رواية ماجد وشروق منقذي وملاذي الفصل الثاني 2 بقلم فرح طارق
في صباح يومٍ جديد..
ماجد وهو يقف أمام المرآة يُصفف شعره : نسيت أقولك.
نهضت شروق من فراشها بغضب وتأفف واتجهت للمرحاض أخذت شاورًا دافئًا وخرجت مرة أخرى صلت فرضها، واتجهت للخزانة حتى تجهز من تحضير ثيابها للسفر الذي فاجئها ماجد بأمره..
نظر لها ماجد بدهشة ف هي لم تُعيره أي انتباه، والآن تُجهز ثيابهم ولم تتحدث إليه قط!
أردفت شروق وفي يديها قميصان لماجد : اخدلك أنهي؟
ماجد بلامُبالاه : أي واحد مش مُهم
شروق بهمس : أصلًا الاتنين يعتبر لون واحد، كل هدومك يا كُحلي يا إما رُمادي أغمق درجاته أو إسود!
ماجد وهو يرفع حاجبيه : بتقولي حاجة؟
حركت شروق رأسها بنفي، وشرعت بتجهيز ثيابهم بصمت، بينما أردف ماجد : أنا رايح مشوار عُقبال ما تجهزي هكون جيت منه.
أمأت شروق برأسها بينما أردف بغضب : هو إحنا هنعيش على طول كده؟
شروق بعدم فهم : كده إزاي؟
ماجد بغضب : شروق، بقالنا شهر متجوزين وممكن اعدلك فيهم كام مرة رديتي عليا فيهم من غير ما تهزي راسك من سُكات
شروق وهي تُحرك كتفيها ببراءة : عادي مبحبش الكلام الكتير.
ماجد وهو يرفع حاجبيه : ده إزاي؟ وبعدين أنا عارفك كويس بتتكلمي أكتر ما بتعملي أي حاجة تانية.
أضافت شروق لحديثه مُصححةً لهُ : بس مش معاك، نسيت تضيف دي.
ماجد : يعني إيه مش معايا؟
شروق : بحب أتكلم كتير، بس مش معاك يا ماجد..زي حاجات تانية كتير أوي
ماجد : أكيد مش همنعك لو اتكلمتي
شروق : إنت طلبت حدود بينا ف كل شئ وأنا بعمل بطلبك ده، لما جيت بعد جوازنا بيومين فاكر قولت إيه؟
Flash back..
ماجد : أنا فكرت ف كلامك، فعلًا عندك حق يا شروق..ظروف جوازنا غير، ومش هنقدر نتعايش مع بعض كزوجين عاديين، ف الأحسن كل شخص فينا يعيش بطريقته هو، وممكن بعد فترة نطلق.. إنما مش هينفع دلوقت عشان أبويا الي أنا متجوزك بسببه أصلا.
ابتلعت شروق غصتها بألم بينما أكمل هو : جوازنا هيكون حبر على ورق مش اكتر، هتروحي جامعتك وهيبقى ليكِ حياتك الي أنا مش هدخل فيها إلا لو عملتي شئ غلط، وأنا كمان هيبقى ليا حياتي، وطبعًا مصاريفك وكل شئ تحتاجيه ف أنا هكون مُلزم بيه.
شروق بآلم حاولت إخفائه : ماشي يا ماجد، عن اذنك.
تركته واتجهت لغرفتها سريعًا، جلست تبكي على الأرضية، وعقلها يُحادث نفسه مُتسائلًا..
لِما يُكتب عليها دائمًا أن تكون الطرف الثالث بِكل قصة؟ طرف مُتداخل سببًا بإنهاء العلاقة بنظر الجميع؟ وهي ليس سوى طرفًا مجروحًا بالقصةِ كُلها؟
نهضت من مكانها واتجهت للخزانة واحضرت منها صورة والدتها وحادثتها بآلم ودموعها تنهمر : ليه يا ماما؟ ليه بيحصل كده؟ ليه أكون أنا الطرف الشرير ف قصتهم؟ برغم إن أنا أطيب حد والله واكتر حد مظلوم فيها؟ كلوا دايس عليا وعلى قلبي محدش فيهم قالي إنتِ عاوزة إيه أو رغبتك إنتِ إيه..؟
خالو رمى كلمته وكانت كلمة ملهاش راجعة وهي جوازي من ماجد، وماجد دلوقت رمى كلمته بردوا، وبابا طاوع خاله مقدرش يقوله لأ على جوازي برغم إنه عارف رفضي للجوازة دي، ياريتك كنتِ معايا ع الأقل مكنتش هبقى لوحدي، هتقفي جمبي وترفضي الجوازة دي الي والله ما حد مظلوم فيها غيري أنا.
Back..
فاقت من شرودها وأكملت حديثها : نفس الحدود الي كانت بينا قبل الجواز هتكون دلوقت بردوا، إنت إبن خالي وبس، وبتمنى تعمل بكلمتك وبعد فترة ونطلق يا ماجد..
ماجد بهدوء : هنطلق يا شروق.
قال كلمته بهدوء ورحل من الغرفة، بل من الشقة بأكملها، بينما مسحت هي دموعها التي انهمرت فور أن اولاها ظهره للخروج..
في مكانٍ آخر تحديدًا الدوار.."
هويدا بفرحة : بجد يا عتمان، ماجد قالك أنه جاي النهاردة؟
عتمان بإبتسامة : هكدب عليكِ يعني يا هويدا؟ إبنك كلمني وبلغني إنه جاي
هويدا بلهفة : مقصدش أنك بتكدب يا عتمان، بس أنا
عتمان بإبتسامة مُقاطعًا لها : عارف يا هويدا، ويلا روحي جهزي لابنك الغدا وأنا هخلص شوية الشغل الي ورايا.
هويدا بفرحة : ماشي يا عتمان، عن اذنك.
خرجت هويدا من المكتب بينما جلس عتمان مرة أخرى وشرد بحزن في الماضي..
Flash back..
هشام بحقد : زي ما قولتلك، غادة لو متجوزتهاش أنا يبقى تقول على إبن أخوك يا رحمان يا رحيم..
عتمان : بتهدد أبوك يا هشام؟
هشام بحقد : أبويا؟ أبويا الي سلم واحد غريب رئاسة شغله وأنا اداني حتت مزرعة ف البلد؟
عتمان : الغريب ده يبقى إبن عمك يا هشام الي من يوم موت أبوه وبقى أخوك إنت، وشغل المزرعة الي مش عاجبك ده متنساش إنك أنت الي طلبته.
هشام : عشان مكنتش اعرف إن أبويا ليه شركته ف القاهرة، والغريب كان يعرف
عتمان : الشركة دي شركة ماجد، شركة أبوه وأبوه كتبهاله وأنا رجعتله حقه دلوقت ف شركة أبوه، والمزرعة الي عندك دلوقت ده الي يخصني أنا وأنا كتبته ليك.
هشام : والشركة دي كانت المفروض تكون ليك زي الدوار ده بالظبط بس جدي كتبهم لاخوك
عتمان : جدك وزع ميراثه بالحق يا هشام
هشام بسخرية : بالحق بردوا؟
عتمان : أيوة بالحق، أبو ماجد الله يرحمه كان الكبير، طبيعي نصيبه يكون أكبر، وبعدين لما أبويا مات كنت أنا صغير..
ثم أكمل بسخرية : زيك بالظبط يا هشام، مليش ف المسؤوليات الكبيرة، عشان كده سلم جمال الشركة و الدوار وفعلًا حافظ عليهم وجه إبنه من بعده كمل مسيرة أبوه
هشام : والشركة كانت حقك إنت من البداية وصدقني يا أبويا ما هيرتاحلي قلب غير أما أرجع الحق لأصحابه
عتمان : وأنا مش عايزها يا هشام وخليك إنت ف المزرعة
هشام بحقد وشر : بس أنا عاوزها يا أبويا، سلام يا حاج.
Back..
عتمان بحزن : سامحني يا ماجد، عارف يا إبني عشقك لغادة كان عامل إزاي، بس صدقني يا ماجد هتيجي تشكرني على جوازك من شروق، غادة مش وشك يا إبني زي ما شروق مش وش هشام بردوا، كل طاير وليه جناحه يا ماجد، سامحني يا إبني.
في المزرعة، تحديدًا مكتب هشام.."
يجلس خلف مكتبه يُحادث شخصًا ما على الهاتف : ها التسليم هيكون أمتى؟
- البضاعة دي بتمنك كلوا يا هشام
هشام بخبث : متقلقش يا باشا، قولي معاد التسليم وهيتم على خير وهشرف عليه بنفسي..
- ماشي يا هشام، هبلغك بمعاد التسليم بكرة، بس أي تصرف غلط منك تمنه إنت عارفه كويس أوي هيكون إيه
هشام بلهفة : غلط إيه بس يا باشا، مفيش أي غلط هيحصل متقلقش..
- ماشي يا هشام، مع السلامة.
أغلق معه وترك الهاتف على المكتب ورجع برأسه مُستندًا على كرسيه وابتسامة شيطانية مُرتسمة على شفيته وأردف : تسليم إيه بس الي يحصل فيه أي غلط، دا أنا لو التسليم ده قصاده حياة أبويا نفسه عشان يتم على خير هعمل كده يا باشا.
على الجانب الآخر كانت تجلس بجانبه في السيارة، يجلس الإثنان بهدوء تام، تستند هي على النافذة برأسها شاردة بِمُستقبلها وما يحدث وما سيحدث بحياتها..
قاطع شرودها ماجد : تحبي اجبلك حاجة من الاستراحة؟
حركت رأسها بنفي بينما زفر ماجد بضيق وأدار مُحرك السيارة بغضب مرة أخرى..
بعد وقت وصل الإثنان للدوار..
استقبلهم الجميع منهم بفرحة عارمة نابعة من القلب والآخر بفرحة عاكسة للحقد المكنون بقلوبهم.."
هويدا وهي تحتضن ماجد بدموع : وحشتني أوي أوي يا ماجد، كل ده يا ضنايا؟
ماجد وهو يربت على ظهرها : حقك عليا يا ست الكل، بس إنتِ عارفة غبت فترة كبيرة عن الشغل ف القاهرة ف خد وقت لحد ما ظبطت كل حاجة فيه.
إبتعدت هويدا وأردفت بعتاب : ماشي يا ماجد.
ماجد بإبتسامة : قلبك أبيض بقى يا ست الكل والله الشغل كان كتير وانشغلت ف كام حاجة كده ويادوب ظبطت الدنيا وجيتلك على طول.
عتمان : خلاص بقى يا هويدا الواد جالك أهو
ماجد : قولها يا حاج
هويدا وهي تمسح دموعها : ماشي يا ماجد، يلا خد مراتك واطلعوا اوضتكوا ارتاحوا حبتين لحد ما الغدا يجهز.
ماجد بإبتسامة : حاضر يا ست الكل.
صعد ماجد وشروق لغرفتهم، واتجهت هويدا لتجهيز الغداء الذي أعدته لماجد بنفسها..
عتمان : روحي ساعدي حماتك يا غادة
غادة بتأفف : حاضر يا عمي، عن اذنك
رحلت غادة وهي تلعن بسرها بغضب، بينما لوى عتمان فمه وأردف : طاير وليه جناحه فعلًا أنتِ وهشام يا غادة.
ف غرفة ماجد و شروق.."
شروق بإبتسامة : طنط هويدا بتحبك أوي أوي.
أبتسم لها ماجد وأردف : وأنا مليش غير طنط هويدا والله يا شروق هي الي مهونة عليا أي حاجة ف حياتي.
ابتسمت له شروق بينما اعتصر قلبها بحديثه وتمنت لوهلة لو والدتها كانت معها..
فهم ماجد ما قاله وأردف مُصححًا : وبتحبك كمان على فكرة يا شروق، متعرفيش هي فرحت قد إيه بجوازتي أنا وإنتِ.
شروق : طنط هويدا هي امي التانية من بعد ماما الله يرحمها، ليها عليا جمايل كتير أوي، يكفي إنها كانت حمياني من أبويا والي كان عاوز يعمله، وحاجات كتير أوي مقدرش أنساها ليها.
ماجد محاولًا تغيير مجرى الحديث : طيب هتاخدي شاور ولا اخد الأول؟
نهضت شروق بسرعة وهي تذهب ناحية المرحاض : لأ إنت لو دخلت قبلي يبقى هتخرج بكرة..
إبتسم لها ماجد بينما دلفت هي للمرحاض وجلس هو على الفراش يُفكر بعدة أشياء، حتى مر الوقت وخرج من الغرفة بأكملها..
بعد وقت خرجت شروق من المرحاض ولم تجد ماجد بالغرفة ف حركت رأسها بلامُبالاة واستعدت للنزول للأسفل مرة أخرى..
بينما في الخارج، كان واقفًا أمام باب غرفة أخيه، يستمع لحديث يدور بداخل الغرفة بصدمة، ف كان يسير واستمع له بالصدفة و وقف لاستكمال الحديث..
ماجد مُحادثًا نفسه بآلم : إنت يا هشام!!!!
قطع حديثه و قوف غادة أمامه بعيون دامعة..
نظر لها ماجد نظرة مُطولة وأردف : فيه حاجة يا غادة؟
أمسكت غادة بيده وسحبته خلفها ودلفت لإحدى الغرف والتفتت لماجد وأردفت بدموع : وحشتني أوي يا ماجد.
ماجد بلهجة مُحذرة : غادة
غادة بدموع : عارفة، أنا مرات أخوك، بس صدقني أخوك هددني إني أوافق يا ماجد، والله هددني إنك تخسر كل شغلك لو أنا موافقتش اتجوزه..
إقتربت منه وأردفت ببكاء مرير : غصب عني يا ماجد، عندي أموت ولا أن يمسك مكروه واحد، ما بالك بقى إنه كان هيخسرك كل شغلك يا ماجد، كان لازم أوافق اتجوزه
ماجد : مقولتليش ليه؟ اتحايلت عليكِ قد إيه يا غادة؟ قولتلك هحارب الكل عشانك وعشان نكون مع بعض
لم تجاوبه بل ظلت تبكي بغزارة واندفعت لداخل أحضانه..
بينما بالخارج كانت تستمع لحديثهم، تشعر وكأن سكين حاد غرز قلبها دون رحمة أو شفقة بِها، وضعت يدها على فمها حتى تكتم شهقاتها وجرت مُسرعة لغرفتها مرة أخرى..
بينما بالداخل أبعدها ماجد عن أحضانه بحدة وأردف : خلاص يا غادة، كل كلامك ده ملوش أي لازمة دلوقت، لأنك دلوقت على ذمة أخويا، وشروق على ذمتي، واوعي تفكري إني ممكن أخون أخويا ف يوم أو حتى مراتي
غادة : وأخوك هددني بيك، ومراتك إنت مغصوب عليها يا ماجد حتى هي كمان مغصوبة عليك
ماجد بغضب : غادة خلاص، أيًا كان إيه حصل ف أنا ف دلوقت، شروق مراتي ومُجبر إني أحترم كونها مراتي ماشي؟ وهشام مهما كان إيه بينا ف أنا مستحيل أقل بأصل الأُخوة الي بيني وبينه حتى لو هو عمل كده لأني مش هو يا غادة، واتمنى تشليني من دماغك
غادة : وقلبي؟
ماجد بسخرية : ده على أساس إني كنت فيه؟ مش عاوزين نضحك على بعض يا غادة!
ألقى كلماته بسخرية و ازاحها جانبه بخفة وتركها ورحل من الغرفة، ذاهبًا لغرفته مرة أخرى.
فتح باب غرفته وجد الأنوار جميعها مُنطفئة وظن أن شروق نزلت للأسفل.
أشعل الأضواء ودلف وتفاجئ بوجود شروق نائمة على الفراش، تضم جسدها بين يديها وتبكي بصمت.
ذهب ماجد تجاهها وأردف بلهفة : شروق مالك؟
لم تجيبه بل ظلت تبكي فقط، بينما هو أمسك بذراعيها وأجلسها على قدميه وهو يمسح دموعها ويردف بحنو : مالك يا شروق؟ بتعيطي ليه؟ حاجة حصلت؟
حركت رأسها بنفي بينما أردف هو بحنو وهو يحتضن وجهها بين يديه : طيب مالك يا روحي؟
قشعريرة باتت تجري بأنحاء جسدها، لا تعلم أثرًا من لمسته؟ أم من نُطقه بأنها حبيبته؟ أم اقترابهم ذلك؟
ماجد : شروق، ردي عليا مالك؟
لا تعرف بما تُجيبه، هي حقًا لا تعرف سبب حزنها عندما رأت غادة بأحضانه، كان لا بُد أن تتوقع ذلك من الأساس، لا يجب أن تبكي مثلما فعلت..
شروق : م..مفيش
ماجد وهو يحاوط خسرها بيد والأخرى يرجع خصلات شعرها المُتمردة خلف أذنيها وأردف بحنو : إزاي يعني مفيش؟ العياط ده كلوا وف الآخر مفيش؟
ثم أكمل بمرح : دا إنتِ وشك كلوا بقى عبارة عن فراولاية من كتر عياطك، وف الآخر مفيش!
خجلت من تشبيهُه لوجهها بالفراولة بينما كان ينظر هو لها رافعًا حاجبيه بتساؤل..
شروق بهمس وخجل : مفيش حاجة وممكن تبعد.
ماجد بعدم فهم : أبعد إيه؟
نظرت له شروق بخجل بينما انتبه هو أنه يجلسها على قدميه، وهي بأحضانه الآن..
تصرفه ذلك كان تلقائيًا منه لرؤيتهُ لبُكائها، لا يدري حقًا كيف بقيت هي بأحضانه هكذا، وهو يُحاوط خسرها بيد والأخرى تحتضن وجهها..
حاولت النهوض بينما تشبث هو بها أكثر ولم يعطها فرصة النهوض، وأدرفت بهمس بالكاد سمعه : ماجد..لو سمحت عاوزة أقوم.
"هه!.."
لفظها ببلاهة، لا يعلم حقًا ما أصابه حينما لاحظ وضعهم هكذا وهي بين أحضانه، لا يعلم شئ سوى أنه يريد الغوص بِما يشعر بِه أكثر وأكثر..
يقترب برأسه منها أكثر حتى لامس جبينهم بعضهم البعض وهو لازال على شروده بأعينها..
أبتعد قليلًا وعيناه تتحرك من عيناها وتنزل بنظرها للأسفل قليلًا حتى ثُبتت أنظاره على شفتاها..
إقترب منهما، وبلحظة كان مُنقض على ثغرها، يقبله بنهم، وبيد يضُم خسرها والأخرى يضعها خلف رأسها..
يُقربها منه وبشدة حتى التصقت به، بينما هي لا تشعُر بأي شئ سوى خمول جسدها بين يديه ف استندت بيديها على صدره الذي ما إن لامسته بيدها حتى شعرت بدقات قلبه..
لا يعلم كم الوقت الذي مر عليهم، ولكن قطع لحظتهم تِلك صوت الطرقات على باب غرفتهم
إبتعد عنها وهو ينظر لها رافعًا حاجباه ويلهث بشدة، بينما اخفضت هي رأسها بخجل..
لازال مُتمسكًا بها وأجاب بصوتٍ مُتحشرج : نعم؟
الخادمة : البيه الكبير بيقول لحضرتك الغدا جاهز
ماجد : قوليله نازل.
ماجد بمرح : كان وقت البيه الكبير يعني والغدا بتاعه؟
أحمر وجهها بخجل بينما ضحك هو على خجلها وانزلها بحنو من على قدميه ونهض وهو يعدل ملابسه وأردف : اغسلي وشك لأنك مش هتنزلي وهو أحمر كلوا كده وأنا مستنيكِ.
عقدت حاجبيها بدهشة وأردفت : أحمر!
ماجد بحدة : أيوة..وشك محمر أوي، اغسليه بمية عشان يهدى شوية وانسي تنزلي و هو كده، ويلا عشان ملاقيش هويدا هي الي بتنده لينا..
ثم غمز لها وأردف : واقولها اتأخرنا ليه
نهضت مُسرعة من مكانها بخجل بينما وقف هو ينظر لاثرها بإبتسامة وأردف لنفسه : مش عارف يا شروق إيه الي حصلي من يوم ما بصيت ليكِ على أنك مراتي مش شروق الطفلة بنت عمتي..