رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الفصل الثالث عشر13 بقلم دينا جمال
الفصل الثالث عشر
جاسر: انتي بتعملي ايه عندك
تلك الكلمات أتت من خلفها مباشرة لتقضي علي ما بقي من ثباتها ، تقسم انها ستفقد الوعي من شدة خوفها تيبست حتي عضلات رقبتها فلم تستطع ان تلتفت إليه
جاسر ساخرا: ايه يا حلوة القطة كلت لسانك ،ردي بتعملي ايه عندك
رؤي متلعثمة من شدة خوفها : ااااااناا ،ككككك
جاسر غاضبا: انتي هتكاكي ما تخلصي
رؤي برعب : كنت بنضف الاوضة
ذهب جاسر وجلس على حافة فراشه وأشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه
ذهبت بخطي مرتجفة من الرعب تقدم قدم وتؤخر أخري الي ان وقفت امامه فجذب يدها وجعلها تجلس بجانبه
ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها
جاسر ساخرا: مالك خايفة ليه كدة
نظرت له برعب ولم تنبث ببنت شفة
جاسر: كنتي بتعملي ايه هنا ومن غير كذب
رؤي بصوت متحشرج من الرعب : اهلي وحشوني نفسي حتي اسمع صوتهم ، ارجوك
جاسر : عارفة ، حظك ان مزاجي حلو دلوقتي
اخرج هاتفه وطلب رقم حسين وفتح مكبر الصوت
رن الهاتف بعض الوقت قبل ان تسمع صوت والدها
حسين: السلام عليكم
فبدأت الدموع تهرب من مقلتيها ولكنها تظاهرت بالثبات ورسمت على شفتيها ابتسامة مرحة
رؤي : وعليكم السلام يا ابو الاحسان يا اخويا
نظر لها جاسر بدهشة فكيف تستطيع الابتسام علي الرغم من خوفها وبكاءها
حسين بلهفة : رؤي ، رؤي حبيبتي انتي كويسة
رؤي : الحمد لله يا بابا انا كويسة ، اخبارك ايه انت وماما وطمطم وعاصم ، عاصم عامل ايه دلوقتي
حسين: بخير يا بنتي اهم حاجه انتي ، انتي فين يا رؤي وانا اجيلك
نظر لها نظرة تحذيرية غاضبة من ان تنطق
رؤي : انا كويسة يا بابا ما تقلقش
جذب عاصم الهاتف من والده
عاصم : رؤي قولي انتي فين يا رؤي وما تخافيش منه ، انا هحميكوا منوا يا حبيبتي
ابتسم جاسر بسخرية
عاصم: ولو هو عنده رجالة تحميه ، فانا كمان عندي رجالة يحموكي ويحمونا
ضحك جاسر ساخرا: قصدك وليد عوض الله
شحب لون عاصم بعد سماعه صوت جاسر
جاسر ساخرا: كدة يا نسيبي العزيز رايح تأجر بلطجية عشان يقتلوا جوز اختك
نظرت له رؤي بفزع
عاصم غاضبا: سيب رؤي يا جاسر والا والله هقتلك
جاسر ساخرا: تؤ تؤ ، اهدا يا عصومة مش كدة ، ما تقلقش هسيبها بس بعد ما تبقي زي تهاني حبيبة القلب
ثم اغلق الخط ، رأي الذعر يرسم خطوطه بحرفيه علي وجهها والفزع احتل مكانه في مقلتيها ، شفتيها ترتجفان رعبا
جاسر ساخرا: اطمنتي يا ستي علي اهلك
ولكنه تفاجأ كثيرا عندما
رؤي : انت ليه بتعمل كدة
جاسر: انتوا ما تستاهلوش غير كدة
رؤي : ليه، دا حتي الرسول صلى الله عليه وسلم قال "رفقا بالقوارير"
جاسر غاضبا: اطلعي برة والاقسما بالله هلغي الاتفاق الي بينا
خرجت تهرول من غرفته ودخلت غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح
اما هو فظل يجوب غرفته غاضبا
جاسر غاضبا: يا رتني ما اتجوزتها ، انا لازم ابعدها عني في اسرع وقت اخلص بس من بنت صبري الدمنهوري وهفضالك يا رؤي ويا انا يا انتي
مرت الايام سريعا وجاسر يتجنب الالتقاء برؤي بقدر الإمكان ومازالت رؤي تتسلل الي غرفته ليلا لتتحدث معه في ذكرياتها وهي طفلة واحلامها وأيام دراستها أما جاسر فكان طوال ذلك الاسبوع يتعامل مع شاهندا بعطف وحنان لا مثيل لهما ، وعندما يعود الي رؤي يذهب للنوم مبكرا حتي يسمعها، وخرج علي من المستشفى وعاد إلى منزله ، ووقع شادي اقصد جاسر عقود الشراكة مع صبري الدمنهوري وشربت شاهندا حد الثمالة من بحور عشق جاسر الكاذبة واصبحت تحبه بل تعشقه بجنون ، أما نرمين فحالتها كما هي دون جديد وياسر يحاول معها جاهدا ولكن لا حياة لقلب مذبوح منذ عشرات السنين لروح تعذبت وهي في ريعانها ، لنبته حضراء سقيت العذاب الوان حتي اصفرت وذبل عودها
الي ان جاء يوم الخميس
( فرح جاسر وشاهندا )
قرابة الثامنة مساءا خرج جاسر من غرفته
نادي جاسر بصوت عالي : رؤي
فخرجت رؤي من غرفتها سريعا ، فشمت رائحة عطره القوي ، رفعت نظرها إليه قرأته وهو يرتدي حلة سوداء كلاسيك وقميص ابيض وجرافت سوداء ، يضع عطره الساحر بغزارة ويرتدي ساعته الفضية الغالية وحذائه الاسود اللامع مع تسريحة شعر جذابة ولحية خفيفة زادته وسامة )
جاسر ساخرا: هتفضلي مبحلقة فيا كدة كتير
خفضت نظرها ارضا وعضت علي شفتيها بإحراج
رؤي بصوت منخفض: انا اسفة
ضحك جاسر ساخرا : علي ايه انتي مراتي ودا حقك عادي يعني ، وأنا كمان ليا حق بس لسه وقته ما جاش بس هانت اوي ، اول اسبوع عدي
ازدرقت ريقها بخوف وهي تقبض بيديها علي عباءتها المنزلية الواسعة
جاسر: بصي بقي يا حلوة انتي هتدخلي اوضتك وتقفلي الباب بالمفتاح ومش هتخرجي منها لو سمعتي حتي ضرب نار برة وإلا انتي عارفة انا هعمل ايه
هزت رأسها إيجابا عدة مرات
جاسر غاضبا: علي اوضتك
دخلت غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح
نزل جاسر وركب سيارته وانطلق الي حيث مركز التجميل الفخم لاصطحاب شاهندا
ارتدت شاهندا فستان ابيض ( كب) ومفتوح من الظهر ووضعت مساحيق التجميل الغالية فبدت حورية جميلة
ابتسم جاسر بسخرية عندما رآها اخذ يدها وركب معها في سيارته وذهب الي القاعة الكلاسكية الفخمة ، اذاقها عسل عشقه الكاذب فلم تنتبه الي السم الذي فيه
انتهي الفرح واخذ جاسر شاهندا ومعهم صبري الذي اوصلهم الي ذلك الفندق الضخم الذين سيقضون اول ليله لهم فيه ، ثم سيسافرون غدا
صبري : خلي بالك من شاهندا يا شادي
جاسر: ما تقلقش يا عمي دي في عنيا
رحل صبري وصعد جاسر وشاهندا الي غرفتهم
بدأت شاهندا في خلع طرحة رأسها
جاسر: انتي هتعملي ايه
شاهندا : هشيل الطرحة عشان زهقتني
جاسر: لاء استني انا محضرلك مفاجأة
اخذ يدها وخرج بها من الغرفة ومن الفندق بأكمله واركبها سيارته
شاهندا: شادي ، احنا رايحين فين
جاسر بنبرة غامضة: مفاجأة
ظل يزيد السرعة الي ان وصل الي منزله
جاسر: يلا انزلي
نزلا من السيارة فأخذ يدها وصعد بها الي منزله
جاسر: خشي برجلك اليمين يا عروسة
شاهندا: شقة مين دي يا شادي
جاسر: شقتي يا حبيبتي ، عشنا الجميل الي هنقضي فيه اول ليلة في حياتنا
اخذ يدها ودخل الي غرفته وصفع الباب خلفه بقوة فانتفض جسدها بخضة
شاهندا بدلال: كدة يا شادي ، خضتني
تعالت ضحكاته الساخرة
جاسر ساخرا: سلامتك من الخضة يا قلب جاسر
شاهندا : جاسر مين
جاسر: أنا
شاهندا : بطل هزار يا شادي
ومرة أخرى ظل يضحك بسخرية
جاسر: شاهندا صبري الدمنهوري ، اخيرا وقعتي تحت رحمة جاسر مهران ، اخيرا هاخد حق اختي من الي عمله ابوكي فيها
شاهندا مصدومه: اختك مين وبابا علاقته ايه
قص عليها جاسر ما حدث قديما
فاتسعت عينيها في صدمة
شاهندا غاضبة: مستحيل بابي يعمل كدة انت اكيد كداب
قام جاسر غاضبا وامسك شعر شاهندا بعنف وصفعها علي وجهها
شاهندا باكية : انت حيوان ، حيوان
جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان دا هيعمل فيكي ايه ، والي عمله ابوكي زمان في اختي هعمله فيكي دلوقتي
رماها على الفراش وخلع حزام بنطاله وبدأ يهوي بحزامه علي جسدها
شاهندا باكية: ارجوك يا شادي ارحمني ، أنا ماليش دعوة
ضحك جاسر عاليا : ارحمك ، دا انا هخليكي تتمني الموت ، انتي ما تعرفيش أنا استنيت اليوم دا قد ايه
شاهندا باكية: أنا ذنبي ايه
جاسر صارخا بغضب: واختي ذنبها ايه ، وابويا وأمي ذنبهم ايه ، عمرهم ما اذوا حد بسبب ابوكي ابويا انتحر ، ابويا ما استحملش الي ابوكي عمله فينا فانتحر ، وجاية تقوليلي أنا ذنبي ايه لاء يا حلوة انتي ضعفة صبري و ، انتي خاتم سليمان الي بيه هجيب ابوكي راكع تحت رجليا ، أنا كنت اقدر اخلص عليه من زمان ، بس لاء لازم اشوفه مذلول ومكسور زي ما ذل ابويا وكسره
شاهندا باكية: انا مالي ، أنا ذنبي ايه
جاسر ضاحكا: هنعيده تاني ، ما أنا لسه قيالك الي فيها
شاهندا صارخة: أنت مريض مستحيل تكون إنسان طبيعي
جاسر ضاحكا بشر: صح ، عندك حق والي هعمله فيكي دلوقتي هيأكدلك أن أنا مش طبيعي
في الخارج تحديدا في غرفة رؤي ، كانت جالسة على فراشها تقرأ وردها اليومي عندما صم اذنيها صوت صراخه الغاضب
خرجت من غرفتها بتردد متجه ناحية مصدر الصوت فوجدته يأتي من ناحية غرفته تقدمت من الغرف بخوف ، وفجاءة تجمدت مكانها عندما سمعت صرخات انثوية
( حررررام عليك أنت مش بني آدم ، ابعد عن ، يا بابي ، الحقني يا بابي )
ثم سمعت صوته وهو يزئر بغضب ( اخرسي يا بنت ال×٠٠٠٠)
فانتفض جسدها برعب ، اتسعت عينيها بذعر من تلك التي تصرخ وماذا يحدث لها ، ظلت ترتجف من الخوف مكانها ، حاولت أن تهرب عائدة لغرفتها ولكن شعرت ان جسدها قد شل كليا ، ظلت مكانها الي أن فتح جاسر باب غرفته وخرج منها ، انطلقت شرارات الجحيم من عينيه عندما رآها تقف امامه اسرع وقبض على خصلات شعرها
جاسر غاضبا: انا مش قولتلك ما تخرجيش من اوضتك
رؤي بضياع : هي مين اللي بتصرخ جوة ، انت بتعمل فيها ايه
جاسر غاضبا: نفس الي هعمله فيكي بالظبط لو ما غورتيش علي اوضتك
فرت سريعا الي غرفتها وجلست على سريرها وضمت ركبتيها لصدرها ، وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة
انتفضت من علي فراشها عندما رائته يقتحم الغرفة عاري الصدر يرتدي بنطال قطني اسود فقط
لا تعلم من أين اتتها تلك الشجاعة : انت جاي هنا ليه
قهقه جاسر عاليا حتي ادمعت عينيه من شدة الضحك ، ثم توقف فجاءة عن الضحك ونظر لها بأعين ذئب يتربص بفريسته
جاسر ساخرا: معلش انا مضطر انام هنا النهاردة اصل الاوضة التانية فيها ضيفة ثم اكمل بهمس يشبه فحيح الأفاعي ، قريب هتكوني مكانها
اتجه ناحية الفراش ومدد جسده عليه ، ذهبت رؤي تجاه الاريكة لتنام عليها
جاسر: انتي بتعملي ايه
رؤي : هنام
جاسر: قدامك دقيقة واحدة وتبقي علي السرير
ازدرقت ريقها برعب ، تقدمت من الفراش تقدم قدم وتؤخر أخري الي ان وصلت اليه وتمددت علي طرفه البعيد عن جاسر واعطت ظهرها اليه
اغمضت عينيها تحاول النوم ، وهي تشعر بأنه يقترب منها ، حاولت ان تقنع نفسها بأنه وهم من شدة خوفها ليس الا
ولكنه قطع الشك باليقين عندما التفت ذراعه حول خصرها وجذبها بعنف اليه الي ان ارتطم ظهرها بصدره ، احست بأنفاسه الحارة تلفح عنقها من الخلف ، حاولت ان تتماسك ان لا تظهر اي ردة فعل تدل على خوفها ، ولكنه انهارت في النهاية فبدأ جسدها يرتجف بشدة
ولكن العجيب
عندما سمعته يهمس بصوت حنون لم تسمعه منه من قبل : ما تخافيش يا رؤي
مفعول تلك الكلمات كان كالسحر ، دوا جرحها واستكان جسدها فجأة
ولكن جاسر اكمل جملته،؛ لسه الشهر ما خلصش
لماذا يا جلادي
لماذا تمنحني الداء والدواء
لماذا تفتح جراحي
ثم تعود لتداويها
فاذا شفيت عدت لتصنع غيرها
رفقا بي يا جلادي ،
فأنا قارورة مسكينة
خلقت من ضلعك
واخذت عنها القوامة لتحميها
لا لتذلها وتشقيها
فسحقا لك يا آدم
وسحقا لقلب حواء الغبي
الذي تربي،علي عشقك
تربي علي طاعتك
وتربيت انت علي ذلها
جعلتها جاريتك بإرادتها
ووقفت بارداتها
تمزق ما بقي منها
في صباح اليوم التالي
لم يغمض لها جفنا طوال الليل
انفاسه الحارقة تحرق روحها ببطئ ، ذلك المقبض الحديدي المسمي خطاء ذراعه يقيدها طوال الليل ، ولكن ما أرقها فعلا ، تلك الصرخات الانثاوية ، تلك المسكينة القابعة ، خلف باب غرفة الوحش ، ينفطر قلبها عليها حتي دون ان تلاقها ، تتسال مع نفسها تري اي نوع من العذاب لاقت تلك المسكينة ، فضحكت بسخرية علي حالها وهي تردد نفس النوع الذي ستلاقينه بعد ثلاثة اسابيع فقط
فاقت من شرودها عندما طرقع باصبعيه امام وجهها
جاسر ساخرا: ايه يا شيخه رؤي سرحانة في ايه ولا في مين
رؤي : ها ، لا ابدا
ابتسم ساخرا ولم يعلق
انتهي من ارتداء ملابسه واستعد للرحيل
جاسر بنبرة تحذيرية شديدة اللهجة : بصي بقي يا رؤي ، انا محترم وعدي معاكي جدا ، وبدأت اعاملك كويس ، اهو شفقة مني لحد ما الشهر يخلص ، ثم اشار بيده ناحية غرفته ، بس لو فكرتي تدخلي الاوضة دي ، حتي لو سمعتي ايه جاي من جواها ، هوريكي جحيم جاسر مهران الحقيقي ، ماشي
هزت رأسها إيجابا
فضربها برفق علي وجنتها : شاطرة
خرج من منزله وركب سيارته وانطلق الي عمله
اما هي فحاولت ان تلهي نفسها بأعمال المنزل
ولكن صدق من قال ان الفضول قاتل
وجدت نفسها علي غير العادة تنتهي من تنظيف المنزل وصنع الغداء باكرا
رؤي في نفسها: بلاش يا رؤي ، بلاش يا رؤي ، بلاش يا رؤي ، جاسر لو عرف هتبقي مكانها ، انا بس عايزة اطمن عليها لتكون بعد الشر ماتت و لا حاجة ، ااه هروح اطمن عليها بسرعة وأخرج
ذهبت رؤي ناحية غرفة جاسر بخطي سريعة متلهفة وجدت المفتاح قابع مكانه في قفل الباب من الخارج ، فادارته وفتحت الباب
ودخلت وجدت الغرفة تغرق في بحر من الظلام ، مدت يدها واضاءات الانارة لتشهق بفزع وتتراجع للخلف من بشاعة ما رأت
صاح فيها عقلها غاضبا : يلا يا رؤي اخرجي بسرعة واقفلي الباب قبل ما جاسر يجي
فهدر قلبها يرد علي عقلها : لاء يا رؤي ، مستحيل تسيبها في الحالة دي ، دي بتموت ساعديها يا رؤي
هزت رأسها إيجابا تنفيذا لأوامر قلبها وضربت بحسابات عقها عرض الحائط
تقدمت من فراش جاسر بخطي سريعة ناحية تلك المسكينة الملقاة على فراشه تبدو كالجثة الهامدة
بكت رؤي علي حال تلك المسكينة ، وحالها هي أيضا فقريبا ستصبح مثلها
جلست رؤي بجانبها تحاول افاقتها
امسكت زجاجة عطر جاسر وقربتها من انفها فلاحظت انقباض عضلات وجهه الفتاة بذعر
بدأت شاهندا تفتح عينيها ببطء وهي تأن من شدة الألم
شاهندا بصوت ضعيف: ماية عطشانة ، ماية
هزت رؤي راسها إيجابا سريعا وإحضرت لها كوب من الماء وساعتدها بصعوبة علي تناوله
شاهندا باكية: ارجوكي ، ارجوكي انقذني منه ، ابوس ايدك خرجيني من هنا
رؤي: يا ريت اقدر جاسر قافل الباب
بالمفتاح من برة ، قومي يلا معايا
شاهندا بفزع: فين
رؤي: اهدي ما تخافيش جاسر مش هنا
أسندت رؤي شاهندا وادخلتها المرحاض ووضعتها في المغطس في المياة الدافئة
واحضرت لها ملابس من عندها ، كل هذا تم في غرفة رؤي
ارتدت شاهندا الملابس البسيطة ، وساعتدها رؤي علي الجلوس على الفراش الصغير
شاهندا باكية : انا متشكرة أوي علي مساعدتك ، بس ابوس ايدك خرجيني من هنا قبل ما يجي
رؤي بحزن : صدقيني البيت دا سجن ما فيش فايدة ما فيش طريق للهروب
شاهندا باكية: انا لازم اخرح من هنا ، ارجوكي هيعذبني تاني ، هيدبحني تاني ارجوكي خرجيني من هنا
انهمرت دموع رؤي : يا ريتني اقدر
خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ ووضعت الطعام لتلك المسكينة علي صينية ثم اخذتها وعادت الي غرفتها
رؤي : يلا عشان تاكلي
وضعت الطعام أمامها
وربتت علي كتفها ، تحاول طمئنتها وقلبها هي يرفرف كالطير الذبيح الذي يلفظ انفاسه الاخيرة من شدة رعبها
جلست بجانبها تطعمها وتهون عليها وتحكي لها الطرائف والمواقف المضحكة
شاهندا: انتي مين
رؤي : انا رؤي واحدة من ضحايا جاسر مهران
في هذه الاثناء كان جاسر يتوعد لشاهندا في نفسه بجرعة من العذاب المكثفة وهو يستقل المصعد عائدا الي شقته ، دخل شقته ورمي الحقيبة بإهمال علي احد الكراسي ، كالعادة وجد المنزل هادئ
وذهب ناحية غرفته وفتحها ، ليقطب حاجبيه بغضب ويصيح بصوت هادر كالرعد : رؤؤؤؤي
انتفضت الفتاتين عندما سمعا صوته ، تتمسك كل بالاخري في فزع
وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة كالاعصار وقف ينظر الي حالة الذعر البادية عليهما بنظرات حادة ثابتة ، وفجاءة ارتخت معالم وجهه وعادت للسخرية مرة أخرى
جاسر ساخرا: بردوا يا رؤي ما سمعتيش كلامي
اممممممم ، اعمل فيكي ايه بس يا رؤي ، ااه خلاص لقيتها
ثم اشار بيده ناحيتهم وابتسم
جاسر مبتسما بسخرية : واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي ، اختاروا يا حلووين ، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي
جاسر: انتي بتعملي ايه عندك
تلك الكلمات أتت من خلفها مباشرة لتقضي علي ما بقي من ثباتها ، تقسم انها ستفقد الوعي من شدة خوفها تيبست حتي عضلات رقبتها فلم تستطع ان تلتفت إليه
جاسر ساخرا: ايه يا حلوة القطة كلت لسانك ،ردي بتعملي ايه عندك
رؤي متلعثمة من شدة خوفها : ااااااناا ،ككككك
جاسر غاضبا: انتي هتكاكي ما تخلصي
رؤي برعب : كنت بنضف الاوضة
ذهب جاسر وجلس على حافة فراشه وأشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه
ذهبت بخطي مرتجفة من الرعب تقدم قدم وتؤخر أخري الي ان وقفت امامه فجذب يدها وجعلها تجلس بجانبه
ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها
جاسر ساخرا: مالك خايفة ليه كدة
نظرت له برعب ولم تنبث ببنت شفة
جاسر: كنتي بتعملي ايه هنا ومن غير كذب
رؤي بصوت متحشرج من الرعب : اهلي وحشوني نفسي حتي اسمع صوتهم ، ارجوك
جاسر : عارفة ، حظك ان مزاجي حلو دلوقتي
اخرج هاتفه وطلب رقم حسين وفتح مكبر الصوت
رن الهاتف بعض الوقت قبل ان تسمع صوت والدها
حسين: السلام عليكم
فبدأت الدموع تهرب من مقلتيها ولكنها تظاهرت بالثبات ورسمت على شفتيها ابتسامة مرحة
رؤي : وعليكم السلام يا ابو الاحسان يا اخويا
نظر لها جاسر بدهشة فكيف تستطيع الابتسام علي الرغم من خوفها وبكاءها
حسين بلهفة : رؤي ، رؤي حبيبتي انتي كويسة
رؤي : الحمد لله يا بابا انا كويسة ، اخبارك ايه انت وماما وطمطم وعاصم ، عاصم عامل ايه دلوقتي
حسين: بخير يا بنتي اهم حاجه انتي ، انتي فين يا رؤي وانا اجيلك
نظر لها نظرة تحذيرية غاضبة من ان تنطق
رؤي : انا كويسة يا بابا ما تقلقش
جذب عاصم الهاتف من والده
عاصم : رؤي قولي انتي فين يا رؤي وما تخافيش منه ، انا هحميكوا منوا يا حبيبتي
ابتسم جاسر بسخرية
عاصم: ولو هو عنده رجالة تحميه ، فانا كمان عندي رجالة يحموكي ويحمونا
ضحك جاسر ساخرا: قصدك وليد عوض الله
شحب لون عاصم بعد سماعه صوت جاسر
جاسر ساخرا: كدة يا نسيبي العزيز رايح تأجر بلطجية عشان يقتلوا جوز اختك
نظرت له رؤي بفزع
عاصم غاضبا: سيب رؤي يا جاسر والا والله هقتلك
جاسر ساخرا: تؤ تؤ ، اهدا يا عصومة مش كدة ، ما تقلقش هسيبها بس بعد ما تبقي زي تهاني حبيبة القلب
ثم اغلق الخط ، رأي الذعر يرسم خطوطه بحرفيه علي وجهها والفزع احتل مكانه في مقلتيها ، شفتيها ترتجفان رعبا
جاسر ساخرا: اطمنتي يا ستي علي اهلك
ولكنه تفاجأ كثيرا عندما
رؤي : انت ليه بتعمل كدة
جاسر: انتوا ما تستاهلوش غير كدة
رؤي : ليه، دا حتي الرسول صلى الله عليه وسلم قال "رفقا بالقوارير"
جاسر غاضبا: اطلعي برة والاقسما بالله هلغي الاتفاق الي بينا
خرجت تهرول من غرفته ودخلت غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح
اما هو فظل يجوب غرفته غاضبا
جاسر غاضبا: يا رتني ما اتجوزتها ، انا لازم ابعدها عني في اسرع وقت اخلص بس من بنت صبري الدمنهوري وهفضالك يا رؤي ويا انا يا انتي
مرت الايام سريعا وجاسر يتجنب الالتقاء برؤي بقدر الإمكان ومازالت رؤي تتسلل الي غرفته ليلا لتتحدث معه في ذكرياتها وهي طفلة واحلامها وأيام دراستها أما جاسر فكان طوال ذلك الاسبوع يتعامل مع شاهندا بعطف وحنان لا مثيل لهما ، وعندما يعود الي رؤي يذهب للنوم مبكرا حتي يسمعها، وخرج علي من المستشفى وعاد إلى منزله ، ووقع شادي اقصد جاسر عقود الشراكة مع صبري الدمنهوري وشربت شاهندا حد الثمالة من بحور عشق جاسر الكاذبة واصبحت تحبه بل تعشقه بجنون ، أما نرمين فحالتها كما هي دون جديد وياسر يحاول معها جاهدا ولكن لا حياة لقلب مذبوح منذ عشرات السنين لروح تعذبت وهي في ريعانها ، لنبته حضراء سقيت العذاب الوان حتي اصفرت وذبل عودها
الي ان جاء يوم الخميس
( فرح جاسر وشاهندا )
قرابة الثامنة مساءا خرج جاسر من غرفته
نادي جاسر بصوت عالي : رؤي
فخرجت رؤي من غرفتها سريعا ، فشمت رائحة عطره القوي ، رفعت نظرها إليه قرأته وهو يرتدي حلة سوداء كلاسيك وقميص ابيض وجرافت سوداء ، يضع عطره الساحر بغزارة ويرتدي ساعته الفضية الغالية وحذائه الاسود اللامع مع تسريحة شعر جذابة ولحية خفيفة زادته وسامة )
جاسر ساخرا: هتفضلي مبحلقة فيا كدة كتير
خفضت نظرها ارضا وعضت علي شفتيها بإحراج
رؤي بصوت منخفض: انا اسفة
ضحك جاسر ساخرا : علي ايه انتي مراتي ودا حقك عادي يعني ، وأنا كمان ليا حق بس لسه وقته ما جاش بس هانت اوي ، اول اسبوع عدي
ازدرقت ريقها بخوف وهي تقبض بيديها علي عباءتها المنزلية الواسعة
جاسر: بصي بقي يا حلوة انتي هتدخلي اوضتك وتقفلي الباب بالمفتاح ومش هتخرجي منها لو سمعتي حتي ضرب نار برة وإلا انتي عارفة انا هعمل ايه
هزت رأسها إيجابا عدة مرات
جاسر غاضبا: علي اوضتك
دخلت غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح
نزل جاسر وركب سيارته وانطلق الي حيث مركز التجميل الفخم لاصطحاب شاهندا
ارتدت شاهندا فستان ابيض ( كب) ومفتوح من الظهر ووضعت مساحيق التجميل الغالية فبدت حورية جميلة
ابتسم جاسر بسخرية عندما رآها اخذ يدها وركب معها في سيارته وذهب الي القاعة الكلاسكية الفخمة ، اذاقها عسل عشقه الكاذب فلم تنتبه الي السم الذي فيه
انتهي الفرح واخذ جاسر شاهندا ومعهم صبري الذي اوصلهم الي ذلك الفندق الضخم الذين سيقضون اول ليله لهم فيه ، ثم سيسافرون غدا
صبري : خلي بالك من شاهندا يا شادي
جاسر: ما تقلقش يا عمي دي في عنيا
رحل صبري وصعد جاسر وشاهندا الي غرفتهم
بدأت شاهندا في خلع طرحة رأسها
جاسر: انتي هتعملي ايه
شاهندا : هشيل الطرحة عشان زهقتني
جاسر: لاء استني انا محضرلك مفاجأة
اخذ يدها وخرج بها من الغرفة ومن الفندق بأكمله واركبها سيارته
شاهندا: شادي ، احنا رايحين فين
جاسر بنبرة غامضة: مفاجأة
ظل يزيد السرعة الي ان وصل الي منزله
جاسر: يلا انزلي
نزلا من السيارة فأخذ يدها وصعد بها الي منزله
جاسر: خشي برجلك اليمين يا عروسة
شاهندا: شقة مين دي يا شادي
جاسر: شقتي يا حبيبتي ، عشنا الجميل الي هنقضي فيه اول ليلة في حياتنا
اخذ يدها ودخل الي غرفته وصفع الباب خلفه بقوة فانتفض جسدها بخضة
شاهندا بدلال: كدة يا شادي ، خضتني
تعالت ضحكاته الساخرة
جاسر ساخرا: سلامتك من الخضة يا قلب جاسر
شاهندا : جاسر مين
جاسر: أنا
شاهندا : بطل هزار يا شادي
ومرة أخرى ظل يضحك بسخرية
جاسر: شاهندا صبري الدمنهوري ، اخيرا وقعتي تحت رحمة جاسر مهران ، اخيرا هاخد حق اختي من الي عمله ابوكي فيها
شاهندا مصدومه: اختك مين وبابا علاقته ايه
قص عليها جاسر ما حدث قديما
فاتسعت عينيها في صدمة
شاهندا غاضبة: مستحيل بابي يعمل كدة انت اكيد كداب
قام جاسر غاضبا وامسك شعر شاهندا بعنف وصفعها علي وجهها
شاهندا باكية : انت حيوان ، حيوان
جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان دا هيعمل فيكي ايه ، والي عمله ابوكي زمان في اختي هعمله فيكي دلوقتي
رماها على الفراش وخلع حزام بنطاله وبدأ يهوي بحزامه علي جسدها
شاهندا باكية: ارجوك يا شادي ارحمني ، أنا ماليش دعوة
ضحك جاسر عاليا : ارحمك ، دا انا هخليكي تتمني الموت ، انتي ما تعرفيش أنا استنيت اليوم دا قد ايه
شاهندا باكية: أنا ذنبي ايه
جاسر صارخا بغضب: واختي ذنبها ايه ، وابويا وأمي ذنبهم ايه ، عمرهم ما اذوا حد بسبب ابوكي ابويا انتحر ، ابويا ما استحملش الي ابوكي عمله فينا فانتحر ، وجاية تقوليلي أنا ذنبي ايه لاء يا حلوة انتي ضعفة صبري و ، انتي خاتم سليمان الي بيه هجيب ابوكي راكع تحت رجليا ، أنا كنت اقدر اخلص عليه من زمان ، بس لاء لازم اشوفه مذلول ومكسور زي ما ذل ابويا وكسره
شاهندا باكية: انا مالي ، أنا ذنبي ايه
جاسر ضاحكا: هنعيده تاني ، ما أنا لسه قيالك الي فيها
شاهندا صارخة: أنت مريض مستحيل تكون إنسان طبيعي
جاسر ضاحكا بشر: صح ، عندك حق والي هعمله فيكي دلوقتي هيأكدلك أن أنا مش طبيعي
في الخارج تحديدا في غرفة رؤي ، كانت جالسة على فراشها تقرأ وردها اليومي عندما صم اذنيها صوت صراخه الغاضب
خرجت من غرفتها بتردد متجه ناحية مصدر الصوت فوجدته يأتي من ناحية غرفته تقدمت من الغرف بخوف ، وفجاءة تجمدت مكانها عندما سمعت صرخات انثوية
( حررررام عليك أنت مش بني آدم ، ابعد عن ، يا بابي ، الحقني يا بابي )
ثم سمعت صوته وهو يزئر بغضب ( اخرسي يا بنت ال×٠٠٠٠)
فانتفض جسدها برعب ، اتسعت عينيها بذعر من تلك التي تصرخ وماذا يحدث لها ، ظلت ترتجف من الخوف مكانها ، حاولت أن تهرب عائدة لغرفتها ولكن شعرت ان جسدها قد شل كليا ، ظلت مكانها الي أن فتح جاسر باب غرفته وخرج منها ، انطلقت شرارات الجحيم من عينيه عندما رآها تقف امامه اسرع وقبض على خصلات شعرها
جاسر غاضبا: انا مش قولتلك ما تخرجيش من اوضتك
رؤي بضياع : هي مين اللي بتصرخ جوة ، انت بتعمل فيها ايه
جاسر غاضبا: نفس الي هعمله فيكي بالظبط لو ما غورتيش علي اوضتك
فرت سريعا الي غرفتها وجلست على سريرها وضمت ركبتيها لصدرها ، وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة
انتفضت من علي فراشها عندما رائته يقتحم الغرفة عاري الصدر يرتدي بنطال قطني اسود فقط
لا تعلم من أين اتتها تلك الشجاعة : انت جاي هنا ليه
قهقه جاسر عاليا حتي ادمعت عينيه من شدة الضحك ، ثم توقف فجاءة عن الضحك ونظر لها بأعين ذئب يتربص بفريسته
جاسر ساخرا: معلش انا مضطر انام هنا النهاردة اصل الاوضة التانية فيها ضيفة ثم اكمل بهمس يشبه فحيح الأفاعي ، قريب هتكوني مكانها
اتجه ناحية الفراش ومدد جسده عليه ، ذهبت رؤي تجاه الاريكة لتنام عليها
جاسر: انتي بتعملي ايه
رؤي : هنام
جاسر: قدامك دقيقة واحدة وتبقي علي السرير
ازدرقت ريقها برعب ، تقدمت من الفراش تقدم قدم وتؤخر أخري الي ان وصلت اليه وتمددت علي طرفه البعيد عن جاسر واعطت ظهرها اليه
اغمضت عينيها تحاول النوم ، وهي تشعر بأنه يقترب منها ، حاولت ان تقنع نفسها بأنه وهم من شدة خوفها ليس الا
ولكنه قطع الشك باليقين عندما التفت ذراعه حول خصرها وجذبها بعنف اليه الي ان ارتطم ظهرها بصدره ، احست بأنفاسه الحارة تلفح عنقها من الخلف ، حاولت ان تتماسك ان لا تظهر اي ردة فعل تدل على خوفها ، ولكنه انهارت في النهاية فبدأ جسدها يرتجف بشدة
ولكن العجيب
عندما سمعته يهمس بصوت حنون لم تسمعه منه من قبل : ما تخافيش يا رؤي
مفعول تلك الكلمات كان كالسحر ، دوا جرحها واستكان جسدها فجأة
ولكن جاسر اكمل جملته،؛ لسه الشهر ما خلصش
لماذا يا جلادي
لماذا تمنحني الداء والدواء
لماذا تفتح جراحي
ثم تعود لتداويها
فاذا شفيت عدت لتصنع غيرها
رفقا بي يا جلادي ،
فأنا قارورة مسكينة
خلقت من ضلعك
واخذت عنها القوامة لتحميها
لا لتذلها وتشقيها
فسحقا لك يا آدم
وسحقا لقلب حواء الغبي
الذي تربي،علي عشقك
تربي علي طاعتك
وتربيت انت علي ذلها
جعلتها جاريتك بإرادتها
ووقفت بارداتها
تمزق ما بقي منها
في صباح اليوم التالي
لم يغمض لها جفنا طوال الليل
انفاسه الحارقة تحرق روحها ببطئ ، ذلك المقبض الحديدي المسمي خطاء ذراعه يقيدها طوال الليل ، ولكن ما أرقها فعلا ، تلك الصرخات الانثاوية ، تلك المسكينة القابعة ، خلف باب غرفة الوحش ، ينفطر قلبها عليها حتي دون ان تلاقها ، تتسال مع نفسها تري اي نوع من العذاب لاقت تلك المسكينة ، فضحكت بسخرية علي حالها وهي تردد نفس النوع الذي ستلاقينه بعد ثلاثة اسابيع فقط
فاقت من شرودها عندما طرقع باصبعيه امام وجهها
جاسر ساخرا: ايه يا شيخه رؤي سرحانة في ايه ولا في مين
رؤي : ها ، لا ابدا
ابتسم ساخرا ولم يعلق
انتهي من ارتداء ملابسه واستعد للرحيل
جاسر بنبرة تحذيرية شديدة اللهجة : بصي بقي يا رؤي ، انا محترم وعدي معاكي جدا ، وبدأت اعاملك كويس ، اهو شفقة مني لحد ما الشهر يخلص ، ثم اشار بيده ناحية غرفته ، بس لو فكرتي تدخلي الاوضة دي ، حتي لو سمعتي ايه جاي من جواها ، هوريكي جحيم جاسر مهران الحقيقي ، ماشي
هزت رأسها إيجابا
فضربها برفق علي وجنتها : شاطرة
خرج من منزله وركب سيارته وانطلق الي عمله
اما هي فحاولت ان تلهي نفسها بأعمال المنزل
ولكن صدق من قال ان الفضول قاتل
وجدت نفسها علي غير العادة تنتهي من تنظيف المنزل وصنع الغداء باكرا
رؤي في نفسها: بلاش يا رؤي ، بلاش يا رؤي ، بلاش يا رؤي ، جاسر لو عرف هتبقي مكانها ، انا بس عايزة اطمن عليها لتكون بعد الشر ماتت و لا حاجة ، ااه هروح اطمن عليها بسرعة وأخرج
ذهبت رؤي ناحية غرفة جاسر بخطي سريعة متلهفة وجدت المفتاح قابع مكانه في قفل الباب من الخارج ، فادارته وفتحت الباب
ودخلت وجدت الغرفة تغرق في بحر من الظلام ، مدت يدها واضاءات الانارة لتشهق بفزع وتتراجع للخلف من بشاعة ما رأت
صاح فيها عقلها غاضبا : يلا يا رؤي اخرجي بسرعة واقفلي الباب قبل ما جاسر يجي
فهدر قلبها يرد علي عقلها : لاء يا رؤي ، مستحيل تسيبها في الحالة دي ، دي بتموت ساعديها يا رؤي
هزت رأسها إيجابا تنفيذا لأوامر قلبها وضربت بحسابات عقها عرض الحائط
تقدمت من فراش جاسر بخطي سريعة ناحية تلك المسكينة الملقاة على فراشه تبدو كالجثة الهامدة
بكت رؤي علي حال تلك المسكينة ، وحالها هي أيضا فقريبا ستصبح مثلها
جلست رؤي بجانبها تحاول افاقتها
امسكت زجاجة عطر جاسر وقربتها من انفها فلاحظت انقباض عضلات وجهه الفتاة بذعر
بدأت شاهندا تفتح عينيها ببطء وهي تأن من شدة الألم
شاهندا بصوت ضعيف: ماية عطشانة ، ماية
هزت رؤي راسها إيجابا سريعا وإحضرت لها كوب من الماء وساعتدها بصعوبة علي تناوله
شاهندا باكية: ارجوكي ، ارجوكي انقذني منه ، ابوس ايدك خرجيني من هنا
رؤي: يا ريت اقدر جاسر قافل الباب
بالمفتاح من برة ، قومي يلا معايا
شاهندا بفزع: فين
رؤي: اهدي ما تخافيش جاسر مش هنا
أسندت رؤي شاهندا وادخلتها المرحاض ووضعتها في المغطس في المياة الدافئة
واحضرت لها ملابس من عندها ، كل هذا تم في غرفة رؤي
ارتدت شاهندا الملابس البسيطة ، وساعتدها رؤي علي الجلوس على الفراش الصغير
شاهندا باكية : انا متشكرة أوي علي مساعدتك ، بس ابوس ايدك خرجيني من هنا قبل ما يجي
رؤي بحزن : صدقيني البيت دا سجن ما فيش فايدة ما فيش طريق للهروب
شاهندا باكية: انا لازم اخرح من هنا ، ارجوكي هيعذبني تاني ، هيدبحني تاني ارجوكي خرجيني من هنا
انهمرت دموع رؤي : يا ريتني اقدر
خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ ووضعت الطعام لتلك المسكينة علي صينية ثم اخذتها وعادت الي غرفتها
رؤي : يلا عشان تاكلي
وضعت الطعام أمامها
وربتت علي كتفها ، تحاول طمئنتها وقلبها هي يرفرف كالطير الذبيح الذي يلفظ انفاسه الاخيرة من شدة رعبها
جلست بجانبها تطعمها وتهون عليها وتحكي لها الطرائف والمواقف المضحكة
شاهندا: انتي مين
رؤي : انا رؤي واحدة من ضحايا جاسر مهران
في هذه الاثناء كان جاسر يتوعد لشاهندا في نفسه بجرعة من العذاب المكثفة وهو يستقل المصعد عائدا الي شقته ، دخل شقته ورمي الحقيبة بإهمال علي احد الكراسي ، كالعادة وجد المنزل هادئ
وذهب ناحية غرفته وفتحها ، ليقطب حاجبيه بغضب ويصيح بصوت هادر كالرعد : رؤؤؤؤي
انتفضت الفتاتين عندما سمعا صوته ، تتمسك كل بالاخري في فزع
وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة كالاعصار وقف ينظر الي حالة الذعر البادية عليهما بنظرات حادة ثابتة ، وفجاءة ارتخت معالم وجهه وعادت للسخرية مرة أخرى
جاسر ساخرا: بردوا يا رؤي ما سمعتيش كلامي
اممممممم ، اعمل فيكي ايه بس يا رؤي ، ااه خلاص لقيتها
ثم اشار بيده ناحيتهم وابتسم
جاسر مبتسما بسخرية : واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي ، اختاروا يا حلووين ، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي
الجزء الثاني من الفصل الثالث عشر ( والي هيطلب بكرة فصلين هعلقه ، أنا سبت التحضير بتاع يوم الاحد عشان اكتب الفصل دا ، هو قصير شوية )
جاسر مبتسما بسخرية : واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي ، اختاروا يا حلووين ، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي
شاهندا سريعا وهي تشير ناحية رؤي : هي ، هي خدها هي
جاسر ضاحكا: شوفتي الي بتكسري كلامي عشانها ، باعتك ليا في ثانية
شحب وجه رؤي بخوف ونظرت إلى شاهندا بصدمة
جاسر: بس انا لسه عند وعدي وعشان كدة هاخذك انتي ثم اشار ناحية شاهندا
تقدم من الفراش فبدأت شاهندا تتراجع بخوف وهي تبكي
وقبل ان يصل اليها وجد رؤي تقف امامه ثم دفعته بيدها في صدره فارتد خطوة للخلف
رؤي بصوت عالي: كفاية بقي انت ايه يا اخي ، شيطان ، انت مستحيل تكون بني آدم بتخيرنا مين فيكوا الي هتاخدها عشان تعذبها
انت حيوان سادي ماعندوش ضمير ما يعرفش يعني ايه رحمة ، وانا واثقة ان ربنا هياخدلنا حقنا وهينتقم منك علي الي بتعملوا فينا
اسودت عيني جاسر بغضب بعد ما فعلته
كان كفه الأسرع حين هوي علي وجهها صفعة دامية ، اسقطتها علي الفراش
فذهب الي الاخري وحملها بين ذراعيه وهي تصرخ وتركل بقدميها في الهواء
فبدأت رؤي تسمع صوت صرخات تلك المسكينة من جديد صرخات تمزق نياط القلوب ، وضعت رؤي يديها علي اذنها حتي لا تسمع لصرخات تلك المسكينة ، وبدأت دموعها تنزل بهستريا ، تكورت علي الفراش واضعة يديها علي اذنيها تبكي
القي جاسر شاهندا في غرفته واغلق عليها الباب بالمفتاح
الي أن وجدت جاسر يدخل الغرفة كالاعصار يلف جزامه الجلدي حول يده ، عينيه حمراء من الغضب عروق رقبته نافرة مقطب الجبين ، بطريقة دبت الذعر في اوصال تلك المسكينة
جاسر مبتسما بشر: انا دلوقتي هوريكي شيطان جاسر مهران عامل ازاي يا شيخة رؤي
ارتجفت اوصالها وبدأ جسدها يرتجف بشدة
هبت من علي الفراش ، حاولت ان تصل الى باب الغرفة ولكن كان الاسرع منها حين لف ذراعه حول خصرها وابعدها عن الباب
، بدأت تتلوي بين ذراعيه بهستريا حتي يتركها ، بدأت تضربه بقبضتيها علي صدره وتخدش وجهه وعنقه باظافرها
فما كان منه الا انه امسك رسغي يدها وجمعها خلف ظهرها وكبلهما بقبضة حديدية
رؤي صارخة: سبني يا حيوان
جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان هيعمل فيكي ايه صفعها عدة مرات علي وجهها حتي سالت الدماء من فمها وانفها ، ثم امسك شعرها وثبتها وانقضت شفتيه على شفتيها يقبلها بعنف ، حاولت الصراخ ، ولكن علق صوتها داخل حلقها ، ملمس شفتيه يحرقها ببطء يمزق روحها النقية ، ابتعد عن شفتيها يلتقط انفاسه ثم بدأ ينزل الي جيدها وبدأ يقبلها بعنف وهي تهز رأسها نفيا بعنف حتي يبتعد عنها
استجمعت شجاعتها وركلته بركبتها في معدته
فابعدها عنه بعنف وامسك معدته بألم
فركضت خارج الغرفة ، وهو خلفها
دخلت الي المطبخ والتقطت سكينة كبيرة ووضعتها علي رسغ يدها
رؤي صارخة وهي تبكي: لو قربت مني هموت نفسي
جاسر ساخرا: وتموتي كافرة يا شيخه رؤي
رؤي باكية : ربنا عارف ان مضطرة ، ربنا هيرحمني
اقترب جاسر خطوتين
رؤي صارخة: ابعد ، لو قربت مني هموت نفسي
جاسر بصوت حنون: طب خلاص خلاص والله ما هاجي جنبك ، بس ارمي السكينة من ايدك
هزت رأسها نفيا بخوف وهي تبكي
رؤي باكية: لاء انا عايزة اموت عايزة اخلص من الرعب الي انا عايشة فيه علي طول ، هخلص منك ومن ذُلك وتعذيبك واهانتك
لا تعرف ماذا حدث ، اوقع جاسر بعض الأطباق دون ان تشعر فنظرت ناحيتهم نظرة خاطفة وعندما عادت تنظر اليه وجدت كف يده ممسكا بنصل السكينة الحاد ، حتي انجرح باطن يده وبدأ الدم ينزل منها بغزارة
سحب جاسر السكينة من يدها ورماها بعيدا
جحظت عينيها بصدمة بعض ثواني ، ثم فجاءة اغمضت عينيها وارتخي جسدها وقبل ان تصدم رأسها بالأرض ، التقطها جاسر وحملها بين ذراعيه
وذهب بها الي غرفتها ووضعها علي الفراش
ثم تركها وذهب ناحية الغرفه الاخري ليأخذ هاتفه ليتصل بالطبيب
فوجد شاهندا ملقاه علي الارض مغشي عليها جسدها بارد شفتيها زرقاء فحملها ووضعها على الفراش
امسك هاتفه واتصل بالطبيب
وجلس هو علي احد الكراسي ينتظر الطبيب وكلام رؤي يتردد كالايقاع الثابت في اذنيه
لا يعرف لما شعر بالخوف بل الذعر عندما ، احس ان رؤي من الممكن أن تضيع منه
تنهد بتعب واغمض عينيه
جاء الطبيب وفحص رؤي اولا ، ومن بعد ذلك شاهندا
جاسر: خير
الطبيب : الأستاذة الي في الأوضة دي ، ثم اشار ناحية غرفة رؤي ، عندها انهيار عصبي انا ادتها حقنة مهدئة ، بس انا شاكك ان هي عندها مشكلة في القلب ، فياريت تعملها الإشاعات دي
هز جاسر رأسه إيجابا وهو يأخذ الورقة من الطبيب
جاسر: طب والتانية
الطبيب: حضرتك احنا لازم نبلغ البوليس ، واضح انها اتعرضت لتعذيب شديد دا فجالها انهيار عصبي حاد ولازم ننقلها لمستشفي نفسية في أسرع وقت
وضع جاسر يده على كتف الطبيب ونظر له نظرة تحذيرية غاضبة
جاسر: ت... ايه سمعني تاني كدة
ازدرق الطبيب ريقه بخوف : تاخد الادوية في ميعادها يا افندم
جاسر مبتسما: ايوة كدة شاطر ، والبوليس
الطبيب: بوليس مين يا افندم انا مش حافظ نمرته اساسا
ضحك جاسر ساخرا ثم اعطي للطبيب مبلغا كبيرا من المال ، فاخذه ورحل وهو يتمتم مع نفسه : منك لله يا بعيد ، شيطان صحيح زي ما بيقولوا عنك
ذهب جاسر ناحية غرفة رؤي ، وجلس على الكرسي المجاور لفراشها ينظر لملامحها الهادئة
جاسر: انا ما حبتكيش يا رؤي ، ما حبتكيش انا ممكن اكون اتعودت علي وجودك ، اتعودت علي البيت الدافي النضيف المترتب ، اتعودت
علي اكلك الجميل اتعودت اني انام اصوتك
بس دا مش معناه اني حبيتك ، ايوة انا ما حبتكيش ، لاء ما حبتكيش ، ما ينفعش ، ما ينفعش الشيطان يحب ، انا اسف يا رؤي ، بس لازم اكسرك زيهم ، عشان آكد لنفسي ان انا ما حبتكيش
بس بردوا مش هسيبك يا رؤي ، هتفضلي اسيرتي ، (اسيرة الشيطان) للأبد ، للأبد يا رؤي
رن هاتف جاسر برقم صبري ، فخرج من الغرفة
وفتح الخط واجاب
صبري : ازيك يا شادي ، اخبارك ايه
جاسر: شادي مين
صبري: هو دا مش رقم شادي سليمان
جاسر: لاء النمرة غلط
صبري: انا اسف ، واضح ان انا اتصلت بنمرة غلط
جاسر ضاحكا: كدة يا حمايا مش عارف صوت جوز بنتك
صبري : بتهزر يا شادي
جاسر: قولتلك يا حمايا دا مش رقم شادي سليمان
صبري ساخرا: اومال رقم مين بقي ان شاء الله
جاسر: رقم جاسر مهران ، جوز بنتك يا حمايا العزيز
صبري بفزغ: جاااسر ثم اكمل غاضبا ، لو اذيت بنتي يا جاسر هقتلك
تعالت ضحكات جاسر الساخرة: انا لسه هأذي يا حمايا العزيز ،الموضوع خلص خلاص
صاح صبري غاضبا : هقتلك يا جاسر
جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ ، اهدي يا حمايا العزيز ليجيلك ذبحة
صبري غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر
جاسر: مش قبل ما نتفق الاول ، تتنزلي عن كل املاكك ارجعلك بنتك
صبري غاضبا: بتحلم يا جاسر
جاسر ضاحكا: والحلم مع جاسر مهران حقيقة يا حمايا العزيز ، والااااا هرجعلك بنتك المصونة بس في كفن ابيض
ضحك ضحكة عالية ثم اغلق الخط
جاسر: لسه يا صبري ، دي بس قرصة ودن لسه المفاجاءة الجاية هتقضي عليك خالص
جاسر مبتسما بسخرية : واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي ، اختاروا يا حلووين ، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي
شاهندا سريعا وهي تشير ناحية رؤي : هي ، هي خدها هي
جاسر ضاحكا: شوفتي الي بتكسري كلامي عشانها ، باعتك ليا في ثانية
شحب وجه رؤي بخوف ونظرت إلى شاهندا بصدمة
جاسر: بس انا لسه عند وعدي وعشان كدة هاخذك انتي ثم اشار ناحية شاهندا
تقدم من الفراش فبدأت شاهندا تتراجع بخوف وهي تبكي
وقبل ان يصل اليها وجد رؤي تقف امامه ثم دفعته بيدها في صدره فارتد خطوة للخلف
رؤي بصوت عالي: كفاية بقي انت ايه يا اخي ، شيطان ، انت مستحيل تكون بني آدم بتخيرنا مين فيكوا الي هتاخدها عشان تعذبها
انت حيوان سادي ماعندوش ضمير ما يعرفش يعني ايه رحمة ، وانا واثقة ان ربنا هياخدلنا حقنا وهينتقم منك علي الي بتعملوا فينا
اسودت عيني جاسر بغضب بعد ما فعلته
كان كفه الأسرع حين هوي علي وجهها صفعة دامية ، اسقطتها علي الفراش
فذهب الي الاخري وحملها بين ذراعيه وهي تصرخ وتركل بقدميها في الهواء
فبدأت رؤي تسمع صوت صرخات تلك المسكينة من جديد صرخات تمزق نياط القلوب ، وضعت رؤي يديها علي اذنها حتي لا تسمع لصرخات تلك المسكينة ، وبدأت دموعها تنزل بهستريا ، تكورت علي الفراش واضعة يديها علي اذنيها تبكي
القي جاسر شاهندا في غرفته واغلق عليها الباب بالمفتاح
الي أن وجدت جاسر يدخل الغرفة كالاعصار يلف جزامه الجلدي حول يده ، عينيه حمراء من الغضب عروق رقبته نافرة مقطب الجبين ، بطريقة دبت الذعر في اوصال تلك المسكينة
جاسر مبتسما بشر: انا دلوقتي هوريكي شيطان جاسر مهران عامل ازاي يا شيخة رؤي
ارتجفت اوصالها وبدأ جسدها يرتجف بشدة
هبت من علي الفراش ، حاولت ان تصل الى باب الغرفة ولكن كان الاسرع منها حين لف ذراعه حول خصرها وابعدها عن الباب
، بدأت تتلوي بين ذراعيه بهستريا حتي يتركها ، بدأت تضربه بقبضتيها علي صدره وتخدش وجهه وعنقه باظافرها
فما كان منه الا انه امسك رسغي يدها وجمعها خلف ظهرها وكبلهما بقبضة حديدية
رؤي صارخة: سبني يا حيوان
جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان هيعمل فيكي ايه صفعها عدة مرات علي وجهها حتي سالت الدماء من فمها وانفها ، ثم امسك شعرها وثبتها وانقضت شفتيه على شفتيها يقبلها بعنف ، حاولت الصراخ ، ولكن علق صوتها داخل حلقها ، ملمس شفتيه يحرقها ببطء يمزق روحها النقية ، ابتعد عن شفتيها يلتقط انفاسه ثم بدأ ينزل الي جيدها وبدأ يقبلها بعنف وهي تهز رأسها نفيا بعنف حتي يبتعد عنها
استجمعت شجاعتها وركلته بركبتها في معدته
فابعدها عنه بعنف وامسك معدته بألم
فركضت خارج الغرفة ، وهو خلفها
دخلت الي المطبخ والتقطت سكينة كبيرة ووضعتها علي رسغ يدها
رؤي صارخة وهي تبكي: لو قربت مني هموت نفسي
جاسر ساخرا: وتموتي كافرة يا شيخه رؤي
رؤي باكية : ربنا عارف ان مضطرة ، ربنا هيرحمني
اقترب جاسر خطوتين
رؤي صارخة: ابعد ، لو قربت مني هموت نفسي
جاسر بصوت حنون: طب خلاص خلاص والله ما هاجي جنبك ، بس ارمي السكينة من ايدك
هزت رأسها نفيا بخوف وهي تبكي
رؤي باكية: لاء انا عايزة اموت عايزة اخلص من الرعب الي انا عايشة فيه علي طول ، هخلص منك ومن ذُلك وتعذيبك واهانتك
لا تعرف ماذا حدث ، اوقع جاسر بعض الأطباق دون ان تشعر فنظرت ناحيتهم نظرة خاطفة وعندما عادت تنظر اليه وجدت كف يده ممسكا بنصل السكينة الحاد ، حتي انجرح باطن يده وبدأ الدم ينزل منها بغزارة
سحب جاسر السكينة من يدها ورماها بعيدا
جحظت عينيها بصدمة بعض ثواني ، ثم فجاءة اغمضت عينيها وارتخي جسدها وقبل ان تصدم رأسها بالأرض ، التقطها جاسر وحملها بين ذراعيه
وذهب بها الي غرفتها ووضعها علي الفراش
ثم تركها وذهب ناحية الغرفه الاخري ليأخذ هاتفه ليتصل بالطبيب
فوجد شاهندا ملقاه علي الارض مغشي عليها جسدها بارد شفتيها زرقاء فحملها ووضعها على الفراش
امسك هاتفه واتصل بالطبيب
وجلس هو علي احد الكراسي ينتظر الطبيب وكلام رؤي يتردد كالايقاع الثابت في اذنيه
لا يعرف لما شعر بالخوف بل الذعر عندما ، احس ان رؤي من الممكن أن تضيع منه
تنهد بتعب واغمض عينيه
جاء الطبيب وفحص رؤي اولا ، ومن بعد ذلك شاهندا
جاسر: خير
الطبيب : الأستاذة الي في الأوضة دي ، ثم اشار ناحية غرفة رؤي ، عندها انهيار عصبي انا ادتها حقنة مهدئة ، بس انا شاكك ان هي عندها مشكلة في القلب ، فياريت تعملها الإشاعات دي
هز جاسر رأسه إيجابا وهو يأخذ الورقة من الطبيب
جاسر: طب والتانية
الطبيب: حضرتك احنا لازم نبلغ البوليس ، واضح انها اتعرضت لتعذيب شديد دا فجالها انهيار عصبي حاد ولازم ننقلها لمستشفي نفسية في أسرع وقت
وضع جاسر يده على كتف الطبيب ونظر له نظرة تحذيرية غاضبة
جاسر: ت... ايه سمعني تاني كدة
ازدرق الطبيب ريقه بخوف : تاخد الادوية في ميعادها يا افندم
جاسر مبتسما: ايوة كدة شاطر ، والبوليس
الطبيب: بوليس مين يا افندم انا مش حافظ نمرته اساسا
ضحك جاسر ساخرا ثم اعطي للطبيب مبلغا كبيرا من المال ، فاخذه ورحل وهو يتمتم مع نفسه : منك لله يا بعيد ، شيطان صحيح زي ما بيقولوا عنك
ذهب جاسر ناحية غرفة رؤي ، وجلس على الكرسي المجاور لفراشها ينظر لملامحها الهادئة
جاسر: انا ما حبتكيش يا رؤي ، ما حبتكيش انا ممكن اكون اتعودت علي وجودك ، اتعودت علي البيت الدافي النضيف المترتب ، اتعودت
علي اكلك الجميل اتعودت اني انام اصوتك
بس دا مش معناه اني حبيتك ، ايوة انا ما حبتكيش ، لاء ما حبتكيش ، ما ينفعش ، ما ينفعش الشيطان يحب ، انا اسف يا رؤي ، بس لازم اكسرك زيهم ، عشان آكد لنفسي ان انا ما حبتكيش
بس بردوا مش هسيبك يا رؤي ، هتفضلي اسيرتي ، (اسيرة الشيطان) للأبد ، للأبد يا رؤي
رن هاتف جاسر برقم صبري ، فخرج من الغرفة
وفتح الخط واجاب
صبري : ازيك يا شادي ، اخبارك ايه
جاسر: شادي مين
صبري: هو دا مش رقم شادي سليمان
جاسر: لاء النمرة غلط
صبري: انا اسف ، واضح ان انا اتصلت بنمرة غلط
جاسر ضاحكا: كدة يا حمايا مش عارف صوت جوز بنتك
صبري : بتهزر يا شادي
جاسر: قولتلك يا حمايا دا مش رقم شادي سليمان
صبري ساخرا: اومال رقم مين بقي ان شاء الله
جاسر: رقم جاسر مهران ، جوز بنتك يا حمايا العزيز
صبري بفزغ: جاااسر ثم اكمل غاضبا ، لو اذيت بنتي يا جاسر هقتلك
تعالت ضحكات جاسر الساخرة: انا لسه هأذي يا حمايا العزيز ،الموضوع خلص خلاص
صاح صبري غاضبا : هقتلك يا جاسر
جاسر ساخرا: تؤتؤتؤ ، اهدي يا حمايا العزيز ليجيلك ذبحة
صبري غاضبا: رجعلي بنتي يا جاسر
جاسر: مش قبل ما نتفق الاول ، تتنزلي عن كل املاكك ارجعلك بنتك
صبري غاضبا: بتحلم يا جاسر
جاسر ضاحكا: والحلم مع جاسر مهران حقيقة يا حمايا العزيز ، والااااا هرجعلك بنتك المصونة بس في كفن ابيض
ضحك ضحكة عالية ثم اغلق الخط
جاسر: لسه يا صبري ، دي بس قرصة ودن لسه المفاجاءة الجاية هتقضي عليك خالص