رواية ست البنات كامله بقلم زينب سمير
الفصل ( 1 )
تعالت الاصوات في تلك المنطقة التي تميل للشعبية قليلا اصوات اطفال يلعبون اللعبة المشهورة وما هي الا كرة القدم واصوات للبائعين واخري للاغاني الشعبية التي خرجت من صوت السماعات التي توجد في الوسيلة المنتشرة في تلك المنطقة وما هي الا... التوك توك
في احدي الشوارع في تلك المنطقة يعد من اكثرها هدوءا ورقيا حيث يوجد فيها مساكن عائلة العطار .. اكبر المنازل في المنطقة حيث كان عبارة عن منزل كبير عن المنازل المنتشرة هناك بقليل ويتكون من عدة ادوار لكثرة عدد افراد العائلة واسرها وكذلك
من الاشياء التي ساعدتهم علي ذلك انهم من اغنياء المنطقة
في احدي الشقق في ذلك المنزل في الشقة التي توجد في الطابق الاول والتي تعد مصدر التجمع لكل الافراد
تعالي الصوت من السيدة العجوز ذات الخمسة والخمسون عاما وهي تدخل المطبخ:-منة حبيبة تيتة روحي صحي عمك قوليله هتتأخر علي الكلية بتاعته
ردت الفتاة ذات الست سنوات:-حاضر يانانا فوز
واتجهت لحيث غرفة عمها وبسمة شيطانية ترتسم علي شفتيها وقفت امام الباب وبهدوء شديد فتحته ودخلت بخفة وظلت تسير علي اصابع قدمها حتي وصلت لفراشه لتتسلق عليه واقتربت من اذنه وقبل ان تفعل اي شئ وجدت من يلف رأسه لها لتصرخ بفزع:-عااااا .. انت صاحي ياعمو ؟
قال بسخرية:-اومال يعني عيني ملانة شوية ففتحها تتهوي ياقردة
قالت وهي تضيق شفتيها بطفولة:-انا نفسي اخضك مرة
قال بزهو وهو يعدل ياقة قميصه الذي لا يرتديه اساسا:-في احلامك مش حسن العطار اللي حد يخضه
جاء صوت من الخارج بتلك اللحظة:-صحيت ياحسن
انتفض وهو يرد بتوتر:-ايواااا ياحاج انا صاحي من النجمة
نظرت له باستهزاء وهي تقول بنصف عين:-باين اووي انك مش بتخاف ياعمو
نظر لها بضيق وقال بغضب مصطنع:-غوري يابت من وشي السعادي
لتقفز من علي الفراش وتغادر سريعا ويبقي هو فقط بالغرفة
حسن العطار .. احد ابناء الحاج شوقي الذي يعد من اغنياء المنطقة وكذلك الناس تستشيره في اشياء كثيرة وعضو اساسي في مجالس الصلح وغيرها .. ترتيبه تحديدا الثالث بين اخوته الصبيان والرابع بين الصبيان والفتيات
حيث لديه اخين متزوجين وكذلك شقيقة .. واخت اصغر منه
له جسد رياضي متناسق مع طوله الفارع ولديه عيون تشعر وكانها لامعة دوما مما تعطيه جمالا خاصا واحيانا تلتمع فيها الحدة وهذا عندما يغضب وهو غضبه نادر جدا .. يتعصب سريعا لذلك يحاول من يعرفه ان يتفادا عصبيته
بلطجي قليلا ولسانه طويل لطبيعة عيشته في منطقة كتلك .. لسانه كالمبرد ولديه لكل كلمة اجابة
نهض واتجه للخارج ليجد في وجه صباح زوجة اخيه الاوسط والتي تعد ابنه عمته الوحيدة .. نكش شعرها من الخلف لتنظر له بغضب وهي تقول بغيظ:-حسن انا مش نقصاك علي الصبح
قال ببرائة:-وانا عملت اية دلوقتي
صباح بغيظ:-باارد
قال وهو يتجه للحمام:-ياشيخة روحي هو في حد بارد غيرك في ام البيت دا
رمقته بضيق واتجهت للمطبخ اما هو فلم يمر كثير من الوقت وكان قدر خرج واتجه لغرفته وبعد قليل خرج منها واتجه لحيث الغرفة التي توجد فيها السفرة
قال بمرح وهي يجلس علي المقعد الخاص به:-صباح الخير عليكوووو يااهالي العطار
قال السيدة فوزية بضيق:-ساعة علشان تصحي ياحسن
حسن:-كان اخر يوم في الاجازة ياست الكل ولازم اودعه بقي بسهرة حلوة
قالت شقيقته الصغيرة رضوي بضحك:-محسسني انك رايح تتجوز وبتودع حياة العزوبية
ضربها علي قفاها حيث كانت تجلس جواره وهو يقول:-بس ياخفة
قالت صباح:-هي فعلا بتوصف حالك
ضربها علي قفاها حيث كانت تجلس بالكرسي المجاور له وهو يقول:-خليكي في حالك ياصباح
ضحكت رضوي والجميع عندما ضربها حسن حتي زوجها "علي"
لتقول هي بغيظ:-شايفة يامرات خالي
فوز:-معلش يابنتي بيضحك معاكي
قال حسن بغمزة:-اضحكي ياامي هتموتي وتضحكي والمصحف
تعالت ضحكاتها وهي تقول خلالها:-عيب ياحسن دي مرات اخوك برضوا
قال علي:-ولا يهمه
قال حسن بضحك:-دا انت بايع بقي
ثم نظر لها وضربها علي قفاها مرة اخري وهو يقول بمرح:-معلش بقي ياصباح الباشا بايع
وحرك كتفيه علامة علي ان الامر ليس في يده
لترمقه صباح بضيق هو واخيه
_____________________________
في مكان اخر
في منطقة راقية بعض الشئ .. في منزل عصري صغير ولكن يتكون من طابقين كانت تهبط تلك الفتاة بعجلة لتجد من يقف امامها لتتوتر وهي تقول:-ماما صباح الخير
ردت الام بلطف:-صباح النور يانارو .. متأخرة يعني
ردت برقة:-المنبة مرنش والله وراحت عليا نومة
ابتسمت والدتها وهي ترد:-ولا يهمك .. تعالي افطري بقي وسيبك من المحاضرة الاولي يانور
نوران:-مبحبش افطر الصبح وانتي عارفة ياقلبي
واقتربت تقبلها علي وجنتيها ثم غادرت سريعا
لتركب سيارتها وتبدا بالقيادة متجه نحو جامعتها وبوسط الطريق وجدت هاتفها يرن لتفتحه وهي تقول ببسمة:-كنت لسة هرن عليكي والله ياسمر
قالت الاخري بتساءل:-هتجيلي زي ما اتفقنا صح ؟
نوران:-اهاا باذن الله .. انا قايلة لماما اني هخرج بعد الكلية مع اصحابي بس مقولتش فيه
سمر بارتياح:-احسن كدا علشان لو مامتك عرفت مش هترضي تخليكي تيجي او حتي تعرفيني
قالت بحزن:-والله ماما طيبة بس هي..
قاطعتها سمر:-حقها طبعا يانوران انتي خطر انك تدخلي منطقة زي دي انا خايفة عليكي والله بس بجد هموت واشوفك وكمان عارفة فضولك انك تزوري منطقة زي بتاعتنا
ردت ببسمة:-يبقي نتقابل علي خير بقي
واغلقت معها ..
اتجهت سمر الي الشرفة بعد ان انتهت من محادثة نوران وهي تستند علي عكازها الذي باتت تستخدمه مؤخرا بسبب تلك الحادثة التي تعرضت لها من فترة قريبة .. جلست علي مقعدها الذي يوجد في الشرفة وظلت تنظر لكل ما حولها بحب
نعم هي منطقة شعبية وليست راقية ابدا لكن يكفي الحب الذي ينتشر فيها يكفي ان كل منهم يقف في ضهر الاخر امام الغريب
يكفي انها تعرف انها خلفها سند يسندها هي ووالدتها واخيها الاصغر منها بسنوات قليلة لو ان حدث لهم شيئا
بالمنزل المقابل لمنزل سمر حيث منزل عائلة العطار
دخلت جنات زوجة همام الابن الاكبر للسيد شوقي الي شقة السيدة فوزية والبسمة علي شفتيها لتقول وهي تري سيدات العائلة يجلسون في الصالة:-صباح الخير
ردوا جميعا:-صباح النور
ثم هتفت صباح بضيق:-صباحيتك كحلي ياختي .. انتي تنامي واحنا نفطرلك عيالك وجوزك
قالت رضوي بغيظ:-هو انتي فطرتيهم من لحمك .. دول بياكلوا في بيت سيدهم ياصباح
قالت فوزية بتحذير:-رضوي كلمي صباح كويس
تأففت رضوي ونظرت للجهة الاخري بضيق وهي تقول:-حاضر
بينما نظرت فوزية لصباح وقالت بحدة:-جنات طول عمرها شايلة همي وهم عيالي قبل هم ولادها ياصباح وان تعبت يوم انا اشيلها في عيني وعلي راسي وزي ما قالت رضوي دول بياكلوا في بيت سيدهم مش بيتك ولا من لحمك
اقتربت جنات منها تقبل يدها بحب والدموع بعيونها وهي ترد:-تسلميلي يافوز والله انتي امي اللي ربنا عوضني بيكي وبحنانك بعدها
ابتسكت لها فوزية بحنان فجنات يتيمة الاب والام كانت تسكن في المنطقة واحبها همام وتزوجها وبعد عام ونصف من الزواج توفي والديها ومن وقتها زاد حنان السيدة فوزية عليها اضعافا واصبح اكثر من زي قبل فاصبحت تشعر بانها بالفعل والدتها الحقيقية
قالت صباح بحرج:-انا مقصدش اني بوكلهم من لحمي انا اقصد اننا اللي بنتعب في التجهيز وهي بتنزل علي الجاهز
قالت جنات بحرج هي ايضا:-معلش والله الحمل المرة دي صعب قووي عليا .. الولاد الاولين كانوا اسهل من كدا بس انا بقول يمكن علشان سني كبر برضوا
قالت رضوي بغزل:-سن اية دا همام كل ما بيشوفك بيبقي هيقع من طوله من حلاوتك ياجنات يااللي مجنناه
ضحكت عليها بشدة وقد تلون وجهها باللون الاحمر من الخجل
رغم انها في منتصف الثلاثين الا انها مازالت تخجل من بعض الكلمات وكأنها مازالت صغيرة !!!
____________________________
وقفت سيارة حسن في الساحة الفارغة امام الجامعة وهبط هو منها واتجه نحو الداخل حيث كليته ما ان دخل الكلية حيث توجهت الانظار له فهو من الاشخاص ذات الصيت العالي في كلية الهندسة لمزاحه ولكثرة معارفه ولقوة شخصيته ايضا
فهو مزيج لكل الصفات تجد فيه كل شى وعكسه
ملابسه في غاية الاناقة وحديثه يلذع احيانا .. توجه للكافية فورا ليجد مجموعته الحبيبة بانتظاره
هتف وهو يجلس بمرح:-صباح الخير عليكووو يارجالة
ردوا السلام عليه
قال وهو ياخذ كوب النسكافية الذي امامه:-هاا هنعمل اية انهاردة
قال خالد بضيق:-النسكافية دا بتاعي يازفت انت
شربه وكأنه لم يسمعه واكمل بسخرية:-هو في راجل يشرب نسكافية .. النسكافية دا للعيال التوتو .. زيي كدا
وضحك بمرح ليضحك معه اصدقائه
قال عبده:-انهاردة مش هنخرج نأجل الصياعة لبكرة علشان كلنا اكيد مطبقين وعايزين ننام
ضحك حسن وهو يرد:-دماغك عنب ياض ياعبده فعلا انا منمتش من امبارح .. امي وابويا لو عرفوا هيفشخوني بس اعمل اية السهر بيجري في دمي
قال امجد:-بحس اني بعمل جريمة لو نمت بدري
قال حسن:-حد طلب منك تتكلم باض
امجد:-الله ومتكلمش لية بقي ياابو علي
قال حسن بضيق مصطنع:-هو مش احنا متخاصمين
امجد بتعجب:-متخاصمين ؟! ومتخاصمين لية بقي
حسن:-علشان مرضيتش تظبطلي الموضوع اللي عايزه
قال امجد بغيظ:-يرضيكوا انتوا طيب ياجماعة انزل للست توحة جارتنا واقولها البية صاحبي عايز يصاحبها يومين
ضحك الجميع علي حديثه
ليقول خالد بعد ان انتهي من ضحكاته:-توحة مين ياحسن .. دي كملت التسعين
غمز بعينه وهو يقول:-وفيها اية يعني الكبير حقه يتدلع يومين برضوا
قال عبده وهو يضرب كفيه ببعضهم البعض:-مجنون والله .. ياعيني علي اللي هتاخدك والله
قال ببسمة ثقة:-دي يابختها يااخينا انت .. دي امها هتكون داعيه ليها ليلة القدر بأنها تقع في عريس لقطة
قال عبده بسخرية:-لقطة ؟! قصدك قالتلها الهي تتجوزي واحد لا ينيمك ولا يريحك في الدنيا والاخرة
حسن ببرائة مصطنعة:-والله انتوا ظالمني
قالوا جميعا بصوت واحد:-ياحراااام
_____________________________
في تمام الساعة الثانية ظهرا .. وقفت سيارة نوران في بداية مشارف الحارة التي تسكن فيها سمر لم تعرف بعد ذلك ماذا عليها ان تفعل
اخرجت هاتفها لترن علي سمر لكنها وجدته قد فصل شحن تنهدت بضيق وهي تهبط من السيارة
لتلتفت الانظار لها وكذلك توسعت عيون البعض حيث كانت ترتدي فستان قصير يصل للركبة باللون الموف وتترك خصلاتها الشقراء خلف ظهرها وتتخللها من الاعلي نظارتها الشمسية .. كانت جميلة للغاية وشكلها المثير هذا غريب علي احوال المنطقة .. فمنذ متي تسير واحدة بجمال تلك وبملابس كـ تلك في وسط الحارة !!
تقدمت من احد الشباب وهي تقول بتوتر لم يخفي رقتها:-لو سمحت
قال وهو ينظر لها بقوة:-اؤمري
نوران بتوتر:-في واحدة هنا اسمها سمر علوان عايزة اوصلها ممكن توصفلي الطريق
قال وهو مازال يبحلق بها:-امشي علطول وادخلي اول شارع شمال في شمال في يمين
نظرت له بعدم فهم ثم استدركت الامر وهي تقول بحرج:-انا مش فاهمة .. ممكن تبعتلي الlocation
ضيق ما بين حاجبيه بعد فهم وهو يقول:-اية اللوكيتشن دا
ابتلعت ريقها وهي تقول:-ولا حاجة .. طيب ممكن توصلني لو مش هتعبك
يالها من هبة منحها الله له .. رمقه بعض الاشخاص والذين يتابعون الموضوع بنظرات حاقدة وهو يقف ويرد عليها:-اهاا .. تعالي امشي ورايا
قالت بتساءل:-طيب اخلي العربية هنا ولا عادي ندخلها جوه
رد وهو ينظر لها ثم للسيارة الغالية:-لا خليها .. عربيات عيلة العطار هتكون سادة الطريق اصلا ومش هتلاقي مكان تركني هناك
اؤمات بحسنا وهي تسير خلفه رغم انها لا تفهم معظم حديثه ولا تعرف من تلك العائلة التي يقصدها !!
ظلت تسير خلفه وتنظر لكل ما حولها بتفحص واعجاب تلك الاطفال التي تلعب والشوارع النظيفة التي تعجبت من حالها كثيرا فهي فكرت انها تشبة تلك المناطق التي تظهر علي التلفاز ولكن هنا غير
بالفعل كما قالت سمر هم يحيون في عالم خاص بهم
وجدته وقف امام احدي المنازل لتنظر له ثم للمنزل وهي تقول:-هو دا البيت
رد الشاب:-لا دا بيت عيلة العطار
ثم اشار خلفها واكمل:-دا بيت الحاج علوان الله يرحمه
نظرت للخلف ثم له واؤمات بحسنا وهي تقول برقة:-شكرا بجد ليك يا...
اكمل بتلهف:-محسوبك عماد وبينادوني هنا في المنطقة بعمدة
قالت ببسمة:-فرصة سعيدة ياعمدة
ياالهي لم يسمع اسمه ينطق بذلك الجمال من قبل
تركته واتجهت للمنزل وطرقت الباب ولحظات واختفت عن انظاره هو وتلك الشباب التي كانت تسير خلفهم
____________________________________
تعريف الشخصيات .. لعائلة العطار
عائلة العطار متكونة من الاب شوقي وزوجته فوزية ودلعها وشهرتها في البيت بـ فوز
ابنه الاكبر همام ومراته جنات وابنهم مهند 10 سنين وبنتهم منة 6 سنين
الابن التاني علي ومراته صباح وعندهم ابن اسمه كريم عنده 7 سنين
البنت التالتة اسمها مروة متجوزة بعيد عنهم شوية وجوزها اسمه محمد وعندها بنت اسمها شمس .. حسن الاي مسميها عندها اربع سنين
والابن الرابع حسن عنده 23 سنة وقريب هيكمل ال 24 سنة الابن المفضل لوالدته رغم انه ولا اول واحد ولا اخر واحد بس ليه مكانه في قلبها كبيرة جدا
البنت الخامسة رضوب عندها 19 سنة لسانها زي ما احنا شايفين مبرد زي اخوها خاصة مع صباح
_____________________
يتبع....
تعالت الاصوات في تلك المنطقة التي تميل للشعبية قليلا اصوات اطفال يلعبون اللعبة المشهورة وما هي الا كرة القدم واصوات للبائعين واخري للاغاني الشعبية التي خرجت من صوت السماعات التي توجد في الوسيلة المنتشرة في تلك المنطقة وما هي الا... التوك توك
في احدي الشوارع في تلك المنطقة يعد من اكثرها هدوءا ورقيا حيث يوجد فيها مساكن عائلة العطار .. اكبر المنازل في المنطقة حيث كان عبارة عن منزل كبير عن المنازل المنتشرة هناك بقليل ويتكون من عدة ادوار لكثرة عدد افراد العائلة واسرها وكذلك
من الاشياء التي ساعدتهم علي ذلك انهم من اغنياء المنطقة
في احدي الشقق في ذلك المنزل في الشقة التي توجد في الطابق الاول والتي تعد مصدر التجمع لكل الافراد
تعالي الصوت من السيدة العجوز ذات الخمسة والخمسون عاما وهي تدخل المطبخ:-منة حبيبة تيتة روحي صحي عمك قوليله هتتأخر علي الكلية بتاعته
ردت الفتاة ذات الست سنوات:-حاضر يانانا فوز
واتجهت لحيث غرفة عمها وبسمة شيطانية ترتسم علي شفتيها وقفت امام الباب وبهدوء شديد فتحته ودخلت بخفة وظلت تسير علي اصابع قدمها حتي وصلت لفراشه لتتسلق عليه واقتربت من اذنه وقبل ان تفعل اي شئ وجدت من يلف رأسه لها لتصرخ بفزع:-عااااا .. انت صاحي ياعمو ؟
قال بسخرية:-اومال يعني عيني ملانة شوية ففتحها تتهوي ياقردة
قالت وهي تضيق شفتيها بطفولة:-انا نفسي اخضك مرة
قال بزهو وهو يعدل ياقة قميصه الذي لا يرتديه اساسا:-في احلامك مش حسن العطار اللي حد يخضه
جاء صوت من الخارج بتلك اللحظة:-صحيت ياحسن
انتفض وهو يرد بتوتر:-ايواااا ياحاج انا صاحي من النجمة
نظرت له باستهزاء وهي تقول بنصف عين:-باين اووي انك مش بتخاف ياعمو
نظر لها بضيق وقال بغضب مصطنع:-غوري يابت من وشي السعادي
لتقفز من علي الفراش وتغادر سريعا ويبقي هو فقط بالغرفة
حسن العطار .. احد ابناء الحاج شوقي الذي يعد من اغنياء المنطقة وكذلك الناس تستشيره في اشياء كثيرة وعضو اساسي في مجالس الصلح وغيرها .. ترتيبه تحديدا الثالث بين اخوته الصبيان والرابع بين الصبيان والفتيات
حيث لديه اخين متزوجين وكذلك شقيقة .. واخت اصغر منه
له جسد رياضي متناسق مع طوله الفارع ولديه عيون تشعر وكانها لامعة دوما مما تعطيه جمالا خاصا واحيانا تلتمع فيها الحدة وهذا عندما يغضب وهو غضبه نادر جدا .. يتعصب سريعا لذلك يحاول من يعرفه ان يتفادا عصبيته
بلطجي قليلا ولسانه طويل لطبيعة عيشته في منطقة كتلك .. لسانه كالمبرد ولديه لكل كلمة اجابة
نهض واتجه للخارج ليجد في وجه صباح زوجة اخيه الاوسط والتي تعد ابنه عمته الوحيدة .. نكش شعرها من الخلف لتنظر له بغضب وهي تقول بغيظ:-حسن انا مش نقصاك علي الصبح
قال ببرائة:-وانا عملت اية دلوقتي
صباح بغيظ:-باارد
قال وهو يتجه للحمام:-ياشيخة روحي هو في حد بارد غيرك في ام البيت دا
رمقته بضيق واتجهت للمطبخ اما هو فلم يمر كثير من الوقت وكان قدر خرج واتجه لغرفته وبعد قليل خرج منها واتجه لحيث الغرفة التي توجد فيها السفرة
قال بمرح وهي يجلس علي المقعد الخاص به:-صباح الخير عليكوووو يااهالي العطار
قال السيدة فوزية بضيق:-ساعة علشان تصحي ياحسن
حسن:-كان اخر يوم في الاجازة ياست الكل ولازم اودعه بقي بسهرة حلوة
قالت شقيقته الصغيرة رضوي بضحك:-محسسني انك رايح تتجوز وبتودع حياة العزوبية
ضربها علي قفاها حيث كانت تجلس جواره وهو يقول:-بس ياخفة
قالت صباح:-هي فعلا بتوصف حالك
ضربها علي قفاها حيث كانت تجلس بالكرسي المجاور له وهو يقول:-خليكي في حالك ياصباح
ضحكت رضوي والجميع عندما ضربها حسن حتي زوجها "علي"
لتقول هي بغيظ:-شايفة يامرات خالي
فوز:-معلش يابنتي بيضحك معاكي
قال حسن بغمزة:-اضحكي ياامي هتموتي وتضحكي والمصحف
تعالت ضحكاتها وهي تقول خلالها:-عيب ياحسن دي مرات اخوك برضوا
قال علي:-ولا يهمه
قال حسن بضحك:-دا انت بايع بقي
ثم نظر لها وضربها علي قفاها مرة اخري وهو يقول بمرح:-معلش بقي ياصباح الباشا بايع
وحرك كتفيه علامة علي ان الامر ليس في يده
لترمقه صباح بضيق هو واخيه
_____________________________
في مكان اخر
في منطقة راقية بعض الشئ .. في منزل عصري صغير ولكن يتكون من طابقين كانت تهبط تلك الفتاة بعجلة لتجد من يقف امامها لتتوتر وهي تقول:-ماما صباح الخير
ردت الام بلطف:-صباح النور يانارو .. متأخرة يعني
ردت برقة:-المنبة مرنش والله وراحت عليا نومة
ابتسمت والدتها وهي ترد:-ولا يهمك .. تعالي افطري بقي وسيبك من المحاضرة الاولي يانور
نوران:-مبحبش افطر الصبح وانتي عارفة ياقلبي
واقتربت تقبلها علي وجنتيها ثم غادرت سريعا
لتركب سيارتها وتبدا بالقيادة متجه نحو جامعتها وبوسط الطريق وجدت هاتفها يرن لتفتحه وهي تقول ببسمة:-كنت لسة هرن عليكي والله ياسمر
قالت الاخري بتساءل:-هتجيلي زي ما اتفقنا صح ؟
نوران:-اهاا باذن الله .. انا قايلة لماما اني هخرج بعد الكلية مع اصحابي بس مقولتش فيه
سمر بارتياح:-احسن كدا علشان لو مامتك عرفت مش هترضي تخليكي تيجي او حتي تعرفيني
قالت بحزن:-والله ماما طيبة بس هي..
قاطعتها سمر:-حقها طبعا يانوران انتي خطر انك تدخلي منطقة زي دي انا خايفة عليكي والله بس بجد هموت واشوفك وكمان عارفة فضولك انك تزوري منطقة زي بتاعتنا
ردت ببسمة:-يبقي نتقابل علي خير بقي
واغلقت معها ..
اتجهت سمر الي الشرفة بعد ان انتهت من محادثة نوران وهي تستند علي عكازها الذي باتت تستخدمه مؤخرا بسبب تلك الحادثة التي تعرضت لها من فترة قريبة .. جلست علي مقعدها الذي يوجد في الشرفة وظلت تنظر لكل ما حولها بحب
نعم هي منطقة شعبية وليست راقية ابدا لكن يكفي الحب الذي ينتشر فيها يكفي ان كل منهم يقف في ضهر الاخر امام الغريب
يكفي انها تعرف انها خلفها سند يسندها هي ووالدتها واخيها الاصغر منها بسنوات قليلة لو ان حدث لهم شيئا
بالمنزل المقابل لمنزل سمر حيث منزل عائلة العطار
دخلت جنات زوجة همام الابن الاكبر للسيد شوقي الي شقة السيدة فوزية والبسمة علي شفتيها لتقول وهي تري سيدات العائلة يجلسون في الصالة:-صباح الخير
ردوا جميعا:-صباح النور
ثم هتفت صباح بضيق:-صباحيتك كحلي ياختي .. انتي تنامي واحنا نفطرلك عيالك وجوزك
قالت رضوي بغيظ:-هو انتي فطرتيهم من لحمك .. دول بياكلوا في بيت سيدهم ياصباح
قالت فوزية بتحذير:-رضوي كلمي صباح كويس
تأففت رضوي ونظرت للجهة الاخري بضيق وهي تقول:-حاضر
بينما نظرت فوزية لصباح وقالت بحدة:-جنات طول عمرها شايلة همي وهم عيالي قبل هم ولادها ياصباح وان تعبت يوم انا اشيلها في عيني وعلي راسي وزي ما قالت رضوي دول بياكلوا في بيت سيدهم مش بيتك ولا من لحمك
اقتربت جنات منها تقبل يدها بحب والدموع بعيونها وهي ترد:-تسلميلي يافوز والله انتي امي اللي ربنا عوضني بيكي وبحنانك بعدها
ابتسكت لها فوزية بحنان فجنات يتيمة الاب والام كانت تسكن في المنطقة واحبها همام وتزوجها وبعد عام ونصف من الزواج توفي والديها ومن وقتها زاد حنان السيدة فوزية عليها اضعافا واصبح اكثر من زي قبل فاصبحت تشعر بانها بالفعل والدتها الحقيقية
قالت صباح بحرج:-انا مقصدش اني بوكلهم من لحمي انا اقصد اننا اللي بنتعب في التجهيز وهي بتنزل علي الجاهز
قالت جنات بحرج هي ايضا:-معلش والله الحمل المرة دي صعب قووي عليا .. الولاد الاولين كانوا اسهل من كدا بس انا بقول يمكن علشان سني كبر برضوا
قالت رضوي بغزل:-سن اية دا همام كل ما بيشوفك بيبقي هيقع من طوله من حلاوتك ياجنات يااللي مجنناه
ضحكت عليها بشدة وقد تلون وجهها باللون الاحمر من الخجل
رغم انها في منتصف الثلاثين الا انها مازالت تخجل من بعض الكلمات وكأنها مازالت صغيرة !!!
____________________________
وقفت سيارة حسن في الساحة الفارغة امام الجامعة وهبط هو منها واتجه نحو الداخل حيث كليته ما ان دخل الكلية حيث توجهت الانظار له فهو من الاشخاص ذات الصيت العالي في كلية الهندسة لمزاحه ولكثرة معارفه ولقوة شخصيته ايضا
فهو مزيج لكل الصفات تجد فيه كل شى وعكسه
ملابسه في غاية الاناقة وحديثه يلذع احيانا .. توجه للكافية فورا ليجد مجموعته الحبيبة بانتظاره
هتف وهو يجلس بمرح:-صباح الخير عليكووو يارجالة
ردوا السلام عليه
قال وهو ياخذ كوب النسكافية الذي امامه:-هاا هنعمل اية انهاردة
قال خالد بضيق:-النسكافية دا بتاعي يازفت انت
شربه وكأنه لم يسمعه واكمل بسخرية:-هو في راجل يشرب نسكافية .. النسكافية دا للعيال التوتو .. زيي كدا
وضحك بمرح ليضحك معه اصدقائه
قال عبده:-انهاردة مش هنخرج نأجل الصياعة لبكرة علشان كلنا اكيد مطبقين وعايزين ننام
ضحك حسن وهو يرد:-دماغك عنب ياض ياعبده فعلا انا منمتش من امبارح .. امي وابويا لو عرفوا هيفشخوني بس اعمل اية السهر بيجري في دمي
قال امجد:-بحس اني بعمل جريمة لو نمت بدري
قال حسن:-حد طلب منك تتكلم باض
امجد:-الله ومتكلمش لية بقي ياابو علي
قال حسن بضيق مصطنع:-هو مش احنا متخاصمين
امجد بتعجب:-متخاصمين ؟! ومتخاصمين لية بقي
حسن:-علشان مرضيتش تظبطلي الموضوع اللي عايزه
قال امجد بغيظ:-يرضيكوا انتوا طيب ياجماعة انزل للست توحة جارتنا واقولها البية صاحبي عايز يصاحبها يومين
ضحك الجميع علي حديثه
ليقول خالد بعد ان انتهي من ضحكاته:-توحة مين ياحسن .. دي كملت التسعين
غمز بعينه وهو يقول:-وفيها اية يعني الكبير حقه يتدلع يومين برضوا
قال عبده وهو يضرب كفيه ببعضهم البعض:-مجنون والله .. ياعيني علي اللي هتاخدك والله
قال ببسمة ثقة:-دي يابختها يااخينا انت .. دي امها هتكون داعيه ليها ليلة القدر بأنها تقع في عريس لقطة
قال عبده بسخرية:-لقطة ؟! قصدك قالتلها الهي تتجوزي واحد لا ينيمك ولا يريحك في الدنيا والاخرة
حسن ببرائة مصطنعة:-والله انتوا ظالمني
قالوا جميعا بصوت واحد:-ياحراااام
_____________________________
في تمام الساعة الثانية ظهرا .. وقفت سيارة نوران في بداية مشارف الحارة التي تسكن فيها سمر لم تعرف بعد ذلك ماذا عليها ان تفعل
اخرجت هاتفها لترن علي سمر لكنها وجدته قد فصل شحن تنهدت بضيق وهي تهبط من السيارة
لتلتفت الانظار لها وكذلك توسعت عيون البعض حيث كانت ترتدي فستان قصير يصل للركبة باللون الموف وتترك خصلاتها الشقراء خلف ظهرها وتتخللها من الاعلي نظارتها الشمسية .. كانت جميلة للغاية وشكلها المثير هذا غريب علي احوال المنطقة .. فمنذ متي تسير واحدة بجمال تلك وبملابس كـ تلك في وسط الحارة !!
تقدمت من احد الشباب وهي تقول بتوتر لم يخفي رقتها:-لو سمحت
قال وهو ينظر لها بقوة:-اؤمري
نوران بتوتر:-في واحدة هنا اسمها سمر علوان عايزة اوصلها ممكن توصفلي الطريق
قال وهو مازال يبحلق بها:-امشي علطول وادخلي اول شارع شمال في شمال في يمين
نظرت له بعدم فهم ثم استدركت الامر وهي تقول بحرج:-انا مش فاهمة .. ممكن تبعتلي الlocation
ضيق ما بين حاجبيه بعد فهم وهو يقول:-اية اللوكيتشن دا
ابتلعت ريقها وهي تقول:-ولا حاجة .. طيب ممكن توصلني لو مش هتعبك
يالها من هبة منحها الله له .. رمقه بعض الاشخاص والذين يتابعون الموضوع بنظرات حاقدة وهو يقف ويرد عليها:-اهاا .. تعالي امشي ورايا
قالت بتساءل:-طيب اخلي العربية هنا ولا عادي ندخلها جوه
رد وهو ينظر لها ثم للسيارة الغالية:-لا خليها .. عربيات عيلة العطار هتكون سادة الطريق اصلا ومش هتلاقي مكان تركني هناك
اؤمات بحسنا وهي تسير خلفه رغم انها لا تفهم معظم حديثه ولا تعرف من تلك العائلة التي يقصدها !!
ظلت تسير خلفه وتنظر لكل ما حولها بتفحص واعجاب تلك الاطفال التي تلعب والشوارع النظيفة التي تعجبت من حالها كثيرا فهي فكرت انها تشبة تلك المناطق التي تظهر علي التلفاز ولكن هنا غير
بالفعل كما قالت سمر هم يحيون في عالم خاص بهم
وجدته وقف امام احدي المنازل لتنظر له ثم للمنزل وهي تقول:-هو دا البيت
رد الشاب:-لا دا بيت عيلة العطار
ثم اشار خلفها واكمل:-دا بيت الحاج علوان الله يرحمه
نظرت للخلف ثم له واؤمات بحسنا وهي تقول برقة:-شكرا بجد ليك يا...
اكمل بتلهف:-محسوبك عماد وبينادوني هنا في المنطقة بعمدة
قالت ببسمة:-فرصة سعيدة ياعمدة
ياالهي لم يسمع اسمه ينطق بذلك الجمال من قبل
تركته واتجهت للمنزل وطرقت الباب ولحظات واختفت عن انظاره هو وتلك الشباب التي كانت تسير خلفهم
____________________________________
تعريف الشخصيات .. لعائلة العطار
عائلة العطار متكونة من الاب شوقي وزوجته فوزية ودلعها وشهرتها في البيت بـ فوز
ابنه الاكبر همام ومراته جنات وابنهم مهند 10 سنين وبنتهم منة 6 سنين
الابن التاني علي ومراته صباح وعندهم ابن اسمه كريم عنده 7 سنين
البنت التالتة اسمها مروة متجوزة بعيد عنهم شوية وجوزها اسمه محمد وعندها بنت اسمها شمس .. حسن الاي مسميها عندها اربع سنين
والابن الرابع حسن عنده 23 سنة وقريب هيكمل ال 24 سنة الابن المفضل لوالدته رغم انه ولا اول واحد ولا اخر واحد بس ليه مكانه في قلبها كبيرة جدا
البنت الخامسة رضوب عندها 19 سنة لسانها زي ما احنا شايفين مبرد زي اخوها خاصة مع صباح
_____________________
يتبع....