رواية ست البنات الفصل السادس 6 بقلم زينب سمير
الفصل ( 6 )
لعلنا في مقربة من بداية الحياة .. لعلنا نقترب من الراحة دون ان نشعر !!
روتين كل يوم فعله وها هو يقفل امام منزله يستعد لكي يركب دراجته حتي لمح سمر تفتح المنزل وهي تستند عليه وعلي تلك العصاة وترتدي ملابس الخروج ومعها بعض الكتب التي افهمته ما هي حالتها ولما هي ستخرج رغم تعبها
هتف بصوت عالي قليلا لكي تسمعه:-رايحة الكلية ؟
رفعت رأسها وهي تبتسم وتجيب:-ايوة
قال بضيق:-مش لازم ياسمر .. انتي لسة تعبانة
قالت بقلة حيلة:-للاسف عندي امتحان
نظر لها لـ لحظات وثم لدراجته وهتف:-اية رأيك تروحي معايا
ولأنها محجبة ولان ثيابها عبارة عن ازياء محتشمة نظرت له ولـ الدراجة باستنكار
ليهتف سريعا:-بالعريية .. هركبها انهاردة علشانك
ابتسمت بتردد بينما هتف هو بتشجيع وهو يقترب منها:-صعب تمشي المسافة دي كلها من هنا لاقرب موقف وكمان الله واعلم الطريق هيبقي فاضي ولا زحمة
نظرت له باقتناع ولانه بمثابة اخ لها والكل يعلم ذلك ... وافقت
ابتسم وهو يستمع لموافقتها وسرعان ما تركها واتجه للجراج الموجود بالمنزل واخرج سيارته الفارهة والتي لا يستخدمها كثيرا لانه يفضل تلك الدرجات النارية ذات السرعة العالية
استغرق الوقت دقائق قليلة قبل ان يستعد اخيرا ويشير لها بان تركب
فتحت هي الباب الخاص بالسيارة وركبت وهي تهتف ببسمة خجل:-شكرا مقدما
قال ببسمته العابثة المعتادة:-علي اية .. انا دايما في الخدمة
وراح يحل الصمت علي المكان ..
حتي قطعه هو بحديثه:-انهاردة في احتفالية في المطعم بعد الجامعة ابقي تعالي
نظرت له باستفهام ليقول موضحا:-زي انهاردة من سنتين هو اتفتح فأنهاردة في احتفال بالذكري دي
ابتسمت وهي تجيب:-حاضر هاجي
ثم تابعت بمرح:-بس الاكل اللي هاكله علي حسابك
قال بتأكيد:-طبعاا ياسمر
ثم تنحنح بحرج واكمل:-ابقي هاتي معاكي صحبتك لو عايزة
وقال وكأنه لا يتذكر اسمها:-اللي اسمها نور .. نورة حاجة زي كدا
ابتسمت مصححة:-نوران
اؤمان بنعم ولم يتحدث وكذلك حال الصمت بينهم مرة اخري وهي تنظر له بنظرات متفحصة
وتتساءل .. ايريدها ؟! ايفكر فيها كـ صيد جديد
هل يراها كغزالة سيرودها حتي تدخل لعرينه بسعادة
كلا ياحسن كلا .. هي لا تسمح ان يحدث هذا لصديقتها
فان كنت اخ .. فهي اخت ، وهي لا يمكن ان تميل لـ كفة وتترك الاخري
كان سيصمت ولكن لم يستطيع .. يريد هو ان يتأكد
لذلك هتف بطريقة غير مباشرة:-وكمان صاحبتك لو عايزة تجيب حد تاني عادي
التفتت برأسها نحوه ورمقته بتعجب وسألته بنفس التعجب:-حد زي مين يعني
قال بلامبالاة مصطنعة:-اخوها ، حبيبها ، خطيبها كدا يعني
قالت وهي تعود تنظر للامام مرة اخري:-هي معندهاش ولا حد من دا كله
باستنكار اجاب:-معقول دي مش مرتبطة
سمر:-اهاا .. مالك مستغرب كدا
قال بصراحة:-اللي زي دي كيف الشباب تسيبها .. اتعموا ولا اية ؟
سمر:-هي اللي قافلة السكة دي خالص
حتي الان هو لم يحصل علي اجابة ياسادة
حديثها الواثق يدل علي انها لا تعرف احدا ولكن ما سمعه بالامس يقول غير هذا .. بل عكسه تماما
حسن:-غريبة الحقيقة
ولانها سمر ولانها رغم كل الظروف ثرثارة .. راحت تقص عليه ما يريده:-هي مبتحبش السكة دي خالص ولا اهلها ، اهلها عاملين رقابة شديدة عليها علشان الموضوع دا ، رغم انهم مش بيقدمولها الاهتمام المطلوب اللي يكفيها دي حتي لسة مكلماني امبارح وبتشكيلي من قلة اهتمام ابوها بيها
وها هو حصل علي ما يريد .. شكرا ياسمر ،، شكرا للغاية ياعزيزتي
اذن فهو والدها .. لم يكن احدا غريبا لم يكن حبيبا او حتي خطيبا
ودون سبب ظهرت بسمة واسعة علي شفتيه .. بسمة تخبرك كم هو سعيد
_______________________________
كان والد حسن السيد شوقي يجلس علي مكتبه غاضبا يتحرك فيه يمينا ويسارا من الضيق الذي يشعر به يكاد يذهب الان لحسن ليلقنه درسا قاسيا
او ربما يمنع عنه بعض الاشياء التي لا يستطيع الاخر الاستغناء عنها
مثل لسانه السليط مثلا...!
قطع تلك الوصلة من الغضب طرقات علي الباب وثم دخول همام وهو يهتف بقلق:-لسة متعصب ياحاج
قال والنيران تكاد تخرج من اذنيه:-اخوك هيجبلي جلطة والله موتي مش هيكون غير علي ايده
اقترب همام منه بخطوات قلقة وراح يربت هلي كتفه وهو يقول:-بعد الشر عنك ياحاج .. دي كلمة قالها وراحت لحالها
تذكر ما حدث بالامس وحديث حسن الغير مهذب من وجهه نظر البعض الذي قاله بعد انتهاء العراك حيث اقر بأنه يتمني بأن لو كان السيد فاروق رحمه الله ما تزوج حتي او انجب او حتي تنيل كما قال بالضبط
وثم تركهم وغادر
وبعضهم غادر لمنزله ايضا
ولكن من بقوا هم من كانوا غاضبين وراحوا يحدثون السيد شوقي بعتاب وتأنيب فتمني بتلك اللحظة لو انه يصعد له وياخذه عنوه ويهبط به لهم
حتي يستمع هو لما يتحدثون به ويرفع عنه الحرج قليلا
اسودت عيناه بغضب لتلك الذكري السوداء
حقا هذا الشاب سيجعله يلقي حتفه قبل ميعاده
الا يكفيه تصرفاته البلهاء .. ايأتي الان ووسط تلك الجموع ويتقاوح بلسانه السليط
يحترم والده حتي ويحترم مكانته بين سكان المنطقة...!!
نظر لولده وهتف بارهاق:-والله تعبني .. شكلي فعلا هجوزه يمكن يعقل
قال همام:-لا ياحاج انا اللي بقيت مش مستريح لـ الفكرة .. مين دي بس اللي ترضي بيه وتعرف تستحمله
قال والده بأقرار:-اخوك عايز واحدة هادية وراسية وقت عصبيتها صوتها يكون واطي بس مش ضعيفة برضوا ، تكون قوية وطالاما ليها حق تصمم عليه ، تكون حلوة بس ليه بس اخوك مجنون واكتر واحد فيكم بيغير وغيرته وحشة ، عايزها تكون ملاك بس زي القطط بتخربش ، عايزها تقوله لا بس تعمل اللي عايزه بعدين لما يقنعها ، تكبره قدام الناس ويفتخر بيها لانها مراته ، اخوك عايز حاجة جديدة تكون ست بمليون راجل بس ست فيها كل معالم الانوثة
انهي حديثه ونظر لابنه الذي جلس علي المقعد المقابل له وزفر وهو يهتف:-فاهمني ؟
اؤما وهي يجيب:-اعتقد انه مش هينفع معاه غير كدا
شوقي:-سيبك منه دلوقتي وقولي اخبار الشغل اية
قال مبتسما:-مية مية ياحاج
لم يكاد يكمل جملته حتي دخل "علي" وهو يهتف بصوت جاد:-انا قررت اتجوز...
________________________________
اقتربت نوران من سمر ما ان رأتها امامها غير منتبهة ابدا لذلك المجاور لها والذي راح ينظر لها بنظرات متلهفة لا يعرف سببها وهو يراها تحتضن الاخري بحب وشوق تمني لو انها تبادله هو بـ هم !
نفض تلك الافكار وهي يراها تبتعد عنها واخيرا تنظر له بتفاجئ بوجوده هتفت سمر كاسرة ذلك الهدوء:-حسن عازمنا بعد الجامعة في المطعم بتاعه يانور اية رأيك تروحي ولا لا
توترت نوران وهي تري نظراته المتوجه نحوها بانتظار ردها فقامت بوضع يدها علي خصلاتها ترتبها بحرج وهي ترد:-مش عارفة ياسمر .. ممكن ماما متوفقش
كان سيستهزء بها ولكنه صمت في اللحظة الاخيرة وفضل عدم التدخل وهو يراقبها بصمت
بينما هتفت سمر:-كلميها وشوفي ممكن توافق
حركت كتفيها علامة "ربما" ولم تتحدث
فقال وهو يستعد للمغادرة:-تمام .. هسيبكم انا دلوقتي واتمني نتقابل بعد الجامعة
وغادر .. لتقترب هي من سمر وتمسك يدها بحب وهي تسير بها للداخل قائلة:-وحشتيني اووي
ابتسمت سمر مجيبة:-وانتي كمان والله
اما هو فتركهم واتجه لحيث كليته .. كلية هندسة
واتجه لـ الكافتيريا الموجودة بها ليدخلها يجد اصدقائه جالسين ويبدو عليهم العصبية والانشغال وهم يقومون بالتحاور فيما بينهم
تقدم منهم وهتف بصوت عالي قليلا ليجذب انتباههم:-صباح الخير ياشباب
ردوا السلام عليه وجلس هو علي الكرسي الشاغر بجوارهم وهو يتابع:-مالك متعصبين كدا
هتف خالد بضيق:-لو عرفت المصيبة اللي احنا فيها ودنك هتطلع نار
قال بتساؤل والقلق قد بدأ ينحر قلبه:-خير في اية
هتف امجد بسرعة لكي ينتهي من ذلك الحمل الذي يعلي كتافه:-الفرقة اللي كانت جاية تقدم عرض انهاردة اعتذرت ياحسن
وما كاد ينهي حديثه حتي اكمل عبده:-يعني المفاجئة اللي كنا مجهزينها لـ الزوار ضاااعت
ظهر غضبه علي ملامحه التي انقلبت من الهدوء الي الفوران وبدأت تحمر ولكن رغم هذا صمت قليلا مفكرا في حل لجذب تلك الزوار نحو المطعم والطلاب كذلك
لحظات وسيطرت علي وجهه بسمة وهو ينظر لـ الفتيات حوله بخبث وهو ينظرون لبعض الشبان خلسة ببعض الهيام والاعجاب والعكس ونظرات الشباب تنظر لبعض الفتيات وبالطبع هذا يحدث في كل انحاء الجامعة الا من رحم ربي
وثم نظر لاصدقائه وهتف:-نخلي فيه رقصة سلوو عشوائية بين كل بنت وولد
قالوا وكأن الغباء سيطر عليهم فجإة:-كيف يعني
اكمل و الخبث يسيطر عليه:-يعني كل واحد هيدخل المطعم هيكتب اسمه في ورقة وكذلك بنت واحنا نحط اسماء البنات في صندوق والاولاد في صندوق واللي اسمهم يجوا مع بعض يرقصوا مع بعض
ظهر عليهم الاستحسان بالفكرة
وثم هتف امجد:-بس ممكن الجرعة العشوائية متعجبش
ظهرت في عيونه نظرة عابثة وهو يهتف:-دا شغلنا احنا بقي
امجد:-مش فاهم
حسن بغيظ:-علشان حمار
هتف بأحراج مصطنع:-تشكر يازوق
بينما تدخل خالد بالحديث وقال وهو يدون شيئا بالورقة:-يعني مثلا احنا نجيب خلود الفتانة بتاعت الكلية ونقولها مين معجب بمين هتقر واحنا بقي نجمع اسمايهم في القرعة وكأنها صدفة وهكذا .. صح ياكبير
ابتسم وهو يرد:-بدأت تفهم يانصة
وقف عبده وهو يهتف:-يبقي يلا بينا بقي علشان نجيب فتانات الكليات ونستدرجهم
قال بغيظ:-وطي صوتك ياغبي
وضع يده علي فمه وهتف:-اوووبس
وثم سرعان ما غادر الجميع وبقي هو ينظر لـ الامام بخبث وعبث .. سيجمع كل منهم بالاخر وسيجتمع هو بمن يريد ... في رقصة عشوائية بريئة لـ الغايــــة
________________________________
كانت صباح تسير مجاورة لجنات في السوق التي راحت تختار اجمل الثياب لطفلها القادم وسط غيظ من الاخري وهي تراها تدفع المال بكثرة من وجه نظرها
هتفت جنات بحماس وهي تمسك بعض القطع من الملابس بيدها:-شوفي كدا دول ياصباح عليهم عرض وهشتريهم بالنص وهما حلوووين اووي
نظرت لهم وثم لها وقالت بنفي:-لا مش حلوين وقماشتهم وحشة هتبوظ مع اول عسلة
تفحصتهم لحظات جنات بين يدها وثم نظرت لها ولـ البائع وهتفت بجدية:-لا انا هخدهم شكلهم حلوووين .. عندك منهم تاني
اخرج بعض القطع الاخري وناولها اياهم لتاخذهم وتدفع ثمنهم وثم تغادر وخلفها صباح الغاضبة
لم تهتم بها جنات تلك المرة فهي بدأت ربما الان تتعلم من دروسها وتقرر عدم اتخاذ رأي الاخري في اي شى والمحاولة بان تجعلها تبتعد عنها ولا تتدخل في شئونها الخاصة من بعد اليوم
من بعد اليوم ستتغير الحياة ياجنات .. من بعد اليوم لن تصبح صباح ... صباح
من بعد اليوم سيبدأ العد التنازلي لتغيير صباح
ربما للخير او للشر وبكل الحالتين سيصل لـ الجميع وسينول من هذا التغيير
________________________________
كانت تقف تنظر لكل ما حولها بعيون فاحصة تضيقها وهي تنظر لاحد الزوايا ثم توسعها وهي تنظر لاخري تكاد تقف في منتصف كل اثنين يقفان معا لكي تعرف عن ماذا هم يتحدثون ابتسم وهو يقترب منها وهو يراها بذلك الشكل ودون سابق انزار وقف امامها هاتفا:-بتعملي اية
ارتدت لـ الخلف بفزع وهي تصرخ:-خضيتني ياحسن
قال وهو ينظر لحيث كانت تنظر:-هاا وصلتي في ابحاثك لفين ياخلود
تظاهرت بلامبالاة وهي تنظر لاظافرها وتقول:-ابحاث اية دي
ابتسم وغير السؤال بأخر وهو يشير لفتاة ما:-متعرفيش دليا دلوقتي سكتها مع مين
وما كاد ينهي السؤال حتي اعتدلت في وقفتها وبدأت بسرد ما معها من اخبار وكأنها تحدثه عن طقس الصباح:-دلوقتي معجبه بسامي وهو كمان بس عامل تقلان لحد ما يضمن انها واقعة اصله اتعلم لما البت نجوي سابته وراحت لسامح لما نهي سابته وراحت لطارق اللي ساب داليا .. تعرف بقي اية اللي حصل ما بين داليا وطارق من الاول ؟ هقولك .. صاحبتها مي كانت معجبة بيه ولما لقيته بيفكر بجدية يخطب داليا راحت قالتله انها بتضحك عليه فهو سابها وهي حاولت تلف حواليه بس ملحقتش لان نهي لفت عليه فهي راحت لعصام بقي اللي كان لسة ساب مني واللي بدورها اتخطبت بعديه لـ المعيد القشطة
كانت عيونه تتوسع بزهول وهي تقص عليه تلك الاخبار توقفت اخيرا وهي تتنفس براحة وكأنها اخيرا وجدت من تخبره بانجازتها العميقة التي تأتي من اجلها لذلك المكان الحقير من وجه نظرها
استجمع نفسه و هو يقول بمرح:-طيب وانتي ياحلوة فينك من دا كله
ظهرت الحسرة علي ملامحها وهي تتظر لجسدها الملئ قليلا وهي تهتف:-وهو مين بس يبصلي
قال بمرح اكبر:-هو مش كان في عريس متقدملك وكنتي قايلة كدا في الجامعة كلها
لوت شفتيها وهي تجيبه:-دا كان في اول سنة جامعة .. احنا دلوقتي في الاخيرة ياخوي وانا مازلت عنوسة
نظر لها بحزن اختفي فورا وهو يلمح من خلفها امجد الذي كان يمسك بورقة وقلم ويكتب ما يمليه عليه خالد من الطرف الاخر علي الهاتف
فهتف بخبث:-واللي يجبلك عريس
لمعت عيونها وهي تقول:-ابووو علي دا انت تكون حبيب قلبي
زادت بسمته اتساعا وهو يهتف:-امجد صاحبي عينه منك ياجميل
نظرت له بنصف عين وهي تقول بتساءل:-متأكد ؟
اجابها:-طبعا متأكد .. بس هو كان محرج يقولك .. انا اديني قولتلك وريحته بس اوعي تقوليله اني قولتلك
تحولت عيونها لقلوب حمراء واشارت له بنعم وهي تغادر لتبحث عنه
اما حسن فابتسم بخبث وهو يختفي من امام عيونها ويهمس:-تستاهل ، انت اللي مرضيتش تجمعني بتوحة حبيبة قلبي
_________________
لعلنا في مقربة من بداية الحياة .. لعلنا نقترب من الراحة دون ان نشعر !!
روتين كل يوم فعله وها هو يقفل امام منزله يستعد لكي يركب دراجته حتي لمح سمر تفتح المنزل وهي تستند عليه وعلي تلك العصاة وترتدي ملابس الخروج ومعها بعض الكتب التي افهمته ما هي حالتها ولما هي ستخرج رغم تعبها
هتف بصوت عالي قليلا لكي تسمعه:-رايحة الكلية ؟
رفعت رأسها وهي تبتسم وتجيب:-ايوة
قال بضيق:-مش لازم ياسمر .. انتي لسة تعبانة
قالت بقلة حيلة:-للاسف عندي امتحان
نظر لها لـ لحظات وثم لدراجته وهتف:-اية رأيك تروحي معايا
ولأنها محجبة ولان ثيابها عبارة عن ازياء محتشمة نظرت له ولـ الدراجة باستنكار
ليهتف سريعا:-بالعريية .. هركبها انهاردة علشانك
ابتسمت بتردد بينما هتف هو بتشجيع وهو يقترب منها:-صعب تمشي المسافة دي كلها من هنا لاقرب موقف وكمان الله واعلم الطريق هيبقي فاضي ولا زحمة
نظرت له باقتناع ولانه بمثابة اخ لها والكل يعلم ذلك ... وافقت
ابتسم وهو يستمع لموافقتها وسرعان ما تركها واتجه للجراج الموجود بالمنزل واخرج سيارته الفارهة والتي لا يستخدمها كثيرا لانه يفضل تلك الدرجات النارية ذات السرعة العالية
استغرق الوقت دقائق قليلة قبل ان يستعد اخيرا ويشير لها بان تركب
فتحت هي الباب الخاص بالسيارة وركبت وهي تهتف ببسمة خجل:-شكرا مقدما
قال ببسمته العابثة المعتادة:-علي اية .. انا دايما في الخدمة
وراح يحل الصمت علي المكان ..
حتي قطعه هو بحديثه:-انهاردة في احتفالية في المطعم بعد الجامعة ابقي تعالي
نظرت له باستفهام ليقول موضحا:-زي انهاردة من سنتين هو اتفتح فأنهاردة في احتفال بالذكري دي
ابتسمت وهي تجيب:-حاضر هاجي
ثم تابعت بمرح:-بس الاكل اللي هاكله علي حسابك
قال بتأكيد:-طبعاا ياسمر
ثم تنحنح بحرج واكمل:-ابقي هاتي معاكي صحبتك لو عايزة
وقال وكأنه لا يتذكر اسمها:-اللي اسمها نور .. نورة حاجة زي كدا
ابتسمت مصححة:-نوران
اؤمان بنعم ولم يتحدث وكذلك حال الصمت بينهم مرة اخري وهي تنظر له بنظرات متفحصة
وتتساءل .. ايريدها ؟! ايفكر فيها كـ صيد جديد
هل يراها كغزالة سيرودها حتي تدخل لعرينه بسعادة
كلا ياحسن كلا .. هي لا تسمح ان يحدث هذا لصديقتها
فان كنت اخ .. فهي اخت ، وهي لا يمكن ان تميل لـ كفة وتترك الاخري
كان سيصمت ولكن لم يستطيع .. يريد هو ان يتأكد
لذلك هتف بطريقة غير مباشرة:-وكمان صاحبتك لو عايزة تجيب حد تاني عادي
التفتت برأسها نحوه ورمقته بتعجب وسألته بنفس التعجب:-حد زي مين يعني
قال بلامبالاة مصطنعة:-اخوها ، حبيبها ، خطيبها كدا يعني
قالت وهي تعود تنظر للامام مرة اخري:-هي معندهاش ولا حد من دا كله
باستنكار اجاب:-معقول دي مش مرتبطة
سمر:-اهاا .. مالك مستغرب كدا
قال بصراحة:-اللي زي دي كيف الشباب تسيبها .. اتعموا ولا اية ؟
سمر:-هي اللي قافلة السكة دي خالص
حتي الان هو لم يحصل علي اجابة ياسادة
حديثها الواثق يدل علي انها لا تعرف احدا ولكن ما سمعه بالامس يقول غير هذا .. بل عكسه تماما
حسن:-غريبة الحقيقة
ولانها سمر ولانها رغم كل الظروف ثرثارة .. راحت تقص عليه ما يريده:-هي مبتحبش السكة دي خالص ولا اهلها ، اهلها عاملين رقابة شديدة عليها علشان الموضوع دا ، رغم انهم مش بيقدمولها الاهتمام المطلوب اللي يكفيها دي حتي لسة مكلماني امبارح وبتشكيلي من قلة اهتمام ابوها بيها
وها هو حصل علي ما يريد .. شكرا ياسمر ،، شكرا للغاية ياعزيزتي
اذن فهو والدها .. لم يكن احدا غريبا لم يكن حبيبا او حتي خطيبا
ودون سبب ظهرت بسمة واسعة علي شفتيه .. بسمة تخبرك كم هو سعيد
_______________________________
كان والد حسن السيد شوقي يجلس علي مكتبه غاضبا يتحرك فيه يمينا ويسارا من الضيق الذي يشعر به يكاد يذهب الان لحسن ليلقنه درسا قاسيا
او ربما يمنع عنه بعض الاشياء التي لا يستطيع الاخر الاستغناء عنها
مثل لسانه السليط مثلا...!
قطع تلك الوصلة من الغضب طرقات علي الباب وثم دخول همام وهو يهتف بقلق:-لسة متعصب ياحاج
قال والنيران تكاد تخرج من اذنيه:-اخوك هيجبلي جلطة والله موتي مش هيكون غير علي ايده
اقترب همام منه بخطوات قلقة وراح يربت هلي كتفه وهو يقول:-بعد الشر عنك ياحاج .. دي كلمة قالها وراحت لحالها
تذكر ما حدث بالامس وحديث حسن الغير مهذب من وجهه نظر البعض الذي قاله بعد انتهاء العراك حيث اقر بأنه يتمني بأن لو كان السيد فاروق رحمه الله ما تزوج حتي او انجب او حتي تنيل كما قال بالضبط
وثم تركهم وغادر
وبعضهم غادر لمنزله ايضا
ولكن من بقوا هم من كانوا غاضبين وراحوا يحدثون السيد شوقي بعتاب وتأنيب فتمني بتلك اللحظة لو انه يصعد له وياخذه عنوه ويهبط به لهم
حتي يستمع هو لما يتحدثون به ويرفع عنه الحرج قليلا
اسودت عيناه بغضب لتلك الذكري السوداء
حقا هذا الشاب سيجعله يلقي حتفه قبل ميعاده
الا يكفيه تصرفاته البلهاء .. ايأتي الان ووسط تلك الجموع ويتقاوح بلسانه السليط
يحترم والده حتي ويحترم مكانته بين سكان المنطقة...!!
نظر لولده وهتف بارهاق:-والله تعبني .. شكلي فعلا هجوزه يمكن يعقل
قال همام:-لا ياحاج انا اللي بقيت مش مستريح لـ الفكرة .. مين دي بس اللي ترضي بيه وتعرف تستحمله
قال والده بأقرار:-اخوك عايز واحدة هادية وراسية وقت عصبيتها صوتها يكون واطي بس مش ضعيفة برضوا ، تكون قوية وطالاما ليها حق تصمم عليه ، تكون حلوة بس ليه بس اخوك مجنون واكتر واحد فيكم بيغير وغيرته وحشة ، عايزها تكون ملاك بس زي القطط بتخربش ، عايزها تقوله لا بس تعمل اللي عايزه بعدين لما يقنعها ، تكبره قدام الناس ويفتخر بيها لانها مراته ، اخوك عايز حاجة جديدة تكون ست بمليون راجل بس ست فيها كل معالم الانوثة
انهي حديثه ونظر لابنه الذي جلس علي المقعد المقابل له وزفر وهو يهتف:-فاهمني ؟
اؤما وهي يجيب:-اعتقد انه مش هينفع معاه غير كدا
شوقي:-سيبك منه دلوقتي وقولي اخبار الشغل اية
قال مبتسما:-مية مية ياحاج
لم يكاد يكمل جملته حتي دخل "علي" وهو يهتف بصوت جاد:-انا قررت اتجوز...
________________________________
اقتربت نوران من سمر ما ان رأتها امامها غير منتبهة ابدا لذلك المجاور لها والذي راح ينظر لها بنظرات متلهفة لا يعرف سببها وهو يراها تحتضن الاخري بحب وشوق تمني لو انها تبادله هو بـ هم !
نفض تلك الافكار وهي يراها تبتعد عنها واخيرا تنظر له بتفاجئ بوجوده هتفت سمر كاسرة ذلك الهدوء:-حسن عازمنا بعد الجامعة في المطعم بتاعه يانور اية رأيك تروحي ولا لا
توترت نوران وهي تري نظراته المتوجه نحوها بانتظار ردها فقامت بوضع يدها علي خصلاتها ترتبها بحرج وهي ترد:-مش عارفة ياسمر .. ممكن ماما متوفقش
كان سيستهزء بها ولكنه صمت في اللحظة الاخيرة وفضل عدم التدخل وهو يراقبها بصمت
بينما هتفت سمر:-كلميها وشوفي ممكن توافق
حركت كتفيها علامة "ربما" ولم تتحدث
فقال وهو يستعد للمغادرة:-تمام .. هسيبكم انا دلوقتي واتمني نتقابل بعد الجامعة
وغادر .. لتقترب هي من سمر وتمسك يدها بحب وهي تسير بها للداخل قائلة:-وحشتيني اووي
ابتسمت سمر مجيبة:-وانتي كمان والله
اما هو فتركهم واتجه لحيث كليته .. كلية هندسة
واتجه لـ الكافتيريا الموجودة بها ليدخلها يجد اصدقائه جالسين ويبدو عليهم العصبية والانشغال وهم يقومون بالتحاور فيما بينهم
تقدم منهم وهتف بصوت عالي قليلا ليجذب انتباههم:-صباح الخير ياشباب
ردوا السلام عليه وجلس هو علي الكرسي الشاغر بجوارهم وهو يتابع:-مالك متعصبين كدا
هتف خالد بضيق:-لو عرفت المصيبة اللي احنا فيها ودنك هتطلع نار
قال بتساؤل والقلق قد بدأ ينحر قلبه:-خير في اية
هتف امجد بسرعة لكي ينتهي من ذلك الحمل الذي يعلي كتافه:-الفرقة اللي كانت جاية تقدم عرض انهاردة اعتذرت ياحسن
وما كاد ينهي حديثه حتي اكمل عبده:-يعني المفاجئة اللي كنا مجهزينها لـ الزوار ضاااعت
ظهر غضبه علي ملامحه التي انقلبت من الهدوء الي الفوران وبدأت تحمر ولكن رغم هذا صمت قليلا مفكرا في حل لجذب تلك الزوار نحو المطعم والطلاب كذلك
لحظات وسيطرت علي وجهه بسمة وهو ينظر لـ الفتيات حوله بخبث وهو ينظرون لبعض الشبان خلسة ببعض الهيام والاعجاب والعكس ونظرات الشباب تنظر لبعض الفتيات وبالطبع هذا يحدث في كل انحاء الجامعة الا من رحم ربي
وثم نظر لاصدقائه وهتف:-نخلي فيه رقصة سلوو عشوائية بين كل بنت وولد
قالوا وكأن الغباء سيطر عليهم فجإة:-كيف يعني
اكمل و الخبث يسيطر عليه:-يعني كل واحد هيدخل المطعم هيكتب اسمه في ورقة وكذلك بنت واحنا نحط اسماء البنات في صندوق والاولاد في صندوق واللي اسمهم يجوا مع بعض يرقصوا مع بعض
ظهر عليهم الاستحسان بالفكرة
وثم هتف امجد:-بس ممكن الجرعة العشوائية متعجبش
ظهرت في عيونه نظرة عابثة وهو يهتف:-دا شغلنا احنا بقي
امجد:-مش فاهم
حسن بغيظ:-علشان حمار
هتف بأحراج مصطنع:-تشكر يازوق
بينما تدخل خالد بالحديث وقال وهو يدون شيئا بالورقة:-يعني مثلا احنا نجيب خلود الفتانة بتاعت الكلية ونقولها مين معجب بمين هتقر واحنا بقي نجمع اسمايهم في القرعة وكأنها صدفة وهكذا .. صح ياكبير
ابتسم وهو يرد:-بدأت تفهم يانصة
وقف عبده وهو يهتف:-يبقي يلا بينا بقي علشان نجيب فتانات الكليات ونستدرجهم
قال بغيظ:-وطي صوتك ياغبي
وضع يده علي فمه وهتف:-اوووبس
وثم سرعان ما غادر الجميع وبقي هو ينظر لـ الامام بخبث وعبث .. سيجمع كل منهم بالاخر وسيجتمع هو بمن يريد ... في رقصة عشوائية بريئة لـ الغايــــة
________________________________
كانت صباح تسير مجاورة لجنات في السوق التي راحت تختار اجمل الثياب لطفلها القادم وسط غيظ من الاخري وهي تراها تدفع المال بكثرة من وجه نظرها
هتفت جنات بحماس وهي تمسك بعض القطع من الملابس بيدها:-شوفي كدا دول ياصباح عليهم عرض وهشتريهم بالنص وهما حلوووين اووي
نظرت لهم وثم لها وقالت بنفي:-لا مش حلوين وقماشتهم وحشة هتبوظ مع اول عسلة
تفحصتهم لحظات جنات بين يدها وثم نظرت لها ولـ البائع وهتفت بجدية:-لا انا هخدهم شكلهم حلوووين .. عندك منهم تاني
اخرج بعض القطع الاخري وناولها اياهم لتاخذهم وتدفع ثمنهم وثم تغادر وخلفها صباح الغاضبة
لم تهتم بها جنات تلك المرة فهي بدأت ربما الان تتعلم من دروسها وتقرر عدم اتخاذ رأي الاخري في اي شى والمحاولة بان تجعلها تبتعد عنها ولا تتدخل في شئونها الخاصة من بعد اليوم
من بعد اليوم ستتغير الحياة ياجنات .. من بعد اليوم لن تصبح صباح ... صباح
من بعد اليوم سيبدأ العد التنازلي لتغيير صباح
ربما للخير او للشر وبكل الحالتين سيصل لـ الجميع وسينول من هذا التغيير
________________________________
كانت تقف تنظر لكل ما حولها بعيون فاحصة تضيقها وهي تنظر لاحد الزوايا ثم توسعها وهي تنظر لاخري تكاد تقف في منتصف كل اثنين يقفان معا لكي تعرف عن ماذا هم يتحدثون ابتسم وهو يقترب منها وهو يراها بذلك الشكل ودون سابق انزار وقف امامها هاتفا:-بتعملي اية
ارتدت لـ الخلف بفزع وهي تصرخ:-خضيتني ياحسن
قال وهو ينظر لحيث كانت تنظر:-هاا وصلتي في ابحاثك لفين ياخلود
تظاهرت بلامبالاة وهي تنظر لاظافرها وتقول:-ابحاث اية دي
ابتسم وغير السؤال بأخر وهو يشير لفتاة ما:-متعرفيش دليا دلوقتي سكتها مع مين
وما كاد ينهي السؤال حتي اعتدلت في وقفتها وبدأت بسرد ما معها من اخبار وكأنها تحدثه عن طقس الصباح:-دلوقتي معجبه بسامي وهو كمان بس عامل تقلان لحد ما يضمن انها واقعة اصله اتعلم لما البت نجوي سابته وراحت لسامح لما نهي سابته وراحت لطارق اللي ساب داليا .. تعرف بقي اية اللي حصل ما بين داليا وطارق من الاول ؟ هقولك .. صاحبتها مي كانت معجبة بيه ولما لقيته بيفكر بجدية يخطب داليا راحت قالتله انها بتضحك عليه فهو سابها وهي حاولت تلف حواليه بس ملحقتش لان نهي لفت عليه فهي راحت لعصام بقي اللي كان لسة ساب مني واللي بدورها اتخطبت بعديه لـ المعيد القشطة
كانت عيونه تتوسع بزهول وهي تقص عليه تلك الاخبار توقفت اخيرا وهي تتنفس براحة وكأنها اخيرا وجدت من تخبره بانجازتها العميقة التي تأتي من اجلها لذلك المكان الحقير من وجه نظرها
استجمع نفسه و هو يقول بمرح:-طيب وانتي ياحلوة فينك من دا كله
ظهرت الحسرة علي ملامحها وهي تتظر لجسدها الملئ قليلا وهي تهتف:-وهو مين بس يبصلي
قال بمرح اكبر:-هو مش كان في عريس متقدملك وكنتي قايلة كدا في الجامعة كلها
لوت شفتيها وهي تجيبه:-دا كان في اول سنة جامعة .. احنا دلوقتي في الاخيرة ياخوي وانا مازلت عنوسة
نظر لها بحزن اختفي فورا وهو يلمح من خلفها امجد الذي كان يمسك بورقة وقلم ويكتب ما يمليه عليه خالد من الطرف الاخر علي الهاتف
فهتف بخبث:-واللي يجبلك عريس
لمعت عيونها وهي تقول:-ابووو علي دا انت تكون حبيب قلبي
زادت بسمته اتساعا وهو يهتف:-امجد صاحبي عينه منك ياجميل
نظرت له بنصف عين وهي تقول بتساءل:-متأكد ؟
اجابها:-طبعا متأكد .. بس هو كان محرج يقولك .. انا اديني قولتلك وريحته بس اوعي تقوليله اني قولتلك
تحولت عيونها لقلوب حمراء واشارت له بنعم وهي تغادر لتبحث عنه
اما حسن فابتسم بخبث وهو يختفي من امام عيونها ويهمس:-تستاهل ، انت اللي مرضيتش تجمعني بتوحة حبيبة قلبي
_________________