اخر الروايات

رواية رحيل وجاد الفصل الثاني عشر 12 بقلم حنان اسماعيل

رواية رحيل وجاد الفصل الثاني عشر 12 بقلم حنان اسماعيل



🌹الجزء الثانى عشر  🌹
الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه❤
ظلت طوال الليل تتقلب فى فراشها فى ارق وهى تفكر فيه لتنهض ناحية شرفتها ,ناظرة الى بيته المضئ من بعيد فى شوق.

فى الوقت ذاته دخل جاد  الى غرفتها متحسسا مكانها على السرير ,فتح الدولاب واخرج قطعه من ملابسها قربها لأنفه ,استنشق رائحتها  فيها بحب قبل ان يتجه الى الشرفه ,فتحها ونظر لبيتها من بعيد

جلس على الكرسى امامه  وعيناه تنظران لبيتها قبل ان تغفو عيناه

دخلت رحيل الى الغرفه فى الصباح وهى تبحث عيناه ,لمحته نائما على كرسيه بالشرفه فإتجهت اليه وهى تجلس قبالته على الارض ويدها تتحسس وجهه بحنان ولهفه قائله

رحيل :جاد

اجابها وهو يفتح عيناه غير مصدق لوجودها : رحيل

اجابته بحب وهى ماتزال تتحسس وجهه : ايوه ياحبيبى انا

اعتدل وهو يجذبها لتجلس على قدمه قائلا : حبيبك !!!

اقتربت منه اكثر وهى تقول فى حب : ايوه حبيبى وحياتى وعمرى كله ياجاد ومن اول لحظة شفتك فيها

ابتسم وهو غير مصدق لما يسمعه فاكملت : انا خلاص ياجاد مش قادرة اعيش لحظة وانت بعيد عنى ,انا بحبك

قبل يدها وهو يضمها اليه بحنان قبل ان تقبل شفتاه بلهفه ,

نهضت وهى تجذب ذراعه للداخل قائله وهى تفك ازرار بلوزتها قائله

رحيل : انت مش قلت لى مش هلمسك اللى لما اجى لك واطلب ده ؟ وادينى اهو جاية لك وعاوزة ابقى مراتك رسمى

اقترب منها بعينان متوهجتان من الشغف قائلا  بأنفاس متلاحقه

جاد : رحيل لو قربت لك  دلوقتى مش هبعد يارحيل  

رحيل وهى تخلع عنه التيشرت الذى يرتديه

جاد بولع: انا اللى هقتلك لو بعدت  

جاد : طب لو الباب خبط ؟

جذبته اليها اكثر وهى تقول له بتحدى : لو جيش بحاله خبط على الباب اياك تبعد عنى

ابتسم وهو يقبلها بولع وشغف وهى تحتضنه بقوة ...

فتح عينيه على صوت امنة بالخارج تتعجله للافطار ,نظر حوله فوجد نفسه نائما على الكرسى بالشرفه , ادرك انه  ماكان يعيشه كان حلما وان رحيل مازالت ببيت جدها ,زم شفتيه فى ضيق وهو ينهض واقفا وعيناه تنظران لبيت جدها من بعيد قبل ان يغادر الشرفه .

....................

جلست رحيل على مائدة الافطار بجوار جدها وباقى افراد العائله .شاردة تفكر فيه وهى تتظاهر بتناولها للفطور .لاحظ جدها شرودها فربت على كتفيها قائلا

صالح : افطرى يارحيل

رحيل بإبتسامة باهتة : انا باكل ياجدو

صالح : ماتقلقيش يارحيل ,قريب اووى هترجعى بينا وتنورى بيتك تانى يا حبيبتى

نظرت اليه رحيل بإستغراب : مش فاهمة , قصدك ايه ياجدو

رت على كتفيها وهو ينهض واقفا قائلا لها : بكره هتفهمى كل حاجة ياحبيبتى

نهضت ورائه قائله : طيب انا  لازم اروح لانى قلت هرجع النهاردة

اجابها صالح بغضب : لاء ,انتى هتفضلى هنا يومين كمان

رحيل بقلق : مش هيرضى ياجدو وهيتخان......

قاطعها جدها بغضب قائلا : يبقى يتجرأ ويكلمك بس

زمت رحيل شفتيها فى قلق وضيق , وهى تراقب جدها يغادر

مر النهار على جاد وهو يثور على اتفه سبب  مع الجميع

ظل ينظر للساعه كل فترة ,عاد للبيت بالنهار مرتين  بحجج مختلفه لعله يجدها عادت الا انه لم يجدها ,

لم يتناول اى طعام طوال اليوم مكتفيا بالشاى والقهوة وسط استغراب سويلم ,

عاد للبيت مساءا فلم يجدها , اتصل بها على هاتفها عدة مرات قبل ان تجيبه قائله بعدما ظهر الرقم بإسمه من خلال التروكولر ,كانت المرة الاولى التى ترى فيها رقمه على هاتفها  والمرة الاولى التى يتحادث فيها هاتفيا منذ عرفا بعضهم ,,ترددت قبل ان تجيبه قائله بهدوء

رحيل : الو

جاد : انتى قاعدة عندك لحد دلوقتى ليه ؟

تصنعت عدم معرفتها برقمه قائله : مين معايا ؟

سمعت نبرة صوته الغاضبة وهو يصرخ فيها : انا جوزك ياهانم ,انتى قاعدة عندك  لدلوقتى ليه ؟

اجابته بإستفزاز : انا قاعدة مع جدو زى ماقلت لك

اتاها صوته قائلا بنفاذ صبر : اسمعى  ,انا هبعت لك السواق يجيلك تنزلى له حالا .

خطف جدها الهاتف من على اذنها قائلا له بلهجة حاسمة : رحيل بايتة عندى النهاردة وبكره

قالها واغلق الهاتف ,استشاط جاد غضبا وهو ينزل للاسفل ,ركب سيارته بعدما اشار لسويلم الا يتبعه هو والرجال

دخل بسيارته من بوابة بيتهم بعدما فتح له الرجال الباب ,طرق الباب ففتحت له خادمة ,كانت رحيل تجلس مع جدها ويونس وباقى ابناء اعمامها حينما دخل عليها قائلا بلهجة آمرة وهو ينظر لملابسها بضيق ,كانت رحيل ترتدى بنطالا وبلوزة ,عاقدة شعرها بتوكة فوق رأسها

جاد : يلا البسى هدومك حالا .

كاد يونس ان يتعرض له الا ان صالح اوقفه بإشارة منه قائلا لجاد

صالح : انت داخل بيتى وبتأمر بنتى اودامى ياابن الموافية

اجابه جاد  بثقه وتعالى : بنتك دى تبقى مراتى ,يلا اجهزى

اقترب منه صالح قائلا بغل : انت بتتحامى فى رجالتك اللى بره والا مكنتش تتجرأ وتبجح بالطريقه دى

جاد وهو يخرح سلاحه اليهم بتحدى : انا لوحدى وده سلاحى اهو ,ومراتى هتخرج معايا دلوقتى وحالا ياصالح

ظلا ينظران لبعضهم بحقد وغل قبل ان تفرق بينهم رحيل وهى تدخل وسطهم قائله بهدوء : انا جاية معاك ياجاد ,معلشى ياجدو عشان خاطرى بلاش مشاكل

ابتعد صالح عنه بينما صعدت رحيل لفوق كى تستعد للذهاب معه ,خرج جاد خارج البيت فى انتظارها ,خرجت اليه سيدة قائله له بحنان

سيدة : ازيك ياجاد بيه

ابتسم لها بهدوء قائلا بأدب: اهلا ياحاجة ,عامله ايه

اجابته بإبتسامتها الحنونة :لو تسمح بس يابنى انا كنت عاوزة اترجاك تسب رحيل لبكره عشان جدها هيروح يعمل عمليه فى القلب وهى كانت عاوزة تروح معاه وانا عارفه انها غلطانة لانها كان لازم تستأذنك بس انا طمعان فى اخلاقك

هدأ غضبه بعض الشئ قائلا لها بهدوء : ماشى ياحاجة ,,عشان خاطرك خليها النهاردة بس لو سمحتى ترجع بكره بالليل ,بلغيها بده

سيدة : يعنى لو مفيهاش قله ادب ,,لو ممكن تعدى تاخدها من المستشفى انت عشان الكل هيكون مشغول مع الحاج يبقى كتر خيرك

هز رآسه بالموافقه قائلا : اه طبعا ,خلاص هتصل بيها بكره واعرف امتى ؟

سيدة : احنا هنخلص على سابعه بالليل  ان شاء الله ,انت عارف المستشفى الكبيرة اللى كنت فيها انت والست رحيل يوم الحادثه .

جاد : تمام ,هكون عندها فى الميعاد

قالها وهو ينصرف لسيارته مغادرا .عادت سيدة للقصر لتبلغ صالح بما اوصاها ان تبلغه لجاد  بعدما طلب منها  بأن تذهب لجاد لكى تقنعه بأن يترك رحيل حتى تذهب معها لاجراء قسطرة فى القلب غدا بعدما اوصاها الا تبلغ رحيل بهذا كى لاتقلق لاخفائه عنها تعبه بالقلب .

نزلت رحيل وهى تسأل عن جاد فأبلغتها سيدة بذهابه بعدما اوصاها ان تعود غدا ,حزنت لرحيله وهى تتابع بعيناها سيارته تغادر من بوابة القصر

.........................

انتظر الرجال الذين استاجرهم صالح لقتل جاد مروره وهو فى طريقه للمستشفى بطريق البلدة الزراعى  حين لاحظا اقترابه ,ضربا عليه الرصاص وهم يحاولون محاصرته والتضييق عليه بسياراتهم ,باغتهم جاد بتوقيف سيارته فجاة كى يتوهما بإصابته ,نزلا منها  مختبأ خلفها  وهو يمسك ذراعه من اثر ارتطامه بسيارتهم  ,حاصرا السيارة بحذر قبل ان يباغتهم من خلفها فجأة وهو يضرب الرصاص بمسدسه ليصيب اثنان منهم ,ابتعدا الباقون محتمين بسياراتهم ,كسر فتحه البنزين بسيارته ليغرق البنزين حوله وصولا الى سياراتهم , قبل ان يشعل النيران  بطلقه من مسدسه وصولا اليهم لتنفجر سياراتهم

التهمتهم النيران فيما حاول ان ينقذ هو  احدهم بمطفأته قائلا له وهو يراه يتلوى امامه والنيران تشتعل به

جاد بغضب : مين اللى بعتك  ؟

لم يجبه الراجل وهو يتلوى خوفا من امساك النيران بملابسه اكثر ,امسك به جاد اكثر وهو يصوب بفوهة مسدسه اليه قائلا بحزم

جاد : انطق والا اقسم بالله ,اخليك تحصل زمايلك حالا

اجابه الرجل فى رعب : واحد اسمه صالح

تركه جاد وهو يشغل طفاية الحريق ,قبل ان يتناول هاتفه ليحادث سويلم كى يأتى اليه

...............

كانت رحيل  جالسه مع جدها والباقيين عندما اتاهم خبر الاشتباكات بين جاد والرجال

انتفض قلب رحيل من الخوف وهى تسأل : وجاد ؟ جرى له حاجة

اجابها الرجل : بأنه لايعرف

ابتسم صالح  وهو يدير وجهه الناحية الاخرى فى زهو وهو يشعر بلذة الانتصار بعد ما وصل اليه من مقتل جاد والرجال فى ضربة واحدة

تغير وجه رحيل وهى تطلب من جدها بلهفه : جدو لو سمحت خلى حد يوصلنى للبيت حالا

اجابها جدها بغضب :هتروحى فين يارحيل ؟ انتى مالك وماله مايغور فى ستين داهيه ؟ ولاتكونيش قلقانة عليه

لم تجبه رحيل وهى تخرج بسرعه للخارج ,ركضت وهى تلهث بسرعه وسط الاراضى فى خوف حتى وصلت للقصر , وجدت رجاله واقفين بباب البيت واسلحتهم مدججة فى قلق  ,صعدت السلم وهى تلهث داعية الله ان يكون بخير .فتحت باب غرفتها فلم تجده ,فتحت باب غرفه فاطمة فجاة لتجده عارى الصدر وفاطمة تضمد له جراحه السطحية .نظر اليها نظرات مريبة بصمت وهى تتقدم ناحيته قائله بلهفه حاولت اخفاءها وهى ماتزال تلهث من اثر الركض ,وفاطمة تنظر اليها بحنق وهى تتقدم بإتجاههم

رحيل بتلعثم  : انا .... انت كويس ؟ كنت عند جدى لما قالولى ...

قاطعها بحزم وريبة  :انا كويس ..لو يهمك  فعلا

نظرت اليه وهى تراه يبعد عيناه عنها وفاطمة تقول لها وهى تشير اليها بغلاظة

فاطمة : اتطمنتى ,اتفضلى بقى بره ,جاد تعبان وعاوز يستريح

نظرت اليه  لثوانى فيما تجاهل هو نظراتها قبل ان يراقبها وهى تنسحب لغرفتها

اغلقت باب غرفتها وجلست وراء الباب وهى تنهار من البكاء من الخوف

.......................

اعتاد تجاهلها الايام التالية حتى انه لم يعد يدخل غرفتهم سويا للمبيت  ,حاولت مرارا ان توقفه كى تحادثه الا انه كان يتعمد تركها والانصراف من امامها كلما ظهرت بوجهه .

على مائدة الطعام تجاهل وجودها  كلما جلست قبالته  ايضا .حتى عندما كانت اعينهم تلتقيان كانت ترى فيهم الغضب واللوم وكأنه يعاتبها على شئ تجهل ماهيته .

ضاقت ذرعا بمعاملته الجافه ومضايقات فاطمة لها .

انتظرت صباح يوم وهو خارج من غرفه فاطمة كعادته مرورا بغرفته لتعترض طريقه قائله له بهدوء

رحيل : لو سمحت انا كنت عاوزة اروح عند جدى

اجابها بإقتضاب وهو يحاول المرور من امامها :براحتك

استفزتها اجابته فأكملت فى عناد

رحيل :خلاص هفضل هناك كام يوم .انا تعبا......

لم يدعها تكمل جملتها قائلا بنفاذ صبر وهو يزيحها بيده من امامه كى يمر قائلا  بعصبية :قولتلك براحتك

كادت ان تسقط من قوة دفعه لها الا انه امسك بها بسرعه وهو يضمها اليه تلاقت اعينهم للحظات .نظرت اليه بحنان  ويدها تلتف حول عنقه كى لاتسقط

اوقفها وابعد ذراعها من حول رقبتها فى هدوء وتركها وانصرف مبتعدا

....................

مكثت رحيل طوال اليومين السابقين عند جدها وهى حزينة .حتى  انها فقدت شهيتها.لاحظت سيدة مابها .فلحقت بها للحديقه قائله لها فى حنان

رحيل :انا عاوزة انفصل عن جاد يادادة

سيدة : ليه يارحيل ؟هو جرى حاجة ؟

رحيل :جاد بقى بيعاملنى وكأنى مش موجودة يادادة .ده مش طايق حتى يبص فى وشى

سيدة :ماهو ماتجيش تقعدى هنا بالكام يوم وتسيبيه لضرتك وعاوزاه يشتاق لك يعنى .وبعدين يابنتى اتنازلى شوية واهتمى بجوزك وقربى منه ودلعيه .الراجل عاوز ايه غير واحدة تدلعه وانتى يعنى يارحيل بإللى حكتيه ليا قبل كده له حق جوزك ميطقش يبص فى وشك ولا حتى يقرب لك

سيدة :يعنى انتى عاوزانى اعمل له ايه يادادة ؟اروح اقول له ارجع نام فى اوضتنا بالعافية

سيدة : الست الشاطرة .تعرف ازاى تجيب الراجل على ملو وشه بس انتى البسى له واتدلعى عليه شوية وبطلى راسك الناشفه دى ,انتى بتحبيه وانا متأكده انه كمان بيحبك قبلاش تضيعيه وترجعى تندمى

اومأت رحيل برأسها قائله :عندك حق يادادة

عادت للبيت وحدها .

انتظرت عودته ليلا ..تظاهرت بالمرض وهى تبكى امام آمنة من الألم .طلبت منها امنة بقلق ان تتصل بجاد بيه لابلاغها الا ان رحيل رفضت خوفا من ازعاجه بعدما اوحت اليها ان تبلغه هى بطريقتها .ارتدت قميص وردى قصير ومكشوف ومن فوقه روبه القصير.

نزلت امنة للاسفل لابلاغ احد الرجال بالخارج بمرض رحيل كى يتصلوا بجاد

عاد جاد فور علمه من احد رجاله  بتعب رحيل ,.صعد بسرعه .كانت رحيل تتنصت على  باب الغرفه عندما شعرت بخطوات أقدامه تقترب .جرت بسرعه وهى تعدل من شعرها  تحت الغطاء  وهى تتأوه من الالم .

دخل الغرفه بلهفه قائلا لها

جاد :فى ايه مالك ؟انتى كويسة ؟

تظاهرت بالإعياء قائله :مش عارفه مالى .بطنى .مغص  جامد بيموتنى

اقترب اكثر منها قائلا بقلق :طب تقدرى تغيرى هدومك ونروح المستشفى  ولا اتصل بالدكتور  يجى هنا يكشف عليكى

هزت رأسها بالنفى قائله وهى تتأوه :لالا انا هبقى كويسة

قالتها وامسكت بطنها .وضع يده على بطنها يتحسسها

قائلا :الوجع فين بالضبط ؟

 وضعت يدها فوق يده بدلال وهى تقول له بصوت ضعيف

رحيل : ايوه هنا .ممكن تخلى ايدك كده شوية .

نظر اليها بإرتياب وعيناه تزوغان على وجهها وملابسها المثيرة

سحب يده فى جدية فتأوهت من جديد .جلس بجوارها قائلا

جاد :انا هتصل بالدكتور يجى

كاد ت ان تنهض لتمنعه الا انها تذكرت انها من المفترض  انها مريضة فعادت مكانها فى هدوء وهى تجبه

رحيل : لا لا تلاقينى اخدت برد فى معدتى

حاول اخفاء ا قلقه :طب اعمل لك ايه ؟اجيب لك حاجة تشربيها مثلا ؟

رحيل :ممكن تجيب لى حاجة سخنة احطها على بطنى تريحنى شوية

جاد بحيرة : اه .ثوانى وارجع لك

نزل للاسفل .طلب من امنة ان تساعده فى هذا فأتت بجربة ماء واعطته اياها .

صعد اليها مرة اخرى .اعطاها الجربة كى تضعها فتظاهرت بعجزها عن ذلك بسبب تألمها .جلس بجوارها .فكشفت عن بطنها ليضع عليها جربة الماء  الساخن .

احس باعصابه تخونه وهى تجلس امامه بهذه الهيئة المثيرة

عانى وهو يضبط اعصابه خاصة وهى تضع يدها فوق يده بدلال

احس بانفاسها وضربات قلبها وهى تجلس قبالته وعيناها تنظران اليه بهيام .نهض فجاة قائلا

جاد بجدية :واضح انك اتحسنتى دلوقتى

قالها وهو يهم بالمغادرة .تظاهرت بالبكاء فعاد اليها مرةاخرى قائلا :فى ايه تانى ؟انتى مش اتحسنتى ؟

اجابته من بين دموعها :انا خايفه اتعب بالليل تانى وانا لوحدى ,طب خلاص مش هضايقك اكتر من كده ,ممكن تبعتلى امنة وخلاص وهى تقعد معايا

اغلق الباب وعاد اليها  وهو يزفر بعصبية .دخل الحمام غير ملابسه وعاد اليها .سحب  وسادة من جانبها ورماها ارضا وهى تراقبه فى اندهاش .نام على الارض فسالته بلهفه

رحيل : انت هتنام عندك ؟

اجابها بإقتضاب :اه

امتعض وجهها فنهضت اليه قائله وهى تتصنع المرض :خلاص اطلع انت فوق .انا هنام هنا

اجابها : لاء نامى انتى براحتك فوق

وقفت بتشبث :لاء ياتنام فوق معايا ياهنزل انا تحت معاك ..يعنى مش هينفع اسيبك تنام كده وانت بتكره نومة الارض

نهض ونام بجوارها وهو يعطيها ظهره .سألته بفضول

رحيل :انت هتنام كده ؟

جاد دون ان ينظر اليها :ازاى يعنى ؟

رحيل :يعنى انت متعود تنام من غير تيشرت

اجابها بإقتضاب : اه عندك مانع

اجابته بضيق :لاء  براحتك طبعا

قالتها وهى تخلع الروب عنها .تضايقت من اعطائه ظهره فتاوهت فجاة.التفت اليها فجأة بقلق .نظر اليها فوجدها بهيئتها المثيرة  .بلع ريقه وهو يسألها

جاد :فى ايه ؟انتى كويسة ؟

سحبت يده الى بطنها وهى تقول بتاوه

رحيل :الحتة دى بتوجعنى

تنهد بعمق قائلا بنفاء صبر :وبعدين بقى

اقتربت منه اكثر وهى تسأله بدلال

رحيل :وبعدين ايه ؟

جاد : فى تعبك ده يعنى ؟

رحيل : حط ايدك بس وانا هبقى كويسة

جاد :وده علاج يعنى ؟

رحيل وهى تضع يدها فوق يده :اه عشان ايدك دافية وانا بردانة .شكلى اخدت برد جامد ..ممكن اقرب منك لو سمحت عشان اتدفى

اجابها بمكر :طب مااقوم اجيب لك بطانية ولا حاجة تقيله تلبسيها بدل اللى انتى لابساه ده

اجابته بدلال :ليه هو مش عاجبك ؟يعنى وحش عليا ؟

تأملها بشغف وعيناه تزوغان على جسدها الظاهر من القميص قائلا بتأثر : لاء كويس بس انتى بتقولى بردانة

اقتربت منه اكثر وهى تلف ذراعها حوله قائله :لا لا انا هتدفى كده .بدل مااتغطى وازهق بعد كده من الحر

استسلم لاحتضانها له .اغمض عيناه محاولا النوم الا انه لم يستطع .ظنته نائما فحضنته اكثر وهى تجذب ذراعه تحت راسها .ويدها الاخرى تتحسس صدره من فوق التيشرت

باغتها قائلا بجدية :

جاد :انتى متأكده انك فعلا تعبانة ؟

فزعت من كونه مستيقظا فنهضت فوقه قائله :تحب احلف لك ؟

حاول ان يسيطر على اعصابه من هيئتها وهى تستند فوقه قائلا بجدية

جاد : وبعدين معاكى

اجابته بدلال وهى تقرب وجهها اليه اكثر كى تقبله :هو انا عملت لك حاجة ؟

تنفس بصوت عالى من الاثارة قائلا وهو يبتعد  : طب نامى يارحيل

نفخت فى عصبية وهى تجلس قائله له

رحيل : فى ايه ياجاد ؟ بتعاملنى كده ليه ؟ انا عملت لك ايه ؟ مالك متغير معايا ليه

اجابها مقتضبا : بلاش العتاب احسن  يارحيل  .مش هيفيدك ولا هيفيدنى غير انه هيوسع المسافات اللى بينا

رحيل بإهتمام : ليه فهمنى ؟ من حقى افهم فى ايه ؟

نهص قبالتها قائلا بغضب : اليوم اللى  الرصاص اتضرب عليا فيه وانا فى طريقى ليكى عند جدك فاكراه ؟

اجابته وهى تتذكر : اه طبعا فاكراه .بس انت على ما افتكر  كنت رايح البلد مش جاى لى عند جدى

جاد بضيق : كنت جاى اخدك من المستشفى زى ما سيدة ماقالتى يوم ماجيت اخدك من عندهم  بعد ماانتى بعتيها ليا تبلغنى بده

رحيل بعدم فهم : مش فاهمة ؟ مستشفى ايه ؟ جدى مراحش مستشفى ولا انا بعت لك دادة سيدة تقولك اى حاجة .انا حتى نزلت وسألت عليك و.......

بدأت تستوعب مغزى كلامه فسألته بضيق :

رحيل : انت عاوز تقول ايه بالضبط

لم يجبها فاستطردت قائله : انت شاكك ان ليا علاقه بإللى حصل لك اليوم ده ؟

اجابها : طب تفسري بإيه  ان شغالة جدك  تقولى اجى لك اليوم ده فى الوقت ده ويطلع عليا رجاله يحاولوا يخلصوا منى  ؟

هبت واقفه بغضب : انت بتتكلم بجد ؟ انت بجد  ممكن تصدق ولو للحظة انى ممكن افكر او اساعد فى انى أأذيك .انا كده ياجاد عندك ؟؟؟.وبعدين ايه اللى خلاك واثق ان جدى له علاقه بالموضوع ده ؟ مش جايز تكون ظالمه ؟

اجابها بثقه : ابقى اسألى جدك وهو يقولك الحقيقه ايه ؟ لو كان عنده الجرأة لده ..اظن انتى بقيتى دلوقتى كويسة ومبقتيش خلاص محتاجانى ؟

قالها وهو ينهض مغادرا الغرفه  تاركا رحيل تفكر فيما قاله فى قهر .

.......................

ركب سيارته واتجه للاسطبل .وجد سوبلم هناك ساهرا .استقبله بترحاب وهو يقدم له كوبا من الشاى  قائلا  وهو يضحك

سويلم : ايه ياجوز الاتنين ؟  تعال  اقعد جنبى .ايه طردوك ولا انت اللى طهقت منهم ؟

جلس جاد جانبه  بوجه عابث وهو يتناول من يده الشاى قائلا

جاد  بجدية : تفتكر انى اتسرعت بجوازتى من بنت الجارحية ؟

سويلم : حتى لو كان كده ...مكانش هينفع تكمل من غيرها .انت اتعلقت بها من يوم الحادثه وانا خدت بالى وشفتك وانت بتحاول تبعد عنها ووانت بترمى نفسك فى جوازتك من بنت عمك عشان تنساها ووانت بتمثل  انك كويس وعايش حياتك... وقتها  كنت حاسس بالنار اللى جواك .الحب مش عيب ياجاد .الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيحب السيدة عايشة  اوووى صح ولا انا غلط ؟

اجابه جاد مبتسما : عليه الصلاة والسلام صح يا سويلم

اكمل  سويلم قائلا : بس عندنا فى الصعيد عيبة كبيرة الراجل يحب مراته

كأن ده هينقص مثلا من هيبته وشكله اودام الناس .ونفضل طول عمرنا مكتوب علينا عايشين واحنا بنشتغل وبناخد التار وبنتصاب او حتى نتقتل من غير ما نعيش يوم واحد حلو او نحسس القريبين مننا بحناننا

ابتسم جاد  قائلا : انت بقيت فيلسوف وانا مش عارف ولا ايه ؟

سويلم بآسى : من اللى عشته يا جاد .تعرف .اول نصيبى كانت بنت جميله اوووى وبنت حلال كده .طيبة وتتمنى لى الرضا وكانت امى عايشة وقتها بس مكانتش بتطيقها عشان كان نفسها اتجوز بنت اختها .المهم فضلت كل يوم تسخنى على مراتى عشان اضربها على اى غلطة وكنت بسمع كلامها من خيبتى عشان شكلى اودامها وعشان ميتقالشى عليا مش راجل او ماشى ورا مراته .المهم جت حملت فى ابنى ابراهيم ويوم ولادته ماتت .اتقهرت عليها وعلى فراقها وعلى انى ولا يوم قلت لها انها غالية عندى او حتى ضحكت فى وشها .وشوف انا اتجوزت بعدها بدل الواحدة تلاتة بس ولا واحدة ابدا منهم جت زيها ولا حتى ربعها .عشان كده انا اللى بقولك عيش مع بنت الجارحى مادمت عاوزها وسيبك من اى حاجة تانية .

جاد : للاسف .كل مااحس انى بقرب خطوة الاقى المسافات بتبعد بينا .وخصوصا الموضوع الاخير ده .

سويلم : انت برضه شاكك ان لها ايد فى موضوع قتلك ده ؟

جاد : مبقتش عارف ..بس حط نفسك مكانى .المشوار ده مكانشى حد عارف انى رايحه الا هى وخصوصا انها هى اللى بعتت الست اللى مربياها عشان تنبه عليا انى اروح اخدها من المستشفى .

سويلم : مش عارف والله ياجاد .بس عاوز رأيى .انا مااصدقش ابدا انها تعمل كده .انا شوفتها وشوفت لهفتها عليك وخصوصا لما جت تجرى من بيت جدها لما عرفت بإللى حصل لك .لالا يستحيل .البنت دى بتحبك وطيبة من جواها  .انا عمرى ما غلطت  فى حكمى على حد ابدا

جاد بحيرة : الله اعلم الحقيقه فين ؟

قالها وهو يتمدد بجواره على الوسائد المفروشة على الارض وعيناه تنظران لنجوم  للسماء......


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close