اخر الروايات

رواية ست البنات الفصل الثامن عشر18 بقلم زينب سمير

رواية ست البنات الفصل الثامن عشر18 بقلم زينب سمير



الفصل ( 18 )

" عارف .. عارف اني غريب مش مفهوم عارف اني محبوب وموهوم كل الناس بتقرب وفي بيضطر يقرب.. عارف اني في ناس بتكرهني وناس بتتمني موتي انا مش سطحي ومش صغير انا مش صايع انا فاهم .. فاهم كل حاجة بتحصل وحصلت في حياتي الا حاجة
مش فاهم حالي من بعد ما ظهرتي لافاهم رد فعلي ولا فعلي ، عايز اقرب وعايز ابعد مسحور وسحرك ليا عميني
بتعامل بطريقة مش فاهمها ولا مستوعبها
كيف اقول كارهك وقلبي يقول عاشقك ؟ كيف احس بالحياة بوجودك وانا بحاول مقابلش عيونك
حالي مَال .. حالي باظ .. حالي بعدك اتغير
لا بقيت انا حسن ولا بقيت بتصرف زي حسن ، حبيتك ؟
غريبة الكلمة وطعمها مر بس المر الحلو دا تعرفيه ؟ اللي رغم انه وحش الا اننا عايزين ندوقه اكتر
غريبة انتي وغريب انا وغريبة احوالي معاكي
بس اللي اقدر اقوله ان الحب دوامة ومتاهة اللي بيدخل فيها مبيخرجش سليم بيخرج ناقص دقة او مخضوض
وانا خرجت من الحب مصدوم
متستنيش مني اي رد فعل متوقع لاني معاكي مش بكون
عارف بعمل اية .. بحبك وان مصدقتيش برضوا بحبك "

تنهد بحرارة عليه بعد ان كتب تلك الكلمات علي ورقة بيضاء ساطعة كلمات اخرج فيها كل ارهاق الايام الماضية عندما انتهي طواها والقاها بين ثنايا ملابسه في خزانة ملا بسه وثم خرج من غرفته ليجد الجميع متجمع في غرفة الصالون
جلس علي مقعد شاغر فيها وهو يقول بمرح:-عقبال ما تتجمعوا كدا ان شاء الله يوم دخلتي
لكزه همام بجنبه حيث كان يجلس بالقرب منه وهو يقول بغيظ:-اتلم ياحيوان
نظر والده له ولافعاله بخيبة امل وهو يرد:-والله انا لدلوقتي مش مستوعب انك هتتجوز وهتخطب ياحسن يابني
تدخلت رضوي بضحك:-شكله اهبل ميدلش علي انه واحد كبير مفروض يبقي مسئول عن واحدة
رقص حاجبيه وهو يقول بعبث:-انا حسن اهاا بس راجل اووي
بسخرية فوز تدخلت في الحوار وهتفت:-ما هو باين
صباح بهدوء:-بس هو مش مفروض كنا نستني شوية علشان اهلها اللي لسة مكملوش اسبوع دول
رد شوقي بجدية:-بالعكس دا انسب حل البنت دلوقتي وحيدة والكلام عليها هيكتر ولو دلوقتي سكتوا يومين وهيتكلموا علشان قاعدة في بيت في راجل وكدا فجوازهم علطول دا انسب حل
وضعت رضوي يدها علي فمها معلقة:-هي لسة موافقتش علي فكرة وانا لو منها كنت ارفض
مد حسن يده فورا وعلي رغم من بعد النسافة بينهم الا انه اسقط يده بقوة علي مؤخرة رأسها
بينما قالت فوز بقلب الام الحنون:-اخس عليكي يارضوي هو في زي حسن وحنية حسن
وضع يده علي رأسه في حركة درامية شاكرة وهي يرد:-شالله يخليكي ياغالية
خرج صوت جنات فجأة:-مروه جاية بكرة صح ؟
اؤما الجميع بنعم فتابع حسن:-كويس انها جاية الصبح علشان تروح معانا بالليل
تدخلت رضوي مرة اخري وعلقت:-وتشوف العروسة وهي بترفضك
وعلي غير العادة قالت صباح بحماس:-انا متفألة خير وان شاء الله هتوافق
بعث لها قبلة في الهواء هاتفا:-صباح انتي في القلب والله
لتضحك عليه ولم تتحدث
وثم انتهت الامسية علي خير وتوجة كل شخص الي فراشه ليتلقي قسطا من الراحة
________________________________
لا يبات العاشق ليله الا مفكرا وان فعل غير هذا فهو بالطبع لم يعشق يوما ...

ظلت ليلتها تنظر لـ سقف الغرفة بشرود لحظة تقرر الموافقة ولحظة تقرر الرفض
تعلم انه قرار مصيري
وان الحل الانسب هو الموافقة
لكن حسن .. هي لا تعرفه .. لم تتعامل معه كثيرة وهو يظنها رقيقة هادئة ونسمة هواء لا تفتعل المشاكل
نعم هي رقيقة ولكن ليس الي الدرجة التي يتوقعها هم
هي ايضا قطة لها مخالب شرسة تظهر عندما يفيض بها الكيل
اكثر ما تخشاه ان يتعامل معها حسن علي انها شئ يملكه كما اخبرها
فأن فعل ذلك لن تصمت ،، لن تصمت ابدا
ربما يصل بها الحال لان تعلن عليه حربا من التحدي والعصيان
والدتها علمتها اشياء كثيرة يجب ان تكون في المرأة
علمتها ان تتعامل بذكاء تتعامل بضعف وتتعامل بقوة
تظهر مخالبها وتخفيها
علمتها ان تكون رقيقة ومتمردة
طوال حياتها كانت تخفي مخالبها وكانت ضعيفة وكانت رقيقة
فهل الان حان وقت الافصاح عن الوجة الاخر
وجة الشراسة !!!

ابتسمت اخيرا عندما توصلت الي الحل
حسن بك العطار اهلا بك في عرين وقيود نوران عامر اللطيفة التي ستوقعك دون شك في حبها اكثر فأكثر

بمنزل العطار...
شقة "علي العطار"

فتح علي منزله ودخل في تمام الساعة الثانية ليلا تقريبا حيث كان الهدوء يعم علي ارجاء المنزل كما يظن حتي تفاجأ بمن تجلس علي احدي مقاعد الصالون تهز سيقانها بتوتر ممزوج بغضب لا يمكن ان لا يعرفه وتأكل اظافرها بعصبية وعندما رأته انتفضت من مكانها وتقدمت منه وهي تصيح:-كنت فين
اشار لها بأن تخفض صوتها هاتفا بهدوء مستفز من وجهة نظرها:-وطي صوت الواد نايم
تنهدت بعمق قبل ان تقول بنبرة اكل حدة من سابقتها:-كنت فين ياعلي من زمان برن عليك وانت قافل تليفونك
صمتت وثم تابعت بسخرية مريرة:-لتكون اتجوزت وخافي القمر عننا
تطلع لـ الالم الذي ظهر في صوتها بحزن وندم ولكنه اخافه وهو يقول بسخرية:-لا متخفيش انا مبخبيش حد من حد يوم ما اتجوز هتكوني اول واحدة عارفة ،، كل الحكاية بس ان كان عندي عمليات انهاردة كتير
وثم لفت نظره ملابسها كانت ترتدي منامة بيتية رقيقة لونها لطيف لـ الغاية من اين اتت بها ياتري ؟
اجابت علي حديثه الصامت قبل ان ينبس به حتي:-اخدتها من رضوي لحد ما اشتري هدوم جديدة
نظر لها وهتف بأستفهام:-والقديمة راحت فين
عوجت شفتيها في علامة علي السخرية وهي ترد:-رميتها .. قولت بما ان التوفير ملوش لازمة وكدا كدا انت شايف نفسك يبقي انا كمان اشوف نفسي وادلعها شوية واهو دا برضوا حقي
اقترب منها قاطعا الخطوات الفاصله بينهما وهو يقول بصوت منخفض:-من زمان بقولك انه حقك ياصباح .. حقك تجيبي وتشتري بس انتي اللي مكنتيش بتسمعني
بمرارة ردت:-كنت هبلة
تنهد بعمق وقبل ان يضعف ويخبرها بكل شئ يخطط له تركها زغادر
فهو يرى ان خطته تسير بطريقة صحيحة وكما خطط هو
فها هي تتفاعل مع الوضع وبدأت بأول خطوات الاصلاح وهو التغير من حالها والعودة الي صباح القديمة في ريعان شبابها تاركة قناع الكبر هذا التي كانت تتعامل به .. الكبر والعجز
وربما بعض النقص ... او الكثير منه
_______________________________
ونهار جديد يصطح علي منزل العطار واستيقظ ربما كل افراد المنزل العزيز الا حسن
طرقت منة علي الباب دخلت بحذر وعندما وقفت امام الفراش ولم تجد رد منه حيث انه لم يخضها كالعادة عرفت انه بالفعل فأتسعوت عيونها من السعادة
وثم اقتربت من جوار اذنه وبـ اقوي ما عندها صرخت:-عمووووو
انتفض من مكانه بفزع وراح يتنقل ببن ارجاء الغرفه بجنون وهو يصيح:-اية في اية زلزال صح زلزال .. في متين جنية في الدرج هتوها بسرعة قبل ما البيت يقع هاتوهااا
وظل يصرخ وهو يجري حول نفسه حتي استمع لصوت ضحكات تخرج من فم الصغيرة فتوقف اخيرا
واستوعب الامر
لحظات وكان يجري خلفها وهو مازال يصيح:-اها يابنت الـ.... دا انا قطعت الخلف بسببك يرضوكي عيالي يطلع ابوهم عقيم مبيخلفش
استوقف خطواته فجأة امام والدته التي ظهرت فجأة والتي استمعت الي اخر كلامته فهتفت بسخرية:-والله عيب علي طولك هبلك دا كله ياحسن
حرك يده في خصلات شعره بحرج ولم يتحدث
وثم بهدوء اختفي من امام نظريها

فلو كان عقيما ... كيف سينجب اطفالا ؟!

علي طاولة الفطار .. اجتمعت عائلة العطار عليها
ليتناول طعام افطارهم وقد قرر الجميع بالا يخرجوا الي اعمالهم اليوم فهناك مناسبتان بأنتظارهم الاولي قدوم مروة من الامارات والثانية ذهابهم الي عروسة ابنهم العزيز حسن

هتف كريم مقاطعا هذا الهدوء:-حسن انتوا هتتجوزا في اوضتك ولا في شقتك
نظر له وقال بامتنان:-كويس انك فكرتني يالا ياكريم
ونظر لوالده وتابع:-الحقوا جهزلولي الشقة بقي
راضي:-ما تجهزها لروحك
مد يده لهم وقال بسماجة:-طيب ادوني فلوس بقي
راضي:-ما تجهزلها بفلوسك يااخويا ولا هنصرف عليك احنا
حسن بمرح:-لا انا يدوب الفلوس اللي معايا تكفي مصاريف شهر العسل
بفم معوج قالت صباح:-الله يرحم .. اخوك يوم ما فكر يعزمني بعد الجواز وداني جمصة اقضي اليوم
غمز لها علي وهتف بضحك:-مش بزمتك كان يوم حلو
حركت يدها علامة علي اللامبالاة وهتفت:-ياعم روح
نظر حسن لـ السقف وقال بهيام مصطنع:-انا بقي هاخد البت بتاعتي و نروح شرم نقعد يومين
علي بضحك:-البت بتاعتك ؟ دا اللي يسمعك بتقول عليها كدا يفكرك شاقطها
غمز له بعبث وارقص حاجبيه و رد:-شاقطها ، خاطفها ، سارقها مش مهم .. المهم اني هتجوزها
وحديثه هذا طمن قلب شوقي وبشدة .. فحديثه يدل علي انه يحبها
حتي لو لم يكن هو يعلم هذا

بالبيت المقابل لهم ...

خرجت نوران من غرفتها اتجهت لـ الاريكة وجلست عليها وللغرابة لم تجد احدا قد استيقظ بعد سوي كانت سمر او والدتها او حتي اخيها...
لم تكاد تكمل الكلمة حتي وجدت من يجلس بجوارها هاتفا:-صباح الخير
انتفضت وهتفت بخضة:-خضيتني ياابراهيم
ضحك عليها بخفة وثم صمت لـ لحظة وعاد يهتف بجدية:-عايز اكلمك في موضوع
نظرت له بأهتمام وقلق فاكمل بنفس جديته:-ربنا يعلم انك اول ما دخلتي البيت دا وانا اعتبرتك اختي يانورلن علشان كدا انا هكلمك علي انك اختي واني خايف علي مصلحتك

طالعته بتوتر منتظرة باقي الحديث فتنهد واكمل:-لو هتوافقي علي حسن فأن هكون اكتر واحد فرحان ليكي ومطمن عليكي علشان حسن بجد جدع وراجل بس لو هتوافقي علشان تبعدي عن هنا علشان متتقليش علينا حتي لو مش بتحبيه او معجبة بية فأنا بقولك انا لو حسيت بكدا هرفض الموضوع من اوله .. انا اوضتي جهزت خلاص فوق السطح هطلع اقعد فيها ومش هظهر غير في اوقات معينة واللي هيتكلم عليكي نص كلمة انا هكسرلك عينك .. عايزة توافقي وافقي عليه علشان شخصه وبس مش علشان اي اسباب تانية

طالعته بدموع ظهرت في عيونها وكلماته تلك تلمس قلبها وبقوة كم هي سعيدة بهذا الحديث
تشعر وكأن لها سند وظهر تحتمي خلفه
تنهدت وهي تراه ينتظر حديثها و ردت:-بجد كلامك اسعدني ياابراهيم ،، شكرا ليك بجد
نهض ووضع يده علي رأسها وحركها بحنان في خصلاتها وهو يقول قبل ان يستعد ليبتعد:-خدي القرار اللي عيزاه واعرفي دايما اني من دلوقتي واقف في ضهرك

وتركها وغادر

حديثه كله لمسها بقوة ولكن كلامه هذا لن يفهمه الكثير مثلها
لا يوجد مفر ... لا يوجد مفر من الموافقة
_________________________________
في تمام الساعة الثالثة عصرا وقفت سيارة سوداء امام منزل العطار وهبطت منه امرأة في نهاية العشرين وبجوارها رجل يكبرها بعدة سنوات قليلة وبيدها فتاة صغيرة تبلغ من العمر اربعة سنوات
توجهوا بخطواتهم الي المنزل وما ان خطوا له حتي التقطفتهم الاحضان والقبلات من كل جهة واتجاة بينما اخذ حسن شمس ابنتها منها وغمرها بقبلاته وعضاته حتي بكت فقالت مروة بغيظ:-يابني حرام عليك طيب خليها ترتاح حتي
قال وهو يقبلها بقوة مرة اخري:-البت خدودها اسفنج يامروة
ولم يكاد يكمل كلماته حتي عضها بقوة فأنتفضت الفتاة ونظرت له
وبكل قوتها ضربته علي وجهه بالقلم فتعالت ضحكات الجميع علي ملامحه التي ظهرت فيها علامات الصدمة
وهو يهتف:-طيب احترميني دا انا حتي عريس
وعند هذا الحديث اقتربت مروة وحضنته وهي تقول:-مبروك ياعريس الا صحيح مين هي تعيسة الحظ دي
نظر لها بغيظ ممزوج بغضب فأبتسمت له بسماجة
والجميع يتضاحك عليه
والسؤال الذي يشغل باله
لما الجميع يري تلك الفتاة تعيسة لانه سيتزوجها
هل هو الي هذة الدرجة سئ وله سمعة سيئة تسبقه !!! ...
___________________________
يتبع...




التاسع عشر من هنا 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close