رواية كارمن ورشيد كامله وحصريه بقلم ملك ابراهيم
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء �
كانت تتحرك بخفه وهي تحمل المشروبات الباردة وتوزعها بأحترافيه على حضور هذا الحفل التي جاءت تعمل به گـ نادلة، تبتسم بسخرية وهي تتابع ما يفعله اصحاب الطبقة المخمليه التي كانت تنتمي اليها منذ فترة بعيدة.
- كارمن انتي شايفه اللي انا شيفاه ده! هو في ناس عايشين كده فعلاً ولا احنا اللي مش عايشين!
ابتسمت ساخرة والقت نظرة سريعه حولها واجابة:
- متخليش المظاهر دي تخدعك يا مودة..
تبدلت نظراتها الي الغضب واضافة:
- الناس اللي زي دول معندهمش قلب زينا.
نظرت اليها مودة بدهشة وتحدثت بفضول:
- انا نفسي اعرف انتي بتفكري ازاي!!
تنهدت كارمن بحزن، لا يعلم احد بما تحمله بقلبها من ظلم وقهر من اصحاب تلك الطبقه. نظرت الي صديقتها واجابتها باستعجال وهي تعود لتتابع عملها:
- انا هروح اكمل شغل بدل ما مستر "رؤوف" يشوفنا ويسمعنا كلمتين ملهمش لازمة.
أومأت مودة برأسها بالايجاب وذهبت هي الأخرى لتتابع عملها.
********
دخل الحفل مع صديق له، كان مترددًا لا يريد الحضور، لا يفضل حضور مثل هذه الحفلات، وقف بجوار صديقه ونظر حوله بملل قائلاً:
- انا غلطان ان انا سمعت كلامك وجيت.
كان صديقه ينظر حوله بحماس ويتابع تحركات الفتيات ويتأمل مفاتنهم بأعجاب شديد، تحدث وهو يتأمل الفتيات بأعجاب:
- غلطان ايه بس انت مش شايف الحلويات اللي حواليك دي!
رمقه بغضب وتحدث اليه بملل:
- عادل.. انت عارف ان انا مليش في جو الحفلات ده.
القى نظره سريعه حوله بملل واضاف:
- انا همشي
استغرب صديقه من تسرعه وامسك بيديه لكي يمعنه من الذهاب مؤكدًا:
- خلاص يا "رشيد" اهدى وخلينا نقعد كمان شويه وهنمشي على طول صدقني.
زفر بغضب ونظر امامه بنفاذ صبر، اشار صديقه الي النادلة لكي تأتي لهم بمشروب مرطب لكي يتناولون شئ قبل ان يذهبوا.
وقف رشيد يتأفف بغضب، اقتربت منهما فتاة شقراء جميلة، ترتدي ثوب ازرق قصير، وقفت بجواره واستندت بيديها فوق كتفه وتحدثت بدلال:
- رشيد.. اخيرا جيت!
زفر بغضب ونظر الي صديقه بلوم وتوعد، ابتسم صديقه وتحدث الي الفتاة بمرح:
- اتفضلي استلمي يا "مايا" انا كده عملت اللي عليا.
ابتسمت الفتاة برقة وهي تحدق بـ رشيد بأعجاب شديد، ثم تحدثت بدلال:
- شكراً يا عادل.. انا عارفه انه مستحيل كان هيجي لو عرف ان انا صاحبة الحفلة.
زفر رشيد بنفاذ صبر، يعلم ان مايا تلحقه في كل مكان وتحاول التقرب منه بكل الطرق، حاول قدر الامكان ان يتحدث اليها بهدوء مصطنع لكي لا يتسبب في احراجها:
- انتي عارفه ان انا مليش في جو الحفلات ده يا مايا.
ابتسمت بسعادة بعد شعورها انه لا يريد احزانها، اقتربت منه اكثر وبدأت تداعب ازرار قميصه وتحدثت اليه بدلال:
- انت من وقت ما رجعت من السفر وانت قافل على نفسك يا رشيد! نفسي اعرف ايه اللي غيرك كده؟
ابتسم مجاملاً لها وخفض وجهه يفكر كيف يذهب من هذا المكان قبل ان ينفذ صبره اكثر، اقتربت منهم كارمن وهي تحمل المشروبات الباردة، وضعت الكؤوس امامهم وقالت باحترام:
- اتفضلوا
صوتها لم يكن غريبً علي اذنيه، رفع عينيه سريعًا ينظر إلى صاحبة الصوت.
شهقت كارمن بصدمة وسقطت الكؤوس من يديها عندما رأته يقف امامها، لا تصدق ما تراه عيناها! حاولت استيعاب رؤيتها له وهمست بصدمة:
- رشيد!!
وقف يتأملها بصدمة، تجمد جسده بالكامل عند رؤيته لها بهذا الحفل! حدق بالثوب الموحد الذي ترتديه بزهول، لا يصدق انها تعمل نادلة وتقوم بالخدمة في الحفلات.
تابعت مايا صدمتهما الواضحة بفضول، نظرت اليهما بستغراب وتحدثت بفضول:
- انتوا تعرفوا بعض ولا ايه؟!
فاقت كارمن على صوتها وكأنها فقدة الوعي بعد رؤيته، شعرت بالتوتر الشديد ونظرت حولها بارتباك لا تعلم بماذا تجيب. تابع رشيد ارتباكها بغضب واجاب هو بنبرة حادة:
- لا طبعا منعرفش بعض.
خفضت وجهها ارضًا واغمضت عيناها بحزن، اشتد غضبه اكثر واضاف بنبرة قاسية:
- وانا هعرف الاشكال دي منين!
حدقت به بصدمة، لا تصدق انها تستمع إلى صوته بتلك النبرة شديدة القسوة، تأملت عيناه بزهول، لم ترى بداخلهما النظرات العاشقه التي كانت تراها بالماضي، لم ترى بعينيه الان سوى القسوة والغضب! لم تتبدل ملامحه كثيراً عن الماضي، كم اشتاقت اليه والي حنانه وعشقه لها. لمعت عيناها بالدموع وخفضت وجهها سريعًا لكي لا يرى ضعفها.
تابعت مايا تبادل النظرات بين رشيد وهذه الفتاة، شعرت ان هناك شئ بينهما او معرفة سابقه ولا يريد رشيد اخبار احد. ارتفع صوت مايا وتحدثت الي كارمن بغضب:
- انتي لسه واقفه! بسرعه نضفي المكان وشيلي اللي انتي كسرتيه ده من علي الارض.
كيف يمكنها الان ان تخفي دموع عيناها بعد تعرضها للأهانه امامه، لا يعلم كم تعرضت للذل والاهانه بعد تركه لها. انحنت بجزعها على الارض لكي تحمل بيديها الزجاج المكسور، شعرت وكأنها تحمل أشلاء قلبها المحطم بعد كل هذه السنوات على فراقهما.
تابعها بشرود لا يصدق انه يراها بعد اربعة اعوام على فراقهما، لم تتغير ملامحها عن الماضي! بل اصبحت اكثر جمالاً وانوثه. تساءل بداخله؛ لماذا ضهرت امامه الان! هل تريد اختبار مشاعره بعد ان فعل المستحيل من اجل ان ينساه؟ اربعة اعوام مضت عليه وهو يحاول نسيانها، جاءت في لحظة واحدة واسترجعت الذكريات بداخله وكأن فراقهما لم يحدث!
صرخة مدوية افاقته من شروده، لقد جرحت يديها بقطعة من الزجاج. اخذت تبكي وهي تنظر الي الجرح بيديها وتتألم بشدة. ركض اليها دون ان يشعر بما يفعله، انحنى بجزعه امامها وامسك بيديها يتفحص الجرح بلهفة لم يستطيع اخفاءها، كانت تبكي وتتألم بشدة. تحدث اليها بحنان دون ان يشعر:
- متخافيش الجرح صغير.
بكت بشدة وهمست اليه ببكاء وهي تتألم:
- بس بيوجعني اوي.
نظر اليها ولم يتحمل رؤية دموع الألم بعيناها، نظر الي صديقه وسأله عن منديلاً لكي يضعه فوق الجرح كي يتوقف نزف الدماء، أعطاه صديقه منديلاً ووقف بجوار مايا يتابعاً ما يفعله رشيد بصدمة. كان رشيد يمسك بيديها بحنان ويضمد الجرح بحذر وهي تبكي مثل الطفلة الصغيرة وكأن والدها هو من يداوي جرحها، توقف الجرح عن نزف الدماء ولم تتوقف دموعها. هذا ما كانت تفعله بالماضي! يتذكر كم استمر بكاءها لساعات بعد اتمام زواجهما منذ اربعة اعوام، كم كان حنونً وصبورًا معها. كانت ومازالت مثل الطفلة الصغيرة، تبكي من اقل الأشياء! بكاءها، دموعها، صوت شهقاتها، يذكره كل شئ بالماضي، لا يريد ان يتذكر أي شئ.
ترك يديها مسرعًا واعتدل في وقفته، نظرت اليه بعيناها الباكيه تترجاه ان لا يتركها مجددًا، تبدلت نظرات عيناه الي الجمود، لا يمكنه تصديق دموعها مرة أخرى، لن يسمح لها ان تخدعه مرتين! تركها وذهب من الحفل دون ان يتحدث.
ذهب عادل صديقه خلفه ليلحق به، نظرت اليها مايا بغضب وتحدثت اليها بقسوة:
- رشيد يعرفك منين؟
خفضت وجهها ارضا واجابة بصوت ضعيف:
- ميعرفنيش.
وقفت وهي تبكي وتمسك بيديها المجروحه، الألم الذي تشعر به بقلبها الان كان اقوى وأصعب بكثير من الالم الذي تشعر به بيدها، ذهبت وهي تبكي بحزن وندم، تابعتها مايا باهتمام وهمست بثقة:
- الاكيد ان رشيد يعرفك.. وانا لازم اعرف هو عرفك امتى وازاي!
**********
اخذ سيارته وانطلق بأقصى سرعة، يحاول الهروب من التفكير بالماضي بعد رؤيته لها بالحفل، لم يدعه الماضي وشأنه وظل يلاحقه حتى عاد بذاكرته الي الماضي منذ خمسة اعوام....
{محافظة القاهرة.. صيف عام 2018}
- الحقوني انا بنتي اتخطفت
= وانا كمان بنتي اتخطفت
" بيان هام.. في اتوبيس سياحي اتخطف وهو في طريق العين السخنه.. الاتوبيس كان فيه طالبات ثانوي لمدرسة خاصة.. الطالبات كانوا في طريقهم لقضاء رحلة سياحية احتفالاً بأنتهاء العام الدراسي، تم الاختطاف من قبل عدد من المجرمين، لا نعلم حتى الآن سبب الاختطاف! ننتظر ما ستفعله وزارة الداخلية"
حالة من الفزع اصابة جميع العائلات عقب رؤيتهم لهذا الخبر على جميع مواقع الاخبار.
تجمع عدد كبير من الصحافة والاعلام لتغطية الحدث ومعرفة كل التطورات.
بداخل مكتب وزير الداخليه ، لم يتوقف هاتفه عن استقبال الاتصالات من عائلات الطالبات وكبار المسؤلين بالدولة، تجمع عدد كبير من مساعدي الوزير وعدد من الضباط ذو الكفاءة والخبرة، يبحثون في الحادث لمعرفة من الخاطف! تحدث مساعد وزير الداخلية بثقة:
- مفيش غير ظابط واحد هو اللي هيقدر يفيدنا في القضية دي.
اتجهت اليه الانظار بأهتمام، تابع حديثه واضاف بثقة:
- النقيب رشيد الجبالي.. حفيد اللواء نور الدين الجبالي.
تبادلت النظرات بينهم بتأكيد على الاختيار. تحدث الوزير:
- احنا كلنا طبعًا نعرف اللوا نور الدين الجبالي.. بس انت متأكد ان النقيب رشيد هيقدر يفيدنا في القضية دي ويرجع البنات؟ الموضع خطير واهل البنات وكل المسؤولين في الدوله بيكلموني كل شوية.
أومأ اللواء برأسه بالايجاب مؤكدًا بثقة:
- طبعا يا فندم.. النقيب رشيد من اكفاء الظباط عندنا وتم تكليفه في اكتر من قضية من النوع ده وقدر يحلهم في اقل من 24 ساعة، وهو الوحيد اللي هيقدر يوصل للبنات في اسرع وقت.
ارتفع صوت وزير الداخلية:
- وهو فين دلوقتي.. كلموه يجي حالاً.
*********
في مكان لأطلاق النار.
وقف النقيب رشيد الجبالي وهو يركز في اطلاق النار مصوبً الهدف بكل تركيز. اقترب منه صديقه المقرب النقيب "خالد" وتحدث اليه بنبرة مرحة:
- رشيد باشا.. ايه رأيك هنتغدا فين النهارده؟
اطلاق اخر هدف له واصابه بأحتراف، ابتسم صديقه وتحدث بفخر:
- طول عمرك صياد!
ابتسم رشيد وتحدث بمرح:
- يبقى نتغدا سمك النهاردة.
ابتسم خالد ببلاهة وحرك يديه فوق معدته بجوع:
- وطبعًا انت اللي هتعزمني؟
هز رشيد رأسه بقلة حيلة واخذ متعلقاته الشخصيه وذهب وهو يبتسم وتحدث بمرح:
- مش ملاحظ ان انت من يوم ما اتجوزت وانا بس اللي بعزمك!
ابتسم خالد وهو يدعي الحزن على حاله وتحدث بطريقه دراميه:
- والله يا باشا انا نفسي اعزمك مرة بس المدام ربنا يخليهالي بتاخد المرتب كله وبتديني مصروفي يوم بيوم وانت عارف ان المرتب اتأخر الشهر ده!
ضحك رشيد بستهزاء وهز رأسه بمرح:
- لا عاش يا باشا.. احبك كده وانت مسيطر!
توقف خالد عن السير وتحدث بطريقه دراميه:
- انت كمان بتتريق عليا!.. ماشي.. بكره تتجوز ومراتك تاخد مرتبك وتديك مصروفك زيي.
اقترب رشيد من سيارته ووضع متعلقاته بداخلها وتحدث بثقة:
- لا انت بتحلم.. مش انا يا حبيبي.
ضحك خالد بمرح وتحدث بثقة:
- بكره نشوف يا حبيبي.
رن هاتف رشيد برقم اللواء "طلعت" نظر الي الهاتف بدهشة وهمس "غريبه ليه اللوا طلعت بيتصل بيا دلوقتي! " رد على الهاتف بفضول، استمع الي صوت اللواء يطلب منه سرعة الحضور الي مكتب وزير الداخليه ، اجاب بالايجاب وأغلق الهاتف. نظر اليه خالد بدهشه وتحدث اليه بقلق:
- خير يا رشيد في ايه؟!
تحدث رشيد وهو ينظر امامه بتفكير:
- اللوا طلعت طلب مني اني اروحله على مكتب وزير الداخليه حالاً!
همس خالد بقلق:
- اشمعنا يعني! هيكون في ايه ؟
نظر اليه رشيد وكتم ضحكته واجابه بنبرة مرحة:
- ممكن تكون مراتك قدمت بلاغ عشان المرتب اتأخر الشهر ده!
حدق به خالد بغيظ، ضحك رشيد بمرح وصعد الي داخل سيارته وذهب في طريقه الي مكتب وزير الداخليه . وقف خالد بوجه حزين وهمس بأحباط:
- طارت العزومة.
*********
على طريق العين السخنه. بداخل الباص المخطوف. وقف عدد من المسلحين بداخل الباص يهددون الفتيات بالسلاح لكي يسيطرون على الوضع.
بالمقعد الاخير كانت تجلس "كارمن" فتاة في الثامنة عشر من عمرها، توفي والدها وهي في العاشرة من عمرها، تعمل والدتها على صيد الرجال الاغنياء لكي تعيش بنفس المستوى الاجتماعي العريق بعد وفاة زوجها "والد كارمن" بعد خسارته جميع امواله واعماله التجارية، تنتقل والدة كارمن من زوج لأخر، تاركه خلفها ابنتها، فقط توفر لها المال وتتكفل بدفع الاموال لتعليمها في واحدة من اكبر المدارس الخاصة، لا تعلم كارمن الكثير عن أفعال والدتها، فقط تعلم ان والدتها تعشق المال وتتزوج من رجال الاعمال الاغنياء في الخفاء.
كانت كارمن ترتدي فستان صيفي كحلي به زهور ملونه وتترك شعرها منسدل بطريقه رائعه. هي فتاة جميلة ذو بشرة بيضاء وعيونها سوداء كاحلة. كانت تجلس بجوارها صديقتها المقربه "سما" ابنة احد رجال الأعمال. سما فتاة رقيقه ومسالمه، صديقة كارمن منذ الطفوله، همست سما الي صديقتها كارمن بخوف:
- وبعدين يا كارمن! المجرمين دول هيعملوا فينا ايه؟
تابعت كارمن تحرك الخاطفين حولهم وتصويب السلاح عليهم بخوف وهمست:
- مش عارفه هما هيموتونا ولا هيعملوا فينا ايه يا سما، انا خايفه اوي.. يارب حد يجي ويخلصنا منهم بسرعه.
همست سما بخوف:
- بابي لو عرف اكيد هيتصرف ويخلصنا.
بهتت ملامح كارمن بحزن وهمست بخيبة أمل:
- ياريت بابا كان عايش.. ماما عمرها ما هتسيب جوزها وترجع من شهر العسل بتاعها عشاني!
نظرت اليها سما بحزن وربتت على يديها بحنان. ارتفع صوت احد الخاطفين وأمرهم بالصمت، كتموا انفاسهم بخوف وهم يتطلعون اليه بهلع.
*********
داخل مكتب وزير الداخلية.
جلس رشيد يستمع الي الوضع بكل تركيز بعد ان اخبره رئيسه ان الاختيار قد وقع عليه في حل هذه القضيه وفي اسرع وقت.
تحدث رشيد بعد استماعه الي جميع الخطط المقترحه لتخليص الفتيات:
- ممكن اعرف ايه طلبات اللي خطفوا الأتوبيس؟
تحدث اللواء طلعت:
- هما لهم طلب واحد.. اننا نفرج عن رئيسهم.
تساءل مرة أخرى بفضول:
- ومين رئيسهم؟
اجابه اللواء:
- سعد بشار.. اكبر تاجر مخدرات في البلد واتمسك متلبس واتحكم عليه بمؤبد وهو دلوقتي في السجن لتنفيذ الحكم.
هز رشيد رأسه بالايجاب وتحدث بثقة:
- يبقى انا هحتاج سعد بشار من السجن.
حدق به الجميع بصدمة، هز رأسه بثقة واضاف:
- المهم دلوقتي اننا نخلص البنات دول لأن هما ملهمش ذنب بشغلنا.. وسعد بشار انا اللي هرجعه للسجن تاني بإيدي زي ما هاخده.
تحدث اليه وزير الداخلية بصرامة:
- بس ده مش حل يا سيادة النقيب.. بالشكل ده كل يومين هنلاقي اتوبيس اتخطف والخاطفين يطلبوا الافراج عن مجرم زيهم واحنا هنضطر ننفذ طلبهم!
خفض رشيد رأسه بأحترام للحديث ثم نظر الي وزير الداخليه وتحدث بثقة:
- بس احنا هنعمل منهم عبره لأي حد يفكر انه يكرر اللي هما عملوه.. وانا بوعد حضرتك ان سعد بشار هيبات في السجن الليلة دي هو ورجالته وهيدفعوا تمن عملتهم غالي اوي.
نظر اليه وزير الداخلية بتفكير، رآى بعينيه الثقه والاصرار، نظر الي جميع مساعديه وجميعًا وافقوا على خطته، حرك الوزير رأسه بالايجاب:
- وانا موافق على خطتك يا رشيد وواثق فيك.
ابتسم رشيد بثقة ووقف من مكانه وتحدث:
- وانا ان شاء الله هكون قد ثقة حضرتك فيا.
ثم اضاف:
- انا هتحرك دلوقتي ومعايا قوة بس لازم اروح السجن الاول واستلم سعد بشار بنفسي.
ابتسم اليه الوزير بثقة، ذهب رشيد وهو يفكر في خطته بذكاء ويضع على قائمة خطته حياة الفتيات.
_____________
بعد اقل من ساعة.
وصل رشيد الي السجن لكي يقابل سعد بشار ويأخذه معه لكي يطلق سراحه وينفذ طلب الخاطفين.
جلس بغرفة مأمور السجن وانتظر مجئ سعد بشار، بعد لحظات طرق الباب ودخل احد رجال الشرطة ومعه سعد بشار ويديه مكبلة بالحديد، نظر اليه رشيد باهتمام؛ كان سعد بشار رجل ضخم في الاربعين من عمره، لديه لحيه سوداء طويله، نظراته باردة، يتعمد اظهار القوة والثقة بوقفته.
وقف رشيد واقترب منه وتحدث اليه بهدوء:
- انت بقى اللي رجالتك عاملين لنا الدوشة دي كلها!
ابتسم سعد ببرود واجابه بسخرية:
- لولا اللي رجالتي عملوه ده مكنتش شوفت سعادتك هنا دلوقتي يا باشا!
هز رشيد رأسه بالايجاب وربت على ظهره بتأكيد على حديثه، ثم قام بوضع يديه فوق ياقة قميص سعد لكي يعدل من وضعيتها وتحدث اليه:
- عندك حق.. فعلا لولا اللي رجالتك عملوه ده مكنتش هتشوف سعادتي!
نظر الي العسكري الواقف يتابع الحديث بفضول وتحدث اليه:
- فك الحديد من ايديه.
نظر اليه العسكري بقلق، تحدث المأمور بقوة:
- نفذ الامر.
اقترب العسكري من يد سعد وقام بفك قيوده وهو يرتجف من الخوف، نظر سعد الي العسكري وابتسم بثقة، ثم تحسس يديه موضع القيد الحديدي وتحدث الي المأمور بسخرية:
- ابقوا هاتوا كلبشات واسعه شويه يا باشا..
ثم نظر الي رشيد واضاف بستهزاء:
- اصل القاعده في السجن من غير شغله ولا مشغله بتتخن !
رسم رشيد على وجهه ابتسامة استخفاف وهو يحاول كتم غضبه بداخله، تحدث الي المأمور:
- احنا لازم نتحرك يا فندم.
أومأ المأمور برأسه بالايجاب، تحدث رشيد الي سعد ببرود:
- اتفضل قدامي.
تحرك سعد امامه وهو يرسم علامة النصر فوق ملامحه.
_________
بداخل الباص السياحي.
وقف احد الخاطفين يتحدث بالهاتف، اخبره احد الاشخاص التابعين لهم ان رئيسهم سعد بشار تحرك من السجن وفي طريقه إليهم مع رجال الشرطة، صدح صوت زعيمهم بعد انتهاء المكالمه وأمر رجاله ان يكونوا على استعداد لمهاجمة الشرطة في أي وقت. حالة من الهلع اصابة الفتيات، قام احد الخاطفين بأطلاق بعض الطلقات في الهواء لكي يصمت الفتيات عن البكاء والصراخ.
همست سما الي صديقتها بخوف وهي تبكي بجوارها:
- انا خايفه اوي يا كارمن.. احنا خلاص كده هنموت.
نظرت كارمن إلى قدميها، تفاجأت انها لم تعد تشعر بها، حاولت تحريكها ووضع يديها وتحسس قدميها ولا تشعر بشئ، نظرت الي صديقتها بصدمة وهمست:
- انا مش حاسه برجلي!
حدقت بها سما بصدمة وهمست:
- يعني ايه مش حاسه برجلك!
بكت كارمن بصوت مكتوم من الخوف وانسالت الدموع من عيناها بغزارة:
- انا مش حاسه برجلي خالص!