رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم دينا جمال
الفصل الحادي والعشرين
حسين: معقول جاسر باشا بنفسه، رايح يجيب فول وطعمية
جاسر ساخرا: جاسر باشا زمان ماكنش معاه فلوس حتي عشان يجيب فول وطعمية
نظر له حسين بدهشة ولم يعقب
حسين: انت ليه مش عايز تطلق رؤي
جاسر: هتبقي مبسوط لما ترجع بنتك بلقب مطلقة
حسين: لقب مطلقة، احسن ما تعمل فيها زي ما عملت في تهاني وغيرها ، هو ضميرك مش بيأنبك علي الي عملته وبتعمله
جاسر : الله يرحمه، ابقي اقراله الفتحة
حسين: هو مين دا
جاسر ساخرا: ضميري
حسين: ترضي حد يعمل في بنتك او في اختك كدة
جاسر ساخرا: انا ما عنديش بنات ولو علي اختي فاتعمل فيها اكتر من كدة ، صدقني انا ما عنديش حاجة اخسرها
حسين: واخرتك الي هتخسرها بعميلك دي
جاسر ساخرا: الشيطان عارف ان مكانه النار
حسين: هو انت عندك انفصام
جاسر: اشمعنا
حسين: ماعرفش اصلك بحالات ساعات بتبقي كويس وساعات بتقلب زي دلوقتي ، وبعدين ما فيش شيطان بيصلي، ولا بيختار سور تقول انه حافظ المصحف كله ولا بيقرا القرآن بالتجويد ولا ايه
ازدرق جاسر ريقه بتوتر ، وهي يلعن بداخله تلك العائلة التي تسكته دائما بكلامها
جاسر في نفسه بضيق: ما هو رؤي مش جيباه من برة
اشتري حسين الطعام واصر جاسر علي دفع الحساب
حسين مبتسما: تعرف رؤي بتحب الطعمية في الفينو اوي
جاسر مبتسما: انا كمان بحب الطعمية في الفينو ، يلا بقي نجيب فينو
وقف جاسر وحسين امام فرن مخبوزات واشتري جاسر الكثير من الفينو والمعجنات المختلفة
ثم اصبح يقف امام الكثير من المحلات ويشتري الكثير من الأشياء
حسين: حيلك حيلك ايه يا ابني كل الي بتشتريه دا
جاسر مبتسما: انت لسه قايل ابني ، سيب ابنك بقي يا حج يشتري براحته
حسين: طب احنا هنشيل كل دا ازاي
اشار جاسر الي حرسه: وجوز الخيل الي ماشيين ورايا دول لزمتهم ايه
اشتري جاسر كل السوق تقريبا ثم عاد وهو يحمل الكثير من الحقائب هو وحسين والحارسين ، وصعدا الي اعلي
ووضعوا الحقائب علي الطاولة حتي امتلئت ثم وضعوا الباقي علي الارض
جاءت رؤي من الداخل
رؤي: ايه كل الحاجات دي
حسين: اسألي جوزك ، كان فاضله شوية وهيحط السوق نفسه في كيس ويجيبه
رؤي: فين الفطار
جاسر: دوري عليه ، والله ما فاكر هو فين
رؤي : ماشي ، اتفضل بقي ساعدني ودخل معايا الحاجات جوة
جاسر بابتسامة مشاكسة : انت تؤمر يا قمر
رؤي بخجل وبصوت منخفض: قليل الادب
أخذا بعض الحقائب ودخلا الي المطبخ
ثم خرجا واخذا البعض الآخر ودخلا الي المطبخ ، واستمر الوضع علي ما هو عليه الي ان وضعا جميع الحقائب في المطبخ
جاسر لهاثا : بوق ماية الهي يسترك
رؤي بتعب: حد قالك تجيب السوق كله
أعطته الماء ، فشرب
جاسر: عن اذنك
رؤي: استني
جاسر: نعم
رؤي: ممكن بعد اذنك يعني
جاسر: اممم عايزة ايه يا رؤي
رؤي: فضي معايا الاكياس ورتبها في امكانها
جاسر مبتسما بمكر: والمقابل
رؤي مبتسمة ، فهي اعتقدت انه سيخبرها ان لا تقول له شئ يضايقه : الي انت عايزة كله
جاسر مبتسما بخبث: ديل
بدأ يساعدها في ضب الاعراض ، الي ان انتهوا
رؤي: اخيرا خلصنا
وقفت تلتقط انفاسها مستندة علي حافة المطبخ ، فذهب ناحيتها واستند بيديه علي الحافة وحبسها بين ذراعيه
رؤي بتوتر: نعم ، عايز ايه
جاسر مبتسما بخبث: مش في بينا اتفاق ، اساعدك في ترتيب الحاجة وتعميليلي الي انا عايزة كله
رؤي ببراءة: حاضر يا سيدي مش هقولك انت شيطان تاني
ضحك عاليا بخبث: لاء انتي فاهمة غلط انا عايز حاجة تانية
رؤي بخوف: حاجة تانية زي ايه يعني
جاسر بخبث: زي دي
اقترب ليقبلها فراتهم طمطم الصغيرة فركضت الي والدها
طمطم: بابا ، بابا
حسين: خير يا حبيبتي
طمطم: عمو جاسر بيبوس رؤي في المطبخ بوسة عيب
حسين لمجيدة: نهااار ابيض، روحي قولي لجوز بنتك يتلم ، فضحنا
ذهبت مجيدة ناحية المطبخ وهي تنظر ارضا
مجيدة: احم احم
ابتعد جاسر عن رؤي سريعا وعدل هندامه باحراج
جاسر مبتسما: خير يا حماتي
نظرت مجيدة: عمك بيقولوك اتلم ، طمطم شافتكوا
لكزته رؤي بكوعها في كتفه
رؤي بصوت منخفض: شايف اخرة قلة ادبك
مجيدة مبتسمة: يلا يا ابني روح غير هدومك علي ما نحضر الفطار
خرج جاسر من المطبخ وذهب إلى غرفة رؤي
رفعت مجيدة حاجبيها بمكر ولوت شفتيها بابتسامة ماكرة
رؤي مدافعة : ايه، مش انا علي فكرة دا هو والله هو
مجيدة مبتسمة بخبث: ماشي يا بريئة يلا عشان نحضر الفطار
بدل ملابسه وخرج من الغرفة، فوجد الجميع ينتظرونهم علي طاولة الطعام ماعدا رؤي
جاسر: اومال فين رؤي
مجيدة: في المطبخ ما اعرفش بتعمل ايه
ذهب ناحية المطبخ فوجدها تقف تنظر الي الحائط بشرود
جاسر: رؤي ، يا رؤي
رؤي: هاا
جاسر: واقفة هنا ليه
رؤي بخجل : بصراحة مكسوفة أوري وشي لبابا بعد الي طمطم قالتهوله
جاسر بدهشة: يا بنتي هو انا شاقطك دا انتي مراتي
رؤي بغيظ: مش قلة ادبك هي السبب
اقترب جاسر ببطئ وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة
رؤي بخوف: ايه في ايه انت بتقرب ليه
جاسر ببراءة مصطنعة : هقولك سر ومش عايز حد يسمعه
رؤي بفضول وبراءة : بجد ايه
ما كاد يقترب منها حتي صوت مجيدة تنادي عليهم
مجيدة: يا جاسر يا رؤي ، يلا يا أولاد
فابتعدت عنه بخجل وسبقته للخارج وهو خلفها ، جلسا علي طاولة الطعام
مجيدة: ايه الي اخركوا كل دا
جاسر مبتسما: ابدا ، كنت بتناقش انا ورؤي في موضوع مهم، صح يا رؤي
نظرت له بخجل ولم ترد
مجيدة: طب ابقي ناقش مواضيعك المهمة والباب مقفول
جاسر مبتسما: حاضر يا حماتي
صنعت رؤي لنفسها ساندويتش طعمية في العيش الفينو ، همت ان تأكلها عندما اخذه جاسر منها
جاسر باسفزاز: شكرا يا رؤي
رؤي بغيظ: دا بتاعي
جاسر: اعملي لنفسك غيره
نظرت له بغيظ وصنعت واحد آخر وقبل ان تأكله فعلها جاسر مرة اخري
رؤي بغيظ: يوووه بقي ما تعمل لنفسك
جاسر لمجيدة : يرضيكي يعني يا حماتي اعمل لنفسي ومراتي قاعدة
مجيدة مبتسمة: لاء طبعا ما ينفعش
رؤي بغيظ: ليه ان شاء الله كنت خدامتك يا سي جاسر
جاسر ببرود: من واجبك تخدميني
رؤي بغيظ: لاء طبعا مش واجبي اخدمك ، حواء ما اتخلقتش عشان تخدم آدم
جاسر ساخرا: اومال اتخلقت ليه يا فلحوسة
رؤي: اتخلقت لما آدم استوحش الجنة ، تخيل استوحش الجنة ، فربنا خلقها من ضلعه وهو نايم عشان تبقي ونيس ليه مش عشان تخدمه
جاسر : حوا السبب في نزول آدم على الارض
هي الي شجعته ياكل من التفاحة
رؤي : لا عندك بقي ، في القرآن الكريم ربنا تبارك وتعالى قال( فسوس لهما الشيطان ) وبعدين حوا كانت زي ضل آدم ما بتعملش حاجة غير لما هو يعملها الاول كانت بتقلده في كل حاجة يعني هي كلت من التفاحة لما آدم كل منها
جاسر: يا ماما آدم بيعيش ملك من غير حوا انتوا كمليات في الحياة
رؤي بغيظ: لاء بقي ، لما حوا وآدم نزلوا الارض ، آدم نزل في الهند وحواء في مكة واتجمعوا علي جبل عرفات يعني هو الي فضل يلف الارض عشان يلقيها ، عشان ما عرفش يعيش من غيرها
وبعدين من غير الستات ما كنتوش انتوا اتواجدتوا اصلا
جاسر مبتسما بخبث : وهي حوا بتخلف لوحدها ، حوا محتاجة آدم اكتر ما آدم محتاج حوا
تخضبت وجنتيها بالدماء عقب عبارته
رؤي بغيظ: حوا تقدر تعيش من غير آدم ، حوا دلوقتي وزيرة وسفيرة ورئيسة جمهورية كمان
جاسر: بتفضل بردوا محتاجة آدم
رؤي: محتاجاه في ايه بقي يغيرلها الانبوبة
جاسر مبتسما: ايه اكتر حاجة بتخافي منها
رؤي: الضلمة
جاسر: ولما النور بتعملي ايه
رؤي: بدور علي بابا او عاصم
جاسر مبتسما بانتصار : بتدوري على مين معلش عيدي تاني
رؤي: بدور علي بابا اوعاصم فيها ايه دي
جاسر مبتسما: وما بتدوريش علي ماما ليه ، شوفتي بقي اول ما حوا بتحس بالخوف بتدور علي آدم عشان تستخبي في حضنه
رؤي متلعثمة: لا مش شرط علي فكرة
قام جاسر : عمي حسين ، طنط محيدة ممكن تقفوا لو سمحتوا
وقف حسين ومجيدة
جاسر: رؤي اقلعي هدومك
رؤي بصدمة: نعم لاء طبعا
جاسر بحدة: أنجزي يا رؤي ، روحي اقفي ورا مامتك او باباكي واقلعي هدومك ، يلا
ذهبت رؤي بخطي مترددة ووقفت خلف حسين
جاسر مبتسما بانتصار: بس زي ما انتي ما تقلعيش حاجة، انا قولتلك اقفي ورا مامتك او باباكي ، ليه سبتي مامتك ورحتي وقفتي ورا باباكي مع ان مامتك واقفة بعيد يعني ما حدش هيشوفك لو وقفتي وراها، شوفتي بقي ان حوا دايما محتاجة آدم
رؤي بغيظ: مش صحيح
جاسر مبتسما: انتي عارفة من جواكي ان كلامي صح بس بتجادلي وخلاص ، آدم ليه القوامة على حوا ، ادم الاصل وحوا الضل آدم الرأس وحوا العنق
رؤي بتحدي: والعنق هي من تحرك الرأس يا آدم
جاسر بتحدي: والرأس هو من يخبر العنق بالتحرك يا حواء
حسين: بس خلاص ، خلاص كفاية من الآخر عشان تسكتوا انتوا الاتنين ، آدم وحوا بيكملوا بعض ماحدش فيهم يقدر يعيش من غير التاني
آدم محتاج لحنان حوا وحبها ، وحوا محتاج لقوة آدم واحساسها بالأمان وهي معاه
مجيدة مبتسمة: اقعدوا بقي كلوا ما كنش ساندوتش طعمية الي فتح المحاضرة دي
كلها
جلس جاسر ورؤي يرمقان بعضهما بنظرات متحدية
انتهوا من الطعام فحملت رؤي الاطباق ووضعتها في المطبخ وصنعت لهم الشاي
رؤي بغيظ: الشاي يا آدم
جاسر مبتسما باستفزاز: من يد ما نعدمهاش يا حوا
حسين: انا قايم البس عشان الحق الشغل ، حد عايز حاجة وانا جاي
جاسر: لاء خليك ، اعتبر نفسك في اجازة مدفوعة الأجر
رؤي بحزن مصطنع: يا ريت ينفع
جاسر بدهشة: ليه ما ينفعش
رؤي مبتسمة بمكر: اصل صاحب الشركة راجل رخم وتنح ، ياباااي راجل غتيت اوي
شمر جاسر عن ساعديه
جاسر: آه وايه كمان
رؤي بابتسامة بلهاء: ومؤدب وابن ناس ومحترم ومتربي
جاسر ضاحكا: وايه كمان
رؤي: وقليل الادب
ثم تركتهم وركضت الي الداخل، ليضحكوا عليها
رن هاتف جاسر
علي : السلام عليكم
جاسر: وعليكم السلام، خير يا علي
علي: ما جتش لحد دلوقتي ليه يا ابني
جاسر: لاء انا أجازة لآخر الاسبوع
علي: طب وورق الصفقة الي عايز يتمضي
خبط جاسر جبينه براحة يده: اوبااا دا انا نسيته خالص
على: وملف حسابات الصفقة مع استاذ حسين واستاذ حسين لسه ماجاش
جاسر: ثانية يا علي
جاسر لحسين: ملف حسابات الصفقة خلص
حسين: ايوة يا افندم خلصان من امبارح فاضل توقيع حضرتك بس
علي: انت بتكلم استاذ حسين ازاي
جاسر: أصل انا عنده في البيت
علي مندهشا: بتعمل ايه عنده
جاسر: انت مالك يا رخم ، هو حمايا ولا حماك
علي: ماشي يا عم الله يسهله ، المهم الصفقة
جاسر: بقولك مش انت عارف عنوان استاذ حسين
علي مرتبكا : هاااا ، لا مش عارفه
جاسر ساخرا: ما تصعش يا علي ، اخلص ، هات ورق الصفقة وتعالا
علي : خلاص ماشي، مسافة السكة
جاسر لحسين: معلش يا عمي ، علي هيجي بس يجيبلي اوراق الصفقة ويمشي على طول
حسين مبتسما: مافيهاش حاجة يا ابني باشمهندس علي يشرف في اي وقت
في المطبخ
رؤي : صحيح يا ماما إيمان عاملة ايه
مجيدة : اسكتي صحيح علي الي حصلها
قصت مجيدة لرؤي ما حدث لايمان في المستشفي
مجيدة: ومن ساعتها وعمرو رافض أنها تنزل تشتغل تاني ، وكل يوم بتيجي تسأل عليكي أنا قولتلها انك مسافرة عند ناس قرايبنا في البلد
رؤي : طب أنا عايزة اطلعلها
مجيدة: استأذني من جوزك الأول
هزت رأسها إيجابا وخرجت هي ومجيدة من المطبخ
وجلسوا معهم يتحدثون الي رن هاتف جاسر مرة اخري
جاسر: ايوة يا فتحي، عملت الي قولتلك عليه
فتحي: تمام يا باشا ايمن باشا بيقولك الامانة وصلت ،اقل من 24 ساعة وصاحبك هيشرف في ابو زعبل
جاسر: تمام اوي ، عدي علي ( علي ) في الشركة
فتحي: توشكر يا باشا ، احنا في الخدمة
جاسر: اخبار الأمانة التانية ايه
فتحي بتوتر : تمام يا باشا كويسة ما تقلقش عليها
جاسر: خلي بالك منها كويس كلها يومين وترجع لابوها واخلصك منها
فتحي بحزن : حاضر يا باشا
جاسر: سلام
فتحي : مع السلامة يا باشا
اغلق جاسر الخط فوجد رؤي تنظر له بارتباك وخوف ، فهي تكره ذلك الرجل ( فتحي) منذ ما فلعه بعاصم
دق الباب، قامت رؤي لتفتح
جاسر غاضبا: استني عندك ، رايحة فين
رؤي: هفتح الباب
اشار جاسر الي ملابسها: كدة ، هتفتحي الباب كدة
رؤي: ما انا لبسه عباية اهو ، وادي الطرحة علي رأسي
جاسر بحدة: خشي جوة يا رؤي عشان ما اتغاباش عليكي
دبت الأرض بقدميها بضيق وذهبت الي الداخل
دخلت رؤي ، فقام حسين وفتح الباب
حسين مبتسما: اتفضلي يا إيمان يا بنتي
دخلت فتاة في نفس عمر رؤي ذات ملامح هادئة ، ترتدي اسدال اسود ، تنظر الي الارض بخجل
ايمان : ازيك يا عمي حسين
حسين مبتسما: الحمد لله بخير يا بنتي اتفضلي
دخلت إيمان ، فخرجت رؤي مسرعة واحتضنتها بسعادة
رؤي بسعادة: ايمان وحشتيني اوي اوي ، كدة ما تسأليش عليا كل دا
استووووووووب تعريف متأخر شوية
( إيمان سامح نورالدين ، جارة رؤي وصديقتها منذ الطفولة ، يتشابهان في الشخصية كثيرا وفي الطباع ايضا ، التؤام المتامثل ، كما اطلقت عليهم مجيدة ، لديها اخ اكبر منها(عمرو) خريج كلية تجارة، يعمل محاسب في بنك ، يحب رؤي كثيرا ويرغب في الزواج منها )
إيمان: بس يا رؤي لضربك ، انا اتصلت بيكي خمس تلاف مرة ولامرة رديتي عليا ، واختفيتي فجاءة كل يوم كنت بنزل اسأل عليكي طنط مجيدة تقولي مسافرة ، ثم اكملت بصوت منخفض انطقي بقي كنتي مختفية فين
نظرت رؤي الي جاسر
رؤي: تعالي معايا يا إيمان
اخذت صديقتها ودخلت الي غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح
وجلسا علي فراش رؤي
إيمان: مالك يا رؤي
رؤي: انا اتجوزت يا ايمان
إيمان بصدمة: اييييه اتجوزتي ، ازاي وامتي
قصت رؤي لصديقتها ما حدث منذ ذهبت الي والدها في الشركة حتي هروبها من جاسر
إيمان بصدمة: انا مش مصدقة، دا حيوان ازاي يعمل كدة
رؤي باكية: لو سمحتي يا إيمان ما تشتمهوش دا جوزي دلوقتي
إيمان: طب هو هيطلقك ولا لاء
رؤي باكية: قال في الاول انه هيطلقني وبعد كدة ، قالي لاء مش هطلقك غير لما تخلفيلي طفل وبعدين ياخده مني ويطلقني
إيمان غاضبة: كان عندي حق لما قولت حيوان ،طب وهو فين دلوقتي
رؤي: قاعد برة انتي ما شوفتهوش لما دخلتي
إيمان: لاء كنت مركزة معاكي وماخدتش بالي
طب انتي هتعملي ايه دلوقتي
رؤي باكية: مش عارفة، دا مصر انه يدبحني ومحدد الميعاد آخر الأسبوع
احتضنتها إيمان وظلت تربت على ظهرها بحنان
إيمان: بس اهدي يا رؤي خلاص
رؤي باكية: عارفة ساعات بحس ان هو كويس بس محتاج فرصة ، بحاول اساعده علي قد ما اقدر ، بس مش عارفة هو ليه مصر يدبحني
إيمان غاضبة: عشان حيوان وان شاء الله ربنا هينتقم منه
رؤي باكية: ما تدعيش عليه
إيمان بصدمة: انتي حبتيه يا رؤي انتي مجنونة دا شيطان
رؤي باكية: بس بيحاول يتوب ، بيحاول يبقي كويس
إيمان بتهكم : ولما هو بيحاول يبقي كويس مصر يعمل فيكي كدة ليه
رؤي باكية: مش عارفة
رن هاتف ايمان برقم اخيها عمرو
إيمان: سلام عليكم
عمرو بلهفة : وعليكم من السلام ، ها يا ايمان رؤي موجودة
إيمان: ايوة موجودة ، بس استني يا عمرو.....
عمرو مقاطعا: لاء مش هستني انا استنيت كتير اوي، انا نازل دلوقتي ، سلام يا إيمان
إيمان: يا عمرو استني الو
ولكن قد فات الأوان وسبق السيف العزل اغلق عمرو الخط واستعد ونزل الي الأسفل ودق باب منزل حسين ، فقام جاسر هذه المرة وفتح الباب
جاسر: مين حضرتك
عمرو: انت الي مين ، مش دا بيت استاذ حسين
حسين من الداخل: ادخل يا عمرو يا ابني
افسح له جاسر الطريق فدخل وسلم على حسين
عمرو: ازاي حضرتك يا عم حسين
حسين: بخير يا ابني الحمد لله
عمرو: واخبار عاصم ايه
تنهد حسين بحزن: حابس نفسه في اوضته وما بيخرجش منها ابدا
عمرو: معلش يا عمي ، شدة وتزول ، منه لله الي كان السبب
نظر له جاسر بغضب
عمرو بتوتر: بصراحة يا عمي انا كنت جاي اكلم حضرتك النهاردة في موضوع مهم ، كان المفروض افاتح حضرتك فيه من زمان بس انا كنت مستني لحد ما اكون نفسي واقدر افتح بين
حسين: اتفضل يا ابني
عمرو وهو ينظر ارضا: بصراحة يا عمي انا طالب ايد الانسة رؤي
حسين: معقول جاسر باشا بنفسه، رايح يجيب فول وطعمية
جاسر ساخرا: جاسر باشا زمان ماكنش معاه فلوس حتي عشان يجيب فول وطعمية
نظر له حسين بدهشة ولم يعقب
حسين: انت ليه مش عايز تطلق رؤي
جاسر: هتبقي مبسوط لما ترجع بنتك بلقب مطلقة
حسين: لقب مطلقة، احسن ما تعمل فيها زي ما عملت في تهاني وغيرها ، هو ضميرك مش بيأنبك علي الي عملته وبتعمله
جاسر : الله يرحمه، ابقي اقراله الفتحة
حسين: هو مين دا
جاسر ساخرا: ضميري
حسين: ترضي حد يعمل في بنتك او في اختك كدة
جاسر ساخرا: انا ما عنديش بنات ولو علي اختي فاتعمل فيها اكتر من كدة ، صدقني انا ما عنديش حاجة اخسرها
حسين: واخرتك الي هتخسرها بعميلك دي
جاسر ساخرا: الشيطان عارف ان مكانه النار
حسين: هو انت عندك انفصام
جاسر: اشمعنا
حسين: ماعرفش اصلك بحالات ساعات بتبقي كويس وساعات بتقلب زي دلوقتي ، وبعدين ما فيش شيطان بيصلي، ولا بيختار سور تقول انه حافظ المصحف كله ولا بيقرا القرآن بالتجويد ولا ايه
ازدرق جاسر ريقه بتوتر ، وهي يلعن بداخله تلك العائلة التي تسكته دائما بكلامها
جاسر في نفسه بضيق: ما هو رؤي مش جيباه من برة
اشتري حسين الطعام واصر جاسر علي دفع الحساب
حسين مبتسما: تعرف رؤي بتحب الطعمية في الفينو اوي
جاسر مبتسما: انا كمان بحب الطعمية في الفينو ، يلا بقي نجيب فينو
وقف جاسر وحسين امام فرن مخبوزات واشتري جاسر الكثير من الفينو والمعجنات المختلفة
ثم اصبح يقف امام الكثير من المحلات ويشتري الكثير من الأشياء
حسين: حيلك حيلك ايه يا ابني كل الي بتشتريه دا
جاسر مبتسما: انت لسه قايل ابني ، سيب ابنك بقي يا حج يشتري براحته
حسين: طب احنا هنشيل كل دا ازاي
اشار جاسر الي حرسه: وجوز الخيل الي ماشيين ورايا دول لزمتهم ايه
اشتري جاسر كل السوق تقريبا ثم عاد وهو يحمل الكثير من الحقائب هو وحسين والحارسين ، وصعدا الي اعلي
ووضعوا الحقائب علي الطاولة حتي امتلئت ثم وضعوا الباقي علي الارض
جاءت رؤي من الداخل
رؤي: ايه كل الحاجات دي
حسين: اسألي جوزك ، كان فاضله شوية وهيحط السوق نفسه في كيس ويجيبه
رؤي: فين الفطار
جاسر: دوري عليه ، والله ما فاكر هو فين
رؤي : ماشي ، اتفضل بقي ساعدني ودخل معايا الحاجات جوة
جاسر بابتسامة مشاكسة : انت تؤمر يا قمر
رؤي بخجل وبصوت منخفض: قليل الادب
أخذا بعض الحقائب ودخلا الي المطبخ
ثم خرجا واخذا البعض الآخر ودخلا الي المطبخ ، واستمر الوضع علي ما هو عليه الي ان وضعا جميع الحقائب في المطبخ
جاسر لهاثا : بوق ماية الهي يسترك
رؤي بتعب: حد قالك تجيب السوق كله
أعطته الماء ، فشرب
جاسر: عن اذنك
رؤي: استني
جاسر: نعم
رؤي: ممكن بعد اذنك يعني
جاسر: اممم عايزة ايه يا رؤي
رؤي: فضي معايا الاكياس ورتبها في امكانها
جاسر مبتسما بمكر: والمقابل
رؤي مبتسمة ، فهي اعتقدت انه سيخبرها ان لا تقول له شئ يضايقه : الي انت عايزة كله
جاسر مبتسما بخبث: ديل
بدأ يساعدها في ضب الاعراض ، الي ان انتهوا
رؤي: اخيرا خلصنا
وقفت تلتقط انفاسها مستندة علي حافة المطبخ ، فذهب ناحيتها واستند بيديه علي الحافة وحبسها بين ذراعيه
رؤي بتوتر: نعم ، عايز ايه
جاسر مبتسما بخبث: مش في بينا اتفاق ، اساعدك في ترتيب الحاجة وتعميليلي الي انا عايزة كله
رؤي ببراءة: حاضر يا سيدي مش هقولك انت شيطان تاني
ضحك عاليا بخبث: لاء انتي فاهمة غلط انا عايز حاجة تانية
رؤي بخوف: حاجة تانية زي ايه يعني
جاسر بخبث: زي دي
اقترب ليقبلها فراتهم طمطم الصغيرة فركضت الي والدها
طمطم: بابا ، بابا
حسين: خير يا حبيبتي
طمطم: عمو جاسر بيبوس رؤي في المطبخ بوسة عيب
حسين لمجيدة: نهااار ابيض، روحي قولي لجوز بنتك يتلم ، فضحنا
ذهبت مجيدة ناحية المطبخ وهي تنظر ارضا
مجيدة: احم احم
ابتعد جاسر عن رؤي سريعا وعدل هندامه باحراج
جاسر مبتسما: خير يا حماتي
نظرت مجيدة: عمك بيقولوك اتلم ، طمطم شافتكوا
لكزته رؤي بكوعها في كتفه
رؤي بصوت منخفض: شايف اخرة قلة ادبك
مجيدة مبتسمة: يلا يا ابني روح غير هدومك علي ما نحضر الفطار
خرج جاسر من المطبخ وذهب إلى غرفة رؤي
رفعت مجيدة حاجبيها بمكر ولوت شفتيها بابتسامة ماكرة
رؤي مدافعة : ايه، مش انا علي فكرة دا هو والله هو
مجيدة مبتسمة بخبث: ماشي يا بريئة يلا عشان نحضر الفطار
بدل ملابسه وخرج من الغرفة، فوجد الجميع ينتظرونهم علي طاولة الطعام ماعدا رؤي
جاسر: اومال فين رؤي
مجيدة: في المطبخ ما اعرفش بتعمل ايه
ذهب ناحية المطبخ فوجدها تقف تنظر الي الحائط بشرود
جاسر: رؤي ، يا رؤي
رؤي: هاا
جاسر: واقفة هنا ليه
رؤي بخجل : بصراحة مكسوفة أوري وشي لبابا بعد الي طمطم قالتهوله
جاسر بدهشة: يا بنتي هو انا شاقطك دا انتي مراتي
رؤي بغيظ: مش قلة ادبك هي السبب
اقترب جاسر ببطئ وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة
رؤي بخوف: ايه في ايه انت بتقرب ليه
جاسر ببراءة مصطنعة : هقولك سر ومش عايز حد يسمعه
رؤي بفضول وبراءة : بجد ايه
ما كاد يقترب منها حتي صوت مجيدة تنادي عليهم
مجيدة: يا جاسر يا رؤي ، يلا يا أولاد
فابتعدت عنه بخجل وسبقته للخارج وهو خلفها ، جلسا علي طاولة الطعام
مجيدة: ايه الي اخركوا كل دا
جاسر مبتسما: ابدا ، كنت بتناقش انا ورؤي في موضوع مهم، صح يا رؤي
نظرت له بخجل ولم ترد
مجيدة: طب ابقي ناقش مواضيعك المهمة والباب مقفول
جاسر مبتسما: حاضر يا حماتي
صنعت رؤي لنفسها ساندويتش طعمية في العيش الفينو ، همت ان تأكلها عندما اخذه جاسر منها
جاسر باسفزاز: شكرا يا رؤي
رؤي بغيظ: دا بتاعي
جاسر: اعملي لنفسك غيره
نظرت له بغيظ وصنعت واحد آخر وقبل ان تأكله فعلها جاسر مرة اخري
رؤي بغيظ: يوووه بقي ما تعمل لنفسك
جاسر لمجيدة : يرضيكي يعني يا حماتي اعمل لنفسي ومراتي قاعدة
مجيدة مبتسمة: لاء طبعا ما ينفعش
رؤي بغيظ: ليه ان شاء الله كنت خدامتك يا سي جاسر
جاسر ببرود: من واجبك تخدميني
رؤي بغيظ: لاء طبعا مش واجبي اخدمك ، حواء ما اتخلقتش عشان تخدم آدم
جاسر ساخرا: اومال اتخلقت ليه يا فلحوسة
رؤي: اتخلقت لما آدم استوحش الجنة ، تخيل استوحش الجنة ، فربنا خلقها من ضلعه وهو نايم عشان تبقي ونيس ليه مش عشان تخدمه
جاسر : حوا السبب في نزول آدم على الارض
هي الي شجعته ياكل من التفاحة
رؤي : لا عندك بقي ، في القرآن الكريم ربنا تبارك وتعالى قال( فسوس لهما الشيطان ) وبعدين حوا كانت زي ضل آدم ما بتعملش حاجة غير لما هو يعملها الاول كانت بتقلده في كل حاجة يعني هي كلت من التفاحة لما آدم كل منها
جاسر: يا ماما آدم بيعيش ملك من غير حوا انتوا كمليات في الحياة
رؤي بغيظ: لاء بقي ، لما حوا وآدم نزلوا الارض ، آدم نزل في الهند وحواء في مكة واتجمعوا علي جبل عرفات يعني هو الي فضل يلف الارض عشان يلقيها ، عشان ما عرفش يعيش من غيرها
وبعدين من غير الستات ما كنتوش انتوا اتواجدتوا اصلا
جاسر مبتسما بخبث : وهي حوا بتخلف لوحدها ، حوا محتاجة آدم اكتر ما آدم محتاج حوا
تخضبت وجنتيها بالدماء عقب عبارته
رؤي بغيظ: حوا تقدر تعيش من غير آدم ، حوا دلوقتي وزيرة وسفيرة ورئيسة جمهورية كمان
جاسر: بتفضل بردوا محتاجة آدم
رؤي: محتاجاه في ايه بقي يغيرلها الانبوبة
جاسر مبتسما: ايه اكتر حاجة بتخافي منها
رؤي: الضلمة
جاسر: ولما النور بتعملي ايه
رؤي: بدور علي بابا او عاصم
جاسر مبتسما بانتصار : بتدوري على مين معلش عيدي تاني
رؤي: بدور علي بابا اوعاصم فيها ايه دي
جاسر مبتسما: وما بتدوريش علي ماما ليه ، شوفتي بقي اول ما حوا بتحس بالخوف بتدور علي آدم عشان تستخبي في حضنه
رؤي متلعثمة: لا مش شرط علي فكرة
قام جاسر : عمي حسين ، طنط محيدة ممكن تقفوا لو سمحتوا
وقف حسين ومجيدة
جاسر: رؤي اقلعي هدومك
رؤي بصدمة: نعم لاء طبعا
جاسر بحدة: أنجزي يا رؤي ، روحي اقفي ورا مامتك او باباكي واقلعي هدومك ، يلا
ذهبت رؤي بخطي مترددة ووقفت خلف حسين
جاسر مبتسما بانتصار: بس زي ما انتي ما تقلعيش حاجة، انا قولتلك اقفي ورا مامتك او باباكي ، ليه سبتي مامتك ورحتي وقفتي ورا باباكي مع ان مامتك واقفة بعيد يعني ما حدش هيشوفك لو وقفتي وراها، شوفتي بقي ان حوا دايما محتاجة آدم
رؤي بغيظ: مش صحيح
جاسر مبتسما: انتي عارفة من جواكي ان كلامي صح بس بتجادلي وخلاص ، آدم ليه القوامة على حوا ، ادم الاصل وحوا الضل آدم الرأس وحوا العنق
رؤي بتحدي: والعنق هي من تحرك الرأس يا آدم
جاسر بتحدي: والرأس هو من يخبر العنق بالتحرك يا حواء
حسين: بس خلاص ، خلاص كفاية من الآخر عشان تسكتوا انتوا الاتنين ، آدم وحوا بيكملوا بعض ماحدش فيهم يقدر يعيش من غير التاني
آدم محتاج لحنان حوا وحبها ، وحوا محتاج لقوة آدم واحساسها بالأمان وهي معاه
مجيدة مبتسمة: اقعدوا بقي كلوا ما كنش ساندوتش طعمية الي فتح المحاضرة دي
كلها
جلس جاسر ورؤي يرمقان بعضهما بنظرات متحدية
انتهوا من الطعام فحملت رؤي الاطباق ووضعتها في المطبخ وصنعت لهم الشاي
رؤي بغيظ: الشاي يا آدم
جاسر مبتسما باستفزاز: من يد ما نعدمهاش يا حوا
حسين: انا قايم البس عشان الحق الشغل ، حد عايز حاجة وانا جاي
جاسر: لاء خليك ، اعتبر نفسك في اجازة مدفوعة الأجر
رؤي بحزن مصطنع: يا ريت ينفع
جاسر بدهشة: ليه ما ينفعش
رؤي مبتسمة بمكر: اصل صاحب الشركة راجل رخم وتنح ، ياباااي راجل غتيت اوي
شمر جاسر عن ساعديه
جاسر: آه وايه كمان
رؤي بابتسامة بلهاء: ومؤدب وابن ناس ومحترم ومتربي
جاسر ضاحكا: وايه كمان
رؤي: وقليل الادب
ثم تركتهم وركضت الي الداخل، ليضحكوا عليها
رن هاتف جاسر
علي : السلام عليكم
جاسر: وعليكم السلام، خير يا علي
علي: ما جتش لحد دلوقتي ليه يا ابني
جاسر: لاء انا أجازة لآخر الاسبوع
علي: طب وورق الصفقة الي عايز يتمضي
خبط جاسر جبينه براحة يده: اوبااا دا انا نسيته خالص
على: وملف حسابات الصفقة مع استاذ حسين واستاذ حسين لسه ماجاش
جاسر: ثانية يا علي
جاسر لحسين: ملف حسابات الصفقة خلص
حسين: ايوة يا افندم خلصان من امبارح فاضل توقيع حضرتك بس
علي: انت بتكلم استاذ حسين ازاي
جاسر: أصل انا عنده في البيت
علي مندهشا: بتعمل ايه عنده
جاسر: انت مالك يا رخم ، هو حمايا ولا حماك
علي: ماشي يا عم الله يسهله ، المهم الصفقة
جاسر: بقولك مش انت عارف عنوان استاذ حسين
علي مرتبكا : هاااا ، لا مش عارفه
جاسر ساخرا: ما تصعش يا علي ، اخلص ، هات ورق الصفقة وتعالا
علي : خلاص ماشي، مسافة السكة
جاسر لحسين: معلش يا عمي ، علي هيجي بس يجيبلي اوراق الصفقة ويمشي على طول
حسين مبتسما: مافيهاش حاجة يا ابني باشمهندس علي يشرف في اي وقت
في المطبخ
رؤي : صحيح يا ماما إيمان عاملة ايه
مجيدة : اسكتي صحيح علي الي حصلها
قصت مجيدة لرؤي ما حدث لايمان في المستشفي
مجيدة: ومن ساعتها وعمرو رافض أنها تنزل تشتغل تاني ، وكل يوم بتيجي تسأل عليكي أنا قولتلها انك مسافرة عند ناس قرايبنا في البلد
رؤي : طب أنا عايزة اطلعلها
مجيدة: استأذني من جوزك الأول
هزت رأسها إيجابا وخرجت هي ومجيدة من المطبخ
وجلسوا معهم يتحدثون الي رن هاتف جاسر مرة اخري
جاسر: ايوة يا فتحي، عملت الي قولتلك عليه
فتحي: تمام يا باشا ايمن باشا بيقولك الامانة وصلت ،اقل من 24 ساعة وصاحبك هيشرف في ابو زعبل
جاسر: تمام اوي ، عدي علي ( علي ) في الشركة
فتحي: توشكر يا باشا ، احنا في الخدمة
جاسر: اخبار الأمانة التانية ايه
فتحي بتوتر : تمام يا باشا كويسة ما تقلقش عليها
جاسر: خلي بالك منها كويس كلها يومين وترجع لابوها واخلصك منها
فتحي بحزن : حاضر يا باشا
جاسر: سلام
فتحي : مع السلامة يا باشا
اغلق جاسر الخط فوجد رؤي تنظر له بارتباك وخوف ، فهي تكره ذلك الرجل ( فتحي) منذ ما فلعه بعاصم
دق الباب، قامت رؤي لتفتح
جاسر غاضبا: استني عندك ، رايحة فين
رؤي: هفتح الباب
اشار جاسر الي ملابسها: كدة ، هتفتحي الباب كدة
رؤي: ما انا لبسه عباية اهو ، وادي الطرحة علي رأسي
جاسر بحدة: خشي جوة يا رؤي عشان ما اتغاباش عليكي
دبت الأرض بقدميها بضيق وذهبت الي الداخل
دخلت رؤي ، فقام حسين وفتح الباب
حسين مبتسما: اتفضلي يا إيمان يا بنتي
دخلت فتاة في نفس عمر رؤي ذات ملامح هادئة ، ترتدي اسدال اسود ، تنظر الي الارض بخجل
ايمان : ازيك يا عمي حسين
حسين مبتسما: الحمد لله بخير يا بنتي اتفضلي
دخلت إيمان ، فخرجت رؤي مسرعة واحتضنتها بسعادة
رؤي بسعادة: ايمان وحشتيني اوي اوي ، كدة ما تسأليش عليا كل دا
استووووووووب تعريف متأخر شوية
( إيمان سامح نورالدين ، جارة رؤي وصديقتها منذ الطفولة ، يتشابهان في الشخصية كثيرا وفي الطباع ايضا ، التؤام المتامثل ، كما اطلقت عليهم مجيدة ، لديها اخ اكبر منها(عمرو) خريج كلية تجارة، يعمل محاسب في بنك ، يحب رؤي كثيرا ويرغب في الزواج منها )
إيمان: بس يا رؤي لضربك ، انا اتصلت بيكي خمس تلاف مرة ولامرة رديتي عليا ، واختفيتي فجاءة كل يوم كنت بنزل اسأل عليكي طنط مجيدة تقولي مسافرة ، ثم اكملت بصوت منخفض انطقي بقي كنتي مختفية فين
نظرت رؤي الي جاسر
رؤي: تعالي معايا يا إيمان
اخذت صديقتها ودخلت الي غرفتها وأغلقت الباب بالمفتاح
وجلسا علي فراش رؤي
إيمان: مالك يا رؤي
رؤي: انا اتجوزت يا ايمان
إيمان بصدمة: اييييه اتجوزتي ، ازاي وامتي
قصت رؤي لصديقتها ما حدث منذ ذهبت الي والدها في الشركة حتي هروبها من جاسر
إيمان بصدمة: انا مش مصدقة، دا حيوان ازاي يعمل كدة
رؤي باكية: لو سمحتي يا إيمان ما تشتمهوش دا جوزي دلوقتي
إيمان: طب هو هيطلقك ولا لاء
رؤي باكية: قال في الاول انه هيطلقني وبعد كدة ، قالي لاء مش هطلقك غير لما تخلفيلي طفل وبعدين ياخده مني ويطلقني
إيمان غاضبة: كان عندي حق لما قولت حيوان ،طب وهو فين دلوقتي
رؤي: قاعد برة انتي ما شوفتهوش لما دخلتي
إيمان: لاء كنت مركزة معاكي وماخدتش بالي
طب انتي هتعملي ايه دلوقتي
رؤي باكية: مش عارفة، دا مصر انه يدبحني ومحدد الميعاد آخر الأسبوع
احتضنتها إيمان وظلت تربت على ظهرها بحنان
إيمان: بس اهدي يا رؤي خلاص
رؤي باكية: عارفة ساعات بحس ان هو كويس بس محتاج فرصة ، بحاول اساعده علي قد ما اقدر ، بس مش عارفة هو ليه مصر يدبحني
إيمان غاضبة: عشان حيوان وان شاء الله ربنا هينتقم منه
رؤي باكية: ما تدعيش عليه
إيمان بصدمة: انتي حبتيه يا رؤي انتي مجنونة دا شيطان
رؤي باكية: بس بيحاول يتوب ، بيحاول يبقي كويس
إيمان بتهكم : ولما هو بيحاول يبقي كويس مصر يعمل فيكي كدة ليه
رؤي باكية: مش عارفة
رن هاتف ايمان برقم اخيها عمرو
إيمان: سلام عليكم
عمرو بلهفة : وعليكم من السلام ، ها يا ايمان رؤي موجودة
إيمان: ايوة موجودة ، بس استني يا عمرو.....
عمرو مقاطعا: لاء مش هستني انا استنيت كتير اوي، انا نازل دلوقتي ، سلام يا إيمان
إيمان: يا عمرو استني الو
ولكن قد فات الأوان وسبق السيف العزل اغلق عمرو الخط واستعد ونزل الي الأسفل ودق باب منزل حسين ، فقام جاسر هذه المرة وفتح الباب
جاسر: مين حضرتك
عمرو: انت الي مين ، مش دا بيت استاذ حسين
حسين من الداخل: ادخل يا عمرو يا ابني
افسح له جاسر الطريق فدخل وسلم على حسين
عمرو: ازاي حضرتك يا عم حسين
حسين: بخير يا ابني الحمد لله
عمرو: واخبار عاصم ايه
تنهد حسين بحزن: حابس نفسه في اوضته وما بيخرجش منها ابدا
عمرو: معلش يا عمي ، شدة وتزول ، منه لله الي كان السبب
نظر له جاسر بغضب
عمرو بتوتر: بصراحة يا عمي انا كنت جاي اكلم حضرتك النهاردة في موضوع مهم ، كان المفروض افاتح حضرتك فيه من زمان بس انا كنت مستني لحد ما اكون نفسي واقدر افتح بين
حسين: اتفضل يا ابني
عمرو وهو ينظر ارضا: بصراحة يا عمي انا طالب ايد الانسة رؤي
الفصل الحادي والعشرين الجزء الثاني
عمرو وهو ينظر ارضا: بصراحة يا عمي انا طالب ايد الانسة رؤي
صاح جاسر غاضبا: طالب ايد مين يا روح امك
عمرو مندهشا: في ايه يا استاذ انت ازاي تتكلم معايا بالطريقة دي ، انت مين اصلا
جاسر ساخرا: انا جوز الانسة رؤي الي انت جاي تخطبها
عمرو بصدمة سرعان ما تحولت لغضب : جوزها، ازاي يعني ، رؤي اتجوزت امتي ، انت اكيد كداب
انقض عليه جاسر بلكمة قاسية اطاحته أرضا
خرجت رؤي من الغرفة مسرعة هي وإيمان عندما سمعوا صوت الشجار بالخارج
امسك جاسر ، عمرو من تلابيب ثيابه
توالت اللكمات الغاضبة من جاسر الي عمرو الذي يحاول الدفاع عن نفسه
جاسر غاضبا: جاي تخطب مراتي يا ابن ال........
حاول حسين تخليص عمرو من يد جاسر لكن دون فائدة
حسين: سيبوه يا جاسر ، يا ابني سيبوه
اسرعت رؤي تحاول تخليص عمرو من يد جاسر
رؤي باكية: كفاية بقي ، ابعد عنه ، سيبوا يا جاسر
نظر لها جاسر بغضب
دخل علي مسرعا عندما سمع صوت الشجار ووقف بجسده حائلا بين عمرو وجاسر
علي : صلوا على النبي يا جماعة ، فيه ايه
عمرو غاضبا: انت حيوان مش بني آدم ، انا مش فاهم ازاي رؤي تتجوز حيوان زيك
جاسر غاضبا: سبني يا علي ، ورحمة امي لأقتله
علي : خلاص بقي يا جاسر، وانت يا استاذ انت ايه دا هو أنت
جاسر غاضبا : أنت تعرفه
علي بتوتر : دا اخو الممرضة الي الحارس بتاعك حاول يعتدي عليها
عمرو غاضبا : ما هو لازم يبقي ×××× زي الي مشغلة
اشتعلت عيني جاسر من الغضب فصاح في علي الذي يحاول تقييد حركته : سيبني يا علي هقتله يعني هقتله
رؤي باكية: عشان خاطري يا جاسر كفاية
جاسر غاضبا: انتي لسه حسابك معايا
علي سريعا : اتفضل بقي يا استاذ انت اتفضل
دفع علي عمرو سريعا الي خارج الشقة قبل أن يفتك به جاسر ، لحقته ايمان اخته
، فامسك جاسر يد رؤي وجرها خلفه حتي دخل غرفتها واغلق الباب بالمفتاح والقاها علي الارض
جاسر غاضبا: بقي دا حبيب القلب ، الي مش راضية تخليني المسك عشانه صح
رؤي باكية: غلط والله غلط انت فاهم غلط
جاسر غاضبا: لا انا فاهم صح وصح جدا ، عارفة يا رؤي انا كنت لغيت موضوع اخر الاسبوع دا خالص بما ان علاقتنا بدأت تتحسن ، بس بالي حصل النهاردة ، هخليه يوم اسود عليكي وعلى الي خلفوكي ، هكرهك في اليوم الي اتولدتي فيه
رؤي باكية: جاسر ابوس ايدك والله انت فاهم غلط ، انا ما كنتش اعرف والله انه عايز يتقدملي
جاسر ساخرا: وانا المفروض بقي اصدق ، ثم قال مقلدا عمرو كان المفروض افاتح حضرتك في الموضوع دا من زمان ، دا الموضوع طلع قديم بقي
رؤي باكية: والله ما كنت اعرف والله عمري ما اتكلمت معاه ، غير في حدود الأدب وبس ، والله ما بحبه ، والله العظيم دايما بعتبره عاصم اخويا
اعملك ايه عشان تصدقني ، طب يا رب اموت لو بكدب
جاسر سريعا: بعد الشر
هدأت العاصفة التي في داخل الغرفة ولكن العاصفة الخارجية لم تهدأ بعد فمنذ أن اخذ جاسر رؤي في الغرفة واغلق الباب ، بدأ الجميع يدقون عليه الباب كي يفتح لهم
علي: افتح يا جاسر، بطل جنان
عاصم غاضبا: افتح يا جاسر ، رؤي رؤي سمعاني
ردت رؤي من الداخل بصوت حاولت جعله طبيعيا : انا كويسة يا عاصم ما تقلقش
مجيدة باكية: افتح يا ابني انت وعدتني انك مش هتأذيها ، افتح بقي
رؤي: يا ماما ما تخافيش والله انا كويسة ، اتفضلوا واحنا هنحصلكوا
رحل الجميع من امام الغرفة
اعتدلت جالسة على الارض وهي ترمق جاسر بنظرات حزن وخوف
جاسر في نفسه: ايه الي انا نيلته ادينا رجعنا لنقطة الصفر تاني ، هي ذنبها ايه ان الحيوان دا كان عايز يخطبها ، هي حلفتلي انها ما كنتش تعرف وانها ما بتحبوش وهي عمرها ابدا ما هتحلف كدب
جثي علي ركبتيه بجانبها ، فابتعدت للخلف بخوف ولكنه كان الاسرع حين ضمها بين ذراعيه بحنان ، شعر بتيبس جسدها من الخوف ودموعها التي تتسابق في الهروب من عينيها فبدأ يربت علي ظهرها بحنان
جاسر بصوت هادئ: اهدي يا رؤي ، خلاص انا مصدقك والله مصدقك ، انا عارف ان عمرك ما هتحلفي كدب ، اهدي خلاص ، انا انا انا اسف يا رؤي ، آسف
ظل ضاما إياها الي صدره ، حتي هدأت تماما ، فابتعدت عنه ، وقامت وخرجت من الغرفة وذهبت إلى الحمام في صمت اقلقه
خرج جاسر من الغرفة اليهم ، فاسرع عاصم وامسكه من تلابيب ثيابه
عاصم غاضبا: عملت ايه فى اختي ، عارف لو اذتها هقتلك يا جاسر
حسين راجيا : يا ابني طلقها بقي ابوس ايدك ، هتموتها ، حرام عليك خلي في قلبك شوية رحمة
في هذه الاثناء خرجت رؤي من الحمام وهي مرتدية نقابها لوجود علي
رؤي بمرح : في ايه يا جماعة مالكوا عاملين زي الزملكوية لما بيخسروا ليه كدة
ضحك الجميع علي مزاحها ، اما عاصم فاسرع واحتضنها : رؤي حبيبتي انتي كويسة، عملك حاجة الحيوان دا
رؤي بهدوء انا كويسة اهو يا عاصم ، أنا وجاسر كنا بنتناقش مش اكتر ، بس هو كان غضبان شوية
نظر لها الجميع بدهشة على رأسهم جاسر
رؤي : تشرب ايه يا باشمهندس
علي: لا ابدا ولا حاجة
رؤي: ازاي يعني، لازم تشرب حاجه
علي : شاي
رؤي: وانت يا جاسر
جاسر: شاي بردوا
رؤي: وانت يا عاصم
عاصم: انا هشرب قهوة سادة علي روح اختي الي اتجنت
رؤي: وانت يا بابا
حسين مندهشا: رؤي حبيبتي مالك
رؤي: مالي يا جماعة في ايه ، ها يا بابا هتشرب ايه
حسين: شاي يا رؤي
تركتهم ودخلت الي المطبخ وبدأت تعد المشروبات
في الخارج، نظر عاصم لجاسر بكرة ثم دخل غرفته وصفع الباب خلفه
جلس علي وجاسر وحسين صامتين بعض الوقت
علي :احم ، ورق الصفقة
اخذ جاسر الورق وقلم من علي ثم مضي الورق
جاسر لحسين: حسابات الصفقة فين يا استاذ حسين
دخل حسين غرفته واحضر له الملف ، فراجعه جاسر ثم مضاه
في المطبخ
وقفت مجيدة بجانب رؤي وربتت علي كتفها بحنان
رؤي مبتسمة: ماما ، هو ليه الانتحار حرام
شهقت مجيدة بفزع ووضعت يدها علي فمها : اوعي يا رؤي ، اوعي يا بنتي تعملي كدة ، اصبري واحتسبي وان شاء الله ربنا هيعوضك ، الي بينتحر يا حبيبتي ، بيموت كافر ، لأنه مش هو اللي خلق نفسه فملوش الحق انه ينهيها ، اوعي يا رؤي تعملي كدة
هزت رؤي رأسها إيجابا واكملت ما تفعل
رؤي: بس ربنا رحيم بينا ، وعارف ان الي بيعمل كدة بيبقى مضطر ولا ايه
امسكت مجيدة رؤي من مرفقيها وهزتها بعنف
مجيدة: فوقي يا رؤي ، اوعي تعملي كدة ، فاهمة ، اوعي
امسك بصينية المشروبات وخرجت اليهم، تبعتها مجيدة فهي خائفة ان تفعل في نفسها شئ
ووضعت المشروبات امامهم
حسين: كنتوا بتزعقوا ليه
رؤي: ما فيش يا بابا
مجيدة: لاء فيه
رؤي: خلاص يا ماما
جاسر: في ايه
مجيدة: رؤي عايزة....
رؤي مقاطعة: خلاص يا ماما
جاسر: لاء مش خلاص ، رؤي عايزة ايه يا حماتي
مجيدة: رؤي عايزة تنتحر يا جاسر باشا
جحظت اعينهم في صدمة
جاسر غاضبا: انتي اتجننتي يا رؤي
ظلت تستمع اليهم كلا منهم يخبرها ان الانتحار حرام وكفر ، كل منهم يشدو كما يريد كأنها لا تعرف ذلك ظلت تتابعهم بنظرات خاوية جامدة
فاقت من شرودها عندما امسك جاسر بذراعيها وهزها بعنف : فوقي يا رؤي
نظرت له بخواء وابعدت يده عنها وتركته ودخلت الي المطبخ لتعد الغداء
علي: جاسر خلي بالك منها ، واضح ان حالتها النفسية سيئة جدا، خد بالك لتعمل حاجة في نفسها
هز رأسه إيجابا ، فرحل علي
حسين غاضبا: لو بنتي جرالها حاجة هقتلك يا جاسر
لم يعره انتباها دخل سريعا الي المطبخ فوجدها تمسك سكينة كبيرة
جاسر بخوف: رؤي سيبي السكينة
التفت اليه رؤي وهي تقطع الخضروات
رؤي ببراءة:، اومال هقطع الخضار بايه يا جاسر
جاسر: سيبيه انا هقطعه
ثم ذهب ناحيتها واخذ السكينة وبدأ يقطع الخضروات بدلا عنها
دخلت مجيدة المطبخ: معقول يا جاسر يا ابني ، انت الي واقف بتعمل الأكل ، كدة ينفع يا رؤي
رؤي: هو الي اصر ياخد السكينة
جاسر: ما فيهاش حاجة يا حماتي ، اتفضلي حضرتك وانا هاخد بالي من رؤي قصدي من الأكل
فهمت مجيدة ما يفعل جاسر فهزت رأسها إيجابا وخرجت من المطبخ
بدأ جاسر يساعد رؤي في اعداد الطعام ونظره مسلط عليها كلما وجدها تمسك بشئ حاد يأخذه منها
رؤي: يوووه بقي يا جاسر ، هات السكينة
جاسر: لاء ، قولتلك سبيها انا هعملها
رؤي بعند : لاء انا الي هعملها
جاسر: بس يا بت
رؤي بغيظ: انت مستفز علي فكرة
جاسر ضاحكا: عارف
رفع أذان العصر في الجوامع
رؤي: العصر أذن روح صلي
جاسر بقلق: وانتي مش هتيجي تصلي
رؤي: لما اخلص الأكل
جاسر بحدة: ما يولع الاكل نجيب من برة
رؤي: روح انت وانا هحصلك
جاسر: طب ما تيجي معايا
رؤي ساخرة: ليه هتوه
نظر لها جاسر بغضب ثم تركها
رؤي في نفسها بخبث: اصبر عليا ، دا انا هجننك زي ما كنت بتموتني من الرعب ، بحبك يا جاسوره
ذهب جاسر وتوضأ وصلي العصر ، وعاد إلى المطبخ مسرعا، فوجدها تجلس علي الارض تبكي وفي يدها سكينة صغيرة عليها قطرات من الدماء
هرع اليها مسرعا : انتي عملتي ايه يا مجنونة
رؤي باكية: كنت بقشر الجزر واتعورت
جاسر: اتعورتي عند معصم ايدك وانتي بتقشري الجزر ، انتي بتكذبي عليا يا رؤي
فحص جاسر الجرح فوجده جرح سطحي غير خطير
تنهد بارتياح: الحمد لله جرح سطحي، قومي معايا يلا
قامت معه فدخل الي الغرفة
جاسر: عندكوا علبة إسعافات
رؤي: في الحمام
خرج من الغرفة مسرعا ، لتبتسم بشر ، فهي من جرحت نفسها ذلك الجرح البسبط عندما رأته قد انتهي من الصلاة ، كل ما في الأمر أنها قررت تغير الخطة التي تستخدمها لتغلب علي شيطانه بطريقة مكر حواء
دخل جاسر مسرعا لتختفي ابتسامتها وتحل مكانها سيل من الدموع
جاسر: اهدي خلاص بطلي عياط
رؤي باكية: جاسر، هو انا هموت
جاسر سريعا: بعد الشر عليكي ، ما تخافيش دا جرح سطحي من تقشير الجزر ولا ايه
نظف جاسر الجرح وربطه
جاسر: عارفه يا رؤي لو عملتي كدة تاني هاديكي عشر حقن
رؤي بخوف كالأطفال: لا لا خلاص مش هعمل كدة تاني
جاسر: شطورة
رؤي: جاسر
جاسر: نعم
رؤي: هو انت لسه مصر علي موضوع آخر الأسبوع دا
جاسر: أجلي الكلام في الموضوع دا ، لما يجي وقته
هزت رأسها إيجابا بخوف
رؤي: عن اذنك، هروح اكمل الغدا
تركته وخرجت من الغرفة فخرج وراءها ، فوجدها تمسك السكينة تقطع خضروات السلطة
جاسر في نفسه: ماشي انا هحرمك تمسكي سكاكين خالص
اقترب منها بهدوء الي ان وقف خلفها وامسك يديها الممسكة بالسكين وبدا يقطع الخضروات وهو ممسكا بها ، فشهقت بخوف
رؤي بخوف: لو سمحت ابعد ، عشان خاطري يا جاسر ما تعملش كدة
جاسر مستفهما: اعمل ايه
رؤي بخوف: بابا لو شافني بالمنظر الي انت عملته قبل كدة ، هيحصله حاجة والله
تذكر جاسر عندما مزق ظهر عبائتها ومنعها من ارتداء غيرها ، وظلت ممسكة بها بيديها حتي لا تسقط ، فنظر لها بحزن
جاسر: ما تخافيش مش هعملك حاجه
رؤي بخوف: بجد
جاسر: بجد
رؤي: طب ممكن تسبني
ابتعد بعض خطوات وتركها ، فذهبت من امامه وبدأت في صنع الكيكة التي يحبها
جاسر: بتعملي ايه
رؤي مبتسمة: كيكة بالشوكولاتة ، مش انا قولتلك امبارح هعملك واحدة الصبح، نرمين قالتلي انك بتحبها اوي
ترك ما في يده وتقدم منها حتى اصبح امامها مباشرة
جاسر مبتسما: وانتي هتعمليها عشان انا بحبها
رؤي بارتباك: اااه ، قصدي لا ، يعني قصدي انها حلوة يعني
مال جاسر بوجهه وقبلها من وجنتها ، فاشتعلت وجنتها بحمرة الخجل
وهمس في اذنها
جاسر مبتسما: بعشق الورد الچوري
رؤي بخجل: لو سمحت عايزة اكمل الكيكة
ابتعد خطوة واحدة ثم مال بوجهه وقبل وجنتها الاخري
جاسر،: عشان التانية ما تزعلش
تصنعت انشغالها في عمل الكيكة حتي تداري خجلها
وأكمل جاسر السلطة
جاسر: رؤي ، هو الي اسمه عمرو دا ......
رؤي وهي علي وشك البكاء: والله ما بحبه
جاسر: عارف ، انا مش قصدي كدة ، عمره ما لمحلك انه بيحبك ، بعتلك رسالة مثلا ، خلي اخته تقولك كدة يعني
هزت رأسها نفيا
جاسر: خلاص ماشي
رؤي: يعني انت مصدقني
هز جاسر رأسه إيجابا: لو ما كنتش مصدقك كنت قتلتك
ازذرقت ريقها بخوف
رؤي: هو احنا مش هنروح لنرمين تاني
جاسر: هنرحلها يوم الخميس قبل ما نروح
رؤي: طب ممكن تسبني هنا اسبوع واحد بس ، وانت حاطط حرس في كل حتة اكيد مش هعرف اهرب
جاسر: لا يا رؤي انتي هترجعي معايا
رؤي: بس يعني......
جاسر مقاطعا بحدة: خلاص يا رؤي الي عندي قولته
رؤي بصوت منخفض: بكرهك
سمعها وانفطر قلبه لتلك الكلمة ، كور قبضته بغضب
في الشقة التي تعلو شقة حسين
جلست ايمان بجانب اخيها تمض جراحه النازفة
عمرو ساخرا: فضلت 5 سنين احبها وفي الآخر اتجوزت واحد تاني
إيمان بحزن: ما تظلمهاش يا عمرو رؤي اتجوزت الي اسمه جاسر دا غصب عنها
نظر عمرو بها بانتباه : غصب عنها ازاي يعني
تنهدت إيمان بحزن : هقولك
ثم بدأت تقص عليه كل ما قالته لها رؤي منذ مقابلتها جاسر أول مرة في الشركة
عمرو غاضبا: دا مستحيل يكون بني آدم دا شيطان ، شيطان وأنا الي هخلصها منه
أسرع عمرو بالنزول لاسفل وايمان تهرول خلفه
ايمان سريعا: عمرو استني بس يا عمرو
دقات شديدة علي باب المنزل
جعلت رؤي تقبض علي ذراع جاسر بخوف
رؤي بخوف: في ايه
جاسر مبتسما من فعلتها: ما تخافيش خليكي هنا وأنا هشوف في ايه
خرج من المطبخ مسرعا فوجد حسين قد فتح الباب ليدخل عمرو كالاعصار ، وما ان يري جاسر حتي امسكه من تلابيب ملابسه
عمرو غاضبا: آه يا كلب يا قذر يا ........ ، متجوزها غصب عنها عشان رغباتك المريضة يا حيوان وبتساومها بعد ما تخلف وتاخد ابنها تطلقها وترميها
جحظت عيني جاسر بصدمة كيف عرف ، بالتأكيد أخبرت رؤي شقيقته ، فاخبرته الاخيرة
نفض جاسر يد عمرو بغضب ولكمه بقوة اسقطه ارضا
فقام عمرو غاضبا وسدد له لكمة قوية ، وبدأ العراك يشتعل ، حتي تجمع الجيران ، محاولين الفض بينهما
عمرو غاضبا : هقتلك يا حيوان ، وهتجوزها وانسيها الي انت عملته فيها يا قذر
فارت الدماء في رأس جاسر وانقض علي عمرو يفتك به
جاسر غاضبا: وحياة امك ، لقتلك يا ........ ، يا ابن ال.........
رؤي صارخة: كفاية يا جاسر حرام عليك كفاية
وكان نصيبها صفعة قوية نزلت علي وجنتها
جاسر غاضبا: اخرسي حسابك معايا بعدين
عمرو غاضبا : بتمد ايدك عليها يا كلب
صعد حرس جاسر مسرعين وابعدوا جاسر عن عمرو قبل ان يقتله
جاسر للحرس : خليكوا هنا وقول للباقي يجهزوا العربيات
ثم جذب يد رؤي ودخل الي غرفتها ورمي النقاب بوجهها
جاسر غاضبا: البسي دا ، يلااااا
هزت رأسها إيجابا بفزع وهي تبكي وارتدت النقاب سريعا
فجذبها من يدها الي خارج البيت
ومنع الحرس حسين ومجيدة وعاصم من الوصول لها
حسين باكيا،: سيبها يا باشا ابوس رجلك
مجيدة: يا ابني حرام عليك طلقها بقي وسيبها
عاصم غاضبا: هقتلك يا جاسر
لم يعرهم انتباها ظل يجذبها الي ان ادخلها سيارته قصرا وركب بجانبها وانطلق السائق بالسيارة
ظل جسدها ينتفض من البكاء والخوف
رؤي باكية: والله ما.......
جاسر مقاطعا بغضب،: ولا كلمة فااااهمة
رؤي باكية: حاااضر
عمرو وهو ينظر ارضا: بصراحة يا عمي انا طالب ايد الانسة رؤي
صاح جاسر غاضبا: طالب ايد مين يا روح امك
عمرو مندهشا: في ايه يا استاذ انت ازاي تتكلم معايا بالطريقة دي ، انت مين اصلا
جاسر ساخرا: انا جوز الانسة رؤي الي انت جاي تخطبها
عمرو بصدمة سرعان ما تحولت لغضب : جوزها، ازاي يعني ، رؤي اتجوزت امتي ، انت اكيد كداب
انقض عليه جاسر بلكمة قاسية اطاحته أرضا
خرجت رؤي من الغرفة مسرعة هي وإيمان عندما سمعوا صوت الشجار بالخارج
امسك جاسر ، عمرو من تلابيب ثيابه
توالت اللكمات الغاضبة من جاسر الي عمرو الذي يحاول الدفاع عن نفسه
جاسر غاضبا: جاي تخطب مراتي يا ابن ال........
حاول حسين تخليص عمرو من يد جاسر لكن دون فائدة
حسين: سيبوه يا جاسر ، يا ابني سيبوه
اسرعت رؤي تحاول تخليص عمرو من يد جاسر
رؤي باكية: كفاية بقي ، ابعد عنه ، سيبوا يا جاسر
نظر لها جاسر بغضب
دخل علي مسرعا عندما سمع صوت الشجار ووقف بجسده حائلا بين عمرو وجاسر
علي : صلوا على النبي يا جماعة ، فيه ايه
عمرو غاضبا: انت حيوان مش بني آدم ، انا مش فاهم ازاي رؤي تتجوز حيوان زيك
جاسر غاضبا: سبني يا علي ، ورحمة امي لأقتله
علي : خلاص بقي يا جاسر، وانت يا استاذ انت ايه دا هو أنت
جاسر غاضبا : أنت تعرفه
علي بتوتر : دا اخو الممرضة الي الحارس بتاعك حاول يعتدي عليها
عمرو غاضبا : ما هو لازم يبقي ×××× زي الي مشغلة
اشتعلت عيني جاسر من الغضب فصاح في علي الذي يحاول تقييد حركته : سيبني يا علي هقتله يعني هقتله
رؤي باكية: عشان خاطري يا جاسر كفاية
جاسر غاضبا: انتي لسه حسابك معايا
علي سريعا : اتفضل بقي يا استاذ انت اتفضل
دفع علي عمرو سريعا الي خارج الشقة قبل أن يفتك به جاسر ، لحقته ايمان اخته
، فامسك جاسر يد رؤي وجرها خلفه حتي دخل غرفتها واغلق الباب بالمفتاح والقاها علي الارض
جاسر غاضبا: بقي دا حبيب القلب ، الي مش راضية تخليني المسك عشانه صح
رؤي باكية: غلط والله غلط انت فاهم غلط
جاسر غاضبا: لا انا فاهم صح وصح جدا ، عارفة يا رؤي انا كنت لغيت موضوع اخر الاسبوع دا خالص بما ان علاقتنا بدأت تتحسن ، بس بالي حصل النهاردة ، هخليه يوم اسود عليكي وعلى الي خلفوكي ، هكرهك في اليوم الي اتولدتي فيه
رؤي باكية: جاسر ابوس ايدك والله انت فاهم غلط ، انا ما كنتش اعرف والله انه عايز يتقدملي
جاسر ساخرا: وانا المفروض بقي اصدق ، ثم قال مقلدا عمرو كان المفروض افاتح حضرتك في الموضوع دا من زمان ، دا الموضوع طلع قديم بقي
رؤي باكية: والله ما كنت اعرف والله عمري ما اتكلمت معاه ، غير في حدود الأدب وبس ، والله ما بحبه ، والله العظيم دايما بعتبره عاصم اخويا
اعملك ايه عشان تصدقني ، طب يا رب اموت لو بكدب
جاسر سريعا: بعد الشر
هدأت العاصفة التي في داخل الغرفة ولكن العاصفة الخارجية لم تهدأ بعد فمنذ أن اخذ جاسر رؤي في الغرفة واغلق الباب ، بدأ الجميع يدقون عليه الباب كي يفتح لهم
علي: افتح يا جاسر، بطل جنان
عاصم غاضبا: افتح يا جاسر ، رؤي رؤي سمعاني
ردت رؤي من الداخل بصوت حاولت جعله طبيعيا : انا كويسة يا عاصم ما تقلقش
مجيدة باكية: افتح يا ابني انت وعدتني انك مش هتأذيها ، افتح بقي
رؤي: يا ماما ما تخافيش والله انا كويسة ، اتفضلوا واحنا هنحصلكوا
رحل الجميع من امام الغرفة
اعتدلت جالسة على الارض وهي ترمق جاسر بنظرات حزن وخوف
جاسر في نفسه: ايه الي انا نيلته ادينا رجعنا لنقطة الصفر تاني ، هي ذنبها ايه ان الحيوان دا كان عايز يخطبها ، هي حلفتلي انها ما كنتش تعرف وانها ما بتحبوش وهي عمرها ابدا ما هتحلف كدب
جثي علي ركبتيه بجانبها ، فابتعدت للخلف بخوف ولكنه كان الاسرع حين ضمها بين ذراعيه بحنان ، شعر بتيبس جسدها من الخوف ودموعها التي تتسابق في الهروب من عينيها فبدأ يربت علي ظهرها بحنان
جاسر بصوت هادئ: اهدي يا رؤي ، خلاص انا مصدقك والله مصدقك ، انا عارف ان عمرك ما هتحلفي كدب ، اهدي خلاص ، انا انا انا اسف يا رؤي ، آسف
ظل ضاما إياها الي صدره ، حتي هدأت تماما ، فابتعدت عنه ، وقامت وخرجت من الغرفة وذهبت إلى الحمام في صمت اقلقه
خرج جاسر من الغرفة اليهم ، فاسرع عاصم وامسكه من تلابيب ثيابه
عاصم غاضبا: عملت ايه فى اختي ، عارف لو اذتها هقتلك يا جاسر
حسين راجيا : يا ابني طلقها بقي ابوس ايدك ، هتموتها ، حرام عليك خلي في قلبك شوية رحمة
في هذه الاثناء خرجت رؤي من الحمام وهي مرتدية نقابها لوجود علي
رؤي بمرح : في ايه يا جماعة مالكوا عاملين زي الزملكوية لما بيخسروا ليه كدة
ضحك الجميع علي مزاحها ، اما عاصم فاسرع واحتضنها : رؤي حبيبتي انتي كويسة، عملك حاجة الحيوان دا
رؤي بهدوء انا كويسة اهو يا عاصم ، أنا وجاسر كنا بنتناقش مش اكتر ، بس هو كان غضبان شوية
نظر لها الجميع بدهشة على رأسهم جاسر
رؤي : تشرب ايه يا باشمهندس
علي: لا ابدا ولا حاجة
رؤي: ازاي يعني، لازم تشرب حاجه
علي : شاي
رؤي: وانت يا جاسر
جاسر: شاي بردوا
رؤي: وانت يا عاصم
عاصم: انا هشرب قهوة سادة علي روح اختي الي اتجنت
رؤي: وانت يا بابا
حسين مندهشا: رؤي حبيبتي مالك
رؤي: مالي يا جماعة في ايه ، ها يا بابا هتشرب ايه
حسين: شاي يا رؤي
تركتهم ودخلت الي المطبخ وبدأت تعد المشروبات
في الخارج، نظر عاصم لجاسر بكرة ثم دخل غرفته وصفع الباب خلفه
جلس علي وجاسر وحسين صامتين بعض الوقت
علي :احم ، ورق الصفقة
اخذ جاسر الورق وقلم من علي ثم مضي الورق
جاسر لحسين: حسابات الصفقة فين يا استاذ حسين
دخل حسين غرفته واحضر له الملف ، فراجعه جاسر ثم مضاه
في المطبخ
وقفت مجيدة بجانب رؤي وربتت علي كتفها بحنان
رؤي مبتسمة: ماما ، هو ليه الانتحار حرام
شهقت مجيدة بفزع ووضعت يدها علي فمها : اوعي يا رؤي ، اوعي يا بنتي تعملي كدة ، اصبري واحتسبي وان شاء الله ربنا هيعوضك ، الي بينتحر يا حبيبتي ، بيموت كافر ، لأنه مش هو اللي خلق نفسه فملوش الحق انه ينهيها ، اوعي يا رؤي تعملي كدة
هزت رؤي رأسها إيجابا واكملت ما تفعل
رؤي: بس ربنا رحيم بينا ، وعارف ان الي بيعمل كدة بيبقى مضطر ولا ايه
امسكت مجيدة رؤي من مرفقيها وهزتها بعنف
مجيدة: فوقي يا رؤي ، اوعي تعملي كدة ، فاهمة ، اوعي
امسك بصينية المشروبات وخرجت اليهم، تبعتها مجيدة فهي خائفة ان تفعل في نفسها شئ
ووضعت المشروبات امامهم
حسين: كنتوا بتزعقوا ليه
رؤي: ما فيش يا بابا
مجيدة: لاء فيه
رؤي: خلاص يا ماما
جاسر: في ايه
مجيدة: رؤي عايزة....
رؤي مقاطعة: خلاص يا ماما
جاسر: لاء مش خلاص ، رؤي عايزة ايه يا حماتي
مجيدة: رؤي عايزة تنتحر يا جاسر باشا
جحظت اعينهم في صدمة
جاسر غاضبا: انتي اتجننتي يا رؤي
ظلت تستمع اليهم كلا منهم يخبرها ان الانتحار حرام وكفر ، كل منهم يشدو كما يريد كأنها لا تعرف ذلك ظلت تتابعهم بنظرات خاوية جامدة
فاقت من شرودها عندما امسك جاسر بذراعيها وهزها بعنف : فوقي يا رؤي
نظرت له بخواء وابعدت يده عنها وتركته ودخلت الي المطبخ لتعد الغداء
علي: جاسر خلي بالك منها ، واضح ان حالتها النفسية سيئة جدا، خد بالك لتعمل حاجة في نفسها
هز رأسه إيجابا ، فرحل علي
حسين غاضبا: لو بنتي جرالها حاجة هقتلك يا جاسر
لم يعره انتباها دخل سريعا الي المطبخ فوجدها تمسك سكينة كبيرة
جاسر بخوف: رؤي سيبي السكينة
التفت اليه رؤي وهي تقطع الخضروات
رؤي ببراءة:، اومال هقطع الخضار بايه يا جاسر
جاسر: سيبيه انا هقطعه
ثم ذهب ناحيتها واخذ السكينة وبدأ يقطع الخضروات بدلا عنها
دخلت مجيدة المطبخ: معقول يا جاسر يا ابني ، انت الي واقف بتعمل الأكل ، كدة ينفع يا رؤي
رؤي: هو الي اصر ياخد السكينة
جاسر: ما فيهاش حاجة يا حماتي ، اتفضلي حضرتك وانا هاخد بالي من رؤي قصدي من الأكل
فهمت مجيدة ما يفعل جاسر فهزت رأسها إيجابا وخرجت من المطبخ
بدأ جاسر يساعد رؤي في اعداد الطعام ونظره مسلط عليها كلما وجدها تمسك بشئ حاد يأخذه منها
رؤي: يوووه بقي يا جاسر ، هات السكينة
جاسر: لاء ، قولتلك سبيها انا هعملها
رؤي بعند : لاء انا الي هعملها
جاسر: بس يا بت
رؤي بغيظ: انت مستفز علي فكرة
جاسر ضاحكا: عارف
رفع أذان العصر في الجوامع
رؤي: العصر أذن روح صلي
جاسر بقلق: وانتي مش هتيجي تصلي
رؤي: لما اخلص الأكل
جاسر بحدة: ما يولع الاكل نجيب من برة
رؤي: روح انت وانا هحصلك
جاسر: طب ما تيجي معايا
رؤي ساخرة: ليه هتوه
نظر لها جاسر بغضب ثم تركها
رؤي في نفسها بخبث: اصبر عليا ، دا انا هجننك زي ما كنت بتموتني من الرعب ، بحبك يا جاسوره
ذهب جاسر وتوضأ وصلي العصر ، وعاد إلى المطبخ مسرعا، فوجدها تجلس علي الارض تبكي وفي يدها سكينة صغيرة عليها قطرات من الدماء
هرع اليها مسرعا : انتي عملتي ايه يا مجنونة
رؤي باكية: كنت بقشر الجزر واتعورت
جاسر: اتعورتي عند معصم ايدك وانتي بتقشري الجزر ، انتي بتكذبي عليا يا رؤي
فحص جاسر الجرح فوجده جرح سطحي غير خطير
تنهد بارتياح: الحمد لله جرح سطحي، قومي معايا يلا
قامت معه فدخل الي الغرفة
جاسر: عندكوا علبة إسعافات
رؤي: في الحمام
خرج من الغرفة مسرعا ، لتبتسم بشر ، فهي من جرحت نفسها ذلك الجرح البسبط عندما رأته قد انتهي من الصلاة ، كل ما في الأمر أنها قررت تغير الخطة التي تستخدمها لتغلب علي شيطانه بطريقة مكر حواء
دخل جاسر مسرعا لتختفي ابتسامتها وتحل مكانها سيل من الدموع
جاسر: اهدي خلاص بطلي عياط
رؤي باكية: جاسر، هو انا هموت
جاسر سريعا: بعد الشر عليكي ، ما تخافيش دا جرح سطحي من تقشير الجزر ولا ايه
نظف جاسر الجرح وربطه
جاسر: عارفه يا رؤي لو عملتي كدة تاني هاديكي عشر حقن
رؤي بخوف كالأطفال: لا لا خلاص مش هعمل كدة تاني
جاسر: شطورة
رؤي: جاسر
جاسر: نعم
رؤي: هو انت لسه مصر علي موضوع آخر الأسبوع دا
جاسر: أجلي الكلام في الموضوع دا ، لما يجي وقته
هزت رأسها إيجابا بخوف
رؤي: عن اذنك، هروح اكمل الغدا
تركته وخرجت من الغرفة فخرج وراءها ، فوجدها تمسك السكينة تقطع خضروات السلطة
جاسر في نفسه: ماشي انا هحرمك تمسكي سكاكين خالص
اقترب منها بهدوء الي ان وقف خلفها وامسك يديها الممسكة بالسكين وبدا يقطع الخضروات وهو ممسكا بها ، فشهقت بخوف
رؤي بخوف: لو سمحت ابعد ، عشان خاطري يا جاسر ما تعملش كدة
جاسر مستفهما: اعمل ايه
رؤي بخوف: بابا لو شافني بالمنظر الي انت عملته قبل كدة ، هيحصله حاجة والله
تذكر جاسر عندما مزق ظهر عبائتها ومنعها من ارتداء غيرها ، وظلت ممسكة بها بيديها حتي لا تسقط ، فنظر لها بحزن
جاسر: ما تخافيش مش هعملك حاجه
رؤي بخوف: بجد
جاسر: بجد
رؤي: طب ممكن تسبني
ابتعد بعض خطوات وتركها ، فذهبت من امامه وبدأت في صنع الكيكة التي يحبها
جاسر: بتعملي ايه
رؤي مبتسمة: كيكة بالشوكولاتة ، مش انا قولتلك امبارح هعملك واحدة الصبح، نرمين قالتلي انك بتحبها اوي
ترك ما في يده وتقدم منها حتى اصبح امامها مباشرة
جاسر مبتسما: وانتي هتعمليها عشان انا بحبها
رؤي بارتباك: اااه ، قصدي لا ، يعني قصدي انها حلوة يعني
مال جاسر بوجهه وقبلها من وجنتها ، فاشتعلت وجنتها بحمرة الخجل
وهمس في اذنها
جاسر مبتسما: بعشق الورد الچوري
رؤي بخجل: لو سمحت عايزة اكمل الكيكة
ابتعد خطوة واحدة ثم مال بوجهه وقبل وجنتها الاخري
جاسر،: عشان التانية ما تزعلش
تصنعت انشغالها في عمل الكيكة حتي تداري خجلها
وأكمل جاسر السلطة
جاسر: رؤي ، هو الي اسمه عمرو دا ......
رؤي وهي علي وشك البكاء: والله ما بحبه
جاسر: عارف ، انا مش قصدي كدة ، عمره ما لمحلك انه بيحبك ، بعتلك رسالة مثلا ، خلي اخته تقولك كدة يعني
هزت رأسها نفيا
جاسر: خلاص ماشي
رؤي: يعني انت مصدقني
هز جاسر رأسه إيجابا: لو ما كنتش مصدقك كنت قتلتك
ازذرقت ريقها بخوف
رؤي: هو احنا مش هنروح لنرمين تاني
جاسر: هنرحلها يوم الخميس قبل ما نروح
رؤي: طب ممكن تسبني هنا اسبوع واحد بس ، وانت حاطط حرس في كل حتة اكيد مش هعرف اهرب
جاسر: لا يا رؤي انتي هترجعي معايا
رؤي: بس يعني......
جاسر مقاطعا بحدة: خلاص يا رؤي الي عندي قولته
رؤي بصوت منخفض: بكرهك
سمعها وانفطر قلبه لتلك الكلمة ، كور قبضته بغضب
في الشقة التي تعلو شقة حسين
جلست ايمان بجانب اخيها تمض جراحه النازفة
عمرو ساخرا: فضلت 5 سنين احبها وفي الآخر اتجوزت واحد تاني
إيمان بحزن: ما تظلمهاش يا عمرو رؤي اتجوزت الي اسمه جاسر دا غصب عنها
نظر عمرو بها بانتباه : غصب عنها ازاي يعني
تنهدت إيمان بحزن : هقولك
ثم بدأت تقص عليه كل ما قالته لها رؤي منذ مقابلتها جاسر أول مرة في الشركة
عمرو غاضبا: دا مستحيل يكون بني آدم دا شيطان ، شيطان وأنا الي هخلصها منه
أسرع عمرو بالنزول لاسفل وايمان تهرول خلفه
ايمان سريعا: عمرو استني بس يا عمرو
دقات شديدة علي باب المنزل
جعلت رؤي تقبض علي ذراع جاسر بخوف
رؤي بخوف: في ايه
جاسر مبتسما من فعلتها: ما تخافيش خليكي هنا وأنا هشوف في ايه
خرج من المطبخ مسرعا فوجد حسين قد فتح الباب ليدخل عمرو كالاعصار ، وما ان يري جاسر حتي امسكه من تلابيب ملابسه
عمرو غاضبا: آه يا كلب يا قذر يا ........ ، متجوزها غصب عنها عشان رغباتك المريضة يا حيوان وبتساومها بعد ما تخلف وتاخد ابنها تطلقها وترميها
جحظت عيني جاسر بصدمة كيف عرف ، بالتأكيد أخبرت رؤي شقيقته ، فاخبرته الاخيرة
نفض جاسر يد عمرو بغضب ولكمه بقوة اسقطه ارضا
فقام عمرو غاضبا وسدد له لكمة قوية ، وبدأ العراك يشتعل ، حتي تجمع الجيران ، محاولين الفض بينهما
عمرو غاضبا : هقتلك يا حيوان ، وهتجوزها وانسيها الي انت عملته فيها يا قذر
فارت الدماء في رأس جاسر وانقض علي عمرو يفتك به
جاسر غاضبا: وحياة امك ، لقتلك يا ........ ، يا ابن ال.........
رؤي صارخة: كفاية يا جاسر حرام عليك كفاية
وكان نصيبها صفعة قوية نزلت علي وجنتها
جاسر غاضبا: اخرسي حسابك معايا بعدين
عمرو غاضبا : بتمد ايدك عليها يا كلب
صعد حرس جاسر مسرعين وابعدوا جاسر عن عمرو قبل ان يقتله
جاسر للحرس : خليكوا هنا وقول للباقي يجهزوا العربيات
ثم جذب يد رؤي ودخل الي غرفتها ورمي النقاب بوجهها
جاسر غاضبا: البسي دا ، يلااااا
هزت رأسها إيجابا بفزع وهي تبكي وارتدت النقاب سريعا
فجذبها من يدها الي خارج البيت
ومنع الحرس حسين ومجيدة وعاصم من الوصول لها
حسين باكيا،: سيبها يا باشا ابوس رجلك
مجيدة: يا ابني حرام عليك طلقها بقي وسيبها
عاصم غاضبا: هقتلك يا جاسر
لم يعرهم انتباها ظل يجذبها الي ان ادخلها سيارته قصرا وركب بجانبها وانطلق السائق بالسيارة
ظل جسدها ينتفض من البكاء والخوف
رؤي باكية: والله ما.......
جاسر مقاطعا بغضب،: ولا كلمة فااااهمة
رؤي باكية: حاااضر