رواية عروس بلا ثمن الفصل الثاني 2 بقلم ايمي نور
عروس بلا ثمن
الفصل 2
مر على زينةاسبوع فى عملها لدى شركة الحديدى استمتعت واحبت عملها كثيرا فقد اتاح لها العمل هنا التعرف على اشخاص وزملاء لها كانوا جميعا لطفاء معها يسود جو من الود والاحترام بينهم لكن تظل دائما اللحظة المفضلة لديها فى يومها كله هو لحظة مراقبتها له فى حضوره وانصرافه تظل تتابعه بشغف واعجاب كما لو كانت ترى احدى نجوم السنيما يمر من امامها كل يوم ليبعث فى قلبها الرهبة لحظة التقاء عينيهم فى كل مرة تشعر بتعمده اطالة النظر اليها لعدة ثوانى تشعر خلالها برفرفة واضطراب دقات قلبها فتصبح على هذه الحالة طوال اليوم تتكرر مجددا لحظة رؤيتها له مغادرا
لحظات كانت تتركها بعدها كما لو كانت خفيفة دون وزن فتصبح تلك اللحظات من اثمن اوقاتها فى يومها كله
استمر يومها كالمعتاد حتى قبل موعدانصرافها بساعة لتهمس لها مها بخفوت
=زينة انا مش قادرة اكمل فلو استاذنت وروحت بدرى هتقدرى انتى تكملى لوحدك
هزت زينة راسها بالايجاب قائلة بثقة
= طبعا روحى انتى ومتقلقيش اساسا مبقاش غير ساعة على الانصراف
زفرت مها قائلة
= ماهو القلق كله من الساعة دى انتى ناسية ده ميعاد خروج رائف بيه ولازم يخرج هو الاول وبعدين نمشى احنا وخايفة يلاحظ غيابى
رتبت زينة على يدها تحاول تطمئنتها
= متقلقيش كده دى ثوانى وبيعدى على طول يعنى مش معقولة هيلاحظ حاجة فيهم
نظرت اليها مها بقلق
= انتى شايفة كده
هزت زينة راسها بالايجاب وهى تنهض من كرسيها
= ايوه ويلا بقى انتى علشان شكلك تعبانة اوووى
وقفت مها لتغادر مودعة زينة التى وقفت تستعد لاستكمال عملها ليمر بها الوقت سريعا لا تنتبه له حتى وقف احد العاملين معها فى الشركة شاب يعمل فى قسم المحاسبة تعينا معا فى نفس اليوم ومنذ ان علم بهذا حتى اخذها فرصة للحديث معها بدعوى انهم حديثى التعين وليس لهم اصدقاء هنا ولكنها اصبحت تشعر معه بالحذر فقد اصبح يتمادى فى حديثه معها بطريقة فظة مبالغ فيها تشعرها بعدم الارتياح وهاهو الان يقف يستند براحة فوق الطاولة امامها يضحك بسماجة على احدى النكات التى قام بالقاءها منذ قليل لتخفض راسها فى محاولة منها لمدارة ضيقها منه حتى دوى صوت جهورى هز ارجاء المكان يهتف =
انت ايه اللى موقفك عندك كده؟
اتسعت عينيها بصدمة عند معرفتها هوية المتحدث لترفع راسها تنظر اليه برعب تحاول تبتلاع لعابها اكثر من مرة لتفشل وهى تراه يتقدم من مكانهم حتى وقف امام الموظف البائس تشع عينيه بغضب عنيف قائلا بجمود
=انت مين وواقف عندك ليه
اخذ الموظف البائس وقد احمر وجه بشده حتى خشيت زينة اصابته بأزمة قلبية يتلعثم فى كلماته يخرجها بصعوبة من فمه
= انا....اصل .....كنت
هدر صوت رائف بعنف قائلا
= انا سألت سؤال ولسه لحد دلوقت ماتجوبش عليه وانا مبحبش اكرر كلامى تانى
فاسرع الموظف يجيبه بأسمه ومكان عمله بتلعثم وخوف ليهز رائف راسه قائلا ببطء
= يعنى مش موظف فى الاستقبال ولا ليك شغل هنا
ليصرخ عاليا بينما وقف جميع الحضور يراقبون ما يحدث بصمت
= يبقى مخصوم منك عشر ايام علشان اللى حصل ده ميتكررش منك او من اى حد يفكر يعملها مفهوم
هدر بالكلمة الاخيرة بصوت عالى جعل كل المتابعين للموقف ينتفضون بفزع حتى زينة الواقفة تتابع ما يحدث برعب وهى تراه يصرف الموظف المرتعب من امامه بحركة مترفعة من يده ليفر من امامه بخطوات سريعة متعثرة ثم نظر رائف الى الجمع المراقب يهتف بحزم
= كل واحد على شغله مش عاوز حد واقف هنا
تبعثر الجمع يمينا ويسارا سريعا يراقبهم هو بلا مبالاة ثم التفت الى زينة بعينيها المتسعة بانبهار واعجاب فتتسع عينيه هو الاخر ولكن دهشة من رؤيته لتلك النظرة دائما الظهور بعينيها ذات اللون السماوى الصافى كلما تقابلت اعينهم فاخذ يطيل هو النظر فيهم ناسيا تماما ماراد تعنيفها عليه حتى انتبه على نفسه وهو ينظر اليها بتلك الطريقة ليتنحنح محاولا اجلاء صوته يهتف بها بحزم
= وانتى اللى حصل ده ماتكررش تانى ده مكتب استقبال للعملاء مش مسرح يتقال عليه نكت فاهمة
هزت زينة راسها وهى مازالت على حالتها المنبهرة بحضوره ليهز راسه باستسلام من تلك الحمقاء امامه مغادرا بخطوات سريعة واثقة تتابعه هى بعينيها باعجاب حتى اختفى عن انظارها لتتنهد تبتسم برقة كما لو كانت لم تتعرض لتعنيف منذ قليل
بداخل احدى اشهر مكاتب المحاماة جلست سوزان الشريف تهز ساقيها بعصيبة وفى يدها احدى سجائرها ذات اللون الوردى تنفس دخانها بعنف لينهض مجدى التهامى المحامى الخاص بها من خلف مكتبه متجها للجلوس فى المقعد المقابل لها يهتف برقة
= اهدى كده يا سوزان مفيش داعى ابدا لعصبيتك دى
اسرعت سوازن باطفاء سجارتها داخل المنفضدة امامها وهى تصرخ بعنف
= انت بتقول ايه يا مجدى عاوزنى بعد عمرى اللى ضيعته مع واحد اد ابويا وبعد كل اللى عملته اطلع كده من كل الحكاية بشوية ملاليم وتقولى اهدى دا ممكن يحصلى حاجة لو ده حصل
راقبها مجدى وهى تخرج سجارة اخرى تشعلها بيد مرتعشة ليحدثها بهدوء محاولا تهدئتها
= مين قالك اننا هنسمح بالكلام ده كلام الوصية واضح لو منفذش خلال شهرين كل حاجة هتبقى بتاعتك وانا وانتى عارفين رائف كويس مش هيعملها عند فى ابوه ولو حتى علشان ميراثه منه اللى كلنا عارفين انه مش محتاجه
نهضت سوزان تلتف حول كرسيها تقف خلفه هاتفة بغضب
= احنا هنضحك على بعض يا مجدى انت عارف كويس انه هينفذ الوصية حتى ولو على رقبته المهم عنده انه ميخلنيش اطول قرش من فلوس ابوه
لتكمل بهمس بضعف
انت ناسى انا عملت ايه فى امه وازاى كنت سبب فى موتها
نهض مجدى هو الاخر قائلا بجدية
يبقى مهمتنا اننا نمنع ده ونقف ادام اى محاولة منه لتنفذها
ضحك سوزان بتوتر تهتف
= وده هنعمله ازاى هنمشى وراه نراقبه
مجدى بتفكير ينظر الى البعيد بشرود
= دى بقى نفكر فيها كويس واكيد مش هنغلب نلاقى ليها حل
شركة الحديدى صباحا
يا نهار مش فايت وحصل ايه بعد كده
هتفت مها بكلماتها تلك بصدمة ورعب بعد ان قصت عليها زينة كل ما حدث بالامس لتهتف زينة بسعادة
= ابدا خصم لسعد عشرة ايام وزعقلى وزغلى بعنيه الحلوين دول وسبنى ومشى
اتسعت عين مها بذهول وهى ترى تلك السعادة المرتسمة فوق وجهها تسألها بدهشة
= بس كده! يعنى مخصمش منك انتى كمان حاجة
هزت زينة راسها بالنفى لتستأنف مها حديثها بهمس كما لو كانت تحدث نفسها
= غريبة اووى دى ده قليل لو مكنش رفدك فيها
صممت تنتبه لنظرات زينة تتجه ناحية باب الشركة تلتمع بسعادة فتلتفت هى الاخرى ناحيته ترى رائف الحديدى يدلف الى الداخل غير مبالى بخطواته الواثقة السريعة حتى توقفت خطواته فجاءة امام مكتب الاستقبال ولصدمتها اتجه بخطواته ناحيتهم يصوب نظراته فوق زينة الوافقة بتخشب تتسع عينيها بانبهار كما هى عادتها كلما راته ليحدثها بحزم مشيرا اليها
= انتى . عشر دقايق وتكونى فوق فى مكتبى
اشارت زينة الى نفسها تسأله بعينيها ان كان يقصدها هى ليجيبها رائف بحدة
= ايوه انتى عشر دقايق والقيكى ادامى مفهوم
هزت زينة راسها بالموافقة بضعف ليلتفت مغادرا دون اضافة كلمة اخرى لتهتف مها فور مغادرته
= نهار مش فايت انا قلت مش هيعديها كده ابدا
التفتت اليها زينة تسألها برعب
= يعنى ايه هيرفدنى طيب معملش كده امبارح ليه
هزت مها كتفيها اشارة عن عدم معرفتها تنظر اليها بشفقة وهى ترى الشحوب يكسو وجهها والدموع تملىء عينيها لتسرع فى توجيهها ناحية المقعد تجلسها فوقه قائلة بهدوء
= اهدى كده وخدى نفسك وان شاء الله هتبقى خصم بس
رفعت زينة راسها اليها بصدمة لتهتف مها
= ايوه اهو احسن من الرفد ولا ايه
هزت زينة راسها بالايجاب لا تستطيع النطق بحرف تجلس فى انتظار مرور تلك العشر دقائق لتحدد مصيرها ليمروا عليها كما لو كانوا عشر سنوات حتى حان موعدها للصعود اليه فنهضت تقدم ساق واتاخر الاخرى الى ان وصلت الى مكتبه تتقدم الى الداخل حتى وقفت امام سكرتيرته والتى اخذت تنظراليها
من اعلاها الى اسفلها تسألها ببرود
= افندم طلباتك؟
تنحنحت زينة محاولة اجلاء صوتها قائلة بصوت هامس متحشرج
= رائف بيه كان عاوزنى فى مكتبه
اتسعت عينى شاهى تسألها بصدمة
= عوزك انتى!
هزت زينة راسها بالايجاب
لتهمس شاهى بتعجب
= هو ايه حكايته بالظبط ؟ الاول يطلب ملفها ودلوقت يقابلها
ثم نهضت من مكانها تتقدم الى باب اخر مغلق لتضع يدها عليه وقبل ان تفتحه التفتت الى زينة قائلا باحتقار
=خليكى عندك واياكى تمدى ايدك على حاجة
وقبل ان تهم زينة بالرد عليها بما يليق بها فتحت الباب تدلف الى الداخل مغلقة اياه خلفها لتهتف زينة
= يا ساتر مشغل عقربة معاه عليها لسان عاوز ...ولا بلاش
وقفت مكانها تنظر الى الباب المغلق امامها تشعر بالتوتر وبالعرق البارد يغرق جسدها من اثر خوفها ورهبة الانتظار ولكن لم تمضى ثوانى حتى خرجت اليها تلك العقربة مرة اخرى تشير اليها بالدخول وعينيها توضح رايها فى هذا اللقاء لتبتسم لها زينة بطرف شفتيها ضحكة مصطنعة وهى تتجاوزها الى الباب وماان خطت الى الداخل حتى وصلت الى انفها رائحة عطره تملأ المكان فقاومت اغلاق عينيها استمتاعا بها تنهر نفسها تتذكرها بسبب حضورها وهى تتقدم بخطوات مترددة بطيئة تسمع صوت الباب تغلقه خلفها تلك العقربة لتبتلع ريقها رعبا ورهبة فقد اصبحت وحيدة معه داخل تلك الغرفة والتى تنطق بالفخامة والرقى تراه يجلس خلف مكتبه يرتدى قميصا اسود رافعا كميه حتى المنتصف كاشفا عن ساعدين قويين يمسك بقلم بين اصابعه يكتب به فوق عدة اوراق امامه متجاهلا اياها تماما
فظلت واقفة مكانها لدقائق تنقل بثقلها من قدم الى اخرى بتوتر حتى قررت ان تنبه الى وجودها فتنحنحت بقوة تنظر اليه فلا تجد اى ردة فعل منه تدل على انتباهه لها لتفعلها مرة اخرى ولكن تلك المرة بصوت اقوى واقرب الى الصراخ ليوقفها صوته الاجش الهادىء قائلا دون ان ينظر باتجاهها
= سمعتك على فكرة ومن اول مرة فبلاش دوشة واقفى ساكتة
اشتعلت عينيها بغضب من كلماته الفظة تلك وتجاهله لها حتى كادت ان تلقى عليه ردا لاذعا يليق به ثم تغادر المكان مرفوعة الرأس ولكن ما ان فتحت فمها لتفعلها حتى رفع اليها رأسه فجاءة ينظر اليها بحدة كما لو كان ادرك ما تنتويه لتقف مكانها متسمرة فمها مفتوح متسعة العينين برهبة تراه يشير اليها بسبابته حتى تقترب منه فاشارت الى صدرها بيدها تسأله بعينيها ايعنيها هى باشارته تلك فترك القلم من يديه يكتف ساعديه فوق صدره يسألها بهدوء
= شايفة حد غيرك هنا موجود ؟
تلفتت تنظر حولها حتى تتاكد قبل ان تهز رأسها بالنفى لترى زواية فمه ترتفع كما لو كان يقاوم الابتسام يحدثها برقة
= طيب يبقى انتى .تعالى اقعدى
تقدمت ببطء تجلس فوق احد المقاعد امامه تخفض راسها وهى تفرك قبضتها بقوة وعصبية فى انتظار حديثه لها
جلس رائف يريح ظهره فوق مقعده مراقبا لها تجلس بتوتر فوق مقعدها منحنية الراس لتسقط خصلات شعرها امامها تنعكس اشعة الشمس الاتية من النافذة فوقه ليصبح كالذهب الخالص فى بريقه يتدلى حاجبا وجهها عن عينيه
ظل يراقبها وهى تقوم بازاحته خلف اذنيها لكنه يعود بتمرد الى وضعه السابق رافضا الخضوع لها بينما جلس هو يراقبها مستمتعا حتى انتبه على نفسه ليعتدل فورا فى جلسته يتنحنح يجلى صوته قائلا بحدة لم يقصدها
= شوفى يا زينة .اسمك زينة صح؟
رفعت زينة راسها تزيح خصلاتها خلف اذنيها تجيبه
= ايوه يا فندم زينة حسين السعدنى
رائف بهدوء وجدية
= تمام .شوفى انتى من بكرة هتتنقلى قسم الارشيف ومكتب الاستقبال ممنوع تقربى منه تانى مفهوم
اتسعت عينى زينة بسعادة تهتف
= يعنى مش هتتطردنى
زفر رائف بحدة قائلا
= اظن ان كلامى واضح ومفهوم بقول هتتنقلى مش هت....
هتفت زينة بفرحة مقاطعة حديثه
= وانا موافقة على اى حاجة حضرتك تقررها
رائف بنفاذ صبر
= وانا مش مستنى موافقتك اوامرى تتنفذ ولو مش عجبك تقدرى تمشى حالا
هتفت زينة سريعا
= لا لا حضرتك كل اوامرك هتتنفذ
لتكمل هامسة باستسلام
= ارشيف ارشيف اهو احسن من مفيش
انتبه رائف لهمسها يسألها
= بتقولى حاجة؟
اجابته زينة بتوتر
= لا مفيش حضرتك ومن بكرة ان شاء الله اوامرك هتتنفذ
امسك رائف بالقلم مرة اخرى يرجع بانتباهه للأوراق امامه مرة اخرى فى اشارة منه لها بالانصراف قائلا بلا اهتمام
= بكرة تروحى قسم الارشيف وهما عندهم علم بأوامرى
نهضت زينة من مقعدها تهم بالانصراف وما ان خطت خطوتين باتجاه الباب حتى استوقفها صوته مناديا لها فلتفتت اليه بتساؤل ليقول رائف بنبرة محذرة
= لو اللى حصل امبارح اتكرر تانى مش هيكون عندى وقتها غير تصرف واحد واظن انك عرفاه
هزت زينة راسها بالايجاب ليرفع يده يشير اليها بالانصراف فاتسرع بالمغادرة بخطوات سريعة متوترة تحمد الله لمرور الامر على خير لا تعلم ما تخبئه لها الايام بعد هذا اللقاء
مرت بها الايام تستمر فى عملها فى قسم الارشيف نعم هو ليس عملا ممتعا كعملها السابق فى الاستقبال ولكنه يفى بالغرض فما يهم انه سوف يكون لديها مرتب تستطيع منه سداد الايحار المتراكم عليها فصاحب المنزل قام باعطاءها انزار اخير حتى اخر هذا الشهر لتستطيع السداد له لذلك هى تتحمل ان تعمل بهذا العمل الممل وتتحمل سماجة العاملين معها فى نفس القسم ترى استخفافهم بها وطريقتهم الساخرة معها بعد علمهم عن كيفية عملها فى هذا القسم فلا يخفى على احد كيف جاء عملها هنا تزامنا مع ماحدث امام مكتب الاستقبال وتعنيف مالك الشركة لها فى هذا اليوم ولذلك الموظف المسكين لتصبح الان مادة للهمز و اللمز بعد نفيها هنا
ظلت تخفض راسها تشعر بدموعها تكاد تتساقط من عينيها وهى تستمع الى الحوار الدائرة بين الفتاتين العاملات معها كما هى العادة يوميا لكنها اليوم لا تشعر بقدرتها على تحمل سخريتهم بعد الان حين قالت احدهم بلؤم
= كويس اننا لما اتعينا جينا نشتغل فى مكاننا على طول مش زاى ناس اتحطت هنا علشان بتشاغل اللى رايح والجاى ووقت الجد يسيبوا غيرهم غير هو اللى تخصم له ويشيل الليلة
الفتاة الاخرى بوقاحة
= ومين قالك هيبطلوا عادتهم اللى فيه داء عمره ما يبطله ولا مش ملاحظة الداخلين و خارجين واللى رجليهم كترت على مكان من بعد ماكان زاى الصحرا ولا حد كان حاسس بينا
هناولم تستطع زينة تحمل كلماتهم ذات المعنى البغيض وما يقصدونه بها لتسرع فى المغادرة تاركة كل شيئ بيدها تسمع ضحكتهم الساخرة تدوى من خلفها
فاخذت تجرى فى الممر المؤدى الى بهو الاستقبال فى اتجاه باب الخروج نهائيا من الشركة تعميها دموع عن رؤية اى شيئ حتى ذلك الواقف فى منتصف بهو الاستقبال يتحدث الى احد الاشخاص ليتوقف عن الحديث هو يضيق ما بين عينيه يتابع خروجها بهذا الحال خارج الشركة
ذهبت زينة بخطوات متعثرة ناحية احدى مقاعد لاستراحة داخل حديقة الشركة الصغيرة تسمح لدموعها اخيرا بالسقوط فاخذت تبكى وتبكى تخرج من داخلها كل ما تكبدته طوال تلك الايام من همز ومز لاتعلم فيما اخطأت حتى يظنوا بها هذا الظن وهل هذا هو رأى كل العاملين معها فى الشركة ايظنونها حقا انها تتعمد التساهل فى المعاملة بينها وبين زملائها من الرجال هل يعتقدونها فتاة سهلة تسعى لايقاع بيهم بين حبائلها
فجاء اتسعت عينيها بصدمة ورعب حين جال فى ذهنها خاطر اخر جعلها تشعر بالغثيان يموج بداخلها
ايعقل ان يكون هذا هو رأيه هو الاخر لذلك قام بنفيها فى ذلك القسم بعيدا عن اعين العاملين بالشركة خوفا منها ومن اخلاقها عليهم
عند هذه الفكرة شعرت بالبرد يزحف الى داخل جسدها ينخر فى عظامها فتضم نفسها بقوة بين ذراعيها تحنى رأسها بألم ودموعها تتساقط دون محاولة منها لايقافها فتظل على حالها هذا غافلة عن كل شيئ حولها حتى تلك الاقدام التى اخذت بالاقتراب منها بهدوء وبطء حتى توقف صاحبها امامها تماما يسألها بصوت قوى
= سيبه شغلك وقاعدة عندك هنا بتعملى ايه
يا زينة