رواية قلوب ارهقها العشق الفصل العاشر10 بقلم ياسمين رجب
تركها وانصرف إلى مكتبه حتى ينهي عمله ويقابلها كام اتفق معها كانت السعادة تغمره كأنه للمرة الأولى التي يقابل بها فتاة نعم هي الوحيدة التي سلبته قلبه وعقله تنهد بعشق وانهمك في عمله
في كلية سمر
ظلت شاردة طوال اليوم الي ان أنهت محاضراتها وغادرت إلي منزلها ولكن كأنها مجردة من الروح
سميرة......انتي جيتي يا سمر ادخلي غيري هدومك واطلعي علشان خالتك على وصول
سمر بحزن...... يعني خلاص عملتي الي في دماغك على العموم حاضر خمس دقائق واكون موجوده
انصرفت الي غرفتها وهي لا تعي اي شيء فقط تنفذ ما تطلبه والدتها دلفت إلي المرحاض حتى تنعم جسدها بالماء الدافئ
أنهت حمامها وخرجت و ابدلت ملابسها إلي بنطال جينس وتيشرت ابيض
انتي هتروحي كده قالتها سميرة التي دلفت إلي الغرفة تعلم ابنتها بوصول العريس
سمر......ماله ده لابسي لو مش عاجبكم خلاص بلاش منها الجوازة دي
سميرة.......بتلوي دراعي يا سمر ماشي اخلصي واخرجي خالتك وبناتها بره
سمر...... رهف جات
سميرة......ايوة مرزوعة برة معرفش انتي جايبها ليه
سمر...... علشان دي الحاجة الوحيدة الي عملتها وأنا راضية مش مغصوبة عليها يالا أنا خلصت لبس
خرجت مع والدتها الي الصالون حيث السجن المؤبد بالنسبة لها سمعت همسات خالتها وبناتها الاثنين
كريمة والدت جمال.......ايه الي هي عملته في نفسها ده هو ده شكل عروسه
منار ابنت كريمة....... أنا مش عارفه جمال بيحبها على ايه
ايه.........لا هي سمر حلوة وجميلة جدا يعني جمال معاه حق يحبها المهم إحنا ملناش دعوه بالموضوع ده
كريمة..... منها لله كفاية انها السبب الي خلي جمال رح عمل ريچم وخس يا حبة عيني النص بعد ما كان طول بعرض
ايه...... ماما على فكرة ده احسن قرار بالنسبة لجمال علشان ميبنش اكبر من عمره ده لسه عنده 25 سنة لازم يعيش شبابه سيبي كل واحد على راحته
رحبت بهم وهي في أقصى مراحل الألم جاهدت إلا تبكي وتصيح بهم أنها لا تريد هذه العلاقة ولكن والدتها دائما تنظر إليها بنظرات نارية
اتي جمال هو وابراهيم من الخارج فكان شاب في الخامس والعشرين من العمر مفتول العضلات بعينين عسليه اللون ملامحه هادئه مثل اي رجل شرقي كان منذ طفولته ثمين وبسبب عشقه لابنة خالته انقص وزنه حتى يليق بها حاصل على دبلوم التجاره يعمل مكان والده في محلات الجزارة الخاصة بهم
نظرت في اتجاه والدها الذي دلف وخلفه السجان بالنسبة لها ولكن ذاك الوسيم الذي دلف معه لم تستطيع تحديد ملامحه الي ان صاحت سميرة مرحبة به
اتفضل يا جمال تعالي يا ابني قالتها سميرة وهي ترسم ابتسامة رضا على شفتيها
هنا علمت هويته فكانت متعجبة كيف انقص وزنه بهذا الشكل انتشالها من هذا الشرود صوته الهادي المتزن بعض الشيء
جمال......ازيك يا سمر عامله ايه
ردت عليه باقتضاب....... كويسة
ابراهيم........ طيب يالا نمشي علشان الصائغ مستني أنا كلمته واتفقت معاه
كريمة......اهااااا يالا يا ابني حكم القاعدة هنا باردة جدا
شعرت سمر بفتور خالتها كادت تبكي ولكن رهف ضغت على يدها تطمئنها فابتسمت لها وانصرف الجميع الي محل الصاغة كان الجميع يختار لها وهي واقفة لا تدري اي شيء فقط تشعر بالاختناق تريد الهروب علهم يفهمون أنها ترغم على الزواج فاقت على صوت والدتها التي تمسك بيدها احدي دبل الخطوبه
سميرة......جربي دي كده يا سمر لو عجباكي
سمر....... هي دي الي هتفرق في الموضوع يا ماما على العموم عادي هاتي اي حاجه
كان طوال الوقت عينيه لا تفارقها وهو ينظر إليها بعشق كم تمني من الله ان تكون من نصيبه فهي بالنسبة له حلم لم يكن يحلم ان يتحقق يوما
سمع حديثها مع والدتهافأجاب عليها...... ازي اي حاجه انتي الي هتلبسي الشبكة ولازم تكون على ذوقك
سمر..... صدقني مش بتفرق كتير طلما في قلبك شعور مختلف عن احساس الموقف نفسه
جمال..... يعني ايه مش فاهم
سمر.......ولا أنا فاهمه حاجه المهم اختاري يا ماما الي يعجبك انتي سبق وقرارتي كل حاجه بالنيابة عني
شعر للمره الاولي بغصة في قلبه تمزقه فهل هي مجبرة على هذا الامر
همست رهف في أذن سمر التي تكابر بكل قوتها إلا تصرخ بهم وتخبرهم أنها مجبرة على هذا الأمر
رهف..... علشان خاطري اهدي حاولي تمسكي نفسك
سمر........مش قادره حاسة اني مخنوقه قوي يا رهف هموت هنا
رهف......بعد الشر عليكي بلاش الضعف ده يا سمر علشان خاطري اهدي دقيقتين ونمشي من هنا
اغمضت عينيها بأسي وتنتظر على احر من الجمر انتهاء هذا الوضع بأسرع ما يمكن
اخيرا انتهت سميرة من اختيار الشبكة ولكن ازداد الامر سؤ حينما عرض جمال أن يصطحب خطيبته للعشاء بالخارج وقع الخبر على رأس سمر كالصاعقة لم تتخيل أنها سوف تخرج معه بفردها حاولت أن ترفض ولكن والدتها لم تفسح لها المجال للرفض فوافقت على الفور
اصطحب جمال سمر في سيارته وصعد بجوارها و انطلق بأقصى سرعة ممكنة إلي أحد المطاعم المشهوره بالقاهرة
جمال...... النهارده اسعد يوم في حياتي استنيت اليوم ده من وانتي لسه صغيرة كبرتي قدام عيني يا سمر مش عارف لو كنتي بتحبيني زي ما بحبك او لا بس لم خالتي قالت انك وافقتي على خطوبتنا متتخيليش السعادة والفرحة الي ملت قلبي انتي اول حب في حياتي يا سمر اتمني تكون مشاعرك نحيتي زي مشاعري ليكي انتي بجد بتحبيني؟؟؟؟؟
حاسس انك مش مبسوطة لو الموضوع ده انتي مجبورة عليه بسسب خالتي انا مستعد انهي الخطوبة دلوقتى اهم حاجة تكوني مبسوطة
لا تعلم بما تجيب عليه فهو حقا طيب القلب ولكن هو بمثابة اخ ليس اكثر من ذلك اغرقت الدموع عينيها وهي تحاول اخفائها فنسابت رغما عنها ليهتف هو بنبرة تحمل كل معاني الخوف
جمال...... مالك يا سمر فيكي ايه انا ضايقتك بحاجة
اومت راسها بالنفي قائلة ببكاء....... لا بس انا تعبانه قوي محتاجة اروح البيت ارجوك
جمال..... حاضر حاضر يا حبيبتي تحبي تروحي عند مرام احسن يمكن انتي تعبانة من المذاكرة
سمر..... ياريت انا برتاح هناك
انا اسفه يا جمال اسفة قوي
جمال..... على ايه الاسف ده
سمر..... على حاجات كتير
جمال..... طيب يالا نمشي علشان تروحى ترتاحي وبعدين نتكلم
في مكتب مرام
انهت عملها بتوتر فهي الان اصبحت في حصار له اليوم سوف يخرجون للمره الاولي خارج نطاق العمل جمعت اغرضها واتجهت الي المطعم الذي شهد على اول لقاء بينهم وجدته جالس عن الطاولة التي كان يجلس عليها الشاب في المرة الأولى تقدمت منه بخطوت هادئه و متوترة
نظر اليها بعشق و الابتسامة لا تفارق شفتيه وقف يستقبلها بسعادة بالغة وهو متلهف للنظر الي عينيها
عمار...... كنت متاكد انك هتيجي
انا قبلت مكنش ينفع ارفض قالتها مرام بعدما جلست امامه
عمار...... وانتي مش متخيله سعادتي قد ايه وانتي قاعدة قصادي كده
اصابها الخجل اشاحت ببصرها للجهة الاخرة وهي تداري حمرة الخجل التي اصابتها ولكن اصابتها الدهشة حين مد يده وامسك كفها وهو يحدق بها
عمار...... ممكن تبصيلي شوية خلينا نتكلم على الاقل
سحبت يدها بهدوء وهي تفرك بها بتوتر قائلة...... نتكلم في ايه
عمار....... اي حاجه اقولك خلينا نتعرف ببعض احسن هاااا تحبي اتكلم انا الاول ولا انتي
مرام..... اتفضل انت
عمار...... طيب اعرفك بنفسي عمار السن 21 سنه ثالثة هندسة الابن الوحيد لعائلة نصار عايش مع امجد بيه في ڤيلاته وبالنسبة للوالدة هي ساكنة في مزرعة لنا في سوهاج قليل لم بتنزل القاهرة
مرام....... ربنا يحفظهم لك ويطول في عمرهم بس ليه قولت عمار بس من يوم ما شفتك بتقول عمار امجد نصار
تنهد بثقل قائلا....... يمكن انا بستخدم الاسم لم بحتاجه بس انما الواقع انا بالنسبة للكل الوريث الفاشل الي ميستحقش الاملاك دي
مرام...... ليه بتقول كده
عمار...... يمكن لاني اتربيت على كده امجد بيه دايما شايف اني فاشل من وانا صغير كنت في نظره مستاهلش اني اكون ابنه حتى والدتي قليل لو شفتها يمكن بسبب الخلاف بنها هي وامجد بيه بس هم مش حاسين ان في طفل بينهم انا كبرت لواحدي يا مرام من غير رقابة مفيش حد يقولي ده صح وده غلط لم شفتك واقفة مع بنت صغيرة وبتنصحيها معرفش وقتها حسيت بحاجة غريبة قوي يمكن حسيت انك الوحيدة الي ممكن تكوني دافع ليا علشان اكون مسؤل واتغير للاحسن من اول مره عيني جات عليك شفت فيكي حياتي الجاية الي مستحيل اضيعها من ايدي الي عايزك تتاكدي منه هو أني والله العظيم بحبك ونفسي تشركيني عمري كله
حديثه جعل قلبها يخفق مثل الطبول شعرت بانها ملكت الدنيا وهي تري نظرات العشق التي تفيض من عينيه لم يكن منها الا ان ظهرت تلك الابتسامة على شفتيها رغما عنها كانها تخبره انها تجد به الامان والسند اخذهم الحديث وهم لا يدرون بمرور الوقت عليهم فالحديث مع روح تحبها تنسيك العالم بما فيه أنها لغة العشق التي تنسيك العالم بما فيه اخيرا انتبهت على الوقت الذي مر عليهم نظرت الى ساعتها فقد انقضي ساعتين وكأنهم دقيقتين
مرام...... الوقت أتأخر وأنا لازم امشي
عمار.......خليكي شويه
مرام بتوتر.......اسفة مش هينفع المفروض اني اروح بيت عمي وشكلي اتاخرت
عمار.......اسف لو اخرتك يالا بينا
نهض الاثنين متجهين إلى الخارج فانطلق هو إلي سيارته بينما هي منتظرة سيارة أجرة
اركبي خليني اوصلك قالها عمار وهو ينظر إليها من داخل سيارته
مرام...... مفيش داعي دلوقتي اركب تاكس
نزل من سيارته متجه إليها وهو يفتح لها باب السيارة قائلا.....اركبي يا مرام مش هخليكي تركبي تاكسي دلوقتي يالا
نظرت اليه بتردد ثم صعدت إلى سيارته بكل توتر وهي تشيح ببصرها إلي الجانب الآخر صعد بجوارها وعلى وجهه ابتسامة عريضة انطلق بها وظل الصمت سيد الموقف إلي أن اعلن هاتفها عن مكالمه واردة من شقيقتها فأجابت عليها على الفور
مرام...... ايه يا رهف
رهف...... ايه يا بنتي فينك اتاخرتي ليه
مرام......معلش يا رهف لم اجي احكيلك المهم انتي فين كده
رهف...... أنا في البيت سمر خرجت مع جمال وانكل ابراهيم وصلني البيت
مرام.......خلاص يا قلبي أنا قربت اوصل مع اني كنت محتاجه اشوف سمر
رهف......تمام يالا باااي
مرام......باااي
اغلقت هاتفها وتنهدت بحزن شديد
خير في حاجه ولا ايه قالها عمار وهو يقود سيارته بحذر
مرام.......هاااا لا مفيش حاجه
اخيرا وصلوا إلى أسفل شقة عمها فكانت طوال الوقت صامته و دموعها تنساب في صمت كل ذلك وهو يشعر بقلبه يتمزق من بكائها ترجل من سيارته وفتح لها الباب نظرت اليه با امتنان شديد وهي تترجل من سيارته وفجأة شعرت بدوار شديد فكادت أن تسقط مغشياً عليها ولكن كان هو اسرع وجذبها إلي داخل أحضانه وهو يهتف بخوف
جمال.....سمر انتي كويسة مالك حاسة بأيه
تحدثت بوهن وارهاق........دماغي تقيلة قوي يا جمال حاسة اني مش قادره اقف
كانت تتحدث وهي بين أحضانه وانفاسها المتقاطعه تلفح وجهه لتدب التوتر داخل اوصاله ابتلع ريقه وهتف بصوت غير متزن........خلينا نروح نشوف دكتور
جاهدت إلا تفقد الوعي وهي تتحدث....... لا أنا هبقي كويسة أنا عايزة أطلع عند مرام
حاولت أن تبتعد عنه وتسير على أقدمها ولكن خانتها ساقيها فكادت أن تسقط ولكنه هذه المرة حملها بين يديه
سمر...... أنت بتعمل ايه
جمال.....هشيلك اطلعك فوق انتي مش قادرة حتى تمشي
تنهدت بتعب وسندت رأسها على صدره و لفت يديها حول عنقه لا تعلم بأنها تذيد من توتره سار بها في اتجاه البناية إلي أن أصبح أمام الاسانسير نظر اليه بتوتر والي أنفاسها التي شتت تركيزه وجعلت العرق يسري في كامل جسده اغمض عينيه ودلف الي داخله وبمجرد أن انغلق الباب اشتعلت نيران قلبه على صوت انفاسها وضربات قلبها التي توصل إلى مسمعه نظر إلى ملامحها الهادئة وشفتيها الشبيهة بحبات الفراولة لم يعد يستطيع التحمل اكثر فقد كان الاسانسير مازال في الطابق الثاني حاول أن يضغط بيده حتى تمكن و اوقفه حتى خرج منه وصعد الدرج افضل من أن يفعل شئ يندم عليه لاحقا وما أن وصل إلى امام باب الشقه دق الباب بخفة الي ان فتحت وجدت سمر مغشياً عليها بين يده رهف لتهتف بخوف....... سمر ايه حصلها انت عملت فيها ايه
تجاهل حديثها الذي جرح رجولته فماذا تظن هي
جمال.....طيب ممكن ندخلها الأول وبعدين هقولك هي مالها
افسحت له المكان حتى دلف الي الداخل واشارت الي غرفة سمر دلف الي غرفتها و وضعها بالفراش مشيرا إلى رهف قائلا...... ممكن تتجيبي علبة برفان نفوقها
رهف بملامح منزعجة..... حاضر
وما ان غادرت رهف عاد ينظر إليها من جديد تائه في ملامح وجهها التي كانت سبب في جنونه بها اقترب منها و ازاح بعض الخصلات التي انطلقت بعشوائيه على وجهها
جمال....... معقوله انا قريب منك بالشكل ده يا سمر تعرفي ان قلبي ده بيدق بس ليكي من يوم ما انتي جيتي الدنيا وعشقك بيجري في دمي نفسي افهم انتي عملتي ايه في جمال الي كل الناس بتعمله الف حساب في المدبح ياريت تكوني بتحبيني ربع الحب ده
اقترب منها وطبع قبلة رقيقة على جبينها ولكن رغما عنه انتقل بشفتيه يلتقط شفتيها حتى يرتشف من رحيقها علها تخمد جزء بسيط من نيران عشقه
اخيرا ابتعد عنها حتى يستطيع التنفس فلم يستطيع الصبر اكثر هرول الي الخارج مسرعا حتى لا يفقد اخر جزء من الصبر الذي بداخله ولكن صدمته عندما وقع بصره على رهف الوقفه خارج الغرفة وبيدها البرفان و لكن ملامحها لا تبشر سوي بشئ واحد الا وهو انها رأت فعلته تنهد باسف وتمتم قائلا...... انا بس انا اسف
رهف باحراج..... ابقي اهتم بيها يا جمال لان الاهتمام بيولد الحب
نظر الي بامتنان وهم بالمغادرة بعدما خرج من باب الشقة خرجت هي الاخري خلفه منادية عليه قائلة...... جمال امسح الروچ الي على شفيفك
هنا فقط تمني ان تنشق الارض وتاخذه في جوفها اخرج منديل ورقي من جيبه و بدأ في ازالة اثر القبلة التي كانت بالنسبة له دواء لكل الاشتياق الذي بداخله
كانت هناك نظرات اشمئزاز من اسلام الواقف على حافة الدرج يتابع حديثهم تابع سيره الي شقته بصمت وسط نظرات الاحتقار التي اطلقها اتجاه رهف
حاولت أن تتحدث وتنادي عليه ولكن لم يعطي لها ادني اهتمام فدلفت الي داخل المنزل و هرولت الي حجرة سمر التي استعادة واعيها اخيرا
ترجلت مرام من سيارة عمار وعلامات السعادة لا تفارق قلبها وهي تتحدث معه بعدما ترجل هو الاخر من سيارته وهو يستند بزراعيه على حافة السيارة
عمار....... هستناكى بكرا
مرام...... ان شاءالله
عمار...... تصبحى على احلي ابتسامة وفرحة تصبحي علي خير
مرام...... وانت من اهله
تركته وانصرفت الي منزلها بينما هو تابعها بعينيه حتى غابت عن انظاره ابتسم في رضا وسعادة قائلا..... يخربيت الحب وسنينه فعلا صدق الي قال يا عيني على الحلو لم تبهدلوا صعد إلى سيارته وانطلق الي منزله
دلفت مرام الي داخل الشقة وجدت استمعت الي صوت رهف في غرفة سمر فاتجهت اليهم وهتفت قائلة...... سمر انتي مش المفروض معزومه برة
رهف...... اصلها تعبت شوية وجمال جابها هنا
مرام بقلق...... خير يا سمر تعبانة اطلبلك الدكتور
سمر..... لا انا كويسه بس علشان مكنتش اكلت من بقالي يومين
مرام...... سمر انا عارفه انك مضايقه بسبب الخطوبة دي بس انا اقدر اتكلم مع اونكل يمكن يسمعلي
سمر..... مفيش داعي خلاص الي حصل حصل يا مرام اساسا ماما هي الي اصرت على الخطوبة دي ومستحيل تقدري تعملي حاجة
رهف..... بصي يا سمر انا هقولك حاجه بس بلاش تزعلي مني والله جمال باين عليه بيحبك قوي انتي كان مغمي عليكي بس انا سمعت كلامه وهو بيقول انك اول حب في حياته من وانتي صغيرة انتي اصلا شفتي هو خس ازي علشان يليق بيكي اديلو فرصة يمكن تحبيه بعدين واهي فترة الخطوبة دي اعتبريها تجربه ليكي
سمر بحزن..... حاضر يا رهف والله هحاول
مرام........ طيب خدي بقي شوفي جبتلك ايه
اخرجت من حقيبتها علبة مغلفة واعطاتها لسمر
التي الجمتها الصدمة حين وجدت هاتف محمول من احدث الهواتف لهذا العام
ده ايفون بجد انا مش مصدقه هتفت بها سمر بعدما نهضت من الفراش غير مصدقة انها تمتلك هاتف جديد
مرام...... رهف قالت ان موبيلها الجديد عجبك علشان كده جبتلك واحد زيه
سمر....... بس. ده غالي قوي يا مرام
مرام..... مفيش حاجه غالية عليكي يا هبلة انتي ورهف واحد
سمر...... ربنا يخليكي ليا يا قلبي وميحرمنيش منك ابداااا
رهف..... طيب انا كمان عايزة هدية مليش دعوه
سمر...... نعم ما انتي معاكي موبايل نفس ده
رهف...... بس ده مرام جابتهولك مخصوص انما انا كانت جايبه لها
مرام....... رجعنا لشغل العيال تاني يارهف مش كنا خلصنا
رهف....... انا بهزر والله عارفه انك قلبك ابيض واحنا الاتنين عندك واحد بس تعالي هنا انتي اتاخرتي ليه كده
مرام بتعلثم..... مش انتي قولتي اشكر عمار
رهف..... اهاااا بس ايه دخلوا بتاخيرك
مرام...... احم اصله طلب مني يعني اعزمه على فنجان قهوة واتكلمنا شوية
رهف....... اتكلمتوا في ايه
مرام....... ايه الرخامه دي وانتي مالك اصلا انا هروح اذاكر شوية علشان بكرا هروح الجامعة عندي محاضرات الصبح تصبحوا على خير
نهضت من جوارهم وتسللت الي غرفتها فهي تعلم شقيقتها لن تتركها حتى تخبرها بكل ما حدث
اما رهف جلست جوار سمر وهي تدبر لشيء ما في عقلها
ناوية على ايه يا مصيبة قالتها سمر وهي تشير إلى رهف
رهف..... نفسي اقرب مرام من عمار بس مش عارفه ازاي
سمر...... ايه رايك تعزمي عمار على الخطوبة واهي فرصة يكون موجود معها و نسيبهم مع بعض شوية
رهف...... يا بنت الايه شكل دي كانت غايبة عني الفكرة دي هقوم اكلمه و اعزمه
سمر..... تفتكري هيوافق
رهف..... ده هيبوسك علشان الفكرة دي
سمر...... يخربيت الفاظك لسانك طول يا جزمة
رهف...... بس بقي في جرس اهو
ثواني واجاب عليها قائلا..... مساء الورد
رهف...... مساء الروقان يا برنس
عمار..... هو ده رقم عمو عبدوو السمكري ولا ايه
رهف..... لا ده رقم البواب اسمعني وركز معايا انت طبعآ عارف سمر بنت عمي الي كانت معنا في المستشفى
عمار...... اهااا طبعآ مالها خير
رهف...... خطوبتها يوم الخميس وطبعا انا مبحبش اضيع فرصة زي دي من ايدي المطلوب منك تحضر الخطوبة وبالمرة تكون قريب من مرام فاضى ولا مشغول
اجاب عليها مسرعا....... انا فاضي طبعا ولو مش فاضي افضي نفسي
رهف..... تمام هبقي ابعتلك العنوان تصبح على خير
عمار...... اوك تمام وانتي من اهله
اغلقت هاتفها وهي تبتسم فقد تمت خطتها على اتم وجه
بعدما غادر عمارة مرام ظل طوال الطريق شارد في حبيبته من ملكت قلبه منذ الطفولة كيف لا يعشقها وهي بالنسبة له حلم يكاد يتحقق الان ترجل من سيارته واتجه الي منزله ولكن استوقفه صوت احدهما قائلة........مسا الخير يا سيد الناس
التفت اليها بعدما تعرف الي صوتها فهي فتون ابنة احد الجزارين بالمدبح فتاة جميلة تمتاز بوسامتها وخفة دمها في الثاني والعشرين من العمر بشرتها بيضاء ومحجبة تعمل في محل ملابس حاصلة على دبلوم تجارة تعيش مع والدها الحاج صالح رجل طيب في العقد الخامس من العمر
فتون جيتي امتي من سوهاج قالها جمال وهو ينظر إليها باستفهام
فتون..... جيت النهاردة بعد الظهر كده ورحت المحل علشان بقالي كام يوم غايبة وصاحب المحل كتر الف خيره صابر عليا
جمال....... ربنا يعينك عمي صالح عامل ايه الرجل الطيب ده
فتون..... بخير سالت عليك العافية يا سيد الناس
جمال..... تسلمي يا فتون يالا اطلعي شقتك الوقت اتاخر حد من العيال يضايقك
فتون..... طول ما حسك في الدنيا محدش يقدر يلمس شعره مني ده كفاية اني تبع المعلم جمال على سن ورمح
جمال....... والله انتي كلامك زي امي بالظبط يا بنتي بلاش حكاية معلم وسيد الناس دي
فتون العين متعلاش عن الحاجب بس انت لابس ومتشيك كده جاي منين اول مرة اشوفك لابس بدلة
جمال..... ايه شكلي وحش فيها ولا ايه
فتون ..........فشر مين قال كده انت تليق في اي حاجه يا سيد الناس بس غريبة شوية علشان انت على طول بتلبس جلابية كيف المعلمين بالمدبح
جمال..... اصلي النهاردة كنت بجيب الشبكة علشان هخطب سمر بنت خالتي
تلك الكلمة كانت كفيلة ان تكسر كل الامال التي بداخلها حطمت جميع قلاع واسوار قلبها هتفت بوجع قائلة..... ربنا يسعدك يا سي جمال ويقدملك الي فيه الخير كله
لم تنتظر رده تركته وانصرفت قبل أن تفضحها دموعها فكيف تخبره بعشقها له
في كلية سمر
ظلت شاردة طوال اليوم الي ان أنهت محاضراتها وغادرت إلي منزلها ولكن كأنها مجردة من الروح
سميرة......انتي جيتي يا سمر ادخلي غيري هدومك واطلعي علشان خالتك على وصول
سمر بحزن...... يعني خلاص عملتي الي في دماغك على العموم حاضر خمس دقائق واكون موجوده
انصرفت الي غرفتها وهي لا تعي اي شيء فقط تنفذ ما تطلبه والدتها دلفت إلي المرحاض حتى تنعم جسدها بالماء الدافئ
أنهت حمامها وخرجت و ابدلت ملابسها إلي بنطال جينس وتيشرت ابيض
انتي هتروحي كده قالتها سميرة التي دلفت إلي الغرفة تعلم ابنتها بوصول العريس
سمر......ماله ده لابسي لو مش عاجبكم خلاص بلاش منها الجوازة دي
سميرة.......بتلوي دراعي يا سمر ماشي اخلصي واخرجي خالتك وبناتها بره
سمر...... رهف جات
سميرة......ايوة مرزوعة برة معرفش انتي جايبها ليه
سمر...... علشان دي الحاجة الوحيدة الي عملتها وأنا راضية مش مغصوبة عليها يالا أنا خلصت لبس
خرجت مع والدتها الي الصالون حيث السجن المؤبد بالنسبة لها سمعت همسات خالتها وبناتها الاثنين
كريمة والدت جمال.......ايه الي هي عملته في نفسها ده هو ده شكل عروسه
منار ابنت كريمة....... أنا مش عارفه جمال بيحبها على ايه
ايه.........لا هي سمر حلوة وجميلة جدا يعني جمال معاه حق يحبها المهم إحنا ملناش دعوه بالموضوع ده
كريمة..... منها لله كفاية انها السبب الي خلي جمال رح عمل ريچم وخس يا حبة عيني النص بعد ما كان طول بعرض
ايه...... ماما على فكرة ده احسن قرار بالنسبة لجمال علشان ميبنش اكبر من عمره ده لسه عنده 25 سنة لازم يعيش شبابه سيبي كل واحد على راحته
رحبت بهم وهي في أقصى مراحل الألم جاهدت إلا تبكي وتصيح بهم أنها لا تريد هذه العلاقة ولكن والدتها دائما تنظر إليها بنظرات نارية
اتي جمال هو وابراهيم من الخارج فكان شاب في الخامس والعشرين من العمر مفتول العضلات بعينين عسليه اللون ملامحه هادئه مثل اي رجل شرقي كان منذ طفولته ثمين وبسبب عشقه لابنة خالته انقص وزنه حتى يليق بها حاصل على دبلوم التجاره يعمل مكان والده في محلات الجزارة الخاصة بهم
نظرت في اتجاه والدها الذي دلف وخلفه السجان بالنسبة لها ولكن ذاك الوسيم الذي دلف معه لم تستطيع تحديد ملامحه الي ان صاحت سميرة مرحبة به
اتفضل يا جمال تعالي يا ابني قالتها سميرة وهي ترسم ابتسامة رضا على شفتيها
هنا علمت هويته فكانت متعجبة كيف انقص وزنه بهذا الشكل انتشالها من هذا الشرود صوته الهادي المتزن بعض الشيء
جمال......ازيك يا سمر عامله ايه
ردت عليه باقتضاب....... كويسة
ابراهيم........ طيب يالا نمشي علشان الصائغ مستني أنا كلمته واتفقت معاه
كريمة......اهااااا يالا يا ابني حكم القاعدة هنا باردة جدا
شعرت سمر بفتور خالتها كادت تبكي ولكن رهف ضغت على يدها تطمئنها فابتسمت لها وانصرف الجميع الي محل الصاغة كان الجميع يختار لها وهي واقفة لا تدري اي شيء فقط تشعر بالاختناق تريد الهروب علهم يفهمون أنها ترغم على الزواج فاقت على صوت والدتها التي تمسك بيدها احدي دبل الخطوبه
سميرة......جربي دي كده يا سمر لو عجباكي
سمر....... هي دي الي هتفرق في الموضوع يا ماما على العموم عادي هاتي اي حاجه
كان طوال الوقت عينيه لا تفارقها وهو ينظر إليها بعشق كم تمني من الله ان تكون من نصيبه فهي بالنسبة له حلم لم يكن يحلم ان يتحقق يوما
سمع حديثها مع والدتهافأجاب عليها...... ازي اي حاجه انتي الي هتلبسي الشبكة ولازم تكون على ذوقك
سمر..... صدقني مش بتفرق كتير طلما في قلبك شعور مختلف عن احساس الموقف نفسه
جمال..... يعني ايه مش فاهم
سمر.......ولا أنا فاهمه حاجه المهم اختاري يا ماما الي يعجبك انتي سبق وقرارتي كل حاجه بالنيابة عني
شعر للمره الاولي بغصة في قلبه تمزقه فهل هي مجبرة على هذا الامر
همست رهف في أذن سمر التي تكابر بكل قوتها إلا تصرخ بهم وتخبرهم أنها مجبرة على هذا الأمر
رهف..... علشان خاطري اهدي حاولي تمسكي نفسك
سمر........مش قادره حاسة اني مخنوقه قوي يا رهف هموت هنا
رهف......بعد الشر عليكي بلاش الضعف ده يا سمر علشان خاطري اهدي دقيقتين ونمشي من هنا
اغمضت عينيها بأسي وتنتظر على احر من الجمر انتهاء هذا الوضع بأسرع ما يمكن
اخيرا انتهت سميرة من اختيار الشبكة ولكن ازداد الامر سؤ حينما عرض جمال أن يصطحب خطيبته للعشاء بالخارج وقع الخبر على رأس سمر كالصاعقة لم تتخيل أنها سوف تخرج معه بفردها حاولت أن ترفض ولكن والدتها لم تفسح لها المجال للرفض فوافقت على الفور
اصطحب جمال سمر في سيارته وصعد بجوارها و انطلق بأقصى سرعة ممكنة إلي أحد المطاعم المشهوره بالقاهرة
جمال...... النهارده اسعد يوم في حياتي استنيت اليوم ده من وانتي لسه صغيرة كبرتي قدام عيني يا سمر مش عارف لو كنتي بتحبيني زي ما بحبك او لا بس لم خالتي قالت انك وافقتي على خطوبتنا متتخيليش السعادة والفرحة الي ملت قلبي انتي اول حب في حياتي يا سمر اتمني تكون مشاعرك نحيتي زي مشاعري ليكي انتي بجد بتحبيني؟؟؟؟؟
حاسس انك مش مبسوطة لو الموضوع ده انتي مجبورة عليه بسسب خالتي انا مستعد انهي الخطوبة دلوقتى اهم حاجة تكوني مبسوطة
لا تعلم بما تجيب عليه فهو حقا طيب القلب ولكن هو بمثابة اخ ليس اكثر من ذلك اغرقت الدموع عينيها وهي تحاول اخفائها فنسابت رغما عنها ليهتف هو بنبرة تحمل كل معاني الخوف
جمال...... مالك يا سمر فيكي ايه انا ضايقتك بحاجة
اومت راسها بالنفي قائلة ببكاء....... لا بس انا تعبانه قوي محتاجة اروح البيت ارجوك
جمال..... حاضر حاضر يا حبيبتي تحبي تروحي عند مرام احسن يمكن انتي تعبانة من المذاكرة
سمر..... ياريت انا برتاح هناك
انا اسفه يا جمال اسفة قوي
جمال..... على ايه الاسف ده
سمر..... على حاجات كتير
جمال..... طيب يالا نمشي علشان تروحى ترتاحي وبعدين نتكلم
في مكتب مرام
انهت عملها بتوتر فهي الان اصبحت في حصار له اليوم سوف يخرجون للمره الاولي خارج نطاق العمل جمعت اغرضها واتجهت الي المطعم الذي شهد على اول لقاء بينهم وجدته جالس عن الطاولة التي كان يجلس عليها الشاب في المرة الأولى تقدمت منه بخطوت هادئه و متوترة
نظر اليها بعشق و الابتسامة لا تفارق شفتيه وقف يستقبلها بسعادة بالغة وهو متلهف للنظر الي عينيها
عمار...... كنت متاكد انك هتيجي
انا قبلت مكنش ينفع ارفض قالتها مرام بعدما جلست امامه
عمار...... وانتي مش متخيله سعادتي قد ايه وانتي قاعدة قصادي كده
اصابها الخجل اشاحت ببصرها للجهة الاخرة وهي تداري حمرة الخجل التي اصابتها ولكن اصابتها الدهشة حين مد يده وامسك كفها وهو يحدق بها
عمار...... ممكن تبصيلي شوية خلينا نتكلم على الاقل
سحبت يدها بهدوء وهي تفرك بها بتوتر قائلة...... نتكلم في ايه
عمار....... اي حاجه اقولك خلينا نتعرف ببعض احسن هاااا تحبي اتكلم انا الاول ولا انتي
مرام..... اتفضل انت
عمار...... طيب اعرفك بنفسي عمار السن 21 سنه ثالثة هندسة الابن الوحيد لعائلة نصار عايش مع امجد بيه في ڤيلاته وبالنسبة للوالدة هي ساكنة في مزرعة لنا في سوهاج قليل لم بتنزل القاهرة
مرام....... ربنا يحفظهم لك ويطول في عمرهم بس ليه قولت عمار بس من يوم ما شفتك بتقول عمار امجد نصار
تنهد بثقل قائلا....... يمكن انا بستخدم الاسم لم بحتاجه بس انما الواقع انا بالنسبة للكل الوريث الفاشل الي ميستحقش الاملاك دي
مرام...... ليه بتقول كده
عمار...... يمكن لاني اتربيت على كده امجد بيه دايما شايف اني فاشل من وانا صغير كنت في نظره مستاهلش اني اكون ابنه حتى والدتي قليل لو شفتها يمكن بسبب الخلاف بنها هي وامجد بيه بس هم مش حاسين ان في طفل بينهم انا كبرت لواحدي يا مرام من غير رقابة مفيش حد يقولي ده صح وده غلط لم شفتك واقفة مع بنت صغيرة وبتنصحيها معرفش وقتها حسيت بحاجة غريبة قوي يمكن حسيت انك الوحيدة الي ممكن تكوني دافع ليا علشان اكون مسؤل واتغير للاحسن من اول مره عيني جات عليك شفت فيكي حياتي الجاية الي مستحيل اضيعها من ايدي الي عايزك تتاكدي منه هو أني والله العظيم بحبك ونفسي تشركيني عمري كله
حديثه جعل قلبها يخفق مثل الطبول شعرت بانها ملكت الدنيا وهي تري نظرات العشق التي تفيض من عينيه لم يكن منها الا ان ظهرت تلك الابتسامة على شفتيها رغما عنها كانها تخبره انها تجد به الامان والسند اخذهم الحديث وهم لا يدرون بمرور الوقت عليهم فالحديث مع روح تحبها تنسيك العالم بما فيه أنها لغة العشق التي تنسيك العالم بما فيه اخيرا انتبهت على الوقت الذي مر عليهم نظرت الى ساعتها فقد انقضي ساعتين وكأنهم دقيقتين
مرام...... الوقت أتأخر وأنا لازم امشي
عمار.......خليكي شويه
مرام بتوتر.......اسفة مش هينفع المفروض اني اروح بيت عمي وشكلي اتاخرت
عمار.......اسف لو اخرتك يالا بينا
نهض الاثنين متجهين إلى الخارج فانطلق هو إلي سيارته بينما هي منتظرة سيارة أجرة
اركبي خليني اوصلك قالها عمار وهو ينظر إليها من داخل سيارته
مرام...... مفيش داعي دلوقتي اركب تاكس
نزل من سيارته متجه إليها وهو يفتح لها باب السيارة قائلا.....اركبي يا مرام مش هخليكي تركبي تاكسي دلوقتي يالا
نظرت اليه بتردد ثم صعدت إلى سيارته بكل توتر وهي تشيح ببصرها إلي الجانب الآخر صعد بجوارها وعلى وجهه ابتسامة عريضة انطلق بها وظل الصمت سيد الموقف إلي أن اعلن هاتفها عن مكالمه واردة من شقيقتها فأجابت عليها على الفور
مرام...... ايه يا رهف
رهف...... ايه يا بنتي فينك اتاخرتي ليه
مرام......معلش يا رهف لم اجي احكيلك المهم انتي فين كده
رهف...... أنا في البيت سمر خرجت مع جمال وانكل ابراهيم وصلني البيت
مرام.......خلاص يا قلبي أنا قربت اوصل مع اني كنت محتاجه اشوف سمر
رهف......تمام يالا باااي
مرام......باااي
اغلقت هاتفها وتنهدت بحزن شديد
خير في حاجه ولا ايه قالها عمار وهو يقود سيارته بحذر
مرام.......هاااا لا مفيش حاجه
اخيرا وصلوا إلى أسفل شقة عمها فكانت طوال الوقت صامته و دموعها تنساب في صمت كل ذلك وهو يشعر بقلبه يتمزق من بكائها ترجل من سيارته وفتح لها الباب نظرت اليه با امتنان شديد وهي تترجل من سيارته وفجأة شعرت بدوار شديد فكادت أن تسقط مغشياً عليها ولكن كان هو اسرع وجذبها إلي داخل أحضانه وهو يهتف بخوف
جمال.....سمر انتي كويسة مالك حاسة بأيه
تحدثت بوهن وارهاق........دماغي تقيلة قوي يا جمال حاسة اني مش قادره اقف
كانت تتحدث وهي بين أحضانه وانفاسها المتقاطعه تلفح وجهه لتدب التوتر داخل اوصاله ابتلع ريقه وهتف بصوت غير متزن........خلينا نروح نشوف دكتور
جاهدت إلا تفقد الوعي وهي تتحدث....... لا أنا هبقي كويسة أنا عايزة أطلع عند مرام
حاولت أن تبتعد عنه وتسير على أقدمها ولكن خانتها ساقيها فكادت أن تسقط ولكنه هذه المرة حملها بين يديه
سمر...... أنت بتعمل ايه
جمال.....هشيلك اطلعك فوق انتي مش قادرة حتى تمشي
تنهدت بتعب وسندت رأسها على صدره و لفت يديها حول عنقه لا تعلم بأنها تذيد من توتره سار بها في اتجاه البناية إلي أن أصبح أمام الاسانسير نظر اليه بتوتر والي أنفاسها التي شتت تركيزه وجعلت العرق يسري في كامل جسده اغمض عينيه ودلف الي داخله وبمجرد أن انغلق الباب اشتعلت نيران قلبه على صوت انفاسها وضربات قلبها التي توصل إلى مسمعه نظر إلى ملامحها الهادئة وشفتيها الشبيهة بحبات الفراولة لم يعد يستطيع التحمل اكثر فقد كان الاسانسير مازال في الطابق الثاني حاول أن يضغط بيده حتى تمكن و اوقفه حتى خرج منه وصعد الدرج افضل من أن يفعل شئ يندم عليه لاحقا وما أن وصل إلى امام باب الشقه دق الباب بخفة الي ان فتحت وجدت سمر مغشياً عليها بين يده رهف لتهتف بخوف....... سمر ايه حصلها انت عملت فيها ايه
تجاهل حديثها الذي جرح رجولته فماذا تظن هي
جمال.....طيب ممكن ندخلها الأول وبعدين هقولك هي مالها
افسحت له المكان حتى دلف الي الداخل واشارت الي غرفة سمر دلف الي غرفتها و وضعها بالفراش مشيرا إلى رهف قائلا...... ممكن تتجيبي علبة برفان نفوقها
رهف بملامح منزعجة..... حاضر
وما ان غادرت رهف عاد ينظر إليها من جديد تائه في ملامح وجهها التي كانت سبب في جنونه بها اقترب منها و ازاح بعض الخصلات التي انطلقت بعشوائيه على وجهها
جمال....... معقوله انا قريب منك بالشكل ده يا سمر تعرفي ان قلبي ده بيدق بس ليكي من يوم ما انتي جيتي الدنيا وعشقك بيجري في دمي نفسي افهم انتي عملتي ايه في جمال الي كل الناس بتعمله الف حساب في المدبح ياريت تكوني بتحبيني ربع الحب ده
اقترب منها وطبع قبلة رقيقة على جبينها ولكن رغما عنه انتقل بشفتيه يلتقط شفتيها حتى يرتشف من رحيقها علها تخمد جزء بسيط من نيران عشقه
اخيرا ابتعد عنها حتى يستطيع التنفس فلم يستطيع الصبر اكثر هرول الي الخارج مسرعا حتى لا يفقد اخر جزء من الصبر الذي بداخله ولكن صدمته عندما وقع بصره على رهف الوقفه خارج الغرفة وبيدها البرفان و لكن ملامحها لا تبشر سوي بشئ واحد الا وهو انها رأت فعلته تنهد باسف وتمتم قائلا...... انا بس انا اسف
رهف باحراج..... ابقي اهتم بيها يا جمال لان الاهتمام بيولد الحب
نظر الي بامتنان وهم بالمغادرة بعدما خرج من باب الشقة خرجت هي الاخري خلفه منادية عليه قائلة...... جمال امسح الروچ الي على شفيفك
هنا فقط تمني ان تنشق الارض وتاخذه في جوفها اخرج منديل ورقي من جيبه و بدأ في ازالة اثر القبلة التي كانت بالنسبة له دواء لكل الاشتياق الذي بداخله
كانت هناك نظرات اشمئزاز من اسلام الواقف على حافة الدرج يتابع حديثهم تابع سيره الي شقته بصمت وسط نظرات الاحتقار التي اطلقها اتجاه رهف
حاولت أن تتحدث وتنادي عليه ولكن لم يعطي لها ادني اهتمام فدلفت الي داخل المنزل و هرولت الي حجرة سمر التي استعادة واعيها اخيرا
ترجلت مرام من سيارة عمار وعلامات السعادة لا تفارق قلبها وهي تتحدث معه بعدما ترجل هو الاخر من سيارته وهو يستند بزراعيه على حافة السيارة
عمار....... هستناكى بكرا
مرام...... ان شاءالله
عمار...... تصبحى على احلي ابتسامة وفرحة تصبحي علي خير
مرام...... وانت من اهله
تركته وانصرفت الي منزلها بينما هو تابعها بعينيه حتى غابت عن انظاره ابتسم في رضا وسعادة قائلا..... يخربيت الحب وسنينه فعلا صدق الي قال يا عيني على الحلو لم تبهدلوا صعد إلى سيارته وانطلق الي منزله
دلفت مرام الي داخل الشقة وجدت استمعت الي صوت رهف في غرفة سمر فاتجهت اليهم وهتفت قائلة...... سمر انتي مش المفروض معزومه برة
رهف...... اصلها تعبت شوية وجمال جابها هنا
مرام بقلق...... خير يا سمر تعبانة اطلبلك الدكتور
سمر..... لا انا كويسه بس علشان مكنتش اكلت من بقالي يومين
مرام...... سمر انا عارفه انك مضايقه بسبب الخطوبة دي بس انا اقدر اتكلم مع اونكل يمكن يسمعلي
سمر..... مفيش داعي خلاص الي حصل حصل يا مرام اساسا ماما هي الي اصرت على الخطوبة دي ومستحيل تقدري تعملي حاجة
رهف..... بصي يا سمر انا هقولك حاجه بس بلاش تزعلي مني والله جمال باين عليه بيحبك قوي انتي كان مغمي عليكي بس انا سمعت كلامه وهو بيقول انك اول حب في حياته من وانتي صغيرة انتي اصلا شفتي هو خس ازي علشان يليق بيكي اديلو فرصة يمكن تحبيه بعدين واهي فترة الخطوبة دي اعتبريها تجربه ليكي
سمر بحزن..... حاضر يا رهف والله هحاول
مرام........ طيب خدي بقي شوفي جبتلك ايه
اخرجت من حقيبتها علبة مغلفة واعطاتها لسمر
التي الجمتها الصدمة حين وجدت هاتف محمول من احدث الهواتف لهذا العام
ده ايفون بجد انا مش مصدقه هتفت بها سمر بعدما نهضت من الفراش غير مصدقة انها تمتلك هاتف جديد
مرام...... رهف قالت ان موبيلها الجديد عجبك علشان كده جبتلك واحد زيه
سمر....... بس. ده غالي قوي يا مرام
مرام..... مفيش حاجه غالية عليكي يا هبلة انتي ورهف واحد
سمر...... ربنا يخليكي ليا يا قلبي وميحرمنيش منك ابداااا
رهف..... طيب انا كمان عايزة هدية مليش دعوه
سمر...... نعم ما انتي معاكي موبايل نفس ده
رهف...... بس ده مرام جابتهولك مخصوص انما انا كانت جايبه لها
مرام....... رجعنا لشغل العيال تاني يارهف مش كنا خلصنا
رهف....... انا بهزر والله عارفه انك قلبك ابيض واحنا الاتنين عندك واحد بس تعالي هنا انتي اتاخرتي ليه كده
مرام بتعلثم..... مش انتي قولتي اشكر عمار
رهف..... اهاااا بس ايه دخلوا بتاخيرك
مرام...... احم اصله طلب مني يعني اعزمه على فنجان قهوة واتكلمنا شوية
رهف....... اتكلمتوا في ايه
مرام....... ايه الرخامه دي وانتي مالك اصلا انا هروح اذاكر شوية علشان بكرا هروح الجامعة عندي محاضرات الصبح تصبحوا على خير
نهضت من جوارهم وتسللت الي غرفتها فهي تعلم شقيقتها لن تتركها حتى تخبرها بكل ما حدث
اما رهف جلست جوار سمر وهي تدبر لشيء ما في عقلها
ناوية على ايه يا مصيبة قالتها سمر وهي تشير إلى رهف
رهف..... نفسي اقرب مرام من عمار بس مش عارفه ازاي
سمر...... ايه رايك تعزمي عمار على الخطوبة واهي فرصة يكون موجود معها و نسيبهم مع بعض شوية
رهف...... يا بنت الايه شكل دي كانت غايبة عني الفكرة دي هقوم اكلمه و اعزمه
سمر..... تفتكري هيوافق
رهف..... ده هيبوسك علشان الفكرة دي
سمر...... يخربيت الفاظك لسانك طول يا جزمة
رهف...... بس بقي في جرس اهو
ثواني واجاب عليها قائلا..... مساء الورد
رهف...... مساء الروقان يا برنس
عمار..... هو ده رقم عمو عبدوو السمكري ولا ايه
رهف..... لا ده رقم البواب اسمعني وركز معايا انت طبعآ عارف سمر بنت عمي الي كانت معنا في المستشفى
عمار...... اهااا طبعآ مالها خير
رهف...... خطوبتها يوم الخميس وطبعا انا مبحبش اضيع فرصة زي دي من ايدي المطلوب منك تحضر الخطوبة وبالمرة تكون قريب من مرام فاضى ولا مشغول
اجاب عليها مسرعا....... انا فاضي طبعا ولو مش فاضي افضي نفسي
رهف..... تمام هبقي ابعتلك العنوان تصبح على خير
عمار...... اوك تمام وانتي من اهله
اغلقت هاتفها وهي تبتسم فقد تمت خطتها على اتم وجه
بعدما غادر عمارة مرام ظل طوال الطريق شارد في حبيبته من ملكت قلبه منذ الطفولة كيف لا يعشقها وهي بالنسبة له حلم يكاد يتحقق الان ترجل من سيارته واتجه الي منزله ولكن استوقفه صوت احدهما قائلة........مسا الخير يا سيد الناس
التفت اليها بعدما تعرف الي صوتها فهي فتون ابنة احد الجزارين بالمدبح فتاة جميلة تمتاز بوسامتها وخفة دمها في الثاني والعشرين من العمر بشرتها بيضاء ومحجبة تعمل في محل ملابس حاصلة على دبلوم تجارة تعيش مع والدها الحاج صالح رجل طيب في العقد الخامس من العمر
فتون جيتي امتي من سوهاج قالها جمال وهو ينظر إليها باستفهام
فتون..... جيت النهاردة بعد الظهر كده ورحت المحل علشان بقالي كام يوم غايبة وصاحب المحل كتر الف خيره صابر عليا
جمال....... ربنا يعينك عمي صالح عامل ايه الرجل الطيب ده
فتون..... بخير سالت عليك العافية يا سيد الناس
جمال..... تسلمي يا فتون يالا اطلعي شقتك الوقت اتاخر حد من العيال يضايقك
فتون..... طول ما حسك في الدنيا محدش يقدر يلمس شعره مني ده كفاية اني تبع المعلم جمال على سن ورمح
جمال....... والله انتي كلامك زي امي بالظبط يا بنتي بلاش حكاية معلم وسيد الناس دي
فتون العين متعلاش عن الحاجب بس انت لابس ومتشيك كده جاي منين اول مرة اشوفك لابس بدلة
جمال..... ايه شكلي وحش فيها ولا ايه
فتون ..........فشر مين قال كده انت تليق في اي حاجه يا سيد الناس بس غريبة شوية علشان انت على طول بتلبس جلابية كيف المعلمين بالمدبح
جمال..... اصلي النهاردة كنت بجيب الشبكة علشان هخطب سمر بنت خالتي
تلك الكلمة كانت كفيلة ان تكسر كل الامال التي بداخلها حطمت جميع قلاع واسوار قلبها هتفت بوجع قائلة..... ربنا يسعدك يا سي جمال ويقدملك الي فيه الخير كله
لم تنتظر رده تركته وانصرفت قبل أن تفضحها دموعها فكيف تخبره بعشقها له