينيه شدادتان السواد نحوها
=بس لو عرفت انك بتلعبى بديلك من ورايا.. همحيكى من على وش الدنيا
ابتلعت تالا لعابها شاعره برجفه من الذعر تضربها عالمه بانها باتفاقها معه هذا يمثل اتفاقها مع الشيطان بحد ذاته ..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close