رواية مزيج العشق الفصل الرابع 4 بقلم نورهان محسن
( عودة بالذكريات ) مزيج العشق
.. عندما تشيخ مشاعرنا ..
.. نقف على عتبات الماضي ..
.. نستحضر ذاكرتنا الهشه ..
.. و يفيض سيل من الذكريات الجميله ..
.. نشيح النظر ، و نهز الرمش لتتساقط صورهم ..
.. و تملىء المكان بشظايا من الخذلان والألام ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور اسبوع في ايطاليا
حيث فيلا واسعة بتصميم حديث
استيقظ مراد من نومه ، واستدار إلى الجانب الآخر وفتح عينيه الناعسه ، فوجد فتاة عارية نائمة لم يكن جسدها مغطى بشيء.
يكره ان يفتح عينيه ، ويرى بجانبه عاهرة
، فهو يأخذ متعته منهم ، ثم يدعس عليهم بقدميه و يلقي بهم خارجا.
ظل ينظر إليها لبضع لحظات قبل أن يدفعها بقدميه لتسقط على الأرض بعنف ، متذكرًا ليلته العاصفة معها.
شهقت الفتاة من الألم من معاملته القاسية لها.
لم يتوقف عن ذكر اسم فتاة أخرى ، وهو يعانقها بقسوة ووحشية ، لكن ما تفعله ذلك عملها وهي معتادة على هذا النوع من الرجال.
_ damn what is this?
_ اللعنه ما هذا ؟
_ Take the money off the table and get out of my face
_ خذي المال من علي الطاولة و اغربي عن وجهي
نطق بهذه الحروف ببرود شديد
جمعت أغراضها من الأرض و هربت بسرعة من براثن هذا الوحش الشرس.
نفخ بعصبية وهو يشعل سيجارة ، يفكر فيها.
كم يرغب في العودة إلى مصر سريعاً لرؤيتها بعد الأخبار التي وردت عنها و أنها أصبحت حرة.
من وجهة نظره ، هي تختلف عن أي فتاة آخرى و يريد امتلاكها ، و إنه يتوق كثيرًا للوقت الذي ستكون له.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
رن هاتف المنزل فأجابت مريم : الو !!
ليلي ببحه في صوتها : ايوه يا مريم .. عاملة ايه ؟
مريم : الحمدلله بخير حبيبتي .. طمنيني عنك ؟
ليلي : اهو الحمدلله على كل حال .. اخبار صحة كارمن ايه دلوقتي ؟
تنهدت مريم : تمام .. اتحسنت كتير عن الاول .. كنا فين و بقينا فين يا ليلي.
ليلي : طب الحمدلله .. بصي يا مريم المحامي حدد ميعاد انهاردة بليل ، عشان يفتح وصية عمر الله يرحمه ، و لازم كارمن تكون موجودة
مريم : حاضر يا ليلي هبلغها.
ليلي : و انتي و ملك تعالو معها.
مريم بأسف : سامحيني يا حبيبتي مش هقدر .. بس اكيد كارمن هتاخد ملك تشوفيها.
ليلي : ماشي يا قلبي تسلميلي .. سلام
مريم : مع السلامه
أغلقت "مريم" الهاتف و هي تشرد قليلاً
لا تعرف لماذا تشعر بتوجس من هذه الوصية ،
و لكنها استغفرت و نهضت تحضر الغداء لإبنتها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في غرفه كارمن
دلفت مريم تقول بحنان : حبيبتي الغدا شوية و يكون جاهز
كارمن بصوت ناعم : يا ماما متتعبيش نفسك ام فتحي هتعمل كل حاجة ارتاحي انتي...
مريم برفض : ابدا انتي عارفه الطبخ دا تخصصي و بحبه قد ايه؟
ابتسمت كارمن وقالت بإستسلام : علي راحتك يا ست الكل
مريم بتذكر : بقولك يا قلبي ليلي اتصلت بيا .. بتأكد عليكي تكوني موجودة بالقصر المحامي هيفتح الوصية بليل
نظرت اليها كارمن بحزن ، ففهمت امها نظرتها ، لتجلس بجانبها تعانقها بحنان قائلة : حاسه بيكي يا قلب امك بس لازم تعرفي ان دا ابتلاء من ربنا و في الابتلاء لازم نصبر و نقول الحمدلله
همست كارمن بصوت خافت : الحمدلله علي كل حال يا ماما تسلميلي و ميحرمنيش منك ابدا يارب
مريم بحب : و لا منك يا عيوني .. هروح بقا اشوف ام فتحي بتعمل ايه لوحدها؟
خرجت مريم ، و اتجهت كارمن تجلس أمام المرايا تمشط شعرها في شرود وحزن.
تتذكر كيف التقت بزوجها لأول مرة ، وكم شعرت بالراحة معه؟
★•••••★•••••★
Flash Back
سنه 2013
كانت في عامها الأخير بالكلية ، ولأنها متفوقة ولديها موهبة رائعة ، تم اختيارها مع بعض مجموعة من دفعتها للتدرب في أكبر شركة أزياء في مصر ، "البارون ديزاين".
لا تستطيع وصف شعورها بالفخر فقط بسبب هذا الحدث المذهل ، استعدت ليومها الأول ، وأخذت الأوراق المطلوبة وبعض أعمالها ، وغادرت غرفتها بقلب يرفرف بفرح.
كارمن بمرح : صباح العسل علي عيونك يا مامتي
هتفت بصوتها الناعم و ابتسامة مشرقه جميلة
مريم بإبتسامة : صباح الورد يا حبيبتي .. يلا عشان تفطري قبل ما تنزلي
كارمن برفض : مش قادرة اكل يا ماما قلقانه و انتي عارفاني معرفش اكل و انا متوترة كدا
مريم بإصرار حنون : مفيش نزول الا لو اكلتي حاجة بسيطة حتي وبعدين قولتلك كتير العادة دي غلط عليكي يا قلبي و انتي بقى خايفه ليه ماشاء الله متفوقه علي دفعتك .. جمدي قلبك كدا
كارمن : التدريب دا مهم جدا ليا يا ماما وهيفرق معايا كتير بالمجال اللي بعشقه، و دي فرصة كل 100 سنه و حصلت في كليتي لازم اقلق غصب عني
مريم بقلة حيلة : طب حتي سندويتش صغير خديه في ايدك كليه قبل ماتركبي العربية و خدي بالك من سواقتك بلاش سرعه
أومأت كارمن بالموافقة قائلة : حاضر يا مريومه يا قمر حافظة كل الكلام و هتصل بيكي اول ما اوصل و بعد ما اخلص شوفتي انا شاطرة ازاي
ابتسمت اليها و هي تقبل خديها و تغادر سريعا
و امها كانت سعيدة بإبنتها تشعر بالفخر و تتمني من الله ان يوفقها.
★•••••★•••••★
ركبت سيارتها الصغيرة لم تكون حديثة ، و لكنها تحبها بشدة.
وصلت أمام الشركة ، وكانت مفتونة بهذا العالم الجديد الذي ستدخله لأول مرة.
نزلت من السيارة بعد أن وصفته و وقفت قلقة ، فأخذت تقرأ بعض السور القرآنية القصيرة و أغمضت عينيها ، تتكلم مع ربها كما كانت تفعل و هي صغيرة ، ونسيت أنها تقف في وسط الشارع.
فتحت عيناها خوفاً و هي تلفتت إلى صوت السيارة التي كانت على وشك الاصطدام بها ، توقف قلبها عند التفكير في ذلك ،
وازداد ارتباكها بعد خروج شاب طويل القامة من السيارة.
صاح فيها بقلق و لوم علي فعلتها الحمقاء : ازاي واقفة كدا في نص الطريق .. افرضي مالحقتش افرمل .. كان زمانك تحت عجل العربية.
تمالكت نفسها و نظرت اليه لتجيب بصوتها الناعم و هي تعتذر فهو محق : متأسفه .. انا كنت بقرأ قرأن في سري و مخدتش بالي انا واقفه فين .. بعتذر لحضرتك
سرح بهاتين العيون الزرقاء التي نسي بها كل هذا الموقف قائلا بإبتسامة : مفيش داعي للاعتذار .. المهم ان ربنا ستر بلاش تكرريها تاني
كارمن بسرعة : تمام شكرا لذوقك .. بعد اذنك.
تركته و ذهبت سريعا اما هو فرجع لسيارته ، ليصفها بالجراج الخاص بالشركة شاردا يفكر بهذه الملاك.
★•••••★•••••★
_ اتأخرتي كدا ليه يا "كارمن" ؟
_ انتو بدأتو !!
_المقابلة لسه شوية عليها ، بس استغربت دايما مواعيدك مظبوطة.
_ معلش حصلي موقف برا كدا عطلني شوية.
_ تمام يا حبيبتي
تحدثت هي و صديقتها بالكلية تدعي "ليلي" ، و بدأت تخرج من توترها شيئا فشيئا.
★•••••★•••••★•••••★
بالناحية الاخري
يجلس ادهم في مكتبه بالشركة
، ثم دلف عمر كالصاروخ بدون ان يطرق الباب
عمر بمرح : صباح لي بتغني علي عيونك يا دومه
أجاب ادهم بحنق : دومه في عينك يا زفت مش هتبطل تدخل عليا كدا من غير ما تخبط
عمر بغيظ : هو انا داخل عليك الحمام فيها ايه لما ادخل علي اخويا الوحيد بالشكل للي يعجبني
قطب أدهم حاجبيه وقال بإنزعاج : خلاص بطل دوشة علي الصبح انا مصدع
عمر بتسأل : فين "مالك" المقابلة بتاعت الطلاب اللي تحت التمرين هتبدأ و لازم يكون موجود معايا
دلف مالك من خلفه : بتجيب في سيرتي ليه علي الصبح ياض؟
عمر بمزح : ياريتني افتكرت مليون جنيه احسن
مالك : انا اهم من المليون جنيه و لا ايه
هتف بهم ادهم بجدية : بس انتو هتفضلو ترغو .. مالك يلا روح معه قابلو الطلاب و اشرحلهم المطلوب منهم مش عايز اخطاء
كلاهما في نفس واحد : تمام
★•••••★•••••★
دلف كلا من عمر و مالك الي قاعة الاجتماعات حيث يتجمع بها الطلاب
تحدث مالك بجدية : اهلا بيكم في الشركة .. من الاول لازم يكون في التزام بالمواعيد و جدية في الشغل تدريبكم هيتم
تحت اشرافنا اتمني من الكل النشاط و التركيز
اكمل عمر بجدية تليق به : مش محتاج افكركم اللي هيثبت نفسه بالشغل المطلوب منه هيتعين هنا بعد التخرج .. بالتوفيق.
لفت نظر كارمن انه نفس الشخص الذي كان سيرتطم بها خارج الشركة.
وقفت بدهشة تفكر انها كانت تتحدث مع صاحب الشركة ، و احست بالاحراج لهذا الموقف السخيف التي وقعت به.
التقت العيون في هذه اللحظة ، و لكن كارمن اخفضت عيناها سريعاً كي تتفادي نظراته اليها.
لم يصدق ان القدر جمعه بها مرتين في نفس اليوم
، و انه سيراها لفترة طويلة في الشركة ، و كان سعيد بشدة.
لا يعرف السبب ، ليقول بداخله بهيام : البت جابتك ارضا يا عمر و لا ايه و شكلك حبيت يالهوي على جمال عينيها
مرت الأيام ، وكانت كارمن سعيدة بالعمل ، وأثبتت مهارتها في التصميم والفن ، ادهشت عمر كثيراً ، وبدأ في جذب انتباها والتحدث معها بحجة العمل ، و هي لا تنكر أنها أحببت أسلوبه المضحك ولطف قلبه وبدأت تفكر فيه كثيرًا.
Back
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
خرجت من ذكرياتها علي رنين هاتفها
_الو
اجابت بصوت ناعم مبحوح
يسر : عاملة ايه دلوقتي يا روما؟
كارمن : الحمدلله حبيبتي احسن انتي اخبارك ايه
يسر : الحمدلله تمام الواد ياسين مصدعني بالبلاي ستيشن بتاعه
كارمن : هو بقا كويس دلوقتي
يسر : اه الحمدلله و الادوية نزلت حرارته و بطل الشيبسي بمعجزة و نايم دلوقتي ، قولت انتهز الفرصة و اكلمك، عشان هعدي عليكي انا و مالك بليل نروح القصر
كارمن : ايوه تمام حبيبتي هستناكم
يسر : مع السلامه يا قلبوشتي
كارمن : مع السلامه حبيبتي
اغلقت الهاتف ، و هي تفكر في هذه الوصية
التي علمت بأمرها من المحامي ، و وقفت متجهة الي باب الغرفه لتخرج تري ابنتها و تستعد للقاء المساء.