رواية قلبه لا يبالي الفصل العاشر10 بقلم هدير نور
كانت داليدا واقفه امام المرأه تقوم بتمشيط شعرها باعين زائغه و عقلها شارد بما حدث بينها و بين داغر منذ اقل من ساعتين لا تصدق بانها كانت علي وشك منحه نفسها لولا الطرقات التي قاطعتهم..
اشتعل وجهها بحمرة خجل عند تذكرها للمساته المتلهفه الجريئه علي جسدها و استجابتها الحاره له لا تدري كيف فقدت عقلها بين يديه بهذا الشكل...
حاولت ان تبرر ان سبب استجابتها تلك الى الخوف الذي شعرت به بسبب ما فعله طاهر معها و تهديده لها فقد كانت تحاول ان تستمد من داغر الامان لقلبها الذي كان يرتجف ذعراً
زفرت بغضب من نفسها فمن تخدع فهي لازالت تحبه بل تعشقه برغم كل ما حدث بينهم و سوء ظنه بها الا ان قلبها الاحمق لا يزال يعشقه...
وضعت يدها علي خدها المشتعل
لا تدري كيف ستواجهه عندما يعود و كيف ستتعامل معه اذا اراد اكمال ما اوقفه الطرق علي الباب...
خرجت من شرودها هذا منتفضه في مكانها بذعر عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر الي الغرفه بوجه مقتضب حاد يعاكس تماماً حالته التي غادر بها قبل ساعتين...
كانت عينيه تدور بارجاء الغرفه كما لو كان يبحث عن شئ ما..
راقبته بدهشه بينما يتجه مسرعاً نحو الطاوله التي بجانب الفراش و يلتقط هاتفها من عليها اتسعت عينيها بصدمه عندما فتحه و اخذ يعبث به..
هتفت بحده بينما تتجه نحوه تحاول جذب هاتفها من بين يديه
=انت بتعمل ايه...؟!
لكن شعرت بالرعب يجتاحها عندما استدار اليها و رأت شرارات الغضب التي تتقافز من عينيه فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه تراجعت الي الخلف بتعثر لكنها اطلقت منها صرخه فزعه عندما قبضت يده علي ذراعها مانعاً اياها من الابتعاد جاذباً اياها بقربه مره اخري
=الصوره دي بتعمل ايه علي موبيلك...
هتفت داليدا بحده بينما تحاول التملص و الافلات من قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حولها رافضاً تركها
=صوره ايه...اللي بتتكلم عليها ؟!
ادار هاتفها نحوها مما جعل جسدها يهتز بعنف كما لو صاعقه قد ضربتها عندما شاهدت تلك الصوره التي يلوح بها امام عينيها فقد كانت له مع ابنة عمه نورا التي كانت تعقد ذراعيها حول عنقه لاصقه جسدها الي جسده بطريقه حميميه للغايه بينما شفتيها علي خده تقبله بالقرب من شفتيه مزقها الالم الذي عصف بقلبها عند رؤيتها لهم بهذا الشكل
هتفت بصوت مرتعش يملئه الغضب بينما تحاول التحكم بتلك الدموع التي ملئت عينيها محاوله منعها من السقوط حتي لا تفضح امرها امامه..
=وصل بك البجاحه انك توريني صورك معها انت ايه بالظبط.......
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما استوعبت اخيراً ان تلك الصوره التي يريها اياها توجد بهاتفها الشخصي..كيف وصلت تلك الصوره الي هاتفها...
خرجت من افكارها تلك عندما شدد داغر قبصته حولها هاتفاً بحده
=هو ده اللي همك....مسألتيش نفسك حتي ازاي الصوره دي علي موبيلك...ولا ازاي اتبعتت منه لحازم الدمنهور..
دفعته داليدا في صدره بقوه بينما تنزع نفسها من قبضته متراجعه للخلف سريعاً بعيداً عنه و قد ارعبها الغضب المرتسم فوق ووجهه همست بصوت مرتبك و هي غير قادره علي استعاب ما يقوله فما حدث لها اليوم علي يد طاهر من ثم ما حدث مع داغر كان اكبر من قدرتها علي التحمل...
=بعت لايه....و لمين...و الصوره دي بتعمل ايه علي موبيلي..؟!
قاطعها داغر مزمجراً بشراسه جعلتها ترتعب بمكانها..
=ما ده اللي عايز افهمه.....
ليردف بقسوه و غضب
=الصوره دي بتعمل ايه علي موبيلك.....و الرساله اللي اتبعتت منه...اتبعتت ازاي.؟!
صاحت داليدا مقاطعه اياه وقد بدأت تشعر بعالمها باكمله ينهار من حولها فور فهمها ما يحاول اتهنها به
=انا مبعتش حاجه لحد......
لتكمل و هي تجبر عينيها علي التركيز علي صورتهم بهاتفها الذي لايزال يحمله بيده محاوله تجاهل الالم الذي يعصف بداخلها و قد بدأت تقرأ الرساله المرافقه للصوره والتي ارسلت الي رقم ما تجهله...
"ابعد خطيبتك عن جوزي..."
=انا...انا مبعتش حاجه......و معرفش الرقم ده اصلاً..و لا اعرف الصوره دي جت علي موبيلي ازاي
قاطعها بحده بينما يشير بهاتفها الذي بيده امام وجهها
=الصوره دي مش موجوده غير علي موبيلي حتي مش مع نورا.....
اهتز جسدها بقوه من شدة الغضب بسبب اتهامته تلك بينما يمر امامها شريط حياتها من اول يوم خطبت به له حتي الان من بروده معها..و قسوته و رفضه لها لأكتشافها حقيقة زواجهم
زمجرت بغضب بينما تدرك بانه يتهمها بانها من قامت بسرقة الصورة من هاتفه و ارسلتها لخطيب نورا
=قولي كده....انا كده فهمت...
لتكمل بقسوه ناكزه اياه باصبعها في صدره بينما تنظر داخل عينيه قائله ببطئ و هي تضغط علي حروف كلماتها بقسوه
=الصوره و الرساله انت اللي بعتهم من موبيلي....علشان يخلالك الجو مع حبيبة القلب...مش كده
زمجر بغضب بينما يعقد يديه في قبضتين بجانبه محاولاً السيطره علي غضبه من غبائها...
=انتي مش فاهمه حاجه الصوره دي اتبـ....
فاطعته بحده بينما لازالت تنكزه في صدره غير سامحه اياه بتكملة جملته
=لا انا فاهمه كل حاجه كوبس...انت بعت الرساله دي من موبيلي علشان متبنش الشرير الوحش قدام نورا و انك السبب في فسخ خطوبتها و ان يا حرام مراتك الوحشه اللي بتغيير هي اللي عملت كده...و تبقي ضربت عصفورين بحجر خلصت من خطيبها و في نفس الوقت بينت قد ايه انا وحشه شريره وانت قد ايه بتعاني معايا علشان لما تطلقني محدش يلوم عليك....
لتكمل مندفعه بغيرتها و غضبها غير ابهه بالغضب الذي اشتد به وجهه فكل ما يهمها هو ان تألمه لكي يشعر ببعض ما تشعر به
=انت انسان حقير...حبك لها خالاك اعمي ماشي وراها زي الكلـ.......
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما صاح داغر بشراسه بينما يلقي في ثورة غضبه هاتفها علي الارض
=قولتلك اخرسي...اخرسي
ليكمل بانفس ثقيله متلاحقه
=قسماً بالله يا داليدا لو حد غيرك كان قال اللي قولتيه ده كنت دفنته بالحيا....بس انتي غبيه...غبيه و عمرك ما هتفهمي حاجه من اللي بدور حواليكي....
ارتعش فم داليدا بقهر و قد جرحتها كلماته تلك قبل ان تنخفض و تتناول هاتفها من فوق الارض حتي تخفي دموعها عنه لكن اهتز جسدها بقوه فور رؤيتها ما فعله بهاتفها...التقطت الهاتف بلهفه بينما تحاول فتحه بيد مرتجفه خرج نشيج متألم من حلقها عندما رأت ان شاشته قد كسرت بينما الهاتف يرفض ان يعمل و قد اسودت شاشته المتهشمه همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=انت..انت عملت ايه...في الموبيل...
زمجر داغر بشراسه و عينيه تلتمع بوحشية مرمقاً اياها بغضب
=بقي كل اللي همك هو الموبيل....؟!
من ثم التف ينوي ان يغادر الغرفه قبل ان يفقد السيطره علي اعصابه لكنه توقف بمكانه وقد تجمدت يده الممسكه بمقبض الباب عندما وصل اليه صوت بكائها المنخفض بينما تهمس بألم
=صور ماما عليه...و مش معايا غيرها......
التف نحوها ليجدها تقبض علي الهاتف بين يديها تحاول فتحه بيأس بينما وجهها غارق بالدموع وقف داغر متصلباً بمكانه لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله و شعور بالذنب يجتاحه تقدم عدة خطوات نحوها يهم باحتضانها بين ذراعيه لكن تجمدت خطواته فور ادراكه لمدي ضعفه نحوها فبضعة دموع جعلته ينسي كلماتها الجارحه له..التف مره اخري مغادراً الغرفه علي الفور مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...
!!!***!!!***!!!***!!!
بعد مرور اسبوع....
كانت داليدا جالسه امام النافذه التي بغرفتها تنظر من خلالها باعين شارده حزينه و قلبها يأن الماً بين اضلاعها فبعد ان رحل داغر بعد تشاجرهم سوياً بسبب صورة ابنة عمه و هي لم تراه حيث كان يقضي كامل يومه بشركاته و يأتي الي المنزل لفتره قصيره جداً ليأخذ شيئاً من مكتبه من ثم يختفي بعدها مره اخري كما يسود المنزل جو من التوتر الغريب و الارتباك تشعر بانه هناك شيئاً ما لكن لا تعلم ما هو...
اما طاهر ما ان تذكرته مرت بجسدها قشعريره من الاشمئزاز و الخوف فقد كان هو الاخر مختفي لم تراه منذ تلك الليله التي حاول بها الاعتداء عليها و تهديده لها..لكن رغم ذلك كانت تقفل باب الجناح عليها كل ليله بالمفتاح حتي لا يستغل غياب داغر و يحاول الدخول الي غرفتها مره اخري لكن حتي غلقها للباب لم يشعرها بالامان فقد كانت تظل مستيقظه طوال الليل و عينيها مثبته بخوف علي الباب متوقعه دخوله باي لحظه.....
اطلقت تنهيده حزينه فور تذكرها اتهامات داغر الاخيره لها فقد تعبت من سوء ظنه المستمر بها كما لم يعد لديها طاقه لمحاربته فقد تعبت من المقاومه التي مارستها طوال حياتها فمنذ وفاة والدتها لم تكن تفعل شئ سوا محاربة خالها مرتضي رافضه ظلمه لها حتي وان كانت وقتها ترهبه و تخاف منه الا انها قاومته بقدر ما تستطيع و بعد زواجها من داغر بدأت تحاربه هو الاخر رافضه الاذلال الذي يعرضها له بكل مره بسبب سوء ظنه بها...
لكن رغم ذلك لا يمكنها انكار انها لازالت تحبه..التهب وجهها بالحراره فور تذكرها للمشاعر الجياشه التي شعرت بها بين ذراعيه لا تصدق انها استسلمت له بتلك السهوله فقد كانت علي وشك ان تخسر نفسها له كلياً لولا الطرق الباب الذي انقذها من ارتكاب خطأ كانت ستقضي كامل حياتها تندم عليه كيف امكنها نسيان رأيه بها فهي بالنسبه اليه ليست سوا امرأه رخيصه ابتاعها بامواله...كما كيف امكنها نسيان حبه لنورا ابنة عمه..
ابتلعت غصة الالم التي تشكلت بحلقها فقد كانت تعلم جيداً بانه يحبها و رغم هذا كانت علي وشك ان تسلم نفسها اليه فالامر لم يكن سيفرق معه كثيراً فقد ستكون نزوه اخري من نزوات ..امرأه تضاف الي قائمة نسائه الكبيره...
لكن كان الامر سيحطمها هي...
زفرت بتثاقل واضعه يدها فوق صدرها بينما غصه تتشكل بقلبها فور تذكرها لهاتفها الذي دمره داغر...فبرغم ان هذا الهاتف غير حديث متهالك الا انه كان اغلي ما لديها فقد كان به جميع صور والدتها و والدها التي التقطتها من البوم الصور الخاص بوالديها..قبل ان يقوم خالها مرتضي بحرقه امام عينيها عندما رفضت ان تتزوج من شاهين شقيق جيجي زوجته حالياً..فقد كان يعاقبها دائماً بتدمير الاشياء التي تحبها لذا حافظت دائماً علي اخفاء التلسكوب الخاص بوالدتها بعيداً عنه لم تكن تخرجه الا بعد تأكدها انه خارج المنزل او نائماً...
نهضت بتثاقل فور تذكرها لتلسكوب والدتها تخرجه من حقيبته المستقره باسفل خزانتها فمنذ ان اتت الي هنا ولم تخرجه ولو لمره واحده...
اخرجته وقامت بتركيبه من ثم وضعته امام النافذه من ثم بدأت تستكشف محيطها فقد كانت الليله مقمره مشعه بالنجوم التي كانت تزين السماء كانت تراقب بشغف و علي وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه احدي النجوم التي كانت تلتمع بالسماء المظلمه كما لو كانت حبه من الماس..
لكنها خرجت من اندمجها هذا منتفضه في مكانها وهي تصرخ بفزع عندما شعرت بيدين تحيط خصرها من الخلف استدارت علي الفور بين ذراعي الشخص الذي يحتضنها هذ تتخبط بهستريه بين ذراعيه قبل ان يدفعها خوفها الي ان تركله بقسوه بين فخديه في اكثر اماكنه حساسيه و فكره من الذعر تسيطر عليها بان طاهر قد اقتحم غرفتها و يحاول الاعتداء عليها مره اخري لكنها تراجعت الي الخلف فاغرة الفم و وجهها شحب من شدة الصدمه عندما وصل الي اذنيها صوت داغر الذي يأن متألماً و قد بدأت تستوعب بان من ضربته ليس طاهر بلا داغر زوجها الذي كان ينحني علي نفسه ممسكاً بجزئه السفلي و وجه متغضن محمر من شده الألم من ثم اتجه ببطئ جالساً علي الفراش وهو يزال يأن متألماً منحنياً علي نفسه
اقتربت منه داليدا جالسه علي عقبيها امامه واضعه يدها المرتجفه فوق يده التي يضععها علي مكان ألمه
=انا اسفه ...انا اسفه والله داغر...داغر انت كويس....
ضيق عينيه بغضب محدقاً بيدها التي كانت فوق يده مما جعلها تنتزعها بعيداً سريعاً وقد اشتعل خديها بنيران الخجل فور ادركها فضاحة ما فعلته...
تنفس داغر بقوه قبل ان يتمتم بصوت اجش بعض الشئ وقد هدأ الالم الذي كان يعصف به
=بتضربيني انتي مجنونه.....
نهضت داليدا علي قدميها مبتعده عنه بينما تجيبه بحده بعد ان اطمئنت عليه
=انت اللي خضتني...افتكرتك حد غريب دخل الاوضه من ورايا...
لتكمل بارتباك و حده تحاول القاء اللوم عليه
=بعدين انت اللي غلطان حد قالك تدخل تسحب بالشكل ده
قاطعها بقسوه بينما ينتفض واقفاً من فوق الفراش
=بتسحب ايه...؟! بعدين مين اللي هيتجرأ و يدخل هنا.....
ليكمل بحده بينما يشير الي خارج النافذه
=القصر محاط بأكتر من 50 حارس مفيش نمله تقدر تدخل من غير اذنهم .....
ابتلعت داليدا الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما تتطلع نحوه بارتباك خائفه من ان تخبره بان خوفها من اقتحام الغرفه لا يتعلق باحد غريب من خارج القصر بل من احد ساكنيه.....
تنحنحت هامسه بصوت قلق راغبه في الاطمئنان عليه بعد رأته يقف علي قدميه بهدوء
=انت كويس.. لسه موجوع...؟!
غمغم داغر باختصار و قد امتقع وجه بشده من الحرج...
=كويس...
ليكمل بينما يتجه نحوها مخرجاً هاتفاً من جيب سترته مناولها اياه
=امسكي...
تناولته منه بتردد متأمله اياه بدهشه فقد كان هاتف من احدث الهواتف همست بينما تطلع الي داغر بارتباك
=ايه ده ...؟!
اجابها بينما يبدأ بنزع سترة بدلته استعداداً لتغيير ملابسه
=ده موبيل...بدل موبيلك اللي اتكسر....
شعرت داليدا بالغضب يشتعل بداخلها فور تذكرها ما فعله بهاتفها تناولت يده واضعه بها الهاتف بحده قائله بازدرء
=شكرا..مبقبلش العوض من حـ........
قاطعها داغر بغضب بينما يلقي سترته بحده من يده
=عوض ايه انتي هبله....؟!
ليكمل بحده عندما رأها تتطلع اليه بجمود
=انتي مراتي و ملزومه مني....
قطاعته بتهكم ساخر بينما تنظر اليه من اعلي جسده لاسفله
=مراتك...اها قولتلي مراتك....
لتكمل بتصميم قاطع بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها
=مش عايزه منك حاجه شكراً...
بعدين انا مش فارق معايا الموبيل اصلاً.....
ضغطت علي شفتيها بقوه باسنانهت قبل ان تكمل هامسه بصوت متهدج بسبب الدموع المنحبسه خلفه عينيها و التي اختنق بها حلقها
=انا اللي يهمني صور ماما و بابا اللي كانت علي الموبيل مش اكتر ....
زفر داغر باستسلام قبل ان يقترب منها ممرراً يده بحنان فوق خدها ماسحاً دموعها التي سقطت من عينيها.....
=داليدا الموبيل مش جديد و بس لا و عليه كمان كل الصور اللي كانت علي موبيلك القديم
هتفت بصدمه بينما تحاول بتعثر اخذ منه الهاتف مره اخري
=بجد...؟!
فتحت الهاتف بلهفه بيد مرتجف تبحث فيه لتنفجر باكيه فور ان رأت صور والدها و والدتها التي المحفوظه به همست من بين شهقات بكائها وهي لازالت تقلب بالهاتف
=ازاي...ازاي ..جبتهم منين...؟!
تنحنح داغر قبل ان يجيبها بصوت جعله هادئ غير متأثر قدر الامكان بينما يراقب دموعها تلك و شعور غريب من الضعف نحوها يتملكه
=من تليفونك القديم...خليت
صافيه تجبلي التليفون من وراكي علشان لو مكنش ينفع يتصلح و اخد منه الصور متزعليش تاني...
احتضنت داليدا الهاتف الجديد الي صدرها تضمه بقوه بينما تنفجر في البكاء مره اخري بينما تهمس بصوت متقطع تحمد الله شاعره بقلبها و قد عاد للحياه مره اخري فهذه الصور هي كل ما تبقي لها من والديها
لم يستطع داغر الوقوف في مكانها ثابتاً اكثر من ذلك اندفع نحوها علي الفور يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه الي صدره ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها فرؤيتها تبكي بهذا الشكل تؤلم قلبه ضمها اليه بقوه مقبلاً رأسها مشدداً من احتضانه اكثر لها محاولاً ان يشبع منها قدر الامكان فقد افتقدها كثيراً خلال الاسبوع الذي اضطر ان يغيب به عنها...
تشبث داليدا بظهره هامسه بصوت ضعيف من بين شهقات بكائها و هي تشعر نحوه بالامتنان
=شكراً ...شكراً....يا داغر
لكن فور تذكرها انه السبب الاساسي في تدمير هاتفها و ما فعله بها من اجل ابنة عمه انتفضت مبتعده من بين ذراعيه هاتفه بحده بينما تمسح وجهها من الدموع العالقه به
=لا مش شكراً....
شكرا علي ايه و انت اساساً اللي كسرتلي الموبيل....
وقف داغر يتطلع اليها باعين متسعه بالذهول من تحولها المفاجئ هذا همس بارتباك بينما لا يفهم ما يحدث معها
=داليدا......
لكنها قاطعته بحده فور ملاحظتها لجسده الذي اصبح عارياً بعد نزع لقميصه
=بعدين...انت ...انت وقفلي كده ليه...ما تحترم نفسك يا اخي شويه....و البس حاجه مش كل يوم هتنام بالشكل ده جنبي...
اصدر داغر ضحكه قصيره مندهشه بينما يمرر يده بشعره يبعثره بقوه و هو لا يصدق تحولها المفاجأ هذا
رمقته داليدا بغضب بينما تهتف بحده
=بتضحك علي ايه....تحب اعمل زيك و اقلع و انام عريانه زيك و شوف وقتها هتضايق و لا.....
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض علي يدها جاذباً اياها نحوه لتصطدم بصدره العضلي العاري انحني عليها هامساً في اذنها يهمس بصوت اجش مثير و هو يحيط خصرها بذراعه
=ياريت...
من ثم مرر يده فوق ازرار منامتها يقوم بفتح زر تلو الاخر مما جعلها تشهق بصدمه بينما تتمسك بقوه باطراف قميص منامتها
= بتعمل ايه..انت اتجننت...
رسم داغر الجديه علي وجهه محاولاً ان يسيطر علي الابتسامه التي ترتجف فوق شفتيه بينما يكمل فتح ازرار منامتها برغم مقاومتها له
=علشان نبقي متعادلين و تعرفي تنامي علي السرير جنبي براحتك.....
تراجعت داليدا بقوه الي الخلف بعيداً عنه و هي لازالت تقبض علي اطراف قميصها النفتوح جزئياً
=و مين قالك اصلاً اني هنام جنبك...ايه فاكر بعد اللي عملته فيا هنام معاك علي سرير واحد عادي......
لتكمل بحده مرمقه اياه بازدراء
=انا هنام علي الكنبه من هنا و رايح و لو مش عجبك يبقي هتنقل اوضه تانيه خالص و هنام فيها....
ثم تركته واقفاً مصدوماً بمكانه و توجهت نحو الاريكه تستلقي عليها معتقده انه سوف يعترض لكن لدهشتها ظل واقفاً بمكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بحده و يتجه بهدوء نحو الحمام...
ادارت داليدا ظهرها اليه عندما رأته يخرج من الحمام عاري الصدر يرتدي فقط بنطال منامته و شعره مبلل حيث يبدو انه اخذ دشاً سريعاً تنفست بعمق و راحه عندما اغلق الضوء ليعم الظلام بالغرفه تنهدت ببطئ وقد ادركت انه قد استسلم بالفعل و سيتركها تنام فوق الاريكه...
لكنها شهقت بصدمه عندما شعرت به يستلقي بجانبها فوق الاريكه التي برغم اتساعها الا انها لم تتسع لهم معاً مما جعل صدره العاري يلتصق بظهرها هتفت بغضب بينما تحاول ابعاده عنها
=انت بتعمل ايه...قوم من هنا....
لكنه احاط خصرها بذراعه بينما يلتصق بها اكثر دافناً رأسه بعنقها هامساً بهدوء محاولاً استفزازها
=مادام مش عايزه تنامي علي السرير...هنام انا هنا جنبك علي الكنبه...
ليكمل مغيظ اياها بينما يلتصق بها اكثر مقبلاً عنقها بلطف
=و بيني و بينك المكان هنا احسن علي الاقل مفيش مكان فاصل ما بنا زي السرير ....
ضربته داليدا في صدره بمرفقها بقوه وهي تهتف من بين اسنانها بغضب
=انت ايه...بارد....
ليشتعل الغضب بداخلها اكثر عندما سمعته يضحك و صدره اخذ يهتز مما جعلها تتراجع فجاه الي الخلف بقوه بجسدها مطيحه اياه من فوق الاريكه ليختل توازنه من فوقها و يسقط علي الارض
انفجرت داليدا ضاحكه فور رؤيتها له و هو يفترش الارض بهذا الشكل وضعت يدها فوق بطنها التي ألمتها من كثرة الضحك غافله عن ذلك الذي اعتدل جالساً علي الارض و عينيه مسلطه عليها تلتمع بالانبهار والشغف متأملاً اياها لكنه هز رأسه متنحنحاً بقوه مخرجاً نفسه من حالته تلك...
وقف علي قدميه بهدوء يمد يده نحوها قائلاً بجديه
=يلا يا داليدا تعالي ...خالينا ننام انا علي اخري و بقالي اسبرع منمتش..
توقف ضحكها عندما رأت جديته تلك هزت كتفيها قائله بينما تنظر اليه
=طيب ما تنام هو انا منعتك..السرير عندك واسع اهو تقدر تنام عليه براحتك...انا هنام هنا
لتكمل بحده بينما تطلع نحوه بنظرات تمتلئ بالتحدي
=و لوحدي.....
اطلق داغر زفره طويله حاده قبل ان يستدير و يتجه نحو الفراش مما جعلها تظنه قد استسلم لكن لصدمتها اتجه للخزانه و اخرج الحبل الذي قيدها به من قبل
استدار نحوها يشير بالحبل بيده قائلاً بجديه و صرامه
=شكلك وحشك ان تقولي كلمه سادي و حنيتي للنوم متكتفه...
همست داليدا بتعثر بينما عينيها مسلطه بذعر فوق الحبل الذي بيده
=ابعد البتاع ده عني......
اقترب داغر منها مغمغماً بينما لا يزال يأرجح الحبل من يد لأخري بهدوء..
=هاااا...تختاري ايه....؟!
ليكمل بسخريه بينما ينحني عليها ممسكاً بيدها عندما ظلت صامته
=خلاص يبقي انتي اللي اخترتي متجــ..........
ولكن و قبل ان ينهي جملته انتفضت داليدا ناهضه من فوق الاريكه متجهه نحو الفراش مستلقيه عليها هاتفه بغضب
=خلاص..خلاص اتزفت نمت....
ادارت ظهرها له بغضب عندما رأته يتقدم نحو الفراش بعد ان القي الحبل علي الاريكه...
استلقي داغر بجانبها و علي وجهه ترتسم ابتسامه واسعه اقترب منها دافناً وجهه بعنقها من الخلف مستنشقاً بعمق رائحتها التي افتقدها طوال الاسبوع المنصرم لكنها انتفضت مبتعده عنه لاقصي الفراش هاتفه بغضب
=متلمسنيش...
لكنه اقترب منها باصرار مره اخري دافناً وجهه مره اخري بعنقها مقبلاً اياه بحنان فكل ما كان يرغب به هو النوم و الشعور بها بين يديه
استدارت داليدا لتصبح تواجهه هاتفه بغضب اكبر ضاربه اياه فوق صدره بقبضتيه
=قولتلك متلمسنيش...متلمسنيش
لكن ولدهشتها بدلاً من ان يغضب منها رأته يمد يده و يرجع خصلات شعرها الثائره عن وجهها ليضعه بحنان خلف اذنها و اخذ يمرر يده ببطئ فوق وجنتيها متلمساً شفتيها الناعمه بطرف ابهامه راقبته وجهه يقترب منها و قد اصبحت انفاسها متثاقله والحراره بدأت بغزو جسدها...
مرر شفتيه فوق خدها مقبلاً طول الخط الذي يصل الي شفتيها حتي وصل الي شفتيها و التهمها في قبله حارقه من ثم اخذ يوزع قبلات قصيره بسائر انحاء وجهها حتي وصل الي اذنها وقبل اسفل عنقها بينما يهمس بصوت اجش
=ملاكي البريئه.....
اسرعت داليدا بالتراجع بعيداً دافعه اياه بصدره فور سماعها كلماته تلك فقد ذكرها بكلماته تلك بسوء ظنه بها وما فعله بها باخر مره كان معها و الكلمات القاسيه التي وجهها اليها بسبب ابنة عمه التي يحبها فلما يتعامل معها اذا بهذه الحميميه اذا كان يحب و يرغب بامراه اخري....
صدح صوت بعقلها معذباً اياها بانها ليست بالنسبه اليه سوا امرأه متاحه امامه و يتسلي بها...
هتفت بشراسه دافعه اياه بقسوه في صدره و شرارت الغضب تتقافز من عينيها
=لا انا مش ملاكك..انا بالنسبالك شيطان....لكن ملاك معتقدش......
جذبها نحوه مره اخري محيطاً وجهها بيديه مغمعماً بصوت مبحوح اجش
=انتي فعلاً شيطان....
ليكمل بصوت أبح يتغلله المرح بينما يعض عنقها بلطف و مشاغبه
=علشان مطلعه عيني و مركبلي الوش الخشب بقالك اكتر من ساعتين و انا خلاص هموت وانام...
ليكمل بنفاذ صبر عندما اخذت تتطلع نحوه باعين تلتمع بالحده
=داليدا بقولك عايز انام....
قاطعته داليدا هاتفه بقسوه دافعه اياه بصدره بقوه مبعده اياه عنها
=طيب ما تنام و انا مالي....
اجابها بصوت يتخلله التعب وهو يممرر يده بلطف فوق خصرها
=عايزك تنامي في حضني....
اطلقت داليدا صرخه مستنكره ساخره و هي تندفع مبتعده لأقصي الفراش بعيداً عنه عندما امتدت يده نحوها لكي يقربها منه
=كان زمان...ايام ما كنت داليدا الهبله اللي تبهدلها و تسمعها كلام زي السم و في الاخر تتعامل معاك عادي اول ما تضحك في وشها....
لتكمل بحده بينما تستدير بجسدها بعيداً عنه توليه ظهرها متجاهله الصدمه المرتسمه علي وجهه...
=تصبح علي خير ...
لتكمل بنغمه تملئها الحده و هي تضغط علي حروف كلماتها بسخريه لاذعه
=يا داغر...باشا....
صرخت مبعده ذراعها بحده عن يده التي حاول جذبها منه مره اخري اليه
=قولتلك لا و لا عايزني أ....
اسرع داغر بوضع يده فوق فمها يكتم باقي كلماتها هاتفاً بغضب و نفاذ صبر
=خلاص ... خلاص اقفلي الراديو اللي اتفتح و مش عايز يتقفل ده و نامي...نامي انا اصلاً غلطان.....
من ثم زفر باحباط و غضب بينما يلتف هو الاخر مولياً ظهره لها جاذباً بحده الشرشف مغطياً جسده به حتي رأسه و الغضب و الاحباط يغليان بعروقه...
!!!***!!!***!!!***!!!
في اليوم التالي....
كانت داليدا جالسه علي الاريكه بجناحها الخاص تشاهد التلفاز باعين زائغه و عقلها شارد تتذكر كل ما حدث بالامس...فقد عاد داغر بعد ان غاب لاكثر من اسبوع يتعامل معها بكل هدوء كما لو انه لم يقذفها باسوء الاتهامات...
بانها من ارسلت تلك الصوره الي خطيب نورا...لكنها تعلم جيداً بانه هو من قام بارسالها فقد اعترف بنفسه ان تلك الصوره غير موجوده الا بهاتفه الشخصي
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بينما تضغط باسنانها علي جانب خدها الداخلي محاوله منع الدموع الكثيفه التي تجمعت بعينيها من السقوط عند تذكرها لوضعهم الحميمي بتلك الصوره فقد كانت نورا تقبله براحه معانقه اياه بتملك لم يكن من حقها هى زوجته الشعور به نحوه لكنها تعلم جيداً بانه ملك لنورا التي لا يزال يعشقها...
تنفست بقوه ماسحه الدمعه التي تسربت فوق خدها معنفه نفسها بقوه فهي لن تبكي من اجله مره فيكفي ما ذرفته من دموع خلال الاسبوع الماضي فقد وعدت نفسها بانها لن تجعل حبها له يضعفها بعد الان فسوف تعامله مثل معاملته اللامباليه ..البارده...
اعتدلت في جلستها سريعاً مسلطه عينيها علي التلفاز متصنعه المشاهده عندما سمعت باب الجناح يفتح لتعلم ان داغر قد عاد من عمله لكن تغضن وجهها بالتفكير فلا يزال الوقت مبكراً علي انتهاءه من عمله فالساعه لما تتجاوز ال5 مساءً بعد...
راقبته بطرف عينيها و هو يدلف الي الغرفه فقد كان شعره مبعثر و يرتسم علي وجهه الاقتضاب لكنها حولت انتبهها الي شاشة التلفاز عندما رأته يتجه نحوها...
جلس داغر بجانبها علي الاريكه لكن تشدد جسدها بصدمه عندما جذبها من ذراعها بصمت بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه دافناً وجهه بعنقها...
همست بتردد عندما شعرت بجسده يرتجف
=مش...مش قولتلك متلمسنيش
لكنه لم يجيبها و ظل محتضناً اياها فتره طويله قبل ان يزفر ببطئ مبتعداً عنها راقبته داليدا بقلق قبل ان يردف بهدوء و قد استعاد قناعه الهادئ
=داليدا عايز اتكلم معاكي...
ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تتمتم بحده محاوله عدم التأثر بقربه منها مذكره نفسها بوعدها لنفسها
=نتكلم في ايه...؟!
اجابها بينما يقبض علي يديه بجانبه بقوه دلالة علي توتره
=عن جوازنا....
غمغمت داليدا بحده بينما تقبض بقوه علي جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وقد تبخر قلقها عليه فقد كانت تعلم ما يرغب بقوله
=ايه نويت تطلقني خلاص مش كـ....
قاطعها داغر بقسوه و حده
=طلاق ايه اللي بتتكلمي عنه..
عقدت ذراعيها اسفل صدرها مجيبه اياه بقسوه مماثله
=ما هو مفيش حاجه بيني وبينك ممكن نتكلم فيها غير الطلاق...
زمجر داغر بحده بينما يضيق عينيه عليها
=انتي شايفه ان مفيش اي حاجه بيني و بينك ممكن نتكلم فيها غير الطلاق اللي....
اجابته ببرود يعاكس النيران المشتعله داخل صدرها
=لا ازاي طبعاً فيه...فيه فلوس..و العقد اللي معاك وال 20 مليون جنيه...
لتكمل بينما تنحني تلتقط صحن المقرمشات من فوق الطاوله التي امامها
=و مادام مش هتتكلم في الطلاق فمعلش يا داغر خاليني اركز في الفيلم احسن...
لتردف بينما ترسم ابتسامه واسعه علي وجهها
=ما تتفرج معايا ده فيلم تحفه هيعجبك...
من ثم سلطت انتبهها علي التلفاز متصنعه مشاهدة الفيلم بينما تحاول السيطره علي الدموع التي تجمعت خلف عينيها حتي لا تزعزع قوتها الهشه التي رسمتها امامه..
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات و علي وجهه يرتسم تعبير غريب قبل ان يغمغم بصوت مختنق اجش...
=مادام مش شايفني غير شوية فلوس و عقد بيني و بينك يبقي اللي كنت هقولهولك ميخصكيش و لا يهمك في حاجه اللي هعمله...
ثم انتفض ناهضاً تاركاً الغرفه مغلقاً الباب خلفه تاركاً اياها تتطلع الي اثره بحسره قبل ان تنفجر في بكاء مرير....
!!!**!!!***!!!***!!!
بعد عدة ساعات...
كانت داليدا واقفه امام المرأه تعدل من حجابها حتي تنزل للاسفل و تحضر شيئ تأكله حتي تسكت معدتها الثائره فهي لم تتناول اي طعام اليوم عندما سمعت طرقاً علي الباب لتدلف بعدها صافيه بوجه محتقن متغضن قائله بصوت منخفض
=شهيره هانم عايزاكي تحت يا داليدا هانم....
عقدت داليدا حاجبيها قائله بينما تضع الحجاب علي رأسها
=و دي عايزاني في ايه...؟!
اقتربت منها صافيه كما لو كانت تهم اخبارها بشئ ما لكنها تراجعت مره اخري قائله بتردد
=مش عارفه يا هانم...هي مستنياكي تحت...
اومأت داليدا برأسها قائله
=طيب يا صافيه روحي انتي و انا جايه وراكي..
لتهمس وهي تتأكد من ان حجابها يغطي شعرها باكمله خوفاً من نظرات طاهر التي تلاحقها
=يا تري العقربه دي عايزه مني ايه...
تنهدت ببطئ قبل ان تتناول هاتفها و تهبط الي الاسفل...
لكن تجمدت خطواتها فور ان وصلت الي اخر الدرج عندما و رأت ما جعل الدماء تفر من عروقها فقد كان داغر جالساً بجانب احدي الرجال بينما نورا تجلس بالجهه الاخري من هذا الرجل الذي كان يمسك بيده دفتراً كبيراً مناولاً اياه لها قائلاً ببشاشه
=امضي هنا يا عروسه...
من ثم التف الي داغر بعد ان مضت نورا علي الدفتر
=امضي هنا يا عريس...
ثم ختم كلامه بابتسامه واسعه بعد ان مضي داغر علي الدفتر هو الاخر
=بارك الله لكما...وبارك عليكم
فور فهمها ما يحدث شعرت كما لو عالمها بأكمله ينهار من حولها
انهارت جالسه علي الدرج
و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها بينما انفاسها اصبحت ثقيله متباطئه شعرت بها تنسحب من داخل صدرها كما لو المكان يطبق بجدرانه عليها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به و فكره واحده تعصف بها معذبه اياها داغر تزوج نورا ...تزوج حب عمره و فقدته هي...فقدته الي الابد....