رواية اخر نساء العالمين كامله بقلم سهيلة عاشور
Part 1
في إحدى مدن الصعيد الجميله والتي تمتاز بطيبة شعبها وجمال الخضره... كان هناك منزل كبير به احد أعيان هذه البلد يجلس مع زوجته وعلامات الغضب تظهر على وجهه بشده
مهران بغضب: بقاله اربع سنين متجوز من غير خلفه... ابني الكبير وولي عهدي من بعدي ومش عارف يجبلي حتت عيل
مهران بلهجة صعيديه صارمه: كأنك اتخبطي في عقلك.... عاوزه ولدي يروح للحكيم يقله شفني انا معيوب ولا لا
نواره بهدوء: وفيها اي بس يا اخويا يمكن يكون الموضوع فيها حاجه لا م نعرفوها
مهران وقد تملك منه الغضب: انا شفتله عروسه زينه... بنت محمد اخوي الله يرحمه
نواره بصدمه: بنت المنصوريه... من امتى يا حج بترضى بجوازه من بره الصعيد وزمان عيشتها غيرنا انا فاكره انها كانت عيله صغيره
مهران بإبتسامه وهو يتذكر الصور التي رأها لها: لا ما خلاص كبرت وبقت عروسه وابن عمها اولى بيها من الغريب وانا ابني مش عويل يتجوز واحده واتنين وعشره
نواره بقلة حيله: طب ومرته دي هنعملو وياها اي
مهران ببرود: كلنا عارفين انها طمعانه في فلوس ولدك الا هو قال اي اعاملها بما يرضي الله... ثم صاح بصوت عالي: يونس.... يا يونس
فاجأهم بنزوله بهدوئه المعتاد شاب يافع الطول ذا وجه صلب وجسد خشن من أعمال الأرض لونه بلون الطمي وشعره اسود داكن ويبلغ من العمر 28عام
يونس بإحترام: خير يا ابوي... صوتك عالي اي
مهران بجديه: اعمل حسابك انا كلمت مرات عمك ودخلتك على بنت عمك محمد الله يرحمه الاسبوع الجاي
يونس بضحك: خبر لي يا ابوي بتضحك معايا إياك
مهران بهدوء: لا انا بتكلم جد... دخلتك على بنت عمك زهره الاسبوع الجاي
يونس بغضب: مش هتجوزها يا ابوي.... انا يونس مهران اتجوز عيله عندها 18 سنه
مهران (والد يونس) بلهجه صعيديه: انا اتفقت مع الناس خلاص.... عاوز تصغرني وسط الناس يا واد انت
يونس بغيظ: يا ابوي منا متجوز... وعندك اخوي مصطفي اهو مش متجوز اشمعنا انا
مهران بغضب وهو يضرب بعصاه أرضا: انا قلت كلمتي.... ولو مش عاجبك تغور من بيتي ولا انت ابني ولا اعرفك
يونس بسرعه: مقدرش يا ابوي وانت عارف اللي تشوفه يا ابوي
مهران بسعاده: يبقى كتب الكتاب والدخله الاسبوع الجاي
يونس في نفسه: والله لأخليها تطفش من نفسها
**********************************
في منزل اهل العروس وفي محافظة المنصوره
زهره ببكاء: مش عاوزه اتجوزه يا ماما علشان خاطري بلاش... انا عايزه اكمل تعليمي
وفاء (الام) بحزن: احنا ملناش رأي يا بنتي دا ابن عمك.. وعمك هو اللي قرر دا انا مليش رأي
زهره ببكاء شديد: انا بكره الصعيد بخاف منهم يا ماما.... علشان خاطري بلاش... والنبي يا ماما
تركتها الام وقلبها يتقطع على ابنتها الحبيبه ولكن ما باليد حيله فقد صدر القرار من كبير العائله وقضي الأمر.... ظلت تبكي في مرار مما هي فيه فهي فتاه يتيمه الاب كانت تعشق والدها بشده كما أنها جميله بل انها فاتنه بحق.... فكانت زهره قصيرة القامه قليلا وتمتلك بشره بيضاء حليبيه وشعر كستنائي ناري اللون مميز للغايه كما أن عينيها عسليه اللون بأهداب كثيفه وشفاه كرزيه.. كانت جميله بحق فهي نسخه اصليه من امها وفاء
**********************************
في منزل اهل زوجة يونس الأولى
كانت تولول وتنحب بشده وتندب حظها فقد أخبرها والد زوجها بقراره الصارم فوقعت هذه الأخبار على اذانها مثلا الساعقه فهناك من ستأتي لتأخذ زوجها الذي هو بمثابة بنك مركزي متنقل بالنسبه الليها... وايضا يمكن أن يكشف سرها
ناهد بنحيب: اااه يما يا جلبي يما هيتجوز عليا يما
فاديه (الام) بغضب: ما بس بقا يا بت انت... اكتمي وبعدين انت ايه اللي مزعلك اللي يشوف كده يقول دايبه في هواه
ناهد بغل: وتيجي هي وتجيبله الواد... ولا انت شايفه اني مش بخلف
فاديه بخوف: بس يا بت اكتمي وطي صوتك لأحسن حد يسمعك انت عاوزه تودينا في داهيه... عاوزاه يطلقك ويرميكي ونطلع من المولد بلا حمص....وبعدين احنا مش هنخليهم يتهنوا ببعض وهو من الأساس مش رايد الجوازه دي
ناهد بغل: عندك حق يما... انا هخليها تطلب الطلاق بنفسيها كمان.....
**********************************
في منزل اهل يونس
كان يونس يجوب المنزل ذهابا وايابا وقد تملك الغضب منه بشده فهذه الطفله اخر مره رأها فيها كانت رضيعه عندما قرر عمه المرحوم ان يأخدها هي ووالدتها كي يعيشوا في محافظة المنصوره من أجل التوسع في العمل ولكنه مع الأسف قد توفي في يوم بإراده من الله سبحانه وتعالى
يونس في نفسه: انا يعمل فيا كده... يحطني قدام الأمر الواقع يجبرني هو انا صغير.... ماشي يا ابوي ماشي
قاطعه دخول اخيه الوحيد والذي بمثابة اعز أصدقائه أيضا فهو بالطبع علم بكل ما حدث من والده والدته بالأسفل فالكل في المنطقه علم ان عرس ابن كبير البلد الاسبوع القادم
مصطفى بإبتسامه مرحه: مبروك يا اخوي عقبال التالته... ثم انفجر ضاحكا
يونس بغيظ: بقلك اي يا مصطفى مش ناقصاك انت كمان... جاي تتريج عليا اهو دا اللي كان ناقص
(مصطفي مهران: هو الابن الأصغر لهذه العائله يبلغ من العمر 24 عاما... خفيف الظل ومحب للحياه بشده كما أنه ودود ولطيف جدا قمحي البشره ويشبه يونس بشده ولكن الطبع مختلف تماما)
مصطفى بمرح: بتريق.... يا اخي ربنا يوعدنا بربع التريقه اللي انت فيها دي يا ولد المحظوظه
يونس بعدم فهم: اتخبط في مخك.... فيك اي انت
مصطفي بغمز: على العروسه يعني... بنت عمك يا اخوي
يونس بغيظ: ما تخلص يلا... مالها
مصطفي بإستفزاز: شكلك مشفتهاش... منتى معزور انا كنت عندهم من كام يوم يودي ليهم زياره علشان الرجاله كان عندهم شغل محدش كان فاضي غيري... اول ما شفتها كنت هكتب عليها طوالي بس طلعت من بختك يلا يا عم انا متنازل
يونس بغضب: انت اتهبيت في مخك ياض والله لولا انك اخوي كنت خلصت عليك.... يخربيت دماغك اللي هتوديك في مصيبه دي
مصطفي بضحك وهو يخرج من الغرفه: بس برضه يا بختك