رواية نجع العرب الفصل السابع 7 بقلم سهيلة عاشور
Part 7
كانوا في حالة لا يرثى لها.. فقد تم تزويجها منه وهي لا تريد والان يريدها ان تذهب لأهله يا الله هي لا تريد الذهاب لأي مكان وماذا عن جامعتها فتبقى القليل على معاد الامتحان وماذا عن مشروع التخرج الخاص بها يا الله
وتين بغضب: وانت قررت من نفسك كده اني هروح معاك لأهلك... انت ازاي مترجعش ليا في حاجه زي دي هو انا جموسه هتسحبني وراك زي ما انت عاوز وانا مش رايحه في حته
وتين بغيظ: وكليتي.... ومشروع التخرج اللي انا شغاله عليه وأهلي وداغر وتميم انا مستحيل اسيب كل دا علشان عادات وتقاليد وكمان احنا مش متجوزين بجد انت بتقدم لأبويا خدمه وانا شايفه ان دا ملهوش لازمه
حسنا لقد غضب كثيرا فهي الأن قد ذكرت أسمائهم أمامه هكذا هي لا يصيبها الحياء ان تذكرهم من انهم اهم ما في حياتها هي الآن تسخر من عاداته وتقاليده ولكن صبرا أيتها الشمطاء فسأقوم بإعادة التربيه من أجلك ولكن لاحقا
شهين ببرود عكس ما في داخله: انا مش هأخرك احنا هنعمل الفرح على طول ونرجع تاني انا كده كده عندي مصالح مش هينفع آخرها
كادت ان ترفض ولكن نظر لها داغر نظرات ذات مغزى فصمتت... لاحظ شهين هذا ولكنه لم يكترث
محمد بهدوء: يا بنتي... متخافيش ولو على المحاضرات داغر يكلم حد من الكليه وجيبها ليكي وبعدين هتزوري أسيوط ودي بلد جميله كلها زرع زي ما انت بتحبي
تميم بغمزه: ومصنع اسلام الحديدي بتاع الادويه... وعنده كام مستشفى هناك كده نروحهم يا شقيق
وتين بغموض: تمام بس هاخد معايا تميم... ونسيب داغر هنا علشان بابا وماما
شهين بخبث: لا طبعا كلو هيجي امال اهلك مش هيحضروا فرحك يا عروسه ولا اي
نظرت له بعيد فيبدو ان هذا المدعو زوجها ذكي للغايه.... قرر الجميع المبيت معا في منزل اهل وتين حتى يسافروا في الصباح الباكر لصعيد مصر معا فقرر الشباب اخد شهين معهم بيناموا جميعا في نفس الغرفه وكريمه تقوم بالنوم مع ابنتها ومحمد كان يريد السهر قليلا في الشرفه وبعدها يخلد للنوم وحيدا...
**********************************
في غرفة وتين
كان تتمدد على الفراش بجوار والدتها وشارده في حزن... هي لا تنكر انها تشعر براحه شديده لهذا الشهين ولكن هي فتره متهوره هي تعترف بهذا وراضيه بالأمر لا تريد ربط حياتها بأحدهم... والان يريد أخذها لرؤية اهله فيبدو ان الموضوع أصبح الان على محمل الجد ولا اعرف يا الله ماذا أفعل ولكن يكفي هذا... ويكفي التفكير وغيره
كريمه بحنيه وهي تمسد على شعرها: ناويه على اي يا حبيبتي
وتين بزفر: في اي؟
كريمه بخبث: في اي حاجه... اصلي شيفاكي سرحانه
وتين بسخريه: على اساس اللي انا فيه ميخليكيش تسرحي يا أمي... اديكي شايفه الهم اللي انا فيه
كريمه بثقه: لا خالص انا شايفه انك في نعمه لو خسرتيها هتزعلي طول عمرك... دا انت اي حد يعرف انك اتجوزتي شهين يبقى ناقص ياكل عينك
وتين بضحك: لس متجوزه فان دام يعني
كريمه: مش بقلك مش فاهمه ولا حاسه بقيمة اللي معاكي... بس بكره يا بنت بطني ان امك كان معاها حق يلا نامي.. تصبحي علي خير
وتين بحب: وانت من اهله ياكرمله
**********************************
في غرفه الشباب
كان بها سريران... سرير نام به داغر واقسم على عدم نوم تميم بجواره والسرير الاخر ينام به شهين وتميم الذي يبدو أنه اندمج معه سريعا وظل يحكي له عن مشروع يريد أن يترك عمله ويقوم في البدأ به... وكان شهين ينصت الليه في اهتمام وداغر يتابعهم من بعيد
تميم بفخر: بس يا سيدي... فا انت بقا اي رأيك؟... انا قلت اقلك انت راجل تاجر وبتفهم
شهين بتساؤل: يعني انت دلوقتي عاوز تسيب المحاسبه وشغلك في مكان محترم على تجيب كتاكيت وتربيها لحد ما تبقى فراخ وتبيعهم بقا
تميم بثقه: ايوه بالظبط كده ومتزعلش هبقى اديك البيض بتاعهم بدل ما تشتري ما انت جوز اختي برضه
لم يستطع شهين التحمل فأنفجر ضاحكا بشده حتى ان صوت ضحكاته قد رن في البيت بأكلمه
تميم بغيظ: بتضحك على اي يا عم انت... انا غلطان يعني اللي قلتلك
شهين بضحك: هو انت بتتكلم جد يعني مش بتهزر صح
تميم بتأكيد: اه طبعا امال انت فاكرني ههزر معاك
داغر بيأس: نام يا تميم يا حبيبتي نام
تميم وهو يمثل الزعل: شفت يا دغورة قلبي مفيش حد مقدر دماغي غيرك
داغر بسخريه: طبعا دماغك دي اللماظ
تميم وقد زم شفتيه كالأطفال: والله لأروح لوتين دا انتو كالحين
شهين بغضب: انت هتنام ولا يومك مش فايت الليله دي
تميم بخوف:لا يا عم هنام هو انا عملت اي يعني
نام الجميع بعد صراع من التفكير الذي يداهمهم جميعا فشهين يعلم حق العلم انه يريدها زوجته فكان يراها احيانا وهو يقوم بزيارة ابيها في المنزل وبالطبع هي لم تكن تلاحظه من الاساس فوتين مرحه فقط مع من تعرفهم او من يوجه لها أطراف الحديث فقط لاغير ولكن ما بيده شيء فعليه بالصبر فقط.....
**********************************
في الصباح
قد استيقظ الجميع بعد جلسه من النوم المريح ما عدا شهين المسكين فهو من تلقى جرعة النوم بجوار هذا الكائن التميم الذي كان يركه ويصفعه طوال الليل وهو لا يشعر فنوم تميم سيء للغايه والسيء اكثر انه لا يستطيع النوم وحيدا فلا بد أن يكون احدهم بجواره فيطمئن وينام... وهذه عاده لديه منذ الصغر... ارتدى الجميع ملابسهم وجهزوا حقائب السفر
كريمه بصوت عالي وهي تدق باب الشباب: اصحوا يلا... يلا يا ولاد علشان نلحق معاد القطر هنتأخر
داغر بإبتسامه وهو يقبل يدها: صباح الخير يا كرمله
تميم بتمطع وهو يفعل مثل داغر: صباح الفل والياسمين على احلا الحلوين
كريمه بضحك: والله انت واد بكاش
نظرت كريمه لشهين بإبتسامه الذي كان يرتدي تيشرت فيروزي وبنطال ابيض وكان وسيما للغايه... فأقترب منها في توتر وقبل يدها هو الاخر وكان سعيدا للغايه فكريمه حنونه جدا عكس والدته تماما فهي بعد وفاة والده أصبحت قويه وصلبه حتى تتمكن من إدارة العائله بشكل صالح... نظر أمامه فإذا بها تظهر من غرفتها في فستان رقيق من اللون الوردي وحجاب ابيض يليق جدا بوجهها ومعه كحل اسود ويبدو انها تضع طلاء لشفاهها يلمع بشده (ليب جلاس).... نعم غضب بشده منها ولكن قرر ان يتحدث معها وهم وحدهم... أتى الجميع وذهبوا لمحطة القطار فركب كل اثنان كرسي شهين ووتين معا كريمه ومحمد معا تميم وداغر معًا.... كانت شارده قليلا حتى جذب انتباهها هذا الذي يدقق بها بشده
وتين بتعجب: اي في اي ؟!
شهين بإنزعاج: أمسحي الهباب اللي انت حطاه دا
وتين بعدم فهم: هباب اي؟!
وضع أصبعه على شفتاها بحركه تلقائيه ومسح اغلبيته بطريقه سريعه ووضع أصبعه أمامها
شهين بغضب: الهباب دا... الهباب اللي بيلمع دا... حطاه لي علشان الناس تبص عليكي
وتين بغضب: انا حطاه علشان انا عاوزه احطه مش علشان اي حد وطز في اي حد انت فاهم انا حره.... وانا اصلا ميهمنيش انه يكون في حد من الناس دي فاهم يبص ميبصش انا مليش علاقه بأي حد انا في حالي ياريت تفهم كده
لا يعلم لماذا ولكنه اشفق عليها بشده وخصوصًا وهو يرى عينيها ترغغ بالدموع فيبدو ان زوجته تحمل الكثير من الهم الذي لا يعرف عنه شيئًا
شهين وهو يحاول إصلاح الامر: مقصدش ادايقك... انا بس مجبش حد يبص على مراتي حطي براحتك في بيتك
وتين بإبتسامه سخريه: ومالو
لم يرد عليها فهو لا يريد العراك معها الان ولكن لا الله لا يتحمل ان يراها احدهم هكهذا أعطاها منديل ورقي فلا تعلم لما انصاغت لكلامه ولكنها اخذت وعد انه زوجها أمام الله وهي لا تريد اغضاب الله ابدا... مر وقت طويل جدا ساعات كثيره فعلا فشعر شهين بالتعب الشديد فلم ينم الا قليل جدا بسبب تميم فلم يشعر بنفسه الا وهو ينام على كتف وتين ويمسك بذراعها بقوه وغرق في النوم بسرعه بسبب تعبه
وتين بإبتسامه في نفسها: احساس حلو اوي بجد... الله لو كان جوازنا حقيقي... ثم عبث وجهها في حزن: بس للأسف مش هينفع
انقضى الوقت سريعا في نوم شهين وحديث كريمه ومحمد بطريقه ودوده وفرحة تميم بطريقه كبيره جدا بالمنظر الزراعيه الجميله التي ادهشته بشده وظل يصيح كلما رأى محصول او ورد او غيره..... ولكن في النهايه وصلوا اخيرا
وتين بحرج وهي تهزه بهدوء: شهين...شهين... وصلنا
شهين بتعب ولكن فرح بشده لمناداتها لأسمه بهذه الطريقه الجميله: طيب.... يلا بينا
كانت ستتوه منه بين الناس الا انه امسك بكتفها يقربها منه بحب واضح للجميع ولكن ليس لها... تجمعوا معا اخيرا فوسط الزحام هذا شيء صعب للغايه وكان هناك رجل ينتظرهم بسياره وهذا هو سائق العائله فعرفوا من حديث الناس طوال الطريق وسلامه الحار على شهين انه من عائله كبيره ومعروفه فتعجبت وتين لهذا ولكنها لم تتكترث فكان كل اهتمامها على هذه المشفى التي تحدث عنها هذا المعتوه تميم وبعد جوالي نصف ساعه أعلن السائق عن وصلوهم لمنزل العائله.... فمان منزل كبير للغايه وكأنه قصر من العصور القديمه أقسمت وتين انه مثل التحف الفنيه وهذا كان رأي الجميع أيضا
قمر بقوه وترحاب: يا مرحبا يا مرحبا.... أسيوط نورت يا ولدي ضيوفك تاج في روسنا يا غالي... اتوحشتك
شهين بإبتسامه وهو يختضنها: وانا كمان يا أمي... وحشتيني اوي..
ومن ثم بدأ يعرفها على الجميع ورحبت بهم بإبتسامه ووقار ظاهر للغايه ولكن عندما جاء دور وتين فوجدت هذه المرأه الخبيره ان هذه الفتاه قويه للغايه فعينيها جريئه وراثيه للغايه هي حتى لم ترتمي عليها كمان يفعل كل النساء للتقرب من شهين هي فقد ابتسمت... كادوا ان يدخلوا الا اوقفهم هذا الصوت
زينب بقهر ولكن حاولت اخفائه: يا مرحبا يا ود خالتي.... اهلا اهلا بحضرة الظابط شهين الجبالي
ماذا؟!.... ماذا قالت هذه الفتاه اقسم ان الارض تهتز من تحت قدمي ما هذا انا لا أفهم شيء ظهرت معالم الدهشه على وجه الجميع وخاصتًا وتين التي كسى الغضب ملامحها وهي تكرر