رواية وسيلة انتقام الفصل السادس 6 بقلم سارة صبري
البارت السادس من رواية وسيلة انتقام
تأليفى أول مرة
ابتعدت سيليا عنه بهدوء ونظرت لعينيه وقالت له بصدمة: إى قولت أنا إى ؟
ابتعد عنها آدم بهدوء وقال لها ببرود: ما قولتش حاجة بتهيألك
ثم تركها وصعد لغرفته
ابتسمت سيليا و قالت بداخلها: ماشى يا بن الفاروق طلع فى أمل إنى أقدر أغيرك وتستاهل إنى أتعب معاك ما أبقاش أنا سيليا إن ما خليتك تحب الحياة وتعرف إن الدنيا لسه بخير
ثم صعدت هى الأخرى لغرفتها لتسمع صوت المياه بالحمام ففهمت أن آدم يستحمّ فجلست على الأريكة بانتظار خروجه ثم خرج مرتدياً حُلَّة (بدلة) سوداء بالكامل
سيليا بضحك: هو أنت كل هدومك سودة ولا أنا بتهيألى برده ؟
آدم بحدة: لا بتهيألك برده
سيليا لنفسها بهمس استطاع آدم سماعه: أكيد ورث طبعه من أمه العقربة
آدم وهو يحاول إخفاء ضحكته ليتحدث بجدية: على سيرة أمى ياريت إللى حصل تحت ما يتكررش تانى عشان عديت لك بمزاجي بس المرة الجاية مش هرحمك أنا أمى خط أحمر
سيليا لنفسها بخوف: هو سمعنى ولا إى هى ودانه دى بتسمع الموجات التحت سمعية ؟
حاول آدم إخفاء ضحكته هذه المرة بصعوبة وقال بصوت عالى جداً: مفهوووووم
سيليا بفزع من صوته: والله! يعنى أمك خط أحمر وأنا أمى خط موبينيل البرتقانى ولا إى؟
لم يستطع آدم هذه المرة السيطرة على ضحكته وضحك بشدة أمامها فظهرت غمازتاه اللتان زادتاه وسامة على وسامته
فنظرت لضحكته بتوهان وقالت في داخلها بإعجاب: يخربيت جمال ضحكتك القمر دي وإللى مخبيها دايماً ورا الوش المكشر إللى ظاهره
آدم بجدية: هى عجبتك ولا إى؟
سيليا وهى تبعد نظرها عنه: هى إى إللى عجبتنى؟
آدم بضحك: ضحكتى
حاولت سيليا تغيير الموضوع وقالت
سيليا بجدية: أنت رايح فين؟
آدم بغضب: بصى يا سيليا أنتى لسه ما تعرفينيش و عشان كدا هعذرك أول كام يوم هتعيشيهم معايا أنا ما بحبش حد يسألنى رايح فين وجاى منين
سيليا بلا مبالاة: تمام
مشَّط آدم شعره وارتدى ساعة يده ووضع القليل من عطره الفواح المميز أمسكت سيليا بزجاجة عطره واستنشقت رائحتها وقالت له بإعجاب: البرفيوم دا ريحته قمر أوى
آدم بابتسامة: تسلمى يا سيليا هانم على ذوقك
سيليا بغرور: من غير ما تقول عارفة نفسى طول عمرى ذوق
آدم بابتسامة: بعشق الثقة بالنفس
سيليا بابتسامة: بس إللى أنت فيه ده مش ثقة بالنفس دا أنت عديت الغرور بمراحل دا احنا بعد كدا هنجيب الغرور يتعلم منك. و إى طولك ده كمان ؟مش ناوي تدخل منافسة في الطول مع برج إيڤيل ؟
آدم بابتسامة: مش للدرجادى. وبعدين أنا مش طويل أوى أنتى إللى أوزعة يا أوزعة
سيليا بابتسامة وهمس: أنا إى إللى خلاني أتسحب من لساني وأقول عليه طويل ؟ أنا إللى جبته لنفسي
حاول آدم إخفاء ضحكته عندما سمع همسها للمرة التى لا يعلم عددها وهو يرتدى حذاء باللون الأسود
سيليا لآدم وهى تشير إلى الخزانة: مش حاسس إنك ناسى حاجة مهمة
آدم باستغراب: ناسى إى ؟
سيليا بابتسامة: فين هدومى يا أستاذ ولا هفضل قاعدة بالفستان السواريه ده كتير ؟ دا الفستان يا عينى ناقص ينطق ويقولى والله لاقعدن على الطريق واشتكى
نظر آدم بتوهان إلى الفستان الذى ترتديه وبشرتها الحليبية وعينيها الخضراء وشعرها البنى الطويل الناعم المفرود على ظهرها و الواصل لركبتيها
سيليا بصوت عالى: أنت روحت فين يا أخينا ؟ عارفة إنى جميلة بس مش للدرجادى
آدم وهو يقترب منها: أنتى فعلاً جمالك ما وصف
سيليا بخوف وهى ترجع للوراء حتى ارتطم ظهرها بالحائط: أنت هتعمل إى ؟
اقترب آدم منها أكثر حتى لم يعد يفصل بينهما إلا سنتيمتر واحد تقريباً
سيليا بخوف: ابعد عنى يا آدم
استمر آدم بالاقتراب منها دون وعى فدعست سيليا على قدمه بقوة ليبتعد عنها متألماً فتجرى من أمامه بسرعة لتدلف للشرفة
آدم بضحك: تعالى هنا يا مجنونة
سيليا بضحك: لا أنا مش مطمنالك أنت عندك شيزوفرينيا ( مرض انفصام الشخصية) يا آدم صح ؟
آدم بضحك: طب تعالى هنا أحسن لك عشان لو جيت لك هطلع عليكى الشيزوفرينيا إللى بجد قال شيزوفرينيا قال
وفجأة تذكر آدم أن الشرفة مطلة على بوابة القصر ومن الممكن أن يراها أحد الحرس وهى بدون حجاب ليدلف سريعاً للشرفة ويمسكها بقوة من ذراعها و يدخلها للغرفة
آدم بغضب: أنا مش قولتلك ادخلى أنتى ما بتسمعيش كلامى لى من أول مرة نفسك الحرس يشوفوكى وأنتى من غير حجاب نفسك أدفن حد فيهم النهارده
سيليا بغضب: أنت شايفنى عارفة البيت ده ولا عارفة كل بلكونة وكل شباك فيه بيطل على إى دا أنت لسه جايبنى إمبارح إى لحقت أحفظ المكان؟
آدم بغضب: يبقى تسمعى كلامى والكلمة إللى أقولها تتنفذ من غير نقاش مفهووم
سيليا بغضب: هو كل شويه مفهووووم إى شايفنى حمارة قدامك ولا إى ؟
آدم باستفزاز: لى لا ؟
نظرت له بحدة واحمرّت وجنتاها من شدة غيظها منه ليحاول إخفاء ابتسامته من شكلها الطفولى الغاضب ويذهب من الغرفة
بعد خروجه قالت
سيليا بغيظ: نينينينينيني
ثم حاولت تقليد صوته وقالت: الكلمة إللى أقولها تتنفذ من غير نقاش مفهوووووووم بنى آدم مستفز دا أنت إللى حمار وستين حمار كمان
عند آدم
نزل لتناول الفطور مع إلهام
إلهام بحدة: أتمنى يا آدم ما تضعفش وأنت بتاخد حق أبوك
آدم بطاعة: حاضر يا أمى
إلهام بتساؤل: هى الزفتة دى هتنزل تفطر معانا ولا إى ؟
آدم وهو يدعو الله بداخله أن لا تنزل سيليا ويفكر فى طريقة للصعود إليها: أنا نسيت فونى يا أمى هطلع أجيبه وبعدين هنزل نكمل فطارنا مع بعض
إلهام: ماشى يا حبيبي
صعد آدم سريعاً لغرفته ليجد سيليا أوشكت على الخروج منها فيدخلها إليها مرة أخرى
سيليا باستغراب: ف إى يا آدم ؟
آدم بأمر: ما تخرجيش من الأوضة
سيليا بغضب: يعنى أنا هفضل محبوسة هنا ؟
آدم بلا مبالاة: كل إللى هتحتاجيه هيجيلك لحد عندك لكن خروج برا الأوضة لاء وألف لاء ما تجبرنيش يا سيليا إنى أقفل عليكى الباب بالمفتاح اللهم بلغت اللهم فاشهد
ثم تركها وذهب من الغرفة
سيليا بحزن: ماشى يا آدم
نزل آدم إلى إلهام فقالت بسخرية: إى يا آدم كل دا بتجيب موبايلك؟ والهانم إللى فوق دى لسه ما نزلتش لى؟ خليها تنزل تشتغل مع الخدامين عشان ما تحسش إن حياتها اتغيرت بين يوم وليلة أنا برده يهمنى أمرها ولا هى شافت نفسها علينا وفكرت وصدقت نفسها هانم بجد؟
آدم بداخله: كنت عارف إن دا إللى هيحصل. أمى وأنا عارفها. صدقينى يا سيليا أنا قولتلك كدا عشان أحميكى من بطش أمى
آدم لإلهام: لا يا أمى خليها قاعدة فى أوضتها أحسن مفيش حاجة بتقتل البنى آدم أكتر من الوحدة والفراغ
إلهام باقتناع: تصدق معاك حق ماشى يا آدم
آدم للخادمة: طلعى فطار لسيليا هانم ف أوضتها
الخادمة: حاضر يا باشا
إلهام بحدة: سيليا هانم؟!
آدم بضيق: مش لازم يا أمى الخدم يعرفوا كل حاجة عن حياتنا ومشاكلنا وحاولى تكلميها بأسلوب كويس قدام الناس بس إن شاء الله
إلهام بضيق: إن شاء الله
آدم براحة: عن إذنك يا أمى اتأخرت أوى على الشغل
إلهام بضيق: إذنك معاك يا بني
خرج آدم من القصر وقاد سيارته إلى أحد المولات الراقية ودلف إليه لترحب به بائعة فى أحد المحلات بالمول
البائعة: اتفضل يا آدم باشا طلبات حضرتك إى ؟
آدم: عايز أفضل الملابس الحريمى للمختمرات بكل مستلزماتها خروج وبيتى جميع الأنواع يعنى
البائعة: ممكن المقاس يا فندم ؟
آدم: طول ١٥٥ سم تقريباً و عرض لا تخينة ولا رفيعة عمرها ٢١ سنة
البائعة: تمام يا فندم ثوانى وأجيب لحضرتك تشكيلة بكل نوع
آدم: مفيش داعي هاتى كل التشكيلة لكل نوع
البائعة: تمام يا فندم هتاخدهم دلوقتى ولا نوصله احنا على قصر حضرتك ؟
آدم: لا وصلوه أنتم
البائعة: تمام يا فندم باسم مين ؟
آدم: سيليا آدم الفاروق
البائعة: تمام يا فندم نورتنا
قام آدم بإعطائها بطاقة ائتمانه لتأخذ حسابها ثم أخذها عندما انتهت منها وخرج من المول ليقود سيارته إلى الشركة وفى طريقه رن هاتفه ليجد المتصل الخادمة التى أمرها بتحضير الفطور لسيليا
آدم: ألو
الخادمة: سيليا هانم يا باشا بتقولى خدى الأكل ده معاكى أنا مش هاكل حاجة
آدم بغضب: قولي لها آدم باشا بيقولك كلى عشان لو جالك مش هيحصلك كويس
لتصرخ سيليا ويسمعها آدم من الهاتف وهى تقول: مش هاكل
أغلق آدم الخط بوجه الخادمة بغضب وغيّر طريقه للقصر
يتبع