رواية دائرة العشق الفصل الخامس عشر15 بقلم ياسمين رجب
بمكان اخر سطرت قصتهم في دفاتر العاشقين معلنة بداية عشق وجنون فقد نقشت حروف اسمه بين زوايا قلبها واعلنت للجميع انه المالك الوحيد على عرشها
اما هو عشقها حتى اصبح العشق ادمان ومها كانت جرعاته كبير لم يكتفي من تجرعه.. هي وحدها القادرة على تبديل احواله هي من ملكت القلب والفؤاد فكيف لقلب ان يحيا بدونها...
وضع الطعام الذي اعده من اجلها على المنضدة المجاورة للفراش ثم اقترب منها بعدم جلس بجوارها وهو يمرر يده بخصلاتها قائلا بعشق توغل بأوصله عشق لم يكن لاحد غيرها هي فقط دون نساء العالم...
مرام حبيبتي اصحي..... قالها بعشق وانفاسه على وجهها
لتفتح الاخري عينيها بسعادة وهي تطالعه بحب ونظرتها لم تتغير ككل يوم...... صباح الخير يا حبيبي
مال عليها وطبع قبلة على جانب وجهها قائلا بصوت اقرب إلى الهمس....... صباح الفل مع اننا بقينا المغرب
جلست نصف جلسة بالفراش وقالت بوجه عابس..... هو اليوم بقا بيجري ليه وانا مش فاهمه ايه حكاية النوم الكتير ده
مرر الاخر يده على وجهها وقال.... حبيبتي ده اكيد من الحمل وغير كده احنا تعبنا امبارح من السفر احنا وصلنا متأخر
رمقته بحب ثم هتفت بضيق...... بقيت بزعل من النوم الكتير علشان بيحرمني من عيونك وبيبعدني عنك يا عمار
اشتعلت عينيه بمزيج من العشق والجنون وهو يفترس عينيها بسعادة........ ضمها إلى صدره قائلا بحب..... لو تعرفي ان عيونك بتوحشني اكتر بس اعمل ايه النونو عايز يسرقك مني..
ابتعدت عنه قليلا وهي تنظر إلى عينيه فقالت....
مفيش حد هيقدر يسرقني منك طول ما فيا نفس...
اتسعت ابتسامته وهو يجذب الطعام امامها قائلا بعشق...... طيب ممكن تأكلي علشان مأخدتيش دواء النهاردة وكمان الست مريم لازم تأكل حلوا علشان تطلع زي مامتها...
رمقته بعدم فهم قائلة..... مريم مين...
اتسعت ابتسامته وهو يتحسس بطنها ليهتف بسعادة..... دي النونو بتاعنا
قهقهت بحب وهي تطالعه قائلة...... انت قررت انها بنت وكمان اخترت الاسم...
اه عندك اعتراض....... قالها بتذمر ليكمل حديثه..... بحب اسم مريم علشان قريب من اسمك كمان
نظرت إليه بصمت بينما بدأ الاخر في أطعامها وقلبه يتراقص بسعادة....
_______________
بمكان اخر....
فتح عينيه بوهن وهو يشعر بشئ فوق صدره ليبتسم بسعادة حينما تذكر وقته معها إلى أن رفع وجهها حتى يطالع ملامحها ولكن صدمته حينما رأي تلك الملعونة بين احضانه كمن سكب عليه دلوا من الماء البارد
في تلك الاثناء صعدت أسيل الدرج بتعب ووهن فقد تأخر عليها زوجها اليوم ولم يأتى كعادته حتى يأخذها من المشفى..
وصلت امام الغرفة وهي تدير مقبس الباب حتى دلفت
وقفت مكانها بصمت وصدمة ولم تجرؤ على التحرك اكثر حينما رأته بأحضان زوجة ابيها
انتبه الاخر على صوت الباب وهو ينظر إليها بذهول وقلبه يأبي تصديق فعلته ما الذي جاء بتلك المرأة إلى غرفته وكيف استطاع لمس امرأة اخري غيرها
استيقظت صافي التي تصنعت النوم وهي تطالع حسن قائلة بميوعة....... هي الساعة كام يا حسن...
كانت عينيه وقلبه بمكان اخر
لتنتبه صافي إلى اسيل وهي تشهق بخوف مزيف..... أسيل..
لم تستطيع الوقوف اكثر بل خرجت من الغرفة وهي تركض إلي بهو القصر....
لينهض الاخر مسرعا وهو يتناول بنطاله وتناول قميصه الملقي على الارض بأهمال حتى اوشك على الخروج من الغرفة لتهتف تلك الافعى..... رايح فين يا حسن هتهرب
رمقها بغضب من نفسه قبل غضبه منها وهبط الدرج مسرعا حتى يلحق بها
بينما نهضت صافي من الفراش وهي ترتدي ملابسها إلى ان لمحت علامات من اللون الأزرق على عنقها لتبتسم بسعادة وهي تنظر إلى المراة بنصر فهي استطاعت الحصول عليه الان وحتما ستتركه تلك الطفلة حتى تحظي هي به...
،،،،،، ،
هبط الدرج سريعا حتى وجدها تقف بمنتصف القصر تنتظر أجابه منه فلن تدع تلك الملعونة تهدم ما بينهم بخبثها...
اسيل اسمعيني الاول........ قالها برجاء وخوف من رد فعلها
لتنظر إليه الاخري بأنصات و عينيها تحجر بهم الدموع رافضه نزولهم قبل أن يفسر لها ما رأته ستكذب الجميع إلا هو...
انا معرفش عملت كده ازاى............. قالها الاخر وهو ينظر إليها بندم....
لم تتوقع كلماته هذه بل ارادت ان يكذب ما رأته هي
اغرقت الدموع عينيها وهي تقترب منه لتهتف بقهر وخوفا من اجابته التي ستكسر قلبها..... انت... لمستها يا حسن...
شهقت ببكاء اكثر و عينيها تطالعه برجاء وتابعت بتساؤل..... قربت منها.... كانت في حضنك....
لتمسكه من تلاتيب ملابسه وتهز به عله يكذب عينيها يخبرها ان ما تظنه ليس حقيقي..... اتكلم قول اي حاجة متسكتش كده الله يخليك قول انك مخونتنيش واني فاهمة غلط..
اسيل انا..... قالها وهو يخفض رأسه بخزي وندم من فعلته ليكمل حديثه بآلم وحروفه التي قتلت كل عشقه بقلبها....... مش هكدب عليكي واقولك اني ملمستهاش ولا هكدب عليكي واقول اني مقربتش منها...
تراجعت للخلف و عينيها لم تكف عن ذرف الدموع ليكمل هو...... انا مش عارف كان مالي محستش غير ان الي معايا انتي متوقعتش اني اكون بتخيلك
شهقت ببكاء وقلب مفطور وهي تجوب القصر بعينيها لتهتف بضعف..... انت خونتني يا حسن طيب ازاى...... اناا عملتلك ايه علشان تكسرني بالشكل ده انا حبيتك من قلبي.... صدقت حبك ليا
اقتربت منه وهي تطالع عينيه بمزيج من الالم..... انا كنت مستعدة اكدب عيوني واصدق اي كلمة تقولها كنت مستعدة اسيب الدنيا كلها واروح معااك لاخر مكان فيها ليه عملت فيا كده انا كنت ساندة عليك انت
اتخيلت ان العالم كله ممكن يخون إلا حسن مستحيل يوجعني
دفعته بقوة وبكاء وهي تصرخ به........ ليه خونتني ليه خونتني يا حسن ليه حراام عليك انا ذنبي ايه
اسيل..... قالها برجاء...
بينما طالعته هي بشراسة ورفض وقلبها اعلن التمرد على الحزن الانهيار لتهتف بتحذير....... اخرس اياك تجيب اسمي على لسانك انت فاهم خلاص مبقاش يربطني بيك حاجة فاهم وياريت
صمتت قليلا وهي تحاول اخراج حروف تلك الكلمة من شفتيها لتهتفها بضعف..... تطلقني
رفع عينيه حتى تلاقت مع زرقاء عينيها التي اشتعلت بلهيب الحزن والحقد ليهتف هو..... لا يا اسيل انا مستعد اعمل اي حاجة تطلبيها إلا الطلاق مش هطلقك فاهمة
رمقته بغضب وهي تحاول استجماع قوتها قائلة بقوة....... يبقى بيني وبينك القانون يا حضرت الظابط
لم يجرؤ على النظر إلى عينيها بل اخذ قميصه وترك لها القصر بأكمله...
وما ان خرج هو حتى انهارت باكية في مكانها وقلبها يبكي من فعلته التي لم تتوقعها يوما....
________________
اعلن الصباح عن يوم جديد يوم حمل اضعاف الالالم لهم فكيف لقلوبهم التحمل اكثر... من هذا..
بصحراء الصعيد...
وصلت مليكه وشهاب إلى مكانهم القديم بعد اتمام مهمة شرم الشيخ ليعود كلاهما إلى المعسكر مجداد...
دلفت مليكه للمعسكر وهي تحمل حقيبتها إلى أن هتفت بصوت مرتفع....... فااارس
انتبه لها ابن عمها الذي ركض إليها بسعادة وهو يحتضنها بقوة قائلا....... وحشتينى..
ضمته الاخري بسعادة وقالت بخفوت...... وانت كمان
ابتعد عنها فارس بهدوء وهو يطالع شهاب قائلا.... اهلا يا سيادة المقدم
كان الحقد يتملك قلبه من هذا الفارس ليشعر بالنيران تغزو قلبه فقال بغضب..... اهلا
ذم شفتيه بتهكم ثم نظر إلى ابنة عمه وقال بسعادة..... تعالي عايزك تحكيلي على كل الي حصل في شرم
قبل ما اللواء يطلبنا في اجتماع
ابتسمت بهدوء وهي تعطيه حقيبتها لتسير بجواره وهي تسرد له ما حدث معها طوال الايام الماضية
لتهتف بعدم القت بجسدها على الفراش في الغرفة الخاصة بها....... ده كل الي حصل..
شعر بالاسي تجاه يارا وقال بضيق..... يارا اتظلمت اوي يا مليكه هي ماشفتش يوم واحد حلوا، صعب عليها تتقبل وجودك من جديد في حياتها،،
تنهدت الاخري بنفاذ صبر وهي تجلس امامه قائلة بجدية...... اسمع يا فارس عايزاك في موضوع
انصت لها الاخر قائلا بأهتمام..... هو مين واسمه ايه وكل الي عايزها هيجي لحد عندك
ابتسمت الاخري على انه اصبح يفهمها جيدا لتهتف قائلة...... عايزة كل معلومة كبيرة وصغيرة عن ريان رسلان.... شغله حياته الشخصية... كل حاجه عنه..
علم وينفذ يا سيادة النقيب.......... قالها فارس وهو ينهض من جوارها ليخرج من الغرفة ولكن قبل خروجه ألقي نظرة عشق عليها نظرة لا يعرفها سواه ولكن هل ستعلم بها يوما ما وستتقبل عشق الكامن بضلوعه...
___________
بقصر ريان....
هبط الدرج بعدم استعد بشكل لائق كعادته ليجلس على مائدة الافطار وهو يقرأ أحد الصحف اليومية...
صباح الخير يا بوص........
ألتفت ريان إلى مصدر الصوت ليجد عماد يهبط الدرج بثقة وعينيه تبحث عن شيء ما
ليهتف ريان بتساؤل..... وصلت امتي
جلس الاخر على مائدة الافطار وهو يطالع صديقه قائلا..... وصلت امبارح متأخر... ومحبتش اصحيك....
دادة فاطمة......... صرخ بها عماد
لتترك فاطمة على أثر صرخته قدح القهوة حتى سقط أرضا..
رمقته بغضب قائلة...... مش هتكبر بقا على حركات العيال دي
تقدم إليها و هو يحتضنها بحب قائلا بسعادة..... مقدرش اكبر عليكي يا ست الكل
اتبتسمت السيدة بخفوت وهي تحتضنه قائلة..... ربنا يعز مقدارك يا ابني ده القصر نور بيك
ابتعد عنها عماد وهو يمسك ياقته بفخر..... طبعا طبعا يا دادة
رمقه ريان بسخرية وتابع أفطاره إلى أن رفع بصره قليلا حتى سقط بصره عليها وهي تهبط الدرج ومعها ابنته
تابعها بهدوء دون أن يشعر به احد كيف لها ان تكون بتلك القوة اليوم وبالامس هشة ضعيفة
بينما كانت هي منشغلة بالصغيرة التي تهللت أسريرها بعدم رأت عماد لتهتف بنبرة تكاد تكون مفهومة.... ماد ماد
رفع عماد عينيه حتى تلاقت بصاحبة الرماديتين التي خفضت بصرها بضيق حينما لاحظت تفحصه لها
ليقترب منها عماد وهو يتناول الصغيرة وعينيه لم تفارقها للحظات بل ظل يتابعها بصمت إلى ان شعرت سلين بالاستياء من شروده حتى انقضت عليه بأظافرها التي توغلت بيده ليصرخ الاخر من فعلتها وهو يطالعها بغيظ قائلا....... مالك يا مجنونة
رمته الصغيرة بنظرة وكأنها فهمت مقصده حتى ضربته بيدها على وجهه بعد رضا عن انشغاله بغيرها
ليبتسم عماد بعدم فهم من افعالها وشرع في مداعبتها
نهض ريان من مجلسه بهدوء حتى وقف خلف عماد قائلا........ مش تخلص لعب خلينا نشوف اشغالنا...
سيبني مع سلين شويا يا ريان........ قالها عماد وهو منشغل بالصغيرة..
.
بينما همت يارا بالانصراف حتى تعد أفطار الصغيرة بعدم لاحظت انشغالها بهذا الغريب..
لتخطوا اول خطواتها دون ان تنتبه للقهوة المسكوبة اسفل قدمها خطت بدون انتباه حتى انزلقت قدمها وهي تتمسك بقميصه الابيض بقوة لتقع كل ازار قميصه من قبضتها وكادت تسقط إلى ان منعتها يده التي بقت حائل بينها وبين الارض
بين ذراعيه وتاهت عينيها بعينيه لا تتدرك الواقع للمرة الأولى تتوغل بداخلهم وهي تركز ببؤبؤ عينيه مزيج من القسوة ومزيج من الدفئ لهيب انفاسه ويدها التي لامست صدره كانت كفيلة بتخديرها...
آم عنه فعينيها شغفه وجنونه الذي يريد معرفته من اين لها بتلك الجاذبية الغامضة بماذا تختلف عن نساء العالمين من تلك التي شغلته هكذا وجعلت قلبه ينتفض عليها من هي حتى بقي ليلة كاملة يتفحصها لم تكن هناك انثى قادرة على تغيير نمط حياته ولن تكون.. فهو الفهد الذي لا يجيد لغة العشق و احاديث العشاق...
انتبهت لنفسها حينما هتف عماد بتساؤل...... انتي كويسة
ابتعدت عنه بتوتر وهي تري قميصه الذي افسدته حتى رأت عينيه التي تبدلت إلى الغضب وكأنه بدأ يعنف نفسه على اقترابه منها هكذا
هتفت بتوتر وضيق...... انا اسفه..... لتركض بعدها إلى غرفتها بالطابق الثاني
بينما نظر ريان إلى قميصه وقد تبدلت قسمات وجهه إلى النفور
حتى حمحم عماد بهدوء....... حصل خير يا ريان البنت ملهاش ذنب...
رفع ريان نظره إليه بغضب وكأنه يريد اخباره بأن الامر لا يعنيه
ليترك عماد ورحل إلى جناحه الخاص بالطابق الاخير من القصر.....
دلفت إلى غرفتها وهي تضع يدها على صدرها حتى تمنع قلبها من الخفقان بتلك القوة وكأن قلبها اعلن التمرد عليها لتغمض عينيها بتوتر حتى لاحت ذكري ما حدث قبل قليلا وهي تتذكر عينيه التي لم تستطيع تحديد لونهم
_____________________
بألمانيا بأحد المساجد الكبيرة
انتهك الحزن عينيه وقد اغرقت بالدموع التي تحجرت لا يعلم ما عليه فعله وكيفية التضرع إلى الله وهو مخطئ بشئ لم يتوقعه فقد فعل أكبر الكبائر و ان الله لن يعفيه من العقاب كيف يناجي الله وقد ظلم نفسه بفعلته وظلم زوجته كيف يناجي الله وقد تملكه الشيطان حتى اصبح زاني
اغمض عينيه حتى هبطت تلك الدمعة المريرة ليشعر بتلك اليد الدافئة التي ربتت فوق كتفه بحنان
رفع وجهه حتى رأي امامه رجلا قد تجاوز العقد الخامس من عمره
ليجلس الرجل امامه و اردف قائلا...... انت عربي مش كده..
نظر له مطولا حتى تبسم الرجل بهدوء وتابع..... ملامحك شرقية وبتقول انك مصري
لم يتفوه بكلمة واحدة بل صمت وتعب الدنيا بداخله ليتنهد الرجل بهدوء وتابع حديثه...... اصبر وسيستجيب... ويغفر...
تقصد ايه...... قالها حسن بتساؤل وعدم فهم
بينما تجولت انظار الرجل بالمسجد وقال........ قليل لم يجي حد المسجد علشان كده هو فاضي.... بس اي حد بيدخله بيكون تعبان وتايه خايف من عقاب ربنا....
ابتلع حسن ريقه وخفض بصره بندم
ليتابع الرجل وهو يحتضن يده....... بس بعض الناس مش عارفه ان رحمة ربنا وسعت كل شيء وان مهما اخطأت... ولجائت لربنا بقلب خاشغ نادم اكيد هيغفرلك....
بس معايا انا مستحيل يسامحني....... قالها الاخر بضعف وعينيه التي غيم عليها الحزن..
وتابع حديثه بوجع وهو يشتكي بثه وحزنه إلى الله
ليبدأ في سرد ما حدث معه وكيف كانت فعلته شنيعة
تابعه الرجل وهو يرى الندم ينهش بأوصله ليربت على يده يطمئنه بأن لطف الله عظيم.. ورحمته اعظم... ليهتف الرجل بهدوء...... اسمع يا ابني... ذنبك كبير بس رحمة ربنا اكبر و الزانه كبيرة من اكبر الكبائر ولها عقاب يقع عليك وعلى الزانية وذكر في القران الكريم
رفع حسن عينيه وهو يطالعه بأنصات بينما قال الرجل بهدوء....... بسم الله الرحمن الرحيم.......
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ..) صدق الله العظيم
بمعنى ان عقابك هو الجلد انت وهي بس طبعآ هيكون البدأ بها الاول
ليه...... قالها حسن بتساؤل.... ليهتف الرجل بثقة...... لان المرأة هي الي عليها العاتق الاكبر في الذنب لو انها تحشمت في ملابسها وما استجابة له ما كان حدث ما حدث
بس انا وضعي يختلف........ قالها حسن بتنهيدة وحزن..... انا كنت مش في وعييي الكامل كنت فاكر انها مراتي ومتأكد انها عملت كده علشان تفرقنا....
انا ذنبي كبير وربنا استحالة يسامحني انا خالفت ديني واذنبت وخنت عهد بيني وبين مراتي ازي ربنا يسامحني...
تبسم الرجل ببشاشة وتابع حديثه.....في عهد سيدنا موسى
عليه السلام : أتت إمرأة إلى سيدنا موسى تريد أن تتوب ، فقالت :يا موسى لقد زنيت وحملت من جريمة الزنا وبعدما أنجبلت الطفل قتلته .
فقال لها موسى عليه السلام : إن هذا الفعل الذي فعلته لفعل عظيم ، أذهبي من هنا قبل أن ينزل الله علينا بسبب ما فعلتِ نار من السماء .
فذهبت المرأة ، فأنزل الله ملك من السماء على سيدنا موسى عليه السلام فقال له : في شأن المرأة التائبة ، ألا ترى يا موسى أفجر منها ؟ فقال : ومن يكون أفجر من تلك المرأة ؟
فقال ” من ترك صلاة عامداً متعمداً ، فعمله أعظم وأفجر من تلك المرأة . سبحان الله
فجميع الكبائر كالقتل والزنا وأكل مال اليتيم وغيرها تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عاقب عليها وإن شاء غفرها...
ربنا غفور رحيم يا ابني..... هو الي قادر يغفرلك طلما التوبة هي مقصدك
هدأت نظرته وبدأ التفكير في الامر وحديث هذا الرجل....
____________________
بمنزل أسيل...
لم تعرف عينيها النوم طوال الليل بل اشتعل قلبها بلهيب الحزن والانكسار لم تشعر بالوحدة والآلم سوي الان شعرت بظلم وقهر تحطم وانهيار.....
وقفت بوسط الغرفة التي شهدت على عشقهما و خيانته طالعتها بحقد دفين وقلب مفطور من فعلته بحقها لتذرف عينيها الدموع بغزارة وهي تلقي بعود الثقاب حتى اشتعلت النيران بها بعدم سكبت الكيروسين بكل زوايا الغرفة...
اضرمت النيران بالاساس وهي تقف وسطها تشتعل مثل تلك النيران
لما اضرمت النيران بقلبي بعدم اشعلت فتيل عشقي..
لما نهشت ضلوعي؟؟؟!! بعدم احييت أوصال قلبي؟؟؟!!
لما طعنتني بسكين غدرك؟؟؟!!! بعدم منحت قلبي امانك..
عقابنتي..... بعدم غفرت ذلتي..
يا قاتلي كفاك فقد دفن القلب بمقبرة خيانتك
صف حسن سيارته بحديقة المنزل وهو يترجل من السيارة بتعب وقد آلمه ظهره بعدم نال عقاب الزاني اراد التكفير عما فعله بحق نفسه
سار بهدوء حتى رأي اللهب يخرج من نافذة غرفته..
تسمر بمكانه وهو يطالعه بخوف حتى ركض للداخل وهو يصعد الدرج بقوة رغم ذاك الالم الذي تسلل بداخله ليجدها
تقف وسط النيران و عينيها تحجرت بالدموع
ليصرخ الاخر بقوة وهو يدلف إلى داخل الغرفة قائلا...... أسيل
انتبهت إلى صوته وهي تراه امامها لتهتف بهسترية...... حرقت كل حاجه تربطني بيك كل ذكرياتنا مع بعض مبقاش في حاجة تفكرني بيك....
رأي امرأة اخري غيرها انكسار عينيها.... حطم رجولته ليجذبها بقوة إلى خارج الغرفة وهو يهتف بغضب...... أيه الي عملتيه ده يا مجنونة انتي اتجننتي يا اسيل
انتبهت إلى صوته و أنفاسه عينيه عشقه و حنانه ودفئ يده لتبتعد عنه بقوة وهي تنظر إلى عينيه قائلة..... انت ايه جابك هنا مين عطاك الحق تدخل
طالعها بذهول من لهجتها المتوحشة وهي تطالعه بغضب ليهتف هو بهدوء....... أسيل اسمعيني
قلتلك 100 مره اسمي ده تنساه فاهم...... قالتها بغضب وتحذير.... لتكمل بعدها بقسوة...... مينفعش تنادي اسيادك بأسمهم ولا انت ناسي انك ابن المزارع بتاعنا فلاح ابن فلاح
حروفها كالخنجر المسموم الذي طعنته به ليطالعها هو بغضب وقلب مشتعل قائلا...... بلاش تخليني افقد اعصابي انا مراعي الي انتي فيه
كان قريبا منها حتى شعرت بالضعف امامه حديثها من شدة جرحه لها لم تتمني يوما ان تتفوه بتلك الكلمات ولكن كيف وقد اهان قلبها... لتبتعد عنه بعدم تذكرت فعلته بالامس وقد شعرت بقبلها ينشق وهي تبتعد عنه قائلة.... راجع تاني ليه يا حسن عايز مني ايه لسه في جرح جديد ولا خيانة تانية لسه في حاجة مكسرتهاش فيا....
تفحصها مطولا وهو يرى تبدل ملامحها التي اوشكت على الانهيار دموعها المتحجرة التي حتما ستقتلها ان لم تذرفها..
وتفرغ ذاك الحزن الكامن بداخلها........ عايزك انتي يا اسيل........ قالها برجاء ليكمل بعدها.... عايز نرجع نفتح صفحة جديدة
صفحة........ قالتها بسخرية...... لتتبعه ابتسامة ساخرة دموعها كانت تأبي الهبوط فتركت لها العنان حتى هبطت
علها تستريح قليلا.... هي حياتي فيها كام صفحة جديدة
لسه في وجع جديد مخفي هفتحله صفحة علشان بعد شوية اقفلها وافتح غيرها..... انت صفحة وعمار صفحة وصافي صفحة كل حد فيكم خد صفحة جديدة طيب واناا فيا ايه تاني انت كنت حياتي كلها وبأيدك قتلتني بسكينة غدرك
امنتك على حياتي وروحي وفي المقابل ايه خنتني لسه فاكر اني هأمنك تاني...
طالع عينيها التي اشتعلت بمرارة فعلته لتقترب منه وهي تضرب صدره بدها قائلة........ انا مبقاش فيا حاجة علشان ادهالك معنديش غير وجعي منك يا حسن مبقاش فيا غير وجعي منك سبني حرارم عليك بقا وابعد عني ابعد يا حسن لاني بكرهك بكرهك فاهم
جذبها بقوة داخل احضانه وهو يحاول تهدأتها بينما ظلت الاخري تصرخ بحزن وهي تردد..... انا بكرهك فاهم ابعد عني يا حسن ابعد عني
دموعها لم تجف وقلبها قد تمزق بينما ضمها الاخر حتى هدأت حركتها وسكن جسدها بداخل احضانه.... ليشعر هو بسكونها حتى شعر بالخوف حينما اغشي عليها
أسيل....... قالها بخوف وهو يضرب وجهها بيده وحينما لم تعود إلى رشدها... حملها بين يده وخرج بها من القصر...
في تلك الاثناء وصلت سيارة المطافئ بعدم أبلغهم حراس القصر
__________________
بمحطة القطار...
رمته بنظرة مودعة وقلب مشتعل بلهيب الضعف... بينما قال الاخر....... نفسي افهم ليييه قرارتي تسافري النهاردة احنا كنا هنسافر كلنا بعد يومين....
تنهدت الاخري بحزن وخوف قائلة....... لازم اسافر انا الاول يا كريم وبما ان النهاردة كان اخر يوم ليا في الامتحانات اظن يبقى مفيش داعي اني استنا هنا
سلمي مالك فيكي ايه...... قالها كريم برجاء وهو يفترس ملامحها....... ليتابع حديثه.... المفروض تكوني مبسوطة اننا خلاص هنكون مع بعض بس انا حاسس بعكس كده شايف خوف وتوتر وقلق في عنيكي حاسس انك مش سلمي الي عرفتها...
احتضنت يده قائلة بطمئنينة..... لا يا حبيبي مفيش حاجه انا بس متوترة بسبب الامتحانات وكده
تفحصها بعدم تصديق وقال...... متأكدة ان الامتحانات بس...
اغمضت عينيها حتى لا يري تلك الدموع المتحجرة وقالت..... اه يا كريم...
تابع قسمات وجهها المتبدلة وقال بشئ من الضيق...... طيب على الاقل خلينا اوصلك انا مش هسيبك تسافري بالقطر...
هزت رأسها بالنفي وقالت..... صدقنى مش هينفع
انا لازم اسافر الاول علشان اتكلم مع بابا في موضوعنا..... مش عارفه رد فعله هيكون ايه...
احتضن وجهها بين كفيه قائلا بهدوء...... أطمني انا متأكد من عمي انتي متعرفيش هو ساعد عمار قد ايه علشان يقف على رجليه ويجمعه بمرام.....
زاغت عينيها بضعف وخوف قائلة...... ربنا يسهل يا كريم....
التفتت خلفها حينما رأت القطار لتهتف بعينين حفرت تفاصيل وثنايا وجهه..... لازم امشى خلي بالك من نفسك يا كريم
لمعت الدموع بعينيها وهي تودعه خائفة من القادم الذي سيحمل الكثير من الاوجاع لهم.... لتسير بضع خطوات حتى جذبها هو بقوة داخل احضانه كأنه يدخلها بداخل ضلوعه حتى اوشكت على التحطم لتضمه الاخري بقلب خائف وهي تبتعد عنه قائلة بودع......... خلي بالك من نفسك...
ودعته وتركت قلبها وهناك غصة مريرة تمنعها من الرحيل..... رحلت وتركت قلبها بين أحضانه لا تريد الفراق هكذا ولكن لابد من مواجهة المجهول..... وما تخبئه الايام اعظم....
صعدت القطار وهي تبحث عن العربة التي ستجلس بها حتى وجدتها لم يكن بها سواها لتجلس هي بهدوء وهي تتكور على نفسها
حتى سار القطار ببطئ إلى ان انفتح باب العربة بقوة وانفاسه لاهثة بعد ركضه داخل القطار...
كريم...... قالتها سلمي بصدمة
لتكمل بعدها...... انت بتعمل ايه هنا
اغلق الباب بقوة وهو يطالعها ليجذبها بقوة حتى امتلك شفتيها بقبلة مميتة اذبتها في دائرة عشقه قبلها بجنون كما لو انها قبلته الاخيرة
بينما تمسكت الاخري بعنقه وهي تقف على اطراف اصابعها حتى تصبح في مستواه ولكن كان هو اطول منها بكثير ليضمها إليه و ذراعيه قد اعتصرت ضلوعها واقسم انه كاد يموت وان قبلتها احيته من جديد
ابتعد قليلا وانفاسهم لاهثة يطالعها الاخر بجنون تملكه وقال...... مقدرتش مودعكيش
طالعته بعدم تصديق وكأن قبلته تلك اعدت الحياة لقلبها من جديد فهتفت..... القطار مشي هتنزل ازاى
استند برأسه على رأسها وقال بعشق....... مش مهم هنزل ازي الاهم اني معاكي يا سلمي
رفعت عينيها حتى تلاقت مع موجة العشق القابعة بعينيه وهمست بخفوت...... وهو ده كان وداعك ليا
هز رأسه بالنفي وهو يحتضنها بداخله قائلا بنبرة عشق ارهقت قلبها....... انا لو عليا مش عايز ابعد عنك دقيقة
ليبعدها قليلا عنه وهو يطالع عينيها بشوق ولهفة...... هتجنن وتكون معايا وفي حضني قصاد الناس منغير خوف هتجنن لحد ما يتفقل علينا باب واحد وفي كل يوم افتح عيني تكون عيونك هي اول عيون اشوفها
مش عايز ابعد عنك دقيقة وحدة فاهمة مستني تكوني مراتي علشان احس ان مبقاش في حاجة تبعدنا عن بعض
تابعت حديثه و عينيها لمعت بالعشق وهي تحتضنه قائلة..... وانا في حضنك بكون في امان يا كريم بنسي الدنيا ومش عايزه ابعد عنك كأني بقول للدنيا بحالها طول ما انا في حضنه هخاف من ايه
قبل رأسها بحنان وهمس بعشق........ مش عايزك تخافي طول ما انا معاكي فاهمة
ابتسمت بخفوت وتابعت..... طيب بردوا مفهمتش هتنزل ازاى
ابعدها عنه قليلا وقال...... تصدقى انك رخمة..
تعالت ضحكاتها... وهي تطالع غضبه لتجلس على المقعد قائلة..... مش بطمن عليك...
جلس الاخر بجوارها وهو يضع رأسه على قدمها وعينيه توغلت داخل عينيها ثم تابع حديثه......هوصلك سوهاج وارجع
_________________________
في قصر عمار الجديد.......
الذي صمم خصيصا من أجلها هي فقط بعدم تابع بنائه في
اقل فترة من الزمن وقد نقش حروف اسمها في زوايا
القصر برسومات الزخرفة التي اعطت للقصر جمالا فوق
جماله واقسم لو كان الامر بيده لوضع صورتها بكل جدران ا
القصر حتى تكون امامه ولا تفارقه ولكنه وضع صورها في كل زوايا حجرة النوم
ولكنها لم تسعد بهذا بعدم اخبرها انها لن تتابع عملها بعدم الان بسبب حملها وغير ذلك غيرته المفرطة
هبط الدرج بهدوء وهو يجلس على مائدة الطعام
لترافقه الاخري قائلة بضيق........ يا عمار انا مش هينفع اقعد مغير شغل انا ممكن اتجنن
سلامتك من الجنان يا حبيبتي...... قالها الاخر وهو يتناول
قدح القهوة ليتابع حديثه..... احنا سبق واتكلمنا وانا قلت مفيش شغل
لمعت الدموع بعينيها وهي تشعر بالغضب منه كيف يقرار عنها دون اخبارها هل اصبح متملك
لتهتف هي بحزن ارهق قلبه........ يا عمار انا بحب شغلي وغير كل ده انا مقدرش اعيش من غير شغل انت عارف ده كويس بلاش تلغي شخصيتي
انا بلغي شخصيتك....... قالها بتساؤل ممزوج بحدة
ليكمل حديثه..... انا خايف عليكي وعلى وضعك المفروض تقدري ده وياريت متاخديش الموضوع بحساسية واني بلغي شخصيتك
فرت دمعة حزينة من عينيها وهي تنهض من امامه قائلة بنبرة حزينة........ الي يعجب يا عمار
تركته وانصرفت إلى ان اوقفها صوته..... معاكي5 دقايق تجهزي فيهم لو اتأخرتي هسيبك و أمشي
نظرت له بعدم تصديق وهي تعود إليه قائلة بسعادة....... انت بتتكلم جد هرجع الشغل تاني
هز رأسه بالايجاب بينما اقتربت منه وطبعت قبلة هادئه على جانب وجهه قائلة بسعادة......... ربنا يخليك لياا يا احلي عمار في الدنيا
اتسعت ابتسامته وهو ينهض من مجلسه وجذبها من يدها حينما اوشكت على الركض للصعود حتى تبدل ملابسها إلى ان هتف هو......... رايحة فين...
نظرت له بعدم فهم وقالت..... هروح اغير هدومي بسرعة
نظر حوله وهو ينحني قليلا حتى حملها بين يده قائلا بهدوء....... مينفعش تجري على السلم لان ده غلط عليكي وكده انا الي هكون مسؤول عن طلوعك هشيلك كل يوم
اتسعت ابتسامتها على جنونه و افعاله الصبيانيه لتهتف هي بعشق...... متجوزة مجنون واالله...
__________________________
بشركة عمار التي اصبح ريان يديرها بجوار شركاته
كان العمل يسير على قدم وساق ولا يجرؤ احد على التكاسل بالعمل و إلا لقي حتفه خارج الشركة بأكملها ليس لديه الوقت الكافي لتنبيه بل من يخطئ ينال عقابه...
يعني ايه يفسخوا العقد معنا هو لعب عيال..... قالها ريان بغضب
بينما تابع حديثه إلى المحامي قائلا...... يبقوا يدفعوا الشرط الجزائي الي في العقد و انا هعرفهم يعني ايه يلعبو مع ريان رسلان...
المحامي بتوتر..... يا ريان بيه العقد في صالحهم هما لانهم
طلبوا فسخ العقد قبل ما نوصل لنص الشغل
رمقه ريان بغضب وهو يمسكه من تلاتيب ملابسه قائلا بغضب....... انت عارف معنى كلامك ايه اننا هنتحمل خسارة بملايين
يا باشا وانا ذنبي ايه....... قالها المحامي بخوف
ليهتف الاخر بغضب..... علشان محامي فاشل فاهم و مش عايز اشوف وشك في الشركة تاني...
دفعه ريان بعيدا عنه ليفر الرجل من امامه بخوف
بينما جلس الاخر على مكتبه وعينيه تشتعل بالغضب...