رواية ست البنات الفصل الرابع 4 بقلم زينب سمير
الفصل ( 4 )
وصلت سيارة نوران لـ الجامعة اخيرا فصفتها وهبطت منها وقبل ان تغادرها وجدت من يقف امامها
رفعت عيونها لتجد انه ذلك الشاب الوقح المدعي بـ عاصم
هتف ببسمة سمجة:-اخبارك يانوران
قالت بضيق:-كويسة ياعاصم .. ممكن تبعد شوية علشان امشي
قالتها وهي تحاول ان تبعد عنه ليقف هو امامها بالمرصاد وهو يقول بخبث:-طيب وتمشي لية بس ياقلبي ما الوقفة جميلة اهي
نظرت له بضيق وعصبية ولم ترد بينما تابع هو:-احنا بس بنحاول ننول الرضي
ومد يده ناحيتها في محاولة منه بـ لمسها
ابعدت يده بقوة وهي تقول بغضب:-اياك تفكر تلمسني تاني ياحيوان
بدا الغضب يتصاعد بداخله وهو يقترب اكثر منها جاعلا ايها تعود لـ الخلف فقطعت الخطوات الصغيرة التي تفصلها عن السيارة و اصطدمت بها وضعت يدها علي السيارة خلفها ثم نظرت له بخوف ممزوج بضيق
بينما لاحت علي وجهه بسمة خبث وهو يقول:-كنا بنقول اية بقي
لم تكاد تستمع لحديثه حتي وجدت من يسحبه بعيدا عنها لاكما اياه بعنف وهو يصرخ بعصبية:-كنا بنقول ان روحك انهاردة هتطلع في ايدي ياروح امك
ما كاد عاصم يستوعب اللكمة الاولي حتي فاجأه ذلك الشاب بلكمة اخري اكثر قوة وعنف وثم سقط فوقه وراح يضربه بعنف مانعا عنه حتي ان يتنفس حتي شعر بان انفاس ذلك الجاثي اسفله كادت تتوقف فنهض عنه ونظف ملابسه بملامح باردة
نظرت نوران لذلك الشاب لتجد انه ذلك الشاب الذي رأته بالامس في منزل سمر
اي انه لم يكن سوي ... حسن العطار
تقدم نحوها وقال بنبرة هادئة وكأنه لم يكاد ان يقتل احدهم منذ قليل:-انتي كويسة
اجابت بنبرة متوترة:-ايوة كويسة
نظر لعاصم وهو يهتف:-بيضايقك دايما
نظرت لعاصم الجاثي علي الارض كـ جثة ثم له وقالت بتوتر:-لاا
عرف علي الفور بانها كاذبة من رموشها التي راحت ترفرفها بسرعة كبيرة ولكنه لم يعلق
لتقول هي:-شكرا ليك جدا ياحسن
قال بهمس لم تسمعه:-احسن حسن سمعتها في حياتي كلها ياجمر انتي
قالت بتعجب:-بتقول حاجة
ابتسم ورد:-لا مفيش بقول احنا دايما في الخدمة
ابتسمت وتركته وغادرت ليظل ينظر لها حتي اختفت خلف ابواب الجامعة
هتف خالد وهو يغمز لباقي اصدقائوا الذين اجتمعوا حول حسن:-قصة حب جديدة مع مزة جديدة والان ننتظر حتي يقص علينا الاخ حسن احاسيسه الحارة باتجاة تلك المزة
تابع عبده:-يبدو انه ينهار ياسادة في بحور الحب
نظر لهم بضيق ثم لـ امجد وهو يقول بسخرية:-مش عايز تضيف حاجة انت كمان
قال امجد وهو يرفع يده باستسلام مصطنع:-لا ياعم براحتك خالص المهم انك بعدت الست توحة من دماغك
قال بهيام:-لا طبعا مطلعتش من دماغي ، توحة دي موشومة في القلب
ضحك اصدقائه عليه بينما هتف خالد بخبث ماكر:-خلاص خليك في توحة وانا اشوف سكتي مع المزة دي
نظر له بضيق لا يعلم مصدره ولكن حاول ان يخفيه وهو ينظر بسخرية لـ حيث خلف خالد حيث ذلك الشاب المدعي بعاصم وهو يقف بمساعده اصدقائه وينظر له بغل وكأنه يتوعد له ..
نظر اصدقائه لحيث ينظر ثم نظروا له وهتف امجد بضيق:-شكله مش هيسكت
قال حسن بسخرية:-خليه يجيب اخره ننوس عين ماما دا
بينما بالداخل ...
في كلية اعلام ...
كانت نوران تسير في طرقات المبني والتوتر يكسوها وهي تري نظرات بعض الفتيات تتجه نحوها فهي جعلت اوسم شباب الجامعة يدافع عنها ومقابل من ... مقابل دنجوان كلية اعلام
حقا هي فتاة " قادرة "
حاولت ان تتجاهل تلك النظرات وهي تدخل لـ المدرج الخاص بها ولكن ما ان دخلت حتي اصطدمت بنظرات عاصم لها نظراته التي تتطاير منها الشرر
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتجه لاحد المدرجات البعيدة عنه لتجلس عليها وهي تهمس بداخلها:-يارب سلم
_________________________________
كانت تقف في شرفة منزلهم الخلفية بمنامتها البيتية القصيرة وهي تنشر الملابس وهي تظن انه لا يوجد من يمر بذلك الشارع وهي منسجمة مع تلك الاغاني التي تسمعها بواسطة هاتفها غير منتبهه لذلك الذي يراقب من الشرفة المقابلة بعيون لامعه بوميض غريب
احب هو ؟! ام كره ؟! او حتي شهوة
حقا لا تعلم ..
كادت ان تنشر احدي القطع ولكن قبل ان تنشرها نظرت لها لتعلم انها خاصة بصباح
لتتسع بسمتها بخث وهي تنظر لها ثم للارض بالاسفل وتلك المياة التي توجد عليها وبدون سابق انظار كانت توقعها عمدا علي تلك المياة ثم راحت تصرخ بافتعال:-الحقي ياصباح عبايتك وقعت في المية الموسخة في الشارع
جاءت صباح مسرعة وشبت علي الشرفة لتنظر لـ الاسفل حيث كانت قصيرة للغاية وراحت تنظر لـ " العباية " بحسرة وهي تقول:-حرام عليكي يارضوي كدا توقعيها في مية المجاري دي كانت غالية قووي دا انا جيباها بـخمسة وتمانين جنية بحالها من السوق
قالت رضوي:-معلش بقي وقعت غصب عني
وثم وجهت نظرها بعيدا عنها وهي تلعب في خصلاتها كي لا تكتشف صباح كذبها عندما تري تلك البسمة التي تجاهد لتخفيها
ضربت صباح يد علي الاخري وهي تقول:-هخلي حد يجبهالي وهغسلها وهخليها في البيت واستعملها حتي لو هستعملها فوط للمطبخ
وتركتها ودخلت لتقول رضوي بهمس:-يخربيت بخلك ياصباح وبعدين دا انا رميتها مخصوص علشان نخلص من عمي الالوان اللي بيجلنا بسببها
حيث كانت تتمتع العباءة باللون الاحمر والاصفر وتلك الالوان التي تكاد تصيبك بعمي الالوان
نظر لهذا الحوار كله بضحك حاول ان يخفص فيه نبرته حتي لا تسمعه
وثم دخل بعد ان دخلت هي لـ الداخل وهو يهمس:-مجنونة والله
_________________________________
طرقت جنات علي باب غرفة ولدها ودخلت لتجده جالسا علي مكتبه في الغرفة يستذكر دروسه بهدوء فراحت تراقبه بحب وحنان وهي تتقدم منه وتقول بحنو بالغ:-كفاية مذاكرة عليك كدا يامهند
نظر لها وهتف بهدوء يتجاوز سنواته العشر:-عندي امتحان بكرة وعايز اقفله ياماما
قبلت جبينه وهي تهتف ببسمة:-ياحبيبي انت شاطر ومن غير مذاكرة هتقفله بأذن الله
ابتسم وهو يتساءل:-اومال فين منة
_في الحضانة لسة مجتش
اؤما بحسنا لتكمل هي:-بعد ما تخلص انزل العب شوية تحت مع كريم ابن عمك واصحابكم
مهند:-بس انا مش عايز العب
قالت بنبرة حاسمة:-يبقي تيجي تقعد معانا تحت .. المهم متقعدش لوحدك
قال بغلب:-حاضر
لتنهض هي من جواره حيث كانت تجلس وثم تغادره والحزن يغلف قلبها عليه
لا تعرف هو لما لا يشبه بقية الاطفال الذين في سنه
هو لا يتمتع بطفولته قط يحب الهدوء والسكينة والوحدة
عكس شقيقته وابن عمه الاخر
لا تجد تفسيرا لذلك ابدا والغريب في ذلك انها ربما الام الوحيدة التي تطلب من ابنها ان يلعب وان يترك دروسه قليلا
بالاسفل....
راحت صباح تصرخ وهي تقف امام المنزل لـ كريم الذي كان يلهو في الشارع:-يابني اطلع ذاكر كلمتين ينفعوك في ايامك السودة دي ولا حتي اغسل وشك
حرك يده بمعني في وقت اخر " بعدين "
وراح يكمل لهوه مع اصدقائه لتقول بغيظ:-ياميله بختك ياصباح شوفي حظك في جوزك وولدك وشوفي حظ جنات في ولدها وجوزها ولدها اللي لو اتحط علي الجرح يطيب من هدوئه
ثم نظرت لولدها الذي يتحرك وسط زملائه بحركات سريعة وهو يلعب معهم وهتفت:-مش عزرائيل اللي انا جيباه دا اللي مبيترزعش في مكان
حقا غرباء هم .. جنات تريد ان يلعب ابنها كالبقية ويعيش طفولته
وهي تريد ان يصبح ابنها مثل ابن جنات !!
______________________________
في منتصف النهار عاد حسن لحارته اخيرا بعد ان اطمئن في الضراء ان نوران استقلت سيارتها بخير وانها الان علي وشك الوصول لـمنزلها
وقف امام ورشة ابيه بدراجته وهبط منها وثم اتجه لـ الداخل
ليقول بصوته المرح لـ العمال الذين يعملون فيها:-مساااالخير يارجاله
حياه الجميع بايديهم وكلماتهم المسرورة بزيارته لهم وثم اتجه هو لمكتب ابيه الموجود في الورشة
طرق عليه عدة طرقات عالية بمرح وهو يتغني:-يابا يابا يابا
جاء صوت شوقي العصبي:-ادخل يازفت
نظر لـ العمال الذين سمعوا صوت ابيه وقال بحرج مصطنع:-ابويا بيحبني قوووي
وتركهم ودخل لتتعالي ضحكاتهم عليه
قال شوقي بعصبية خفيفة وهو يري حسن امامه:-مش هتبطل حركات العيال دي
اتجه له وقبل يده ورأسه بحنان وثم التف وجلس علي المقعد المواجه له وهو يقول بتأكيد:-مستحيل انا دمي عبارة عن مية بسكر يابا يعني التفاهة دي طبع عندي
غمغم شوقي:-ربنا يكملك بعقلك واشوفك مرة عاقل ياحسن قبل ما اموت يارب
حسن:-بعيدا عن سيرة الموت .. انا مستحيل ابطل تفاهة
ثم قال بصوت منخفض:-اقولك علي سر
قال والده بانتباه:-اية هو ؟
قال بنفس الهمس الخطير:-انا اللي قتلت موفاسا
قال والده بزهول وصدمة:-قتلت .. قتلت مين ياابن الكلب
تعالت ضحكات حسن في المكان ولم يستطيع ان يكبتها ووالده تتطاير من عينيه نظرات الخوف ظنا منه ان ابنه بالفعل ارتكب جريمة كتلك
اخيرا هدأت ضحكاته فنظر له واجاب ببسمة واسعة بريئة:-يابابا دي حتة من كرتون كنت بطبقه علي الواقع
مرر شوقي يده علي وجهه بعصبية وثم نظر له وتشدق بغضب:-اقسم بالله ان ما مشيت من قدامي دلوقتي يازفت لاكون انا اللي قاتلك
وقف وبمرح هتف:-وعلي اية الطيب احسن
وتركه وخرج تاركا الاخر ينظر لـ مكانه الفارغ بحسرة
متي انجب هو هذا الشاب .. من اين يملك كل تلك التفاهة
متي سيصاب بجلطة بسببه ؟!!
خرج حسن من مكتب والده واتجه لمكتب همام المجاور له لم يطرق الباب ودخل علي الفور ومن المفاجأة انتفض همام مكانه
قال بسخرية وهو يتجه لـ المقعد المقابل له ويجلس:-اية ياهمام ما تنشف كدا ياعم
نظر له بغيظ وهتف:-دا مهند يابني مش بيتعامل بالطريقة دي
هتف حسن بجدية تامة:-فكرتني صح انا مش عاجبني هدوء ولدك الغريب دا انا هتكفل بيه شهر ابوظه وارجعهولك تاني
همام بغيظ:-هو تلاجة ياحسن .. وبعدين بص ابعد عنه احنا راضيين بالواد عاقل كدا وراسي
قال بسخرسة:-عاقل وراسي ! لا يااخويا وانا عمو وميعجبنيش الحال المايل دا
قال بزهول:-يابني هو بيشرب سجاير وانا بداري عليه .. دا محترم واحنا بنحافظ علي احترامه
قال بزهو وهو يعدل ياقة قميصه:-مينفعش عمه يبقي عايش ويبقي محترم .. لازم يطلع شمام قد الدنيا
امسك همام مفاتيحه التي توجد علي المكتب والقاها عليه بقوة وهي يهتف بغيظ:-غور من وشي ياحسن .. غور بدل ما اتعصب علي خلقتك دي
وقف واتجه لـ الخارج وقبل ان يخرج نظر له وهتف بصوت انثوي مائع:-والله انتي الغلطان بقي حد يبقي معاه القمر دا ويطرده
نظر له بنظرات يخرج منه الشرر فخرج حسن من المكتب وهو يتمتم بهمس بكلمات غير مفهومة ابدا
كـ طفل صغير هو .. وكـ شاب اهوج .. وكـ رجل عاقل
______________________________
رن حسن جرس باب المنزل لكي يعطي انزار لـ زوجات اخيه انه موجود ثم فتحه بالمفتاح الخاص به ودخل ليجد والدته تجلس في الصالة تقوم بـ "تقليم البامية" وبجوارها تجلس منة تكتب الواجب الخاص بها
هتف بحنان وهو يقترب منها ويقبل جبينها بحب:-مش قولنا متتعبيش نفسك يافوز بشغل البيت
قالت ببسمة هادئة:-انت عارف اني بحب اعمل الاكل بنفسي ياحبيبي
تركت منة ما تفعله وتقدمت منه وهي تسأل:-فين الحلاوة بتاعتي ياعموو
اخرج بعض الحلوي من جيبه وقدمها لها وهو يقول:-خودي يااللي مفلساني دايما انتي
قالت والدته بخبث:-علشان تعرف تتعود علي الصرف ياحسن وتجيب لعيالك بعدين
قال بنفس الخبث:-امهم تيجي بس الاول وانا هتعود علي كل حاجة .. هصرف واوكل واشرب ولو عايزين ارضع معنديش اعتراض
قالت بضيق:-قليل الادب يازفت
تذكر نوران فهتف مكملا علي سبها له:-ومش محترم كمان
وظهرت علي وجهه بسمة جميلة
قالت فوز بجدية:-انا بتكلم جد ، مش دا الوقت المناسب انك تخطب
رد بهدوء:-انا مش مستعد دلوقتي
قالت بتساءل:-لية يابني .. شقتك وجاهزه يعتبر ، دراسة وقربت تخلص وشغل وبتشتعل وعندك المطعم بتاعك انت وصحابك وتعرف بدخله تفتح بيت واتنين يبقي لية التأجيل
قال ببسمة:-علشان لسة ملقيتش لللي تخطف دا
واشار لقلبه وثم اكمل:-واللي في بعدها يتوجع
وثم اشار لعقله واكمل:-واللي في بعدها دا ميبطلش يفكر فيها
وعندما انهي حديثه جاءت علي باله نوران وكم تمني ان يراها الان ..
نهض ولم يترك لوالدته فرصة لـ الحديث وهتف:-انا هدخل اريح شوية ابقي صحوني علي الغداء
وتركها وتوجه لغرفته لينال قسطا من الراحة
________________________________
كيف يمكن لـ طرقنا ان تتقابل ونحن لا يجمع بيننا سوي الصدف !!
وصلت نورات لمنزلها اخيرا في منتصف النهار ودخلت وهي تقدم قدم وتأخر الاخري فهي تعلم ما سيحدث جيدا
ستدخل وتجد المنزل فارغا والخادمة ستضع لها طعامها تتناوله وثم تصعد لغرفتها واهاا والف اها من غرفتها
تلك التي رغم وسعها تشعر وكأنها ضيقة وتكبت علي صدرها تشعر وعلي رغم من دفئها بانها باردة
هي تشعر بانها وحيدة وهي بالفعل كذلك
لم يكن لها اي اخوة ووالدها لا يملك اشقاء وابنائهم وكذلك والدتها ، لا تعرف كيف تحصل علي صداقات .. فكل اصدقائها تجمعهم فقط صداقة سطحية ومن احبتها ومن تريد ان تصادقها يرفض والديها زيارتها لها
ماذا عليها ان تفعل ؟؟
اتبكي وتنوح .. ام تلتزم الصمت كما اعتادت
وتختفي بين جدران غرفتها الباردة
اخرجها من افكارها صوت الهاتف لتقف في منتصف المنزل وهي ترد:-سمر اخبارك
جاءها صوت سمر:-انا كويسة الحمدلله .. قولت زمانك خرجتي من الكلية و قاعدة لوحدك فأتصلت اكلمك شوية
ابتسمت وهي تكمل طريقها لحيث الاعلي وهي ترد:-فعلا لسة واصلة البيت وهو فاضي زي ما اتوقعتي
قالت سمر:-طيب ما تيجي تقعدي معايا شوية
قال بحزن:-للاسف مش هينفع دلوقتي .. ماما وافقت اني ازورك بس مينفغش اطلب من تاني يوم كدا
ثم صمتت لـ لحظة واكملت:-صح شوفتي اية اللي حصل انهاردة
سمر باهتمام:-اية اللي حصل
_اسمعي ياستي .......
وراحت تقص عليها ما حدث صباحا امام بوابة الجامعة ،،
_____________________
يتبع....
وصلت سيارة نوران لـ الجامعة اخيرا فصفتها وهبطت منها وقبل ان تغادرها وجدت من يقف امامها
رفعت عيونها لتجد انه ذلك الشاب الوقح المدعي بـ عاصم
هتف ببسمة سمجة:-اخبارك يانوران
قالت بضيق:-كويسة ياعاصم .. ممكن تبعد شوية علشان امشي
قالتها وهي تحاول ان تبعد عنه ليقف هو امامها بالمرصاد وهو يقول بخبث:-طيب وتمشي لية بس ياقلبي ما الوقفة جميلة اهي
نظرت له بضيق وعصبية ولم ترد بينما تابع هو:-احنا بس بنحاول ننول الرضي
ومد يده ناحيتها في محاولة منه بـ لمسها
ابعدت يده بقوة وهي تقول بغضب:-اياك تفكر تلمسني تاني ياحيوان
بدا الغضب يتصاعد بداخله وهو يقترب اكثر منها جاعلا ايها تعود لـ الخلف فقطعت الخطوات الصغيرة التي تفصلها عن السيارة و اصطدمت بها وضعت يدها علي السيارة خلفها ثم نظرت له بخوف ممزوج بضيق
بينما لاحت علي وجهه بسمة خبث وهو يقول:-كنا بنقول اية بقي
لم تكاد تستمع لحديثه حتي وجدت من يسحبه بعيدا عنها لاكما اياه بعنف وهو يصرخ بعصبية:-كنا بنقول ان روحك انهاردة هتطلع في ايدي ياروح امك
ما كاد عاصم يستوعب اللكمة الاولي حتي فاجأه ذلك الشاب بلكمة اخري اكثر قوة وعنف وثم سقط فوقه وراح يضربه بعنف مانعا عنه حتي ان يتنفس حتي شعر بان انفاس ذلك الجاثي اسفله كادت تتوقف فنهض عنه ونظف ملابسه بملامح باردة
نظرت نوران لذلك الشاب لتجد انه ذلك الشاب الذي رأته بالامس في منزل سمر
اي انه لم يكن سوي ... حسن العطار
تقدم نحوها وقال بنبرة هادئة وكأنه لم يكاد ان يقتل احدهم منذ قليل:-انتي كويسة
اجابت بنبرة متوترة:-ايوة كويسة
نظر لعاصم وهو يهتف:-بيضايقك دايما
نظرت لعاصم الجاثي علي الارض كـ جثة ثم له وقالت بتوتر:-لاا
عرف علي الفور بانها كاذبة من رموشها التي راحت ترفرفها بسرعة كبيرة ولكنه لم يعلق
لتقول هي:-شكرا ليك جدا ياحسن
قال بهمس لم تسمعه:-احسن حسن سمعتها في حياتي كلها ياجمر انتي
قالت بتعجب:-بتقول حاجة
ابتسم ورد:-لا مفيش بقول احنا دايما في الخدمة
ابتسمت وتركته وغادرت ليظل ينظر لها حتي اختفت خلف ابواب الجامعة
هتف خالد وهو يغمز لباقي اصدقائوا الذين اجتمعوا حول حسن:-قصة حب جديدة مع مزة جديدة والان ننتظر حتي يقص علينا الاخ حسن احاسيسه الحارة باتجاة تلك المزة
تابع عبده:-يبدو انه ينهار ياسادة في بحور الحب
نظر لهم بضيق ثم لـ امجد وهو يقول بسخرية:-مش عايز تضيف حاجة انت كمان
قال امجد وهو يرفع يده باستسلام مصطنع:-لا ياعم براحتك خالص المهم انك بعدت الست توحة من دماغك
قال بهيام:-لا طبعا مطلعتش من دماغي ، توحة دي موشومة في القلب
ضحك اصدقائه عليه بينما هتف خالد بخبث ماكر:-خلاص خليك في توحة وانا اشوف سكتي مع المزة دي
نظر له بضيق لا يعلم مصدره ولكن حاول ان يخفيه وهو ينظر بسخرية لـ حيث خلف خالد حيث ذلك الشاب المدعي بعاصم وهو يقف بمساعده اصدقائه وينظر له بغل وكأنه يتوعد له ..
نظر اصدقائه لحيث ينظر ثم نظروا له وهتف امجد بضيق:-شكله مش هيسكت
قال حسن بسخرية:-خليه يجيب اخره ننوس عين ماما دا
بينما بالداخل ...
في كلية اعلام ...
كانت نوران تسير في طرقات المبني والتوتر يكسوها وهي تري نظرات بعض الفتيات تتجه نحوها فهي جعلت اوسم شباب الجامعة يدافع عنها ومقابل من ... مقابل دنجوان كلية اعلام
حقا هي فتاة " قادرة "
حاولت ان تتجاهل تلك النظرات وهي تدخل لـ المدرج الخاص بها ولكن ما ان دخلت حتي اصطدمت بنظرات عاصم لها نظراته التي تتطاير منها الشرر
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتجه لاحد المدرجات البعيدة عنه لتجلس عليها وهي تهمس بداخلها:-يارب سلم
_________________________________
كانت تقف في شرفة منزلهم الخلفية بمنامتها البيتية القصيرة وهي تنشر الملابس وهي تظن انه لا يوجد من يمر بذلك الشارع وهي منسجمة مع تلك الاغاني التي تسمعها بواسطة هاتفها غير منتبهه لذلك الذي يراقب من الشرفة المقابلة بعيون لامعه بوميض غريب
احب هو ؟! ام كره ؟! او حتي شهوة
حقا لا تعلم ..
كادت ان تنشر احدي القطع ولكن قبل ان تنشرها نظرت لها لتعلم انها خاصة بصباح
لتتسع بسمتها بخث وهي تنظر لها ثم للارض بالاسفل وتلك المياة التي توجد عليها وبدون سابق انظار كانت توقعها عمدا علي تلك المياة ثم راحت تصرخ بافتعال:-الحقي ياصباح عبايتك وقعت في المية الموسخة في الشارع
جاءت صباح مسرعة وشبت علي الشرفة لتنظر لـ الاسفل حيث كانت قصيرة للغاية وراحت تنظر لـ " العباية " بحسرة وهي تقول:-حرام عليكي يارضوي كدا توقعيها في مية المجاري دي كانت غالية قووي دا انا جيباها بـخمسة وتمانين جنية بحالها من السوق
قالت رضوي:-معلش بقي وقعت غصب عني
وثم وجهت نظرها بعيدا عنها وهي تلعب في خصلاتها كي لا تكتشف صباح كذبها عندما تري تلك البسمة التي تجاهد لتخفيها
ضربت صباح يد علي الاخري وهي تقول:-هخلي حد يجبهالي وهغسلها وهخليها في البيت واستعملها حتي لو هستعملها فوط للمطبخ
وتركتها ودخلت لتقول رضوي بهمس:-يخربيت بخلك ياصباح وبعدين دا انا رميتها مخصوص علشان نخلص من عمي الالوان اللي بيجلنا بسببها
حيث كانت تتمتع العباءة باللون الاحمر والاصفر وتلك الالوان التي تكاد تصيبك بعمي الالوان
نظر لهذا الحوار كله بضحك حاول ان يخفص فيه نبرته حتي لا تسمعه
وثم دخل بعد ان دخلت هي لـ الداخل وهو يهمس:-مجنونة والله
_________________________________
طرقت جنات علي باب غرفة ولدها ودخلت لتجده جالسا علي مكتبه في الغرفة يستذكر دروسه بهدوء فراحت تراقبه بحب وحنان وهي تتقدم منه وتقول بحنو بالغ:-كفاية مذاكرة عليك كدا يامهند
نظر لها وهتف بهدوء يتجاوز سنواته العشر:-عندي امتحان بكرة وعايز اقفله ياماما
قبلت جبينه وهي تهتف ببسمة:-ياحبيبي انت شاطر ومن غير مذاكرة هتقفله بأذن الله
ابتسم وهو يتساءل:-اومال فين منة
_في الحضانة لسة مجتش
اؤما بحسنا لتكمل هي:-بعد ما تخلص انزل العب شوية تحت مع كريم ابن عمك واصحابكم
مهند:-بس انا مش عايز العب
قالت بنبرة حاسمة:-يبقي تيجي تقعد معانا تحت .. المهم متقعدش لوحدك
قال بغلب:-حاضر
لتنهض هي من جواره حيث كانت تجلس وثم تغادره والحزن يغلف قلبها عليه
لا تعرف هو لما لا يشبه بقية الاطفال الذين في سنه
هو لا يتمتع بطفولته قط يحب الهدوء والسكينة والوحدة
عكس شقيقته وابن عمه الاخر
لا تجد تفسيرا لذلك ابدا والغريب في ذلك انها ربما الام الوحيدة التي تطلب من ابنها ان يلعب وان يترك دروسه قليلا
بالاسفل....
راحت صباح تصرخ وهي تقف امام المنزل لـ كريم الذي كان يلهو في الشارع:-يابني اطلع ذاكر كلمتين ينفعوك في ايامك السودة دي ولا حتي اغسل وشك
حرك يده بمعني في وقت اخر " بعدين "
وراح يكمل لهوه مع اصدقائه لتقول بغيظ:-ياميله بختك ياصباح شوفي حظك في جوزك وولدك وشوفي حظ جنات في ولدها وجوزها ولدها اللي لو اتحط علي الجرح يطيب من هدوئه
ثم نظرت لولدها الذي يتحرك وسط زملائه بحركات سريعة وهو يلعب معهم وهتفت:-مش عزرائيل اللي انا جيباه دا اللي مبيترزعش في مكان
حقا غرباء هم .. جنات تريد ان يلعب ابنها كالبقية ويعيش طفولته
وهي تريد ان يصبح ابنها مثل ابن جنات !!
______________________________
في منتصف النهار عاد حسن لحارته اخيرا بعد ان اطمئن في الضراء ان نوران استقلت سيارتها بخير وانها الان علي وشك الوصول لـمنزلها
وقف امام ورشة ابيه بدراجته وهبط منها وثم اتجه لـ الداخل
ليقول بصوته المرح لـ العمال الذين يعملون فيها:-مساااالخير يارجاله
حياه الجميع بايديهم وكلماتهم المسرورة بزيارته لهم وثم اتجه هو لمكتب ابيه الموجود في الورشة
طرق عليه عدة طرقات عالية بمرح وهو يتغني:-يابا يابا يابا
جاء صوت شوقي العصبي:-ادخل يازفت
نظر لـ العمال الذين سمعوا صوت ابيه وقال بحرج مصطنع:-ابويا بيحبني قوووي
وتركهم ودخل لتتعالي ضحكاتهم عليه
قال شوقي بعصبية خفيفة وهو يري حسن امامه:-مش هتبطل حركات العيال دي
اتجه له وقبل يده ورأسه بحنان وثم التف وجلس علي المقعد المواجه له وهو يقول بتأكيد:-مستحيل انا دمي عبارة عن مية بسكر يابا يعني التفاهة دي طبع عندي
غمغم شوقي:-ربنا يكملك بعقلك واشوفك مرة عاقل ياحسن قبل ما اموت يارب
حسن:-بعيدا عن سيرة الموت .. انا مستحيل ابطل تفاهة
ثم قال بصوت منخفض:-اقولك علي سر
قال والده بانتباه:-اية هو ؟
قال بنفس الهمس الخطير:-انا اللي قتلت موفاسا
قال والده بزهول وصدمة:-قتلت .. قتلت مين ياابن الكلب
تعالت ضحكات حسن في المكان ولم يستطيع ان يكبتها ووالده تتطاير من عينيه نظرات الخوف ظنا منه ان ابنه بالفعل ارتكب جريمة كتلك
اخيرا هدأت ضحكاته فنظر له واجاب ببسمة واسعة بريئة:-يابابا دي حتة من كرتون كنت بطبقه علي الواقع
مرر شوقي يده علي وجهه بعصبية وثم نظر له وتشدق بغضب:-اقسم بالله ان ما مشيت من قدامي دلوقتي يازفت لاكون انا اللي قاتلك
وقف وبمرح هتف:-وعلي اية الطيب احسن
وتركه وخرج تاركا الاخر ينظر لـ مكانه الفارغ بحسرة
متي انجب هو هذا الشاب .. من اين يملك كل تلك التفاهة
متي سيصاب بجلطة بسببه ؟!!
خرج حسن من مكتب والده واتجه لمكتب همام المجاور له لم يطرق الباب ودخل علي الفور ومن المفاجأة انتفض همام مكانه
قال بسخرية وهو يتجه لـ المقعد المقابل له ويجلس:-اية ياهمام ما تنشف كدا ياعم
نظر له بغيظ وهتف:-دا مهند يابني مش بيتعامل بالطريقة دي
هتف حسن بجدية تامة:-فكرتني صح انا مش عاجبني هدوء ولدك الغريب دا انا هتكفل بيه شهر ابوظه وارجعهولك تاني
همام بغيظ:-هو تلاجة ياحسن .. وبعدين بص ابعد عنه احنا راضيين بالواد عاقل كدا وراسي
قال بسخرسة:-عاقل وراسي ! لا يااخويا وانا عمو وميعجبنيش الحال المايل دا
قال بزهول:-يابني هو بيشرب سجاير وانا بداري عليه .. دا محترم واحنا بنحافظ علي احترامه
قال بزهو وهو يعدل ياقة قميصه:-مينفعش عمه يبقي عايش ويبقي محترم .. لازم يطلع شمام قد الدنيا
امسك همام مفاتيحه التي توجد علي المكتب والقاها عليه بقوة وهي يهتف بغيظ:-غور من وشي ياحسن .. غور بدل ما اتعصب علي خلقتك دي
وقف واتجه لـ الخارج وقبل ان يخرج نظر له وهتف بصوت انثوي مائع:-والله انتي الغلطان بقي حد يبقي معاه القمر دا ويطرده
نظر له بنظرات يخرج منه الشرر فخرج حسن من المكتب وهو يتمتم بهمس بكلمات غير مفهومة ابدا
كـ طفل صغير هو .. وكـ شاب اهوج .. وكـ رجل عاقل
______________________________
رن حسن جرس باب المنزل لكي يعطي انزار لـ زوجات اخيه انه موجود ثم فتحه بالمفتاح الخاص به ودخل ليجد والدته تجلس في الصالة تقوم بـ "تقليم البامية" وبجوارها تجلس منة تكتب الواجب الخاص بها
هتف بحنان وهو يقترب منها ويقبل جبينها بحب:-مش قولنا متتعبيش نفسك يافوز بشغل البيت
قالت ببسمة هادئة:-انت عارف اني بحب اعمل الاكل بنفسي ياحبيبي
تركت منة ما تفعله وتقدمت منه وهي تسأل:-فين الحلاوة بتاعتي ياعموو
اخرج بعض الحلوي من جيبه وقدمها لها وهو يقول:-خودي يااللي مفلساني دايما انتي
قالت والدته بخبث:-علشان تعرف تتعود علي الصرف ياحسن وتجيب لعيالك بعدين
قال بنفس الخبث:-امهم تيجي بس الاول وانا هتعود علي كل حاجة .. هصرف واوكل واشرب ولو عايزين ارضع معنديش اعتراض
قالت بضيق:-قليل الادب يازفت
تذكر نوران فهتف مكملا علي سبها له:-ومش محترم كمان
وظهرت علي وجهه بسمة جميلة
قالت فوز بجدية:-انا بتكلم جد ، مش دا الوقت المناسب انك تخطب
رد بهدوء:-انا مش مستعد دلوقتي
قالت بتساءل:-لية يابني .. شقتك وجاهزه يعتبر ، دراسة وقربت تخلص وشغل وبتشتعل وعندك المطعم بتاعك انت وصحابك وتعرف بدخله تفتح بيت واتنين يبقي لية التأجيل
قال ببسمة:-علشان لسة ملقيتش لللي تخطف دا
واشار لقلبه وثم اكمل:-واللي في بعدها يتوجع
وثم اشار لعقله واكمل:-واللي في بعدها دا ميبطلش يفكر فيها
وعندما انهي حديثه جاءت علي باله نوران وكم تمني ان يراها الان ..
نهض ولم يترك لوالدته فرصة لـ الحديث وهتف:-انا هدخل اريح شوية ابقي صحوني علي الغداء
وتركها وتوجه لغرفته لينال قسطا من الراحة
________________________________
كيف يمكن لـ طرقنا ان تتقابل ونحن لا يجمع بيننا سوي الصدف !!
وصلت نورات لمنزلها اخيرا في منتصف النهار ودخلت وهي تقدم قدم وتأخر الاخري فهي تعلم ما سيحدث جيدا
ستدخل وتجد المنزل فارغا والخادمة ستضع لها طعامها تتناوله وثم تصعد لغرفتها واهاا والف اها من غرفتها
تلك التي رغم وسعها تشعر وكأنها ضيقة وتكبت علي صدرها تشعر وعلي رغم من دفئها بانها باردة
هي تشعر بانها وحيدة وهي بالفعل كذلك
لم يكن لها اي اخوة ووالدها لا يملك اشقاء وابنائهم وكذلك والدتها ، لا تعرف كيف تحصل علي صداقات .. فكل اصدقائها تجمعهم فقط صداقة سطحية ومن احبتها ومن تريد ان تصادقها يرفض والديها زيارتها لها
ماذا عليها ان تفعل ؟؟
اتبكي وتنوح .. ام تلتزم الصمت كما اعتادت
وتختفي بين جدران غرفتها الباردة
اخرجها من افكارها صوت الهاتف لتقف في منتصف المنزل وهي ترد:-سمر اخبارك
جاءها صوت سمر:-انا كويسة الحمدلله .. قولت زمانك خرجتي من الكلية و قاعدة لوحدك فأتصلت اكلمك شوية
ابتسمت وهي تكمل طريقها لحيث الاعلي وهي ترد:-فعلا لسة واصلة البيت وهو فاضي زي ما اتوقعتي
قالت سمر:-طيب ما تيجي تقعدي معايا شوية
قال بحزن:-للاسف مش هينفع دلوقتي .. ماما وافقت اني ازورك بس مينفغش اطلب من تاني يوم كدا
ثم صمتت لـ لحظة واكملت:-صح شوفتي اية اللي حصل انهاردة
سمر باهتمام:-اية اللي حصل
_اسمعي ياستي .......
وراحت تقص عليها ما حدث صباحا امام بوابة الجامعة ،،
_____________________
يتبع....