رواية قلوب ارهقها العشق الفصل الواحد وخمسون 51 بقلم ياسمين رجب
لا اعلم هل اعتذر،،، لقلبي الذي اهواه،، ام اعتذر لكرامتي التي انهدرت في محراب عشقه؟؟!
ام وجب عليا الاعتذار لروحي التي استنزافت كل طاقتها في سبيل الاشتياق إليه......
ام اعتذر على لحظات الحنين والانتظار لمن لا يؤلمه حنيني ولا اشتياقي،،،
ام اقدم احر العزاء لدماء قلبي التي هدرت بغدره وذبحت في معركة خيانته..
ام عليا الاعتذار لكل رفاقي حينما تخليت عنهما من اجل البقاء مع قلب لم يعرف الحب يوما
ام اعتذر لكل غصة وصرخه باتت مكتومه بداخلي ارادت الاعتراض والتخلي عنه ولكن منعها قلبي حتى لا يفقده
وربما عليا الاعتذار لقلبي بل يجب كتابة نص من الاعتذار له على سوء اختياره سوف اسطر ابيات من الأسف والندم على تلك المشاعر التي انسكبت في نهر عشقه ولم يكن يستحقها
سوف اعتذر على كل من اخطئت بحقهم سأعتذر لكل من طرق باب قلبي يريد محبتي واشتياقي ولم استجيب لطرقاته....
ومن اليوم سأعلن حدادي على قلبي و اترك محراب عشقه قبل أن يقتلني
فسوف اغلق ذاك الباب الموارب بيني وبينه قبل أن يغلق على روحي فيقتلني؟؟؟؛
سأعتذر اجل سأعتذر الحب واعلن الجمود والتبلد في دائرة العشق......
هكذا سطرت اسيل حروفها الاخيرة وهي تغلق دفتر يومياتها ونظرت من شرفة غرفتها على عمال المزرعة بحزن وانكسار فربما لو كانت ابنة احدهم لكانت اسعد بكثير من هذا الثراء الفاحش
نفضت افكارها وهي تنظر إلى ذاك القصر البعيد عن المزرعة لا تعلم لم تملكها الفضول من رؤية زواياه لتترك كل ما بيدها وهبطت الدرج بهدوء
___________________
في مكتب شهاب......
اعدل ملابسه وخرج من مكتبه ليتجه مباشر الي مكتب اللواء فقد اخبره ان يذهب إليه على الفور...
ليدلف شهاب إلى مكتب اللواء بعدما سمح له
بينما هتف اللواء مرحبا به...... اهلا يا شهاب اتفضل علشان اعرفك على حضرت الظابط الي هيكون معاك في المهمة الجديدة
انتبه شهاب إلى الصوت الذي جاء من خلفه ليلتفت إليه بذهول وعدم تصديق........
هي ذاتها صاحبة العينين الرماديه التي سكنت بين ضلوعه كيف ومتي اصبحت هنا خفق قلبه لرؤيتها
لينتبه من صمته إلى صوت اللواء وهو يهتف..... احب اعرفك يا شهاب دي سيادة الرائد..... مليكة عبد الرحمن من أكفاء ضباط المخابرات العامة.... والي هتكون معااك في المهمة الجديدة....
ثم انتقل ببصره إلى مليكه التي لم تعير نظرات شهاب ادني انتباه ليهتف قائلا...... وده المقدم شهاب الحديدي من أكفاء الظباط عندنا
شقت الابتسامة شفتيها وهي تمد يدها تصافحه قائلة بنبرة يكسوها الجليد كأنها غريبة عنه...... تشرفت بيك يا سيادة المقدم
ضيق عينيه بغضب حتى كاد يفتك بها ولكن تمالك ذاته ليمد يده يصافحها قائلا ببرود قاتل...... اهلا
ما ان مست يده يدها علم انها هي نعم فكيف يخطئ بمن عشقها بينما كانت هي كالجليد وكأنه لا ينتمي لها بصلة
ليشعر بالغضب من هذا البرود فأطبق بقوة على يدها ولكن هي كما هي صامدة لا يهزها شئ...
لينتبه كلاهما إلى صوت اللواء الذي هتف...... اظن انتو الاتنين عرفين مهمتكم شكلها أي مش عايز اغلاط اتفضلوا شوفوا هتعملوا أي النهاردة لان من بكرا هيكون في اجتماع لكل الظباط واتمني تكونوا عاملين خطة تفيدنا في القضية دي....
القي كلاهما التحية وانصرفوا لتخرج هي اولا وسارت دون أن تتيح له مجالا للحديث بينما شعر بالاستياء منها ليهتف بغضب....... يارا...
لم تجيبه بل سارت كما هي مما جعل الدماء تغلي بعروقه ليركض خلفها وهو يجذبها من يدها بقوة حتى دفعها إلى داخل مكتبه
لتهتف هي بغضب......انت ازي تمسكني بالشكل الهمجي ده....
ضيق عينيه وهو يضع كلتا يديه على مكتبه وعينيه تتوعد لها ليهتف بغضب..... عايز افهم انتي مين..
أظن سيادة اللواء وضحلك...... قالتها بهدوء
ولكن اضرمت نيران الغضب به مما جعله يقترب منها وهو يطالعها بغضب قائلا........ مش عايز لف ودوران انا عارف انك يارا
تؤ تؤ تؤ........ انا مش يارا ...قالتها وهي تشير بسباتها لتكمل...... انا مليكة...
اطبق بقوه على كتفيها وهو يطالعها يعينين يتطاير منها الشرار......... انتي بتعملي ليه كده انا متاكد انك هي احساسي....
نظرة إلى بتلك الرماديتين وهي تري مدي عشقه لها لتهتف بنبرة جليدية......... احساسك غلط انا مش يارا
بينما غاب هو في سحر عينيها ولكن حروفها الاخيرة ايقظت شررة العشق بقلبه ليطبق يده اسفل عنقها والاخري كبل بها كلتا يديها
ثم دنا منها وقبلها عنوة عنها وسط رفضها القوي ولكنه لم يصغي لكل دوافعها بل ضغط بشفتيه على شفتيها حتى شعر بمذاق الدماء داخل فمه..... ولكن احساسه بها جعله يبتعد حينما تأكد انها معشوقته ليفوق من نشوة قبلتها على صفعة قوية جعلت الدماء تغلي بعروقه لتهتف هي بنبرة حاقدة....... اياك تعيد الي عملته ده ويكون في علمك يا شهاب انت اخر انسان ممكن افكر فيه وحتى حبك الكبير ده ولا يلزمني لاني عمري ما حبيتك
لتصمت قليلا ثم تابعت..... اه انا هي الي انت حبيتها بس انا مش يارا انا مليكه وكل الي عايزك تتأكد منه اني استحالة اكون ليك فاهم.....
قالتها وغادرت مكتبه تاركه خلفها نيران تكاد تحرق الاخضر واليابس.... كيف تكون هي معشوقته وليست صاحبة الاسم فكل ما يعلمه ان الخادمة لديها ابنة واحدة وقد تعرف عليها وعشقها من تكون تلك ان كانت هذه هي من احبها هناك شيء لم يفهمه بعد وعليه الان معرفة الحقيقة
عزم امره وخرج من مكتبه.....
_______________
بمكتب عمار....
نظر عمار بحنقة إلى من دلف هكذا
بينما حاولت مرام الابتعاد عنه إلا انه ضمها إلى صدره حتى لا تخجل ليثبت حقوق ملكيته امام اي شخص كان
ولكن كانت هناك نظرات ساخرة من تلك العيون الزرقاء التي اشتعلت بالقوة والجبروت ليهتف بنبرته الساخرة........ اه الظاهر اني جيت في وقت مش مناسب ليصمت قليلا وهو ينظر إلى مرام بسخرية...... مفيش سكرتيرة على مكتبها بره مكنتش اعرف انها مع حضرتك
طالعه عمار بغضب ليبعد مرام قليلا وهو يطوق كتفيها بأمتلاك وثقه ليهتف بنبرته القويه....... اولا في حاجة اسمها تخبط على الباب ثانيا وده الاهم من الطبيعي تكون معايا هنا وقت ما نحب...
عقد ريان حاجبيه من جرئته هذه ليهتف بثقة وهو يطالع ساعته........ اظن اني ليا معاد مع حضرتك
هز عمار رأسه بعدم فهم
ليكمل ريان حديثه بنفس النبرة....... اه نسيت اعرفك بنفسي... ريان رسلان
تذكره عمار ليهتف بترحيب رغم شعور الضيق الذي انتابه...... اه اهلا بيك عمار نصار ليشر بعدها إلى مرام قائلا....... مرام سكرتيرة مكتبي
اعتلي وجه ريان نظرة اشمئزاز
ليكمل عمار بثقة وعشق وهو ينظر إلى عينيها........ ومراتي
نظر إليه ريان وهو يعقد حاجبيه ثم انتقل ببصره إلى مرام يتابعها بتفحص شديد وهو يرى مدي جمالها ليمد يده يصافحها بأعجاب...... اهلا
تشرفت بمعرفتك
نظر عمار إلى يده بحقد وغيرة ظهرت على تعابير وجهه ليمد يده يصافح ريان بدلا منها قائلا بضيق......... مراتي مبتسلمش على رجالة
ابتسم ريان بداخله وهو يري مدي غيرته عليها وشعر بيد عمار القويه وهو يضغط علي كفه بحقد لتزادد ابتسامته فقد علم نقطة ضعفه إلا وهي زوجته
ثم نظر إلى عمار قائلا بجدية...... ياريت نتكلم في الشغل لاني مشغول....
ترك عمار يده ونظر إلى مرام قائلا....... اتفضلي يا مرام على مكتبك واعملي جدولة بالمشروع الي كلمتك عنه
ابتسمت مرام وهي تبعد عنه ليسقط بصرها على ريان الذي يتفحصها بجرئة لم تعتاد عليها لتشعر بالضيق من نظراته
بعد خروج مرام هتف عمار قائلا وهو يشير لريان بالجلوس...... اتفضل يا ريان بيه...
نظر إليه ريان وجلس بكبرياء وهو يضع ساقه اليمنى فوق اليسري قائلا بنبرته القويه........ ممكن نتكلم في الشغل...
طالعه عمار بأنصات ليهتف ريان بجدية....... انا سمعت عن الي حصل لشركتك واضايقت جدا بصراحة بس طبعا اسمك يغني عن شركتك
ثم نظر إلى تعابير وجه عمار ليتابع........ انا عايز اكبر مول تجاري في مصر والتصميم يكون على اعلى مستوى ده غير القرية السياحة والتكاليف متشغلش بالك بيها اهم حاجه الشغل يكون على اعلى مستوى
رجع عمار ظهره للخلف وهو ينظر إلى ريان بثقة ليهتف بنبرة يكسوها الجليد وكأن عرض ريان لا يشغله تماما....... طلما سمعت عن اسمي يبقى عارف شغلي وان مستحيل تلاقى اي شركة تنفذ شغلي
ابتسم ريان على ثقة الزائدة ليهتف هو الاخر........ ياريت يكون شغلك بنفس قوتك
نظر الاثنين إلى بعضهم بتحدي وكل واحد بداخله شعور بالضيق من الاخر ليقف ريان قائلا...... تمام المحامي هيتابع كل العقودات واكيد لنا مقابلة تاني...
ارجع عمار رأسه للخلف ثم ابتسم نصف ابتسامة قائلا....... تمام ومحامي الشركة عندي هيتابع الاخبار ونبقي نتكلم
كز بغيظ على اسنانه ليخرج من مكتب عمار بضيق إلى ان وقع بصره على مرام التي تعمل بجهد
لم يعيرها ادني انتباه ثم خرج بكبرياء وهو يسير وسط ذهول الموظفين من جنس حواء لتهتف احدهن بأعجاب........ يا نهار عيونه زرقاء وشكله اجانب
همست لها الاخري.......... انا مش مصدقه عنيا معقوله ريان رسلان هنا في شركتنا ده طلع اجمل من صور المجلات
اتسعت ابتسامته وهو يسمع همساتهن ولكن لم يبالي بهم فهو من يصطاد فريسته
خرج من الشركة ليجد احمد يقابل وهو يفتح باب السيارة قائلا.......... لقيت ايه
وضع نظارته ليهتف بغضب....... لقيت قوة شكل اللعب هيكون ممتع... ثم تذكر شيء جعله يبتسم
ليصعد إلى السيارة متجه إلى احدى سلسلة شركات شركة رسلان..... التي اصبحت من اقوي الشركة في الشرق الأوسط...
_______________
في جامعة سلمي.....
بعد انتهاء المحاضرة وعلمت بأنه سيكون المعيد الجديد لها كان شعورها بالغضب لا تعلم مصدره فكلم سمعت همسات الاعجاب من الفتيات اشتعل الغضب بداخلها خرجت من قاعة المحاضرة و أتخذت قرار ان تذهب إليه حتى تعلم كيف اصبح هنا وبينما هي تسير اوقفتها احدي الفتيات قائلة....... سلمى لو سمحتي
التفتت إليها وهي تطالعها فكانت ترتدي ملابس تظهر اكثر مما تخفي وهي تبرز جمال وجهها بمساحيق التجميل لتهتف بنبرة هادئه...... ممكن نتكلم شويا..
اشارت سلمي على نفسها ببلاهاء قائلة..... مين انا..
لتبتسم الفتاه قائلة....... هو في حد هنا غيرك
ثم نظرت إلى سلمي بتفحص لتهتف بعدها..... انا جودي وعرفت انك تبقى بنت عم دكتور كريم..
اشتعلت الغيرة بقلبها لتكمل الفتاة وهي تضع دعوة لحفل ميلاد بيدها..... انا عيد ميلادي يوم السبت وكنت حابه انك تحضري
طالعتها سلمي بعدم تصديق فهذه المره الاولى التي يدعوها احد من الجامعة على حفالاتهم الصخبة
لتكمل الفتاة....... واتمني دكتور كريم يجي معاكي..
فهمت مقصدها فتلك الدعوة من اجله هو لتهتف بغيظ..... وانتي ليه بتديني الدعوة تقدري تروحى تعزمي الدكتور بنفسك..
هو ميعرفنيش علشان اعزمه..... قالتها الفتاة بأسف لتكمل بليز يا سلمي ده طلب..
قالتها وغادرت ولم تعطي سلمي فرصة للرد عليها...
بينما شعرت بالاستياء من هذا الامر وتلك الفتاة الوقحة التي تريده ان يحضر حفل ميلادها... ضربت قدميها بالارض واتجهت إلى مكتبه عازمة امرها على التشاجر معه
__
بينما كان يتفحص مكتبه الجديد إلى ان دلفت هي إلى مكتبه دون سابق انذار قائلة بغضب...... ممكن افهم انت ازي بقيت معيد هنا في الجامعة
ابتسم بداخله فقد عادت إلى التمرد من جديد لينهض من مجلسه وهو يقف امامها عاقد ذراعيه امام صدره ليهتف بعدها.........وده يهمك في ايه
طالعته بغيظ لتهتف بنبرة غاضبة..... طبعا يهمني مش ابن عمي وفوق كل ده هتبقا المعيد بتاعي وبعدين ليه مقولتليش و ازاى اصل تيجي جامعتي ملقتش الا دي..
لم تكمل حديثها فقد منعها بيده التي وضعها على شفتيها قائلا....... ايه راديو شغال مبيفصلش اهدي وبعدين ده شغلي الي انتي مديتنيش فرصة اشرحلك انا نازل مصر ليه....
كانت قريبة منه حتى انها لم تعرف ما قاله فقط تطالع عينيه بذهول تام وخفقات قلبها اعلنت الحرب عليها
بينما رأي هو ذاك الهدوء الذي سكنها لينظر إليها وحينما ألتقت اعينهم خفق قلبه لها ليغيب هو الاخر في سحرهم
إلي أن ابتعدت هي حينما لاحظت اقترابه فتوترت اوصالها قائلة....... انا لازم امشي..
قالتها وانصرفت لتتذكر تلك الدعوة فعادت مجددا قائلة بغيظ..... اتفضل واحدة عازمك على عيد ميلادها....
بينما وقف هو يتابع في صمت كيف جائت وكيف غادرت ليبتسم بعدها على جنونها
____________
في فرنسا،،،،
مازالت تطالع سقف عرفتها وقلبها يخفق بجنون فربما لا تعود مجددا إلى ان انتشلها من هذا الصمت رنين هاتفها
فشقت الابتسامة شفتيها حينما سمعت صوت شقيقتها لتهتف بسعادة.......... مرااااااااام وحشانى اوي اوي اوي اوي اوي اوي اوي
ابتسمت الاخري وهي تردد بسعادة اكبر....... وانتي اكتر يارهف عاملة ايه طمنينى عليكي...
تنهدت بسعادة قائلة...... انا كويسه ومبسوطة اوي اوي يا مرام بس
صمتت قليلا واختفت ابتسامتها لتذكر عمليتها بالغدا
رهف رهف رحتي فين....... قالتها مرام عبر الهاتف
لتنتبه رهف إلى صوتها لتهتف بنبرة حزينة....... كان نفسي تكوني معايا...
شعرت بالاستياء من هذا الوضع لتهتف الاخري بحزن......انتي عارفه انه غصب عني
قطعتها رهف بتفهم قائلة...... انا عارفه ومقدرة ربنا معاكي بس طمنيني عاملة ايه وعمار لسه بيعاملك وحش في الشغل..
اغمضت عينيها وهي تتذكر لحظاتهم القليلة التي غمرتها بالسعادة والخجل لتهتف بنبرة هادئه....... متقلقيش عمار عرف كل حاجه
صمت رهف حينما سمعت حديث شقيقتها لتكمل مرام...... وفي حاجات كتير حصلت مش هقدر احكيهلك غير لم نترجعي بس انا عايزكي تتطمني عليا طول ما عمار معايا انا بخير ومبسوطة..........
________________
بعد أن غادرت مكتب اللواء ذهبت مباشر إلى منزل والدتها ولكن غادرت على الفور بعد أن اخبارتها احدي نساء الحارة بما حدث لتركض إلى المقابر بخطوات متعثرة خائفة من مجهول لا تعلم حقيقته خائفة من فقدان وحرمان لطلما عانته لسنوات عديدة كيف لها الان ان تتحمله...
شهقت بفزع وهي تري تلك المقبرة قد نقش عليها اسم والدتها لتزداد رجفتها مصطحبة بنوبة بكاء وهي تري شقيقتها تجلس امام قبر والدتها وهي ترتل ما تيسر من القرآن لتهتف بنبرة منكسرة........ ماما فين يا يارا
اغلقت كتاب الله وهي تقبله لترفع بصرها وهي تنظر إلى انعكاسها تلك الشقيقة التي شاركتها بملامحها بل كانت تؤمها لتعود ببصرها إلى القبر قائلة...... ماما خلاص راحت للي احن عليها مننا
اقتربت منها وهي تجاهد إلا تنهار لتهتف بعتاب...... طيب امتي وازي وانا معقوله هونت عليكي تحرميني من اني اشوفها لاخر مرة يعني اتحرم منها وهي عايشة وكمان وهي ميته انتي ليه عملتي كده
طالعتها بسخرية وهي تبتسم بحزن لتهتف....... انتي ليكي عين تحسبيني على ذنب مش ذنبي وبعدين انتي كنتي فين علشان تعرفي ان امك بتموت لا دي فضلت اكتر من ساعتين مرميه قدامه المستشفى علشان ايه
ادمعت عينيها وهي تتذكر كيف ترجت موظف الاستقبال لتكمل حديثها..... علشان خاطر رسوم المستشفى ولم حاولت اكلمك سيادتك موبيلك كان مقفول دلوقتى بتعاتبيني يا سيادة الرائد امي ماتت علشان مكنتش لاقية حق العلاج ولو في حد السبب فهو انتي
طالعتها مليكه بآلم لتكمل بقسوة...... حرمتي نفسك منها وحرمتيها منك جريتي وره سلطة عمك وطلعتي ظابط في المخابرات ومع ذلك عمرك ما فكرتي ترجعيلنا وتخليكي جانبها وكل فين وفين لم تحني علينا في اجازة الكلية وتيجي تشوفيها كنت بتتكسفي ان الناس تعرف ان امك خادمة في قصر الحديدي حتى لم كنتي تيجي تقعدي معاها بكون انا مجبورة ابعد عن البيت علشان سيادتك تاخدي مكاني وتقابلي الكل على انك يارا مش مليكة
انتي خسرتي حقك في امك يا حضرت الظابط....
ادمعت عينيها من حديث شقيقتها لتقترب منها وهي تردد بحزن........ انا مجرتش وره السلطة انا كنت بدفع عن حلمي الي خوفت يندفن في بدروم القصر كنت خايفه اكبر القي نفسي مجرد خادمة ولو على عمي هو حبني زي بنته واكتر انا هناك عرفت معني العيلة وكبرت وسطهم....
بس خسرتي امك...... قالتها يارا بسخرية لتكمل.... خسرتي اغلي حاجه في الدنيا خسرتي دعواتها وحضنها خسرتي انك تعيشي تحت رجليها حتى البني ادم الوحيد الي حبك خسرتيه....
شهاب محبنيش وانا مبحبهوش وانتي عارفه ده كويس..... قالتها مليكه بغضب
لتهتف يارا بتحدي........ كاذبة وانتي عارفه كويس انك بتكدبي الحقي نفسك قبل متبقي سراب و وهم وتخسري كل حاجه
انهت يارا حروفها وهمت بالانصراف لتقبض على يدها قائلة بتساؤل....... انتي رايحه فين؟؟؟؟!!
دفعت يدها بهدوء وهي تطالعها بقوة عكس ما بداخلها من ضعف وانهيار....... راجع بيتنا بيت الخادمة
بس انا مش هسمحلك انتي هترجعي معايا نعيش عند عمي ونكون مع بعض..... قالتها مليكه بغضب
لتهتف يارا برفض....... استحالة اعيش في بيت الراجل الي حرم امي من بنتها لو انتي عايزه ترجعى تمام مش هترجعي خلاص انتي حرة وقت ما تحاجيني هتلاقيني سلام..
لم تنتظر الرد بل غادرت على الفور لتترك خلفها قلب مشتعل بنيران الحزن
جلست امام قبر والدتها ومسدت بيدها على المقبرة قائلة ببكاء وضعف....... ليه يا امي تسبيني في الوقت ده انا كنت محتجالك اوي وكنت هرجع اعيش معاكي زي زمان.....
____________
امام الجامعة...
كانت تنتظر احدي سيارات الأجرة حتى تخفي غيرتها الظاهرة التي لا تعلم مصدرها حتى الان مشاعر مختلطة جعلتها مشوشة وضائعة حول تلك الخفقات التي تضرب صدرها بعنف كلما اقتربت منه ومشاعر الغضب والضيق كلم اقتربت منه انثي اخري لا تتدرك حقيقة مشاعرها ولكن ما تدركه انها الان عليها الابتعاد عنه حتى لا تتعلق به اكثر.... اجل سأبتعد وبعد اليوم لن اقتراب منه او اتحدث اليه...
هكذا حدثت نفسها إلى أن وقف امامها بعدما هبط من سيارته بطلته الجذابة قائلا بهدوء........ اتفضلي يا استاذة بقالي ساعة بنادي عليكي علشان تركبي وانتي سرحانة...
انتبهت إلى حديثه وهي تنظر إلى بريق عينيه ليعود قلبها يخفق بجنون وتوترت انفاسها من اقترابه لتبتعد قليلا للخلف قائلة....... انا مش هركب اتفضل انت وانا هجيب تاكس..
رفع احد حاجيه بغضب وذهول ورغم ذلك كانت وسامته طاغية على غضبه مم جعلها تائهة في محراب عشقه....
لتنتبه إلى نفسها فكانت داخل سيارته كيف ومتي جذبها من يدها وادخلها السيارة لم تتدرك ذلك ليهتف هو بجمود....... اونكل كامل كلمني وقال في ضيف مستنينا مش عايز كلمه لحد ما نوصل البيت فاهمة.....
هزت راسها بصمت وهي تتابعه خلسة وسيم وجرئ قوي وهادئ كيف سحرها هكذا متي اصبحت متيمه به كل ما تعلمه انها الان في حالة لا تحسد عليها فهو قاسي ومتعرجف وقلبه لم يعرف الحب يوما.... ولكن لم هناك نظرة حزينة تسكن ملامحه هناك غصة ساكنة خلف نظرة الصقر هذه ولن تهداء حتى تعلم ما هي...
بعد وقت ليس بكثير هبط كلاهما امام الڤيلا حتى دلف كلاهما في صمت للتفاجاء هي بآنثي اكثر جاذبية و وسامة تعلقت برقبته قائلة بسعادة........ كيمموو وحشني كتير كتير اشتقتلك..
لبيتسم الاخر بسعادة قائلا....... وانتي كمان وحشانى...
طالعتها سلمي بتفحص فكانت فتاة في العشرين شقراء ببشرتها البيضاء كالحليب وعينين زرقاء بلون السماء وجسد ممشوق كعارضات الازياء
كان بداخلها نيران من تلك الشقراء قليلة الحياء التي تحتضنه هكذا الا يكفي فتيات الجامعة لتأتي واحدة اخرى
لتنتبه إلى يد عمها التي وضعها على كتفها يحتويها بحنان ليهتف كريم بتساؤل موجها حديثه لضيفته الجديدة........ بس انتي وصلتي مصر امتي
وضعت ساعديه امام صدرها قائلة بغرور........ لك عيب عليك هاد الحكي بتحكيه لبنت عمتك شكلك ما بتعرف مين بتكون همس الحريري...
شقت الابتسامة شفتيه وهو يمسك خدودها بين يديه قائلا بمرح...... اه نسيت ان السفيرة همس خبيرة المفاجأت
ازاحت يدها بعصبية طفولية...... لك شو عم تساوى لساتك متل ما انت كتير مولدن وحركات الصبيان هيا ما بتبطلها
قهقهه الاخر بسعادة وهو يضرب راسها يغيظها اكثر....... لا مش هبطلها...
كانت سلمي تتابعهم بغضب كيف يضحك هكذا ومعاها يلحوا له الشجار
ليهتف عمها محاولا انهاء حركاتها التي لا تنتهي....... بس خلاص خليني اعرفك يا همس على سلمي..
انتبهت همس الي عمها وهي تطالع سلمي بسعادة قائلة........ انتي سلمي بنت اونكل عبد العزيز اونكل كامل خبرني عنك كتير شغلات
ابتسمت سلمي بتصنع وهي تمد يدها تصافحها ولكن تفاجائت بالاخري تحتضنها قائلة....... لك هيك بنصافح الاهل مو بالايد
لتبتعد قليلا قائلة بغرور مصطنع..... بعرفك عحالي انا همس الحريري اشهر بنت ببيروت كلها وبحب مصر كتير كتير متل ما بيقولوا مصر امي ويا ستي انا بكون بنت عمتك صافية وهلا رجعت كرمال قضي يومين بمصر ودغري برجع عبلادي...
كادت تكمل ليقاطعها كريم قائلا....... بس خلاص كفاية انتي مصدقتي لقيت حد توجعي دماغه اهدي بقا
ذمت شفتيها بأمتعاص قائلة...... لك شو دخلك نحن صبايا مع بعض اطلع من بينا لا تكون متل البصلة بتحشر حالك بكل شغلة..
انا بصلة يا ارجوز المولد...... قالها كريم وهو يمسكها من ياقة ملابسها لتهتف الاخري بمرح....... احنا اسفين يا صلاح ما عاد تتكرر...
ابتسم كريم وهو يتركها ليهتف بعدها قائلا...... طيب هطلع اغير هدومي وهنزل
تمسكت بيده قائلا....... لا خدني معك بدي احكي معك كتير لاني اشتقتلك
خلاص تعالي نتكلم شوية في اوضتي وبعدين ننزل...
انصرف كلاهما وبقت سلمي بمفردها بعد أن غادر عمها إلى غرفة مكتبه لتبقى هي تحارب نفسها حتى لا تذهب وتقتلهم هما سويا فمن تلك الشقراء التي جاءت حتى تذيد من لهيب قلبها وتشعله بنيران الغيرة المكثفة........
_________________
على الجانب االآخر بمنزل مرام
جلس يتابعها وهي نائمة بعد يوم عمل طويل ليمرر يده بخصلاتها الناعمة وهو يحفر ملامحها بذاكرته كأنها المرة الأولى التي يراها هكذا ليشعر بغصة تمكنت من قلبه حينما تذكر كل افعاله في الايام السابقة كيف اهانها وقسي عليها ايعقل ان يكون بتلك القسوة كيف اعتدى عليها وكيف سامحته على ذالك هل من الحب ما قتل؟؟؟!
حبيبي مالك........ قالتها مرام بعدما استيقظت
لينتبه على صوتها ثم دنا منها وطبع قبلة حانية على جبهتها قائلا....... لا يا حبيبتي مفيش حاجه
نظرة إليه بعدم تصديق ولكن لم تشاء ازعاجه لتعطيه ظهرها محاوله تصنع النوم
بينما شعر هو بها ليعتدل في نومته وهو يديرها اليه قائلا بنبرة حنونة....... مالك
هزت رأسها بالنفي قائلة....... مفيش حاجه..
غمغم قائلا........... امممممممممممم زعلانة يعني خلاص خليني اصالحك....
لينظر إليها بخبث وهو يمد يده من اسفل الغطاء يدغدغها بضحك قائلا....... خليني اشوف الضحكة
بينما تقلبت هي بالفراش محاولة الافلات منه وسط ضحكاتها العالية وصراختها من حراكته الطفولية....... عمار بس كفايا
اعتلت ضحكاته وهو يراها هكذا ليمد يديه واطبق على ذراعيها يكبلها بقوة وهو يطالع عينيها بعشق........ مش عايز المح نظرة حزن في عينك..
كانت تلهث بشده لتهتف بأنفاس منقطعة.......... طول ما انت قصاد عيني مفيش حاجه ممكن تزعلني...
لمس وجهها بيده وهو يمرر انامله على بشرتها الناعمة إلى أن وصلت انامله إلى شفتيها يتحسسهم بعشق و واشتياق ليقترب منها بهدوء وانفاس حارة لفحت وجهها جعلتها غائبة في محراب عشقه....
_____________
بقصر ريان...
جلس خلف مكتبه وهو يتابع اخبار خصمه الجديد عمار نصار كيف ومتي اصبح من اقوي رجال الأعمال الي ان انتبه إلى حديث الخادمة التي هتفت بهدوء بعدم وضعت قدح القهوة امامه......... ريان بيه ممكن اخد من وقتك دقيقتين...
رفع وجهه إلى الخادمة التي تجاوزت من العمر خمسون عاما ومازلت تعمل بهذا القصر منذ ان نشأت به
ليهتف ريان بهدوء....... اكيد يا دادة فاطمة
ابتسمت الخادمة بأمتنان لتهتف من بعدها بتوتر...... انا عرفت انك ناشر خبر في الجرنان علشان مربية اطفال لبنت حضرتك
هز ريان رأسه بهدوء علامة على ان حديثها صحيح لتكمل السيدة........ انا بصراحة شفت كل الي جم وقدموا ملفهم الشخصي لاحمد وبصراحة ربنا كلهم ميعرفوش يهتموا بقطة مش يهتموا بطفلة
من الاخر يا دادة تعرفي حد كويس... قالها ريان بهدوء
لتبتسم السيدة بلهفة........ اه اعرف بنت كويسة وبنت ناس ومحتاجه الشغل ده اوي وانا متاكده انها اكتر واحدة ممكن تهتم بالهانم الصغيرة...
نظر إلى حاسوبه الشخصي وقال....... خلاص خليها تيجي وتجيب ورقها وكل المعلومات عنها واهم حاجه ميكنش ورها مشاكل دي هتكون مربية بنت ريان رسلان
ابتسمت الخادمة بشكر قائلة........ ربنا يخليك يا ريان بيه ويكرمك ويذيدك من نعيمه يا امير يا ابن الامري...
انهت دعائها وغادرت بينما ارجع رأسه للخلف وهو يتذكر
زوجة عمار التي بحث خلفها لم يجد سوي الاخلاص لحبيبها حتى بعد عذاب سنوات طويلة تري هل هناك عشق كهذا ايعقل ان يتعذب المرء لسنوات من اجل الوفاء لشخص فارقه...
نفض افكاره وترك غرفة مكتبه ليعود إلى غرفة ابنته الصغيرة التي جلست بسريرها الصغير وما ان رأته حتى ابتسمت ورفعت يدها علامة على انها تريده ان يحملها
ابتسم ريان بهدوء وحملها لتمد الصغيرة يدها تتحسس وجهه اييها بحب كانها عاشقة له ليهتف هو بتساؤل...... حبيبة بابا عاملة ايه
قهقهة الصغيرة وكأنها تفهمهه لتغمغم بصوت طفولي...... با با با با بابه
شقت الابتسامة شفتيه للمره الاولى ليهتف بسعادة موجها حديثه للخادمة....... دي بتناديني يا دادة
ابتسمت الخادمة بهدوء........ اه يا بيه اصل ده السن الي الطفل بيبدأ يتعلم فيه الكلام
كان يداعب ابنته بحنان وكأن القسوة لا تعرف طريقا لقلبه
لتهتف الخادمة في نفسها...... منه لله الي ضيع ضحكتك وخلي القسوة تملك قلبك
______________
في الصباح الباكر....
تململت مرام في الفراش بكسل وهي تحاول استجماع نشاطها لتتداعب اشاعة الشمس جفونها الناعسة لتفتحهم ببطئ حتى نظرت حولها هذه الغرفة المليئة بأساس فخم وهادي تملكها الخوف حينما نظرت بجوارها ولم تجده لتنهض بخوف وذعر وهي تشعر برأسها يكاد ينفجر من الالم لتنظر بعدها إلى ملابسها التي لم تكن ترتديها بالامس
شعرت بشئ يخنقها وهي تجوب الغرفة بعينيها وحينما ضاق بها الامر خرجت من الغرفة لتجد نفسها في قصر كبير فخم ذو اساس رفيع يدل على رقي صاحبه
ركضت في ارجاء الطابق الثاني إلى ان وصلت إلى الدرج ثم هبطت بسرعة متجهة إلى باب القصر ربما تهرب من هنا ولكن قبل خروجها صدمت بشخص جعل الدماء تهرب من جسدها.....
ياتري مرام فين وحكاية المكان ايه
ريان هيعكر صفو العشق مابين مرام وعمار
شهاب ومليكة قصة عشقهم هتوصل لفين
يارا وحكايتها الي هتكون من اول المرهقين في دائرة العشق والارهق
سلمى وغيرتها يا تري هتقدر تفسر مشاعرها وحبها الكبير الي سكن ضلوعها لقلب قاسي ميعرفش الرحمة
اسيل دخلت القصر بس ياتري هتخرج منه ولا الي هتعرفه هيخليها تنهار