رواية سيدة القمر الاسود كامله وحصريه بقلم زينب مصطفي
الفصل الاول
سيد _القمر _الاسود
تحركت حبيبه بتعب بعد ان انهت عملها باحدي محلات ملابس المحجبات في احدي المولات الشهيره وهي تنظر الى ساعة يدها التي تشير الي الحادية عشر مساء
تنهدت بضيق و هي تغلق المحل لتلفتت اليها زميلتها بالعمل التي تساعدها في غلقه قائلة بجديه
=مالك يا حبيبه في ايه....؟!
=إتأخرت يا منال ..إتأخرت وعلى اما اوصل البيت هتكون الساعه عدت 12 وصاحبة البيت هتسمعني موشح عن الادب والاخلاق و ان المفروض الواحده المحترمه متتأخرش برا البيت لوقت متأخر كده وطبعاً هتقعد تهدد انها تطردني برا البيت وترميني في الشارع انا خلاص اعصابي مبقتش متحمله..
منال بهدوء وهي تتوجه مع حبيبه
الى الباب الخلفي
=معلش يا حبيبه ان شاء ربنا هيرزقك بابن الحلال الي هيريحك من الهم ده كله و بكره تقولي منال قالت
حبيبه بحسره
=وده هايجي ازاي و اي واحد يعرف ان انا متربيه في ملجأ بعد ما عمي رماني فيه بعد ابويا وامي ما ماتوا بيهرب ومبيرجعش تاني
ربتت منال على كتفها بتعاطف
=ولا يهمك اكيد ربنا شايلك الاحسن بس خلي املك في ربنا كبير
حبيبه بابتسامه مرتعشه
=ونعم بالله .. يووه كفايه كلام و يلا بينا علشان منتأخرش
ثم قامت بالتخلص من الحذاء ذو الكعب المرتفع الذي يكاد يقتلها من شدة شعورها بالألم و هي تتنهد براحه لتضعه بداخل حقيبتها وتستبدله بحذاء رياضي مريح قائله بتعب
=ايوه كده ..يا ساتر اخيرا.. رجليا كانت هتموتني ربنا يتوب عليا بقى
ثم ودعت صديقتها وهي تتوجه سريعا نحو الدرج الكهربائي في طريقها الى الخارج عندما استوقفها صوت رنين هاتفها القديم
عقدت حاجبيها بتعب وهي تنظر لشاشة هاتفها الذي ظهر عليه اسم شريف ابن عمها والذي تعده بمثابة شقيقها فهو و على الرغم من معاملة والدته السيئة والقاسية معها ورفضها ان تقيم معها واجبار زوجها الراحل على وضعها في ملجأ للايتام فهو كان على عكسها تماما كان يعامله بود وحنان ..
تنهدت بتعب وهي تقوم بالرد عليه بمرح
=ايوه يا اسم على غير مسمى .. عاوز ايه.. ...؟!!
وقبل ماتتكلم انا لسه مقبضتش وممعييش فلوس وقدامي يومين على أما أقب........
الا ان شريف قاطعها وهو يهمس بصوت جاد لم تعتاد عليه منه
=حبيبه اسمعيني كويس عشان مفيش قدامي وقت.. انا عاوزك لو جرالي حاجه تاخدي بالك من ماما ومهما حصل متسيبهاش لوحدها..................
ليكمل وهو يتنهد بتعب
=انا عارف ان ماما كانت قاسيه عليكي وبتعاملك وحش بس علشان خاطري وخاطر بابا الله يرحمه تاخدي بالك منها في غيابي
حبيبه بتوجس وهي تشعر بانقباض قلبها بخوف
=في ايه يا شريف انت بتتكلم كده ليه وغياب ايه الي بتتكلم عنه.. في ايه ..انطق وقعت قلبي
صاح شريف بغضب شديد
=انا رايح دلوقتي للكلب الي عاوز ياخد حبيبتي مني ويتجوزها غصب عنها هخلص عليه وهعرفه ان مش كل حاجه يقدر يشتريها بفلوسه وان برصاصه واحده تمنها ملاليم هنهي حياته وكل ملايينه ونفوذه مش هينفعوه
هتفت حبيبه برعب
=يا نهارك اسود عاوز تقتل وتودي نفسك في داهيه .. تموت مين ورصاص ايه اللي بتتكلم عنه ...؟!!
ثم تابعت بارتعاش وهي تجري باتجاه الطريق العام تحاول ايقاف سيارة توصلها لمكانه الذي مازالت تجهله
=انت فين يا شريف وغلاوة امك عندك تقول انت فين...؟!
صاح شريف بغضب
= مش مهم انا فين المهم انا هاخد حقي وبعد الي عمله فيا امبارح هقتله ومحدش هيقدر يمنعني وعمري قصاد عمره
إبتلعت حبيبه ريقها قائلة بخوف
=قتل ايه يا شريف اللي بتتكلم عنه انت اتجننت وبعدين مش انا كلمتك امبارح وقلت انك كويس وبايت عند واحد صاحبك
شريف بغضب وكراهيه
=انا قلت كده بس علشان أمي متشوفنيش وانا مضروب و كرامتي متبهدله.. بس انا هاخد بتاري منه و هرد كرامتي اللي داسها في التراب
حبيبه بارتجاف
=مين ده اللي ضربك وبهدلك وعاوز تنتقم منه
انت بتتكلم عن مين.. انا مش فاهمه حاجه..!!
شريف بغضب
=بتكلم عن الكلب اللي اسمه عمر الرشيدي
حبيبه بتوتر
=عمر الرشيدي مين ..!!ده صاحبك والا حد بتشتغل معاه.؟!
ثم شهقت برعب واستيعاب
=اوعى يكون قصدك عمر الرشيدي بتاع مصانع الحديد والصلب..صاحب المصانع اللي انت شغال فيها
شريف بكراهيه شديده
=ايوه هو .. اللي فاكر انه ملك الدنيا كلها بماله ونفوذه و اللي نهايته هتكون النهارده على ايدي
نظرت حبيبه حولها برعب وهي لا تستوعب طريقته الغريبه في الحديث لتصيح برعب
=انا مش فاهمه حاجه واحد زي ده هيأذيك ليه ايه اللي هيخليه يعمل كده وايه اللي عرفه بيك أساسا دا انت واحد شغال من الالفات اللي شغالين عنده
شريف بغضب
=بعد ماعرف علاقتي بمي طردني من شغلي وخلا رجالته يرموني برا الشركه وخلاهم يمشوا ورايا و يرقبوني ومن غير ماأحس وفجأه...
ليتابع بغضب شديد
=لقيت نفسي متكتف ومرمي في جراج قديم
وهو واقف قدامي بكل جبروت
يتهمني اني بطارد خطيبته وبفرض نفسي عليها ولما قلتله اننا بنحب بعض ..ضحك بسخريه وهو بيعايرني بفقري وابتدى يضرب فيا وهو بيقول
دا جزات اللي يبص لحاجه ملك عمر الرشيدي
لحد ما اغمى عليا ومحستش بنفسي الا وانا مرمي في الشارع.. ومكتفاش بكده لا دا منعها انها تكلمني وخلاها تغير نمرة تليفونها علشان معرفش اوصلها بس ورحمة ابويا مش هسيبه حتى لو عمل ايه ولازم أندمه على عمره قصاد اللي عمله فيا
حبيبه بزهول
=يا مصيبتي السودا انت بتتكلم على مين ..اوعى يكون قصدك على البت اللي كنت بتخرج وتسهر معاها كل ليله في الديسكوهات..هي دي تبقى خطيبته....؟!!!
ثم صرخت بغضب وهي تستوعب معنى كلماته
=انت اتجننت رايح تعمل علاقه مع خطيبة واحد زي ده..بكلمه منه ممكن يمسحك من على وش الارض وهي ازاي تخرج وتسهر وتسافر معاك وهي مخطوبه وهتتجوز.. ومستغرب انه ضربك و طردك من الشغل
لتتابع بخوف وغضب
=ده انت تحمد ربنا انه سابك لسه عايش
ثم ابتلعت ريقها قائلة بخوف وتوتر
=اسمعني كويس انت مش في وعيك واكيد اللي حصلك مأثر عليك تعالى على البيت وآحنا هنفكر سوا وهنشوف حل
صاح شريف بغضب
=حل ايه اللي هنشوفه بقولك طردني من الشغل وضربني وبهدلني وعاوز يتجوز حبيبتي غصب عنها هستنى ايه تاني هستنى لما اشوف فرحهم بعنيا ولا لما ينفذ تهديده ويسجني
ثم انفعل غاضبآ
=وبعدين انتي معايا ولا معاه انا غلطان اني اتصلت بيكي وكلمتك انتي طول عمرك ضعيفه و كرامتك متداسه من الكل وعاوزه الكل يبقى زيك .....
ليتابع بغضب
=بس انا مش زيك ..وهعرف ادافع عن كرامتي كويس
تساقطت دموع حبيبه وهي تغلق عينيها بألم من أثر كلماته المهينه ولكنها تغاضت عنها وهي تقرر مهادنته حتى تستطيع معرفة مكانه واللحاق به قبل ان يرتكب جريمه تقضي على مستقبله
=انت ..انت عندك حق ..بس انا كلامي ده من خوفي عليك
ثم تابعت برجاء وهي تحاول ان تقنعه انها تريد مساعدته
=على الاقل قولي انت فين وانا هاجي اساعدك..
انت عندك حق اللي زي ده ميستهلش انه يعيش ولازم نجيب حقك منه
شريف بتوتر وهو يشعر بالندم على كلماته المهينه والقاسيه لها
=لااا خليكي انتي بعيد انا مش عاوز اورطك دا تاري وانا اللي هاخده
حبيبه بمهادنه وهي تحاول اقناعه
=انا مش هتدخل انا بس هراقبلك الطريق علشان محدش من رجالته يشوفك ..دول ممكن يقتلوك لو عرفوا انت ناوي على ايه
ثم تابعت بارتعاش وهي مازالت تحاول اقناعه
=قولي انت بس على مكانك وانا زي ما قلتلك هراقبلك الطريق وهساعدك تمشي بسرعه قبل ما حد يشوفك
ابتلع شريف ريقه بتوتر وهو يحاول تقرير ما سيفعله وذهنه المشتت لا يساعده على اتخاذ القرار الصحيح الا ان الحاح حبيبه عليه جعله يرضخ في النهايه و يعطيها عنوان إحدى المطاعم المشهوره في احدى شوارع القاهره الراقيه قائلاً بتوتر
=انا مستنيه في الجراج اول ما يخرج هخلص عليه
صعدت حبيبه الى احدى سيارات الاجره وهي تعطيه العنوان بلهفه قائلة لشريف بخوف
=شريف متعملش حاجة لحد ما اجيلك ..احنا هنعمل كل اللي انت عاوزه بس اصبر لحد ما أوصلك
الا انه اغلق الهاتف دون ان يجيبها
صرخت حبيبه بغضب وخوف في سائق السياره
=بسرعه يا اسطى .. بسرعه الله يخليك
فيزيد السائق من سرعة السياره وهي تجلس تتساقط دموعها من شدة الرعب وهي تدعي الله ان تستطيع اللحاق به قبل ان يرتكب حماقه تقضي عليه وعلى مستقبله
بعد مرور بضع دقائق
وقف شريف يتحسس بتوتر السلاح الناري الذي يخفيه بداخل ملابسه وهو يتلفت يمينٱ ويسارٱ بتوتر محاولاً اخفاء نفسه خلف سيارة خصمه انتظارٱ لظهوره والانتقام منه
الا انه تفاجأ بسماع صوت خطوات هادئه تقترب من السياره وبصوت خصمه عمر الرشيدي وهو يتحدث في الهاتف مع احد الاشخاص قائلاً بجدية
=أنا عاوز كل الترتيبات بتاعة الفرح والجواز تخلص على نهاية الاسبوع مش عاوز عطله.........
ليتابع بملل
= عاوز أخلص علشان افوق للي ورايا ..هبقي اخلي مي و عصمت هانم يتواصلوا معاكم علشان تخلصوا الترتيبات كلها مع بعض
ثم اغلق الهاتف دون ان ينتظر الرد وهو يستدير حول سيارته ليتفاجأ بشريف يقف أمامه وهو يستشيط غضبآ بعد سماعه لحديثه في الهاتف وترتيباته للزواج من حبيبته فرفع سلاحه الناري مصوباً اياه تجاهه بغضب وتحدي
رفع عمر حاجبيه بسخريه وهو ينظر ببرود لشريف الذي ينظر اليه بتوتر والعرق البارد يغرق وجهه
عمر بسخريه وبرود
=شريف بيه الحرامي والمختلس هنا..ايه اللي موقفك زي الفيران في الضلمه كده..
ثم تابع وهو يقترب منه ببرود وتحدي في حين تراجع شريف للخلف بتوتر وهو مازال يصوب سلاحه بارتعاش نحو خصمه
=و مدخلتش ليه المطعم جوه ..ايه الفلوس اللي سرقتها من خزنة الشغل خلصت ..طب كنت على الاقل تدخل عشان تشوفني انا ومي هانم واحنا بنجهز لترتيبات فرحنا..
ثم تابع بسخريه شديده
=يمكن تعقل وتبطل الاوهام اللي ماليه عقلك
صاح شريف بغضب وارتباك وهو يصوب السلاح نحو صدر غريمه في حين واصل عمر الاقتراب منه ببرود
=اقف عندك ومتتحركش بدل ما افرغ رصاص المسدس جوه صدرك
ضحك عمر بصوت عالي بارد مستفز
وهو ينظر اليه بسخريه و مازال يقترب منه بتحدي
=إرمي يا شاطر اللي انت ماسكه في ايدك ده بدل ماتتعور وتئذي نفسك الحاجات دي خطر على الاطفال اللي زيك سيبها للي يقدر يتعامل معاها
شريف بغضب وهو يرفع سلاحه نحوه بتصميم
=انت مغرور وغبي و ناسي ان انا اللي في ايدي سلاح ..سلاح هاخد بيه حقي منك استعد علشان انا هوريك الطفل ده هيعمل فيك ايه
ليقوم بمحاولة الضغط على زناد سلاحه بسرعه في محاوله لإصابة غريمه الا انه تفاجأ به يقف امامه مباشره وبيده ترفع اليد التي تحمل السلاح للاعلى وتستولي عليه بحركه خاطفه ثم قام بركله بقوه في وجهه ثم في معدته ركله طرحته أرضٱ
وهو يصيح بغضب مصوباً السلاح في إتجاه رأس شريف الغارق في الدماء والغير مستوعب ما حدث له
=مش قلتلك متلعبش بحاجات ممكن تئذيك ..
انا دلوقتي هوريك الي انت كنت ماسكه ده بيتعمل بيه إيه
ليقوم بتصويب سلاحه بدقه في اتجاه رأس شريف وهو يبتسم بسخريه شديده
قبل لحظات..
دخلت حبيبه الى مرفأ السيارات التابع للفندق الشهير وهي تتلفت حولها بخوف وتعدل بارتباك من وضع حجابها الذي يكاد يسقط من فوق رأسها وعينيها تدور في المكان شبه المظلم بتوتر تحاول الوصول الى مكان شريف
سريعآ قبل ان يتسبب في حماقه تنهي بحياته ومستقبله
ليلفت انتباهها صوت جلبه ضعيفه تأتي من بعيد جعلها تبتلع ريقها بتوتر وهي تدعي الله ان تجد شريف قد غادر المكان دون ان يرتكب الحماقه التي اخبرها عنها ثم توجهت سريعاً الى مصدر الصوت وهي تتشبث بحقيبتها الكبيره بخوف محاوله الا تحدث اي صوت يلفت الانتباه اليها
تسمرت حبيبه في مكانها لا تستطيع الحركه وهي
تضع يدها على فمها تكتم شهقتها برعب وهي تشاهد شريف يقف بإعياء يستند الى الحائط ووجهه تسيل منه الدماء وملابسه شبه ممزقه في حين يقف أمامه شخص أخر تظهر عليه معالم القوه والثراء وهو يصوب اليه سلاح ناري وهو يتحدث معه و يبتسم بسخريه
انتفضت حبيبه وهي تزيح عنها رعبها فتقوم بالبحث حولها عن اي شئ تستطيع به رد الهجوم عن ابن عمها الا انها لم تجد فكل ما حولها هو بضع سيارات مصفوفه بترتيب وارض مصقوله نظيفه
لتشعر بالعجز يستولي عليها وهي وتنظر برعب للمكان الخالي وشبه المظلم من حولها وهي تحاول ايجاد من تستطيع الاستنجاد به فلا تجد احد ثم شهقت برعب وهي ترى شريف ينحني بألم والدماء تقفز من انفه وفمه من اثر ضربه قويه سددها له الرجل الذي يحمل السلاح
اندفعت الدموع من عينيها وهي تقول بغضب
=يا ابن الكلب .........
ثم نظرت اليه بغضب مجنون وهي تحمل حقيبتها الكبيره و الثقيله والممتلئه بكل متعلقاتها الشخصيه واندفعت بجنون اليه يدفعها خوفها الشديد على ابن عمها فهي تراه يضرب ويعذب وعلى وشك فقدان حياته على يد الطاغيه الذي امامه
وفي لحظه خاطفه مجنونه كانت خلفه تضربه بكل قوه لديهت بحقيبتها الثقيله برأسه التي ارتدت بعنف الى الوراء وجعلته يختل توازنه و يفقد اتزانه مما جعله يسقط بعنف على الحافه البارزه لسيارته فتندفع نافوره من الدماء من رأسه تغطي الأرض جعلته يغيب عن الوعي مباشرة
نظرت حبيبه برعب للدماء المنتشره على الارض امامها وهي تقول ذهول
=مات ..مات ..انا قتلته.....قتلته
ثم صرخت بقوه وهي تلطم خديها وتنهار بجانبه ارضٱ ودموعها تسيل بقوه
=انا قتلته ..قتلته
لتتفاجأ بشريف يحاول رفعها وهو يقول بتعب
=قومي ..قومي ياحبيبه خلينا نمشي من هنا قبل ماحد يشوفنا
الا انها لم تستجيب له وهي تنظر برعب لعمر الغائب عن الوعي والدماء تسيل من رأسه
لتقول بهستريا وهي تبكي و تلطم خديها
=انا مكنتش اقصد..كان هيقتلك و انا كنت عاوزه ابعده عنك بس..انا مكنتش اقصد صدقني ياشريف والله ما كنت اقصد
صاح شريف بغضب وهو يحاول ابعادها عن المكان
=انا عارف انه مكنش قصدك بس خلينا نمشي من هنا قبل ماحد يجي ونروح في داهية
الا انها صرخت فجأه بأمل ..
=استنى دا شكله لسه عايش انا شفته بيحرك راسه
صاح شريف بغضب
=انتي مجنونه يلا بينا من هنا قبل الحراس بتوعه ما ييجوا وادعي ربنا انه يكون مات لانه لو عاش مش هيسبنا على وش الدنيا ولا حتى ليوم واحد
الا انها تجاهلت حديثه وهي تقترب من عمر بأمل وهي جاثيه تبكي وتقول بخوف
=انت عايش مش كده ..انا والله مكنش قصدي مكنش قصدي صدقني..
ثم مسحت دموعها وهي تنظر اليه و تقول بارتعاش
=استنى..استنى متخافش .. انا هساعدك...اول حاجه ..اول حاجه انا هربطلك الجرح ده علشان الدم يوقف
ثم نظرت حولها بارتباك تحاول ايجاد اي شئ تربط به جرحه النازف الا انها لم تجد
فقامت بخلع حجابها دون تردد ولفه حول رأسه تكتم به الدماء الغزيره التي تسيل من جرحه وهي تبكي والدماء تغرق يدها الممسكه برأسه حتى إستطاعت السيطره بصعوبه على نزيف الدماء التي تخرج من جرحه
وشريف يصرخ بها بغضب وهو يجذبها من يدها بقوه
=بتعملي ايه يا مجنونه..انتي اكيد مخك جراله حاجه ..
=قومي ..قومي هنروح في داهيه
الا ان يده تسمرت
وهو يشاهد جفون عمر التي ارتفعت بضعف وتركزت على وجه حبيبه الباكي لثواني معدوده ثم اغلق عينيه وراح مره اخرى في غيبوبه ثقيله
وشريف يصرخ بجنون هيستيري
=قومي يا غبيه ..قومي .. ارتحتي اهو مامتش وشاف وشك انتي كمان .. كده خلاص..خلاص انا وانتي انتهينا
ثم جذبها بعيداً وهي تحاول مقاومته فاخذت تبكي قائلة..
=حتى لو فيها موتي ..مش همشي قبل ما نطلبله الاسعاف
جذبها شريف للخارج بدون ارادتها وهو يرفع حقيبتها الملوثه بالدماء يحملها قائلاً بغضب
=اسعاف ايه ..انتي اتجننتي ..يلا بينا هنروح في داهيه......
دفعته حبيبه وهي تصرخ بغضب
=انت ايه يا اخي ده انسان وهيموت لو سبناه .. انا مش همشي قبل ما نطلبله الاسعاف واللي يحصل .. يحصل
تنهد شريف قائلاً بقلة حيله
=طيب تعالي ..تعالي نطلب الاسعاف من اي تليفون برا لو اتصلنا من تليفونتنا هيجيبونا عن طريقها بسهوله
هزت حبيبه رأسها موافقه بتوتر وهي تستوعب حديثه
=ماشي...في محل قريب من هنا انا شوفته وانا داخله نروح نتصل منه
شريف بمهادنه
=ماشي بس خلينا نخرج من هنا الاول
تبعته حبيبه و دموعها تتساقط وهي تنظر بندم وحزن لجسد عمر الملقي أرضآ وهو ينزف بين الحياه والموت وهي تشعر انها مغيبه عن الواقع وكأنها تعيش كابوس بشع يمنع عنها الهواء تسير على قدميها تتبع ابن عمها وهي تشعر بارتخاء عجيب وكأن روحها تصعد ببطئ الى السماء حتى وجدت نفسها في الخارج وشريف يسحبها الى احدى السيارات القديمه والمركونه في شارع جانبي بعيدآ عن الأنظار وهو يقوم بقيادة السياره بعيدٱ عن المكان
نظرت حبيبه حولها برعب وهي تقول بغضب =واخدني ورايح على فين .. احنا مش اتفقنا هنطلب الاسعاف الاول
شريف بغضب وحقد
=اخرسي كنت هتودينا في داهيه ..اسعاف ايه اللي عاوزانا نطلبهوله ..ده انا لو طولت اقتله الف مره هعمل كده..
حبيبه برعب
=شريف انت اتجننت الراجل لو سيبناه هيموت
انطلقت ضحكه بشعه ساخره من بين شفتيه
=ما يموت وألا يروح في داهيه.. زعلانه عليه ليه اوي كده
نظرت له حبيبه بدون تصديق ..
وقبل ان تعارضه ارتفع فجأه رنين هاتفه وسحبه وهو يقول بهدوء غريب وهو يبتسم
=ايوه يا حياتي ..المهمه تمت زي ما كنا مخططين.. مبروك يا قلبي
وضعت حبيبه يدها على فمها برعب وهي تستمع بذهول لضحكاته ترتفع وهو يتابع بهدوء
=اهم حاجه متخليش حد من رجالته يروح عند العربيه بتاعته دلوقتي.. لحد السر الالهي ما يطلع ونرتاح كلنا..
ثم ارتفعت ضحكاته وهو يقول بتسليه
=لا يا قلبي متخافيش محدش شافنا وكاميرات المراقبه كلها عطلانه هكرتها قبل ماادخل الجراج ..يعني كله في السليم ..انا كده خلصت دوري ..دورك انتي بقى تبشريني انه خلاص غار في داهيه
ثم اغلق معها الهاتف وهو يبتسم بسعاده
وحبيبه تنظر اليه قائلة بزهول ودموعها تتساقط دون ارادتها
=يا مصيبتي السوده ..يا مصيبتي السوده .. هي دي مي اللي كانت بتكلمك وانت وهي كنتم مخططين لكل ده ..انت كنت مخطط تقتله.. يعني مش لحظة جنون عشان اللي عمله فيك
ضحك شريف بسخريه
=تصدقي انك عبيطه وغبيه..لحظة جنون ايه اللي بتتكلمي عنها وهي لو لحظة جنون زي ما بتقولي يبقى جبت المسدس منين....؟!
ثم ارتفعت ضحكاته عالياً وهو يقول بمرح
=ايه لقيته جنب الحيط مثلا..؟!
حبيبه وهي تكاد تموت من شدة الرعب
= ولما انت ناوي تقتله قولتلي على مكانك وعلى اللي هتعمله ليه.. مخفتش افضحك..؟!!!!
شريف بمرح
=بصراحه يا حبيبه ومتزعليش مني انتي طيبه اوي ..طيبه بغباء وانا كنت محتاج حد زيك كده ..حد يثبت انه كان بيحاول يقتلني قبل ما انا اقتله علشان يعني لو خطتي باظت وإتكشفت الاقي مخرج والاقي حد يشهد معايا طبعا مفيش احسن منك يقوم بالدور ده بس انتي طلعتي جدعه ووفرتي عليا كتير وخلصتي عليه وريحتيني
شعرت حبيبه بانسحاب الدماء من وجهها وهي تقول بغضب
=وانت ايه الي مخليك متأكد كده اني مش هروح للبوليس دلوقتي و أبلغ عنك
شريف بجديه ..
براحتك.. اعملي الي انتي عوزاه..انا امي هتشهد اني كنت معاها طول اليوم ..وإنك بتكرهينا وبتتبلي علينا علشان بتحبيني وانا رفضت اتجوزك علشان ولا مؤاخذه يعني تربية ملاجئ وعايشه لوحدك من غير راجل يعني بالبلدي كده عايشه على حل شعرك..و انك كنتي على علاقه بالمرحوم الي بالمناسبه الكل عارف انه عنده علاقات بعدد شعر راسه يعني مش هيكون غريب عليه انه يكون ماشي مع واحده زيك انتقمت منه و قتلته بعد ما سابها وخطب واحده تانيه.. ومي روح قلبي هتأكد على كلامي ها..حلو السيناريو ده والا اعملك سيناريو تاني
ثم ارتفعت ضحكاته تشق المكان بسخريه
وحبيبه تتأمله بذهول ودموعها تتساقط وهي تستوعب كلامه المهين ..والمصيبه التي وجدت نفسها متورطه بها.