رواية نجع العرب كامله بقلم سهيلة عاشور
Part 1
وتين بصراخ:بياع خضار.... عاوزين تجوزوني بياع خضار اي مبقتوش مستحملين وجودي للدرجه دي
كريمه بحب صادق: يا بنتي انا امك... انا عمري متمنالك الوحش ودا راجل يعتمد عليه
وتين بمقاطعه والصدمه والغضب قد تمكن منها: من اي؟... بدوي يعني كمان... اكيد هتلاقيه جاهل وغجري بقا انا دكتوره وتين الغامري اتجوز واحد جاهل وغجري الجوازه دي مستحيل تتم لو على ج_ثتي... ثم اكملت بحزن: حتى لو هضطر اسيب البيت وامشي انا مش هضحي بمستقبلي علشان ناس مش حاسه بيا
كانت سوف تذهب من أمامهم الا هذه الصفعه التي اوقفتها مكانها
محمد بغضب: تسيبي البيت... عاوزه نسيبي البيت كمان مش كفايا المصايب اللي بتجيلي كل يوم من وراكي كمان عاوزه تهجرينا عاوزه الناس تأكل وشنا يا بت انت
كريمه بهلع وهي تحتضن ابنتها: خلاص يا محمد... هدي نفسك يا اخويا بنتنا متربيه وهتسمع كلامك بس هدي نفسك
محمد بصراخ: اعملي حسابك هيجي بالليل علشان نكتب الكتاب وابقي وريني هتعملي اي
تركها وذهب وسط حزن امها الشديد على هذه الحاله التي اوصلهم بها ابنتهم الوحيده اما وتين فكانت في حاله من الصدمه الشديده فهذه ولأول مره في حياتها يقوم ابيها بصفعها او تعنيفها بهذا الشكل فظلت ساكنه مكانها على الأرض لا تتحرك فقط تنظر أمامها بشرود....
(وتين الغامري/ فتاه في سن 23 سوف تتخرج خلال اشهر قليله من كليه علوم قسم كمياء فهي تحب الكمياء وعلم الادويه بشكل كبير كما انها فتاه لطيفه وحنونه القلب بشده تتميز بشعرها البني الناعم للغايه وجسدها النحيف قليلا ووجها الأبيض وملامحها الطفوليه... ولكن الكمال لله فهي فتاه متهوره للغايه لا تكل ولا تمل حتى تبحث عن مبتغاها والذي اوقعها في الكثير من المشاكل وهذا سبب قرار ابيها في تزويجها بهذه الشكل)
**********************************
اما في السوق
كانت أصوات البائعيين عاليه للغايه والكل ينادي لبضاعته ويحاول جذب الزبائن نحوه ولكن هناك من كان يلفت الانظار بشكل خاص... هذا الشاب ذو الجلباب الأبيض الذي يقف وبحوذته الكثير من انواع الخضار والفواكه..حتى جائت احداهن تتبختر أمامه بدلال
المرأه بدلال: بكام الطماطم دي يا شهين.. مش شهين برضه ؟
شهين بإبتسامه فقد فهم مقصدها: ااه.. الكيلو ب20
المرأه بأغراء: غاليه عليا بس مش عليك... اوزنلي منها 3 كيلو
قام بوزن ما طلبت منه وهو يتحاشى النظر لها اما هي فكانت لا تفوت دقيقه واحده الا وتدقق به بشده فكان على رغم من سماره القليل الا انه جذاب للغايه شاب ذو 30 عام بهذه العيون الملونه والجسد الرياضي الذي لا يستطيع هذا الجلباب ان يخفيه أعطاها طلبها في عجله وهم بترتيب بعض الخضار الاخر بعيدا عنها
المرأه بهيام: مش عاوز حاجه يا سي شهين
شهين وهو يكز على اسنانه: لا تسلمي يا ست
نظرت له بغيظ لانه لم يرضيها كما تمنت... أما هو فظل يبتسم بسخريه على هذه المرأه العار فقاطعه رنين هاتفه
شهين بأحترام: صباح الخير يا حج محمد... التليفون نور
محمد بحب: الله يعزك يا بني... على الساعه 10 تجيب المأذون وتيجي
شهين بإيماء: تحت امرك يا حج محمد هكون عندكم على الوقت
محمد بحرج: انا مش عارف اشكرك ازاي
شهين بمقاطعه: متقلش اي حاجه... انت خيرك عليا كتير ومتخفش بنتك في عيني بس زي ما اتفقنا هااا
محمد بتأييد: كله تمام متقلقش
أغلق الهاتف وظل شاردًا بهذه الزيجه الذي تورط بها وكيف سيتعامل مع هذه الفتاه فقد سمع عنها الكثير عن عنادها وحدتها المعهوده وعن الجرأه التي هي بها ولكنه اقسم انه سيحميها من نفسها قبل اي احد اخر.. وها هو ابن الصحراء فهل سيقاوم هذه الفتاه؟.. بدأ في إكمال عمله بعد حديثه مع المأذون لحجز الميعاد من قبلها وحاول أشغال نفسه لعدم التفكير
**********************************
في غرفة وتين
كانت حزينه للغايه باتت لا تقدر على اي شيء للحظه فهذه الصفعه وكأنها هدمت كل اوصالها هي لا تريد هذا الزواج بل لا تريد الزواج من الاساس هي فقط تريد أن تكون ناحجه في عملها ولا تريد اي شيء... ظلت شارده حتى قاطعها احدهم بمكالمة فيديو ارتدت حجابها الذي كان بجوارها وقبلت المكالمه فإذا برفاق طريقها ودربها على شاشة الهاتف
تميم بمرح: يا دلي يا دلي.... ولكن قد عبث وجهه فاجأه مما رأه: اي دا مال وشك يا وتين انت في حد دايقك في اي
داغر بصدمه: في اي يا وتين
وتين بتنهيده: انا محتاجه مساعدتكم في حاجه ضروري... هتساعدوني ؟
تميم: اكيد يعني... بس في اي
داغر: فهمينا في اي الاول يا وتين
وتين بهدوء: اسمعوا......
(تميم / شاب في 27 من عمره شخصيه مرحه للغايه ويعمل محاسب في شركة شحن كبيره ومحترمه ويحب وتين وكأنه اخته
داغر/ شاب في نفس سن تميم ولكنه يميل للجديه بشكل كبير لديه معمل للأدويه وهو يعمل في نفس مجال وتين هناك فرق شاسع بينه وبين تميم ولكن المشترك بينهم هو حبهم الشديد لوتين كأخت وصديقه فوتين ليس لديها أصدقاء فتيات فعلى الرغم من صفاتها الجميله الا انها لم تجد صديقه لها حتى الآن)
وتين: هااا فهمتوا
تميم بنصر: ايوه طبعا كده هما غلطانين ويستاهلوا يا وتين انا موافق
داغر بجديه: مهما كانوا غلطانين دا خطر جدا يا وتين ازاي هنعمل كده وهنقولهم اي لما يتكشفوا اللي حصل اصلا
وتين بيأس: انا معنديش حل تاني... وانا مستحيل بعد تعب السنين دي كلها حياتي تدمر بسبب تفكير اهلي هتساعدوني ولا هتصرف لوحدي
داغر وتميم معا: هنساعدك يا وتين
**********************************
في العاشره
كان شهين والمأذون قد وصلوا لبيت العروس وقامت كريمه بتقديم أصول الضيافه لهم وكان داغر يجلس بجانب محمد والد وتين فهو بمثابة اخاها فقد تربوا سويا
محمد بتعجب: امال فين الزفت تميم... انا مش برتاح لما بيختفي فاجأه كده
داغر بإرتباك: اصله تعب يا عمي جاله سخونيه ومقدرش يجي
كريمه بقلق امومي عليه: وسايبه لوحده كده يا داغر منتى عارف دا غبي مش بيعرف يعمل اي حاجه لوحده
داغر بإبتسامه: متقلقيش يا امي كل حاجه تمام
شهين بتعجب من هذا الجالس أمامه فهو لمديره ابدا على رغم معرفه بهذه العائله وارتداده عليهم اكثر من مره
شهين بفضول: معرفتنيش يعني يا عمي مين دا؟
داغر بغيط منه: داغر الأسيوطي.. صديق وتين من الطفوله وتقدر تقول كده اخوات يعني
شهين وهو يكز على اسنانه: تشرفنا
المأذون بتعجل: أين العروس يا حج محمد... اعذرني ولكن انا عندي مشاغل تانيه مقدرش استنى اكتر من كده
محمد بأحترام: اكيد طبعا... يلا يا ام وتين هاتي عروستنا
دلفت كريمه لغرفة ابنتها... فقابتلها وتين وهي تدتدي فستان بسيط من اللون الأبيض وعلى وجهها وشاح يغطيه فهذه من عادات العائله ان يرى العريس وجه عروسته بعد كتب الكتاب كنوع من التشويق وهكذا.....ظلت تذعرت كريمه بفرح فهي تثق كل الثقه بهذا الشهين الذي سيصبح زوج ابنتها الان.... تقدمت وتين وجلست بجوار ابيها وبدأ المأذون في كتب الكتاب... الا هذا الطارق الذي كان يدق بصوت عالي على الباب
كريمه: انا هفتح
وما ان فتحت حتى دلق ولد صغير في العاشره من عمره وهو يلهث بشده: عمو محمد... ابله وتين بتجري في الشارع حد فيكم حصله حاجه
اعتلت الصدمه وجه الجميع.. وتين ماذا التي ترك ما هذا الهراء... ذهب الولد سريعا وصوب الجميع نظره على ذات الفستان الأبيض هذه التي تجلس بحوار محمد
شهين بغضب: لما هي بتجري تحت مين دي؟
محمد بصراخ: انت مين... واي اللي جابك هنا مكان بنتي وبنتي فين
شهين بغضب جامح: انت لسه هتسأل يا عمي اوعى كده
تقدم منها شهين وقام بشد الوشاح من غلى وجه الجالسه واذا بصدمه تُفتح لها الأعين