رواية غرام الفارس الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم فاطمة ابراهيم
اتي صوت من خلفهم : نزلي ايدك من علي بنتي يا وفاء
فنظرو جميعا لمصدر الصوت لينصدوا ممن امامهم
رددت وفاء بصدمه و هي ترجع للخلف : حامد!
انت عايش ازاي انت مت من زمان
حامد ببرود : زي ما انتي شايفه انا عايش اهو و ممتش
تحرك نبيل من مكانه بهدوء شديد و يقترب من ابنه الحبيب الذي تركه منذ زمن متخيلا بانه قد توفي في الحادث الذي تعرض له ليقف امام ابنه و هو يقومل بكلمات متقطعه و يمسد علي وجهه لا يصدق ما تراه عيناه
نبيل : ح حامد ابني حبيبي انت عايش بجد و جدامي انا حاسس انه انا بحلم عملت فياا كدا ليه يا بني و وجعت جلبي عليك ليقترب منه ليأخذه في احضانه ليبتعد حامد عنه رافضا ذلك العناق
حامد ببرود و هو ينظر لجميله و يقترب منها : انا جاي اخد بنتي لولاها مكنتش رجعت تاني و لا كنت عرفتكو اني لسه عايش
فاطمه بتسئاول : ايه يا حامد اللي انت بتجوله ده و ازاي تبجاا عايش كل ده و مفهمنه انك ميت و بعدين بنتك ازاي يعني
اقتربت منه فرح و الدموع بعينيهاا : بابا
ليقاطعها حامد بقسوه و حده : انا مش بابا انا معنديش بنات غير جميله فاهمه
مصطفي و هو ينظر لجميله بصدمه : انت بتجول ايه انت خلفت من جميله امتي يا حامد و انت ازاي لسه عايش ازاي تعمل فينا و في ابوك اجده و تحسروا عليك
ابتلعت وفاء ريقهاا بخوف و اغمضت عينيها فسرها علي وشك ان يفضح لتقترب فاطمه من فرح و هي حزينه من اجلها فاطمه بتسئاول : انت مستحيل تكون حامد انت ازاي بجيت اجده يا حامد بتقسي علي بنتك ضناك اللي مشفتهاش
حامد بحده : انا معنديش ولاد يا فاطمه غير جميله جولتلك و اختك مستحيل تخلف مني
فاطمه : انت اتجننت اياك
فرح و هي تقترب منه تريد ان ترتمي باحضانه فكم ارادت ان تري والدها و لترتمي باحضانه
فرح : انا مش مصدقه انك لسه عايش انا طول عمري كان نفسي اشوفك كنت بحسد ولادعمي لما بشوفهم مع عمامي كان نفسي تبقا جمبي
انا
قاطعها حامد : متكمليش يا فرح
و نظر للجميع و هو يقول
حامد : طب اسمعوا بقااا كلكم اللي هقوله ده عشتن كلكو تعرفوا الحقيقه و اللي ميعرفش اللي حصل زمان يعرف و هتعرفوا ازاي انا عايش و ليه كنت بعيد عنكو الفتره دي كلها و لينظر لفرح و هو يكمل و ليه بقول اني معنديش بنات غير جميله
ثم اقترب من جميله اكثر و يأخذها في احضانه : جميله و بس
وفاء بخوف : و احنا مش عاوزين نعرف حاجه عنك و اتفضل خد بنتك و اطلع من هنا روح مطرح مجيت
ضحك حامد بسخريه و يقترب من وفاء : انتي بذات تخرسي خالص انتي عارفه كويس انتي عملتي ايه يا بنت عمي
ثم نظر للجميع مره اخري وهو يردف : دلوقتي انا هحكيلكو كل حاجه من الاول
زمان الحاج نبيل قسم اداره الشغل بيني انا و مصطفي احمد كان لسه بيدرس
مصطفي كان من نصيبه المزرعه ونظر لمصطفي و اقترب منه و هو يكمل
حامد : مصطفي كانت عينه زايغه حبتين كان اي واحده حلوه يجري وراهاا لحد مجت دكتور بيطريه جديده اشتغلت في المزرعه كان اسمها جميله و كانت جميله فعلا
ابتلع مصطفي ريقه فهو يفضح امام جميع عائلته و خاصه زوجته و لكنه يشعر بان لسانه مربوط لا يستطيع الرد او منعه من استرسال حديثه ليكمل حامد حديثه
مصطفي طبعاا حطه عينه عليهاا و حاول معها كتير عشان وولما لاقها صعبه هرض عليها الجواز و برضو رفضت و بكدا قفلته كل الطرق اللي ممكن يوصلها بيهاا فقرر انه لازم يأخد اللي هو عاوزه منهاا بالغصب و فعلا عمل خطه دنيئه بس خطته فشلت مع الاسف عشان انا وصلت في الوقت المناسب و انقذتها منه
و بعدين انا و جميله حبينا بعض حبينا نكمل حياتنا مع بعض حبينا نعيش زي اي اتنين بيحبو بعض لتدمع عيناه و هو يتذكر حبيبته التي فقدها باكراا بسبب عائلته التي صار يبغضهاا
و جيت قولت لابوياا علي اساس انه هيحس بيا و يقدر مشاعري و هيبقا حاببلي اني اعيش مبسوط مع البني ادمه اللي اختارها قلبي بس طبعا الحاج نبيل معجبوش الكلام و معجبهوش انه ابنه يجوز واحده شغاله في مزرعته
نبيل بقهره و دموعه علي وشك ان تهبط فهو لم يكن يعلم بانه قد تسبب بهذا الجرح لابنه الحبيب فلذه قلبه
حامد : لا مش كفايه استني لما الحكايه تكمل
تنهد و هو يكمل بعد ما رفض اني اتجوز جميله حدد ميعاد فرحي انا و مصطفي علي بنات عمناا انا سمعت اتجننت كدا جميله هتضيع مني كنت خايف اكيد كانت هتعرف اصل البلد كلها سمعت بالخبر ده و اكيد كان هيوصلها روحتلها و اقنعتها اننا نتجوز و خي عشان بتحبني وافقت و انا قولتلها اني هعرف اقنع ابوياا ثم.صمت قليلا و هو يبتلع ريقه و يشعر بنغزه بقلبه فمن دمره كان والده فماذا كان سيحدث اذا وافق من البدايه علي من احبها و اختارهاا
بس ابويا مقتنعش و هددي انه هيخرجها من البلد بفضيحه كنت عراف انه مش كلام و خلاص و انه هينفذ اللي قاله ضبطت كل حاجه و بعت جميله علي مصر و اقنعت ابويا انها خربت عشان خافت منه يأذيها و قولتله اني طلقتها غيابي و بعدين اتجوزت وفاء
اقترب من وفاء و يقف امامها و هو يقول : اتجوزت وفاء و عشت معها سنين بس ملمستهاش و لا مره
لينظرو الجميع له بصدمه و ينظروا لوفاء التي ابتعلت ريقها بخوف و صوت خرج متحشرج و متلعثم : انت بتقول ايه انت اتجننت اومال فرح دي تبقاا
قاطعها حامد
حامد : متتصدموش اووي كده انتو لسه مسمعتوش للاخر
عشت مع جميله اسعد ايام حياتي و ربنا رزقنا بننت زي القمر حبيت اني اسميها جميله علي اسم مامتهاا
اقترب من جميله التي تبكي لذكر والدتها
حامد.و هو يملس علي شعرها : و بدل ما كانت جميله واحده بقو اتنين
لحد ما مصطفي بدا ينكش وراا لانه لاحظ اني بغيب كتير عن البيت و عرف اني اتجوزت جكيله وراحلها هددها و مد ايده عليه ده اللي عرفته ساعتها من جميله
بس بعدين بنتي قالتلي انه كمان حاول يعتدي عليهاا يعتدي علي شرف و عرض اخوه بدل ميحميهاا هو اللي كان عاوز ينهش فيهاا
بعدين وفاء راحتلهاا لينظر لوفاء مره اخري و هو يقول : مش عارفزعرفت منين بس هي عرفت و راحت لجميله و معاها ٣رجاله و جلتهم دبحوهاا
شهق الجميع و ينظرون لوفاء التلك الدرجه هي عديمه رحمه و ليس بقلبهاا شفقه
و الحمد لله انها مشفتش بنتي و الا كانت قتلتها هي كمان ليتنهد و يبتلع ريقه و هو يكمل كنت جاي علي هنا عشان اققولكو اللي حصل بس عملت حادثه بش محصلش حاجه و طلعت سليم منها عرفت ساعتها انها اشاره من ربنا عشان مرجعش البلد تاني ربنا اراد اني مرجعلكوش و خليت واحظه من المستشفي كلمكو و يبلغكوا اني مت بعد ما خد قرشين كويسين طبعا و حط جثه واحد تاني كان عاكل حادثه و ملامحه مدمره و ملهوش حد و طبعا عشان محدش فيكو فهم انه مش انا و رجعت لبنتي و خدت بيت جديد غير اللي والدتها ادبحت فيه قدامهاا مكنتش عاوز اشوف حد فيكو تاني و كنت خايف عليها منكو لتأذوها زي ما عملته في امها لينظر لوالده انت السبب في كل حاجه لو كنت وافقت من الاول كان ايه اللي هيحصل هاا
اردفت جميله و هي تنظر لنبيل : كنت حابه كل حاجه تبان و كل الاوراق تنكشف و الحمد لله نجحت في ده
ثم التفتت ل وفاء لتجدها اختفت
جميله بصوت عالي و هي تتلفت تبحث عنها : وفاء
نظرو الجميع لمكان وقوف وفاء فلم يجدوها
اردفت جميله : كنت حابه افجر القنبله قدامها بس يلا ملهاش نصيب لتقترب من فرح و هي تقول
جميله : انا جميله حاامد العمري
انتي بقا عارفه مين ابوكي
نظر نبيل لهاا و هو يشعر بكم كان مغفلا و انخدع بابنه اخيه
جميله بصوت عالي و تشاور علي فرح : اققدملكو يا جماعه فرح ايمن المنشاوي
بنت ايمن المنشاوي عشيق وفاء هانم
شهقت فاطمه و تضع يدها علي فمهاا فكم صدمت في شقيقتها كانت تعلم بانها خبيثه و لا تحب الخير لاحد و لكن ليس لهذه الدرجه
.................................................................
خرجت وفاء و هي تجري من الدوار تريد ان تصل لمنزل ايمن بعد ان كشف و فضح امرهاا ظلت تجري.فهي تريد ان تحتمي به و ان يخفيهاا عن عائلتها فهم بلا شك سوف يريدون قتلها بعد فعلتها الشنيعه
وصلت وفاء لمنزل ايمن و تقول للغفر : ايمن جوه
احد الغفر : ايوه جنابك
وفاء : طيب بلغوه ان وفاء العمري عاوز تشوفه ضروري
دخل الغفير و ابلغ ايمن بوجودها في الخارج
بعد عده ثواني خرج العغير و هو يشاور لها حتي تدخل لتدخل يلهفه تلمنزل لتجد ايمن يجلس علي الاريكه
وفاء بلهفه : الحقني يا ايمن حامد طلع عايش ومماتش و فضح كل حاجه و قولهم انه ملمسنيش من ساعه ما اتجوزني
ايمن بصدمه : انتي بتحولي ايه يا حرمه
وفاء و هي تلطم علي خديها : شوفت المصيبه اللي انا فيها يا ايمن اسمع بقاا انت لازم تجوزني اه لازم نتجوز عشان تقدر تحميني منهم
ايمن و هو ينظر لهاا و يقترب منها بهدوء : و ماله يا جلب ايمن نجوز و عند اقترابه منه قام باخراج اله حاده من جيب جلبابه و يقربها من رقبتهاا ليقوم بدبحهاا
وضع وفاء يدها علي رقبتهاا و روحهاا تصعد لله عز وجل
اما ايمن فبعد ان قتلهاا نادي علي الغفر
ايمن : شيلو الجثه دي و اخفوهاا و اياك حد يعرف انها كانت اهنا اللي يسال تجولو مشفنهاش فاهميم
الغفر : فاهمين جنابك
.................................................................
كان مراد يجلس و ابتسامه خبيثه علي وجهه فهو ينتظر قدوم غرام مع رجاله ليجد رجاله يدخلون عليه بدونهاا
مراد بانعقاد حاجبيه : غرام فين
ابتلع احدهم ريقه و هو يردف : جنابك احنا كنا بنراقبها زي ما سعادتك امرت عشان نخطفها و كنا مستنينها تخرح من اسطبل الخيل بس في عربيه سوده سابقتنا جت وقفت قدامها و هي خارجهه و خطفوها
مراد بغضب و صريخ : انت بتجول ايه انتو اتجننتو اومال انا بدفعلكو قد كده ليه حته مهمه تافهه زي دي فشلتو تنفذوها يا بهايم
ظل يكسر في كل المنزل و هو يتوعد ان يلقن من خطفها درسا لن ينساه فمن هو الذي تجرء و يخطف غرام اهناك رجل اخر عاشقاا لهاا مثله
.................................................................
اما فاطمه فهي قد اخذت فرح للغرفه بعد ان غشي عليها فهي صدمت اليوم في كل ما علمته فتعاطفت معها فاطمه كثيرا و ظلت تمسد علي شعرهاا لتتذكر غرام و ما حدث معهاا لتنهض من مكانها و تهاتف فارس
فاطمه : الو فارس عملت ايه لجيت غرام
فارس و الخوف و القلق يغلف صوته : بدور يا امي و كلفت الرجاله تلاجيهاا ان شاء الله غرام هترجع هي و ابني
فاطمه و هي تحاول ان تواسيي ابنها : ان شاء الله يا جلب امك
اغلقت معه و ترجع بجانب فرح و هي حزينه بشده لاتصدق بان وفاء قاتله
.................................................................
بالاسفل كان حامد يصر ان لا يبقاا بالدوار معهم فهو لا يريد.ان يبقا معهم في مكان واحد فذهبت جميله و قامت بتجهير حقيبتها و اخذهاا معهاا و قبل مغادرتها اقترب منها نبيل و عينيه مليئه بالدموع : طلعتي بنت الغالي اللي كنت بتجطع عشانه
كان حامد يقف في مكانه لم يتأثر بما يقوله والده و علامات البرود تظهر عليه ليقول لجميله
حامد : يلا يا جميله
كانت تقف امام جدها و تشعر بتعاطف شديد معه برغم ما تسبب به لعائلتها و لكنه لم يكن من اخبر مصطفي ان يحاول ان يعتدي علي والدتها و لم يكن من اخبر وفاء بان تقوم بقتل والدتها لتقترب منه و ترتمي باحضانه ليبكي نبيل الذي لم يبكي منذ ان علم بوفاه ابنه حامد
ابتعدت جميله عنه ليقول لهاا : خليكو يا بنتي انا اتحرمت من ابوكي السنين دي كلها و خدت هقابي متحرمنيش منك انتي كمان يا بنت الغالي
حامد : يلا يا جميله
كادت تتحدث لتحاول اقناعه ان يبقوا
حامد : هي كلمه يلا قدامي
نظرت جميله لنبيل بقله جميله واقترب منها مره اخري و يقوم بتقبيل جبينهاا و هو يتأسف لها
نبيل : انا اسف يا بنتي اسف علي كل اللي حصل زمان لينظر لابنه
انا عارف اني مهما جولت كش هتسامحني بس املي في ربنا كبير
.................................................................
كانت غرام باحد المنازل المتطرفه من البلد منذ ساعات فهم منذ ان خطفوها و قاموا بوضعها بالمنزل و تركوها بمفردها لتظل تذهب ذهابا و ايابا لا تعلم من خطفها و مااذا يريد منهاا لتظل تبحث عن اي طريقه تخرج بها من المنزل و لكنها لم تجد فالجميع النوافذ مغلقه و لم تستطع فتح احدهم لتقرر ان تبحث عن هاتف لتستطيع الوصول لفارس و اخباره بمكانهاا
و لكنها لم تجد ايضاا لتشعر غرام بالارهاق الشديد لتجلس علي الاريكه و بعدظبعض الوقت تنام بمكانهاا
في نفس الوقت كان الرجال الذين قاموا باختطاف غرام يقفون بالخارج ينتظرون سيدهم ليروا سيارته قد وصلت لينزل منها بطلته و هيبته ووسامته
الرجال : جنابك احنا عملنا اللي امرتنا بيه و هي فوق دلوجتي
الرجل : عفارم عليكو يا رجاله كظه مهمتكو خلصت تقدرو تتفضلو
غادر الرجال من امامه و يدخل اامنزل المتواجده به غرام ليظل يقترب منها بهدوء لا يريد ان يفزعهاا و لا يريد ازعاجها فهو يراها تغط في النوم
اقترب منهاا و يظل يمسد علي شعرهاا و يقبل جبينهااا بحب صادق
فتحت غرام عينيهاا وانصدمت مما تراه : فارس