رواية كبرياء عاشقة الفصل السادس 6 بقلم هدير نور
*كبرياء عاشقة*
*البــ( 6 )ــارت*
في الصباح....
كان ادهم يجلس شاردآ في غرفة الاستقبال فهو لم يرف له جفن منذ ليلة امس فقد جلس طوال الليل يفكر في المشاعر التي روادته بالقرب من كارما..... اخذ يفكر فيما حدث مره اخري محاولاً ايجاد مبررآ لهذه المشاعر التي شعر بها بالقرب منها فهو لم يشعر بمثلها من قبل ... ليتجمد جسده بصدمة علي الفور عندما خطرت علي رأسه فكرة مفاجأه فوهي ان تكون كارما قد لاحظت اي من هذه المشاعر عليه خاصة و انه كان يجد الصعوبه في السيطره عليها امامها ليزفر ادهم بضيق وهو يمرر يده علي وجهه بعنف قائلا بصوت منخفض
=مش عارف اخرة اللي انا فيه ده ايه ...
لينهض وها لايزال يفكر بقلق في هذه الفكره متجها الي خازنه الملابس لكي يبدل ملابسه وينزل الي الاسفل لايصال والدته الي منزل خاله فهي ارادت قضاء بضعة ايام في منزله متحججة بمرض خاله فهو يعلم انها لازالت متضايقة منه بسبب ما فعله مع كارما .....فقد حاول ارضائها كثيرا لكنها في كل مره كانت تتجاهله رافضه التحدث اليه .....
كان ادهم واقفاً في بهو المنزل يتحدث الي عزيزة قائلاً لها باقتضاب
=اطلعي بلغي الحاجة صفية ان انا واقف مستنيها تحت علشان.......
لتقاطعه عزيزه علي الفور
=الست صفية مش فوق دي سافرت من الصبح بدري يا ادهم بيه
وقف ادهم وهو يرتسم علي وجهه علامات الدهشة قائلا باستفهام
=سافرت ازاي يعني ... وازاي تسافر لوحدها !...
لتجيبه عزيزه قائلة
=لا مش لوحدها.... دي سافرت مع الحاج اسماعيل يا ادهم بيه متقلقش
عقد ادهم حجبيه باقتضاب قائلاً
=وهي معرفتنيش ليه انها هتسافر مع عمي بعدين عمي ايه سفره القاهرة مش فاهم ؟!
لتجيبه عزيزه علي الفور وهي تتحدث بحماس كعادتها عندما تبلغ احداً خبر هي مصدره.....
= اصل جاله مكالمة مهمة بليل وانا سمعت منها كده ترتيش كلام اللي فهمته منها ان الارض بتاعته اللي في سينا عليها مشاكل وكنت سمعاه عمال يزعق في التليفون وقال هيسافر مصر يخلص ورق بعد كده هيطلع علي سينا يباشر الارض بنفسه لفتره اصل......
كان ادهم يستمع الي ثرثرتها تلك بملل فهو يعلم عادتها.....ليقاطعها ادهم بنفاذ صبر
=خلاص ...خلاص ياعزيزه ايه هتحكيلي قصه حياته المهم.......
ليتنحنح ادهم بتوتر وهو يكمل
=انت طلعتي اوضة كارما النهارده..؟
اجابته عزيزه علي الفور
=طبعا طلعت علشان انضفها
تنحنح ادهم بتردد...ثم سألها بصوت حاول عدم اظاهر فيه اي اهتمام
=طيب متعرفيش هي كلت امبارح ولا لاء ..؟؟
لتجيبه عزيزه وهي ترتسم علي وجهها علامات عدم الرضا
=لا مكلتش ده انا حتي لقيت الصنية اللي حضرتك طلعتهالها امبارح زي ما هي .
ليهز ادهم رأسه بصمت فهذا ما كان يتوقعه فهو يعلم انها لن تنفذ كلامه وستعاند حتي وان كان هذا علي حساب صحتها
لتكمل عزيزه بأسف
=ده حتي الصبح جيت اقولها احضرلك الفطار رفضت برضو فقولتلها............
ليقاطعها ادهم وعينيه تشتعل بالغضب قائلاٌ
=يعني ايه .... يعني هي خرجت من غير كمان ما تفطر وانتي ازاي تسمحيلها تخرج من غير اكل
اجابته عزيزه وقد ارتسم علي وجهها علامات الخوف قائله بارتباك
= والله حاولت معها كتير ...بس حضرتك عارف ان عمرها ما هتسمع كلامي و...
ليقاطعها ادهم وهو يزفر بغضب =خلاص ...خلاص يا عزيزة روحي شوفي شغلك .
لكن عزيزة ظلت واقفة بصمت تنظر الي ادهم بتردد فقد كانت تريد ان تطلب منه اجازة لليوم لكنها تشعر بالتردد بعد ما حدث الان فهو كان يقف مستشيطاً من الغضب........
ليلاحظ ادهم ترددها هذا ليزفر قائلا بنفاذ صبر
=خير يا عزيزة ...في ايه تاني ؟!
لتجيبه عزيزه علي الفور
=كنت عايزة استأذن من حضرتك واخد اجازه النهارده اروح ازور اهلي ....وانا والله هكون هنا علي بليل بالكتير
نظر اليها ادهم بتمعن ليجيبها بصوت حازم
=مفيش مشكلة يا عزيزه خدي النهارده اجازة وتعالي بكره الصبح بلاش تيجي بليل علشان تقعدي براحتك مع اهلك ...
ليرتسم علامات الفرح علي وجه عزيزة قائلة
=ربنا يخاليك يا ادهم بيه ويريحلك بالك يارب
لتغادر عزيزة تاركة ادهم يفكر في دعوتها تلك فهو حقا يحتاج الي راحة البال التي فقدها منذ ان عاد الي مصر وذلك بفضل كارما التي سوف تسبب في جلطه في يوماً من الايام ليتذكر ادهم انها لم تأكل شئ منذ يومين ليزفر ادهم بضيق وهو يمرر يديه بشعره قائلاً بصوت منخفض غاضب
=والله لعلمك الادب يا كارما واخليكي بعد كده تعرفي تاخدي بالك من صحتك ازاي .....
كانت كارما واقفة في احدي المخازن التابعة للعائلة تراجع تراجع محاصيل اليوم لكنها كانت تشعر بالاعياء الشديد فقد كانت غير قادرة علي التركيز في عملها لكنها حاولت التركيز قدر امكنها ومباشرة عملها ... فعندما استيقظت في الصباح كانت غير قادرة علي النهوض من الفراش فقد كانت تشعر بالألم في جميع انحاء جسدها فلعلها قد اصيبت بالبرد بسبب جلوسها ليله امس في الهواء البارد لفترة طويلة ذلك بالاضافة الي عدم تناولها اي شئ منذ يومين فليلة امس وبعد مغادرة ادهم غرفتها كالعاصفه شعرت بالسخط الشديد من طريقة تعامله معها وكأنها خادمة يلقي عليها الاوامر ثم يرحل مسرعاً فهي تعلم ان سبب اصراره علي تناولها للطعام يرجع الي محاولته في اثبات سيطرته عليها لكنها لن تسمح له بذلك ...
جلست كارما علي احد الكراسي فهي لم تعد قادرة علي الوقوف علي قدميها اكثر من ذلك لتشعر بألم رهيب في رأسها وحلقها فجلست و اخذت تدلك رأسها في محاوله تخفيف هذا الالم الذي لايطاق ولكن عندما فلتت احدي العلب لتقع علي الارض محدثه صوتا عاليا التفتت كارما تنظر الي مصدر الصوت لكنها تجمدت عندما لمحت ادهم واقفاٌ مع احدي مشرفين المخازن لتتفاجأ به يلتفت ينظر اليها وكانه شعر بتحديقها به لينظر اليها بعيون حادة كعيون الصقر لتدير كارما رأسها سريعاً مبعده نظرها عنه وهي تتسأل بصوت منخفض
=و ده ايه جابه هنا ده ؟!
ليتجمد جسد كارما بصدمة عندما وصل اليها صوت ادهم وهو يجيبها بسخريه لاذعه لترفع رأسها سريعاٌ لتجده واقفاٌ امامها مباشرة
= ايه هستأذن منك علشان اجي املاكي ولا ايه..........
ليكمل وهو ينظر اليها بتحدي قائلاٌ
=بعدين انا هنا علشان اشرف علي الشغل طول ما عمي مش موجود
لتجيبه كارم اهي الاخري بسخريه
= اها طبعا انت هنا فعلا علشان تشرف علي الشغل ما هو تلاقيه عينك الحارس بتاعه
ليجيبها ادهم وهو يجز علي اسنانه بغضب
= اظبطي لسانك وانتي بتتكلمي واعتبري ده اخر تحذير ليكي انا مش هستحمل قلة أدبك دي اكتر من كده....
ليكمل بحزم وهو يحاول السيطرة علي غضبه
= انا مش محتاج حد يعيني اعتقد الارض بالمخازن باللي فيها ملكي ولا ناسيه
اجابته كارما بغضب وهي تشعر بالألم يزداد برأسها
=لا مش ناسيه ....وهو انت مديني فرصه انسي
اخذ ادهم ينظر اليها ببرود قائلا بصوت حازم
=خلصتي مراجعة المخازن وعرفتي كمية المحاصيل اللي دخلت النهارده وامبارح ؟؟
اجابته كارما ببرود
=ايوه ....
لينظر اليها ادهم ببرود قائلاً وهو ينوي علي اجهادها اليوم في العمل حتي تتعلم ان العمل ليس اهم من صحتها و عدم الاهمال فيها مره اخري....
= حضريلي دفتر النهاردة وامبارح علشان اراجع المحاصيل اللي دخلت...
اشتعلت عيون كارما بالغضب لتقول بغيظ
=يعني ايه هتراجع المحاصيل ليه فاكرني مش هعرف اعد كام شوال ورا العمال
ليجيبها ادهم بسخرية وهو لا يزال يرتسم علي وجهه علامات الغضب
=والله معرفش بتعرفي تعدي ولا لاء ....بعدين مش عمي كان بيراجع وراكي برضو ولا انا غلطان
لترميه كارما بنظره سامة وهي تضرب الارض بغيظ و تطلق صرخه تدل علي سخطها لتغادر وهي تنادي علي متولي امره اياه باعطاء ادهم دفاتر المراجعة.
جلست كارما بين عمال المخزن تتصنع مراقبتهم وهما يعملون حتي تبتعد علي القدر الامكان من ادهم فهي تشعر بالمرض يستولي عليها بشده لمحت كارما بطرف عينيها ادهم يقترب من مكانها لتتصنع النظر في بعض الاوراق التي بين يديها ليقف امامها وهو يرمي بدفاتر المراجعة علي حجرها قائلا بحزم
= لا من الواضح فعلا انك بتعرفي تعدي ومش محتاجه حد يراجع وراكي ...
رفعت كارما عينيها اليه بعدم فهم لتسائله
= مش فاهمة تقصد ايه...؟
اجابها ادهم بحده وهو ينظر اليها بسخريه
= قصدي ان مراجعتك للمحاصيل اللي دخلت المخازن النهارده كلها غلط وفي فرق كبير كنت هتخسرينا 150الف جنيه
وقفت كارما بعصبيه قائلة بارتباك
=استحالة ده يحصل...انت اكيد بتعمل كده علشان تثبت بس اني فاشلة
اجابها ادهم بحدة
=انا مش محتاج اثبت حاجة لانك فعلا فاشلة
اشتعلت عيون كارما بالغضب لتفقد السيطرة علي نفسها لتصرخ به بغضب
=مفيش حد فاشل غيرك ...ايه فاكر نفسك مين علشان تيجي وتحاسبني. تفهم ايه انت في شغلنا ولا انت عايز تثبت رجولتك عليا وخلاص
وقفت كارما وهي تنظر حولها بصدمة وهي تحاول التقاط انفاسها بعنف عندما سمعت همهمت العمال الذين كانوا واقفين يشاهدون انفجارها هذا لتلعن بشدة نفسها فقد نست امرهم تماما في ثوره غضبها هذة التفتت ببطئ الي ادهم تنظر اليه لتجد وجهه قد احمر من شدة الانفعال وعينيه تشتعل بالغضب ليجز علي اسنانه بغضب قائلاً بصوت عالي حازم
= اتفضلي خدي نفسك واطلعي برا ....ولما تعرفي غلطك وتعرفي ازاي تتكلمي مع رئيسك في الشغل وقتها نشوف هنعمل ايه
وقفت كارما تنظر اليه بذهول وهي لا تصدق انه يقوم بطردها امام جميع العمال لتنتفض فزعاً عندما صرخ بها مره اخري
=قولتلك اطلعي براااا ....
شعر ادهم بغصة في قلبه و ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت كارما تنظر اليه وعينيها مغرورقتين بالدموع فمن الواضح انها علي وشك البكاء لكنه تجاهل هذا الضعف فقدقامت بجرح كرامته امام جميع الحاضرين فتغلب علي ضعفه هذا ليدير لها ظهره مغادرا الي المكتب الخاص باسماعيل.....
كانت كارما تجلس امام نافذة غرفتها وهي تبكي بشده علي ما حدث في المخزن مع ادهم فهي قد تطاولت عليه لكنها لم تتخيل ان يصل به الأمر الي ان يقوم بطردها من العمل امام جميع العاملين اخذت كارما ترتجف بشدة فهي تشعر ان المرض قد زاد عليها لتشعر بألم شديد في رأسها وحلقها وكأن هناك سكاكين تمزق بهم لتحاول النهوض من فوق الكرسي لكي تستلقي علي فراشها لكنها لم تستطع التحرك خطوة واحدة من شده المرض لتسند رأسها علي ظهر الكرسي وهي تنتفض بشده لتغمض عينيها وتغرق في عالم مظلم ...
وصل ادهم الي المنزل وهو لايزال يستشيط غضبا مما حدث....
اخذ ادهم يلعن في سره من شده غيظه ليصعد الي الأعلي مباشرة مقررا المكوث في غرفته فهو لايريد لا يريد ان يراه احد علي حالته هذه حتي لا ينفجر غضبه في اي شخص ليس له ذنب ...وعندما مر من امام باب غرفتها قرر انه يجب عليه التحدث معها عما حدث فهو هذة المره لن يصمت علي فعلتها هذه وسوف يضع قوانينه الخاصة التي لن تخلفها ابدا.....
ليطرق ادهم باب غرفة كارما بحدة ليصل اليه صوتها يأذن له بالدخول لكن كان صوتها غريب بعض الشئ لكن غضبه لم يجعله يلاحظ هذا ليدخل الي الغرفة ليجد كارما جالسة علي احدي الكراسي التي امام النافذه وهي تدير له ظهرها
ليقف ادهم خلفها قائلا بحزم
=الكلام اللي هقوله ده مش هقرره تاني صوتك ده لو علي عليا قدام الناس او قلتي ادبك تاني انا اللي هربيكي يا كارما وساعتها محدش هيلوم عليا .....
ليكمل وهو يصرخ بها بغضب وقد اشتعلت عينيه بالغضب خاصة وانها
لم تكلف نفسها بالاستدارة اليه وهو يتحدث متجاهلة اياه
= فاااااهمه
ليتجمد جسده بخوف عندما سمع تأوه ضعيف يصدر عنها ليركض ادهم مسرعا باتجاه الكرسي الذي تجلس عليه ليجدها مغمضة العينين وجسدها يرتجف بشده لينادي عليها ادهم بصوت متحشرج من شده الخوف وهو يتحسس جبهتها ليجد حرارتها مرتفعة للغاية
=كارمااا ....كارماااا
ليشعر ادهم بغصة قوية في صدره عندما لم يصدر عنها اي رد فعل يدل علي سمعها اياه ليسرع بحملها بين ذراعيه ويضعها علي السرير برقه ليقف ينظر اليها وهو يشعر بالعجز فقد توقف عقله عن العمل تماما من شده الخوف ليسب نفسه علي غبائه ليسرع باخراج هاتفه من جيبه ليتصل بطبيب العائلة حتي يأتي لمعاينتها......
نزل ادهم الي المطبخ لكي يحضر وعاء من الماء البارد وبعض المناشف لكي يصنع كمادات لكارما لعلها تخفف حرارتها بعض الشئ ليسب ادهم نفسه علي اعطاءه لعزيزه اجازه بهذا اليوم
دخلت ثريا الي المطبخ لتجد ادهم واقفاً وهو يمسك بين يديه وعاء من الماء وقد بدا عليه القلق الشديد لتسأله وهي يرتسم علي وجهها علامات التعجب من حالته الغريبة هذة
=خير يا ادهم في ايه ؟..وايه اللي في ايدك ده ؟؟
ليجيبها ادهم باقتضاب
=كارما تعبانه وحرارتها عالية
ليكمل وهو يغادرالمطبخ سريعا
=ياريت لما الدكتور يوصل تطلعيه علي فوق علي طول
لتهز ثريا رأسها بالموافقه وعينيها تشتعل بالحقد لتهمس بغل بصوت منخفض
=وكل القلق اللي انت فيه ده علشان ست كارما حرارتها عاليه...لا ونازل يجبلها ميا بنفسه .... لتكمل وهي تلوي بين اصابعها خصله من شعرها بغل قائله بصوت كفحيح الافاعي
=هتخوفيني منك ليه يا بنت امينه ...
ِ
كان ادهم يقف امام غرفة كارما وهو يشعر بالقلق يتأكله بشدة بينما الطبيب كان يتفحصها
ليزفر بضيق وهو يمرر يديه بشعره بغضب فقد قد مر وقت طويل منذ ان حضر الطبيب الي غرفتها ليوسوس له الشيطان بافكار سيئه مثل ان تاخر الطبيب يرجع الي ان كارما بها شئ خطير ليضرب ادهم يده علي الحائط بقوه محاولا اسكات هذه الافكار ليهمس ادهم لنفسه
=اثبت يا ادهم....هي اكيد هتبقي كويسة
ليفتح باب الغرفه ويخرج منه كلاً من الطبيب و ثريا التي كانت معه بالداخل ليسرع ادهم اليه يسأله بقلق
=هااا يا دكتور طمني
ليجيبه الدكتور بهدوء
=متقلقش يا ادهم بيه الانسة كارما بخير بس كل الحكاية ان عندها دور برد شديد هي هتحتاج رعاية شديده كام يوم وباذن الله هتبقي كويسه
ليزفر ادهم براحه ليسال الطبيب باهتمام شديد
=طيب ايه المطلوب يا دكتور بالظبط ؟؟
ليجيبه الطبيب بهدوء
= شوف يا ادهم بيه اهم حاجه انها تاخد العلاج في مواعيده وطبعا الاهتمام بأكلها لان لاحظت ان ضغطها واطي بشكل مش طبيعي
ليشعر ادهم بالذنب الشديد فقد نسي في فورة غضبه انها لم تأكل شئ منذ يومين ليسب نفسه بغضب
ليكمل الطبيب بجديه
=اهم حاجه يا ادهم بيه ان حد يفضل معها النهارده يتابع حرارتها ويديها الادويه في ميعادها وانا علقتلها محلول يعوضها شويه لحد ما تفوق وتقدر تاكل
ليهز ادهم راسه بالموافقة وهو منعقد الحجبين ليسمع زوجة عمه قائلة
=متقلقش يا دكتور انا ونرمين بنتي هنفضل معها طول الليل مش هنغفل عنها لحظة واحدة ولا ايه يا ادهم
كان يهم ادهم بعدم الموافقه علي كلامها فهو من سيقوم برعايه كارما بنفسه لكنه تراجع عن ذلك عنرما تذكر عادتهم وتقاليدهم. بعدم جواز السهر معها في غرفه واحدة بمفردهم خاصة وان زوجة عمه متواجده لرعايتها ليزفر ادهم بضيق
وه يهز ادهم راسه بصمت دليلا علي موافقته
ليتركهم ويدخل الي الغرفة لكي يطمئن علي كارما ليجدها مستلقية علي الفراش ووجهها شاحبة للغاية ويدها متصلة بالمحلول المعلق فوق الفراش ليشعر بغصة حاده في قلبه ليجلس علي الكرسي المجاور للفراش ليمد يده ببطئ ويمسك بيدها بين يديه بلطف وهو ينظر اليها فيدها كانت صغيره ورقيقه للغايه بين يديه ليهمس لها ادهم
=مكنتش اعرف انك غاليه اوي عندي كده .
ظل ادهم جالساً بجوار كارما حتي جاءت زوجة عمه ونرمين لتقترب منه نرمين قائله بلطف
=قوم انت نام يا ادهم وانا وماما هنفضل سهرانين جنبها متقلقش
اخذ ادهم ينظر اليهم بتردد فهو لايرغب بتركها لكن ليس بيده شئ ان يفعله سوا هذا... لينهض ادهم ببطئ قائلا بصوت منخفض وعينيه ثابتةعلي كارما التي لازالت غائبة في عالمها الخاص
= خلي بالكوا منها ..ولو احتجتوا اي حاجه انا في اوضتي .
ليغادر الغرفه وهي يلقي نظره اخيره علي كارما
لتهتف نرمين بغل فور مغادرته
=شوووفتي يا ماما شووفتي ده هيتجنن عليها ...لا وقاعدلي جنبها ماسك ايديها كمان
لتمسكها ثريا من ذراعها تهزها قائلة بعنف
=اتكتمي الله يخربيتك ليسمعك...واها شوفت مش عامية انا...... لتكمل وهي تزفر ببطئ =متقلقيش امك هتتصرف.. ويلا روحي ع اوضتك نامي وانا عشر دقايق وهحصلك .
لتقف نرمين تنظر الي امها بدهشة
=طيب وكارما يا ماما مش هنسهر جنبها .....؟!
لتلفت ثريا تنظر باستعلاء الي كارما المستلقية قائلة بسخرية
=كارما مين يا حبيبتي اللي هنسهر جنبها انتي صدقتي اننا هنسهر نراعيها بجد ....لتكمل بغل
= مبقاش الا بنت امينة اللي اعقد اخدم فيها كمان قدامي
لتقوم بسحب نرمين من يدها قائلة بنفاذ صبر
= يلا يلا خلينا ننام.....متوحعليش دماغي
ليغادروا الغرفه تاركين كارما بمفردها .....
كان ادهم مستلقياً علي فراشه بعد ان استبدل ملابسه بملابس نوم مريحه فهو لم يستطع ان ينام من شدة قلقه علي كارما لينظر الي الساعة المعلقة علي الحائط ليجدها. قد تخطت الثالثه صباحا لينهض ادهم مقرراً الاطمئنان عليها
دخل ادهم الي غرفة كارما ليجدها خاليه الا من كارما المستلقية علي الفراش. ليتجمد جسده بخوف عندما وجدها ترتجف بعنف وتهمس بكلمات غير مفهومة ليقترب منها مسرعا بتحسس جبهتها ليجدها مشتعلة من شدة الحرارة ليبحث ادهم عن مقياس الحراره ويضعه بفمها ليتضح ان حرارتها قد وصلت الي 40°ليلعن بصوت منخفض ليتصل بالطبيب فوراً ليطمئنه الطبيب ان هذا شئ طبيعي وانه يجب عليه اعطاءها من الدواء الذي وصفه لها وان يضعها تحت الماء البارد لمده كافيه حتي تنخفض الحراره تماما
ليغلق ادهم ويبحث عن هذا العلاج ليجده علي الطاولة ليتجمد جسد ادهم بغضب عندما وجد ان العلاج لازال كاملا لم ينقص منه حبه واحده ليفهم ادهم فورا ما يحدث فزوجة عمه قامت بترك كارما بمفردها عن قصد فهو كان يعتقد انها قد ذهبت لكي تفعل اي شئ ثم ستعود مره اخري الي كارما لم يتخيل ان يصل بهم الحقد الي ذلك ليلعن ادهم وهو يستشيط غضباً فهو يرغب بتحطيم اعانقهم علي فعلتهم هذه الأن ...لكن ذلك ليس وقته فيجب ان ينصب اهتمامه خفض حراره كارما الان ليحمل ادهم كارما بين ذراعيه ليدخل بها الي الحمام الملحق بغرفتها لتمتم كارما بكلمات غير مفهومه وهي تتشبث بصدره بقوه ليقوم ادهم بانزلها ببطئ وهو يسندها بيديه وضعاً رأسها اسفل صنوبر المياه حتي يخفض حرارتها فهو لايستطيع وضع جسدهل بالكامل اسفل الماء حتي لا تبتل ملابسها فهو لن يستطيع تبديلها لها ليلعن ادهم في سره زوجة عمه اخذت كارما تمتم بكلمات غير مفهومه وهي تحاول رفع رأسها من اسفل المياده
فالمياه كانت بارده للغايه لكن ادهم ثبت رأسها بلطف. محاولاً تهدئتها بينما ليمرر يديه بحنان علي رأسها
ليرفعها ادهم بين ذراعيه مره اخري بعد ان قام بتجفيف رأسها جيدا ثم قام بوضعها علي الفراش ببطئ فقد كانت كارما قد استعادت وعيها قليلا لكنها لازالت لاتدري ما يدور حولها جلس ادهم بجوارها علي الفراش وهو يسند ظهرها الي صدره.بينما يرفع الي فمها كوباً من الماء لترتشف منه القليل حتي تستطيع تناول دوائها ...
بعد ان اطمئن ادهم ان كارما قد تناولت جميع ادويتها حاول النهوض ببطئ من جوارها حتي تستطيع ان تستلقي براحة. علي الفراشه لكنها استدارت اليه فجأة واسندت رأسها علي كتفه ويدها تتشبث بصدره بقوه وهي تهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومة فحاول ادهم النهوض مره اخري ببطئ وهو يحاول فك يديها التي تتشبث بصدره بقوة لكنه تجمد عندما دفنت كارما رأسها في صدره هذه المره رافضه السماح له بالنهوض ليزفر ادهم بتوتر لايدري ماذا يفعل....
بينما كانت كارما تغرق في عالمها الخاص فقد كانت تحلم كعادتها بالليلة التي تسبق سفر ادهم فقد كانت تترجاه بحلمها الا يتركها ويذهب وهي تبكي بشدة ولكن هذه المره لم يتركها ادهم مثل باقي كل المرات فقد ظل بجانبها وكان يحتضنها بشده لتهمس كارما وهي لازالت نائمة
=علشان خاطري متسبنيش يا ادهم
لتزيد من احتضانها اليه ليشعر
ادهم بدقات قلبه تزداد بعنف عند سمعه توسلها هذا لينظر اليها ليجدها لازالت نائمة ليهمس بتوتر
=مش هينفع صدقيني.....
لكنها ظلت متشبثه بصدره بقوه ... فلم يجد ادهم امامه حلاً سوا ان يظل محتضناً اياها فبعد سمعه توسلها هذا لن يستطيع تركها ابداً ليرجع بظهره الي الخلف مسندا راسه الي ظهر الفراش وكارما نائمه علي صدره وهي متشبثه به لتحرك وجهها فجأه وتدفنه في عنق ادهم الذي تجمد فورا من الشعور الذي شعر به خاصه وان انفاسها الحاره كانت تلامس عنقه ليزفر ادهم بتوتر محاولا تمالك نفسه ليغمض عينيه وهو يمرر يديه علي شعرها بحنان......
ظل ادهم محتضنا كارما طوال الليل وكل فتره يقيس حرارتها ليجدها لازالت منخفضه فقد ساعدها الدواء كثيرا حاول ادهم ان يزل مستيقظاً لكنه سقط في النوم رغما عنه من شده التعب وهو لايزال محتضنها الي صدره....
افاقت كارما من نومها وهي تشعر ببعض الالم برأسها و بملمس غريب تحت رأسها لما اصبحت وسادتها اكثر صلابه ودفئاً هكذا لكنها كانت تشعر بشعور غريب من الراحه والاطمئان لتفتح عينيها ببطئ لتصدم عندما ان وسادتها تلك ما كانت الا صدر ادهم الذي كان مستغرقا في النوم لتشعر كارما بخديها يشتعلان خجلاً وهي تفكر اكانت حقاً نائمة علي صدره لتحاول كارما النهوض ببطئ لكنها لم تستطع النهوض حيث كان ادهم يحيط جسدها بذراعيه بقوة و بعد عده محاولات من الفشل استسلمت كارما لهذا الوضع لتضع رأسها علي كتفه واخذت تتأمل وجهه بعشق فقد كان وسيم للغاية لتتنهد كارما وهي تفكر كم هي تعشقه الي حد الجنون عند هذه الفكره تجمدت كارما واخذت ضربات قلبها تدق بعنف ...احقا هي تحبه ؟! لتجيب كارما علي نفسها بالايجاب فهي لا يمكنها الهرب من مشاعرها اتجاهه اكثر من ذلك فهي لم تتوقف عن حبه للحظه واحده منذ ات تركها وسافر حتي وان كانت تنكر ذلك في الماضي اخذت كارما تتلاعب بازرار قميص ادهم بشرود وهي تفكر انها كانت تحلم دائماً ان يكون بجوارها هكذا لتبتسم كارما بسعاده لترفع رأسها لكي تنظر اليه مجداا لكنها تجمدت عندما قابلتها عيون ادهم المستيقظ الذي كان يراقبها منذ فتره ليست بقليله اخذ ادهم ينظر اليها بحنان وترتسم علي شفتيه ابتسامة رقيقة .......