رواية كبرياء عاشقة الفصل العاشر10 بقلم هدير نور
*كبرياء عاشقة*
*البــ( 10 )ــارت*
كان ادهم ينظر الي فؤاد الذي يقف امام باب غرفة كارما بعينين حاده كالرصاص وهو يشتعل بالغضب ليسأله وهو يجز علي اسنانه بغضب
ابتسم فؤاد ببرود و عينيه مسلطة علي كارما الواقفه خلف ادهم بوجه احمر كالجمر قائلاً بهدوء
=مفيش جاي اشوف كارما جهزت ولا لاء علشان نخرج
بينما كانت كارما تتابع ما يحدث وهي تشعر بانها في عالم اخر فهي لازالت تحت تأثير كلمات ادهم لتفيق من شرودها هذا علي صوت فؤاد وهو يسألها
=مش يلا بينا يا كارما ولا ايه ...ِ؟
وعندما همت كارما بالرد عليه تفاجئت بادهم يندفع نحوه بعنف يمسك بياقة قميصه بعنف قائلاً وهو يجز علي اسنانه من شدة الغضب
=انت ازاي تتجرء وتيجي لحد هنا....
ليكمل وهو يشدد من قبضته حول ياقة قميصه
=عارف لو شوفتك هنا تاني او لمحتك حتي بتعدي من قدام الاوضه دي هدفنك حي انت فاهم
اخذ فؤاد ينظر الي ادهم باستغراب ليبتسم ببرود قائلاً
=هو انا مش فاهم في ايه ..بس تمام يا ادهم بيه .
كانت كارما تتابع ما يحدث وهي تشتعل بالغضب من افعال ادهم الغريبة هذه اوصل به الحال في محاولته لاثبات تحكمه بها الي هذا الحد لكنها لن تصمت هذه المرة
ابتعد ادهم عن فؤاد وهو يرمقه بنظرات حادة كالرصاص لكنه تجمد في مكانه عندما اقتربت كارما من فؤاد قائلة بتحدي وهي تنظر اليه ببرود
= يلا بينا يا فؤاد انا جاهزة
وعندما حاولت تخطيه امسكها ادهم بعنف من ذراعها يديرها نحوه قائلا بغضب
=يلا علي فين ؟! قولتلك مش هتخرجي بلبسك ده .
لتنفض كارما يده الممسكة بذراعها بعنف وهي تصيح به بغضب
=وانت مالك ...ايه دخلك اصلا ؟!
امسكها ادهم مره اخري من ذراعها لكنها هذه المره بحزم ليقوم بجرها خلفه محاولاً ادخالها الي غرفتها قائلا بغضب
=علي جثتي تنزلي بمنظرك ده انتي فاهمة
اخذت كارما تقاومه بشدة محاولة الافلات منه لكنها هدئت عندما رأت زوجة عمها تقترب منهم وهي تهتف
=ادهم ايه اللي انت بتعمله ده في ايه ؟!
بينما كان فؤاد يستند علي الحائط وعلي وجهه يرتسم ابتسامة مرحة وكانه يستمتع بما يراه لكنه استقام واقفاً وهو يرسم الجدية علي وجهه عندما رأي صفية تقترب منهم ..
ِظل ادهم ممسكاً بذراع كارما بشده مصمماً علي ادخالها الي غرفتها متجاهلاً سؤال والدته لكنه تجمد في مكانه عندما صاحت والدته مرة اخري
=ادهم بقولك ايه اللي بيحصل ؟!
التفتت اليها ادهم و وجهه قد اسود من شدة الغضب قائلاً بهدوء محاولاً
التحكم بغضبه
= لو سمحت يا ماما متدخليش
وقفت صفية تراقب ادهم بدهشة وهي تظنه قد فقد عقله فهي لاول مره في حياتها تراه غاضب الي هذا الحد و ان الحديث معه سوف يجعل الامر يسوء اكثر من ذلك لذلك قررت ان تصمت .
نجح ادهم في نهاية الامر
في ادخال كارما الي غرفتها رغم مقاومتها الشديدة له ليغلق باب الغرفة عليها بالمفتاح من الخارج وهو يصرخ بغضب
= مش هتخرجي برا اوضتك خطوة واحده الا باذن مني انتي فاهمة
وقف ادهم يتنفس بعنف وهو يتجاهل طرق كارما علي باب الغرفة وهي تصرخ به لكي يفتح لها الباب...
بينما وقفت صفيه وهي فاغرة الفم قائله بصوت منخفض
=ربنا يعينك يا بنتي علي جنانه...........
لتستدير مغادرة المكان وهي تحاول وضع خطه اخري فولدها اصبح علي الحافة يحتاج فقط الي دفعة واحده لكي يعترف بحبه
بينما كان فؤاد يتابع ما يحدث بذهول فهو لم يتخيل ان يوصل الحد به الي حبسها في غرفتها ليقترب ببطئ من ادهم الذي كان يقف يستمع الي صرخات كارما الغاضبة من خلف الباب وهو يغلي من الغضب
وقف فؤاد امامه قائلا بهدوء
=مكنش له لزوم لكل ده يا ادهم بيه.......
ليكمل بخبث وهو يرسم علي وجهه الجدية
=انا عارف طبعا انك بتعتبر كارما زي اختك وانك خايف عليها من كلام الناس لما يشوفوها معايا و...
ليقاطعه ادهم بحزم وعينيه تشتعل بالغضب
=ميخصكش انا مش عايز اخرجها معاك ليه وياريت الكلام معها بعد كده يبقي بحدود .
اخذ فؤاد ينظر الي ادهم ببرود قائلا بسخرية
=ايه يا ادهم بيه هتمنعني ان اكلم خطيبتي ولا ايه ...........
ليكمل بخبث وهو ينظر الي
ادهم بتشمت
=ده حتي كلها كام شهر وهتبقي مراتي .
شعر ادهم ببركان من الحمم يغلي في صدره عند سماعه تلك الكلمات ليحاول ادهم تمالك نفسه حتي لا يهجم عليه وينزع رقبته بيده
قائلا من بين انفاسه الحارة الغاضبة وهو يجز علي اسنانه بغضب
= الزم حدودك يا فؤاد بدل ما اخليك تندم ع اليوم اللي اتولدت فيه .
اخذ فؤاد يتابع ادهم يغادر المكان بخطوات غاضبة وهو يغلي من الغضب ليرسم علي وجهه ابتسامة ماكرة قائلاً بصوت منخفض
=ادهم بيه شكله واقع علي الأخر
كانت كارما جالسة علي ارضية الغرفة وهي تستند برأسها الي الباب فقد استنفذ طرقها علي الباب وصراخها كل طاقتها ظلت جالسة تفكر لما يفعل معها ذلك لما يحاول فرض سيطرته عليها فهي عند سفر والدها كانت تظن انها سترتاح ولو لفتره قصيرة من تسلطه عليها لكنها كانت مخطئة فادهم متسلط اكثر من ابيها يريد فرض تحكمه عليها من باب العند بها واغضابها ليس إلا لتطرق في رأسها فكرة جعلتها تتجمد ايمكن ان يكون ادهم يغار عليها من فؤاد لتنفض هذه الفكرة من رأسها سريعا وهي تضحك بسخرية قائله
=ادهم يغير عليا ...شكلي اتهبلت باين ده مبيطقش بشوف وشي قدامه لمده 5 دقايق
لتنتفض مبتعده عن الباب عند سمعها صوت مفتاح يدير به لتتفاجئ بزوجة عمها تدخل الي غرفة وهي تهتف عند رؤيتها لها جالسه ع الارض وعلي وجهها اثار دموع
= انتي قعده كده ليه ....
لتكمل وهي تضحك بمرح
=مين مات يا كارما علشان المندبه اللي انت عاملها دي
نهضت كارما من فوق الارض قائله بضيق
= والله انا فعلا في مندبه
مشوفتيش ابنك المجنون عمل فيا ايه ...ِِ.
لتقاطعها صفية وهي تنكزها بذراعها بخفة قائله بمرح
=في حد يقول علي حبيبه مجنون برضو
ليحمر وجه كارما بعنف من شدة الخجل قائله بارتباك
=حبيبي مين...؟! انا..انا مبحبش حد
لتضحك صفيه بصخب لكنها وضعت يدها علي فمها تحاول كتم ضحكتها هذه عندما نظرت اليها كارما بغضب لتهتف
=طيب خلاص خلاص....
يلا ظبطي نفسك علشان فؤاد مستنيكي تحت
قضبت كارما حاجبيها قائلة بدهشة
=فؤاد ؟!! مستنيني ليه مش فاهمه ؟!
اقتربت صفية منها هي تربت علي ذراعي كارما بحنان قائلة بهدوء
= علشان تروحي الشغل مش فؤاد كان جاي معاكي برضو
هزت كارما رأسها بالايجاب قائله
=ايوه كان جاي معايا...
لتكمل وقد امتلئت عينيها بالدموع
=بس ادهم قوم الدنيا مقعدهاش مش فاهمه ماله ليه بيعمل كده معايا
جذبتها صفية من ذراعيها تحتضنها الي صدرها قائلة وهي تربت علي شعرها بحنان
=متزعليش منه يا حبيبتي هو بس تلاقيه خايف عليكي
هزت كارما رأسها بالرفض قائلة من بين شهقات بكائها
=لا يا مرات يا عمي هو مش خايف عليا هو بس بيعند معايا بيحب دايما يتحكم فيا مش اكتر
ابتسمت صفية بسخرية علي كلماتها تلك. تمنت لو تستطيع ان تخبرها السبب وراء افعال ادهم هذه لكنها لا تستطيع حتي لا تخرب ما تخطط له .
ابعدتها صفية عنها قائلة بحزم
=طيب مش عايزة بقي تثبتيله انك مش تحت امره ولا تحكمه ده ؟!
هزت كارما رأسها بالايجاب
=يبقي خلاص قومي ظبطي نفسك كده ويلا انزلي اخرجي مع فؤاد زي ما قولتلك
مررت كارما يدها بشعرها بارتباك قائلة
=بس...بس ادهم يا مرات عمي.....
قاطعتها صفية بنفاذ صبر
=ادهم خرج عنده شغل يعني مش هيرجع دلوقتي خالص .
وقفت كارما تنظر اليها بتردد قليلا وهي تفكر بان زوجة عمها لديها حق فهي يجب ان تعطي لادهم الرد المناسب علي افعاله هذه لتهز رأسها بتصميم بالموافقة في نهاية الامر
كانت كارما تقف في احدي المخازن التابعه لهم وهي تشرح بحماس لفؤاد طبيعة العمل الذي تقوم به ..
بينما كان فؤاد يقف يستمع اليها وهو مندهش من طبيعة عملها هذا فعقله لا يستوعب ان تقوم فتاة بكل هذه الاعمال بمفردها ليزداد احترامه واعجابه لها فعندما اتي الي هنا كان يتوقع ان تكون كارما التي حدثته عنها والدته بانها فتاة حمقاء مدللة لكن اتضح له ان جميع اقوال ولدته كالعادة كذب
ليتنحنح فؤاد قائلا باستفهام
=انتي ازاي قدرتي تتعلمي كل ده يا كارما ؟؟
اجابته كارما وهي تنظر حولها وهي تشعر بضيق في قلبها عند تذكرها الفترة الاولي من تعلمها هذا العمل ومعاملة ابيها القاسية لها
=في الاول علشان مكنش قدامي غير ان اتعلمه بعدين ........
لتكمل وهي تبتسم بثقة
= بعد كدة اخدت عليه وحبيته جداً
وبقيت انا يعتبر المسئولة عن كل حاجه هنا في غياب بابا زي الفترة دي مثلاً.....
رسم فؤاد علي وجهه ابتسامه لطيفة قائلاً بخبث
=علشان كده بقي ادهم مش طيقك وبيحاول يقلل منك في كل مرة ؟!
التفتت اليه كارما تنظر اليه بحدة قائله بحزم
=لو انت بتلمح ان ادهم ممكن يكون غيران او حتي فاكر ان الأملاك دي تفرق معاه تبقي غلطان...........
لتكمل وهي تلتقط انفاسها بغضب
= ادهم من اكبر رجال الاعمال يعني انا مجيش جنبه نقطه في بحر ولعلمك ادهم هيتنازل عن كل الاملاك اللي انت شايفها دي لبابا
ارتبك فؤاد من حدة كارما معه فهو لم يتوقع ان تدافع عن ادهم بهذه الطريقه خاصة بعد ما فعله معها هذا الصباح ليرسم علي وجهه علامات الأسف محاولاً اصلاح ما قاله
=انا مش قصدي اللي فهمتيه ده وطبعاً انا عارف ان ادهم بيه من اكبر رجال الاعمال في مصر وامريكا و......
ليقاطع حديثه طلب احد العمال من كارما الصعود معه لتفقد بعض المحاصيل في الدور العلوي
لتستأذن كارما من فؤاد باقتضاب وتذهب مع العامل
تنفست كارما براحة فور ابتعادها عن فؤاد فهي لم تكن تضمن نفسها لو يأتي العامل ويطلب منها مساعدته ما الذي كانت سوف تفعله به فقد كانت تستشيط غضباً من حديثه هذا كانت كارما منشغلة بافكارها هذه وهي تصعد الدرج فلم تنتبه الي احدي الصناديق الموضوع علي الدرجه الثانية لترتطم بها بعنف لتسقط من فوق الدرج و تلتوي قدمها بعنف اسفلها...
صرخت كارما بقوة من شدة الألم ليسرع اليها الجميع من بينهم فؤاد الذي اقترب من كارما سريعاً وهو يهتف
=في ايه يا كارما حصل ايه ؟
اجابته كارما وهي لازالت علي الارض تشعر بالم شديد في قدمها
=مفيش حاجة....
لتنهض سريعاً وهي تحاول الوقوف علي قدميها لكنها صرخت من الالم عندما لمست قدمها الأرض
اقترب منها فؤاد هو و احد العمال لكي يساندوها حتي لا تقع مره اخري ..
ليهتف احد العمال
=انا هطلب الدكتور رمزي يجي حالاً
بينما جلست كارما علي احدي الكراسي وهي تشعر بألم شديد في قدمها لكنها حاولت ان تتماسك حتي لا تظهر المها امام الحاضرين ..
و بعد ان حضر الطبيب وفحص قدمها اكد انه لا يوجد كسر وانه مجرد التواء بسيط وانها يجب ان تريح قدمها الليله والا تبذل مجهود وكتب لها علي بعض الادوية المسكنة ....
كانت ثريا واقفة ببهو المنزل عندما دخل كلاً من فؤاد وكارما الي المنزل
ليرتسم علي وجهها ابتسامة عريضة عند رؤيتها لفؤاد يساند كارما بيديه
فها هي خطتها تنجح امام عينيها فقد كان فؤاد يحيط خصر كارما بذراعيه يساعدها علي السير فمن الواضح ان قدمها كانت مصابة بشدة فلم تكن قادرة علي السير بمفردها
لتهتف ثريا بمكر وهي ترسم علي وجهها علامات القلق
= ايه ده!! مالك يا كارما حصلك ايه ؟!
اجابها فؤاد وهو لايزال يساند كارما بيديه
=مفيش حاجة يا ماما الحمدلله حاجه بسيطة رجليها اتلوت بس
لتهتف ثريا وهي تتصنع الحزن
=يا روحي الف سلامة عليكي يا حبيبتي
تجاهلتها كارما تماما لتخاطب فؤاد
=ممكن يا فؤاد معلش تطلعني اوضتي علشان عايزه ارتاح
اومأ لها فؤاد بالموافقة ليساعدها علي الصعود الي غرفتها ثم ذهب بعد ذلك الي غرفته بعد ان اطمئن انها لا تحتاج الي شئ اخر ..
كان كلاً من ثريا ونرمين يجلسون بالبهو عندما سمعت ثريا صوت سيارة ادهم تقف امام المنزل
لتهتف ثريا سريعاً
=ادهم وصل...ها عرفتي هتعملي ايه ؟!
لتومأ نرمين رأسها بحماس قائلة
=ايوه متقلقيش..
لتلمح ثريا بطرف عينيها ادهم يدخل من باب المنزل لتنكز نرمين في ذراعها لتتحدث نرمين قائلة بصوت عالي حتي يصل الي مسمع ادهم
=صحيح يا ماما هو فؤاد فين ؟!
لتجيبها ثريا وهي تتصنع النظر الي هاتفها المحمول
=لسه راجع من برا هو وكارما........
لتكمل بخبث وهي تنظر الي ادهم بطرف عينيها الذي تجمد مكانه عند ذكرها اسم كارما حتي تتأكد من انه سمع حديثها
= مقولكيش يا نرمين علي الرومانسية اللي الاتنين بقوا فيها رجعين من برا وفؤاد وخدها في حضنه كده بصراحة مكنتش اتوقع من كارما تبقي جريئة كده بس نقول ايه بقي الحب وعمايله واهو كلها شهرين وهتبقي مراته برضو .
كان ادهم يستمع الي حديثهم هذا وهو يشعر بنصل حاد ينغرز في قلبه فهو لا يصدق ان كارما يمكنها ان تفعل ذلك...
ليصعد الدرج سريعاً والنيران تشتعل بصدره بمجرد تخيلها في حضن ذلك الفؤاد ليرغب في قتلهم معاً..
كانت ثريا تراقب ادهم الذي يصعد الدرج بخطوات غاضبة وهي تبتسم بسعاده غامزة لنرمين قائلة
=جه الدور عليكي عرفتي هتعملي ايه انتي كمان
هزت نرمين رأسها بالايجاب قائلة
=عيب عليكي يا ماما ده انا تلميذتك
لتبتسم ثريا بغرور وهي تضع قدم فوق الاخري
كانت كارما جالسة علي الفراش تحاول رفع قدميها ببطئ حتي تستطيع الاستلقاء علي الفراش لكنها لم تستطع من شدة الالم لتسمع طرقاً علي باب غرفتها لتعتدل في جلستها وهي تأذن للطارق بالدخول ...ِ
ليدخل ادهم وهو يستشيط غضباً عندما وجد كارما جالسة علي فراشها وهي لازالت ترتدي ملابس الصباح... اقترب منها ادهم محاولاً التحكم في غضبه قائلاً بهدوء
=هو انتي خرجتي مع فؤاد ؟!
اخذت كارما تنظر في ارجاء الغرفة بارتباك غير قادرة علي النظر اليه لتحاول في نهاية الأمر استجماع شجاعتها لتجيبه بحزم وهي تنظر اليه بتحدي
=ايوه خرجت روحت ال....
وقبل ان تكمل حديثها كان ادهم يقف امامها وهو ينحني نحوها بغضب قائلاً
= واللي سمعته بقي انه كان حاضنك. حقيقي ؟!
اجابته كارما بارتباك وهي تتراجع الي الخلف علي الفراش بخوف محاولة الابتعاد عنه قدر الأمكان فعينيه كانت عبارة عن جمرتان من النار مشتعلتان بشدة
=هو كان...كان...بس بيحاول ي...
ليقاطعها ادهم يصرخ بحنق وهو يبتعد عنها سريعاً حتي لا يرتكب ما قد يندم عليه فقد شعر بقلبه يحترق فهي لم تنفي الامر بلي اكدته له..
=اخرسي... مش عايز اسمع صوتك
ادار ظهره لها حتي لا تري الالم المرتسم علي وجهه فالغيرة كانت تنهش في قلبه فتخيلها بين احضان ذلك الاحمق تجعله يرغب في خنقها بيده هذه
بينما كانت كارما تتابعه باضطراب فهي لأول مره تراه غاضب الي هذا الحد حتي هذا الصباح لم يكن غاضبا ًهكذا...
لتبدأ في التحدث مره اخري في محاولة منها لتهدئته فقد كانت تعتقد ان ما يغضبه هو مخالفتها لأوامره والخروج مع فؤاد
=ادهم انا لو خرجت معاه...ِفعلشان انا مش حبه انك تديني اوامر كاني شغاله عندك
ليتسدير اليها ادهم وهو يصرخ بها بغضب وقد فقد السيطرة علي نفسه تماما
=و الاحضان والمسخرة اللي عملتيها معاه كان برضو بسبب انك مش حبه اني اديكي اوامر ؟!...
فتحت كارما عينيها علي مصراعيهم عندما فهمت اخيرا ما يلمح اليه لتهتف به بحنق
=انت انسان مريض انت ازاي تقول كده
اقترب منها ادهم سريعاً يمسكها من ذراعها يجذبها اليه لكي تنهض لكن عندما لمست قدمها الارض صرخت بألم
تجاهل ادهم صراخها هذا معتقداً انها تحاول الهاءه ليقول وهو يجز علي اسنانه
=مش كل ما هلمسك هتصوتي و كأني بعذبك
كانت كارما تشعر بألم شديد في قدمها لكنها حاولت عدم اظهار ذلك له لتضم شفتيها علي بعضها البعض بقوة في محاولة منها ان تتماسك امامه
بينما اكمل ادهم بحدة وقد اعمت الغيرة عينيه
=ازاي ...ازاي تسمحيله يلمسك ازاي ترخصي نفسك كده ؟!
شعرت كارما بغصة حده في قلبها من كلماته تلك لتقسم بانها لن تحاول ان تصلح له سوء ظنه بها لتنظر اليه بتحدي قائله وهي تبتلع الغصة التي بحلقها بصعوبة
=ايه يا ادهم بيه مضايق اوي ان حد لقي كارما اللي مكنتش عجباك وكنت شايفها متنفعكش..اللي رفضتها بدل المره تلاته انسانه ممكن تتحب وان حد ممكن يكون معجب بها
ضغط ادهم علي فكيه بقوة حتي كادت سنانه تنكسر من شدة الغضب قائلا من بين اسنانه
=انتي مش فاهمه حاجه..
صرخت كارما بعنف وهي تفقد السيطرة علي نفسها تخرج كل الغضب المكبوت الذي بداخلها منذ يوم سفره ورفضه لها
=لا انا فاهمة كل حاجة كويس انت مستكتر عليا ان حد ممكن يكون معجب بيا او بيفكر فيا حتي بس ارتاح يا ادهم بيه فؤاد اصلاً..............
قاطعها ادهم وهو يجز علي اسنانه
=قولتلك انتي مش فاهمة حاجة ليكمل وهو يقرب وجهه منها بغضب
=وبرضو اللي عملتيه ده يا كارما مش هيتسكت عليه .
لتشعر كارما برجفة خوف تسري في انحاء جسدها لكنها تجاهلتها محاولة اظهار تمسكها امامه لتنظرت اليه بتحدي قائلة ببرود
=هتعملي ايه هتضربني مثلا زي عمك اتفضل اضرب
قرب ادهم وجهه منها و هو يغلي من الغضب قائلا بحدة
=انتي شكلك اتجننتي ...انا عمري ما مديت ايدي علي واحدة و عمري ما هعملها دلوقتي حتي لو كانت الواحدة دي محتاجة انها تتربي وتتعلم الادب من اول وجديد .
انهي ادهم كلامه وهو يبعدها عنه بغضب لينفض يده التي كانت ممسكة بذراعها بعنف وهو يستعد لمغادرة الغرفة لكنه تجمد في مكانه عندما وجدها سقطت علي الارض وينطلق منها صرخة الم ..
لينحني نحوها ادهم سريعا وقد شحب وجهه من شدة القلق وهو يسألها بلهفة
=كارما مالك في ايه ؟!
شهقت كارما بألم
=رجلي ...رجلي مش قادرة وجعاني
حملها ادهم سريعا وهو يشعر بالدماء قد انسحبت من جسده ليضعها علي الفراش بلطف و يبدأ بتحسس قدمها المتألمة بيده بلطف محاولا اكتشاف ما بها لكنها نفضت يده عن قدمها بعنف رافضة لمسه لها ليزفر ادهم بضيق وهو يعاود تحسس قدمها بيده مرة اخري باصرار قائلاً بعبوس
=اهدي يا كارما ....
ظل يتحسس قدمها محاولاً
اكتشاف ما بها ليزفر بضيق عندما تأوهت كارما بألم قائلاً بعبوس
=رجلك ورمة ...ازاي ورمت كده ؟!
لم تجيبه كارما لتدير رأسها متجاهلة اياه لقد قررت انها لن تخبره بشئ ليظل علي سوء ظنه بها كما يحلو له
امسك ادهم بوجهها قائلاً بحزم
=رجلك ايه حصلها يا كارما الصبح كنت كويسه ازاي ورمت كده ؟!
ابعدت كارما وجهها عن يده بعنف وهي لازالت صامتة متجاهلة اياه لكنها انتفضت في مكانها حين صرخ وهو يتجه بغضب نحو باب الغرفة
=فين الحيوان اللي كان معاكي لو عرفت انه السبب انا هدفنه حي
هتفت كارما تحاول اثناءه عن الذهاب لفؤاد
=فؤاد مالوش دعوة انا اللي وقعت في المخزن النهاردة ِ
التفتت ادهم ينظر اليها بدهشة قائلاً
=وقعتي ازاي ؟!
اخفضت كارما رأسها بحرج قائلة بارتباك
=اتكعبلت.. في صندوق و...رجلي اتلوت
شعر ادهم بالم حاد في قلبه عند تخيلها مصابه علي الارض
ليتنحنح محاولاً عدم اظهار المه هذا لها قائلاً بهدوء
=الدكتور شافك ؟!
هزت كارما رأسها بالايجاب قائلة
=قالي مجرد التواء بسيط وان اريح رجلي النهارده
حاول ادهم السيطرة علي القلق الذي بداخله ليسألها باقتضاب
= علشان كده فؤاد كان حضنك ؟!
ادارت كارما وجهها عنه متجاهلة سؤاله ذلك فهي تشعر بالدماء تغلي بداخلها عند قوله ذلك
لتتفاجئ به يجلس الي جانبها علي الفراش ويضع يده اسفل ذقنها يدير وجهها اليه بحنان حتي يجعلها تنظر اليه
=ردي عليا يا كارما ...علشان كده فؤاد كان حضنك ؟!
ابعدت كارما وجهها عن يده بغضب قائلة
=كان ساندني...ساندني مش حضني .
زفر ادهم بضيق وهو يمرر يده بغضب علي وجهه وهو يشعر براحة غريبه تجتاحه فهو كان يشعر بان عالمه كله قد انهار عند علمه بحضن كارما لفؤاد فهو يعلم انها بالتأكيد لن تقم باحتضانه الا اذا كانت واقعه في حبه ..فلوهله ظن انه قد فقدها الي الأبد .
اقترب منها ادهم ببطئ وهو يحتوي وجهها بين يديه بحنان قائلاً بندم
=كارما سامحني انا...عارف ان قولتلك كلام صعب بس ...ِ
ابعدت كارما وجهها عن يده وهي تقاطعه بحدة
=لا يا ادهم مش كل مرة هتغلط فيا وترجع تقولي سامحني ...
لتكمل بصوت مختنق وقد انسابت الدموع التي حاولت كبتها لمدة طويلة علي خديها
=لو سمحت سبني لوحدي اعتقد التحقيق بتاعك خلص و وصلت للي كنت عايزه
شعر ادهم بنصل حاد ينغرز في قلبه عند سماعه كلماتها تلك و رؤية دموعها ليقوم بجذب راسها بحنان الي صدره لتقاومه كارما بشدة محاولة الابتعاد عنه لكنه احكم قبضته عليها ليهمس في اذنها بضعف
=اهدي يا كارما ..اهدي انا فعلا مستهلش انك تسامحني بس كان غصب عني....
لتستكين كارما بين ذراعيه تستمع الي كلماته وهي لا زالت تبكي
ظلت كارما تبكي بشدة وادهم يضمها الي صدره وهو لايزال يهمس بدون وعي
=كان غصب عني ياكارما... كان غصب عني
حاولت كارما الابتعاد عنه لكنه شدد من احتضانه ليهمس بضعف
=انا هعملك اللي عايزاه ..لو عايزاني اخرج دلوقتي من هنا هخرج لو ده اللي هيريحك
كانت ترغب في ان تستجيب الي قلبها وتقوم باحتضانه وتطلب منه الا يتركها ابداً لكن كبريائها قد تغلب علي قلبها
فلم تجيبه وقامت بابعاد رأسها عن صدره ببطئ
لتخفض رأسها بألم محاولة عدم النظر اليه حتي لا تضعف امامه
ليزفر ادهم بضيق وهو ينهض واقفاً ليظل ينظر الي رأسها المنحني عدة دقائق وهو يشعر بالندم يأكل قلبه ليغادر الغرفة بصمت...تاركاً اياها فهو لا يرغب في ان يتسبب باحزانها اكثر من ذلك
لتنفجر كارما فى بكاء مرير عند سمعها باب الغرفة يغلق من وراءه
وهي تشعر بان قلبها سوف يتوقف من شدة الالم لتلعن حظها السئ الذى يعيدها معه الى نقطة الصفر مرة اخري....