رواية عمار ومرام كامله بقلم ياسمين رجب
الحلقة الأولى
في احياء القاهرة احدي المنازل وبالتحديد منزل ابرهيم الاسيوطي في تمام الساعة الثانية صباحا بتوقيت القاهرة تنام فتاة في ارضية المطبخ وفجأة يسقط فوق وجها دلو من الماء ل تستيقظ بفزع على اثر ذلك نظرت امامها وجدت امرأة في الاربعين من العمر زوجة عمها المدعوة سميرة
الفتاة بخوف ورعب...... في ايه
سميرة...... اتفضلي قومي قدامي علشان عايزكي تنضفي البيت ده قبل ما تروحي شغلك
الفتاة...... يا طنط احنا قبل الفجر اعمل ايه دلوقتى
سميرة...... في ناس صحابي جايين عندي بكرا ولازم البيت يكون زي الفل هتقومي بالذوق ولا اجيب السنيورة اختك تعمل مكانك
الفتاة بسرعة بالغة و خوف شديد..... لا خلاص انا هعمل كل حاجة
سميرة بنبرة ساخرة..... قومي يا اختي وابقي اعملي كام صنية كيك حلوين كده تعالي هنا بصحيح فين مرتبك بتاع الشهر ده
الفتاة بتعلثم...... انتي عارفة اني بجهز فلوس العملية بتاع اختي وكان لازم اجيب لها علاج واخدت المرتب وجددت لها العلاج
سميرة بنبرة غاضبة....... نعم يا الدلعدي علاج ايه ان شاالله ما خدت علاج ولا اتعالجت ضيعتي المرتب في الهواء كده اعمل فيكي ايه انتي واختك
ثم نظرت الي القلادة المعلقة على صدر الفتاة و ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها ومدت يدها حتى تجذبها ولكن استوقفها يد الفتاة التي منعتها بقوة
الفتاة..... حضرتك عايزا ايه من السلسلة دي
سميرة...... عجبانى بصراحة ومن زمان قوي نفسي فيها واظن انك مش محتاجة حاجة زي دي
الفتاة..... ارجوكي كلوا الا دي الحاجة الوحيدة الي بتقويني على الشغل وبتديني امل
سميرة بتفكير...... خلاص مش عايزها بس اعملي حسابك كل شغل البيت يخلص قبل ما تروحي شغلك
غادرت سميرة وتركت تلك الفتاة تبكي على حالها مسحت دموعها ونهضت حتي تفعل ما طلبته زوجة عمها
**************************
بسسسسسسس....... تعالوا نتعرف الاول مين البنت دي
مرام تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما تخرجت من كلية التجارة تعمل في شركة الشروق للمعمار فتاة تبلغ من الجمال ما يكفيها ليست كغيرها من الفتيات تعشق عملها تحمل قلب طيب وهموم اكبر من سنها الحياة دائمآ لا تعطي كل شيء لديها اخت واحدة فقط رهف فتاة جميلة مشاكسة في الحادي والعشرين من العمر تدرس في كلية الهندسة لديها عيب خلقي في القلب منذ طفولتها مخطوبة منذ سنتها الاولي في الجامعة لزميل لها اكبر منها ب عامين وهو الان يقضي واجبه الوطني بالجيش المصري في سيناء احبها وتقدم لخطبتها
توفي اهلها منذ اكثر من عشرة اعوام وتعيش حاليا في منزل عمها ابراهيم الذي توفي منذ عامين وترك خلفه بنات اخيه تحت رحمة زوجته التي تستغل ضعفهم وحاجتها الي راتب مرام
*****************
انهت مرام عملها وهي لا تقدر على الوقوف من قلة نومها ولكن استمعت الي صوت هز اوصال قلبها له صوت تعشقه انه صوت اذان الفجر ذهبت حتي تتوضئ وتصلي فردها وبعدما انتهت من الصلاة جلست تبكي تناجي الله داعية
مرام....... لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين يارب ارحمني برحمتك واغفرلي يالله اشفي اختي ونجيها ليا مش عايزا غيرها من الدنيا طمعانة في رحمتك يارب جلست تناجي الله حتي دقت الساعة السادسة والنصف نهضت وجهزت الفطار وذهبت الي غرفة شقيقتها الصغيرة
وفتحت نافذة الغرفة حتى تدخل اشاعة الشمس الي الغرفة
مرام..... قومي يا كسلانة لسه نايمة حضرتك وعندك جامعة اكيد سهرانة مع حبيب القلب سي اسلام انا مش فاهمة الواد ده ازاى في الجيش ومعاه ايفون هناك ده انا بسمع انه يبقى كتر خيره لو اخد معاه موبيل بكشاف
كانت تتصنع النوم حتى لا تستمع الي حديث اختها الذي تخبرها به كل صباح
مرام.... انا عارفة انك صاحية هتقومي ولا اكلم طنط ليلي ونلغي الخطوبة الي هتكون السبب في انك تفشلي في جامعتك
نهضت من فرشها مسرعة حتي وقفت فوق السرير وهتفت بنبرة باكية......... لا بالله عليكي كلوا الا كده انا مليش غير اسلام ابوس ايدك يا مرام
مرام بقلق وفزع من بكاء اختها مرام.......في ايه يا رهف مالك يا حبيبتي انا بهزر معاكي ليه الدموع دي
رهف.... والله العظيم انا مكنتش سهرانة مع اسلام اصلا هو مكلمنيش من امبارح وخايفة وهموت من القلق عليه علشان كده سهرانة
اقتربت من شقيقتها وضمتها الي صدرها وهتفت بنبرة هادئه.... ان شاء الله خير اطمني مفيش حاجة وبعدين هو اكيد عنده ظروف ده في الجيش يعني مش رايح يلعب وبعدين دي هي كلها سنة الي اخدها في الجيش ما بالك بقا لو كان زي الناس الي بتاخد اتنين وتلاته احمدي ربنا كلها شهر واحد ويخلص ويرجع لنا بالسلامة
رهف..... يارب يا مرام بجد انا خايفة قوي عليه متنسيش انه في سينا وكل يوم بنسمع اخبار واحشه
مرام..... خير ان شاء الله اطمني اخدتي علاجك
رهف..... اهاا اخدته هو انا هفضل طول عمري اخد العلاج ده انا تعبت منه وحاسة اني بظلم اسلام معايا مش كفاية انه متحمل ظروفنا كمان هياخد واحدة عيانة بينها وبين الموت خطوة
مرام....... هشششش ايه الكلام ده استغفري ربنا حرام عليكي المرض ده ابتلاء من عند ربنا بيختبر بيه العبد بيشوفه هيصبر ولا لا بلاش الياس ده يا رهف ابوس ايدك انا مليش غيرك في الدنيا
رهف.... غصب عني حاسة اني سبب تعبك مش كفاية انك بتشتغلي وتصرفي على علاجي وكتبي ده وكمان اسلام ملوش ذنب يتجوز واحدة مريضة
مرام..... اسلام بيحبك علشان عنده ايمان في ربنا صدقيني الجاي خير
يلا روحي البسي وصلي وانا هروح اخد شور واجهز للشغل
رهف.... حاضر بس مال هدومك كده كلها مياة
مرام..... هاااااا لا مفيش حاجة ده وانا بهجز الفطار انا لازم اروح الشغل بدري في اجتماع مجلس ادارة هناك
رهف...... انتي لسه لبسة السلسلة دي اخلعيها يا مرام صدقيني مفيش لها فايدة طول ما انتي لابسها هتفضلي عايشة في الماضي
مرام..... بتديني قوة يا رهف كل ما بلمسها بحس بقلبي بيدق علشان كده عمري ما هخلعا
مرام اخدت شور وخرجت تلبس وقفت قصاد المرايا شوية تبص لنفسها اتغيرت كتير عن الاول صحيح بقت احلي في نظر الناس بس بقت ضعيفة واحزنها كترت شافت السلسلة الي على صدرها لمستها بكل حزن وابتسمت
مرام....... يا تري صاحبك فين دلوقتى ايه اخباره تفتكري فاكرني ولا نسيني وبدا حياته معااه حق لو نسيني اكيد بيكرهني ربنا يسعده ويصلحلوا الحال حتى لو كان مع غيري
طلعت لابسها وجهزت نفسها وخرجت لاقت اختها لسه بتفطر فطرت معاها
خرجت هي وشقيقتها وذهبت كل واحدة في طريقها
وصلت مرام الي مقر الشركة التي تعمل بها شركة الشروق للمعمار وصعدت الي الاعلي حيث غرفة الاجتماع فقد تاخرت قليل من الوقت حاولت ان تسرع في خطواتها ولكن صدمت بفتاة تمشي في ممر غرفة الاجتماع
سكرتيرة رئيس مجلس الادارة نڨين.......انتي جيتي يا مرام اتاخرتي ليه كده
مرام.... صباح الخير الاول الموصلات كانت صعبة هو الاجتماع بدءا
نڤين..... لا لسه اتاجل للساعه عشرة معرفش ليه بس المدير قال اول ما انتي تيجي تدخلي له على طول
مرام..... انا لحد دلوقتى مش فاهمة في ايه يلا هروح اقابل المدير وارجع احكيلك حصل ايه
ذهبت مرام الي مكتب رئيس مجلس الادارة وطرقت على الباب عدة مرات حتى سمح لها بالدخول
حسين سالم رئيس مجلس الادارة وصاحب الشركة
حسين..... اتفضلي يا مرام اتاخرتي ليه كده
مرام.... انا اسفة بس الموصلات صعبةو حضرتك عارفة وضعي ايه
حسين..... عارف تعالي اقعدي محتاج اتكلم معاكي في موضوع
مرام..... حاضر
جلست مرام تستمع الي حديث مديرها الذي كان حديثه بالنسبة لها صدمة كبيرة
حسين..... انتي عارفة يا مرام انا بعزك ازاي وربنا الي يعلم انتي في مكان بنتي انتي شغالة معايا من وانتي لسه طالبة وكنتي مثال وقدوة للموظفين رغم صغر سنك انتي عارفة طبعآ الظروف المالية الي بمر بيها اليومين دول وطبعا ده خالني ابيع 80% من اسهمي فيها وباقي الاسهم لابن اخويا معتز ولو حابب يبيع ده شيء يتكلم فيه مع المدير االجديد
مرام.... نعم حضرتك بعت الشركة بس ازاي وليه مفيش حد عارف
حسين..... الاجراءات كانت سرية وتمت مع المحامي وده طلب من المدير الجديد وبصراحه انا مش عايز حد يعرف اني فلست خلاص
مرام..... بس احنا كنا قادرين نرجع الشركة تاني في اقرب وقت
حسين.... خلاص يا بنتي العمر مبقاش فيه قد الي راح والمدير الجديد احسن مني ويستاهل كل خير هو هيكون هنا على الساعة عشرة وانا هبلغ الموظفين بكل التفاصيل بس كان لازم افهمك انتي الاول عايزك تخلصي للشركة دي انا كلمت المدير عنك وهو اكد ليا انه هيخلي باله منك
مرام والدموع تلمع في عينيها....... ربنا يسهل انا هروح مكتبي بعد اذنك
حسين..... اتفضلي
خرجت من المكتب وتركت لدموعها تصريح النزول كانت تعتبر مديرها بمثابة والدها وها هو تركها ذهبت إلى مكتبها تجهز يعض الملفات الخاصة بالحسابات حتي تعطيها للمدير الجديد
******************
امام مطار القاهرة الدولي يخرج شاب في السابع و العشرين من العمر يرتدي بذلة سوداء مثل باقي رجال الاعمال شاب وسيم طويل وصاحب جسد رياضي عينيه من اللون البني الفاتح التي اذا اتت عليها اشاعة الشمس تحولت اللون العسلي انه
عمار امجد نصار صاحب اكبر شركات المعمار في مصر والوطن العربي رغم صغر سنه حقق أرباحا وانجازات ف وقت قياسي صعد الي سيارته التي تقف في انتظاره واتجه مباشر الي شركته الجديدة اتي له اتصال هاتفي من صديقه المقرب
عمار...... لحقت اوحشك ده انا لسه سايبك يا كريم
كريم...... انت عارف انا بتصل ليه بلاش نلف وندور على بعض
عمار...... طيب ولم انت عارف عايز ايه دلوقتى
كريم...... راجع نفسك يا صاحبي الي في دماغك بلاش هتتعب صدقني
عمار....... متخافش عليا انا قادر على كل حاجة ومش هضر حد انا هرجع حقي بس
كريم......... مش هترتح كده الانتقام مش هيريحك
عمار....... على الاقل هاخد حقي منهم وقلبي ناره تبرد
كريم........ الحب والكره وجهين لعملة واحدة
عمار....... متقلقش انا قفلت قلبي خلاص والحب ده مش موجود في قاموسي انا راجع اخلص تار قديم وهرجع تاني انما انت هتنزل مصر امتي
كريم...... مليش مكان فيها يا صاحبي انا سبت فيها قلبي وسافرت ولو رجعت هتوجع اكتر خليني كده احسن المهم ابقي كلمني اول ما توصل الشركة الجديدة مش كفاية انهم لسه مش عارفين اني انا اشتريت منهم وبعت لك انت يعني المالك الحقيقي في نظرهم انا
عمار....... انا عايز اعمل مفاجأة تكون قادرة تكسرهم هيندموا على افعالهم معايا
كريم...... خلي بالك من نفسك يا صاحبي
عمار..... حاضر سلام
انهي اتصاله و ظل ينظر من خلف الزجاج الي الشوارع فقد تغيرت كثيرا في الخمس سنوات الماضية وصل الي مقر شركته الجديدة ونزل بكل وقار ودلف الي داخل الشركة وسط همسات الموظفين وبالاخص الفتيات قابله محامي الشركة وايضا المحامي الخاص به واتجه الي مكتب رئيس مجلس الادارة
دخل عمار مكتب رئيس مجلس الادارة وجلس بكل شموخ وطلب من المحامي الخاص ان يعقد الاجتماع مع الموظفين ومع المدير السابق للشركة اما هو جلس يستريح من كل ما يدور في مخيلته ثم رفع سماعه الهاتف يطلب السكرتيرة الخاصة بمكتبه
عمار.... تعالي حالا
نڤين..... تحت امر حضرتك حالا اكون في مكتبك
دلفت نڤين الي الدخل بعدما سمح لها هو
نڤين..... تحت امر حضرتك
عمار..... انتي عارفة انا مين
نڤين..... المدير الجديد للشركة مستر كريم منصور
عمار..... اممممم ومين قالك الخبر ده
نڤين بتوتر بالغ..... استاذ حسين قال لمرام وانا عرفت منها
عمار..... مين مرام
نڨين...... ماسكة حسابات الشركة وتعتبر اهم الموظفين هنا واستاذ حسين بيعتبرها بنته
عمار.... طيب كويس انا عايز كل ملفات الحسابات اخر سته شهور فاتت تروحي الاستاذة مرام وتخليها تجيني على هنا حالا فاهمة
نڨين..... فاهمة
خرجت نڨين وهي تسب وتلعن بهذا الشخص المتكبر واتجهت الي مكتب مرام التي ظهر عليها الوهن والتعب الشديد
نڨين...... المدير الجديد عايزك حالا وهاتي معاكي اخر ملفات للشركة من سته شهور
مرام..... مجهزة له كل حاجة علشان عارفة هو هيحتاج ايه بس هو ليه مش في الاجتماع
نڨين.... المحامي بتاعه حضر بالنيابة عنه وهو اكيد هيعمل اجتماع تعريفي بنفسه
مرام..... طيب انا هروح اشوفه علشان اخلص من الموضوع ده اساس زهقت منه
غادرت مكتبها متجها الي مكتب مديرها الجديد دلفت الي مكتبه بعدما سمح لها بالدخول شعرت بقلبها ينقبض من رائحة عطره التي تذكرها بشئ تعرفه جيدا ولكن نفضت تلك الافكار من راسها ونظرت اليه وجدته يقف امام النافذة وضعا يده في جيوب بنطاله و يواليها ظهره
مرام..... صباح الخير يا فندم انسة نڨين قالت ان حضرتك طالبتني
بمجرد سماع صوتها جعل قلبه يخفق مثل الطبول هذا الصوت الذي مازال يرن في اذنه التفت لها حتى يرها وهنا فقط التقت الاعين صمت دام كثير بينها الف سؤال وسؤال ليس لهم اجابة الان كل منهما في داخله شوق ونيران لا تهداء صدمتها كانت لا توصف لم تعرف بما تجيب فهل هو حقا
مرام......انت
اقترب منها وهو يدور حولها يتفحصها بعينيه وعلي وجه ابتسامة ساخرة
عمار........ مرام سالم الاسيوطي 25 سنة خريجة تجارة رقم واحد في اللعب بقلوب الشباب بمعنى اصح استاذة ورئيسة قسم طبعآ مكنتيش متوقعة اني هرجع تاني فاكرة اني ميت وانتي هتعيشي بسلام وخلصتي مني
مرام..... عمار
عمار...... بشمهندس عمار لو سمحتي
مرام..... بتعمل ايه هنا
عمار...... المفروض انا الي اسالك لان دي شركتي وانا المدير الجديد
مرام..... المدير الجديد طب ازي مستر كريم منصور هو المالك الجديد
عمار....... حضرتك معلوماتك ناقصة انا اشتريت من مستر كريم
مرام..... ايه رجعك تاني يا عمار عايز ايه
اقترب منها حتى اصبح امامها وامسكها من ذرعيها بكل قوته حتى كادت ان تنكسر بين يديه ونظرت الشر والكره تظهر في عينيه........ بجد عايزا تعرفي انا هنا ليه
مرام بوجع...... ياريت
عمار..... انا هنا علشان ادفعك تمن كل لحظة عشتها معاكي هنا علشان اخليكي تتمني الموت ومطلهوش هنا علشان اعرفك معني الوجع الي بجد هتعرفي مين هو عمار هدفعك تمن كل لحظة عشق كل لحظة حب الموت هيكون اهون من الي هتشوفيه على ايدي هاخد منك روحك بس بالبطيئ هكون انا الكابوس الي هتشوفيه في احلامك حياتك كلها في ايدي وحيات كل يوم عشته ليكي لخليكي تتمني الموت
هكون سبب وجعك وحزنك
كانت تستمع الي حديثه وهي لا تعرف بما تجيبه نظرته اليها تؤالمها لا تصدق حديثه هتفت قائلة....... انت بتقول ايه عايز توجعني انا
عمار...... الوجع بالنسبة ليكي قليل هتشوفي اسود ايام حياتك
حاولت كتم دموعها حتى لا يرى ضعفها وتحدثت....... عمار اسمعني بس
عمار..........اسمعك تاني يا بجاحتك
ثم دفعها حتى سقت علي الارض فتالمت بسبب سقوطها
عمار..... اطلعي برة
مرام..... انت راجع علشان تزلني وتكسرني وعلشان اكون تحت رحمتك بس احب اطمنك انا مش هستنه هنا دقيقة واحدة
عمار....... مش هتقدري تعملي كده لان روح اختك في ايدي والعملية الي مقدمة عليها بتليفون واحد مني ممكن تتلغي نهائي
لا تصدق ما تسمعه منه هل السنين قادرة على تغير الانسان الي هذا الحد نهضت من مجلسها واقتربت منه
مرام....... انت مستحيل تعمل كده
عمار......المستشفى الي مقدمة فيها على العملية انا شريك فيها واكبر مساهم كمان بلاش تلعبي بالنار علشان كده كده جحيمي هيحرقك
لم تعد تستطيع التحمل اكثر من ذلك تركت له المكتب ولم تتفوه بكلمة واحدة بل انهارت باكية وهي تركض الي خارج الشركة حتي وقفت امام سيارة تاتي مسرعة كادت ان تقتلها ولكن وجدت من يجذبها داخل احضانه
شخص ما...... انتي ايه مش واخدة بالك ازي تتطلعي تجري في الشارع كده
نظرت الي صاحب الصوت وجدته شاب في اوائل الثلاثين وسيم الي حد ما
مرام...... استاذ معتز
معتز....... مالك فيكي ايه ومال عيونك مدمعين ليه
هنا انهارت باكية وهتفت قائلة...... تعبت اقسم بالله تعبت خلاص مبقاش عندي طاقة اتحمل حاجة قلبي وجعني قوي كنت فاكرة ان ربنا بعتلي حد يعوضني عن واجعي بس اكتشفت ان الدنيا بتاخد مني كل حاجة
معتز..... طيب اهدي تعالي ندخل الشركة وتحكيلي مالك
مرام...... لا بلاش الشركة ارجوك عايزا ارجع بيتي خليني امشى من هنا النهاردة وهاجي بكرا ارجوك
معتز..... طيب اهدي بس تحبي اوصلك البيت
مرام...... لا محتاجة امشي لواحدي ارجوك
معتز..... حاضر لم توصلي ابقي طمنيني عنك ممكن
مرام...... حاضر
كان هناك من يتابع من خلف النافذة بمكتبه ونيران الحقد تملئ قلبه وفجأة ازح جميع الاشياء الموجودة فوق مكتبه ويتوعد لهم
اما هي انطلقت تتمشى بين الطرقات لا تعلم الي اين تذهب
ظلت تتجول في الطرقات قلبها مشتت وافكارها ضائعة لم تعد تتحمل اكثر من ذلك قلبها اصبح هزيل لم تشعر بالوقت الذي مر عليها وهي تتجول هكذا ولكن وجدتت نفسها تقف اسفل منزلها نظرت بشرود تام كانها مجردة من الروح والجسد حالة يرثى لها صعدت الي الدرج وهي تائهة في ذكريات الماضي تنهدت بداخلها ودلفت الي الداخل متجها الي غرفة شيقتها لم تبدل حتى ملابسها بل القت جسدها فوق الفراش وغطت في سبات عميق كانها تريد الهروب من هذا الواقع
**************
في كافتريا كلية الهندسة
كانت شاردة مغيبة عن الواقع ومازالت تحاول الاتصال به وهو لم يجيب عليها لم تشعر الا بشخص جلس بجوارها نظرت اليه فكان شاب زميل لها بنفس الدفعة
راهف..... عايز ايه يا سامح
سامح...... ليه بس المعاملة دي يا ريري
راهف..... نعم ايه ريري دي متحترم نفسك يا جدع انت وبعدين مين سمح لك تقعد هنا اصلا
سامح........ في ايه هو انا كنت عملت جناية وبعدين انا والله عايز اتعرف عليكي بشكل افضل يعني نخرج ونتكلم زي اي اتنين
راهف...... تصدق انك انسان زبالة فعلاا لتكون فاكر اني ممكن اتعرف على امثالك هو انت متعرفش الجامعة كلها بتقول عنك ايه ولا كمية البنات الي انت تعرفهم قد ايه
نهض من مجلسه وجذبها من ذراعها حتى اصطدمت بصدره ونظرات الكل مسلطة عليهم
سامح..... هو انا علشان ساكت لك هتشوفي نفسك فوقي لنفسك يا ماما انتي ولا حاجه ده انتي ولا حاجه لتكوني فاكرة اني بكلمك علشان سواد عيونك لا يا قطة انتي بس صعبانه عليا بسبب الواد اسلام الي فاكرة انه هيموت عليكي بالعكس ده بكرا يزهق منك ويرميك في الشارع اصل مفيش واحد هيتجوز واحدة بينها وبين الموت خطوة سلام يا قطة
تركها وانصرف وهي لا تعرف كيف حبست تلك الدموع بعينيها رأت نظرات الشفقة في عيون الجميع لم تتحمل اكثر بل جمعت اشيائها وغادرت وتركت لدموعها تصريح النزول لم تشعر بمن يمشي خلفها ويقترب منها الا وهو يضع يده على فمها حتى لا تصرخ............
يا تري مين ده وايه وهيحصل ايه مع رهف
وايه هي حكاية عمار ومرام
في احياء القاهرة احدي المنازل وبالتحديد منزل ابرهيم الاسيوطي في تمام الساعة الثانية صباحا بتوقيت القاهرة تنام فتاة في ارضية المطبخ وفجأة يسقط فوق وجها دلو من الماء ل تستيقظ بفزع على اثر ذلك نظرت امامها وجدت امرأة في الاربعين من العمر زوجة عمها المدعوة سميرة
الفتاة بخوف ورعب...... في ايه
سميرة...... اتفضلي قومي قدامي علشان عايزكي تنضفي البيت ده قبل ما تروحي شغلك
الفتاة...... يا طنط احنا قبل الفجر اعمل ايه دلوقتى
سميرة...... في ناس صحابي جايين عندي بكرا ولازم البيت يكون زي الفل هتقومي بالذوق ولا اجيب السنيورة اختك تعمل مكانك
الفتاة بسرعة بالغة و خوف شديد..... لا خلاص انا هعمل كل حاجة
سميرة بنبرة ساخرة..... قومي يا اختي وابقي اعملي كام صنية كيك حلوين كده تعالي هنا بصحيح فين مرتبك بتاع الشهر ده
الفتاة بتعلثم...... انتي عارفة اني بجهز فلوس العملية بتاع اختي وكان لازم اجيب لها علاج واخدت المرتب وجددت لها العلاج
سميرة بنبرة غاضبة....... نعم يا الدلعدي علاج ايه ان شاالله ما خدت علاج ولا اتعالجت ضيعتي المرتب في الهواء كده اعمل فيكي ايه انتي واختك
ثم نظرت الي القلادة المعلقة على صدر الفتاة و ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها ومدت يدها حتى تجذبها ولكن استوقفها يد الفتاة التي منعتها بقوة
الفتاة..... حضرتك عايزا ايه من السلسلة دي
سميرة...... عجبانى بصراحة ومن زمان قوي نفسي فيها واظن انك مش محتاجة حاجة زي دي
الفتاة..... ارجوكي كلوا الا دي الحاجة الوحيدة الي بتقويني على الشغل وبتديني امل
سميرة بتفكير...... خلاص مش عايزها بس اعملي حسابك كل شغل البيت يخلص قبل ما تروحي شغلك
غادرت سميرة وتركت تلك الفتاة تبكي على حالها مسحت دموعها ونهضت حتي تفعل ما طلبته زوجة عمها
**************************
بسسسسسسس....... تعالوا نتعرف الاول مين البنت دي
مرام تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما تخرجت من كلية التجارة تعمل في شركة الشروق للمعمار فتاة تبلغ من الجمال ما يكفيها ليست كغيرها من الفتيات تعشق عملها تحمل قلب طيب وهموم اكبر من سنها الحياة دائمآ لا تعطي كل شيء لديها اخت واحدة فقط رهف فتاة جميلة مشاكسة في الحادي والعشرين من العمر تدرس في كلية الهندسة لديها عيب خلقي في القلب منذ طفولتها مخطوبة منذ سنتها الاولي في الجامعة لزميل لها اكبر منها ب عامين وهو الان يقضي واجبه الوطني بالجيش المصري في سيناء احبها وتقدم لخطبتها
توفي اهلها منذ اكثر من عشرة اعوام وتعيش حاليا في منزل عمها ابراهيم الذي توفي منذ عامين وترك خلفه بنات اخيه تحت رحمة زوجته التي تستغل ضعفهم وحاجتها الي راتب مرام
*****************
انهت مرام عملها وهي لا تقدر على الوقوف من قلة نومها ولكن استمعت الي صوت هز اوصال قلبها له صوت تعشقه انه صوت اذان الفجر ذهبت حتي تتوضئ وتصلي فردها وبعدما انتهت من الصلاة جلست تبكي تناجي الله داعية
مرام....... لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين يارب ارحمني برحمتك واغفرلي يالله اشفي اختي ونجيها ليا مش عايزا غيرها من الدنيا طمعانة في رحمتك يارب جلست تناجي الله حتي دقت الساعة السادسة والنصف نهضت وجهزت الفطار وذهبت الي غرفة شقيقتها الصغيرة
وفتحت نافذة الغرفة حتى تدخل اشاعة الشمس الي الغرفة
مرام..... قومي يا كسلانة لسه نايمة حضرتك وعندك جامعة اكيد سهرانة مع حبيب القلب سي اسلام انا مش فاهمة الواد ده ازاى في الجيش ومعاه ايفون هناك ده انا بسمع انه يبقى كتر خيره لو اخد معاه موبيل بكشاف
كانت تتصنع النوم حتى لا تستمع الي حديث اختها الذي تخبرها به كل صباح
مرام.... انا عارفة انك صاحية هتقومي ولا اكلم طنط ليلي ونلغي الخطوبة الي هتكون السبب في انك تفشلي في جامعتك
نهضت من فرشها مسرعة حتي وقفت فوق السرير وهتفت بنبرة باكية......... لا بالله عليكي كلوا الا كده انا مليش غير اسلام ابوس ايدك يا مرام
مرام بقلق وفزع من بكاء اختها مرام.......في ايه يا رهف مالك يا حبيبتي انا بهزر معاكي ليه الدموع دي
رهف.... والله العظيم انا مكنتش سهرانة مع اسلام اصلا هو مكلمنيش من امبارح وخايفة وهموت من القلق عليه علشان كده سهرانة
اقتربت من شقيقتها وضمتها الي صدرها وهتفت بنبرة هادئه.... ان شاء الله خير اطمني مفيش حاجة وبعدين هو اكيد عنده ظروف ده في الجيش يعني مش رايح يلعب وبعدين دي هي كلها سنة الي اخدها في الجيش ما بالك بقا لو كان زي الناس الي بتاخد اتنين وتلاته احمدي ربنا كلها شهر واحد ويخلص ويرجع لنا بالسلامة
رهف..... يارب يا مرام بجد انا خايفة قوي عليه متنسيش انه في سينا وكل يوم بنسمع اخبار واحشه
مرام..... خير ان شاء الله اطمني اخدتي علاجك
رهف..... اهاا اخدته هو انا هفضل طول عمري اخد العلاج ده انا تعبت منه وحاسة اني بظلم اسلام معايا مش كفاية انه متحمل ظروفنا كمان هياخد واحدة عيانة بينها وبين الموت خطوة
مرام....... هشششش ايه الكلام ده استغفري ربنا حرام عليكي المرض ده ابتلاء من عند ربنا بيختبر بيه العبد بيشوفه هيصبر ولا لا بلاش الياس ده يا رهف ابوس ايدك انا مليش غيرك في الدنيا
رهف.... غصب عني حاسة اني سبب تعبك مش كفاية انك بتشتغلي وتصرفي على علاجي وكتبي ده وكمان اسلام ملوش ذنب يتجوز واحدة مريضة
مرام..... اسلام بيحبك علشان عنده ايمان في ربنا صدقيني الجاي خير
يلا روحي البسي وصلي وانا هروح اخد شور واجهز للشغل
رهف.... حاضر بس مال هدومك كده كلها مياة
مرام..... هاااااا لا مفيش حاجة ده وانا بهجز الفطار انا لازم اروح الشغل بدري في اجتماع مجلس ادارة هناك
رهف...... انتي لسه لبسة السلسلة دي اخلعيها يا مرام صدقيني مفيش لها فايدة طول ما انتي لابسها هتفضلي عايشة في الماضي
مرام..... بتديني قوة يا رهف كل ما بلمسها بحس بقلبي بيدق علشان كده عمري ما هخلعا
مرام اخدت شور وخرجت تلبس وقفت قصاد المرايا شوية تبص لنفسها اتغيرت كتير عن الاول صحيح بقت احلي في نظر الناس بس بقت ضعيفة واحزنها كترت شافت السلسلة الي على صدرها لمستها بكل حزن وابتسمت
مرام....... يا تري صاحبك فين دلوقتى ايه اخباره تفتكري فاكرني ولا نسيني وبدا حياته معااه حق لو نسيني اكيد بيكرهني ربنا يسعده ويصلحلوا الحال حتى لو كان مع غيري
طلعت لابسها وجهزت نفسها وخرجت لاقت اختها لسه بتفطر فطرت معاها
خرجت هي وشقيقتها وذهبت كل واحدة في طريقها
وصلت مرام الي مقر الشركة التي تعمل بها شركة الشروق للمعمار وصعدت الي الاعلي حيث غرفة الاجتماع فقد تاخرت قليل من الوقت حاولت ان تسرع في خطواتها ولكن صدمت بفتاة تمشي في ممر غرفة الاجتماع
سكرتيرة رئيس مجلس الادارة نڨين.......انتي جيتي يا مرام اتاخرتي ليه كده
مرام.... صباح الخير الاول الموصلات كانت صعبة هو الاجتماع بدءا
نڤين..... لا لسه اتاجل للساعه عشرة معرفش ليه بس المدير قال اول ما انتي تيجي تدخلي له على طول
مرام..... انا لحد دلوقتى مش فاهمة في ايه يلا هروح اقابل المدير وارجع احكيلك حصل ايه
ذهبت مرام الي مكتب رئيس مجلس الادارة وطرقت على الباب عدة مرات حتى سمح لها بالدخول
حسين سالم رئيس مجلس الادارة وصاحب الشركة
حسين..... اتفضلي يا مرام اتاخرتي ليه كده
مرام.... انا اسفة بس الموصلات صعبةو حضرتك عارفة وضعي ايه
حسين..... عارف تعالي اقعدي محتاج اتكلم معاكي في موضوع
مرام..... حاضر
جلست مرام تستمع الي حديث مديرها الذي كان حديثه بالنسبة لها صدمة كبيرة
حسين..... انتي عارفة يا مرام انا بعزك ازاي وربنا الي يعلم انتي في مكان بنتي انتي شغالة معايا من وانتي لسه طالبة وكنتي مثال وقدوة للموظفين رغم صغر سنك انتي عارفة طبعآ الظروف المالية الي بمر بيها اليومين دول وطبعا ده خالني ابيع 80% من اسهمي فيها وباقي الاسهم لابن اخويا معتز ولو حابب يبيع ده شيء يتكلم فيه مع المدير االجديد
مرام.... نعم حضرتك بعت الشركة بس ازاي وليه مفيش حد عارف
حسين..... الاجراءات كانت سرية وتمت مع المحامي وده طلب من المدير الجديد وبصراحه انا مش عايز حد يعرف اني فلست خلاص
مرام..... بس احنا كنا قادرين نرجع الشركة تاني في اقرب وقت
حسين.... خلاص يا بنتي العمر مبقاش فيه قد الي راح والمدير الجديد احسن مني ويستاهل كل خير هو هيكون هنا على الساعة عشرة وانا هبلغ الموظفين بكل التفاصيل بس كان لازم افهمك انتي الاول عايزك تخلصي للشركة دي انا كلمت المدير عنك وهو اكد ليا انه هيخلي باله منك
مرام والدموع تلمع في عينيها....... ربنا يسهل انا هروح مكتبي بعد اذنك
حسين..... اتفضلي
خرجت من المكتب وتركت لدموعها تصريح النزول كانت تعتبر مديرها بمثابة والدها وها هو تركها ذهبت إلى مكتبها تجهز يعض الملفات الخاصة بالحسابات حتي تعطيها للمدير الجديد
******************
امام مطار القاهرة الدولي يخرج شاب في السابع و العشرين من العمر يرتدي بذلة سوداء مثل باقي رجال الاعمال شاب وسيم طويل وصاحب جسد رياضي عينيه من اللون البني الفاتح التي اذا اتت عليها اشاعة الشمس تحولت اللون العسلي انه
عمار امجد نصار صاحب اكبر شركات المعمار في مصر والوطن العربي رغم صغر سنه حقق أرباحا وانجازات ف وقت قياسي صعد الي سيارته التي تقف في انتظاره واتجه مباشر الي شركته الجديدة اتي له اتصال هاتفي من صديقه المقرب
عمار...... لحقت اوحشك ده انا لسه سايبك يا كريم
كريم...... انت عارف انا بتصل ليه بلاش نلف وندور على بعض
عمار...... طيب ولم انت عارف عايز ايه دلوقتى
كريم...... راجع نفسك يا صاحبي الي في دماغك بلاش هتتعب صدقني
عمار....... متخافش عليا انا قادر على كل حاجة ومش هضر حد انا هرجع حقي بس
كريم......... مش هترتح كده الانتقام مش هيريحك
عمار....... على الاقل هاخد حقي منهم وقلبي ناره تبرد
كريم........ الحب والكره وجهين لعملة واحدة
عمار....... متقلقش انا قفلت قلبي خلاص والحب ده مش موجود في قاموسي انا راجع اخلص تار قديم وهرجع تاني انما انت هتنزل مصر امتي
كريم...... مليش مكان فيها يا صاحبي انا سبت فيها قلبي وسافرت ولو رجعت هتوجع اكتر خليني كده احسن المهم ابقي كلمني اول ما توصل الشركة الجديدة مش كفاية انهم لسه مش عارفين اني انا اشتريت منهم وبعت لك انت يعني المالك الحقيقي في نظرهم انا
عمار....... انا عايز اعمل مفاجأة تكون قادرة تكسرهم هيندموا على افعالهم معايا
كريم...... خلي بالك من نفسك يا صاحبي
عمار..... حاضر سلام
انهي اتصاله و ظل ينظر من خلف الزجاج الي الشوارع فقد تغيرت كثيرا في الخمس سنوات الماضية وصل الي مقر شركته الجديدة ونزل بكل وقار ودلف الي داخل الشركة وسط همسات الموظفين وبالاخص الفتيات قابله محامي الشركة وايضا المحامي الخاص به واتجه الي مكتب رئيس مجلس الادارة
دخل عمار مكتب رئيس مجلس الادارة وجلس بكل شموخ وطلب من المحامي الخاص ان يعقد الاجتماع مع الموظفين ومع المدير السابق للشركة اما هو جلس يستريح من كل ما يدور في مخيلته ثم رفع سماعه الهاتف يطلب السكرتيرة الخاصة بمكتبه
عمار.... تعالي حالا
نڤين..... تحت امر حضرتك حالا اكون في مكتبك
دلفت نڤين الي الدخل بعدما سمح لها هو
نڤين..... تحت امر حضرتك
عمار..... انتي عارفة انا مين
نڤين..... المدير الجديد للشركة مستر كريم منصور
عمار..... اممممم ومين قالك الخبر ده
نڤين بتوتر بالغ..... استاذ حسين قال لمرام وانا عرفت منها
عمار..... مين مرام
نڨين...... ماسكة حسابات الشركة وتعتبر اهم الموظفين هنا واستاذ حسين بيعتبرها بنته
عمار.... طيب كويس انا عايز كل ملفات الحسابات اخر سته شهور فاتت تروحي الاستاذة مرام وتخليها تجيني على هنا حالا فاهمة
نڨين..... فاهمة
خرجت نڨين وهي تسب وتلعن بهذا الشخص المتكبر واتجهت الي مكتب مرام التي ظهر عليها الوهن والتعب الشديد
نڨين...... المدير الجديد عايزك حالا وهاتي معاكي اخر ملفات للشركة من سته شهور
مرام..... مجهزة له كل حاجة علشان عارفة هو هيحتاج ايه بس هو ليه مش في الاجتماع
نڨين.... المحامي بتاعه حضر بالنيابة عنه وهو اكيد هيعمل اجتماع تعريفي بنفسه
مرام..... طيب انا هروح اشوفه علشان اخلص من الموضوع ده اساس زهقت منه
غادرت مكتبها متجها الي مكتب مديرها الجديد دلفت الي مكتبه بعدما سمح لها بالدخول شعرت بقلبها ينقبض من رائحة عطره التي تذكرها بشئ تعرفه جيدا ولكن نفضت تلك الافكار من راسها ونظرت اليه وجدته يقف امام النافذة وضعا يده في جيوب بنطاله و يواليها ظهره
مرام..... صباح الخير يا فندم انسة نڨين قالت ان حضرتك طالبتني
بمجرد سماع صوتها جعل قلبه يخفق مثل الطبول هذا الصوت الذي مازال يرن في اذنه التفت لها حتى يرها وهنا فقط التقت الاعين صمت دام كثير بينها الف سؤال وسؤال ليس لهم اجابة الان كل منهما في داخله شوق ونيران لا تهداء صدمتها كانت لا توصف لم تعرف بما تجيب فهل هو حقا
مرام......انت
اقترب منها وهو يدور حولها يتفحصها بعينيه وعلي وجه ابتسامة ساخرة
عمار........ مرام سالم الاسيوطي 25 سنة خريجة تجارة رقم واحد في اللعب بقلوب الشباب بمعنى اصح استاذة ورئيسة قسم طبعآ مكنتيش متوقعة اني هرجع تاني فاكرة اني ميت وانتي هتعيشي بسلام وخلصتي مني
مرام..... عمار
عمار...... بشمهندس عمار لو سمحتي
مرام..... بتعمل ايه هنا
عمار...... المفروض انا الي اسالك لان دي شركتي وانا المدير الجديد
مرام..... المدير الجديد طب ازي مستر كريم منصور هو المالك الجديد
عمار....... حضرتك معلوماتك ناقصة انا اشتريت من مستر كريم
مرام..... ايه رجعك تاني يا عمار عايز ايه
اقترب منها حتى اصبح امامها وامسكها من ذرعيها بكل قوته حتى كادت ان تنكسر بين يديه ونظرت الشر والكره تظهر في عينيه........ بجد عايزا تعرفي انا هنا ليه
مرام بوجع...... ياريت
عمار..... انا هنا علشان ادفعك تمن كل لحظة عشتها معاكي هنا علشان اخليكي تتمني الموت ومطلهوش هنا علشان اعرفك معني الوجع الي بجد هتعرفي مين هو عمار هدفعك تمن كل لحظة عشق كل لحظة حب الموت هيكون اهون من الي هتشوفيه على ايدي هاخد منك روحك بس بالبطيئ هكون انا الكابوس الي هتشوفيه في احلامك حياتك كلها في ايدي وحيات كل يوم عشته ليكي لخليكي تتمني الموت
هكون سبب وجعك وحزنك
كانت تستمع الي حديثه وهي لا تعرف بما تجيبه نظرته اليها تؤالمها لا تصدق حديثه هتفت قائلة....... انت بتقول ايه عايز توجعني انا
عمار...... الوجع بالنسبة ليكي قليل هتشوفي اسود ايام حياتك
حاولت كتم دموعها حتى لا يرى ضعفها وتحدثت....... عمار اسمعني بس
عمار..........اسمعك تاني يا بجاحتك
ثم دفعها حتى سقت علي الارض فتالمت بسبب سقوطها
عمار..... اطلعي برة
مرام..... انت راجع علشان تزلني وتكسرني وعلشان اكون تحت رحمتك بس احب اطمنك انا مش هستنه هنا دقيقة واحدة
عمار....... مش هتقدري تعملي كده لان روح اختك في ايدي والعملية الي مقدمة عليها بتليفون واحد مني ممكن تتلغي نهائي
لا تصدق ما تسمعه منه هل السنين قادرة على تغير الانسان الي هذا الحد نهضت من مجلسها واقتربت منه
مرام....... انت مستحيل تعمل كده
عمار......المستشفى الي مقدمة فيها على العملية انا شريك فيها واكبر مساهم كمان بلاش تلعبي بالنار علشان كده كده جحيمي هيحرقك
لم تعد تستطيع التحمل اكثر من ذلك تركت له المكتب ولم تتفوه بكلمة واحدة بل انهارت باكية وهي تركض الي خارج الشركة حتي وقفت امام سيارة تاتي مسرعة كادت ان تقتلها ولكن وجدت من يجذبها داخل احضانه
شخص ما...... انتي ايه مش واخدة بالك ازي تتطلعي تجري في الشارع كده
نظرت الي صاحب الصوت وجدته شاب في اوائل الثلاثين وسيم الي حد ما
مرام...... استاذ معتز
معتز....... مالك فيكي ايه ومال عيونك مدمعين ليه
هنا انهارت باكية وهتفت قائلة...... تعبت اقسم بالله تعبت خلاص مبقاش عندي طاقة اتحمل حاجة قلبي وجعني قوي كنت فاكرة ان ربنا بعتلي حد يعوضني عن واجعي بس اكتشفت ان الدنيا بتاخد مني كل حاجة
معتز..... طيب اهدي تعالي ندخل الشركة وتحكيلي مالك
مرام...... لا بلاش الشركة ارجوك عايزا ارجع بيتي خليني امشى من هنا النهاردة وهاجي بكرا ارجوك
معتز..... طيب اهدي بس تحبي اوصلك البيت
مرام...... لا محتاجة امشي لواحدي ارجوك
معتز..... حاضر لم توصلي ابقي طمنيني عنك ممكن
مرام...... حاضر
كان هناك من يتابع من خلف النافذة بمكتبه ونيران الحقد تملئ قلبه وفجأة ازح جميع الاشياء الموجودة فوق مكتبه ويتوعد لهم
اما هي انطلقت تتمشى بين الطرقات لا تعلم الي اين تذهب
ظلت تتجول في الطرقات قلبها مشتت وافكارها ضائعة لم تعد تتحمل اكثر من ذلك قلبها اصبح هزيل لم تشعر بالوقت الذي مر عليها وهي تتجول هكذا ولكن وجدتت نفسها تقف اسفل منزلها نظرت بشرود تام كانها مجردة من الروح والجسد حالة يرثى لها صعدت الي الدرج وهي تائهة في ذكريات الماضي تنهدت بداخلها ودلفت الي الداخل متجها الي غرفة شيقتها لم تبدل حتى ملابسها بل القت جسدها فوق الفراش وغطت في سبات عميق كانها تريد الهروب من هذا الواقع
**************
في كافتريا كلية الهندسة
كانت شاردة مغيبة عن الواقع ومازالت تحاول الاتصال به وهو لم يجيب عليها لم تشعر الا بشخص جلس بجوارها نظرت اليه فكان شاب زميل لها بنفس الدفعة
راهف..... عايز ايه يا سامح
سامح...... ليه بس المعاملة دي يا ريري
راهف..... نعم ايه ريري دي متحترم نفسك يا جدع انت وبعدين مين سمح لك تقعد هنا اصلا
سامح........ في ايه هو انا كنت عملت جناية وبعدين انا والله عايز اتعرف عليكي بشكل افضل يعني نخرج ونتكلم زي اي اتنين
راهف...... تصدق انك انسان زبالة فعلاا لتكون فاكر اني ممكن اتعرف على امثالك هو انت متعرفش الجامعة كلها بتقول عنك ايه ولا كمية البنات الي انت تعرفهم قد ايه
نهض من مجلسه وجذبها من ذراعها حتى اصطدمت بصدره ونظرات الكل مسلطة عليهم
سامح..... هو انا علشان ساكت لك هتشوفي نفسك فوقي لنفسك يا ماما انتي ولا حاجه ده انتي ولا حاجه لتكوني فاكرة اني بكلمك علشان سواد عيونك لا يا قطة انتي بس صعبانه عليا بسبب الواد اسلام الي فاكرة انه هيموت عليكي بالعكس ده بكرا يزهق منك ويرميك في الشارع اصل مفيش واحد هيتجوز واحدة بينها وبين الموت خطوة سلام يا قطة
تركها وانصرف وهي لا تعرف كيف حبست تلك الدموع بعينيها رأت نظرات الشفقة في عيون الجميع لم تتحمل اكثر بل جمعت اشيائها وغادرت وتركت لدموعها تصريح النزول لم تشعر بمن يمشي خلفها ويقترب منها الا وهو يضع يده على فمها حتى لا تصرخ............
يا تري مين ده وايه وهيحصل ايه مع رهف
وايه هي حكاية عمار ومرام