رواية ماجد وشروق منقذي وملاذي الفصل الثاني عشر12 بقلم فرح طارق
شروق بصدمة : خطوبتك إنت وغادة؟
نظرت لهُ ولعيناه وهي تُحاول أن تجد بِهم ذرة حب بداخلها لها، تجد بهم أي شئ يجعلها تجد طرف خيطًا للأمل من جديد؛ لكنه لم يقابلها بشئٍ سوى جمود نظراته فقط..
شروق بدموع : ماشي يا ماجد.
تركته واقفًا مكانه وصعدت مُسرعة لغرفتها، ودموعها تنهمر من أعينها، ف هي عادت للتو من المشفى بعد أن بقيت بها اسبوعًا كاملة، وما إن عادت وجدت الڤيلا تُجهز لحفل خُطبة ماجد و غادة.
بينما وقف ماجد مكانه يتطلع لدرج وراها تجري ناحية غرفتها، ظل ينظر أثرها حتى اختفت من أمامه..
هويدا من خلفه بحزن : ليه كده يا ماجد؟ ليه يا إبني تعمل فيها كده؟
ماجد بجمود : هعمل إيه؟ جوازنا هي عارفة هو إيه من الأول، ودلوقت غادة أطلقت وأنا لسة بحبها ف ليه متجوزهاش؟
هويدا : متظلمش شروق يا ماجد عشان نفسك، متبقاش أناني وإنت عمرك ما كنت كده.
ماجد : أناني عشان هختار راحة قلبي؟
هويدا : أناني عشان اختارته على حساب قتل غيرك، شروق إنت قتلتها ودفنتها وهي لسة عايشة يا ماجد.
ماجد ببرود : موعدتهاش بحاجة، هي كانت عايشة معايا ومن أول يوم بقيت مراتي فيه وأنا عرفتها أنا قلبي لمين وبحب مين، وعن أذنك يا أمي.
رحل ناحية الدرج وأردفت هويدا بتساؤل : رايح فين؟
ماجد : هشوف شروق كلت ولا لسة، إنتِ عارفاها طفلة مُستهترة أكيد مش هتاخد بالها إنها حامل وهتعاند ومش هتاكل، وأنا عاوز إبني أو بنتي يجوا بالسلامة.
صعد ماجد و وقفت هويدا تنظر لهُ بذهول تام، ذهول حالفه الحزن على شروق، تلك المسكينة التي لم تُحالفها دُنياها حتى الآن.
في غرفة شروق..
ماجد : جهزي نفسك هتمشي من هنا.
شروق بدهشة : هروح فين؟ هتطردني؟
ماجد بسخرية : لأ ياختي، بس هتروحي شقة تقعدي فيها وفيه خدامة هتيجي معاكِ.
شروق : لأ، هفضل هنا.
ماجد :, هتمشي يا شروق، ويلا جهزي نفسك.
شروق : مش بمزاجك.
ماجد بنفاذ صبر : شروق متعصبنيش، جهزي نفسك عشان هنمشي دلوقت.
شروق بتحدٍ : لأ هفضل هنا..
ثم أكملت بغيرة : وكمان عاوزة أحضر خطوبتك مع الاخطبوط الي إنت هتتجوزها.
ماجد بدهشة : اخطبوط!
ثم أكمل بسخرية : وكمان عاوزة تحضري وتشوفي خطوبتي أنا وهي؟
شروق بآلم والدموع اجتمعت بأعينها : أه عاوزة أحضرها، إنت ناسي إن أنا وإنت اتجوزنا ف يوم وليلة ومحصلش أي حاجة لا خطوبة ولا غيره، ولا حتى فرح! ف أنا حابة أحضر، أه مش خطوبتي بس خطوبتك إنت يا ماجد.
لا تعلم كيف ومتى ولكنها وجدت نفسها تُلقي بنفسها بين أحضانه وهي تحتضنه وتتشبث به وتبكي بشدة وأردفت وسط بُكائها : ليه كده؟ ليه حظي كده ف كل حاجة ؟ ليه دايمًا لازم أكون الشخص المظلوم وسط الحكاية يا ماجد؟ هو أنا وحشة ومستاهلش أوي كده؟
ضعف أمامها وأمام حديثها، ولوهلة نسى كل شئ، ونسى ذاك السبب الذي يجمعهم الآن، ونسى ما كان يفعله وأبعدها عنه واحتضن وجهها بلمحة سريعة وانقض على ثغرها يقبله بشوقٍ وعشق شديد..
بينما هي حاوطت رقبته بضعف وألم وسط بُكائها، ونزل هو بيده لخصرها وحملها بين يديه ولازال يقبلها واتجه بها ناحية الفراش..
بعد وقت كان يقف بالمرحاض يعنف نفسه على لحظة ضعفه تلك وعلى ما فعله..
خرج مرة أخرى وجدها تجلس على الفراش تضم ساقيها لصدرها وتبكي بصمتٍ..
أتجه ماجد بهدوء ناحية باب الغرفة ولم يرد أن يضغط عليها أكثر بالحديث معها، وكاد أن يفتح الباب ف سمع صوتها وهي تردف : بكرهك يا ماجد
ماجد بسخرية وهو يستدير إليها : كان بمزاجك على فكرة!
رفعت نظرها إليه وهي تضم جسدها أكثر وأردفت : وهو لو كنت رفضت كنت هتحترم رفضي؟
نظر لها بصدمة من جملتها بينما أكملت هي بسخرية وآلم بآنٍ واحد : فاكر أول مرة؟ رفضت إزاي؟ وإنت عملت إيه؟ أنا مكرهتش ف حياتي قدك يا ماجد، عارف برغم كل الي حصل معايا والي كنت بعانيه ف حياتي، بس أتمنى أرجع لنفس عيشتي الي أنا كنت عايشاها من تاني يا ماجد ولا إني أعيش يوم تاني معاك.
فتح باب الغرفة بغضب وخرج من الغرفة وصفع الباب خلفه بحدة اهتزت لها أرجاء المكان بينما ظلت هي تبكي بآلم.
نزل الدرج بسرعة وكلماتها تتردد بداخل أذنه "فاكر أول مرة؟ رفضت إزاي؟ وإنت عملت إيه؟"
"أنا مكرهتش ف حياتي قدك يا ماجد"
توقف حينما اصطدم بغادة التي كادت أن تقع لكنه أمسك بها سريعًا..
ماجد ببرود : حاسبي.
غادة وهي تضع يدها على كتفه : مالك يا ماجد؟ متعصب ليه؟ دا حتى النهاردة خطوبتنا!
ماجد : مفيش يا غادة جالي مكالمة شغل عصبتني شوية.
غادة بدلال وهي تمرر أناملها على وجهه : يا حبيبي متعصبش نفسك، كل حاجة تغور المهم إنت، وأنا مقدرش أشوفك مضايق ومتعصب كده، وبعدين عاوزاك تضحك حبة دا النهاردة خطوبتنا، خطوبتنا الي اتمنيناها من واحنا صغيرين يا ماجد.
أبتسم لها ماجد وأردف :, حاضر يا غادة، هضحك عشان خاطرك.
قبلته غادة من وجنته وأردفت : بحبك.
قاطع لحظتهم هويدا التي سعلت بإصطناع وغضب وأردفت : شروق عاملة إيه؟ كلت؟ إنت طلعت عشان تأكلها كلت ولا لسة؟
نظرت لهُ غادة بغضب بينما أردف هو ببرود : لأ مكلتش، وبعدين هي حرة تاكل متاكلش هي حرة.
هويدا بحزن : ماشي يا ماجد، هطلع أنا أشوفها وآأكلها.
ماجد : براحتك.
مـر اليوم وجاء الموعد المنشود لحفلة الخُطبة.."
كان يقف الجميع بحديقة الفيلا، وماجد ينظر حولهُ بإنتظار نزول شروق التي تأخرت..
غادة : بتدور على إيه؟
ماجد : هه! ولا حاجة يا روحي.
غادة : ماشي يا روحي.
كان ينظر حوله وتوقفت نظراته على تلك التي تقف بفُستانًا باللون الأسود، يصل لرُكبتيها، ومن الخلف يأخذ حرف V وضيقًا من الأعلى و واسعًا من بعد خصرها، وشعرها ينسدل حولها بتمرُد ويزيدها توهجًا وجمالًا فوق جمالها..
إقترب منها ماجد بغضب و وجدها تضحك بشدة على حديث عمرو سكرتيره..
ماجد بغضب : شروق.
نظرت له شروق وأردفت بسعادة : ماجد، بص ده عمرو بيقولي إن هو ممكن يتصرف ويشوفلي حل وأروح امتحن، وأصلا الامتحانات بعد أسبوع وأنا ممكن أذاكر فيه كويس أوي وامتحن ومعيدش السنة.
قبض ماجد على ذراعها وأردف بغضب مكتوم : ماشي تعالي دلوقت ونبقى نشوف الحوار ده بعدين..
شروق وهي تحاول سحب ذراعها : استنى بس، وكمان مش أنا عمي كان كاتبلي ف الشركة 15 ف المية من نسبتها؟ ف أنا قررت أنزل اشتغل معاك وأشرف على الجزء بتاعي.
ماجد بغضب : نعم يا روح امك!
شروق ببراءة : أه والله يا ماجد، وعمرو كمان ممكن يعلمني الشغل.
نظر ماجد لعمرو واردف بغضب : إنت قولت هتعلمها؟
عمرو بخوف : لأ والله ما قولت حاجة.
شروق : متخافش يا عمرو، أنا ليا ف الشركة زيه وميقدرش يطردك.
ماجد بسخرية : لأ والله ياختي؟ إنتِ ليكِ 15 بس ومتنسيش إن ال 85 ف المية الباقيين ملكِ أنا وأنا الي احدد مين يشتغل ومين لأ لأني المالك بنسبة أكبر فيها، أضعاف أضعاف نسبتك.
شروق : على فكرة إنت مالك مش حقاني لأن كنت واكل عليا ال 15 ف المية بتوعي.
ماجد بصدمة : أنا.
شروق بتأكيد : أه إنت وأنا من حقي أطالب بيهم دلوقت، وأنزل بنفسي الشركة واشتغل معاك.
ماجد : وحقك مرفوض عندي.
أردف ماجد بكلمته وحملها بين ذراعيها وسط صرختها المندفعة بصدمة مما فعله، ودلف بها لداخل الڤيلا وسط نظرات الجميع، ونظرة الغضب من..غادة
شروق بصراخ وغضب : نزلني يا ماجد..
لم يُعيرها أي انتباه واتجه خارج الفيلا بأكملها وركب السيارة بعدما أدخلها أولًا..
شروق بغضب : إنت مجنون؟ موديني فين؟
ماجد : واقفة مع عمرو وبتضحكِ معاه ليه؟
شروق بثبات مُصطنع رغم خوفها : وإنت مالك، مش هتطلقني أول ما أولد؟ يبقى ملكش دعوة أقف مع مين وأكلم مين، وبعدين عمرو طلع شخص كويس أوي أوي وأنا حبيته بصراحة..
اندفعت للأمام بحدة أثر وقفته بالسيارة واستدار لها وأردف بغضب: نعم يا روح امك؟
شروق : أه يا ماجد، وكمان هو أكبر مني بحاجات بسيطة خالص، وبعدين هو محترم جدًا عشان متفكرش حاجة، أنا بس الي أعجبت بيه وهو كان بيساعدني.
لم يردف بأي شئ، بل أدار محرك السيارة بغضب وسار بسرعة كبيرة خافت هي على أثرها وانكمشت على نفسها بخوفٍ..
شروق بخوف : ماجد هدي السرعة شوية..
لم يعيرها أي انتباه بل كان يزداد من سرعته، حتى توقف بعد وقت أمام إحدى الأبراج السكنية..
نظر جانبه وجدها تنكمش على نفسها بخوفٍ وتبكي بشدة وجسدها جميعه يرتجف بخوف..
ماجد وهو يضع يده على كتفها : شروق..
إنتفضت شروق أثر لمسته بينما أردف هو وهو يعود لجموده من جديد : انزلي..
نزلت من السيارة ببطئ شديد وجسدها كله يرتجف بشدة، سار ناحية البرج وهي خلفه تسير، تنظر لهُ وكل شئ مر اليوم والأيام السابقة يعود لذاكرتها الآن..
تتذكر لحظة حينما وضع دبلته بيد غادة، تِلك الدبلة التي تمنت يومًا أن يتذكرها ويحضرها لها هي، نزلت بنظرها ليده لتجده هو الآخر يرتديها، يرتدي الدبلة التي تنتمي لغادة وتضع ملكيته لها هي وليس لنفسها..
كُل ما مر بات يُهاجمها الآن بكثرة، تتذكر أبيها وما كان يفعله معها، تتذكر زوجته وكيف كانت تضربها دائمًا، تتذكر كيف كان يقوم أبيها بسجنها بإحدى الغرف المُظلمة حينما كانت تتبلى عليها زوجة أبيها بأشياءً لم تحدُث، تتذكر زواجها منه، تتذكر تِلك الأوقات التي كان يقسو عليها بها، تتذكر تِلك الأوقات الحانية التي كانت تعيشها معهُ، تتذكر كل شئ، كل شئ بات يُهاجم عقلها بقوةٍ الآن..
لدرجة أنها لم تشعر بأنها أصبحت داخل إحدى الشقق بذاك البرج الذي دلفا إليه..
استدارت شروق بعدما انتبهت أنهم بداخل الشقة الآن..
نظرت خلفها ولماجد الذي يقف أمامها يُطالعها بهدوء شديد، هدوء أرسل والرُعب والخوف لداخل قلبها..
ظل يقترب منها بهدوء وهو يخلع سترته والقاها ارضًا، بينما ترجع هي للخلف بخوفٍ منه، وهي تراه يفتح أزرار قميصه، حتى خلع قميصه.
اصطدمت بالحائط بينما أمسك ماجد بيديها الإثنان بيد واحدة ورفعهما للأعلى مُستندًا بهم على الحائط..
وبيده الأخرى أمسك بوجهها وأردف بهمس وصوتٍ كفحيح الافعى وهو يمرر أنامل يده على وجهها : هتنزلي الجامعة صح؟ وكمان قررتي دلوقت إنك تنزلي الشغل ف الشركة الي إنتِ أصلا متعرفيش هي شركة إيه حتى، و دلوقت حبيتي الطلاق وفكرتي تتجوزي واحد سنه قريب من سنك لأن دلوقت بقيت أنا ماجد الي اكبر منك بسنين كتير، ماجد الي بقى عجوز بالنسبة ليكِ و وحش صح؟
نظرت لهُ بخوفٍ ولم تقُل شيئًا، وانتفضت بشدة حينما صرخ بوجهها وأردف : انطقي..
حركت رأسها بخوفٍ ونفي وأردفت ببكاء هستيري : ل.. لأ مش صح، مش عاوزة حاجة أنا آسفة، مش عاوزة أروح الجامعة و..و الشركة أنا كنت بضايقك والله، أنا آسفة..
ماجد بسخرية وهو يمرر يديه على وجهها، مما كان يزيد ذلك الرعب بداخلها منه : ما أنا عارف إنك بتضايقيني يا شروق، وحتى لو بجد مش هيحصل، والجامعة أنا قررت إنها تتأجل السنة دي وده الي هيحصل حتى لو إيه حصل.
شروق بخوفٍ وبكاء : أه..
ماجد وهو يمرر يده على فُستانها : أما بقى قميص النوم ده..
انتفضت شروق أثر تمزيقه لفُستانها بحدة وأكمل : حسابه تقيل أوي يا شروق، جاية بقميص نوم؟ واقفة مع السكرتير بتاعي تهزري تضحكِ معاه؟ ونازلة بقميص كل الي هناك شافوكِ بيه؟ شوفي كام راجل كان هناك وعينه متشالتش من عليكِ بسبب قميص النوم ده..
إقترب بجانب أذنها وهمس : شايفة عقابك كبير إزاي يا شروق؟
أغمضت عينيها ببكاء شديد وأردفت بصوتٍ مُتقطع : أنا آسفة..
ماجد بسخرية : على إيه بالظبط؟ آسفة على إيه؟ على كدبك عليا وأنك مثقتيش فيا وخرجتي من البيت من ورايا؟ ولل آسفة إنك عرضتي حياتك وحياة طفل للخطر؟ لخطر كان ممكن يقتلك؟ ولا آسفة لعندك معايا؟ ولا آسفة على قميص النوم الي نزلتي بيه الحفلة؟ ولا آسفة على وقوفك مع السكرتير بتاعي وهزارك وضحكك معاه؟ شايفة عقابك هيبقى قد إيه؟ وعلى كام حاجة؟
فتحت عينيها ونظرت إليه وأردفت بآلم وبكاء : وأنا هعاقب مين يا ماجد؟
هعاقب مين على كل الي حصل والي بيحصل معايا؟ هعاقب مين وإنت أصلا بتعاقبني على حاجة مليش ذنب فيها؟
أنا موافقة عاقبني يلا، بس قولي هتعمل ايه؟ هتضربني؟ هتحبسني ف أوضة ضلمة؟ ولا..
أردفت بسخرية : هتجبرني على علاقة معاك؟
بدأت يديه بترك يديها بصدمة وذهول من حديثها بينما أكملت هي ببكاء وانكسار وآلم : قولي يا ماجد هعاقب مين؟ هعاقب مين الي أمي الي ماتت وأنا مشوفتهاش؟ هعاقب مين على أبويا الي اتربيت معاه والي المفروض يكون أحن شخص عليا وهو بقى اغبى شخص معايا؟ هعاقب مين على جوازه من شيطانة؟ هعاقب مين على ضربه ليا بسبب ومن غير سبب؟ هعاقب مين على حبسه ليا وأنا لسة طفلة ف أوضة ضلمة مش واصل ليها نور ربنا حتى؟ هعاقب مين على جوازي منك؟ هعاقب مين على جوازي من واحد أكبر مني ب 12 سنة؟ هعاقب مين على إني حبيتك يا ماجد؟ هعاقب مين على إني وثقت فيك وف كلامك واديتك قلبي وعشقتك وكنت مستعدة أضحي بحياتي نفسها عشانها؟ هعاقب مين على طيبة قلبي الي خليتني مستحملش إن أبويا يكون تعبان ومقدرتش أستنى ثانية وأنا شايفة إن ف إيدي حاجة اعملها اساعده بيها، هعاقب مين على الفخ الي طلع معمول ليا وخطفوني؟ هعاقب مين على الضرب الي اضربته وأنا مخطوفة؟ والي المفروض لما رجعت البيت الاقيك خدتني ف حضنك طبطبت عليا وطمنتني إني خلاص بقيت معاك بس إنت قولتلي وقتها إنك هتتجوز الي خطفتني أصلا، قولي هعاقب مين على كل ده ؟ ممكن تقولي يمكن ارتاح وقلبي يرتاح من كسرته شوية؟ يمكن وجعه يهدى ويرتاح يا ماجد، قولي وريحني لو تعرف.
انتهت كلامها، ثم مسحت دموعها وأردفت وهي تخلع فُستانها : ولا أقولك عاقبني إنت يلا، مش كنت هتعاقبني؟ يلا عاقبني شوف عاوز تعاقبني إزاي ويلا ابدأ..
يلا يا ماجد مستني إيه؟
إقترب منها وضمها لصدره وهو يبكي مما قالته، بينما حاولت هي دفعه ببكاء هستيري وهي تردف : عاقبني يلا..
ماجد وهو يتشبث بها ويطبطب بحنو على ظهرها : شششش أهدي..
استكانت بين يديه ونزل الإثنان بجسدهم حتى جلسَ على الأرضية وشروق لازالت بأحضان ماجد..
شروق ببكاء : أنا تعبانة أوي يا ماجد، كل حاجة جاية عليا أوي، و..ومحدش معايا، أنا نفسي أروح لماما هي أكيد ولو كانت معايا كانت هتحس بيا صح؟ هي ليه مش معايا دلوقت يا ماجد كان زمان بابا متجوزش، ومكنش فيه حد هيخليه يضربني وكنت هي هتكون معايا، أنا تعبانة أوي..
ظلت تهدأ رويدًا رويدًا بين ذرراعيه، حتى شعر بها استكانت تمامًا، أبتعد عنها ونظر لها وجدها فاقدة للوعي و وجها شاحب كشحوب للموتى بين يديه