رواية ضحايا الماضي الفصل الثامن 8 بقلم شهد الشوري
منذ الصباح و هي تشعر بتعب شديد بكامل جسدها قامت بحضور محاضرتين و لم يعد بوسعها مواصلة اليوم لذا قررت العودة لكي ترتاح لكن ما ان وصلت للقصر و صعدت الدرج تفاجأت بسارة أمامها لتسألها بضيق :
خير
سارة بسخرية و هي ترمقها بنظرات احتقار :
مفيش بس كنت عاوزة اسألك شوية و استفيد من خبراتك يعني انتي اكيد عندك خبرة في كده ده كفاية الست الوالدة مدرسة اكيد اتعلمتي و ورثـتي منها حاجة
نظرت له حياة بغضب و هي تتوقع ما ستقول لتتابع الآخرى بأهانة و احتقار :
يعني كنت عاوزة اعرف ازاي الواحدة تخون جوزها او حبيبها من غير ما يحس و ازاي تلم الرجالة حواليها زي ما حصل معاكي امبارح يا حياة
ما ان انتهت من ما قالت و لم تدري بشيء سوى و هي ساقطة ارضاً و حياة التي اشتعلت من الغضب فوقها تنهال عليها بالضربات الموجعة و تشد خصلات شعرها بقوة حتى تمزقت و الأخرى تحاول أن تخلص ذاتها لكن دون فائدة فبالرغم من إعياء حياة الشديد لكن الغضب أعطاها قوة لتتحمل و تلقن تلك الحقيرة التي لم تتوقف عن الصراخ درساً قاسياً.....اجتمع جميع الموجودين بالمنزل حولهم
اقترب يوسف من حياة يجذبها بقسوة من فوق سارة التي انهارت بالبكاء مرددة بحزن و دموع واهية انها تهجمت عليها بدون سبب
لكن بدون مقدمات كان يد يوسف تهوي على صدغ حياة بقوة و قسوة اسقطتها ارضاً تحت نظرات التشفي و الانتصار من سارة و محسن و ثريا
بينما حياة تفاجأت مما فعل وضعت يدها مكان الصفعة بصدمة و هي تشعر بالإهانة و حسرة كبيرة بقلبها عاد الدوار يهاجمها اكثر
اقترب جمال من حياة يساعدها على النهوض صارخاً على شقيقه قائلاً بغضب :
ايه اللي عملته ده يا يوسف !!!
لكن يوسف لم يهتم له و توجه حيث حياة التي ابعدت يد إلياس عنها و لازالت مصدومة يجذبها من ذراعها بقسوة بينما هي كانت متعبة كثيرا و لم تقدر على الدفاع عن ذاتها يدفعها بقسوة خارج القصر بأكمله ثم عاد للداخل بعدما اعطى تعليمات للحرس محذراً من دخولها للقصر....يحاول جعل بقايا ضميره الذي يعاتبه على ما يفعل
بينما هي كانت فاقدة للوعي فزع الرجل الذي كان قام ادم بتعينه ليراقبها من بعيد حتى يبقى مطمئن عليها بسبب رفضها الشديد لوجود احد معها بأي مكان تذهب له معللة بكل مرة انها كفيلة لتدافع عن ذاتها ان حدث شيء !!!
.......
توجه بها سريعًا للمستشفى الخاصة بعائلة الجارحي صدم ريان بشدة عندما رآها و بدأ في اسعافها و القلق الشديد يتملك منه عندما استشعر حرارة جسدها الشديدة بينما الرجل أبلغ ادم بما حدث....مر وقت قليل جدا و كان يقف أمام الغرفة التي تتواجد و خلفه اوس و أمير و بدر الذي كان برفقتهم بالشركة حينها
دقائق و خرج ريان من غرفتها قائلاً بحزن و لايزال قلق عليها :
حرارتها مرتفعة اوي و جسمها ضعيف خالص و دور البرد كان شديد عليها و مستحملتهوش عشان كده اغمى عليها علقت محاليل ليها و خدت دوى ينزل الحرارة و هتستنى في المستشفى لحد ما الحرارة تنزل و نطمن عليها
بدر بقلق و خوف :
طب هي فاقت دلوقتي
نفى ريان برأسه بحزن قائلاً و القلق ينهش قلبه على شقيقته كذلك الحال مع الباقين :
ساعة كده و هتفوق بأذن الله
مرت الساعة على الجميع ببطئ شديد بينما الحارس اخبر ادم بأنه تفاجأ بيوسف يلقى بها خارج القصر و لا يعلم السبب توعد ادم بالويل لهم جميعا فقد يعرف ما حدث و ما فعلوه بها
- انا فين
قالتها عندما بدأت تستعيد وعيها و هي تشعر بجسدها بأكمله يؤلمها
امير بحنان و قلق :
حبيبتي انتي كويسة
قطبت جبينها غير متذكرة ما حدث من قبل لحظات ثم بدأت تتذكر ما حدث وقعت أعين اوس على وجنتها التي طبعت عليها أصابع يد سألها بصدمة و غضب شديد :
مين رفع ايده عليكي
كامت بعالم اخر شاردة بما حدث ليسألها ادم بنفاذ صبر و حدة :
حياة اتكلمي مين رفع ايده عليكي فيهم
لحظات صمت قبل أن تقص عليهم ما حدث لتشتعل اعين الخمسة غضباً خرجوا لخارج الغرفة ليقول أمير بغضب :
الحكاية دي لازم تنتهي بقى أنا مش هفضل صارةبر على محسن و ثريا كتير اللي بقى معانا دلوقتي كفيل يخليهم يقضوا عمرهم كله في السجن ده اذا مخدوش إعدام اصلا
اومأ له ادم و أوس بتأييد بينما ادم توعد لهم بالكثير فقط ايام و ستظهر الحقيقة للجميع بينما بدر لم يفهم على ماذا يتحدثون فلا احد يعلم بما حدث سوى القليل
بدر بغضب و نيران مشتعلة بداخله :
ناوين تعملوا ايه بعد اللي عمله فيها
التفت ادم له قائلاً :
خليك مع حياة ساعة زمن و راجعين تاني و انت يا ريان هتيجي معانا
اومأ الثلاثة له ثم غادروا المستشفى متوجهين للقصر متوعدين للجميع بكل شر !!!!
.........
بينما بدر طرق الباب ثم دخل للداخل ليجدها تجلس مثلما هي شاردة جلس على ذلك المقعد الموجود بجانب الفراش و بقى يتأملها بحزن بينما هي كانت تتذكر ذلك المشهد المشابه لها مثل والدتها و نفس الشخص يلقى بهم خارج القصر بنفس المكان و بنفس الطريقة
حسرة كبيرة و ألم يغزو قلبها و هي ترى حنانه على تلك الغريبة بينما هم لم يحظوا منه سوى على قسوة و جفاء للحظة تمنت ان يخيب ظنها و يدافع عنها....يقف بصفها لكنه للمرة التي لا تعلم عددها خذلها مثلما يفعل منذ سنوات و هي طفلة صغيرة ابنة الخمس اعوام
تنحنح قائلاً بقلق :
حياة انتي كويسة لسة حاسة بتعب
اجابته بهدوء دون النظر له :
انا عايزة اروح
نظر لها بحزن قائلاً :
خليكي لحد ما نطمن عليكي و تبقي كويسة
زفرت قائلة بضيق :
عايزة امشي مش طايقة هنا
- للدرجة دي مش بتحبي المستشفيات !!!
ابتسمت بسخرية قائلة بحزن ظاهر بوضوح بعيناها :
ذكرياتي مش لطيفة معاها خالص
اومأ لها بتفهم و اخذ يتأمل وجهها بحزن قائلاً :
معلش استحملي بس انهاردة نطمن عليكي و بكره الصبح ان شاء الله نمشي
زفرت بضيق كم تشعر بالاختناق بهذا المكان فينفس المستشفى توفيت والدتها تدافعت الذكريات برأسها و ما حدث اليوم رغبة ملحة الآن تدفعها للبكاء الذي حرمته على ذاتها منذ سنوات التمعت عيناها بالدموع و هو يجلس بالقرب منها يتابعها بحزن و الم جلس بجانبها على الفراش قائلاً بابتسامة صغيرة و فهم لما يدور رأسها :
على فكرة انك تعيطي ده مش ضعف ابدا بس احيانا بيكون الشخص اتحمل فوق طاقته و بيحتاج ان يعيط و يخرج كل اللي جواه عشان يكمل
نظرت له بصمت ليربت على يدها قائلاً :
انا بسمع كويس على فكرة يعني لو حابة تتكلمي هسمعك و يمكن انصحك كمان لو تحبي كل اللي هتقوليه هيفضل بينا عارف انك لسه عرفاني من كام يوم و ان اكيد مش هتكوني واثقة فيا عشان تحكيلي بس انا موجود يوم ما تحتاجي ليا هتلاقيني جنبك
نظرت لعيناه التي تبعث احساس بالأمان و الدفئ لكل من ينظر لها اومأت له بامتنان و شكر ثم تراجعت بجسدها للخلف تريد ان تغفو لعلها تهرب من تلك الذكريات.....لطالما كان النوم هو مهربها الوحيد من ذلك الواقع المؤلم لحظات كثيرة مرت عليها تمنت فيها ان تغفو و لا تستيقظ ابدا رأت الكثير منذ ان كانت ابنة الخامسة ربما ان قصتها على احد اخر سيحزن قليلا و يتأثر لكنه ابدا لن يشعر بها و بما عاشته مهما عبرت عن ما
بداخلها بالكلام
اغمضت عيناها و غفت بينما هو بقى يتأمل وجهها بهيام و عشق كبير لها وحدها لا يعرف كيف احبها بتلك السرعة و لا متى تعلق بها
امتدت يده يبعد خصلات شعرها خلف اذنها ثم اخد يمرر اصابعه على وجهها بحب بقى هكذا لوقت غير معلوم فقط يتأملها رفع يدها برفق مقرباً اياها من شفيته يقبلها بحب ثم اعادها مكانها لكنه بقى متمسك بها مردداً بابتسامة صغيرة و حب :
عارفة انا طول عمري كنت رافض فكرة الجواز من غير حب كنت شايف ان الجواز اللي بيكون كده بيفشل و خاصة لو الزوج و الزوجة لقوا الحب بعد الجواز و لو بينهم اطفال ساعتها بيجبروا نفسهم على الوضع ده عشان خاطر ولادهم
تنهد بعمق قبل أن يتابع حديثه قائلاً :
كان عندي احساس دايما ان هتيجي اللي تخطف قلبي من بين كل البنات من اول نظرة
ضحك بخفوت قائلاً :
كنت لسه بكلم سليم و اقوله اني مستني البنت دي في لحظتها طلعتي قدامي مكنتش قادر انزل عيني من عليكي و قلبي كان ناقص يطلع من مكانه و يجري عندك من فرحته انه لقى اخيرا نصه التاني
قبل يدها برقة مرة اخرى مرددًا بحب :
طول عمري كنت عايش و حاسس ان في حاجة نقصاني بس اول ما شوفتك حسيت اني لقيت الحاجة دي خصوصا لما ببص في عنيكي اللي بحس كأن فيهم سحر بيشدني
ابتسم قائلاً بحب :
عارفة جدتي دايما كانت تقولي الجملة دي و من الحب اللي كنت بشوفه بينها و بين جدي كنت بتمنى القى حب زيه كانت تقول الإنسان بيفضل عايش بنص قلب لحد ما يحب و يلاقي نصه التاني ساعتها بيحس بالكمال و السعادة
ابتسم قائلاً بحب صادق :
انا حسيت كده اول ما شوفتك يا حياة و اكتر حاجة مخوفاني...اني في يوم اخسرك و او مقدرش اخليكي تحبيني و يجي اللي ياخدك مني
قالها ثم اخفض وجهه يستند برأسه على يدها دقائق و كان يذهب في ثبات عميق
........
بينما على الناحية الاخرى
بخطوات غاضبة كان الأربعة يصعدون الدرجات التي تؤدي لباب القصر الداخلي و بغضب شديد كان ادم يدفعه بيده بغضب و يدخل للداخل حيث يجلس الجميع و من بينهم إلياس الذي وصل لتوه للقصر يتشاجر مع يوسف على ما فعل
لكن الجميع التفت حيث ادم الذي تقدم منهم و خلفه أوس و أمير و ريان و الغضب كان حليفهم ايضاً ادم بغضب :
رفعت ايدك على حياة و طردتها
يوسف بتحدي و غضب :
تستاهل دي مش متربية و لا......
صرخ عليه أوس قائلاً بغضب و حدة :
اختي متربية غصب عنك و بعدين لو ع التربية شوف تربيتك يا يوسف باشا اللي زيك ميعرفش يربي عشان يعيب على تربية غيره
توجه ادم حيث تقف سارة التي ترتعد من الخوف لكنها اظهرت عكس ذلك قائلاً بهدوء يسبق العاصفة :
اختي اضربت قلم و اتعمل فيها كل ده بسببك
سارة بتحدي و بشجاعة واهية :
تستاهل
كان رد ابتسامة لا تليق بما يقال لكنها بثت الرعب بقلبها اكثر :
انتي كمان تستاهلي
سألته بتوجس و حذر :
استاهل ايه
- ده
قالها ثم بلحظة كانت يده تهوي على وجنتها بصفعة قاسية قوية جعلت الدماء تنزف من شفتيها و انفها تقسم ان فقدت السمع من قوتها
لتصرخ بفزع عندما جذبها من خصلات شعرها بقسوة بينما الجميع حاول تخليصها من بين يديه و اخوته يشاهدون ما يفعله بها باستمتاع و تشفي بينما الجميع حاولوا تخليصها من بين يديه ليصرخ عليهم قائلاً بغضب :
محدش يتدخل
يوسف يغضب :
انت اتجننت
سارة بفزع و هي تحاول تخليص خصلات شعرها من يديه :
الحقني يا بابا يوسف
لكنه لم يبالي و قام بسحبها من خصلات شعرها يجرها خلفه ثم وقف عند باب القصر الخارجي ثم دفعها للخارج بقسوة
لتصرخ عليه ثريا قائلة بغضب و حقد :
ازاي تتجرأ و تمد ايدك على بنتي يا بن ليلى
تدخل أوس قائلاً بغضب و توعد :
اكتمي يا ثريا عشان اقسم بالله ممكن ارقدك جنب بنتك دلوقتي و انا نفسي اعملها من زمان
يوسف بحدة و غضب و هو يساعد سارة على النهوض :
بنتي مش هتطلع بره القصر لو حد هيطلع يبقى انتوا سامعين
ريان بسخرية :
والله لو حد المفروض يطلع فهما انتوا انت ناسي يا يوسف باشا القصر ده بتاع مين دلوقتي
جذب ادم سارة من خصلات شعرها قائلاً بغضب :
عشان تدخلي القصر ده قدامك حل واحد ملوش تاني توطي على رجليها و تبوسها و تتأسفي يا تترمي في الشارع زي الكلاب
تدخلت سعاد قائلة برجاء :
عيب يا بني ميصحش كده
ادم بسخرية :
ميصحش كده !!!
ثم تابع بغضب و هو يشدد قبضة يده على
خصلات شعرها :
قررتي ايه يا بت هتغوري و لا زي الكلبة تعملي اللي قولت عليه
نظرت ليوسف قائلة بتوسل و خوف :
بابا يوسف
كان إلياس يتابع ما يحدث ببرود و لم يتدخل يرى ان تستحق اكثر من ذلك و كذلك فعل جمال و فرحة و ندا
كاد ان يتحدث يوسف ليسبقه ادم قائلاً بسخرية :
بابا مش هيعملك حاجة اللي قولته هو اللي هيتنفذ انجزي مش فاضيلك
لم تجد مفر سوى أن تخضع لما قال لتخبره بذل :
هعتذر
دفعها ارضاً قائلاً بغضب و تحذير :
زي الكلبة تفضلي هنا و رجلك متعتبش باب القصر اللي جوه لحد ما حياة تيجي و تنفذي اللي قولت عليه.....فاااهمة
ابتلعت الاهانة و بداخلها تتوعد بكل شر لهم قائلة :
فاهمة
صرخ يوسف بغضب :
انت اكيد اتجننت حياة مين اللي تعتذر منها
ادم بتحدي :
انت كمان هتعتذر يا يوسف باشا يا كده يا هيحصل اللي مش هيعجبك ابدا
يوسف بتحدي مماثل :
اللي هو !!!
ادم بسخرية :
خليه مفاجأة بس صدقني مفاجئتي مش
هتعبك خالص !!!
ثم تابع بتساؤل لاخر مرة :
هتعتذر
يوسف بتحدي :
لا
ضحك ادم قائلاً بتوعد :
خير ما عملت لاني شايف اعتذارك مش كفاية حلال عليك اللي هيحصل بكره
قالها ثم غادر و خلفه اخوته يلقون نظرات السخرية عليهم لتتوعد ثريا و كذلك محسن لهم على ما فعلوا الآن
...........
كانت تجلس بجامعتها برفقة بعض الفتيات زملائها لاحظت رفيقتها و تدعى أماني شرودها فسألتها :
مالك سرحانه في ايه يا مهرة
تنهدت مهرة قائلة بهيام :
فيه
أماني بتساؤل :
هو مين ده
نطقت اسمه باعجاب :
أوس
اماني بصدمة :
أوس مين انتي مصاحبة حد من ورايا
نقت برأسها قائلة :
لا ده يبقى أوس الجارحي اللي خالته........ثم قصت عليها كل شيء و كيف تقابلت معه مرتان و الحديث الذي دار بينهم
بعد ان انتهت صمتت اماني للحظات قبل أن تقول بهدوء و تحذير :
خدي حذرك منه يا مهرة
قطبت مهرة جبينها قائلة :
ليه ده باين عليه طيب خالص و محترم
نفت أماني برأسها قائلة بحزن :
اللي زي الناس دي ممكن يمثل عليكي دور الطيبة عشان ياخد منك اللي عاوزة و يرمكي و بعدين اقطعي معاه خالص شكله بيتسلى
نظرت لها مهرة بعدم اقتناع لتتابع الآخرى بحزن :
بالعقل كده هيسيب كل البنات اللي من الوسط بتاعه و يتكلم معاكي لا و كمان يوصلك لحد البيت شكله بيتسلى يا مهرة لو حاسة بأي حاجة ناحيته انسيها و ابعدي عنه بلاش تجيبي لنفسك آذى
تنهدت بحزن قبل ان تتابع قائلة :
خدي اختي نهلة مثال ليكي فضل يمثل عليها الحب و بدئها زي ما اوس عمل معاكي و خد منها اللي عاوزه و رماها و لا سأل و كمل حياته و هي اللي دفعت التمن و لسه بتدفع
صمتت مهرة بحزن تفكر بحديثها و قد داعبت الشكوك قلبها تجاهه لتقرر ان تبتعد عنه قدر المستطاع و تنساه بعدما كان يحتل جزء كبير من تفكيرها منذ ان التقته اول مرة !!!!
..........
في المساء عادت برفقة اخوانها و بدر الذي لم يفارقها منذ الصباح ساعدها ريان على الجلوس على تلك الاريكة الموجودة ببهو القصر قائلاً بحنان :
ارتاحي يا حبيبتي
بينما ادم كان بالاسفل بحديقة القصر حيث تجلس سارة جذبها من يدها للداخل ثم القاها اسفل قدم شقيقته
قائلاً بصرامة :
انجزي
التقطت يد حياة تقبلها باهانة قائلة :
انا اسفة يا حياة مكنش قصدي اتمنى تسامحيني مش هضايقك تاني خالص ياريت لو تسمحيلي افضل في القصر
يوسف و ثريا بوقت واحد و بصوت غاضب :
سارة بتعملي ايه !!!
ادم بصرامة :
حياة قبلتي اعتذارها
دفعت يد سارة بعيداً عنها قائلة :
انا عايزة اطلع ارتاح
امير بقلق :
حبيبتي انتي كويسة
اومأت له بهدوء ليساعدها على الصعود لأعلى و ما ان اختفت عن انظارهم التفت ادم قائلاً بغضب و وعيد لسارة :
طول ما حياة تكون موجوده في القصر مشوفش خلقتك و لو عينك جت في عينها او بصيتي ليها بصة متعحبنيش و رحمة امي لهتندمي و مش هكتفي اني ارميكي بره القصر ده لأ هيحصل اللي مش هيعجبك خالص و اللي انتي عرفاه و انا عارفه كويس يا بنت ثريا !!!!!
قالها ثم صعد للأعلى حيث شقيقته و خلفه ريان بعدما استأذن منهم بدر للمغادرة و ما ان خرج للخارج و كاد ان يصعد سيارته تفاجأ بصوت إلياس يأتي من خلفه قائلاً بغضب :
عايز ايه من حياة !!!
التفت اليه قائلاً بثقة :
رغم انه ميخصكش بس ماشي هقولك....بحبها
اشتعلت اعين الاخر بغيرة و غضب قائلاً :
هي بقى بتحبك
ضحك بدر بسخرية قائلاً :
ما تسألها و لا تكون خايف من الاجابة
إلياس بغضب :
خليك بعيد عنها انت سامع
بدر بسخرية :
بتأمرني بصفة ايه بس عشان ابقى فاهم و بعدين صاحبة الشأن ما طلبتش ده انت مين عشان تقولي كده و انا انفذ
إلياس بغضب :
حياة ليا و عمرها ما هتكون ليك ابعد عنها احسنلك
التمعت اعين الاخر بغيرة و غضب قائلاً :
عن حياة مش هبعد و اللي يحدد هي هتكون لمين صاحبة الشأن مش انا و لا انت
قالها ثم غادر المكان يقود سيارته بغضب لا ينكر انه شعر بالخوف مما قال و كذلك شعر إلياس الذي كلما يتذكر كيف قال الاخر بثقة انها يحبها تشتعل النيران بقلبه من الغيرة
...........
كانت تجلس بغرفتها تبكي بقوة و هي تتذكر ما حدث بالصباح عندما تفاجأت بسمر معهم على نفس الطائرة بالاتفاق مع ادهم الذي منذ ام وصلوا للفندق قام بحجز غرفة اخرى بجانب الجناح الذي قام سليم مسبقاً بحجزه لهم لكنها تفاجأت به يخبرها ان تذهب للغرفة لان الجناح سيمكث به برفقة سمر خطيبته بل و اخبرها بأنه سيتزوجها بعد فترة صغيرة من عودتهم
خرجت لتقف قليلاً بالشرفة لتتفاجأ به يجلس برفقتها على الشاطئ و الأخرى ترتدي ما يستر القليل من جسدها دخلت للداخل تنتحب بقوة قلبها يؤلمها بسبب من لا يستحق تتساءل ماذا فعلت له بل و كيف تحصل على تلك الصور من الاساس هل قام بتركيبها لها.....اسئلة كثيرة تدور بذهنها و الإجابة لديه هو فقط !!!
فتحت خزانتها و ارتدي ما جذبته يدها بدون انتباه لما جذبته ثم خرجت من الغرفة سريعاً توجهت حيث يوجد هو قائلة باصرار :
ادهم عايز اتكلم معاك ضروري
تجاهل النظر لها قائلاً ببرود :
مش فاضي
هنا بغضب و اصرار :
بس انا قولت عايزاك دلوقتي
سمر بملل و سخرية :
انتي ايه ما بتسمعيش قالك مش فاضي مش شايفاه قاعد معايا خلي في ذوقك شوية
هنا بغضب و غيرة :
خلي غيرك يتكلم عن الذوق يا سمر
التفت ينظر لها حتى يوبخها لتقع عيناه على ما ترتدي فستان اصفر بحمالات رفيعة يصل لقبل ركبتيها التمعت عيناه بغضب و غيرة بلحظة كان يسحبها خلفه حيث غرفته ثم التقط منها مفتاح غرفتها يدفعها للداخل صرخاً عليها بغضب :
ايه المسخرة اللي لبساها دي
صرخت عليه بغضب :
اكيد هتكون احسن مية مرة من اللي خطيبتك لبساه تحت
صرخ عليها بغضب :
اتكلمي عدل و طول ما انتي مراتي و اسمك مكتوب على اسمي تتعدلي و تلبسي عدل و تنسي حياتك الزبالة اللي كنتي عيشاها لحد ما اطلقك و ارتاح من همك
اقتربت منه قائلة بدموع :
انت عارف كويس اني مش كده و عمري ما اذيتك في حاجة قولي بتعمل معايا كده ليه.....بقيت بتكرهني ليه يا ادهم ليه بتقول عني كده و الصور دي ليه تركبها ليا اما معملتش ليك حاجة
كور قبضة يده بغل قائلاً بغضب :
قولتلك بلاش دور الطيبة و الخضرة الشريفة اللي بترسميهم ع الكل محدش يعرفك قدي سمعاني حركاتك و الدور ده مش هيخيل عليا
صرخت عليه قائلة بحزن :
قولي انا عملت ايه عشان اعرف ادافع عن نفسي عرفني تهمتي ايه عشان تحكم عليا كده....عملت ايه يخليك تفكر فيا كده يا ادهم
دفعها للحائط خلفها قائلاً بغضب كبير بما جعل عيناها تتوسع بصدمة !!!!
خير
سارة بسخرية و هي ترمقها بنظرات احتقار :
مفيش بس كنت عاوزة اسألك شوية و استفيد من خبراتك يعني انتي اكيد عندك خبرة في كده ده كفاية الست الوالدة مدرسة اكيد اتعلمتي و ورثـتي منها حاجة
نظرت له حياة بغضب و هي تتوقع ما ستقول لتتابع الآخرى بأهانة و احتقار :
يعني كنت عاوزة اعرف ازاي الواحدة تخون جوزها او حبيبها من غير ما يحس و ازاي تلم الرجالة حواليها زي ما حصل معاكي امبارح يا حياة
ما ان انتهت من ما قالت و لم تدري بشيء سوى و هي ساقطة ارضاً و حياة التي اشتعلت من الغضب فوقها تنهال عليها بالضربات الموجعة و تشد خصلات شعرها بقوة حتى تمزقت و الأخرى تحاول أن تخلص ذاتها لكن دون فائدة فبالرغم من إعياء حياة الشديد لكن الغضب أعطاها قوة لتتحمل و تلقن تلك الحقيرة التي لم تتوقف عن الصراخ درساً قاسياً.....اجتمع جميع الموجودين بالمنزل حولهم
اقترب يوسف من حياة يجذبها بقسوة من فوق سارة التي انهارت بالبكاء مرددة بحزن و دموع واهية انها تهجمت عليها بدون سبب
لكن بدون مقدمات كان يد يوسف تهوي على صدغ حياة بقوة و قسوة اسقطتها ارضاً تحت نظرات التشفي و الانتصار من سارة و محسن و ثريا
بينما حياة تفاجأت مما فعل وضعت يدها مكان الصفعة بصدمة و هي تشعر بالإهانة و حسرة كبيرة بقلبها عاد الدوار يهاجمها اكثر
اقترب جمال من حياة يساعدها على النهوض صارخاً على شقيقه قائلاً بغضب :
ايه اللي عملته ده يا يوسف !!!
لكن يوسف لم يهتم له و توجه حيث حياة التي ابعدت يد إلياس عنها و لازالت مصدومة يجذبها من ذراعها بقسوة بينما هي كانت متعبة كثيرا و لم تقدر على الدفاع عن ذاتها يدفعها بقسوة خارج القصر بأكمله ثم عاد للداخل بعدما اعطى تعليمات للحرس محذراً من دخولها للقصر....يحاول جعل بقايا ضميره الذي يعاتبه على ما يفعل
بينما هي كانت فاقدة للوعي فزع الرجل الذي كان قام ادم بتعينه ليراقبها من بعيد حتى يبقى مطمئن عليها بسبب رفضها الشديد لوجود احد معها بأي مكان تذهب له معللة بكل مرة انها كفيلة لتدافع عن ذاتها ان حدث شيء !!!
.......
توجه بها سريعًا للمستشفى الخاصة بعائلة الجارحي صدم ريان بشدة عندما رآها و بدأ في اسعافها و القلق الشديد يتملك منه عندما استشعر حرارة جسدها الشديدة بينما الرجل أبلغ ادم بما حدث....مر وقت قليل جدا و كان يقف أمام الغرفة التي تتواجد و خلفه اوس و أمير و بدر الذي كان برفقتهم بالشركة حينها
دقائق و خرج ريان من غرفتها قائلاً بحزن و لايزال قلق عليها :
حرارتها مرتفعة اوي و جسمها ضعيف خالص و دور البرد كان شديد عليها و مستحملتهوش عشان كده اغمى عليها علقت محاليل ليها و خدت دوى ينزل الحرارة و هتستنى في المستشفى لحد ما الحرارة تنزل و نطمن عليها
بدر بقلق و خوف :
طب هي فاقت دلوقتي
نفى ريان برأسه بحزن قائلاً و القلق ينهش قلبه على شقيقته كذلك الحال مع الباقين :
ساعة كده و هتفوق بأذن الله
مرت الساعة على الجميع ببطئ شديد بينما الحارس اخبر ادم بأنه تفاجأ بيوسف يلقى بها خارج القصر و لا يعلم السبب توعد ادم بالويل لهم جميعا فقد يعرف ما حدث و ما فعلوه بها
- انا فين
قالتها عندما بدأت تستعيد وعيها و هي تشعر بجسدها بأكمله يؤلمها
امير بحنان و قلق :
حبيبتي انتي كويسة
قطبت جبينها غير متذكرة ما حدث من قبل لحظات ثم بدأت تتذكر ما حدث وقعت أعين اوس على وجنتها التي طبعت عليها أصابع يد سألها بصدمة و غضب شديد :
مين رفع ايده عليكي
كامت بعالم اخر شاردة بما حدث ليسألها ادم بنفاذ صبر و حدة :
حياة اتكلمي مين رفع ايده عليكي فيهم
لحظات صمت قبل أن تقص عليهم ما حدث لتشتعل اعين الخمسة غضباً خرجوا لخارج الغرفة ليقول أمير بغضب :
الحكاية دي لازم تنتهي بقى أنا مش هفضل صارةبر على محسن و ثريا كتير اللي بقى معانا دلوقتي كفيل يخليهم يقضوا عمرهم كله في السجن ده اذا مخدوش إعدام اصلا
اومأ له ادم و أوس بتأييد بينما ادم توعد لهم بالكثير فقط ايام و ستظهر الحقيقة للجميع بينما بدر لم يفهم على ماذا يتحدثون فلا احد يعلم بما حدث سوى القليل
بدر بغضب و نيران مشتعلة بداخله :
ناوين تعملوا ايه بعد اللي عمله فيها
التفت ادم له قائلاً :
خليك مع حياة ساعة زمن و راجعين تاني و انت يا ريان هتيجي معانا
اومأ الثلاثة له ثم غادروا المستشفى متوجهين للقصر متوعدين للجميع بكل شر !!!!
.........
بينما بدر طرق الباب ثم دخل للداخل ليجدها تجلس مثلما هي شاردة جلس على ذلك المقعد الموجود بجانب الفراش و بقى يتأملها بحزن بينما هي كانت تتذكر ذلك المشهد المشابه لها مثل والدتها و نفس الشخص يلقى بهم خارج القصر بنفس المكان و بنفس الطريقة
حسرة كبيرة و ألم يغزو قلبها و هي ترى حنانه على تلك الغريبة بينما هم لم يحظوا منه سوى على قسوة و جفاء للحظة تمنت ان يخيب ظنها و يدافع عنها....يقف بصفها لكنه للمرة التي لا تعلم عددها خذلها مثلما يفعل منذ سنوات و هي طفلة صغيرة ابنة الخمس اعوام
تنحنح قائلاً بقلق :
حياة انتي كويسة لسة حاسة بتعب
اجابته بهدوء دون النظر له :
انا عايزة اروح
نظر لها بحزن قائلاً :
خليكي لحد ما نطمن عليكي و تبقي كويسة
زفرت قائلة بضيق :
عايزة امشي مش طايقة هنا
- للدرجة دي مش بتحبي المستشفيات !!!
ابتسمت بسخرية قائلة بحزن ظاهر بوضوح بعيناها :
ذكرياتي مش لطيفة معاها خالص
اومأ لها بتفهم و اخذ يتأمل وجهها بحزن قائلاً :
معلش استحملي بس انهاردة نطمن عليكي و بكره الصبح ان شاء الله نمشي
زفرت بضيق كم تشعر بالاختناق بهذا المكان فينفس المستشفى توفيت والدتها تدافعت الذكريات برأسها و ما حدث اليوم رغبة ملحة الآن تدفعها للبكاء الذي حرمته على ذاتها منذ سنوات التمعت عيناها بالدموع و هو يجلس بالقرب منها يتابعها بحزن و الم جلس بجانبها على الفراش قائلاً بابتسامة صغيرة و فهم لما يدور رأسها :
على فكرة انك تعيطي ده مش ضعف ابدا بس احيانا بيكون الشخص اتحمل فوق طاقته و بيحتاج ان يعيط و يخرج كل اللي جواه عشان يكمل
نظرت له بصمت ليربت على يدها قائلاً :
انا بسمع كويس على فكرة يعني لو حابة تتكلمي هسمعك و يمكن انصحك كمان لو تحبي كل اللي هتقوليه هيفضل بينا عارف انك لسه عرفاني من كام يوم و ان اكيد مش هتكوني واثقة فيا عشان تحكيلي بس انا موجود يوم ما تحتاجي ليا هتلاقيني جنبك
نظرت لعيناه التي تبعث احساس بالأمان و الدفئ لكل من ينظر لها اومأت له بامتنان و شكر ثم تراجعت بجسدها للخلف تريد ان تغفو لعلها تهرب من تلك الذكريات.....لطالما كان النوم هو مهربها الوحيد من ذلك الواقع المؤلم لحظات كثيرة مرت عليها تمنت فيها ان تغفو و لا تستيقظ ابدا رأت الكثير منذ ان كانت ابنة الخامسة ربما ان قصتها على احد اخر سيحزن قليلا و يتأثر لكنه ابدا لن يشعر بها و بما عاشته مهما عبرت عن ما
بداخلها بالكلام
اغمضت عيناها و غفت بينما هو بقى يتأمل وجهها بهيام و عشق كبير لها وحدها لا يعرف كيف احبها بتلك السرعة و لا متى تعلق بها
امتدت يده يبعد خصلات شعرها خلف اذنها ثم اخد يمرر اصابعه على وجهها بحب بقى هكذا لوقت غير معلوم فقط يتأملها رفع يدها برفق مقرباً اياها من شفيته يقبلها بحب ثم اعادها مكانها لكنه بقى متمسك بها مردداً بابتسامة صغيرة و حب :
عارفة انا طول عمري كنت رافض فكرة الجواز من غير حب كنت شايف ان الجواز اللي بيكون كده بيفشل و خاصة لو الزوج و الزوجة لقوا الحب بعد الجواز و لو بينهم اطفال ساعتها بيجبروا نفسهم على الوضع ده عشان خاطر ولادهم
تنهد بعمق قبل أن يتابع حديثه قائلاً :
كان عندي احساس دايما ان هتيجي اللي تخطف قلبي من بين كل البنات من اول نظرة
ضحك بخفوت قائلاً :
كنت لسه بكلم سليم و اقوله اني مستني البنت دي في لحظتها طلعتي قدامي مكنتش قادر انزل عيني من عليكي و قلبي كان ناقص يطلع من مكانه و يجري عندك من فرحته انه لقى اخيرا نصه التاني
قبل يدها برقة مرة اخرى مرددًا بحب :
طول عمري كنت عايش و حاسس ان في حاجة نقصاني بس اول ما شوفتك حسيت اني لقيت الحاجة دي خصوصا لما ببص في عنيكي اللي بحس كأن فيهم سحر بيشدني
ابتسم قائلاً بحب :
عارفة جدتي دايما كانت تقولي الجملة دي و من الحب اللي كنت بشوفه بينها و بين جدي كنت بتمنى القى حب زيه كانت تقول الإنسان بيفضل عايش بنص قلب لحد ما يحب و يلاقي نصه التاني ساعتها بيحس بالكمال و السعادة
ابتسم قائلاً بحب صادق :
انا حسيت كده اول ما شوفتك يا حياة و اكتر حاجة مخوفاني...اني في يوم اخسرك و او مقدرش اخليكي تحبيني و يجي اللي ياخدك مني
قالها ثم اخفض وجهه يستند برأسه على يدها دقائق و كان يذهب في ثبات عميق
........
بينما على الناحية الاخرى
بخطوات غاضبة كان الأربعة يصعدون الدرجات التي تؤدي لباب القصر الداخلي و بغضب شديد كان ادم يدفعه بيده بغضب و يدخل للداخل حيث يجلس الجميع و من بينهم إلياس الذي وصل لتوه للقصر يتشاجر مع يوسف على ما فعل
لكن الجميع التفت حيث ادم الذي تقدم منهم و خلفه أوس و أمير و ريان و الغضب كان حليفهم ايضاً ادم بغضب :
رفعت ايدك على حياة و طردتها
يوسف بتحدي و غضب :
تستاهل دي مش متربية و لا......
صرخ عليه أوس قائلاً بغضب و حدة :
اختي متربية غصب عنك و بعدين لو ع التربية شوف تربيتك يا يوسف باشا اللي زيك ميعرفش يربي عشان يعيب على تربية غيره
توجه ادم حيث تقف سارة التي ترتعد من الخوف لكنها اظهرت عكس ذلك قائلاً بهدوء يسبق العاصفة :
اختي اضربت قلم و اتعمل فيها كل ده بسببك
سارة بتحدي و بشجاعة واهية :
تستاهل
كان رد ابتسامة لا تليق بما يقال لكنها بثت الرعب بقلبها اكثر :
انتي كمان تستاهلي
سألته بتوجس و حذر :
استاهل ايه
- ده
قالها ثم بلحظة كانت يده تهوي على وجنتها بصفعة قاسية قوية جعلت الدماء تنزف من شفتيها و انفها تقسم ان فقدت السمع من قوتها
لتصرخ بفزع عندما جذبها من خصلات شعرها بقسوة بينما الجميع حاول تخليصها من بين يديه و اخوته يشاهدون ما يفعله بها باستمتاع و تشفي بينما الجميع حاولوا تخليصها من بين يديه ليصرخ عليهم قائلاً بغضب :
محدش يتدخل
يوسف يغضب :
انت اتجننت
سارة بفزع و هي تحاول تخليص خصلات شعرها من يديه :
الحقني يا بابا يوسف
لكنه لم يبالي و قام بسحبها من خصلات شعرها يجرها خلفه ثم وقف عند باب القصر الخارجي ثم دفعها للخارج بقسوة
لتصرخ عليه ثريا قائلة بغضب و حقد :
ازاي تتجرأ و تمد ايدك على بنتي يا بن ليلى
تدخل أوس قائلاً بغضب و توعد :
اكتمي يا ثريا عشان اقسم بالله ممكن ارقدك جنب بنتك دلوقتي و انا نفسي اعملها من زمان
يوسف بحدة و غضب و هو يساعد سارة على النهوض :
بنتي مش هتطلع بره القصر لو حد هيطلع يبقى انتوا سامعين
ريان بسخرية :
والله لو حد المفروض يطلع فهما انتوا انت ناسي يا يوسف باشا القصر ده بتاع مين دلوقتي
جذب ادم سارة من خصلات شعرها قائلاً بغضب :
عشان تدخلي القصر ده قدامك حل واحد ملوش تاني توطي على رجليها و تبوسها و تتأسفي يا تترمي في الشارع زي الكلاب
تدخلت سعاد قائلة برجاء :
عيب يا بني ميصحش كده
ادم بسخرية :
ميصحش كده !!!
ثم تابع بغضب و هو يشدد قبضة يده على
خصلات شعرها :
قررتي ايه يا بت هتغوري و لا زي الكلبة تعملي اللي قولت عليه
نظرت ليوسف قائلة بتوسل و خوف :
بابا يوسف
كان إلياس يتابع ما يحدث ببرود و لم يتدخل يرى ان تستحق اكثر من ذلك و كذلك فعل جمال و فرحة و ندا
كاد ان يتحدث يوسف ليسبقه ادم قائلاً بسخرية :
بابا مش هيعملك حاجة اللي قولته هو اللي هيتنفذ انجزي مش فاضيلك
لم تجد مفر سوى أن تخضع لما قال لتخبره بذل :
هعتذر
دفعها ارضاً قائلاً بغضب و تحذير :
زي الكلبة تفضلي هنا و رجلك متعتبش باب القصر اللي جوه لحد ما حياة تيجي و تنفذي اللي قولت عليه.....فاااهمة
ابتلعت الاهانة و بداخلها تتوعد بكل شر لهم قائلة :
فاهمة
صرخ يوسف بغضب :
انت اكيد اتجننت حياة مين اللي تعتذر منها
ادم بتحدي :
انت كمان هتعتذر يا يوسف باشا يا كده يا هيحصل اللي مش هيعجبك ابدا
يوسف بتحدي مماثل :
اللي هو !!!
ادم بسخرية :
خليه مفاجأة بس صدقني مفاجئتي مش
هتعبك خالص !!!
ثم تابع بتساؤل لاخر مرة :
هتعتذر
يوسف بتحدي :
لا
ضحك ادم قائلاً بتوعد :
خير ما عملت لاني شايف اعتذارك مش كفاية حلال عليك اللي هيحصل بكره
قالها ثم غادر و خلفه اخوته يلقون نظرات السخرية عليهم لتتوعد ثريا و كذلك محسن لهم على ما فعلوا الآن
...........
كانت تجلس بجامعتها برفقة بعض الفتيات زملائها لاحظت رفيقتها و تدعى أماني شرودها فسألتها :
مالك سرحانه في ايه يا مهرة
تنهدت مهرة قائلة بهيام :
فيه
أماني بتساؤل :
هو مين ده
نطقت اسمه باعجاب :
أوس
اماني بصدمة :
أوس مين انتي مصاحبة حد من ورايا
نقت برأسها قائلة :
لا ده يبقى أوس الجارحي اللي خالته........ثم قصت عليها كل شيء و كيف تقابلت معه مرتان و الحديث الذي دار بينهم
بعد ان انتهت صمتت اماني للحظات قبل أن تقول بهدوء و تحذير :
خدي حذرك منه يا مهرة
قطبت مهرة جبينها قائلة :
ليه ده باين عليه طيب خالص و محترم
نفت أماني برأسها قائلة بحزن :
اللي زي الناس دي ممكن يمثل عليكي دور الطيبة عشان ياخد منك اللي عاوزة و يرمكي و بعدين اقطعي معاه خالص شكله بيتسلى
نظرت لها مهرة بعدم اقتناع لتتابع الآخرى بحزن :
بالعقل كده هيسيب كل البنات اللي من الوسط بتاعه و يتكلم معاكي لا و كمان يوصلك لحد البيت شكله بيتسلى يا مهرة لو حاسة بأي حاجة ناحيته انسيها و ابعدي عنه بلاش تجيبي لنفسك آذى
تنهدت بحزن قبل ان تتابع قائلة :
خدي اختي نهلة مثال ليكي فضل يمثل عليها الحب و بدئها زي ما اوس عمل معاكي و خد منها اللي عاوزه و رماها و لا سأل و كمل حياته و هي اللي دفعت التمن و لسه بتدفع
صمتت مهرة بحزن تفكر بحديثها و قد داعبت الشكوك قلبها تجاهه لتقرر ان تبتعد عنه قدر المستطاع و تنساه بعدما كان يحتل جزء كبير من تفكيرها منذ ان التقته اول مرة !!!!
..........
في المساء عادت برفقة اخوانها و بدر الذي لم يفارقها منذ الصباح ساعدها ريان على الجلوس على تلك الاريكة الموجودة ببهو القصر قائلاً بحنان :
ارتاحي يا حبيبتي
بينما ادم كان بالاسفل بحديقة القصر حيث تجلس سارة جذبها من يدها للداخل ثم القاها اسفل قدم شقيقته
قائلاً بصرامة :
انجزي
التقطت يد حياة تقبلها باهانة قائلة :
انا اسفة يا حياة مكنش قصدي اتمنى تسامحيني مش هضايقك تاني خالص ياريت لو تسمحيلي افضل في القصر
يوسف و ثريا بوقت واحد و بصوت غاضب :
سارة بتعملي ايه !!!
ادم بصرامة :
حياة قبلتي اعتذارها
دفعت يد سارة بعيداً عنها قائلة :
انا عايزة اطلع ارتاح
امير بقلق :
حبيبتي انتي كويسة
اومأت له بهدوء ليساعدها على الصعود لأعلى و ما ان اختفت عن انظارهم التفت ادم قائلاً بغضب و وعيد لسارة :
طول ما حياة تكون موجوده في القصر مشوفش خلقتك و لو عينك جت في عينها او بصيتي ليها بصة متعحبنيش و رحمة امي لهتندمي و مش هكتفي اني ارميكي بره القصر ده لأ هيحصل اللي مش هيعجبك خالص و اللي انتي عرفاه و انا عارفه كويس يا بنت ثريا !!!!!
قالها ثم صعد للأعلى حيث شقيقته و خلفه ريان بعدما استأذن منهم بدر للمغادرة و ما ان خرج للخارج و كاد ان يصعد سيارته تفاجأ بصوت إلياس يأتي من خلفه قائلاً بغضب :
عايز ايه من حياة !!!
التفت اليه قائلاً بثقة :
رغم انه ميخصكش بس ماشي هقولك....بحبها
اشتعلت اعين الاخر بغيرة و غضب قائلاً :
هي بقى بتحبك
ضحك بدر بسخرية قائلاً :
ما تسألها و لا تكون خايف من الاجابة
إلياس بغضب :
خليك بعيد عنها انت سامع
بدر بسخرية :
بتأمرني بصفة ايه بس عشان ابقى فاهم و بعدين صاحبة الشأن ما طلبتش ده انت مين عشان تقولي كده و انا انفذ
إلياس بغضب :
حياة ليا و عمرها ما هتكون ليك ابعد عنها احسنلك
التمعت اعين الاخر بغيرة و غضب قائلاً :
عن حياة مش هبعد و اللي يحدد هي هتكون لمين صاحبة الشأن مش انا و لا انت
قالها ثم غادر المكان يقود سيارته بغضب لا ينكر انه شعر بالخوف مما قال و كذلك شعر إلياس الذي كلما يتذكر كيف قال الاخر بثقة انها يحبها تشتعل النيران بقلبه من الغيرة
...........
كانت تجلس بغرفتها تبكي بقوة و هي تتذكر ما حدث بالصباح عندما تفاجأت بسمر معهم على نفس الطائرة بالاتفاق مع ادهم الذي منذ ام وصلوا للفندق قام بحجز غرفة اخرى بجانب الجناح الذي قام سليم مسبقاً بحجزه لهم لكنها تفاجأت به يخبرها ان تذهب للغرفة لان الجناح سيمكث به برفقة سمر خطيبته بل و اخبرها بأنه سيتزوجها بعد فترة صغيرة من عودتهم
خرجت لتقف قليلاً بالشرفة لتتفاجأ به يجلس برفقتها على الشاطئ و الأخرى ترتدي ما يستر القليل من جسدها دخلت للداخل تنتحب بقوة قلبها يؤلمها بسبب من لا يستحق تتساءل ماذا فعلت له بل و كيف تحصل على تلك الصور من الاساس هل قام بتركيبها لها.....اسئلة كثيرة تدور بذهنها و الإجابة لديه هو فقط !!!
فتحت خزانتها و ارتدي ما جذبته يدها بدون انتباه لما جذبته ثم خرجت من الغرفة سريعاً توجهت حيث يوجد هو قائلة باصرار :
ادهم عايز اتكلم معاك ضروري
تجاهل النظر لها قائلاً ببرود :
مش فاضي
هنا بغضب و اصرار :
بس انا قولت عايزاك دلوقتي
سمر بملل و سخرية :
انتي ايه ما بتسمعيش قالك مش فاضي مش شايفاه قاعد معايا خلي في ذوقك شوية
هنا بغضب و غيرة :
خلي غيرك يتكلم عن الذوق يا سمر
التفت ينظر لها حتى يوبخها لتقع عيناه على ما ترتدي فستان اصفر بحمالات رفيعة يصل لقبل ركبتيها التمعت عيناه بغضب و غيرة بلحظة كان يسحبها خلفه حيث غرفته ثم التقط منها مفتاح غرفتها يدفعها للداخل صرخاً عليها بغضب :
ايه المسخرة اللي لبساها دي
صرخت عليه بغضب :
اكيد هتكون احسن مية مرة من اللي خطيبتك لبساه تحت
صرخ عليها بغضب :
اتكلمي عدل و طول ما انتي مراتي و اسمك مكتوب على اسمي تتعدلي و تلبسي عدل و تنسي حياتك الزبالة اللي كنتي عيشاها لحد ما اطلقك و ارتاح من همك
اقتربت منه قائلة بدموع :
انت عارف كويس اني مش كده و عمري ما اذيتك في حاجة قولي بتعمل معايا كده ليه.....بقيت بتكرهني ليه يا ادهم ليه بتقول عني كده و الصور دي ليه تركبها ليا اما معملتش ليك حاجة
كور قبضة يده بغل قائلاً بغضب :
قولتلك بلاش دور الطيبة و الخضرة الشريفة اللي بترسميهم ع الكل محدش يعرفك قدي سمعاني حركاتك و الدور ده مش هيخيل عليا
صرخت عليه قائلة بحزن :
قولي انا عملت ايه عشان اعرف ادافع عن نفسي عرفني تهمتي ايه عشان تحكم عليا كده....عملت ايه يخليك تفكر فيا كده يا ادهم
دفعها للحائط خلفها قائلاً بغضب كبير بما جعل عيناها تتوسع بصدمة !!!!