اخر الروايات

رواية رحيل وجاد الفصل السادس 6 بقلم حنان اسماعيل

رواية رحيل وجاد الفصل السادس 6 بقلم حنان اسماعيل



❤رحيل ❤للمبدعة حنان اسماعيل ❤ 
🌹الفصل السادس🌹
الحمد لله دائما وابدا ❤ 
الجزء السادس

اتسعت عينى جاد للحظة وهو ينظر اليها بعيناه الغاضبتان  غير مصدق لوجودها امامه , هزته رؤيته للحظة قبل ان يعود لثباته بعيناه الغاضبتان  القاسيتان بينما  اخذت هى تنظر اليه بعينان يملأهم التحدى .ويدها تحرك  فوهة مسدسه ناحيه راسها ,فيما  وقف جدها خلفها ينظر اليها بخوف  

سيطر جاد على مشاعره المضطربة فى تلك اللحظة قائلا بنبرة قاسية وصارمة موجها كلامه لصالح

جاد آمرا  : قولها تطلع فوق ياصالح

صالح لرحيل بقلق  :اطلعى فوق يارحيل

ظلت ثابتة  فى  مكانها وهى تنظر لجاد  فى ثبات وتحدى قائله

رحيل : لا ياجدى مش هطلع ,انا معنديش استعداد انى اخسرك حتى لو كان على حساب موتى انا  

تقدم رجل من رجال جاد بغضب متجها ناحية رحيل بمسدسه قائلا بعصبية

الرجل : تحب اطلعها بره ياكبير  

قالها وهو يتجه ناحيتها ,اشار اليه جاد ان يقف مكانه ومسدسه مايزال فى رأس رحيل  قائلا لصالح

جاد  بغضب : انت بتتحامى فى حريم بيتك ياصالح ؟

صالح وقد  استفزته الكلمة ,متقدما امام رحيل وهو يخبأها ورائه قائلا فى غضب لجاد

صالح : انا اهو ياابن الموافية  اقتلنى  ,ملكش دعوة بيها  

عادت للوقوف امامه مسرعه  مرة اخرى وهى تنظرالى جدها  بحنان قبل ان تنظر لجاد بحقد قائله

رحيل بغضب : لا ياجدى ..انا اودامك اهو لو عاوز تقتله يبقى لازم تقتلنى انا الاول لانى مش هسمح لك تاخد منى اغلى حد عندى

رمقها جاد بغضب لثوانى قبل  ان يلمح قلادته التى كان قد اهداها لها اخر مرة التقيا فيها حول عنقها ,نظر اليها لثوانى قبل ان يرفع عينيه اليها وهو ينزل سلاحه ,مشيرا بطرف يده لرجاله كى ينزلوا اسلحتهم قائلا وهو ينظر لصالح

جاد : انا متعودتش ادخل ستات فى حساباتنا ,,ولولا وجودها كان هيكون اخر يوم لك النهاردة يا صالح ,بس معلشى ملحوقه ,لنا لقا تانى وقريب

خرج صوت يونس من خلفهم قائلا ببجاحته المعهودة   بعدما تأكد من تحركهم  نحو الباب .

يونس مهددا  : اوعى تفتكر انى هعدى لك دخولك بيتنا بالطريقه دى ياجاد ,,انا هوريك

 التفت اليه جاد عائدا مرة اخرى ليلكمه فجأة فى وجهه قائلا بمنتهى الهدوء والثبات

جاد بغضب : انت بالذات احمد ربنا انك لسه عايش لان المرة الجاية مضمنش انى ممكن اعمل حساب لوجود حد حتى لو لميتم ستات بيتكم كلهم

سقط يونس  ارضا وسط دهشة الجميع وبخاصة رحيل

رمق جاد رحيل  سريعا  وهو ينصرف خارجا فى ثقه ومن ورائه رجاله يحمون ظهره بأسلحتهم ؟

بمجرد خروجه صرخ صالح على رحيل فى غضب قائلا

صالح : ايه اللى نزلك يارحيل .انتى جبتيلى العار بنزولك ده ,كده يتحسب عليا انا ..صالح الجارحى انى بتحامى فى واحدة ست

رحيل بحب : تتحسب زى ماتتحسب ياجدى ,انت كنت عاوزنى اتفرج عليه وهو بيقتلك

صالح بغضب موجها كلامه لاحفاده : اطلع بره يانطع انت وهو ..شوفولى الزفت الرجاله دول فى انهى مصيبة ,,والاسم عندى رجاله ياكلوا الزلط وانتم كلكم زى قلتكم

يونس متألما والدماء تنزف من فمه قائلا وهو يستند قائما  لجده

يونس : انا هوريه ياجدى

صالح بغضب :اتنيل واخرس انت  يا نطع ,ماانت السبب فى كل ده  ولسه ياعالم بإللى جاى ,هو انت فاكر ان جاد هيعديلك اللى عملته ولا خاله هارون ,انت كده فتحت علينا ابواب جهنم ,واى حكم هيحكموا به دلوقتى هنفذه ومش هقدر حتى افتح بوقى

رحيل بفضول : حكم ايه ياجدى وليه ؟

جلس صالح على اقرب كرسى قائلا فى قلق

صالح : الاتفاقية كانت زمان بعد ماالنار اللى بينا ماكانت مولعه والدم مغرق البلد بين العيلتين ,وبعد ما الحكومة ماقعدونا سوا وكبار العيلات حكموا بينا بالهدنة ,كان الاتفاق ان البادى الاول فى اى دم بين العيلتين هيقبل اى حكم يتحكم عليه والغبى ابن عمك اداله الفرصة دلوقتى  على طبق من دهب

يونس متذمرا : يعنى انت كان عاجبك انه مسيطر على السوق وكل يوم سيطرته بتزيد عن اليوم اللى قبله

صالح بعصبية : عشان انا اللى وثقت فيك وافتكرتك زيه وهتعرف تنافسه  اتاريك  مخك قد مخ القطة ,على قد مابكره الواد جاد ده بس منكرش انه ذكى ومحكم عقله فى كل تصرفاته ,بيقعد فى اى مكان بيبقى مالى مركزه والكل بيعمل له الف حساب  مش انت يانطع

امتعض وجه يونس وهو يمسح دماء فمه قبل ان يصعد  لغرفته غاضبا ,اتكئت رحيل على كتف جدها قائله بخوف

رحيل :جدو هو ايه الحكم يعنى اللى ممكن يحكموا عليكم به ياجدى  ؟

صالح بقلق : ربنا يسترها يا بنتى

رحيل : للدرجة دى ياجدى ,يعنى ايه يعنى اكييد فلوس صح ؟

صالح بقلق : ياريتها تيجى على الفلوس ,بس جاد عمره ماهيفوت الفرصة دى ابدا واكييد هيطلب اللى اغلى من الفلوس

...........................

عاد جاد وخلفه سويلم لاسطبل الخيل بعدما غادرا قصر صالح

كان جاد غاضبا ثائرا ,اخذ يقذف كل مايقابله امامه وهو يصرخ بعصبية

انتظره سويلم حتى هدأ ,ليقترب منه متسائلا فى فضول

سويلم : انت متضايق انك مقتلهوش ولا متضايق انك شفتها

نظر اليه بغضب وهو يصرخ فيه بغضب قائلا

جاد : سويلم انا مش ناقصك

سويلم وقد اقترب منه واضعا يده على كتفه قائلا فى حنان الاب

سويلم : هتصدقنى ياجاد لو قلت لك انى اتبسطت انها ظهرت ووقفت بحر الدم ده قبل ما نغرق فيه كلنا

جاد بغضب : انت هتجننى ياسويلم ,انت عارف انا مستنى الفرصة دى من امتى ,وعارف انا من ساعه ماصالح مارمى بإبن ابنه فى طريقنا وانا بعمل كل حاجة تستفزه عشان يعمل غلطة واحدة تقربنى من انى اخد بتارى منهم ولما الفرصة تجيلى ....

سكت ولم يكمل جملته وهو يتذكر ظهوره امامه قائلا بصوت منخفض  وهو يبتعد للامام قائلا

جاد : رجعتى ليه بس يارحيل ؟ وليه دلوقتى بالذات ؟

سويلم مقتربا منه قائلا : عشان ربنا له حكمة فى ده , بس ايه هى ,الايام اللى هتبينها

...................................

مر يومان على اخر لقاء لهم

كان جاد يتناول غذائه مع اسماعيل وفاطنة وحماته عندما اتاه سويلم هامسا فى اذنه والجميع يراقبونه فى حيرة

سويلم  بهمس : جاد ,,بنت الجارحية بره

اتسعت عينى جاد ناظرا الى سويلم غير مصدق فأومأ الاخر برأسه كى يأكد عليه ما سمعه

فأكمل حديثه هامسا والجميع يراقبون الموقف فى فضول  : بتقول للرجاله انها تاهت و عربيتها عطلت منها  

سأله جاد بصوت منخفض : مين معاها بره ؟

سويلم : بره  ,سيبت معاها  سيد ومتولى

اشار اليه بيده ان ينصرف

بلع ريقه فى ضيق ,ونهض منصرفا للخارج ,كانت عينى فاطنة تتابعه فى ضيق هى واسماعيل والذى زم شفتيه .

وقفت  رحيل تنظر للقصر الفخم من اسفله لاعلاه ,كانت ترتدى بنطالا واسعا وفوقه بلوزة بيضاء وطرحة شيفون وضعت على شعرها المنسدل على كتفها  فى اهمال , مع نظارة شمسية اخفت عيناها تحتها .

خرج جاد للخارج  لينادى رجله فى آمر قائلا

جاد : سيد

سيد مهرولا ناحيته : اؤمرنى يابيه

جاد : شفت العربية فيها ايه ؟

سيد :  شكلها ناقصها مية يابيه

جاد بآمر : خش هات مية بسرعه

سيد : حالا يابيه

قالها ودخل بسرعه لداخل القصر ,بينما وقف سويلم خلف جاد وهو يشير للرجل الاخر ان يتبعه للداخل

وقف جاد بعدما عقد يده خلف ظهره وهو ينظر ناحيتها فى برود ,تظاهرت بتحركها حول السيارة وهى تقول بصوت منخفض يصل اليه

رحيل : انا عاوزة اتكلم معاك

رد عليها بهدوء وثبات : انتى عارفة ان مجيتك هنا غلط

اجابته بإستفزاز : خايف عليا ولا على نفسك ؟

استفزه ردها فأجابها بغضب : امشى يارحيل

كاد ان يدخل فإقتربت خطوة وهى تتظاهر بالنظر للقصر قائله

رحيل : لو سمحت خلينا نتكلم

توقف مكانه دون ان يلتفت اليها قائلا : بعد العشا اخر الطريق القديم ,عارفاه ؟

هوت رأسها قائله : ايوه عارفاه

تركها ودخل للقصر ,لحظات وخرج  رجله سيد بدلو من المياه  اليها

...............................

وصلت بسيارتها بعد حلول الظلام للطريق الذى ابلغها به ,كان القمر مكتملا والهواء جميلا ,نسماته مختلطة برائحة الزرع والزهور القريبة من الطريق

وجدته هناك ينتظرها بجلباب اخر غير الذى رآته به عصرا ,رغم مرور عامين  فقط على فراقهم الا انه  بدا لهم اكثر وسامة وجاذبية خاصة بعدما اطال شعر  ذقنه وشعره قليلا  ,اتجه ناحيتها بوخطواته الواثقه فإضطربت من تأثير حضوره الطاغى عليها

اقترب منها قائلا بجمود : رجعتى ليه يارحيل ؟

اختلج قلبها لمجرد ذكره اسمه على لسانه ,فأجابته محاوله التماسك  

رحيل : كنت عاوزنى افضل بره طول عمرى

جاد : كان هيبقى افضل لك

رحيل : انت متأكد انه افضل لى انا

جاد وهو يتنفس بضيق : انتى عاوزة ايه ؟

رحيل : عاوزك تسيب لى جدى  ياجاد ,انا معنديش غيره

جاد: للاسف مينفعش ,بوجودك او من غيره دى قصتنا سوا انا وهو ولازم تخلص فى يوم من الايام ,وفرصته اللى اخدها من يومين بسببك كانت الاخيرة

قالها وهو يعود لسيارته فاوقفته وهى تمسك بذراعه قائله بتحدى

رحيل : انا اللى هقف لك لو فكرت تأذيه ياجاد

نظر ليدها التى تمسك ذراعه فانتبهت وتركته فى ارتباك  مبتعدة خطوة للوراء

اقترب منها حتى احست بأنفاسه الساخنة على وجهها فأغمضت عيناها للحظة وهى تبلع ريقها فى صعوبة من فرط تأثيره محاوله الثبات فى وقفتها بينما نظر هو الى وجهها كله قائلا

جاد بتحدى : هتعمليلى ايه يعنى يارحيل ؟ عرفينى

رحيل بعند : هقتلك

ابتسم ابتسامته الساخرة قائلا : بجد ,طب تمام..  متهيألى ان مفيش احلى من دى موتة ,,على الاقل هموت على ايدك انتى

قالها وهو ينصرف بإتجاه لسيارته وهى تصرخ من ورائه قائله

رحيل : انا بحذرك احسن لك تبعد عن جدى ياجاد

لم يجبها وهو يدلف الى داخل سيارته ,شغلها وحرك المقود كى يدور بها منصرفا للطريق ,كانت تراقبه فى غيظ فصرخت فيه  فجاة بعناد الاطفال قائله

رحيل : مش عاوز تعرف انا رجعت ليه ؟

لم يعرها انتباه  وهويبتسم ابتسامه خفيفه ويده  ماتزال تحركان مقود سيارته,فأكملت بصوت اعلى

رحيل : انا هتجوز

فجأة سمعت صرير سيارته فخافت وتراجعت للخلف خطوة وهى تراقبه ,ينزل من سيارته بعدما اغلق بابها بقوة متجها ناحيتها والشرر يتطاير من عينيها حتى انها احست بالخوف منه فحاولت التظاهر بالشجاعه وهى تنظر اليه ,تقدم ناحيتها قائلا بغضب عارم

جاد : قولتى ايه ؟

رحيل بصوت مخنوق : بقولك هتجوز

جاد بغضب اكثر : هتتجوزى مين ؟

رحيل بعند : مالكش دعوة

صرخ فيها اكثر بصوت عالى

جاد : انطقى يارحيل مين هو ؟

رحيل محاوله التماسك : قولت لك مالكش دع............

قاطعها وهو يجذبها من ذراعها اليه بقوة حتى احست بأصابعه تكاد تخترق ذراعها  قائلا بنفاذ صبر

جاد : متجننيش قولت لك مين ؟

اجابته وهى تبلع ريقها بصعوبة : واحد عرفته بره ,شغال فى السفارة ,,خلاص ارتحت ,,سيب دراعى بقى

انتبه لقوة يده حول ذراعها فتركها وهو يفرك رآسه فى غضب وهو يلتف حولها قبل ان يضرب سيارتها بيده بقوة مما جعلها تخاف وتتراجع للحلف ,اقترب منها اكثر حتى التصقت بسيارتها وهو يتقدم منها حتى لم يبق بينهم سوى انشات قليله ,كانت عيناه غاضبتان وعضلات وجهه تبرز من فرط غضبه ,نظر اليها قائلا بآمر ويده تضرب برفق على جانبى وجهها قائلا لها

جاد : شيل الموضوع ده من دماغك

اجابته وعيناها تنظران اليه فى حيرة : يعنى ايه ؟

جاد بجدية : يعنى مش هتتجوزيه ,ايا كان هو و لو كان السفير الانجليزى نفسه

نظرت اليه بحيرة وهى تسآله : السفير الانجليزى !!!وانت ايه اللى عرفك انى  كنت فى انجلترا ؟!!

انتبه لسؤالها وحاول التملص من الاجابة قائلا لها فى عصبية

جاد : متغيريش الموضوع ,بلغى البتاع  ده يرجع مطرح ماجى لو كان هنا لو فعلا يهمك حياته ,لانى مضمنشى انا ممكن اعمل فيه ايه

حاولت ان تبعده عنها الا انه ظل ثابتا مكانه فصرخت فيه بغضب  

رحيل : انت واعى انت بتقول ايه ؟ زمان كنت بتقولى اتجوزى  يونس والنهاردة بتهددنى اتجوز بعلاء

غضب اثر ذكرها اسمه فضرب اكثر على السيارة بيده بغضب قائلا

جاد : متنطقيش اسمه ,,انتى فاهمة ,,وبصى يابنت الجارحية شيلى الفكرة دى من دماغك لو فعلا خايفه عليه ,,وخليكى فاكرة انى حذرتك زى ماحذرتك زمان عشان مترجعيش بس مادام رجعتى يبقى خلاص

قالها وهو يغادر بسيارته بعدما اغلق  باب سيارته ورائه بقوة فلحقت ورائه مشيا  قائله بغيظ

رحيل : خلاص ايه ؟ ها ؟؟ جاد ,,,فهمنى خلاص ايه ,, طب هتجوزه ياجاد وورينى هتعمل ايه ,,جاد اقف انا بكلمك ,,جااااد

كان قد انصرف بسيارته مبتعدا وصوت صرير سيارته بسبب سرعته يصل اليها وهى تنظر اليه منصرفا بغيظ

........................................

جاء يوم  جلسه كبار العائلات فى بيت هارون مثلما تقتضى العادة بإعتباره كبير عائلات المنطقه سنا ومقاما وثروة ,وكان هارون رغم خلافه مع  جاد طوال الوقت الا انه كان يحبه حب الابن مثلما كان يحب اخته الراحله ام جاد

اصطف كبار رجال العائلات كلهم جالسين فى القاعه بدوية التصميم على الارض وقد قدمت لهم الحلويات ومشروب القهوة والشاى ,كان صالح قد وصل وسط احفاده ورجاله ,بينما  وصل جاد اخر اخرهم  ,دخل وبجواره اسماعيل متكئا عليه ومن ورائه سويلم ورجال اشداء بآسلحتهم ’اشار اليهم جاد بطرف يده ان ينتظروه خارجا ماعدا سويلم

تقدم ناحيه خاله هارون فقبل يده ثم جلس قباله صالح وهو يشد العباءة فوق جلبابه

تكلم هارون مرحبا بالجميع بداية ثم موجها حديثه للجميع قائلا

هارون : النهاردة قعدتنا ,,قعدة عرف ..عشان فى طرف اتجرأ وكسر اتفاق ,قعدنا واتفقنا عليه من اكتر من  20 سنة تقريبا لو لسه فاكرين

لما بحور الدم غرقت البلد بين عيله الموافية والجارحية واتقتل من كل عيله كبار رجلاتها

اومأ الجميع برآسه بتآييد حديثه ,

فإستكمل قائلا : وكان ساعتها الموضوع كبر ومحدش عرف يسيطر عليه  واتدخلت الحكومة وبعتوا لنا لواءات كبار قعدوا معانا ,,وقعدنا واتفقنا نهدى الدنيا عشان مصالحنا وشغلنا فى السلاح اللى بملايين خاصة بعد ما الحكومة بقت عينيها علينا ,,حصل ولا محصلش ؟

اجاب الكثير منهم بصوت عالى  بالايجاب

فأكمل غاضبا : يومها  بصريح العباراة ان اللى هيكسر الاتفاق ويتسبب فى نقطة دم واحدة يبقى يستحمل الحكم اللى هنحكم به عليه ,,صح ولا انا غلطان ؟

هز الجميع مؤيدين بينما نظر صالح ليونس فى غضب ولوم مما يسمعه بسببه

فتكلم قائلا موجهها حديثه لهارون : شوف ياهارون ,انا بعترف ان  يونس غلط بس ده لسه صغير وخبرته على آده  وعامة انا مستعد لاى تعويض تطلبوه

نهض جاد غاضبا  فجأة وهو يشهر سلاحه متقدما ناحية يونس  قائلا بغضب

جاد : التعويض انى اقتل لك البغل ده اودامك وحالا

هارون وهو يصيح غاضبا لجاد : جاد ,,نزل سلاحك ,,من امتى  حد بيرفع سلاحه فى حضورى

جاد وهو مايزال يصوب مسدسه ليونس المذعور  قائلا دون ان ينظر لخاله

جاد : من ساعة ما الدم بقى بيتعوض بفلوس ياكبير

هارون : اقعد واطلب اللى يكفيك ويعوض اهالى ولاد اعمامك اللى ماتوا ,,حقك تطلب اى دية تشوفها مرضية لك ولعيلتك

كان اسماعيل يجلس مراقبا  لما يحدث وهو ينظر لجاد بغيظ بسبب سيطرته وقوة حضوره ,فلزم الصمت وهو يزم شفتيه فى ضيق مما يحدث

اشار هارون لجاد ان يعود لمكانه وان يرجع سلاحه فإمتثل لاوامره وهو يعود مكانه ,فاكمل هارون قائلا

هارون :انا طول السنيين اللى فاتت دى وانا عارف ومتاكد انكم عمركم ما التزمتم بالهدنة وفى اى فرصه بتخلصوا على رجاله من رجالتكم  من غير حس ولا خبر ,,بس قلت براحتهم مادام الموضوع مكبرش ومادام محدش منهم اتجرأ  وحاول يقرب من الكبار ,,بس المرة دى حفيدك زودها اووى يايونس وعرض شغلنا لخطر والحكومة شمت خبر ويومين وهتلاقيهم طالبين يقعدوا معانا

صالح بجدية : قلت لكم شوف العوض ايه وانا مستعد لاى حاجة تطلبوها

جاد فجاة : نتناسب

نظر اليه صالح مصعوقا: نتناسب ؟!!! اللى هما مين ؟

جاد بثقه : عيلتنا وعيلتكم

صعق اسماعيل مما سمعه ونظر لجاد نظلارة استغراب الا انه ظل صامتا يستمع للنهاية .

صالح ساخرا : قصدك يعنى نجوز عيالنا من عيالكم والعكس ,,امممم وماله ,,بس انا مبقاش عندى عيال مش متجوزة ,,اظن فى  باقى عيله بنت واحد قريبنا ,,اشوفها لكم وماله

جاد بتحدى : لاء عندك

صالح بفضول : قصدك مين ؟

جاد بجدية: بنت ابنك

هب صالح واقفا وكأنما لدغته عقربة قائلا فى غضب : انت اتجننت ولا شكلك خرفت

هارون قائلا بهدوء : ليه ياصالح والله هو قال الصح ,مش عارف ليه مفكرناش فى الحل ده من زمان

صدرت همهمة  الكثير من الرجال بالموافقه على الاقتراح فآشار اليهم هارون ان يصمتوا موجها حديثه لصالح قائلا

هارون : انا شايف ان جاد بيتكلم صح ياصالح والنسب بينكم هيهدى الدنيا المولعه دى  وهيخلى الحكومة تقتنع ان الامور كلها هديت

صالح بغضب وعصبيه : يستحيل ,احنا من امتى بندخل الحريم فى حواراتنا ياهارون

جاد بإستفزاز : من يوم ما الرجاله ما اتحامت فيهم ياصالح ياجارحى

اقترب منه صالح وهو يقول بغضب : طلع بنتى عن اللى بينا ياجاد واى حاجة هتحكم بها هنفذها لك حتى لو طلبت نص ثروتى

جاد ساخرا : ثروة ايه ياراجل ,هو انا ناقص فلوس ,,وبعدين انا عاوز اناسبك ونبقى حبايب  ونقفل باب الدم ونشوف شغلنا بقى  ولا انت شايفنى مش أد المقام  ولا ايه رأيك  ياخال ؟

جحظت عينى اسماعيل وهو ينظر لجاد غير مصدق للاقتراح الذى اقترحه الان .

ابتسم هارون مؤيدا لكلام جاد قائلا : انت تشرف اى حد تناسبه ياجاد ,راجل حقيقى ومش عشان انت ابن اختى ,بس دى الحقيقه ومالى مركزك وماشاء الله عندك فلوس تسد عين الشمس ,,يعنى معندكش حجة ياصالح  للرفض ؟

صالح بخبث :بس اللى اعرفه انك  متجوز  بنت عمك اخت اسماعيل صح يااسماعيل   ؟

كاد اسماعيل ان يجبه بضيق الا ان جاد سبقه قائلا

جاد : وماله ,مادمت اقدر افتح كذا بيت ,,واسماعيل عمره ماهيعترض مادمنا بنعمل ده لمصلحة عيلتنا ومصلحة شغلنا وتجارتنا ولا ايه اسماعيل

هز اسماعيل رآسه بضيق وهو يرمق جاد بغيظ

...فكر صالح قليلا وهو يعود لمكانه قائلا بمكر

صالح : والله هو كلام حلو وماله بس فى مشكله واحده .

هارون بفضول : خير ياصالح ؟

صالح وهو ينظر لجاد بخبث : اصل البنت سافرت بره مصر اول امبارح بالليل ,بعد ماكنت عندنا ياجاد ياولدى ,وصلتها المطار بنفسى ,,ماانتم عارفين انها بتدرس بره البلد

ابتسم جاد قائلا : بجد ,وماله نبعت نجيبها

صالح بغضب محاولا عدم اظهاره : اه ان شاء الله  وماله ابعت اجيبها

هارون : ابعت جيبها ياصالح

صالح وعيناه تنظران لجاد بحقد: اه حاضر ,,بس ادينى اسبوع كده لن عندها ورق لازم تخلصه وحجز طيران والحاجات دى

عامة  لو خلاص كده فإعذرونى انى مضطر امشى عشان افتكرت ان عندى ميعاد مع دكتور القلب ,انتم عارفين الصحة مبقتش زى الاول

هارون : اه طبعا ياصالح ,اتفضل ,بس اعمل حسابك انك تبعت لبنتك تخلص وتيجى قبل مالاسبوع مايعدى

صالح  وهو يهز رآسه قائلا : اه اومال ,بالاذن

قالها وهو يشير لاحد احفاده ان يسنده للخارج ,تظاهر بالإعياء وهو يخرج حتى دلف خارجا فطلب من حفيده فى قلق ان يطلب له رحيل هاتفيا ,ففعل وناوله الهاتف ,انتظر حتى سمع صوتها فبلغتها قائلا بقلق

صالح : رحيل ,لمى هدومك وامشى من عندك حالا ,,ولا اقولك سيبى حاجتك ,ابقى اشترى من هناك ,انا هكلم  الطحاوى يجهز العربية ويوصلك للمطار حالا ,اركبى السابع من هنا

 اى طيارة تلاقيها حتى لو للاقصر ومن هناك اركبى اى طيارة لمصر وهناك هتلاقى حد مستنيك ياخدك مكان تبعى ,هجيلك فيه ....

اكمل حديثه فى غضب

صالح : يارحيل بعدين افهمك ,,اسمعى الكلام ,,لازم تسيبى القصر حالا وتسافرى وانا لما اجيلك مصر هفهمك كل حاجة ,وحتى ممكن اكتب كتابك على الواد اللى قولتيلى عليه ده ,,هو مش جاهز ومستعد ؟

بس يلا لو بتحبى جدك ,انزلى حالا يلا يارحيل

قالها واغلق الهاتف وهو يعطيه لحفيده قبل ان يطلب منه ان يطلب طحاوى كى يذهب لرحيل حالا

...................

فى الوقت ذاته كان جاد  مايزال بالداخل يجلس بجوار هارون والذى ناداه كى يحادثه على انفراد ,اشار جاد لسويلم ان يقترب منه فهمس فى اذنه بكلمات لم يستطع اسماعيل ان يسمعها رغم محاولته ,لينصرف سويلم مغادرا بعدها مباشرة.....



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close