رواية وسيلة انتقام الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم سارة صبري
لبارت الواحد والعشرون من رواية وسيلة انتقام
تأليفي أول مرة
آدم بصدمة و عينين دامعتين: أنتِ بتقولي إى ؟ ها ؟ إى إللى أنتِ بتقوليه ده ؟ أمي مستحيل تفكر تعمل حاجة من ورايا أو تغدر بيا زيك
سيليا بسخرية: فاكر يوم ما اتخانقنا في البلكونة وقولت لك خليني أندم إني قررت أفضل معاك رديت عليا وقولت لي إى ؟ قولت لي ده مش اختيارِك دي حاجة أنتِ اتجبرتي عليها. صحيح كنت مجبورة في الأول بس بعدها فضلت معاك بمزاجي عارف لى ؟ لإني كنت غبية وفكرت هلاقي معاك عوضي عن كل إللى شوفته في حياتي بس طلعت للأسف دماري
نظر لها آدم بصدمة و عينين دامعتين وشعر بأنه فقد النطق آنذاك ثم صعد لغرفة إلهام وطرق بابها وسمع صوت إلهام تقول له: ادخل
دلف لغرفتها وقال لها بغضب: أنتِ كنتي هتهربي سيليا أول ما جيبتها هنا ؟
نظرت له بصدمة ولم ترد فقال لها بصوت عالي جداً و غضب: رديييييي علييييييا
إلهام بغضب: أيوا كنت ههربها. يعني كنت عايزني أعمل إى وأنا شايفاها بتأثر عليك ؟ أقعد أتفرج وأنا حاطة إيدي على خدي و أنا شايفاك بتضيع من بين إيديا
آدم بغضب وعينين حمراوتين: هسألِك سؤال و تردي عليا بصراحة. أنتِ كنتي شايفة سيليا على الباب لما سألتيني قولت لها إى إللى حصل لأبوها ؟
إلهام بغضب و هى تحاول تمثيل الصدمة: أكيد لا أنت بتقول إى يا آدم الظاهر إنك اتجننت ؟
آدم بغضب هستيري و هو يلقي كل شيء أمامه على الأرض: أيوا اتجننت وأنتم إللى جننتوني. بقول لِك رديييييي علييييييا بصراحة. شايفاني غبي قدامِك عشان تستغفليني تاني
إلهام بخوف: اهدى يا بني منها لله
آدم بغضب: ما تبطلي بقا كل شويه تدعي عليها حرام عليكِ هى عملت لِك إى لكل ده؟ لو عايزاني أفضل قاعد معاكِ في البيت ده يبقي تقولي لي الحقيقة لإنِك لو ما عملتيش كده أنا يستحيل أوريكِ وشي تاني
إلهام بغضب: أيوا كنت شايفاها وسألتك السؤال ده بالذات عشان تسمعنا وتكرهك وتهرب وتبعد عنك عشان لقيتك متمسك بيها ومش عايز تطلقها ونسيت إنها وسيلة انتقام و دورها انتهى من حياتنا
آدم بغضب وعينين دامعتين: طالما أنتِ شايفاني متمسك بيها وعارفة إني بحبها. لى تفكري وتخططي تبعديها عني ؟ لى تحرقي قلب ابنِك ؟
إلهام بغضب: أنت عارف إللى أنت فيه ده يا آدم سببه إى ؟ إنك بتحاول تراضينا إحنا الاتنين و كل مرة تفشل بس المرة دي فشلت فشل زريع فعشان كدا نصيحة مني حاول تختار بيني وبينها وريح نفسك وريحنا إحنا الاتنين كمان
آدم بدموع: أنا ما أقدرش أختار بينكم لإن أنتم الاتنين أغلى من حياتي و برده أنتم الاتنين أكتر ناس خدعوني ودبحوا روحي. و أنا عمري في حياتي ما هثق في حد تاني بسببكم
ثم خرج من غرفتها ودلف لغرفته وبدل ثيابه بأخرى مريحة لينام واتجه للفراش وأغلق عينيه وحاول كثيراً أن ينام ولكن باءت كل محاولاته بالفشل ليقوم بضيق وينظر لنفسه بالمرآة قائلاً بغضب: حاول تعيش من غيرها يا آدم. من إمتى و أنت ضعيف كده ؟ ما تنساش إنها هربت منك وخدعتك واختارت البعد عنك. أنت قوي و لما بتبقي عايز تعمل حاجة بتعملها. مش من الصعب عليك إنك تنسى واحدة
ثم اتجه للفراش مرة أخرى وأجبر نفسه على النوم
في منتصف الليل استيقظ آدم بفزع من كابوس كان يلاحقه ونظر حوله في انتظار أن تركض إليه وتحتضنه لتجعله يهدأ كما تفعل دائماً ولكن لم يحدث ما كان ينتظره هذه المرة ثم قام من الفراش وسكب من الدورق الزجاجي الموجود بالغرفة بعض الماء في كوب زجاجي أيضاً وشربه ثم خرج من الغرفة و نزل لغرفة سيليا فوجدها نائمة على السيراميك في هذا الجو البارد القارص وترتعش بشدة و وجد أيضاً الغرفة نظيفة فنام بجانبها وضمها إليه بقوة فشعرت به وفتحت عينيها ونظرت له ثم ابتعدت عنه قائلة بهدوء: جاي أوضة الخدامة لى يا آدم باشا ؟
آدم بحزن وهو يقترب منها: أنا آسف يا حبيبتي خلينا ننسى كل إللى فات و أوعدِك إن المرة دي هتغير بجد
سيليا بسخرية: حاضر يا آدم باشا هضغط على زر النسيان بس كده ؟!
آدم ببكاء و هو يجلس على الأرض: و أنا ما بقيتش قادر ولا عارف أبعد عنِك أو أنساكِ اتفضلي هاتي لي حل لو عايزة تبعدي لإن قربِك مني بقى إدماني. صاحبي قال لي قبل كده نار الانتقام أول ما بتحرق ما بتحرقش غير صاحبها بس أنا ما صدقتوش و الوقتى بس عرفت كان قصده إى وصدقته ساعات بقول لنفسي ياريتني ما دخلتِك حياتي لإنِك من ساعة ما دخلتي حياتي و أنتِ قلبتيها و غيرتيني أنا ما بقيتش عارفني معقول أنا آدم نفسه بتاع زمان إللى كان الكل بيخاف منه وبيعمله ألف حساب لإنه ما بيرحمش أنا نفسه إللى أخد عهد على نفسه إنه عمره ما هيسمح إن قلبه يدق لجنس حواء لإنه كان فاكر إن الحب ضعف. كنت عارف إني هبقى ضعيف بقربِك ومع ذلك قربتِك مني عشان كنت واثق فيكِ إنِك عمرك ما هتتخلي عني زي ما وعدتيني. لى سيبتني بعد ما بقيتي دوايا وحببتيني في الحياة وخليتيني أشوفها وردي ؟
سيليا بسخرية: بعد كل إللى عملته ولسه بتقول إنك بتحبنى اومال لو كنت بتكرهني كنت هتعمل فيا إيييي كنت موتني ؟ بس تعرف ؟ أنت كمان غيرتني وقويتني وعلمتني أدوس على قلبي وأسمع كلام عقلي. كنت متمسكة بيك لإنك كنت آخر أمل قادر يخليني أصدق إن الدنيا لسه بخير بس للأسف ضيعت الأمل ده وضيعتني معاه ومحيت كل ذكرى حلوة بينا تشفع لك عندي بضربك ليا كأني حيوانة عايز تمشيها على كيفك فنصيحة مني يا آدم باشا ما تحلمش حتى إني ممكن أرجع لك. هرجع لى ؟ ها ؟ قول لي سبب واحد يخليني أرجع لك عشانه. أرجع عشان تأذيني تاني ولا عشان تضربني تاني. ما أنا واحدة أبوها رماها ليك وضمنتها ولقيتها واقفة جنبك مهما أذيتها إى يعني ما هى كل مرة بتزعل شويه وبعدين بترجع لك زي الكلبة
آدم ببكاء و هو يحتضن وجهها بيديه: لو تعرفي أنا بشوفِك في عينيا إزاى عمرك ما هتقولي كده. أنتِ حبي الأول و إللى خليتيني أصدق إن في حاجة في الدنيا دي اسمها حب. و عمري ما هعرف أحب حد تاني غيرِك ولا حتى أنساكِ. معقولة مفيش لآدم إللى بتحبيه رصيد في قلبِك كفاية عشان تسامحيه
سيليا بثبات وهى تبعد يديه عن وجهها: كنت بحبك وما بقيتش. تعرف لما فكرت فيها قولت لنفسي هو يفرق إى عن بابا إللى كان بيذلني بيه ؟ ما هو كان بيضربني و أنت بتضربني هو كان بيشغلني خدامة عنده وأنت كمان بس عارف الفرق الوحيد إللى اكتشفته هو إن بابا عمره ما بين لي إنه بيحبني عشان كده ما كنتش بتوجع لما بيعاملني وحش لكن أنت لعبت عليا دور السم والعلاج بتبين لي إنك بتحبني وفي نفس الوقت بتعاملني وحش
آدم بصدمة: يعني أفهم من كده إني خلاص انتهيت بالنسبالِك ؟
سيليا بثبات: بالظبط كده. وأتمنى تخليك بعيد عني يا باشا عشان أنا هنا خدامة وبس
خرج آدم من غرفتها وصعد لغرفته مرة أخرى وأخذ محفظته وهاتفه وارتدى حذاء رياضي باللون الأبيض ثم خرج من الغرفة ومن القصر بأكمله وتمشى إلى الكورنيش ودموعه تسيل على وجنتيه رغماً عنه ثم سمع صوت رنين هاتفه فوجد المتصل صديقه عاصم فأجاب وهو يحاول جعل صوته طبيعياً: ألو إزيك يا صاحبي
عاصم: الحمد لله يا آدم صوتك ما له ؟
آدم: مفيش حاجة يا عاصم أنا كويس الحمد لله. أنت إللى متصل في الوقت المتأخر ده لى فى حاجة ؟ قلقتني
عاصم: جيت على بالي الوقتى ما عدتش بشوفك اختفيت مرة واحدة لى ؟
آدم: فاضي تنزل تقعد معايا على الكورنيش شويه ؟
عاصم: أنت بره أصلاً ؟ أنا قولت برده فيك حاجة. فاضي يا آدم
آدم بصوت مختنق من البكاء: سلام
ثم أنهى المكالمة وانتظر قدوم عاصم
بعد مرور نصف ساعة وصل عاصم لمكان آدم على الكورنيش وجلس بجانبه ونظر له فوجد عينيه حمراوتين للغاية فقال له بقلق: ما لك يا آدم ؟ أنا فكرت الموضوع كبير بس مش للدرجادي
آدم ببكاء: سيليا هربت مني يا عاصم
عاصم بصدمة: بتقول إييي ؟ هربت إزاى يعني اومال الحارس إللى على البوابة كان لازمته إى ؟
آدم ببكاء: المشكلة مش في الحارس. الحارس كان شايف شغله كويس أوى بس هى إللى حاولت تضلله وبالفعل نجحت وهربت ومن بعدها وأنا حاسس إني عايش من غير روح حتى بعد ما رجعتها
عاصم بحزن: طب هربت لى يا آدم أكيد كان عندها سبب تهرب عشانه ؟
آدم ببكاء: أيوا عشان خبيت عليها موت أبوها و إنه قبل ما يموت كان طالب يشوفها
عاصم بصدمة: ما تزعلش مني يا آدم بس هى ليها حق
آدم و هو يحاول السيطرة على نفسه وأن لا يبكي مجدداً: عارف بس والله ما رضيتش أخليها تروح له عشان كنت فاكر إنها لعبه من ألاعيبه وخوفت يأذيها زي آخر مرة في الحفلة و لما عرفت إنه مات ما رضيتش أقولها عشان ما كنتش عايز أخسرها لإني كنت عارف إنها لو عرفت هتبعد عني
عاصم بغضب: الموت حاجة ما ينفعش تتخبى يا آدم كده ولا كده كانت هتعرف. إللى عملته غلط لو كنت صارحتها من البداية ما كنتوش هتوصلوا لكده
آدم بغضب: ماشي أنا فكرت فيها ولقيت إني فعلاً غلطان لإني بشر وبغلط عادي أنا مش طالب منها المستحيل أنا طالب منها المسامحة ما أنا يا ما سامحتها لما كانت بتمدّ إيدها عليا
عاصم بغضب: أنت كمان مدّيت إيدك عليها ؟ أنت إى يا بني أنت جبروت ؟ ليها حق تعمل فيك أكتر من كده
آدم بغضب: هددتني إنها هتهرب تاني وقالت لي أنا ما عملتش حاجة غلط أنا كل إللى عملته إني سيبت واحد همجي زيك كنت عايزني أعمل إيييي ؟ حاولت أنساها وأتأقلم على غيابها مش عارف. بقيت بشوفها حواليا في كل مكان ذكرياتنا محاوطاني مش قادر أمحيها. لما طلبت مني الطلاق اتجننت ما حسيتش بنفسي غير و أنا نازل فيها ضرب بعدها روحت لها وطلبت منها السماح قالت لي ما تحلمش إني ممكن أرجع لك. حاولت أسيطر على نفسي ساعتها عشان ما أكرههاش فيا أكتر وجيت هنا
عاصم بنصح: حاول ترجع ثقتها فيك عشان علاقتكم تتصلح
آدم بحزن: أتمنى
عاصم بابتسامة: مش أنا قرأت فاتحتي و الخطوبة بعد أسبوع بالظبط من النهارده إن شاء الله. أنت و المدام طبعاً مش محتاجين عزومة مستنيكم تنوروني إن شاء الله
آدم بابتسامة: ألف مبروك يا عاصم. إن شاء الله هكون أول الحاضرين دا أنت صاحبي المقرب. همشي أنا بقا عشان ألحق أنام لي الكام ساعة دول وأنزل الشركة لإن بقالي يومين ما نزلتش وحاجة في منتهى الاستهتار بصراحة
عاصم بابتسامة: سلام يا صاحبي
آدم بابتسامة: سلام
تمشى في طريق العودة للقصر فلمح متجر للمجوهرات فدلف له وطلب من البائع أن يريه أشكال عقود من الألماس واختار واحداً منهم ودفع ثمنه وأخذه وأكمل طريقه ثم وصل للقصر ودلف لغرفته ونام بعمق
في الصباح كانت الخادمات ومن بينهم سيليا يقسمون الأعمال المنزلية بينهم و وقعت مهمة تنظيف غرفة آدم على سيليا فقالت لهم برجاء: خلوا حد تاني يتولى المهمة دي وأنا أتولى مهمة تانية لو سمحتم بعد إذنكم
الخادمات بخوف: لا يا هانم لإن آدم باشا تقريباً فوق وهو مش بيحب يلاقي حد مننا في الأوضة وهو موجود فيها و أنتِ مراته
زفرت سيليا الهواء من فمها بغضب وقالت لهم: تمام
صعدت لغرفته ودلفت لها وهى تحمل بيديها أدوات التنظيف وأخذت تنظف إلى أن وجدته يخرج من الحمام مرتدياً حُلَّة (بدلة) سوداء بالكامل ونظر لها بابتسامة وقال لها: كويس إنِك أنتِ إللى طلعتي عشان لو كانت واحدة غيرِك طلعت وأنا في الأوضة كنت هسود عيشتها لكن أنتِ حاجة تانية
سيليا و هى تتحاشى النظر له: حاجة تانية إزاى يعني أنا هنا خدامة زيي زيهم وأعتقد إني قولت لك كده إمبارح بس أعتقد إنها لسه ما وصلتلكش
آدم بابتسامة: و لا هتوصل لي لإني عمرى ما هبعد عنِك حتى بعد كلامِك إمبارح و لو قولتي زيه أو أضعافه هفضل أحاول أرجعِك لحد ما نفسي يتقطع
ثم ذهب عند الكومودينو وفتح أحد أدراجه وأخذ العقد منه وفتحه أمام سيليا قائلاً بابتسامة: إى رأيك فيه يا حبيبتي ؟جبته عشانِك
سيليا بسخرية: أول مرة أشوف خدامة بيجيلها عقد ألماس بس أحب أقول لك لو فاكر إنك هتشتريني بفلوسك وهترجعني بحتة عقد تبقى غلطان. آسفة بس أنا مش هقبل منك أى هدية وحط تحت منك دي مليون خط
يتب