رواية حب مستحيل الفصل الثاني 2 بقلم ميار دياب
تداخل الوقت بالنسبه لعمر العالم يدور من حوله و هو ثابت جالس بسريره لا يرمش هاتفه يرن منذ شروق الشمس الوقت قد قارب علي العشاء و هو لا يدري تفكيره يقتله يتذكر كل الاحاديث التي دارت بينه و بين والده قبل يومين من وفاته : انا مش راضي عنك طول ما انت راكب دماغك قولي عيبك ايه يا شيخ ردد.. شاب زي الورد يفضل لحد ال ٤٠ رافض الجواز ناقصك ايه يبني حرام عليك
اسرع عمر لفتح الباب بغضب : في ايه و ايه اللي تكسر الباب عاوزين مني ايييه
اجاب عصام : اهدي يا عمر مش كده احنا بس قلقنا عليك مش عاوز ترد علي تليفونك ولا عاوز تفتح الباب ولا خرجت
عمر: انا حر يا اخي مش عاوز اشوف حد
ظهرت لمحة من الاحباط علي وجه عصام فلطلما كان عمر صديقه المفضل رغم فارق السن بينهم و لكنه يعتبر عمر بمثابة اخيه الاصغر ولا يجرؤ علي المضي قدما في شئ بدونه
عمر : خلاص متزعلش مني يا عصام حقك عليا تعالي ادخل و اقفل الباب
اشار عمر للخدم بالانصراف : خلاص يا جماعه فضيناها سيرة اتفضلوا
عصام : معلش اني اتأخرت عليك بس الدنيا عندي في البيت مش احسن حاجه
عمر بقلق: متخانق مع مراتك ولا ايه
عصام: لا لا مراتي ايه ده انا مشوفتهاش من امبارح اصل عمي مات في نفس وقت وفاة والدك فكنت بين هنا و هناك
عمر: ايه؟ بجد ؟؟ لا حول ولا قوة الا بالله طيب مقولتليش ليه طيب
عصام : اقولك ايه يا عمر يعم انت كنت محتاس و عاوز اللي يساعدك
عمر : طيب ايه انهي عم اللي اتوفي؟
عصام: عمي سعيد اللي كنت بحكيلك عنه
عمر : لا اله الا الله ربنا يرحمه …عمك ده مخلف علي كده؟
عصام : لا بس كان متجوز ست طيبه و معاها بنت و كان روحه فيها ربنا يصبرها بقي .
مر اسبوع في منزل الحج سعيد كانت قد اختفت الضحكات و اختفي معها نور المنزل بقيت سارة وحدها تفكر في حديث اعمامها ترجف من فكرة الزواج و خاصة من ايمن سلطان ذلك الاجش الجاهل الذي لا يفقه شيئاً
بجسد هزيل و خطوات مهزوزه توضأت ساره و جلست تشكو لربها : ربي دبر لي فإني لا احسن التدبير
يارب ارحم بابا و ماما و اجعل مثواهم الجنه ..يارب خليك معايا يارب انصرني و قويني و اكتبلي الخير يارب ابعد عني شر
اجهشت ساره بالبكاء و على نحيبها و توسلها لله ان ينجيها من تلك المكيده
و كأن النوم لا يعرف طريقها و الايام تتسابق لتمر ..مر عشرة ايام و هي جالسة وحدها تخاف الخروج حتي لا يراها ايمن سلطان او احد اعمامها
اما عن عمر فظل قابعاً في غربته يلتحف بالاكتئاب قاربت لحيته لمس صدره و وجهه شاحب من قلة الطعام و النوم عمر ذو الاثنين و اربعين خريفاً لطالما ركضت ورائه الفتيات عضلاته البارزه و سماره الجذاب و ابتسامته القاتله لم يكن عمر رجلاً استثنائياً كان رجلاً تتمني كل امرأة وجوده في حياتها ..موت والده قد آثر عليه فاصبح يشرد بذهنه كثيرا لا ينام و احيانا يعاني نوبات اكتئاب جعلت منه مدخناً شرهاً
قطع حبل افكاره طرق احدهم علي الباب فأجاب : ادخل
دخلت فاطمه العامله : صباح الخير يا أستاذ عمر
عمر : صباح الخير يا فاطمه مش عاوز افطر لا ..
ردت فاطمه : في حد مستني حضرتك تحت اقوله انك نايم؟
عمر: حد مين؟
فاطمه : بيقول ان اسمه ابراهيم الدالي
عمر : طيب جاي وراكي شوفيه يشرب ايه
ارتدي عمر ملابسه و نزل
ليجد وجلا منمقاً في العقد الخامس من عمره مبتسماً و يحمل حقيبته المملوءة بالاوراق
عمر : اهلا وسهلا
رد الرجل : اهلا و سهلا بيك يا استاذ عمر البقاء لله
عمر : حياتك الباقيه شكرا ..حضرتك كنت تعرف بابا
رد : في الحقيقه عزيز بيه الرفاعي كان صديق مقرب جدا ليا و مش بس كده انا كمان كنت المحامي الخاص بيه
عمر بإستغراب : ايوه بس المحامي بتاعنا هو نادر الدمرداش مش حضرتك
ليرد : معلوم معلوم بس انا كنت محامي شخصي للمرحوم و جاي لحضرتك بخصوص الوصيه
اندهش عمر : وصية ؟ بابا مقاليش انه سايب وصيه ولا حاجه و بتقول ايه الوصيه دي يا متر؟
رد المتر ابراهيم : طيب مش نجمع العيله ولا حضرتك شايف ايه؟
عمر بإنفعال : عيلة ايه يا استاذ انا والدتي متوفيه و مليش اخوات و لو والدي كاتب لحد حاجه هتروحله لحد عنده انا مش حرامي!!!
قاطعه المتر: العفو يا استاذ مين بس قال كده خلاص اتفضل اقعد و هدي نفسك
و بسم الله نفتح الوصيه :
أنا الموصي عزيز عماد الرفاعي، أوصي بأنني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، أوصي من تركت من أهلي وذريتي، وسائر أقاربي بتقوى الله، وإصلاح ذات البين، وطاعة الله ورسوله، والتواصي بالحق، والصبر عليه، وأوصيهم بمثل ما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب: يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة:132].
ابني العزيز عمر فلذة كبدي و سندي و اول فرحتي اوصيك بتقوي الله في نفسك قبل غيرك خد بالك من الدنيا يبني غروره و ملهاش كبير و اللي مفكر نفسه ملكها خسران انا عشت حياتي عشانك و كانت امنيتي افرح بيك و اشيل عيالك و اطمن عليك و علن نسل عيلة الرفاعي اللي نفسي ميتقطعش من الدنيا وصيتي ليك يبني بسيطه تحققهالي ارضي عنك دنيا و اخره و تستحق تكمل مسيرة الرفاعي و تدير المصانع و هي كالاتي زواجك مِن من تتقي الله فيك و يعقد القران قبل الاربعين و في حالة مخالفتك للوصيه تنتقل املاكي للجمعيات الخيريه المذكوره و دور الايتام