رواية ست البنات الفصل الثالث عشر13 بقلم زينب سمير
الفصل ( 13 )
كان حسن يصعد دراجات الدرج وهو يطلق صفيرا بمرح متذكرا ما حدث معه منذ قليل مع نوران قبل ان يري رضوي شقيقته تكاد تفتح باب منزلهم وتدخل
اوقفها بصوته الجاد وهو يري ملابسها:-كنتي فين
نظرت له بخضة من ظهوره المفاجئ هذا ثم اجابت:-كنت عند الست صفية
_ابوكي عارف
اؤمات بالنفي وهي تجيب:-لا بس ماما تعرف
صعد باقي دراجات السلم حتي وصل لها واكمل بتساءل:-وكانت لوحدها ولا ابراهيم كان موجود
هتفت بنبرة سريعة متوترة:-لا والله كانت لوحدها
نظر لها بنظرات متفحصة ثم اشار لها بالدخول لتسبقه وتدخل بينما هتف هو بمرح وهو يستعرض عضلات كتفه:-فظيع وانا مسيطر كدا وعامل رعب لـ البنات
فتحت والدته الباب واخرجت رأسها وهتفت بأستهزاء:-جتك نيلة تاخد تفاهتك وانت شحط كدا علي الفاضي
واغلقت الباب في وجهه وتركته ينظر لها بزهول ولكن سرعان ما فاق وصعد لـ الاعلي لحيث شقة "علي"
وقف امام الباب منتظرا الرد بعد ان طرق الباب ، لحظات وفتحت صباح نظر لها وهو يقول:-تعالي معايا
سألته بتعجب:-فين
حسن:-هاخدك اجبلك عصير قصب
هتفت بسعادة:-والنبي
_ايوة خلصي دقيقة وتكوني جاهزة
اؤمات بنعم ومن سعادتها دخلت واغلقت الباب في وجهه فهمس بأستنكار وهو ينظر لـ الباب المغلق:-هو انا بقيت مهزق لـ درجة اللي رايح واللي جاي يقفل الباب في وشي كدا
ثم تنهد بغيظ وتابع:-لما نشوف اخرتك يا "علي" انت ومراتك ياللي متعبني ومزهقني وممرمطني
وثم تذكر الرسالة التي بعثها "علي" له يطلب منه فيها ان يحدث صباح ليعرف ما يجول بخاطرها وهو يظن ان حسن لا يعلم لـ الان بحقيقة الامر
وانه فقط يقوم بالتمثيل علي صباح لعل حالها ينصلح يوما..
________________________________
دخلت نوران لغرفة سمر فور ان دخلت من باب المنزل وراحت تهتف بغيظ وهي تسير في ارجاء الغرفة:-بصي الوقح ياسمر بيتعامل ولا كأنه واصي عليا قال منزلش ومطلعش غير بأذنه قال
حاولت ان تكتم ضحكاتها وهي ترد:-معلش ، هو بيعمل كدا علشان مصلحتك
اؤمات بالنفي وسارت بأتجاة سمر وردت:-مصلحتي اية دا بس عايز يعصبني ويغيظني
وهتفت بشر ما ان وقفت امامها:-انا بقي هنزل براحتي وفي الوقت اللي انا عيزاه
سمعت صوت من الاسفل يصرخ عاليا:-عايزة حاجة مني ياام ابراهيم اشتريهالك
انتفضت بقوة بينما ضحكت سمر واجابت:-هااا عايزة حاجة يجبهالك يانور
ببرائة ردت:-دا يقصد مامتك
_لا انتي بس نادا اسم امي علشان عيب يقول اسمك في الحارة
تركتها وذهبت بأتجاة الحمام وهي تغمغم بضيق:-يعني قال محترم اوووي الواد
ضحكت سمر ولم تتحدث واتجهت لـ حيث الشرفة لتجد حسن يغادر الشارع ومعه صباح بشياكتها المعهودة وبملابسها ذات الالوان البراقة
هتف حسن بغيظ وهو يفتح لها باب السيارة لتدخل:-اية الالوان اللي انتي لبساها دي انتي عايزة تعميني ولا اية
هتفت بثقة:-اية رأيك حلوة صح
انطلق بالسيارة مغادرا لـ الحارة وهو يرد:-حلوة اية بس ياصباح دي الست سعاد بتلبس هدوم اشيك منك والوانها اهدي من بتاعتك دي
نظرت له بضيق بينما تابع هو بنبرة ذات مغزي:-وانا اقول "علي" قرر يتجوز لية .. اكيد عايز يحمي عيونه من الوانك البهية دي
وبالفعل نجح فيما يريد وهو يري ملامحها تتغير من الثقة لـ الضيق والعبوس
وساد الصمت بينهم لـ لحظات حتي قطعته هي:-تعرف
نظر لها بأهتمام وهتف:-اية .. ناوية تقتلي اخويا ولا اية
صباح:-لاا .. لسة منويتش بس النية في الطريق ان شاء الله
ابستم بعبث ورد:-انا عندي الحل اللي يخليه يغير طريقته دي
قالت بأهتمام:-اية هو الحل
اوقف السيارة امام محل خاص بعصير القصب وهتف وهو يستعد لـ الهبوط:-تعالي بس نشرب عصير الاول وبعدين اقولك
قالت بضيق:-انت فعلا هتشربني عصير بس انا قولت هتوكلني كبدة من زيرو نتانة
حسن:-لا ياختي اخرك عصير هتشربي ولا نلف ونرجع تاني
_لا ياخويا اشرب هو حد لاقي
________________________________
كان السيد شوقي يجلس في مكتبه في ورشته التي تعتبر الاساسية والمفضلة له فهي بداية الخير بالنسبة له يفكر في احوال ابنائه تلك الايام فـ "علي" منشغل بحوار زوجته وتصليحها
تنهد وهو يتذكر ما حدث من اسبوع تقريبا
"فلاش باك..."
علي:-انا قررت اتجوز
وقف شوقي وهمام من مقاعدهم وهتفوا بصدمة:-نعم تتجوز
اغلق الباب وتقدم منهم وهتف بهمس:-اشش اهدوا .. دا اللي هيتقال لـ صباح
نظروا له بعدم فهم بينما تابع هو:-صباح حالها اتغير بقيت زي الستات الناقمة دي والجاهلة بقيت بتفكر زيهم في كل حاجة وانا عايز اعدلها
جلس شوقي علي مقعده وهتف بعتاب:-تروح تتجوز وتكسر بخاطر بت عمتك
اؤما بالنفي وهو يقول:-لاا .. انا مش هتجوز انا هقولها كدا بس وانتوا عليكم تبينوا انكم موافقين وان دا حقي .. يعني متبقوش ضددي
تدخل همام في الحديث وهتف بعصبية:-مش فاهمين .. اتكلم دغري يا "علي"
علي:-هو دا نهاية الكلام انا مهتجوزش بس همثل عليها اني هعمل كدا يمكن تفوق وتتعدل شوية
شوقي:-وان متعدلتش
علي:-هفكر بطريقة تانية احاول اعدلها بيها .. المهم اني مش هسيبها ولا هبيعها متخفوش
وثم تركهم وغادر .. تركهم ينظرون لاثره بزهول من افكاره المجنونة
ابات حسن "علي" ... ام ... بات "علي" حسن
"بااااك ..."
تنهد وهو يتمني ان تجدي محاولة ابنه بالنفع رغم انه يشك بذلك
وثم فكر بـ حسن
وحاله الهادئ تلك الفترة ارجع هذا الوضع لسبب ما حدث لـ المطعم ولكن بعدما وجده يتم تصليحه دون عناء ادرك ان السبب غير هذا
وياتري ما هو السبب الذي يجعل ابنه يبقي هادئا ثابتا ومتوترا
اتري انه الحب !!
فلا يوجد غيره هو ذلك الشئ الذي يبعثر القلوب ويغير المفاهيم الحياتية ويبدل الاحوال
اتري انه احب !!
ولما لا .. فالحب يأتي فجأة دون سابق انذار
طرق همام علي باب مكتب والده ودخل سريعا لينظر له والده وابتسم دون شعور
همام .. تزوج بمن احب وبمن يريد
يعيش معها سنوات من الهدوء والسكينة
الوحيد الذي لم يتعبه وزوجته ملاك
الوحيد من لا يشعر بأتجاة بأي قلق كان
نظر له همام بتعجب وهتف:-انت كويس ياحاج
اؤما بنعم وهو يقول:-اخبارك يابو مهند
ابتسم همام لهذة الكنية التي يحب ان يُنادي بها اما والده فأكمل حديثه:-اختك مروة جاية كمان يومين عرفت
همام:-دا اللي كنت جاي اقوله ياحاج
تنهد وهو يرد:-وحشتني قوووي والله البت دي
اقترب همام منه وربت علي كتفه وهو يتابع:-كلنا عارفين ان مروة دي قلبك
نظر لعيونه ، فأبتسم همام واكمل:-ورضوي روحك
وبالفعل صدق
فهناك مكانة في قلبه خاصة لـ بناته .. بناته وفقط
اميراته ومليكاته
_______________________________
انتهت من الكوب الخاص بها ورفعت نظرها تنظر لحسن لتجده يتناول الكأس الثالث من عصير القصب والكأس من الحجم الكبير نظرت له بزهول وهتفت بتعجب:-يخربيتك تلاتة ياحسن دا انا خلصت ده بالعافية
تناول اخر كمية من الكوب وتركه واشار لـ العامل بأن يملئ له كأس اخر ورد عليها:-انا لسة بقول ياهادي
صباح:-هو انت هتشرب تاني
اؤما بنعم واخذ من العامل الكأس ورفعه علي فمه تناول منه جرعة كببرة ثم ابعده عن فمه تنفس قليلا ورجع تناوله مرة اخري وتلك المرة هبط به فارغا
وسط دهشة صباح الكبيرة
ترك الكوب وهتف وهو يدفع الحساب لـ العامل الاخر:-كفاية كدا علشان حاسس اني تعبت
صباح بتعجب:-تعبت !!
حسن:-ايوة تعبت انا باجي هنا اشرب لحد ما اتعب مش لحد ما اشبع اصل عصير القصب دا بينزل في قلبي مش في معدتي
صباح:-متتكسفش ، قول ان معدتك مخرومة ، متتكسفش
هتف وهو يسير وهي تسير خلفه:-طيب يلا ياختي بدل ما اسحبك من قفاكي في نص الشارع كدا
اسرعت في خطواتها حتي صارت تسير امامه وهي تهتف:-وعلي اية الطيب احسن
جلسوا اخيرا في السيارة لتهتف بجدية:-ها بقي اية هو الحل
غمز لها وهتف بوقاحة:-الدلع
بتعجب اجابت:-اية
رقص كتفيه وهو يرد:-بالدلع ياصباح .. يعني ارقصيله ياسوسو
نظرت له بأسنتكار فأكمل:-وريه صباح الانثي ياروحي واتخلي عن سيد قشطة اللي راكبك دا شوية غيري في سحنتك دي شوية حطي شوية احمر في وشك .. احمر بس مش الوان الطيف اللي بتلبسيها دي وتحطيها علي وشك
هتفت بعند:-انا عاجبني شكلي كدا
ضغط علي الفرامل بقوة حتي توقفت السيارة وهو يرد:-وهو مش عاجبه شكلك كدا ياختي فلو سمحتي ضحي شوية .. بدل ما يتجوز عليكي وتبقي ليكي ضرة توريكي النجوم في عز الضهر
انتفضت مرة واحدة وردت بشراسة:-نجوم .. نجوم مين دي يابو نجوم دا انا انزلها البحر واطلعها عطشانة
تحرك بسيارته مرة اخري وهو يقول بخيبة امل:-صباح هي صباح .. متقدرش تبقي كيوت لـ دقيقة واحدة
وثم هتف بهمس:-محتاحة نوران علشان تعلمها شوية رقة
وثم اتسعت بسمته دون سبب وهو يتذكر تلك الجميلة ليطير عقله لها بأفكاره متجاهلا تلك التي تصرخ في اذنه وكادت ان تصيبه بالطرش
_________________________________
بعد ان حل الليل علي المكان ووضبت نوران ملابسها في خزانة سمر خرجت اخيرا هي وسمر لـ الشرفة ليجلسوا فيها قليلا نظرت نوران لـ الشارع لتجد الاطفال يلعبون كرة القدم الا طفلا يجلس علي "مصطبة" منزل حسن ينظر لهم بملامح هادئة
هتفت وهي تشير له:-مين دا ياسمر
نظر له سمر وثم ردت:-دا مهند ابن اخو حسن
نوران:-سبحان الله الولد هادئ خالص مش طالع مجنون لعمه
ضحكت سمر عاليا وردت:-دا اهدي طفل في الحارة لدرجة ان عمه اصلا مستغرب منه
نظرت له طويلا وهي تجيب ببسمة:-بس امور اوووي
وهتفت بصوت عالي قليلا:-بسس ، بسس
رفع عيوزه ونظر لها بتعجب فـ حركت يدها علامة "مرحبا"
ابتسم بدوره ورفع يده وحركها بنفس العلامة فقالت بصوت حاولت ان تجعله عالي:-انا نوران ، وانت ؟
رد بنفس الصوت:-انا مهند
_اسمك جميل يامهند
_وانتي كمان اسمك جميل
_اية رأيك نبقي اصحاب
ظهرت في عيونه علامات التوتر فقالت بنبرة حماسية:-هااا نبقي
ابتسم واجاب:-اووك
ليأتي كريم ناحيته بتلك اللحظة ويغمز له ويهمس بصوت لم يصل سوي لمسامع مهند:-يخربيتك وقعت مزة عمك ازاي ياض
نظر له بزهول من حديثه .. نعم يفهمه ولكن اليس هذا حديث خاص بـ الكبار
فلما يتحدث به هذا الطفل .. فهو الاكبر سننا منه يخجل ان يتحدث بذلك الحديث الغريب
تنهد وثم رفع عيونه ناحية منزل سمر ولكن لم يترك فرصة لنوران ان تتحدث واخفض بصره وثم بسرعة كبيرة جري من امامها ودخل لمنزله
لتهمس هي:-سبحان الله ابن اخوه اعقل منه ومحترم اكتر منه وخجول كمان
ونظرت لكريم وتابعت:-بس دا .. شبهه بالظبط
كانت سمر تستمع لحديثها لتتعالي ضحكاتها وهي تهتف محاولة ان تغيظها:-يابركاتك ياحسن خليت البت تكلم نفسها
ضربتها علي كتفها وهتفت بصوتها الرقيق:-غلسة
قلدتها بضحك:-انا غلسة ،، دا انا قمر
_سمر
نظروا لحيث مصدر الصوت ليجدوه من الاسفل حيث كان صوت ابراهيم ليقول لهم بعيون غاضبة:-ادخلوا جووه
ليتركوا الشرفة ويتجهوا سريعا لـ الداخل بخوف
جلست نوران علي الفراش وقالت وهي تتنفس بعمق:-هموت واعرف شباب الحارة دي بتظهر ازاي فجأة كدا .. اخوكي دا مش كان مشي من ساعة تقريبا
ضحكت سمر وردت:-بيبقول لابسين طاقية الاخفي بيظهروا فجأة ويختفوا فجأة
تسطحت علي الفراش وقالت بتعب:-انا هنام بقي علشان تعبت
_وانا كمان والله تعبت يانور
وتسطحت بجوارها واغلقوا انوار الغرفة وجفون عيونهم في حركة منهم بنهاية يومهم ونهاية ساعات الحزن
اغلقوا نهاية الحزن وسيفتحون بداية السعادة
هنا في تلك الحارة بين جدرانها وبين اهلها
ستحيا نوران من اليوم ...
___________________________
يتبع...
كان حسن يصعد دراجات الدرج وهو يطلق صفيرا بمرح متذكرا ما حدث معه منذ قليل مع نوران قبل ان يري رضوي شقيقته تكاد تفتح باب منزلهم وتدخل
اوقفها بصوته الجاد وهو يري ملابسها:-كنتي فين
نظرت له بخضة من ظهوره المفاجئ هذا ثم اجابت:-كنت عند الست صفية
_ابوكي عارف
اؤمات بالنفي وهي تجيب:-لا بس ماما تعرف
صعد باقي دراجات السلم حتي وصل لها واكمل بتساءل:-وكانت لوحدها ولا ابراهيم كان موجود
هتفت بنبرة سريعة متوترة:-لا والله كانت لوحدها
نظر لها بنظرات متفحصة ثم اشار لها بالدخول لتسبقه وتدخل بينما هتف هو بمرح وهو يستعرض عضلات كتفه:-فظيع وانا مسيطر كدا وعامل رعب لـ البنات
فتحت والدته الباب واخرجت رأسها وهتفت بأستهزاء:-جتك نيلة تاخد تفاهتك وانت شحط كدا علي الفاضي
واغلقت الباب في وجهه وتركته ينظر لها بزهول ولكن سرعان ما فاق وصعد لـ الاعلي لحيث شقة "علي"
وقف امام الباب منتظرا الرد بعد ان طرق الباب ، لحظات وفتحت صباح نظر لها وهو يقول:-تعالي معايا
سألته بتعجب:-فين
حسن:-هاخدك اجبلك عصير قصب
هتفت بسعادة:-والنبي
_ايوة خلصي دقيقة وتكوني جاهزة
اؤمات بنعم ومن سعادتها دخلت واغلقت الباب في وجهه فهمس بأستنكار وهو ينظر لـ الباب المغلق:-هو انا بقيت مهزق لـ درجة اللي رايح واللي جاي يقفل الباب في وشي كدا
ثم تنهد بغيظ وتابع:-لما نشوف اخرتك يا "علي" انت ومراتك ياللي متعبني ومزهقني وممرمطني
وثم تذكر الرسالة التي بعثها "علي" له يطلب منه فيها ان يحدث صباح ليعرف ما يجول بخاطرها وهو يظن ان حسن لا يعلم لـ الان بحقيقة الامر
وانه فقط يقوم بالتمثيل علي صباح لعل حالها ينصلح يوما..
________________________________
دخلت نوران لغرفة سمر فور ان دخلت من باب المنزل وراحت تهتف بغيظ وهي تسير في ارجاء الغرفة:-بصي الوقح ياسمر بيتعامل ولا كأنه واصي عليا قال منزلش ومطلعش غير بأذنه قال
حاولت ان تكتم ضحكاتها وهي ترد:-معلش ، هو بيعمل كدا علشان مصلحتك
اؤمات بالنفي وسارت بأتجاة سمر وردت:-مصلحتي اية دا بس عايز يعصبني ويغيظني
وهتفت بشر ما ان وقفت امامها:-انا بقي هنزل براحتي وفي الوقت اللي انا عيزاه
سمعت صوت من الاسفل يصرخ عاليا:-عايزة حاجة مني ياام ابراهيم اشتريهالك
انتفضت بقوة بينما ضحكت سمر واجابت:-هااا عايزة حاجة يجبهالك يانور
ببرائة ردت:-دا يقصد مامتك
_لا انتي بس نادا اسم امي علشان عيب يقول اسمك في الحارة
تركتها وذهبت بأتجاة الحمام وهي تغمغم بضيق:-يعني قال محترم اوووي الواد
ضحكت سمر ولم تتحدث واتجهت لـ حيث الشرفة لتجد حسن يغادر الشارع ومعه صباح بشياكتها المعهودة وبملابسها ذات الالوان البراقة
هتف حسن بغيظ وهو يفتح لها باب السيارة لتدخل:-اية الالوان اللي انتي لبساها دي انتي عايزة تعميني ولا اية
هتفت بثقة:-اية رأيك حلوة صح
انطلق بالسيارة مغادرا لـ الحارة وهو يرد:-حلوة اية بس ياصباح دي الست سعاد بتلبس هدوم اشيك منك والوانها اهدي من بتاعتك دي
نظرت له بضيق بينما تابع هو بنبرة ذات مغزي:-وانا اقول "علي" قرر يتجوز لية .. اكيد عايز يحمي عيونه من الوانك البهية دي
وبالفعل نجح فيما يريد وهو يري ملامحها تتغير من الثقة لـ الضيق والعبوس
وساد الصمت بينهم لـ لحظات حتي قطعته هي:-تعرف
نظر لها بأهتمام وهتف:-اية .. ناوية تقتلي اخويا ولا اية
صباح:-لاا .. لسة منويتش بس النية في الطريق ان شاء الله
ابستم بعبث ورد:-انا عندي الحل اللي يخليه يغير طريقته دي
قالت بأهتمام:-اية هو الحل
اوقف السيارة امام محل خاص بعصير القصب وهتف وهو يستعد لـ الهبوط:-تعالي بس نشرب عصير الاول وبعدين اقولك
قالت بضيق:-انت فعلا هتشربني عصير بس انا قولت هتوكلني كبدة من زيرو نتانة
حسن:-لا ياختي اخرك عصير هتشربي ولا نلف ونرجع تاني
_لا ياخويا اشرب هو حد لاقي
________________________________
كان السيد شوقي يجلس في مكتبه في ورشته التي تعتبر الاساسية والمفضلة له فهي بداية الخير بالنسبة له يفكر في احوال ابنائه تلك الايام فـ "علي" منشغل بحوار زوجته وتصليحها
تنهد وهو يتذكر ما حدث من اسبوع تقريبا
"فلاش باك..."
علي:-انا قررت اتجوز
وقف شوقي وهمام من مقاعدهم وهتفوا بصدمة:-نعم تتجوز
اغلق الباب وتقدم منهم وهتف بهمس:-اشش اهدوا .. دا اللي هيتقال لـ صباح
نظروا له بعدم فهم بينما تابع هو:-صباح حالها اتغير بقيت زي الستات الناقمة دي والجاهلة بقيت بتفكر زيهم في كل حاجة وانا عايز اعدلها
جلس شوقي علي مقعده وهتف بعتاب:-تروح تتجوز وتكسر بخاطر بت عمتك
اؤما بالنفي وهو يقول:-لاا .. انا مش هتجوز انا هقولها كدا بس وانتوا عليكم تبينوا انكم موافقين وان دا حقي .. يعني متبقوش ضددي
تدخل همام في الحديث وهتف بعصبية:-مش فاهمين .. اتكلم دغري يا "علي"
علي:-هو دا نهاية الكلام انا مهتجوزش بس همثل عليها اني هعمل كدا يمكن تفوق وتتعدل شوية
شوقي:-وان متعدلتش
علي:-هفكر بطريقة تانية احاول اعدلها بيها .. المهم اني مش هسيبها ولا هبيعها متخفوش
وثم تركهم وغادر .. تركهم ينظرون لاثره بزهول من افكاره المجنونة
ابات حسن "علي" ... ام ... بات "علي" حسن
"بااااك ..."
تنهد وهو يتمني ان تجدي محاولة ابنه بالنفع رغم انه يشك بذلك
وثم فكر بـ حسن
وحاله الهادئ تلك الفترة ارجع هذا الوضع لسبب ما حدث لـ المطعم ولكن بعدما وجده يتم تصليحه دون عناء ادرك ان السبب غير هذا
وياتري ما هو السبب الذي يجعل ابنه يبقي هادئا ثابتا ومتوترا
اتري انه الحب !!
فلا يوجد غيره هو ذلك الشئ الذي يبعثر القلوب ويغير المفاهيم الحياتية ويبدل الاحوال
اتري انه احب !!
ولما لا .. فالحب يأتي فجأة دون سابق انذار
طرق همام علي باب مكتب والده ودخل سريعا لينظر له والده وابتسم دون شعور
همام .. تزوج بمن احب وبمن يريد
يعيش معها سنوات من الهدوء والسكينة
الوحيد الذي لم يتعبه وزوجته ملاك
الوحيد من لا يشعر بأتجاة بأي قلق كان
نظر له همام بتعجب وهتف:-انت كويس ياحاج
اؤما بنعم وهو يقول:-اخبارك يابو مهند
ابتسم همام لهذة الكنية التي يحب ان يُنادي بها اما والده فأكمل حديثه:-اختك مروة جاية كمان يومين عرفت
همام:-دا اللي كنت جاي اقوله ياحاج
تنهد وهو يرد:-وحشتني قوووي والله البت دي
اقترب همام منه وربت علي كتفه وهو يتابع:-كلنا عارفين ان مروة دي قلبك
نظر لعيونه ، فأبتسم همام واكمل:-ورضوي روحك
وبالفعل صدق
فهناك مكانة في قلبه خاصة لـ بناته .. بناته وفقط
اميراته ومليكاته
_______________________________
انتهت من الكوب الخاص بها ورفعت نظرها تنظر لحسن لتجده يتناول الكأس الثالث من عصير القصب والكأس من الحجم الكبير نظرت له بزهول وهتفت بتعجب:-يخربيتك تلاتة ياحسن دا انا خلصت ده بالعافية
تناول اخر كمية من الكوب وتركه واشار لـ العامل بأن يملئ له كأس اخر ورد عليها:-انا لسة بقول ياهادي
صباح:-هو انت هتشرب تاني
اؤما بنعم واخذ من العامل الكأس ورفعه علي فمه تناول منه جرعة كببرة ثم ابعده عن فمه تنفس قليلا ورجع تناوله مرة اخري وتلك المرة هبط به فارغا
وسط دهشة صباح الكبيرة
ترك الكوب وهتف وهو يدفع الحساب لـ العامل الاخر:-كفاية كدا علشان حاسس اني تعبت
صباح بتعجب:-تعبت !!
حسن:-ايوة تعبت انا باجي هنا اشرب لحد ما اتعب مش لحد ما اشبع اصل عصير القصب دا بينزل في قلبي مش في معدتي
صباح:-متتكسفش ، قول ان معدتك مخرومة ، متتكسفش
هتف وهو يسير وهي تسير خلفه:-طيب يلا ياختي بدل ما اسحبك من قفاكي في نص الشارع كدا
اسرعت في خطواتها حتي صارت تسير امامه وهي تهتف:-وعلي اية الطيب احسن
جلسوا اخيرا في السيارة لتهتف بجدية:-ها بقي اية هو الحل
غمز لها وهتف بوقاحة:-الدلع
بتعجب اجابت:-اية
رقص كتفيه وهو يرد:-بالدلع ياصباح .. يعني ارقصيله ياسوسو
نظرت له بأسنتكار فأكمل:-وريه صباح الانثي ياروحي واتخلي عن سيد قشطة اللي راكبك دا شوية غيري في سحنتك دي شوية حطي شوية احمر في وشك .. احمر بس مش الوان الطيف اللي بتلبسيها دي وتحطيها علي وشك
هتفت بعند:-انا عاجبني شكلي كدا
ضغط علي الفرامل بقوة حتي توقفت السيارة وهو يرد:-وهو مش عاجبه شكلك كدا ياختي فلو سمحتي ضحي شوية .. بدل ما يتجوز عليكي وتبقي ليكي ضرة توريكي النجوم في عز الضهر
انتفضت مرة واحدة وردت بشراسة:-نجوم .. نجوم مين دي يابو نجوم دا انا انزلها البحر واطلعها عطشانة
تحرك بسيارته مرة اخري وهو يقول بخيبة امل:-صباح هي صباح .. متقدرش تبقي كيوت لـ دقيقة واحدة
وثم هتف بهمس:-محتاحة نوران علشان تعلمها شوية رقة
وثم اتسعت بسمته دون سبب وهو يتذكر تلك الجميلة ليطير عقله لها بأفكاره متجاهلا تلك التي تصرخ في اذنه وكادت ان تصيبه بالطرش
_________________________________
بعد ان حل الليل علي المكان ووضبت نوران ملابسها في خزانة سمر خرجت اخيرا هي وسمر لـ الشرفة ليجلسوا فيها قليلا نظرت نوران لـ الشارع لتجد الاطفال يلعبون كرة القدم الا طفلا يجلس علي "مصطبة" منزل حسن ينظر لهم بملامح هادئة
هتفت وهي تشير له:-مين دا ياسمر
نظر له سمر وثم ردت:-دا مهند ابن اخو حسن
نوران:-سبحان الله الولد هادئ خالص مش طالع مجنون لعمه
ضحكت سمر عاليا وردت:-دا اهدي طفل في الحارة لدرجة ان عمه اصلا مستغرب منه
نظرت له طويلا وهي تجيب ببسمة:-بس امور اوووي
وهتفت بصوت عالي قليلا:-بسس ، بسس
رفع عيوزه ونظر لها بتعجب فـ حركت يدها علامة "مرحبا"
ابتسم بدوره ورفع يده وحركها بنفس العلامة فقالت بصوت حاولت ان تجعله عالي:-انا نوران ، وانت ؟
رد بنفس الصوت:-انا مهند
_اسمك جميل يامهند
_وانتي كمان اسمك جميل
_اية رأيك نبقي اصحاب
ظهرت في عيونه علامات التوتر فقالت بنبرة حماسية:-هااا نبقي
ابتسم واجاب:-اووك
ليأتي كريم ناحيته بتلك اللحظة ويغمز له ويهمس بصوت لم يصل سوي لمسامع مهند:-يخربيتك وقعت مزة عمك ازاي ياض
نظر له بزهول من حديثه .. نعم يفهمه ولكن اليس هذا حديث خاص بـ الكبار
فلما يتحدث به هذا الطفل .. فهو الاكبر سننا منه يخجل ان يتحدث بذلك الحديث الغريب
تنهد وثم رفع عيونه ناحية منزل سمر ولكن لم يترك فرصة لنوران ان تتحدث واخفض بصره وثم بسرعة كبيرة جري من امامها ودخل لمنزله
لتهمس هي:-سبحان الله ابن اخوه اعقل منه ومحترم اكتر منه وخجول كمان
ونظرت لكريم وتابعت:-بس دا .. شبهه بالظبط
كانت سمر تستمع لحديثها لتتعالي ضحكاتها وهي تهتف محاولة ان تغيظها:-يابركاتك ياحسن خليت البت تكلم نفسها
ضربتها علي كتفها وهتفت بصوتها الرقيق:-غلسة
قلدتها بضحك:-انا غلسة ،، دا انا قمر
_سمر
نظروا لحيث مصدر الصوت ليجدوه من الاسفل حيث كان صوت ابراهيم ليقول لهم بعيون غاضبة:-ادخلوا جووه
ليتركوا الشرفة ويتجهوا سريعا لـ الداخل بخوف
جلست نوران علي الفراش وقالت وهي تتنفس بعمق:-هموت واعرف شباب الحارة دي بتظهر ازاي فجأة كدا .. اخوكي دا مش كان مشي من ساعة تقريبا
ضحكت سمر وردت:-بيبقول لابسين طاقية الاخفي بيظهروا فجأة ويختفوا فجأة
تسطحت علي الفراش وقالت بتعب:-انا هنام بقي علشان تعبت
_وانا كمان والله تعبت يانور
وتسطحت بجوارها واغلقوا انوار الغرفة وجفون عيونهم في حركة منهم بنهاية يومهم ونهاية ساعات الحزن
اغلقوا نهاية الحزن وسيفتحون بداية السعادة
هنا في تلك الحارة بين جدرانها وبين اهلها
ستحيا نوران من اليوم ...
___________________________
يتبع...